مقالة الدرس ١٤
التَّرنيمَة ٨ في يَهْوَه مُحتَمانا
«إختاروا أنتُم . . . مَن ستَعبُدون»
«أمَّا أنا وبَيتي فسَنَعبُدُ يَهْوَه». — يش ٢٤:١٥.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
أن نَتَذَكَّرَ الأسبابَ الَّتي دَفَعَتنا أن نَختارَ خِدمَةَ يَهْوَه.
١ ماذا علَينا أن نَفعَلَ لِنَتَمَتَّعَ بِالسَّعادَةِ الحَقيقِيَّة، ولِماذا؟ (إشعيا ٤٨:١٧، ١٨)
أبونا السَّماوِيُّ يُحِبُّنا كَثيرًا، ويُريدُ أن نَعيشَ حَياةً حُلْوَة الآنَ وفي المُستَقبَل. (جا ٣:١٢، ١٣) ومع أنَّهُ خَلَقَنا بِمَواهِبَ مُمَيَّزَة، لم يُعْطِنا القُدرَةَ أن نَحكُمَ أنفُسَنا أو نَضَعَ مِقياسَ الصَّوابِ والخَطَإ. (جا ٨:٩؛ إر ١٠:٢٣) فهو يَعرِفُ أنَّنا كَي نَتَمَتَّعَ بِالسَّعادَةِ الحَقيقِيَّة، علَينا أن نَخدُمَهُ ونَعيشَ حَسَبَ مَقاييسِه. — إقرأ إشعيا ٤٨:١٧، ١٨.
٢ بِماذا يُريدُ الشَّيْطَان أن يُقنِعَنا، وماذا فَعَلَ يَهْوَه بِخُصوصِ هذا الادِّعاءِ الكاذِب؟
٢ أمَّا الشَّيْطَان فيُريدُ أن يُقنِعَنا بِأنَّنا نَقدِرُ أن نَعيشَ حَياةً سَعيدَة مِن دونِ يَهْوَه، أنَّ البَشَرَ يَقدِرونَ أن يَحكُموا أنفُسَهُم. (تك ٣:٤، ٥) وكَي يُبَرهِنَ يَهْوَه أنَّ هذا الادِّعاءَ كاذِب، سَمَحَ لِلبَشَرِ المُتَمَرِّدينَ أن يَحكُموا أنفُسَهُم لِوَقتٍ مَحدود. ويَكْفي أن نَنظُرَ حَولَنا لِنَرى النَّتائِجَ المَأساوِيَّة لِحُكمِ البَشَر. مِن جِهَةٍ أُخْرى، الكِتابُ المُقَدَّسُ مَليءٌ بِأمثِلَةٍ عن رِجالٍ ونِساءٍ عاشوا حَياةً مُفرِحَة في خِدمَةِ يَهْوَه. والأبرَزُ بَينَهُم هو يَسُوع المَسِيح. لِنُناقِشْ أوَّلًا الأسبابَ الَّتي دَفَعَت يَسُوع أن يَختارَ خِدمَةَ يَهْوَه. بَعدَ ذلِك، سنَرى لِماذا يَستَحِقُّ أبونا السَّماوِيُّ عِبادَتَنا. وفي الآخِر، سنُراجِعُ أسبابًا تَدفَعُنا نَحنُ أن نَختارَ خِدمَةَ يَهْوَه.
لِماذا اختارَ يَسُوع أن يَخدُمَ يَهْوَه؟
٣ ماذا عَرَضَ الشَّيْطَان على يَسُوع، وماذا اختارَ يَسُوع؟
٣ حينَ كانَ يَسُوع على الأرض، لَزِمَ أن يَأخُذَ قَرارًا بِخُصوصِ مَن سيَخدُم. فبَعدَ وَقتٍ قَصيرٍ مِن مَعمودِيَّتِه، عَرَضَ علَيهِ الشَّيْطَان كُلَّ مَمالِكِ الأرضِ مُقابِلَ أن يَعبُدَهُ مَرَّةً واحِدَة. فأجابَهُ يَسُوع: «إذهَبْ يا شَيْطَان! لِأنَّهُ مَكتوب: ‹يَجِبُ أن تَعبُدَ يَهْوَه إلهَكَ وتُقَدِّمَ لهُ وَحْدَهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة›». (مت ٤:٨-١٠) ولِماذا أخَذَ يَسُوع هذا القَرار؟ لِنَرَ بَعضَ الأسباب.
