مقالة الدرس ١٣
التَّرنيمَة ٤ «يَهْوَه راعِيَّ»
يَدُ يَهْوَه لَيسَت أقصَرَ مِن أن تُساعِدَنا
«هل يَدُ يَهْوَه قَصيرَة؟». — عد ١١:٢٣.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
أن نُقَوِّيَ ثِقَتَنا بِأنَّ يَهْوَه سيُؤَمِّنُ حاجاتِنا المادِّيَّة.
١ كَيفَ أظهَرَ مُوسَى ثِقَتَهُ بِيَهْوَه عِندَما أخرَجَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن مِصْر؟
مِن بَينِ أمثِلَةِ الإيمانِ الكَثيرَة في سِفرِ العِبْرَانِيِّين، مِثالُ مُوسَى بارِزٌ جِدًّا. (عب ٣:٢-٥؛ ١١:٢٣-٢٥) فهو أظهَرَ إيمانًا كَبيرًا عِندَما أخرَجَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن مِصْر. ولم يَسمَحْ لِلخَوفِ مِن فِرْعَوْن وجَيشِهِ أن يُسَيطِرَ علَيه. بل وَثِقَ بِيَهْوَه وقادَ الشَّعبَ عَبْرَ البَحرِ الأحْمَر ولاحِقًا في الصَّحراء. (عب ١١:٢٧-٢٩) ومع أنَّ مُعظَمَ الإسْرَائِيلِيِّينَ خَسِروا ثِقَتَهُم بِقُدرَةِ يَهْوَه على الاهتِمامِ بهِم، ظَلَّ مُوسَى يَثِقُ بِإلهِه. وإيمانُهُ كانَ في مَحَلِّهِ لِأنَّ اللّٰهَ أمَّنَ بِعَجيبَةٍ الطَّعامَ والماءَ لِيُعيلَ شَعبَهُ في الصَّحراءِ القاحِلَة.a — خر ١٥:٢٢-٢٥؛ مز ٧٨:٢٣-٢٥.
٢ لِماذا سَألَ اللّٰهُ مُوسَى: «هل يَدُ يَهْوَه قَصيرَة»؟ (عدد ١١:٢١-٢٣)
٢ صَحيحٌ أنَّ إيمانَ مُوسَى كانَ قَوِيًّا، لكنَّهُ بَعدَ سَنَةٍ تَقريبًا مِن تَحريرِ إسْرَائِيل بِعَجيبَة، شَكَّكَ في قُدرَةِ يَهْوَه أن يُعْطِيَ لَحمًا لِشَعبِه. فهو لم يَقدِرْ أن يَتَخَيَّلَ كَيفَ يُمكِنُ أن يُؤَمِّنَ يَهْوَه ما يَكْفي مِنَ اللَّحمِ لِيُشبِعَ المَلايينَ المُخَيِّمينَ في الصَّحراءِ المُقفِرَة. لكنَّ يَهْوَه في جَوابِهِ سَألَ مُوسَى: «هل يَدُ يَهْوَه قَصيرَة؟». (إقرإ العدد ١١:٢١-٢٣.) وفي هذِهِ الآيَة، تُشيرُ عِبارَةُ «يَدِ يَهْوَه» إلى روحِ اللّٰهِ القُدُس، أو قُوَّتِهِ العامِلَة. فكَأنَّ يَهْوَه كانَ يَسألُ مُوسَى: ‹هل تَظُنُّ فِعلًا أنِّي لا أقدِرُ أن أفعَلَ كما قُلتُ؟›.
٣ لِماذا يَهُمُّنا ما حَصَلَ مع مُوسَى والإسْرَائِيلِيِّين؟
٣ هل تَساءَلتَ يَومًا إنْ كانَ يَهْوَه سيَهتَمُّ بِحاجاتِكَ المادِّيَّة أنتَ وعائِلَتِك؟ سَواءٌ فَكَّرتَ في هذا السُّؤالِ أم لا، لِنَتَأمَّلْ في ما حَصَلَ مع مُوسَى والإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ لم يَثِقوا كِفايَةً بِقُدرَةِ اللّٰهِ على الاهتِمامِ بهِم. ومَبادِئُ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي سنُناقِشُها ستُساعِدُنا أن نُقَوِّيَ ثِقَتَنا بِأنَّ يَدَ يَهْوَه لَيسَت أبَدًا أقصَرَ مِن أن تُساعِدَنا.
