مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٦ ١٥/‏٣ ص ٢١-‏٢٥
  • ‏«كل واحد سيحمل حمله الخاص»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«كل واحد سيحمل حمله الخاص»‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مَطْلَبٌ أَسَاسِيٌّ
  • اِخْتِيَارُ ٱلْعُشَرَاءِ
  • اِخْتِيَارُ ٱلْعَمَلِ
  • ‏«فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ»‏
  • اُطْلُبِ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ
  • هَلْ تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ جَيِّدَةً دَائِمًا؟‏
  • ثق بيهوه لتتخذ قرارات حكيمة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٧
  • كيف يمكنكم ان تتخذوا قرارات صائبة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • اتَّخِذ قرارات تُكرِم اللّٰه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • كيف تأخذ قرارات جيدة؟‏
    عيشوا بفرح الآن وإلى الأبد (‏مناقشة الكتاب المقدس بأسلوب تفاعلي)‏
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
ب٠٦ ١٥/‏٣ ص ٢١-‏٢٥

‏«كُلُّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ ٱلْخَاصَّ»‏

‏«كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُؤَدِّي حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ للّٰهِ».‏ —‏ روما ١٤:‏١٢‏.‏

١ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَحَمَّلَهَا ثَلَاثَةُ شُبَّانٍ عِبْرَانِيِّينَ؟‏

وَاجَهَ شَدرخ وَميشَخ وَعَبدنغو،‏ ثَلَاثَةُ شُبَّانٍ عِبْرَانِيِّينَ يَعِيشُونَ فِي بَابِلَ،‏ قَرَارًا مَصِيرِيًّا.‏ فَهَلْ يَنْحَنُونَ أَمَامَ ٱلتِّمْثَالِ ٱلضَّخْمِ كَمَا ٱقْتَضَتْ شَرِيعَةُ ذلِكَ ٱلْبَلَدِ؟‏ أَمْ يَرْفُضُونَ عِبَادَتَهُ وَيُلْقَوْنَ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَّقِدَةِ؟‏ لَمْ يَكُنْ لَدَى هؤُلَاءِ ٱلشُّبَّانِ وَقْتٌ لِٱسْتِشَارَةِ أَحَدٍ وَلَمْ يَحْتَاجُوا إِلَى فِعْلِ ذلِكَ.‏ فَدُونَ تَرَدُّدٍ أَعْلَنُوا:‏ «لِيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ،‏ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ،‏ أَنَّنَا لَا نَخْدُمُ آلِهَتَكَ،‏ وَلَا نَعْبُدُ تِمْثَالَ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي أَقَمْتَ».‏ (‏دانيال ٣:‏١-‏١٨‏)‏ وَهكَذَا،‏ حَمَلَ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ ٱلثَّلَاثَةُ حِمْلَهُمُ ٱلْخَاصَّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ.‏

٢ مَنِ ٱتَّخَذَ فِعْلِيًّا ٱلْقَرَارَ بِشَأْنِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بَدَلًا مِنَ ٱلْحَاكِمِ ٱلرُّومَانِيِّ بِيلَاطُس،‏ وَهَلْ أَعْفَاهُ ذلِكَ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِ؟‏

٢ بَعْدَ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ بِنَحْوِ سِتَّةِ قُرُونٍ،‏ بَعْدَمَا سَمِعَ ٱلْحَاكِمُ بنطيُوس بِيلَاطُسُ ٱلتُّهَمَ ٱلْمُوَجَّهَةَ إِلَى يَسُوعَ وَنَظَرَ فِي قَضِيَّتِهِ،‏ بَاتَ مُقْتَنِعًا بِبَرَاءَتِهِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْجُمُوعَ طَالَبَتْ بِإِعْدَامِ ٱلْمُتَّهَمِ.‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ حَاوَلَ بِيلَاطُسُ أَلَّا يَسْتَجِيبَ لِطَلَبِهِمْ.‏ وَلكِنْ تَبَيَّنَ لَاحِقًا أَنَّهُ لَا يَرْغَبُ فِي تَحَمُّلِ حِمْلِهِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ وَٱسْتَسْلَمَ لِلضَّغْطِ.‏ فَقَدْ غَسَلَ يَدَيْهِ وَقَالَ:‏ «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هٰذَا ٱلرَّجُلِ».‏ ثُمَّ سَلَّمَهُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.‏ وَهكَذَا،‏ لَمْ يَتَحَمَّلْ مَسْؤُولِيَّتَهُ أَنْ يَتَّخِذَ قَرَارًا بِشَأْنِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ بَلْ سَمَحَ لِلْآخَرِينَ بِأَنْ يَتَّخِذُوهُ بَدَلًا مِنْهُ.‏ إِلَّا أَنَّ مِيَاهَ ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُعْفِيَهُ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِ عَنْ إِصْدَارِ هذَا ٱلْحُكْمِ ٱلْجَائِرِ.‏ —‏ متى ٢٧:‏١١-‏٢٦؛‏ لوقا ٢٣:‏١٣-‏٢٥‏.‏