٤-٥ ما هي بَعضُ الأسبابِ الَّتي دَفَعَت يَسُوع أن يَختارَ خِدمَةَ يَهْوَه؟
٤ السَّبَبُ الرَّئيسِيُّ الَّذي دَفَعَ يَسُوع أن يَختارَ خِدمَةَ يَهْوَه هوَ المَحَبَّة. فيَسُوع أحَبَّ أباهُ مَحَبَّةً شَديدَة لا يَقْوى علَيها شَيءٌ أبَدًا. (يو ١٤:٣١) أيضًا، يَخدُمُ يَسُوع يَهْوَه لِأنَّ هذا هوَ الصَّواب. (يو ٨:٢٨، ٢٩؛ رؤ ٤:١١) فهو يَعرِفُ أنَّ يَهْوَه هو يَنبوعُ الحَياة، أنَّهُ يَستَحِقُّ ثِقَتَنا، وهو إلهٌ كَريمٌ جِدًّا. (مز ٣٣:٤؛ ٣٦:٩؛ يع ١:١٧) فلَطالَما قالَ يَهْوَه الحَقَّ لِيَسُوع، وقد أعْطاهُ كُلَّ ما يَملِك. (يو ١:١٤) بِالمُقابِل، الشَّيْطَان هو سَبَبُ المَوت. كما أنَّهُ كَذَّاب، وكُلُّ ما يَفعَلُهُ هو بِدافِعِ الطَّمَعِ والأنانِيَّة. (يو ٨:٤٤) ولِأنَّ يَسُوع يَعرِفُ هذِهِ الحَقائِق، لم يَخطُرْ على بالِهِ أبَدًا أن يَتَمَثَّلَ بِالشَّيْطَان ويَتَمَرَّدَ على يَهْوَه. — في ٢:٥-٨.
٥ سَبَبٌ آخَرُ دَفَعَ يَسُوع أن يَختارَ خِدمَةَ يَهْوَه هو أنَّهُ كانَ مُتَشَوِّقًا لِيَرى النَّتائِجَ الَّتي ستُحَقِّقُها خِدمَتُهُ الوَلِيَّة. (عب ١٢:٢) فهو عَرَفَ أنَّهُ إذا بَقِيَ أمينًا، فسَيُقَدِّسُ اسْمَ أبيهِ ويُقَدِّمُ الوَسيلَةَ لِإنهاءِ كُلِّ العَذابِ الَّذي سَبَّبَهُ إبْلِيس.
لِماذا يَستَحِقُّ يَهْوَه عِبادَتَنا؟
٦-٧ لِماذا لا يَخدُمُ كَثيرونَ يَهْوَه اليَوم، ولكنْ لِماذا يَستَحِقُّ يَهْوَه عِبادَتَنا؟
٦ كَثيرونَ اليَومَ لا يَخدُمونَ يَهْوَه لِأنَّهُم لم يَتَعَرَّفوا بَعد على صِفاتِهِ الرَّائِعَة، ولم يَتَعَلَّموا عن كُلِّ ما فَعَلَهُ مِن أجْلِهِم. وهكَذا كانَ أهلُ أثِينَا الَّذينَ بَشَّرَهُمُ الرَّسولُ بُولُس. — أع ١٧:١٩، ٢٠، ٣٠، ٣٤.
٧ فقد أوْضَحَ بُولُس لِسامِعيهِ أنَّ الإلهَ الحَقيقِيَّ «يُعْطي جَميعَ النَّاسِ الحَياةَ والنَّفَسَ وكُلَّ شَيء». ثُمَّ أضاف: «بِسَبَبِهِ نَحنُ نَعيشُ ونَتَحَرَّكُ ونوجَد». فاللّٰهُ هوَ الخالِقُ الَّذي «عَمِلَ مِن إنسانٍ واحِدٍ كُلَّ الشُّعوب»، لِذلِك لهُ الحَقُّ في عِبادَتِنا. — أع ١٧:٢٥، ٢٦، ٢٨.
٨ ما الَّذي لن يَفعَلَهُ يَهْوَه أبَدًا؟ أوْضِح.