تَعَلَّمْ مِن مُوسَى والإسْرَائِيلِيِّين
٤ ماذا رُبَّما دَفَعَ كَثيرينَ أن يُشَكِّكوا في قُدرَةِ يَهْوَه على تَأمينِ حاجاتِهِمِ المادِّيَّة؟
٤ لِنُراجِعِ السِّياق مَعًا. فأُمَّةُ إسْرَائِيل و «حَشْدٌ كَبيرٌ مُختَلَط» مِن غَيرِ الإسْرَائِيلِيِّينَ كانوا مُنذُ بَعضِ الوَقتِ يَسيرونَ في الصَّحراءِ العَظيمَة في طَريقِهِم مِن مِصْر إلى أرضِ المَوْعِد. (خر ١٢:٣٨؛ تث ٨:١٥) فضَجِرَ الجَمعُ المُختَلَط مِن أكلِ المَنّ، وشَعَرَ كَثيرونَ مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِثلَهُم وراحوا جَميعًا يَتَشَكَّوْن. (عد ١١:٤-٦) فقد بَدَأَ الشَّعبُ يَحِنُّونَ إلى الطَّعامِ الَّذي كانوا يَأكُلونَهُ في مِصْر. وتَحتَ هذا الضَّغط، يَبْدو أنَّ مُوسَى فَكَّرَ أنَّ علَيهِ شَخصِيًّا أن يُؤَمِّنَ حاجاتِهِم. — عد ١١:١٣، ١٤.
٥-٦ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن تَأثيرِ الجَمعِ المُختَلَط على إسْرَائِيلِيِّينَ كَثيرين؟
٥ تَأثَّرَ الإسْرَائِيلِيُّونَ كما يَبْدو بِقِلَّةِ التَّقديرِ الَّتي أظهَرَها الجَمعُ المُختَلَط. نَحنُ أيضًا قد نَتَأثَّرُ بِمَوْقِفِ النَّاسِ غَيرِ الشَّاكِرينَ حَولَنا، ولا نَعودُ نَفرَحُ بِما يُقَدِّمُهُ يَهْوَه لنا. وقد يَحدُثُ هذا إذا بَدَأنا نَحِنُّ إلى ما كانَ لَدَينا مِن قَبل، أو نَحسُدُ الآخَرينَ على ما لَدَيهِم. ولكنْ إذا نَمَّينا القَناعَة، فسَنَشعُرُ بِسَعادَةٍ أكبَرَ مَهْما كانَت ظُروفُنا.
٦ أيضًا، كانَ يَلزَمُ أن يَتَذَكَّرَ الإسْرَائِيلِيُّونَ أنَّ اللّٰهَ أكَّدَ لهُم أنَّهُم حينَ يَصِلونَ إلى مَوْطِنِهِمِ الجَديد، سيَتَمَتَّعونَ بِخَيراتٍ كَثيرَة. فهذا الوَعدُ كانَ سيَتَحَقَّقُ في أرضِ المَوْعِد، لا خِلالَ تَنَقُّلِهِم في الصَّحراء. بِشَكلٍ مُشابِه، بَدَلَ أن نُرَكِّزَ على ما لا نَملِكُهُ في هذا العالَم، جَيِّدٌ أن نُفَكِّرَ في ما يَعِدُنا بهِ يَهْوَه في العالَمِ الجَديد. وجَيِّدٌ أيضًا أن نَتَأمَّلَ في آياتٍ تُساعِدُنا أن نُقَوِّيَ ثِقَتَنا بِيَهْوَه.
٧ لِماذا نَقدِرُ أن نَثِقَ بِأنَّ يَدَ يَهْوَه لَيسَت أقصَرَ مِن أن تُساعِدَنا؟
٧ مع ذلِك، قد تُفَكِّر: ‹لِماذا سَألَ اللّٰهُ مُوسَى: «هل يَدُ يَهْوَه قَصيرَة»؟›. فرُبَّما كانَ يَهْوَه يُساعِدُ مُوسَى أن لا يُفَكِّرَ فَقَط كم قَوِيَّةٌ هي يَدُهُ العَظيمَة، بل أيضًا إلى أيِّ مَدًى يُمكِنُ أن تَصِل. فقد كانَ اللّٰهُ قادِرًا أن يُؤَمِّنَ لِلإسْرَائِيلِيِّينَ كَمِّيَّةً كَبيرَة مِنَ اللَّحمِ رَغمَ أنَّهُم في وَسَطِ الصَّحراء. وقد أظهَرَ قُدرَتَهُ «بِيَدٍ قَوِيَّة وذِراعٍ مَمدودَة». (مز ١٣٦:١١، ١٢) لِذلِك حينَ نُواجِهُ الصُّعوبات، لا يَجِبُ أن نَشُكَّ أنَّ يَهْوَه سيَمُدُّ يَدَهُ إلى أن تَصِلَ إلَينا شَخصِيًّا وتُساعِدَنا. — مز ١٣٨:٦، ٧.