٣ لِمَاذَا لَا يَنْبَغِي أَنْ نَدَعَ ٱلْآخَرِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْقَرَارَاتِ عَنَّا؟‏

٣ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ تَقْتَدِي بِٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلثَّلَاثَةِ عِنْدَمَا تُضْطَرُّ إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ أَمْ تَدَعُ ٱلْآخَرِينَ يَتَّخِذُونَهَا عَنْكَ؟‏ إِنَّ ٱتِّخَاذَ ٱلْقَرَارَاتِ لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ،‏ إِذْ إِنَّ ٱلْقِيَامَ بِٱلِٱخْتِيَارَاتِ ٱلصَّائِبَةِ يَتَطَلَّبُ ٱلنُّضْجَ.‏ مَثَلًا،‏ يَتَوَجَّبُ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ صَائِبَةٍ عَنْ أَوْلَادِهِمِ ٱلْقَاصِرِينَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱتِّخَاذَ ٱلْقَرَارِ صَعْبٌ جِدًّا حِينَ يَكُونُ ٱلْوَضْعُ مُعَقَّدًا وَتَكُونُ هُنَالِكَ عَوَامِلُ مُتَنَوِّعَةٌ لِلتَّفْكِيرِ فِيهَا.‏ لكِنَّ مَسْؤُولِيَّةَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً جِدًّا بِحَيْثُ تُعَدُّ بَيْنَ ‹ٱلْأَعْبَاءِ› ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَحْمِلَهَا عَنَّا ‹ذَوُو ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ›.‏ (‏غلاطية ٦:‏١،‏ ٢‏)‏ بَلْ هِيَ حِمْلٌ يَجِبُ أَنْ ‹يُؤَدِّيَ بشأنِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ للّٰهِ›.‏ (‏روما ١٤:‏١٢‏)‏ كَمَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ «كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ ٱلْخَاصَّ».‏ (‏غلاطية ٦:‏٥‏)‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏ أَوَّلًا،‏ يَجِبُ أَنْ نُدْرِكَ حُدُودَنَا ٱلْبَشَرِيَّةَ وَنَتَعَلَّمَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ لِئَلَّا نَدَعَهَا تُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏

مَطْلَبٌ أَسَاسِيٌّ

٤ أَيُّ دَرْسٍ مُهِمٍّ بِشَأْنِ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ يَنْبَغِي أَنْ نَتَعَلَّمَهُ مِنْ عِصْيَانِ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْبَشَرِيَّيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ؟‏