٨ بِما أنَّ يَهْوَه هوَ الخالِقُ وسَيِّدُ الكَون، فهو يَقدِرُ أن يُجبِرَ النَّاسَ أن يَخدُموه. لكنَّهُ لن يَفعَلَ هذا أبَدًا. بَدَلًا مِن ذلِك، يُعْطينا أدِلَّةً كَثيرَة تُبَرهِنُ أنَّهُ مَوْجودٌ وأنَّهُ يُحِبُّ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا مَحَبَّةً كَبيرَة. فهو يُريدُ أن يَصيرَ أكبَرُ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ أصدِقاءَهُ إلى الأبَد. (١ تي ٢:٣، ٤) لِذلِك يُدَرِّبُنا، نَحنُ خُدَّامَه، لِنُعَلِّمَ الآخَرينَ عن مَقاصِدِهِ ونُخبِرَهُم عن كُلِّ الأشياءِ الجَميلَة الَّتي سيَفعَلُها مِن أجْلِ البَشَر. (مت ١٠:١١-١٣؛ ٢٨:١٩، ٢٠) كما أنَّهُ يُنَظِّمُنا ضِمنَ جَماعاتٍ ويُعَيِّنُ نُظَّارًا مُحِبِّينَ يَهتَمُّونَ بنا. — أع ٢٠:٢٨.
٩ ماذا يُؤَكِّدُ لنا أنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه ظاهِرَة؟
٩ ومَحَبَّةُ يَهْوَه المُمَيَّزَة ظاهِرَةٌ مِن خِلالِ تَعامُلاتِهِ معَ الَّذينَ يَختارونَ أن يُنكِروا وُجودَه. تَأمَّلْ في هذِهِ الحَقائِق: على مَرِّ التَّاريخ، يَختارُ مِلياراتُ النَّاسِ أن يَعيشوا حَسَبَ مَقاييسِهِم لِلصَّوابِ والخَطَإ. مع ذلِك، يُعْطيهِم يَهْوَه بِكُلِّ لُطفٍ ما يَحتاجونَهُ لِيَعيشوا ويَستَمتِعوا بِحَياتِهِم. (مت ٥:٤٤، ٤٥؛ أع ١٤:١٦، ١٧) فهو يَمنَحُهُمُ القُدرَةَ أن يَتَمَتَّعوا بِعَلاقاتٍ مَليئَة بِالمَحَبَّة، يُؤَسِّسوا عائِلَة، ويَنالوا المُكافَآتِ الَّتي تَأتي مِن عَمَلِهِم بِاجتِهاد. (مز ١٢٧:٣؛ جا ٢:٢٤) فِعلًا، تُظهِرُ الأدِلَّةُ بِكُلِّ وُضوحٍ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ يُحِبُّ كُلَّ البَشَر. (خر ٣٤:٦) والآن، لِنَتَذَكَّرْ معًا أسبابًا تَدفَعُنا أن نَختارَ خِدمَةَ يَهْوَه، ولْنَرَ كَيفَ يُكافِئُنا على هذا القَرار.
لِماذا نَختارُ أن نَخدُمَ يَهْوَه؟
١٠ (أ) ما هوَ السَّبَبُ الرَّئيسِيُّ الَّذي يَدفَعُنا أن نَخدُمَ يَهْوَه؟ (متى ٢٢:٣٧) (ب) كَيفَ يُفيدُكَ صَبرُ يَهْوَه؟ (مزمور ١٠٣:١٣، ١٤)
١٠ مِثلَ يَسُوع، السَّبَبُ الرَّئيسِيُّ الَّذي يَدفَعُنا أن نَخدُمَ يَهْوَه هو مَحَبَّتُنا العَميقَة لهُ وتَعَلُّقُنا الشَّديدُ به. (إقرأ متى ٢٢:٣٧.) فنَحنُ نَنجَذِبُ إلى يَهْوَه حينَ نَتَعَلَّمُ عن صِفاتِه. مَثَلًا، فَكِّرْ كم هو صَبورٌ معَ البَشَر. عِندَما تَمَرَّدَ علَيهِ الإسْرَائِيلِيُّون، طَلَبَ مِنهُم مَرَّةً بَعدَ مَرَّة: «إرجِعوا مِن فَضلِكُم عن طُرُقِكُمُ السَّيِّئَة». (إر ١٨:١١) فيَهْوَه يَعرِفُ أنَّنا ناقِصون، يَتَذَكَّرُ أنَّنا مُجَرَّدُ تُراب. (إقرإ المزمور ١٠٣:١٣، ١٤.) ألَا تَندَفِعُ أن تَخدُمَ يَهْوَه إلى الأبَدِ حينَ تَتَأمَّلُ في صَبرِهِ وصِفاتِهِ الرَّائِعَة الأُخْرى؟!