٨ كَيفَ نَتَجَنَّبُ أن نَرتَكِبَ نَفْسَ الخَطَإ الَّذي ارتَكَبَهُ كَثيرونَ مِمَّن كانوا في الصَّحراء؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٨ لم يَمُرَّ وَقتٌ طَويلٌ حتَّى أمَّنَ يَهْوَه اللَّحمَ لِلشَّعب. فصارَ لَدَيهِم كَمِّيَّاتٌ كَبيرَة مِن طُيورِ الفِرِّيّ. لكنَّ الإسْرَائِيلِيِّينَ لم يَشكُروا اللّٰهَ على هذِهِ العَجيبَة. بَدَلًا مِن ذلِك، استَسلَمَ كَثيرونَ مِنهُم لِلطَّمَعِ وعَمِلوا لَيلَ نَهارَ لِيُجَمِّعوا كَمِّيَّةً كَبيرَة مِنَ الطُّيور. فغَضِبَ يَهْوَه كَثيرًا على هؤُلاءِ «الَّذينَ اشتَهَوْا شَهوَةً أنانِيَّة» وعاقَبَهُم على فَعلَتِهِم. (عد ١١:٣١-٣٤) ونَحنُ اليَومَ نَتَعَلَّمُ مِن مِثالِهِم. فيَلزَمُ أن نَنتَبِهَ لِئَلَّا نَقَعَ ضَحِيَّةَ الطَّمَع. فسَواءٌ كُنَّا أغنِياءَ أو فُقَراء، يَجِبُ أن نُعْطِيَ الأوْلَوِيَّةَ في حَياتِنا لِنُجَمِّعَ «كُنوزًا في السَّماء»، وذلِك حينَ نُحافِظُ على صَداقَةٍ قَوِيَّة مع يَهْوَه ويَسُوع. (مت ٦:١٩، ٢٠؛ لو ١٦:٩) وإذا فَعَلنا ذلِك، نَقدِرُ أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه سيَهتَمُّ بنا.
أي روح أظهرها كثيرون في الصحراء، وماذا نتعلم من هذه الحادثة؟ (أُنظر الفقرة ٨.)
٩ بِماذا نَثِقُ تَمامًا؟
٩ يَمُدُّ يَهْوَه يَدَهُ لِيُساعِدَ شَعبَهُ اليَوم. لكنَّ هذا لا يَعْني أنَّنا لن نُعانِيَ أبَدًا مِن خَسارَةٍ مادِّيَّة أو لن نَجوعَ على الإطلاق.b إلَّا أنَّ يَهْوَه لن يَترُكَنا أبَدًا، بل سيَدعَمُنا في مُختَلَفِ الصُّعوبات. وكَي نَفهَمَ الفِكرَةَ بِشَكلٍ أوْضَح، سنَأخُذُ حالَتَيْنِ نُظهِرُ فيهِما ثِقَتَنا بِأنَّ يَهْوَه سيَمُدُّ يَدَهُ لِيُؤَمِّنَ حاجاتِنا المادِّيَّة: (١) حينَ نَمُرُّ بِمَشاكِلَ مادِّيَّة و (٢) حينَ نُخَطِّطُ لِنُؤَمِّنَ حاجاتِنا المادِّيَّة في المُستَقبَل.