٤ فِي فَجْرِ ٱلتَّارِيخِ،‏ ٱتَّخَذَ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْبَشَرِيَّانِ ٱلْأَوَّلَانِ قَرَارًا أَسْفَرَ عَنْ نَتَائِجَ مَأْسَاوِيَّةٍ.‏ فَقَدِ ٱخْتَارَا أَنْ يَأْكُلَا مِنْ ثَمَرِ شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ.‏ (‏تكوين ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وَعَلَامَ أَسَّسَا قَرَارَهُمَا؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «رَأَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَنَّ ٱلشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلْأَكْلِ وَشَهِيَّةٌ لِلْعُيُونِ،‏ وَأَنَّ ٱلشَّجَرَةَ مُثِيرَةٌ لِلنَّظَرِ.‏ فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ.‏ ثُمَّ أَعْطَتْ أَيْضًا زَوْجَهَا مَعَهَا فَأَكَلَ».‏ (‏تكوين ٣:‏٦‏)‏ فَقَرَارُ حَوَّاءَ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلرَّغْبَةِ ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ وَمَا فَعَلَتْهُ حَدَا بِآ‌دَمَ أَنْ يَنْضَمَّ إِلَيْهَا.‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ ‹ٱجْتَازَتِ ٱلْخَطِيَّةُ وَٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ›.‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ إِنَّ عِصْيَانَ آدَمَ وَحَوَّاءَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَلِّمَنَا دَرْسًا مُهِمًّا يَتَعَلَّقُ بِحُدُودِ ٱلْبَشَرِ:‏ اَلْإِنْسَانُ مُعَرَّضٌ لِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ خَاطِئَةٍ مَا لَمْ يَلْتَصِقْ بِٱلْإِرْشَادِ ٱلْإِلهِيِّ.‏

٥ أَيُّ إِرْشَادٍ يُزَوِّدُنَا إِيَّاهُ يَهْوَه،‏ وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْهُ؟‏

٥ وَكَمْ يَسُرُّنَا أَنَّ يَهْوَه ٱللّٰهَ لَمْ يَتْرُكْنَا دُونَ إِرْشَادٍ!‏ تَقُولُ لَنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ:‏ «تَسْمَعُ أُذُنَاكَ كَلِمَةً خَلْفَكَ تَقُولُ:‏ ‹هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ.‏ اُسْلُكُوا فِيهَا›،‏ حِينَ تَمِيلُ إِلَى ٱلْيَمِينِ،‏ وَحِينَ تَمِيلُ إِلَى ٱلْيَسَارِ».‏ (‏اشعيا ٣٠:‏٢١‏)‏ فَيَهْوَه يَتَكَلَّمُ مَعَنَا مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا،‏ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ نَدْرُسَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَنَكْتَسِبَ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً مِنْهَا.‏ فَلِكَيْ نَقُومَ بِٱلْخِيَارَاتِ ٱلصَّائِبَةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَاوَلَ ‹ٱلطَّعَامَ ٱلْقَوِيَّ الذِي لِلنَّاضِجِينَ›.‏ وَ ‹بِٱلْمُمَارَسَةِ تَصِيرُ قُوَى إِدْرَاكِنَا مُدَرَّبَةً عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ›.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ فَيُمْكِنُنَا تَدْرِيبُ قُوَى إِدْرَاكِنَا بِتَطْبِيقِ مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏

٦ مَاذَا يَلْزَمُ لِكَيْ يَعْمَلَ ضَمِيرُنَا بِشَكْلٍ صَحِيحٍ؟‏

٦ إِنَّ مَلَكَةَ ٱلضَّمِيرِ هِيَ عَامِلٌ مُهِمٌّ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ.‏ فَٱلضَّمِيرُ لَدَيْهِ قُدْرَةٌ عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ وَبِإِمْكَانِهِ أَنْ ‹يَتَّهِمَنَا أَوْ يَعْذِرَنَا›.‏ (‏روما ٢:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَلكِنْ لِكَيْ يَعْمَلَ ضَمِيرُنَا بِشَكْلٍ صَحِيحٍ،‏ يَجِبُ أَنْ يَتَنَوَّرَ بِٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَيَصِيرَ حَسَّاسًا بِتَطْبِيقِ هذِهِ ٱلْكَلِمَةِ.‏ وَإِلَّا فَإِنَّهُ سَيَتَأَثَّرُ بِسُهُولَةٍ بِٱلْعَادَاتِ وَٱلتَّقَالِيدِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْبِيئَةَ ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا وَآرَاءَ ٱلْآخَرِينَ يُمْكِنُ أَيْضًا أَنْ تُضَلِّلَنَا.‏ وَمَاذَا يَحْدُثُ لِضَمِيرِنَا عِنْدَمَا نَتَجَاهَلُ تَكْرَارًا وَخْزَهُ وَنَنْتَهِكُ ٱلْمَقَايِيسَ ٱلْإِلهِيَّةَ؟‏ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ يُصْبِحُ ‹مَكْوِيًّا› كَٱلْجِلْدِ ٱلْمَيِّتِ —‏ إِذْ يَصِيرُ قَاسِيًا وَفَاقِدَ ٱلْحِسِّ.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ أَمَّا ٱلضَّمِيرُ ٱلْمُدَرَّبُ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ فَهُوَ مُرْشِدٌ جَدِيرٌ بِٱلثِّقَةِ.‏