١١ أيُّ أسبابٍ أُخْرى تَدفَعُنا أن نَخدُمَ أبانا السَّماوِيّ؟
١١ أيضًا، نَحنُ نَندَفِعُ أن نَخدُمَ يَهْوَه لِأنَّ هذا هوَ الصَّواب. (مت ٤:١٠) كما أنَّنا نَعرِفُ ماذا ستُحَقِّقُ خِدمَتُنا الوَلِيَّة. فأمانَتُنا تُساهِمُ في تَقديسِ اسْمِ يَهْوَه، تُبَرهِنُ أنَّ الشَّيْطَان كَذَّاب، وتُفَرِّحُ قَلبَ أبينا. وإذا اختَرنا أن نَخدُمَ يَهْوَه اليَوم، فسَيَكونُ لَدَينا الفُرصَةُ أن نَخدُمَهُ إلى الأبَد! — يو ١٧:٣.
١٢-١٣ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ جَايْن وبَامِيلَا؟
١٢ حتَّى لَو كانَ عُمرُنا صَغيرًا جِدًّا، نَقدِرُ أن نُنَمِّيَ مَحَبَّةً عَميقَة لِيَهْوَه، مَحَبَّةً ستَظَلُّ تَقْوى فيما نَكبَرُ في العُمر. لاحِظِ اختِبارَ أُختَيْنِ اسْمُهُما جَايْن وبَامِيلَا.a فحينَ كانَ عُمرُ جَايْن ١١ سَنَةً وبَامِيلَا ١٠ سِنين، بَدَأتا تَدرُسانِ الكِتابَ المُقَدَّس. ومع أنَّ والِدَيْهِما لم يَهتَمَّا بِالدَّرس، سَمَحا لهُما أن تَدرُسا بِشَرطِ أن تَحضُرا القُدَّاسَ معَ العائِلَةِ في نِهايَةِ الأُسبوع. وكَيفَ استَفادَت جَايْن وبَامِيلَا؟ تُخبِرُ جَايْن: «ما تَعَلَّمتُهُ مِنَ الشُّهودِ عنِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ساعَدَني أن أُقاوِمَ الضَّغطَ مِن رِفاقي ولا أتَعاطى المُخَدِّراتِ أو أعيشَ حَياةً فاسِدَة».
١٣ وفي أواخِرِ مُراهَقَةِ جَايْن وبَامِيلَا، صارَتا ناشِرَتَيْن. ولاحِقًا، بَدَأتا تَخدُمانِ كفاتِحَتَيْنِ فيما اهتَمَّتا بِوالِدَيْهِما المُسِنَّيْن. تَقولُ جَايْن وهي تَتَذَكَّرُ ما حَصَل: «تَعَلَّمتُ مِنِ اختِبارِنا الشَّخصِيِّ أنَّ يَهْوَه وَلِيٌّ ويَهتَمُّ بِأصدِقائِه، وأنَّهُ حَسَبَ ٢ تِيمُوثَاوُس ٢:١٩، ‹يَعرِفُ الَّذينَ هُم له›». فلا شَكَّ أنَّ يَهْوَه يَهتَمُّ كَثيرًا بِالَّذينَ يَختارونَ أن يُحِبُّوهُ ويَخدُموه.
١٤ كَيفَ يُساهِمُ كَلامُنا وأعمالُنا في تَبرِئَةِ اسْمِ يَهْوَه مِنَ الاتِّهاماتِ المُوَجَّهَة ضِدَّه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٤ نَحنُ نُريدُ أن نُساهِمَ في تَبرِئَةِ اسْمِ يَهْوَه مِن كُلِّ الاتِّهامات. فَكِّرْ في هذا السِّيناريو: لَدَيكَ صَديقٌ مُقَرَّبٌ وهو لَطيفٌ وكَريمٌ ومُتَسامِح. وذاتَ يَوم، تَسمَعُ أحَدًا يَتَّهِمُهُ بِأنَّهُ قاسٍ وكَذَّاب. فماذا تَفعَل؟ طَبعًا، تُدافِعُ عنه. بِشَكلٍ مُشابِه، عِندَما يُحاوِلُ الشَّيْطَان والَّذينَ تَحتَ تَأثيرِهِ أن يُشَوِّهوا سُمعَةَ يَهْوَه ويَنشُروا أكاذيبَ عنه، نَندَفِعُ أن نَقولَ الحَقيقَةَ ونُدافِعَ بِالتَّالي عنِ اسْمِه. (مز ٣٤:١؛ إش ٤٣:١٠) فنَحنُ نُظهِرُ بِكَلامِنا وأعمالِنا أنَّنا نُريدُ أن نَخدُمَ يَهْوَه مِن كُلِّ نَفْسِنا.