التَّعامُلُ مَعَ المَشاكِلِ المادِّيَّة
١٠ ما الَّذي قد يُسَبِّبُ لنا مَشاكِلَ مادِّيَّة؟
١٠ فيما تَقتَرِبُ نِهايَةُ هذا العالَمِ أكثَرَ فأكثَر، نَتَوَقَّعُ أن تَصيرَ الظُّروفُ الاقتِصادِيَّة أسوَأ. فالاضطِراباتُ السِّياسِيَّة، النِّزاعاتُ المُسَلَّحَة، الكَوارِثُ الطَّبيعِيَّة، أوِ الأوْبِئَةُ الجَديدَة قد تُكَلِّفُنا مَصاريفَ غَيرَ مُتَوَقَّعَة أو تُخَسِّرُنا عَمَلَنا، مُمتَلَكاتِنا، أو بَيتَنا. وقد نُضطَرُّ أن نَجِدَ عَمَلًا جَديدًا في مِنطَقَتِنا، أو أن نُفَكِّرَ في الانتِقالِ مع عائِلَتِنا إلى مِنطَقَةٍ أُخْرى كَي نُؤَمِّنَ حاجاتِهِم. فماذا يُساعِدُنا أن نَأخُذَ قَراراتٍ تُظهِرُ ثِقَتَنا بِيَدِ يَهْوَه؟
١١ ماذا يُساعِدُكَ أن تُواجِهَ المَشاكِلَ المادِّيَّة؟ (لوقا ١٢:٢٩-٣١)
١١ إحْدى الخُطُواتِ الأساسِيَّة والنَّاجِحَة هي أن تُلْقِيَ هُمومَكَ على يَهْوَه. (أم ١٦:٣) فاطلُبْ مِنهُ أن يُعْطِيَكَ الحِكمَةَ لِتَأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة، وقَلبًا هادِئًا يُساعِدُكَ أن ‹لا تَقلَقَ وتَحمِلَ هَمًّا› بِخُصوصِ وَضعِك. (إقرأ لوقا ١٢:٢٩-٣١.) تَوَسَّلْ إلَيهِ أن يُساعِدَكَ لِتُنَمِّيَ القَناعَةَ بِضَرورِيَّاتِ الحَياة. (١ تي ٦:٧، ٨) أيضًا، قُمْ بِبَحثٍ في مَطبوعاتِنا لِتَعرِفَ كَيفَ تَتَخَطَّى المَشاكِلَ المادِّيَّة. وقدِ استَفادَ كَثيرونَ مِنَ المَوادِّ المُتَوَفِّرَة على مَوْقِعِنا jw.org حَولَ مُعالَجَةِ المَشاكِلِ المالِيَّة.
١٢ أيُّ أسئِلَةٍ تُساعِدُ المَسِيحِيَّ أن يَأخُذَ أفضَلَ قَرارٍ مِن أجْلِ عائِلَتِه؟
١٢ إستَسلَمَ البَعضُ لِلإغراءِ وقَبِلوا عَمَلًا يَتَطَلَّبُ مِنهُم أن يَبتَعِدوا عن عائِلَتِهِم. ولكنْ في أغلَبِ الأحيان، تَبَيَّنَ أنَّ قَرارَهُم لم يَكُنْ حَكيمًا. فقَبلَ أن تَقبَلَ عَمَلًا جَديدًا، لا تُفَكِّرْ في الفَوائِدِ المادِّيَّة فَقَط، بل في الكُلفَةِ الرُّوحِيَّة أيضًا. (لو ١٤:٢٨) إسألْ نَفْسَك: ‹كَيفَ يُمكِنُ أن تَتَأثَّرَ عَلاقَتي بِرَفيقِ زَواجي إذا ابتَعَدتُ عنه؟ كَيفَ سيُؤَثِّرُ انتِقالي إلى مِنطَقَةٍ أُخْرى على اجتِماعاتي وخِدمَتي وعِشرَتي لِلإخوَة؟›. وإذا كانَ لَدَيكَ أوْلاد، يَلزَمُ أيضًا أن تَسألَ نَفْسَكَ هذا السُّؤالَ المُهِمّ: ‹كَيفَ سأُرَبِّي أوْلادي «في تَأديبِ يَهْوَه وتَوجيهِهِ الفِكرِيِّ» إذا لم أكُنْ معهُم؟›. (أف ٦:٤) دَعْ تَفكيرَ اللّٰهِ يُرشِدُك، لا تَفكيرَ العائِلَةِ أوِ الأصدِقاءِ الَّذينَ لا يَحتَرِمونَ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس.c طُونِي مَثَلًا، الَّذي يَعيشُ في غَربِ آسْيَا، تَلَقَّى عِدَّةَ عُروضِ عَمَلٍ مُغرِيَة خارِجَ بَلَدِه. ولكنْ بَعدَما صَلَّى في هذا الخُصوصِ وناقَشَ المَسألَةَ مع زَوجَتِه، قَرَّرَ أن يَرفُضَ العُروضَ وأن يُحاوِلا معًا أن يَخفِضا مَصروفَ عائِلَتِهِما. يَتَذَكَّرُ طُونِي تِلكَ الفَترَةَ ويَقول: «حَصَلتُ على الامتِيازِ أن أُساعِدَ عِدَّةَ أشخاصٍ أن يَتَعَرَّفوا على يَهْوَه، ووَلَدانا يُحِبَّانِ الحَقَّ كَثيرًا. وقد تَعَلَّمَت عائِلَتُنا أنَّنا ما دُمنا نَعيشُ حَسَبَ مَتَّى ٦:٣٣، فيَهْوَه سيَهتَمُّ بنا».