٧ أَيُّ مَطْلَبٍ هُوَ أَسَاسِيٌّ بُغْيَةَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ؟‏

٧ إِذًا،‏ هُنَالِكَ مَطْلَبٌ أَسَاسِيٌّ يَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ قَادِرًا عَلَى تَحَمُّلِ مَسْؤُولِيَّةِ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ.‏ وَهذَا ٱلْمَطْلَبُ هُوَ نَيْلُ مَعْرِفَةٍ دَقِيقَةٍ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱمْتِلَاكُ ٱلْقُدْرَةِ عَلَى تَطْبِيقِهَا.‏ فَبَدَلًا مِنَ ٱلتَّسَرُّعِ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَصْرِفَ ٱلْوَقْتَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ وَنَسْتَخْدِمَ مَقْدِرَتَنَا ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ فِي تَطْبِيقِهَا.‏ حَتَّى عِنْدَمَا نُضْطَرُّ إِلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ فَوْرِيٍّ،‏ كَمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ مَعَ شَدرخ وَمِيشخ وَعبدنغو،‏ نَكُونُ مُجَهَّزِينَ جَيِّدًا إِذَا ٱمْتَلَكْنَا مَعْرِفَةً دَقِيقَةً مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَدَرَّبْنَا ضَمِيرَنَا وَفْقًا لَهَا.‏ وَلِكَيْ نَعْرِفَ كَيْفَ يُمْكِنُ لِجِدِّنَا فِي ٱلتَّقَدُّمِ إِلَى ٱلنُّضْجِ أَنْ يُحَسِّنَ قُدْرَتَنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ،‏ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي مَجَالَيْنِ مِنْ مَجَالَاتِ حَيَاتِنَا.‏

اِخْتِيَارُ ٱلْعُشَرَاءِ

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ أَيُّ مَبْدَأَيْنِ يُظْهِرَانِ ضَرُورَةَ تَجَنُّبِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ؟‏ (‏ب)‏ هَلْ يَقْتَصِرُ مَا تُشِيرُ إِلَيْهِ ٱلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ عَلَى ٱلصَّدَاقَةِ مَعَ أَشْخَاصٍ مُجَرَّدِينَ مِنَ ٱلْمَبَادِئِ؟‏

٨ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «لَا تَضِلُّوا.‏ اَلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ تُفْسِدُ ٱلْعَادَاتِ ٱلنَّافِعَةَ».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏)‏ وَقَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «لَسْتُمْ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ».‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩‏)‏ عِنْدَمَا نَتَعَلَّمُ هذَيْنِ ٱلْمَبْدَأَيْنِ سُرْعَانَ مَا نُدْرِكُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَجَنُّبِ مُعَاشَرَةِ ٱلْعَاهِرِينَ،‏ ٱلزُّنَاةِ،‏ ٱلسَّارِقِينَ،‏ ٱلسِّكِّيرِينَ،‏ وَأَمْثَالِهِمْ.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَلكِنْ إِذْ نَتَقَدَّمُ فِي مَعْرِفَةِ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نُدْرِكُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُضِرِّ أَيْضًا قَضَاءُ ٱلْوَقْتِ مَعَ أَشْخَاصٍ كَهؤُلَاءِ بِمُشَاهَدَتِهِمْ فِي ٱلْأَفْلَامِ،‏ عَلَى ٱلتّلفِزيون،‏ أَوْ عَلَى شَاشَاتِ ٱلْكُمْبيوتِر أَوْ بِٱلْقِرَاءَةِ عَنْهُمْ فِي ٱلْكُتُبِ.‏ وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي مُعَاشَرَةِ «ٱلْمُنَافِقِينَ» فِي غُرَفِ ٱلدَّرْدَشَةِ عَلَى ٱلْإِنْتِرنِت.‏ —‏ مزمور ٢٦:‏٤‏.‏