هل ستساهم في الدفاع عن اسم يهوه؟ (أُنظر الفقرة ١٤.)b
١٥ كَيفَ استَفادَ الرَّسولُ بُولُس حينَ عَدَّلَ أهدافَه؟ (فيلبي ٣:٧، ٨)
١٥ ونَحنُ نُعَدِّلُ طَوعًا أهدافَنا في الحَياةِ كَي نَخدُمَ يَهْوَه بِطَريقَةٍ تُرْضيهِ أو نَزيدَ خِدمَتَنا له. مَثَلًا، اختارَ الرَّسولُ بُولُس أن يَتَخَلَّى عن مَركَزٍ بارِزٍ في المُجتَمَعِ كَي يَتبَعَ المَسِيح ويَخدُمَ يَهْوَه. (غل ١:١٤) وبِالنَّتيجَة، عاشَ حَياةً مُفرِحَة وحَصَلَ على الامتِيازِ أن يَحكُمَ معَ المَسِيح في السَّماء. ولم يَندَمْ أبَدًا على قَرارِهِ أن يَخدُمَ يَهْوَه. نَحنُ أيضًا، لن نَندَمَ أبَدًا إذا أخَذْنا نَفْسَ القَرار. — إقرأ فيلبي ٣:٧، ٨.
١٦ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ جُولِيَا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٦ إذا رَكَّزنا على خِدمَةِ يَهْوَه، نَعيشُ حَياةً مُفرِحَة الآنَ وفي المُستَقبَل. لاحِظِ اختِبارَ أُختٍ اسْمُها جُولِيَا. فقَبلَ أن تَتَعَلَّمَ الحَقّ، كانَت تُغَنِّي مُنذُ صِغَرِها في جَوقَةِ الكَنيسَة. فلاحَظَ مُغَنِّي أُوبِرَا مُحتَرِفٌ كَم هي مَوهوبَة وبَدَأ يُدَرِّبُها. ولم يَمْضِ وَقتٌ طَويلٌ حتَّى اشتَهَرَت بِأنَّها مُعجِزَةٌ في الغِناء، وبَدَأَت تُغَنِّي في مَسارِحَ راقِيَة. وفيما كانَت تَتَعَلَّمُ في مَعهَدٍ موسيقِيٍّ مَشهور، بَدَأ رَفيقُها في الصَّفِّ يَتَكَلَّمُ معها عنِ اللّٰه، وأخبَرَها أنَّ اللّٰهَ لهُ اسْمٌ عَلَم، وهذا الاسْم هو يَهْوَه. وبَعدَ وَقتٍ قَصير، صارَت جُولِيَا تَدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع. وفي النِّهايَة، قَرَّرَت أن تُرَكِّزَ على خِدمَةِ يَهْوَه بَدَلَ أن تَسْعى وَراءَ مِهنَةٍ في مَجالِ الموسيقى. لكنَّ قَرارَها لم يَكُنْ سَهلًا. تُخبِر: «كَثيرونَ مِنَ النَّاسِ قالوا لي إنِّي أُضَيِّعُ مَوهِبَتي، لكنِّي أرَدتُ أن أعيشَ حَياتي لِيَهْوَه». وكَيفَ تَنظُرُ جُولِيَا اليَومَ إلى القَرارِ الَّذي أخَذَتهُ مُنذُ أكثَرَ مِن ٣٠ سَنَة؟ تَقول: «أشعُرُ بِراحَةِ البال، ولَدَيَّ ثِقَةٌ كَبيرَة أنَّ يَهْوَه سيُحَقِّقُ لي في المُستَقبَلِ كُلَّ رَغَباتِ قَلبي». — مز ١٤٥:١٦.