التَّخطيطُ لِتَأمينِ حاجاتِنا المادِّيَّة في المُستَقبَل
١٣ ماذا يُمكِنُ أن نَفعَلَ الآنَ لِنَهتَمَّ بِحاجاتِنا المادِّيَّة حينَ نَكبَر؟
١٣ أيضًا، قد تُمتَحَنُ ثِقَتُنا بِيَدِ يَهْوَه فيما نُفَكِّرُ كَيفَ سيَكونُ وَضعُنا حينَ نَكبَرُ في العُمر. الكِتابُ المُقَدَّسُ يُشَجِّعُنا أن نَعمَلَ بِاجتِهادٍ كَي نَقدِرَ أن نَهتَمَّ بِحاجاتِنا المادِّيَّة في المُستَقبَل. (أم ٦:٦-١١) ومِنَ العَمَلِيِّ أن نَضَعَ شَيئًا جانِبًا لِلمُستَقبَل، حَسبَما تَسمَحُ إمكانِيَّاتُنا. فالمالُ يُؤَمِّنُ مِقدارًا مِنَ الحِمايَة. (جا ٧:١٢) ولكنْ يَجِبُ أن نَنتَبِهَ لِئَلَّا يَصيرَ السَّعْيُ وَراءَ المادِّيَّاتِ هَمَّنا الأوَّلَ في الحَياة.
١٤ لِماذا يَلزَمُ أن نُفَكِّرَ في العِبْرَانِيِّين ١٣:٥ حينَ نُخَطِّطُ لِحاجاتِنا المادِّيَّة المُستَقبَلِيَّة؟
١٤ أعْطى يَسُوع مَثَلًا يوضِحُ كم مِنَ الغَباءِ أن يُجَمِّعَ الشَّخصُ المالَ دونَ أن يَكونَ «غَنِيًّا في نَظَرِ اللّٰه». (لو ١٢:١٦-٢١) فلا أحَدَ يَعلَمُ ما يَحمِلُهُ الغَد. (أم ٢٣:٤، ٥؛ يع ٤:١٣-١٥) وكَأتباعٍ لِلمَسِيح، نَحنُ نُواجِهُ تَحَدِّيًا إضافِيًّا. فيَسُوع قالَ إنَّنا يَجِبُ أن نَكونَ مُستَعِدِّينَ أن ‹نَتَخَلَّى› عن كُلِّ مُمتَلَكاتِنا لِنَكونَ تَلاميذَ له. (لو ١٤:٣٣) في القَرنِ الأوَّل، تَقَبَّلَ المَسِيحِيُّونَ في اليَهُودِيَّة بِفَرَحٍ خَسارَةً كهذِه. (عب ١٠:٣٤) وفي زَمَنِنا، يُضَحِّي كَثيرونَ مِن إخوَتِنا بِأمنِهِمِ المادِّيِّ لِأنَّهُم يَرفُضونَ أن يُقَدِّموا وَلاءَهُم لِنِظامٍ سِياسِيّ. (رؤ ١٣:١٦، ١٧) فماذا يُساعِدُهُم أن يَأخُذوا مَواقِفَ كهذِه؟ لَدَيهِم ثِقَةٌ مُطلَقَة بِوَعدِ يَهْوَه: «لن أترُكَكَ ولن أتَخَلَّى عنك». (إقرإ العبرانيين ١٣:٥.) فنَحنُ نَجتَهِدُ لِنُخَطِّطَ لِحاجاتِنا المُستَقبَلِيَّة؛ وإذا حَدَثَ أمرٌ مُفاجِئ، نَثِقُ بِدَعمِ يَهْوَه.