٩ وَمَاذَا عَنِ ٱلْمُعَاشَرَةِ ٱللَّصِيقَةِ لِلَّذِينَ هُمْ طَاهِرُونَ أَدَبِيًّا وَلكِنْ يَنْقُصُهُمُ ٱلْإِيمَانُ بِٱلْإِلهِ ٱلْحَقِيقِيِّ؟‏ تَقُولُ لَنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِنَّ ‹ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ›.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وَهذَا مَا يُسَاعِدُنَا كَيْ نُدْرِكَ أَنَّ مَا يَجْعَلُ ٱلْمُعَاشَرَاتِ رَدِيئَةً لَيْسَ فَقَطْ كَوْنَ عُشَرَائِنَا مُتَسَاهِلِينَ أَوْ مُنْحَطِّينَ أَدَبِيًّا.‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَلَّا تَرْبُطَنَا صَدَاقَاتٌ حَمِيمَةٌ إِلَّا مَعَ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه.‏

١٠ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ نَاضِجَةٍ تَتَعَلَّقُ بِمُعَاشَرَتِنَا لِلْعَالَمِ؟‏

١٠ إِلَّا أَنَّ تَجَنُّبَ أَيِّ ٱحْتِكَاكٍ مَعَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ لَيْسَ مُمْكِنًا أَوْ حَتَّى مَطْلُوبًا.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٥‏)‏ فَٱلِٱشْتِرَاكُ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ ٱلتَّعَلُّمُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ ٱلذَّهَابُ إِلَى ٱلْعَمَلِ هِيَ أُمُورٌ تَتَطَلَّبُ ٱلِٱحْتِكَاكَ بِٱلْعَالَمِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُتَزَوِّجَ بِرَفِيقٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ يُضْطَرُّ إِلَى مُعَاشَرَةِ ٱلْعَالَمِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ.‏ وَلكِنْ إِذَا دَرَّبْنَا قُوَى إِدْرَاكِنَا،‏ فَسَنَفْهَمُ أَنَّ ٱلْمُعَاشَرَةَ ٱلْمَحْدُودَةَ ٱلضَّرُورِيَّةَ لِلْعَالَمِ تَخْتَلِفُ كُلِّيًّا عَنِ ٱمْتِلَاكِ رَوَابِطَ مَتِينَةٍ مَعَهُ.‏ (‏يعقوب ٤:‏٤‏)‏ وَهكَذَا،‏ نَتَمَكَّنُ مِنِ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ نَاضِجَةٍ فِي مَسَائِلَ مِثْلِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ بَعْدَ دَوَامِ ٱلْمَدْرَسَةِ —‏ كَٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ وَٱلسَّهَرَاتِ ٱلرَّاقِصَةِ —‏ وَحُضُورِ ٱلَحَفَلَاتِ وَمَآ‌دِبِ ٱلْعَشَاءِ ٱلْمُعَدَّةِ لِلْمُوَظَّفِينَ.‏

اِخْتِيَارُ ٱلْعَمَلِ

١١ مَا هُوَ أَوَّلُ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ فِيهِ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْعَمَلِ؟‏

١١ يُسَاعِدُنَا تَطْبِيقُ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِنُضْجٍ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِكَيْفِيَّةِ إِتْمَامِ ٱلْتِزَامِنَا بِأَنْ ‹نَعُولَ أَهْلَ بَيْتِنَا›.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ وَأَوَّلُ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ فِيهِ هُوَ طَبِيعَةُ ٱلْعَمَلِ —‏ أَيْ مَا يَتَطَلَّبُهُ مِنَّا.‏ فَمِنَ ٱلْخَطَإِ حَتْمًا ٱخْتِيَارُ عَمَلٍ يُرَوِّجُ أَمْرًا يَدِينُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِدَانَةً مُبَاشِرَةً.‏ بِنَاءً عَلَى ذلِكَ،‏ لَا يَقْبَلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ وَظَائِفَ تَشْمُلُ ٱلْصَّنَمِيَّةَ،‏ السَّرِقَةَ،‏ إِسَاءَةَ ٱسْتِعْمَالِ ٱلدَّمِ،‏ أَو غَيْرَهَا مِنَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلَّتِي لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ كَمَا أَنَّنَا لَا نَكْذِبُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ أَوْ نَغُشُّهُمْ،‏ حَتَّى لَوْ طَلَبَ مِنَّا صَاحِبُ ٱلْعَمَلِ ٱلْقِيَامَ بِذلِكَ.‏ —‏ اعمال ١٥:‏٢٩؛‏ رؤيا ٢١:‏٨‏.‏