حين نركِّز على خدمة يهوه، نعيش أحلى حياة (أُنظر الفقرة ١٦.)c
إستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه
١٧ ماذا يَعْني اقتِرابُ نِهايَةِ هذا العالَمِ لِلَّذينَ اختاروا أن يَخدُموا اللّٰهَ ولِلَّذينَ لم يَفعَلوا ذلِك بَعد؟
١٧ نَحنُ نَعيشُ في آخِرِ أيَّامِ هذا العالَم. كَتَبَ الرَّسولُ بُولُس: «بَعدَ ‹قَليلٍ جِدًّا›، ‹يَصِلُ الآتي ولا يَتَأخَّر›». (عب ١٠:٣٧) وهذا يَعْني أنَّهُ لم يَعُدْ هُناكَ الكَثيرُ مِنَ الوَقتِ لِيَختارَ النَّاسُ أن يَخدُموا يَهْوَه. (١ كو ٧:٢٩) وإذا كُنَّا قد أخَذْنا قَرارَنا أن نَخدُمَ اللّٰه، نَعرِفُ أنَّنا ولَوِ احتَمَلْنا الضِّيقات، فهي ستَكونُ لِوَقتٍ «قَليلٍ جِدًّا».
١٨ ماذا يُريدُ مِنَّا يَسُوع ويَهْوَه أن نَفعَل؟
١٨ لم يُشَجِّعْ يَسُوع تَلاميذَهُ أن يَبدَأوا بِاتِّباعِهِ فَقَط، بل أيضًا أن يَتبَعوهُ دائِمًا. (مت ١٦:٢٤) فإذا كُنَّا نَخدُمُ يَهْوَه مِن سِنين، فلْنُصَمِّمْ أن لا نَستَسلِم. فعلَينا أن نَجتَهِدَ لِنَعيشَ دائِمًا حَسَبَ قَرارِنا. قد لا يَكونُ ذلِك سَهلًا، لكنَّنا سنَشعُرُ بِسَعادَةٍ كَبيرَة ونَتَمَتَّعُ بِبَرَكاتٍ لا مَثيلَ لها، حتَّى مُنذُ الآن! — مز ٣٥:٢٧.
١٩ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ جَان؟
١٩ يَشعُرُ البَعضُ أنَّ خِدمَةَ يَهْوَه تَتَطَلَّبُ الكَثيرَ جِدًّا مِنَ التَّضحِيات. إذا كُنتَ شابًّا، فهل تَشعُرُ أنَّكَ قد تَخسَرُ الكَثيرَ مِنَ الأشياءِ المُمتِعَة إذا خَدَمتَ يَهْوَه؟ يَقولُ أخٌ شابٌّ اسْمُهُ جَان: «أحسَستُ أنِّي مُقَيَّدٌ لِأنِّي مِن شُهودِ يَهْوَه. فقد بَدا لي أنَّ كَثيرينَ مِنَ الشُّبَّانِ الَّذينَ رَبيتُ معهُم يَقْضونَ وَقتًا مُسَلِّيًا في الحَفلات، معَ البَنات، وفي اللَّعِبِ بِألعابِ الفيديو العَنيفَة. أمَّا أنا فمُضطَرٌّ أن أقْضِيَ وَقتي في الاجتِماعاتِ والخِدمَة». وكَيفَ أثَّرَ هذا التَّفكيرُ على جَان؟ يُخبِر: «بَدَأتُ أعيشُ بِوَجهَيْن. وطَوالَ فَترَة، كُنتُ أستَمتِعُ بِوَقتي. لكنَّ هذا لم يَجلُبْ لي أيَّ سَعادَةٍ دائِمَة. فبَدَأتُ أُفَكِّرُ في حَقائِقِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي اختَرتُ أن أتَجاهَلَها، وقَرَّرتُ أن أخدُمَ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبي. ومُنذُ ذلِكَ الوَقت، يَبْدو أنَّ يَهْوَه يَستَجيبُ كُلَّ واحِدَةٍ مِن صَلَواتي».
٢٠ ماذا يَجِبُ أن يَكونَ تَصميمُنا؟
٢٠ رَنَّمَ كاتِبُ أحَدِ المَزَامِير: «سَعيدٌ هوَ الَّذي تَختارُهُ [يا يَهْوَه] وتُقَرِّبُهُ مِنكَ لِكَي يَسكُنَ في بَيتِك». (مز ٦٥:٤) فلْيَكُنْ دائِمًا تَصميمُنا مِثلَ تَصميمِ يَشُوع الَّذي قال: «أمَّا أنا وبَيتي فسَنَعبُدُ يَهْوَه». — يش ٢٤:١٥.
التَّرنيمَة ٢٨ مَن صَديقُكَ يا يَهْوَه؟
a تَمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
b وصف الصور: امرأة تسمع مقاومينا يحتجُّون خارج ملعب فيه اجتماع كبير، ثم تقترب من عربة مطبوعات وتسمع كلمات الحق.
c وصف الصور: تمثيل لقرار جوليا أن تركِّز على خدمة يهوه.