١٥ أيُّ نَظرَةٍ مُتَّزِنَة إلى الأوْلادِ يَجِبُ أن تَكونَ لَدى الوالِدينَ المَسِيحِيِّين؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٥ في بَعضِ الحَضارات، يُنجِبُ المُتَزَوِّجونَ الأوْلادَ بِشَكلٍ رَئيسِيٍّ لِيَكونَ لَدَيهِم مَن يَدعَمُهُم مادِّيًّا حينَ يَكبَرونَ في العُمر. بِمَعْنًى آخَر، يَعتَبِرُ هؤُلاءِ الأزواجُ أوْلادَهُم نَوعًا مِنَ «الاستِثمارِ» لِفَترَةِ التَّقاعُد. لكنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يَقولُ إنَّ الوالِدينَ هُمُ الَّذينَ يَجِبُ أن يَهتَمُّوا بِحاجاتِ أوْلادِهِم. (٢ كو ١٢:١٤) طَبعًا، قد يَحتاجُ الوالِدونَ إلى مُساعَدَةٍ عَمَلِيَّة فيما يَكبَرون، وكَثيرونَ مِنَ الأوْلادِ يَفرَحونَ بِأن يُرَتِّبوا لِيُقَدِّموا هذِهِ المُساعَدَة. (١ تي ٥:٤) لكنَّ الوالِدينَ المَسِيحِيِّينَ يَعرِفونَ أنَّ فَرحَتَهُمُ الكَبيرَة لَيسَت بِأن يَحصُلوا على الدَّعمِ المادِّيِّ مِن أوْلادِهِم، بل بِأن يَرَوْهُم خُدَّامًا لِيَهْوَه. — ٣ يو ٤.
الأزواج المسيحيون الواثقون بيهوه يعتمدون على مبادئ الكتاب المقدس حين يأخذون قرارات متعلقة بالمستقبل (أُنظر الفقرة ١٥.)d
١٦ كَيفَ يُجَهِّزُ الوالِدونَ أوْلادَهُم لِيُعيلوا أنفُسَهُم؟ (أفسس ٤:٢٨)
١٦ يا والِدون، عَلِّموا أوْلادَكُم بِمِثالِكُم أن يَثِقوا بِيَهْوَه فيما تُساعِدونَهُم أن يَستَعِدُّوا لِيُعيلوا أنفُسَهُم. ومِن صِغَرِهِم، أظهِروا لهُم قيمَةَ العَمَلِ بِاجتِهاد. (أم ٢٩:٢١؛ إقرأ أفسس ٤:٢٨.) وفيما يَكبَرون، ساعِدوهُم أن يُعْطوا أفضَلَ ما لَدَيهِم في المَدرَسَة. وجَيِّدٌ أن تَقوموا بِبَحثٍ عن مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّسِ وتُطَبِّقوها لِتُساعِدوهُم أن يَأخُذوا قَراراتٍ حَكيمَة بِخُصوصِ التَّعليم. وهذا سيُجَهِّزُ أوْلادَكُم لِيُعيلوا أنفُسَهُم ويَشتَرِكوا كامِلًا في الخِدمَةِ المَسِيحِيَّة.
١٧ مِمَّ نَحنُ أكيدون؟
١٧ يَستَطيعُ خُدَّامُ يَهْوَه الأوْلِياءُ أن يَعتَمِدوا على قُدرَتِهِ ورَغبَتِهِ في تَأمينِ حاجاتِهِمِ المادِّيَّة. وفيما نَقتَرِبُ مِن نِهايَةِ هذا العالَم، نَتَوَقَّعُ أن توضَعَ ثِقَتُنا بِيَهْوَه تَحتَ الامتِحان. ولكنْ مَهْما حَصَل، فلْنُصَمِّمْ أن نَثِقَ بِأنَّ يَهْوَه سيَستَعمِلُ قُوَّتَهُ لِيُؤَمِّنَ حاجاتِنا المادِّيَّة. ونَقدِرُ أن نَكونَ أكيدينَ أنَّ يَدَهُ القَوِيَّة وذِراعَهُ المَمدودَة لن تَكونا أبَدًا أقصَرَ مِن أن تَصِلا إلَينا وتُساعِدانا.
التَّرنيمَة ١٥٠ أُطلُبوا خَلاصَ يَهْوَه
a أُنظُرْ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد تِشْرِين الأوَّل (أُكْتُوبَر) ٢٠٢٣.
b أُنظُرْ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١٥ أيْلُول (سِبْتَمْبِر) ٢٠١٤.
c أُنظُرِ المَقالَة «ما مِن أحَدٍ يَستَطيعُ أن يَخدُمَ رَبَّيْن» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١٥ نَيْسَان (أبْرِيل) ٢٠١٤.
d وصف الصور: والدان مسيحيان واثقان بيهوه يتواصلان مع ابنتهما، التي تخدم هي وزوجها في مشروع بناء قاعة ملكوت.