١٢،‏ ١٣ إِضَافَةً إِلَى طَبِيعَةِ ٱلْعَمَلِ،‏ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي ٱلتَّفْكِيرُ فِيهَا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْعَمَلِ؟‏

١٢ وَمَاذَا لَوْ لَمْ يَكُنِ ٱلْعَمَلُ بِحَدِّ ذَاتِهِ مُخَالِفًا لِأَيِّ مَطْلَبٍ إِلهِيٍّ؟‏ فِيمَا تَزْدَادُ مَعْرِفَتُنَا لِلْحَقِّ وَتَتَحَسَّنُ قُوَى إِدْرَاكِنَا،‏ نَعْرِفُ أَنَّ هُنَالِكَ عَوَامِلَ أُخْرَى يَنْبَغِي أَخْذُهَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ.‏ فَمَاذَا لَوْ كَانَ ٱلْعَمَلُ يَضْطَرُّنَا إِلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي مُمَارَسَةٍ لَا تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ كَوَظِيفَةِ ٱلرَّدِّ عَلَى ٱلْمُكَالَمَاتِ ٱلْهَاتِفِيَّةِ فِي مَكَانٍ لِلْمُقَامَرَةِ؟‏ كَمَا أَنَّ مَصْدَرَ ٱلرَّوَاتِبِ وَمَوْقِعَ ٱلْعَمَلِ هُمَا عَامِلَانِ يَجِبُ ٱلتَّفْكِيرُ فِيهِمَا.‏ مَثَلًا،‏ كَمُتَعَهِّدٍ يَعْمَلُ لِحِسَابِهِ ٱلْخَاصِّ،‏ هَلْ تَقْبَلُ عَمَلًا يَشْمُلُ طِلَاءَ إِحْدَى كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ مُسَاهِمًا بِٱلتَّالِي فِي تَرْوِيجِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ؟‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٤-‏١٦‏.‏

١٣ وَمَاذَا تَفْعَلُ إِذَا وَقَّعَ رَبُّ عَمَلِكَ عَقْدًا لِطِلَاءِ أَحَدِ أَمَاكِنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ تُفَكِّرَ فِي عَوَامِلَ مِثْلِ:‏ مَا مَدَى تَحَكُّمِكَ فِي مَا يَجْرِي ٱلْقِيَامُ بِهِ وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ أَنْتَ مَعْنِيٌّ بِٱلْأَمْرِ.‏ وَمَاذَا عَنِ ٱلْقِيَامِ بِعَمَلٍ خِدْمَاتِيٍّ لَا يَدِينُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مِثْلِ تَوْزِيعِ ٱلْبَرِيدِ فِي أَحْيَاءٍ تَتَضَمَّنُ أَمَاكِنَ تُرَوِّجُ مُمَارَسَاتٍ خَاطِئَةً؟‏ أَلَا يُؤَثِّرُ ٱلْمَبْدَأُ فِي متى ٥:‏٤٥ عَلَى قَرَارِكَ؟‏ لكِنَّ ٱلْأَمرَ ٱلَّذِي لَا يَجِبُ ٱلتَّغَاضِي عَنْهُ هُوَ مَدَى تَأْثِيرِ قِيَامِكَ بِٱلْعَمَلِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ فِي ضَمِيرِكَ.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٨‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّ تَحَمُّلَ حِمْلِنَا ٱلْخَاصِّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْعَمَلِ يَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نَشْحَذَ قُوَى إِدْرَاكِنَا وَنُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ.‏

‏«فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ»‏

١٤ فِيمَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَأَمَّلَ عِنْدَمَا نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ؟‏

١٤ مَاذَا عَنِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِأُمُورٍ أُخْرَى مِثْلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ أَوْ بَعْضِ ٱلْعِلَاجَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ؟‏ حِينَ نُضْطَرُّ إِلَى ٱتِّخَاذِ أَيِّ قَرَارٍ،‏ يَجِبُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ذَاتِ ٱلْعَلَاقَةِ ثُمَّ نَسْتَخْدِمَ مَقْدِرَتَنَا ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ عِنْدَ تَطْبِيقِهَا.‏ قَالَ سُلَيْمَانُ ٱلْحَكِيمُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ:‏ «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ،‏ وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ.‏ فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ،‏ وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ».‏ —‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عَنِ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟‏

١٥ غَالِبًا مَا تُؤَثِّرُ قَرَارَاتُنَا فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ لِذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُولِيَ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ لَمْ يَعُدْ مَطْلُوبًا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَقَيَّدُوا بِكَثِيرٍ مِنْ مَطَالِبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْأَطْعِمَةِ.‏ فَكَانَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَأْكُلُوا أَطْعِمَةً ٱعْتُبِرَتْ نَجِسَةً فِي ٱلشَّرِيعَةِ مَا لَمْ يُعْتَبَرْ أَكْلُهَا خَاطِئًا بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى.‏ لكِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ قَالَ عِنْدَمَا كَتَبَ عَنْ لَحْمِ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّذِي قَدْ يَكُونُ لَهُ عَلَاقَةٌ بِهَيْكَلٍ لِلْأَصْنَامِ:‏ «إِذَا كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي،‏ فَلَنْ آكُلَ لَحْمًا أَبَدًا،‏ لِئَلَّا أُعْثِرَ أَخِي».‏ (‏١ كورنثوس ٨:‏١١-‏١٣‏)‏ فَقَدْ شَجَّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَّلِينَ عَلَى أَخْذِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ لِئَلَّا يُعْثِرُوهُمْ.‏ نَحْنُ أَيْضًا لَا يَنْبَغِي أَنْ تَجْعَلَنَا قَرَارَاتُنَا «مَعْثَرَةً» لِلْآخَرِينَ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٢‏.‏

اُطْلُبِ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ

١٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟‏

١٦ اَلصَّلَاةُ هِيَ خَيْرُ مُسَاعِدٍ لَنَا فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ.‏ يَقُولُ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ تَنْقُصُهُ حِكْمَةٌ،‏ فَلْيُدَاوِمْ عَلَى ٱلطَّلَبِ مِنَ ٱللّٰهِ،‏ لِأَنَّهُ يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِكَرَمٍ وَلَا يُعَيِّرُ،‏ فَسَيُعْطَى لَهُ».‏ (‏يعقوب ١:‏٥‏)‏ فَبِكُلِّ ثِقَةٍ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَلْجَأَ إِلَى يَهْوَه فِي ٱلصَّلَاةِ كَيْ نَطْلُبَ مِنْهُ ٱلْحِكْمَةَ ٱللَّازِمَةَ لِاتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةِ.‏ وَعِنْدَمَا نَتَكَلَّمُ مَعَ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ عَنْ هُمُومِنَا وَنَطْلُبُ إرْشَادَهُ،‏ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ لِكَيْ نَفْهَمَ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي نَتَأَمَّلُ فِيهَا وَنَتَذَكَّرَ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي رُبَّمَا فَاتَتْنَا.‏

١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَنَا ٱلْآخَرُونَ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟‏

١٧ وَهَلْ يُمْكِنُ لِلْآخَرِينَ أَنْ يُسَاعِدُونَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟‏ نَعَمْ.‏ إِنَّ يَهْوَه يُزَوِّدُنَا بِأَشْخَاصٍ نَاضِجِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏افسس ٤:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فَمِنَ ٱلْمُلَائِمِ ٱسْتِشَارَتُهُمْ،‏ وَخُصُوصًا إِذَا كَانَ ٱلْقَرَارُ ٱلَّذِي نُوَاجِهُهُ قَرَارًا مُهِمًّا.‏ فَٱلْأَشْخَاصُ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ بَصِيرَةٌ رُوحِيَّةٌ وَخِبْرَةٌ فِي ٱلْحَيَاةِ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَلْفُتُوا ٱنْتِبَاهَنَا إِلَى مَبَادِئَ إِلهِيَّةٍ أُخْرَى قَدْ تُؤَثِّرُ فِي قَرَارِنَا وَتُسَاعِدُنَا عَلَى ‹تَيَقُّنِ ٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً›.‏ (‏فيلبي ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَلكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَحْذَرَ لِئَلَّا نَدَعَ ٱلْآخَرِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْقَرَارَاتِ بَدَلًا مِنَّا.‏ فَهذِهِ هِيَ مَسْؤُولِيَّتُنَا نَحْنُ.‏

هَلْ تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ جَيِّدَةً دَائِمًا؟‏

١٨ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ عَنْ نَتِيجَةِ ٱلْقَرَارِ ٱلصَّائِبِ؟‏

١٨ هَلْ تُؤَدِّي دَائِمًا ٱلْقَرَارَاتُ ٱلْمُتَّخَذَةُ وَفْقَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَضَمِيرِنَا ٱلْمُدَرَّبِ إِلَى نَتِيجَةٍ جَيِّدَةٍ؟‏ نَعَمْ،‏ عَلَى ٱلْمَدَى ٱلطَّوِيلِ.‏ لكِنَّ ٱلنَّتِيجَةَ ٱلْقَصِيرَةَ ٱلْأَمَدِ قَدْ لَا تَكُونُ كَذلِكَ أَحْيَانًا.‏ مَثَلًا،‏ عَرَفَ شَدرخ وَمِيشخ وَعبدنغو أَنَّ قَرَارَهُمْ أَلَّا يَعْبُدُوا ٱلتِّمْثَالَ ٱلضَّخْمَ قَدْ يُؤَدِّي إِلَى مَوْتِهِمْ.‏ (‏دانيال ٣:‏١٦-‏١٩‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ بَعْدَمَا قَالَ ٱلرُّسُلُ لِلسَّنْهَدْرِيمِ ٱلْيَهُودِيِّ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ ٱللّٰهُ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسُ،‏ جُلِدُوا ثُمَّ أُطْلِقُوا.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٧-‏٢٩،‏ ٤٠‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ قَدْ يُؤَثِّرُ «ٱلْوَقْتُ وَٱلْحَوَادِثُ غَيْرُ ٱلْمُتَوَقَّعَةِ» سَلْبًا فِي نَتِيجَةِ قَرَارِنَا.‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ فَإذَا عَانَيْنَا ٱلْمَشَاكِلَ رَغْمَ أَنَّنَا ٱتَّخَذْنَا ٱلْقَرَارَ ٱلصَّائِبَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ بِأَنَّ يَهْوَه سَيُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ وَيُبَارِكُنَا فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٧‏.‏

١٩ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْمِلَ بِشَجَاعَةٍ حِمْلَنَا ٱلْخَاصَّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟‏

١٩ إِذًا،‏ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ يَجِبُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْ مَبَادِئَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَنَسْتَخْدِمَ مَقْدِرَتَنَا ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ لِتَطْبِيقِهَا.‏ وَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُهَا يَهْوَه مِنْ خِلَالِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ وَٱلْأَشْخَاصِ ٱلنَّاضِجِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ!‏ فَبِاتِّبَاعِ هذَا ٱلْإِرْشَادِ وَٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ هذَيْنِ ٱلتَّدْبِيرَيْنِ،‏ لِنَحْمِلْ بِشَجَاعَةٍ حِمْلَنَا ٱلْخَاصَّ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ فِي ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ.‏

مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟‏

‏• أَيُّ مَطْلَبٍ هُوَ أَسَاسِيٌّ بُغْيَةَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ؟‏

‏• كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلتَّقَدُّمُ نَحْوَ ٱلنُّضْجِ فِي ٱخْتِيارِنَا لِلْعُشَرَاءِ؟‏

‏• مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُهِمَّةِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نَأْخُذَهَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلْعَمَلِ؟‏

‏• أَيُّ أَمْرٍ هُوَ خَيْرُ مُسَاعِدٍ لَنَا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

يُعَلِّمُنَا عِصْيَانُ آدَمَ وَحَوَّاءَ دَرْسًا مُهِمًّا

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

اِبْحَثْ عَنِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ مُهِمٍّ

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة