مقالة الدرس ٧
التَّرنيمَة ١٥ مَجِّدوا ابنَ يَهْوَه البِكر!
غُفرانُ يَهْوَه: ما يَعْنيهِ لك
«عِندَكَ الغُفرانُ الحَقيقِيّ». — مز ١٣٠:٤.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
التَّأمُّلُ في صُوَرٍ كَلامِيَّة مُعَبِّرَة في الكِتابِ المُقَدَّسِ سيَزيدُ تَقديرَنا لِلغُفرانِ الحَقيقِيِّ مِن يَهْوَه لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا.
١ لِماذا غُفرانُ البَشَرِ واحِدِهِم لِلآخَرِ غالِبًا ما يَكونُ مُحَيِّرًا؟
«سامَحتُك». كم تُريحُنا هذِهِ الكَلِمَة، وخاصَّةً إذا قُلنا أو فَعَلنا شَيئًا جَرَحَ شَخصًا آخَر! ولكنْ ماذا تَعْني فِعلًا كَلِمَةُ «سامَحتُك»؟ هل يَقصِدُ الشَّخصُ الَّذي جَرَحتَهُ أنَّ صَداقَتَكُما عادَت تَمامًا كما كانَت؟ أم يَعْني فَقَط أنَّهُ لا يُريدُ أن يَتَكَلَّمَ بَعد عنِ المَوْضوع؟ حَقًّا، غُفرانُ البَشَرِ أمرٌ مُحَيِّر.
٢ كَيفَ يَصِفُ الكِتابُ المُقَدَّسُ غُفرانَ يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الحاشِيَة.)
٢ غُفرانُ يَهْوَه لنا نَحنُ البَشَرَ النَّاقِصينَ مُختَلِفٌ تَمامًا عن غُفرانِنا واحِدِنا لِلآخَر. فغُفرانُ يَهْوَه لا مَثيلَ له. قالَ كاتِبُ المَزْمُور عن يَهْوَه: «عِندَكَ الغُفرانُ الحَقيقِيّ، ولِذلِك يَهابُكَ النَّاس».a (مز ١٣٠:٤) نَعَم، غُفرانُ يَهْوَه هوَ «الغُفرانُ الحَقيقِيّ». فيَهْوَه هوَ الَّذي يَضَعُ المِقياسَ الأعْلى لِما يَعْنيهِ الغُفرانُ حَقًّا. وفي بَعضِ الحالات، استَعمَلَ كُتَّابُ الكِتابِ المُقَدَّسِ كَلِمَةً عِبْرَانِيَّة مُقابِلَ الغُفرانِ لا تُستَعمَلُ أبَدًا في الحَديثِ عن غُفرانِ البَشَر.
٣ ماذا يَجعَلُ غُفرانَ يَهْوَه مُختَلِفًا عن غُفرانِنا؟ (إشعيا ٥٥:٦، ٧)
٣ حينَ يَغفِرُ يَهْوَه لِأحَد، يَمْحو خَطِيَّتَهُ كُلِّيًّا وتَعودُ العَلاقَةُ بَينَهُما تَمامًا كما كانَت مِن قَبل. فيَهْوَه يَغفِرُ كامِلًا وبِكَرَم. كم تُطَمِّنُنا هذِهِ الفِكرَة! — إقرأ إشعيا ٥٥:٦، ٧.
٤ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نَفهَمَ المَعْنى الحَقيقِيَّ لِلغُفران؟
٤ بِما أنَّ غُفرانَ يَهْوَه مُختَلِفٌ عن غُفرانِنا، فكَيفَ لنا نَحنُ البَشَرَ النَّاقِصينَ أن نَفهَمَ مَعْناهُ الحَقيقِيّ؟ يُساعِدُنا يَهْوَه مِن خِلالِ صُوَرٍ كَلامِيَّة مُعَبِّرَة توضِحُ لنا كَيفَ يَغفِر. وفي هذِهِ المَقالَة، سنُحَلِّلُ بَعضًا مِنها. وسَنَرى مِن خِلالِ هذِهِ الإيضاحاتِ كَيفَ يُزيلُ يَهْوَه الخَطايا، وفي الوَقتِ نَفْسِهِ يَرُدُّ العَلاقَةَ الجَيِّدَة الَّتي تَضَرَّرَت بِسَبَبِ الخَطِيَّة. وفيما نَتَأمَّلُ في هذِهِ الصُّوَر، سيَزيدُ تَقديرُنا لِأبينا الحَنونِ الَّذي يَصِفُ لنا غُفرانَهُ بِطُرُقٍ كَثيرَة جِدًّا.
يَهْوَه يُزيلُ خَطايانا
٥ ماذا يَحدُثُ عِندَما يُسامِحُنا يَهْوَه على خَطايانا؟
٥ في الكِتابِ المُقَدَّس، غالِبًا ما تُشَبَّهُ الخَطايا بِأحمالٍ ثَقيلَة. فالمَلِكُ دَاوُد وَصَفَ خَطاياه قائِلًا: «ذُنوبي صارَت أعْلى مِن رَأسي؛ هي مِثلُ حِملٍ ثَقيلٍ لا أقدِرُ أن أتَحَمَّلَه». (مز ٣٨:٤) لكنَّ يَهْوَه يُسامِحُ الخُطاةَ التَّائِبينَ على خَطاياهُم. (مز ٢٥:١٨؛ ٣٢:٥) وفي بَعضِ الآيات، التَّعبيرُ العِبْرَانِيُّ المُتَرجَمُ إلى «سامَحَ» و «غَفَرَ» يَعْني مِن حَيثُ الأساسُ «رَفَعَ» أو «حَمَلَ». وهذا قد يَجعَلُنا نَتَخَيَّلُ يَهْوَه رَجُلًا قَوِيًّا يَرفَعُ مَجازِيًّا حِملَ الخَطِيَّةِ عن أكتافِنا ويَحمِلُهُ بَعيدًا.
«سامحْتَ» (مز ٣٢:٥)
٦ كم يُبعِدُ يَهْوَه خَطايانا؟
٦ وتُظهِرُ صورَةٌ كَلامِيَّة أُخْرى كم يُبعِدُ يَهْوَه خَطايانا. فالمَزْمُور ١٠٣:١٢ يَقول: «كبُعدِ الشَّرقِ عنِ الغَرب، يُبعِدُ عنَّا خَطايانا». الشَّرقُ هو أبعَدُ نُقطَةٍ عنِ الغَرب. وهاتانِ النُّقطَتانِ لا تَلتَقِيانِ أبَدًا. بِكَلِماتٍ أُخْرى، يُبعِدُ يَهْوَه خَطايانا عنَّا ويَأخُذُها إلى أبعَدِ مَكانٍ نَتَخَيَّلُه. ما أروَعَ هذا الوَصفَ المُطَمئِنَ لِغُفرانِ يَهْوَه!
«كبُعد الشرق عن الغرب» (مز ١٠٣:١٢)
٧ كَيفَ يَصِفُ الكِتابُ المُقَدَّس ما يَفعَلُهُ يَهْوَه بِخَطايانا؟ (ميخا ٧:١٨، ١٩)
٧ صَحيحٌ أنَّ يَهْوَه يَأخُذُ مَجازِيًّا خَطايانا ويُبعِدُها عنَّا، ولكنْ هل يَظَلُّ مُتَمَسِّكًا بها؟ لا. كَتَبَ المَلِكُ حَزَقِيَّا عن يَهْوَه: «طَرَحتَ وَراءَ ظَهرِكَ كُلَّ خَطاياي». (إش ٣٨:٩، ١٧) وهذِهِ الصُّورَةُ الكَلامِيَّة تُظهِرُ أنَّ يَهْوَه يَرْمي خَطايا خُدَّامِهِ التَّائِبينَ بَعيدًا عن نَظَرِه. ويُمكِنُ أيضًا أن تُتَرجَمَ إلى: «جَعَلتَ [خَطايايَ] كأنَّها لم تَحصُل». وقد أكَّدَ الكِتابُ المُقَدَّسُ على هذِهِ الفِكرَةِ في صورَةٍ كَلامِيَّة أُخْرى في مِيخَا ٧:١٨، ١٩. (إقرأها.) فهُناك نَقرَأُ أنَّ يَهْوَه يَرْمي خَطايانا في أعماقِ البَحر. وفي الأزمِنَةِ القَديمَة، كانَ مِنَ المُستَحيلِ أن يَستَرجِعَ الشَّخصُ شَيئًا طُرِحَ في أعماقِ البَحر.
«طرحتَ وراء ظهرك كل خطاياي» (إش ٣٨:١٧)
«سترمي كل خطايانا في أعماق البحر» (مي ٧:١٩)
٨ ماذا تَعَلَّمنا حتَّى الآن؟
٨ مِن خِلالِ هذِهِ الصُّوَرِ الكَلامِيَّة، تَعَلَّمنا أنَّ يَهْوَه حينَ يَغفِرُ لنا، يُريحُنا مِن حِملِ خَطايانا. فِعلًا، كما قالَ دَاوُد: «سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ سامَحَهُمُ اللّٰهُ على كَسْرِ الشَّريعَةِ وغَفَرَ لهُم خَطاياهُم. سَعيدٌ هوَ الَّذي لا يَحسُبُ يَهْوَه خَطِيَّتَهُ أبَدًا». (رو ٤:٦-٨) هذا هوَ الغُفرانُ الحَقيقِيّ!
يَهْوَه يَمْحو خَطايانا
٩ أيُّ صورَةٍ كَلامِيَّة يَستَعمِلُها يَهْوَه لِيَصِفَ إلى أيِّ دَرَجَةٍ يَغفِر؟
٩ يَستَعمِلُ يَهْوَه صُوَرًا كَلامِيَّة أُخْرى لِيُساعِدَنا أن نَفهَمَ كَيفَ يَمْحو خَطايا الأشخاصِ التَّائِبينَ مِن خِلالِ الفِديَة. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يَقولُ إنَّ يَهْوَه يَغسِلُ مَجازِيًّا هذِهِ الخَطايا. وبِالنَّتيجَةِ يَصيرُ الخاطِئُ طاهِرًا. (مز ٥١:٧؛ إش ٤:٤؛ إر ٣٣:٨) ويَهْوَه نَفْسُهُ يَصِفُ نَتيجَةَ هذِهِ العَمَلِيَّة: «إنْ كانَت خَطاياكُم كالقِرمِز، تَبيَضُّ كالثَّلج. إنْ كانَت حَمراءَ كالقِرمِزِ القاني، تَصيرُ كالصُّوف». (إش ١:١٨) مِنَ الصَّعبِ جِدًّا إزالَةُ بُقعَةٍ مِنَ القِرمِزِ أوِ القِرمِزِ القاني عنِ الثِّياب. لكنَّ يَهْوَه يُؤَكِّدُ لنا مِن خِلالِ هذِهِ الصُّورَةِ الكَلامِيَّة أنَّهُ يَغسِلُ خَطايانا جَيِّدًا حتَّى لا يَبْقى لها أيُّ أثَر.
«إن كانت خطاياكم كالقرمز، تبيضُّ كالثلج» (إش ١:١٨)
١٠ أيُّ صورَةٍ كَلامِيَّة أُخْرى يَستَعمِلُها يَهْوَه لِيوضِحَ كَرَمَهُ في الغُفران؟
١٠ كما ذَكَرَتِ المَقالَةُ السَّابِقَة، تُشبِهُ الخَطايا ‹الدُّيونَ› أيضًا. (مت ٦:١٢؛ لو ١١:٤) فكُلَّ مَرَّةٍ نُخطِئُ إلى يَهْوَه، نَغرَقُ أكثَرَ فأكثَرَ في الدَّين. ومعَ الوَقت، تَتَراكَمُ المَبالِغُ علَينا. ولكنْ عِندَما يَغفِرُ لنا يَهْوَه، كأنَّهُ يُلْغي الدَّينَ المُسَجَّلَ في حِسابِنا. ولا يُطالِبُنا بِأن نَدفَعَ ثَمَنَ الخَطايا الَّتي سامَحَنا علَيها. يا لهُ مِن وَصفٍ مُعَبِّرٍ لِلرَّاحَةِ الَّتي نَشعُرُ بها حينَ يَغفِرُ لنا يَهْوَه!
«إغفر لنا ديوننا» (مت ٦:١٢)
١١ ماذا يَقصِدُ الكِتابُ المُقَدَّسُ حينَ يَقولُ إنَّ خَطايانا «تُمْحى»؟ (أعمال ٣:١٩)
١١ ويَهْوَه لا يُلْغي فَقَط دُيونَنا أو خَطايانا، بل يَمْحوها كُلِّيًّا. (إقرإ الأعمال ٣:١٩.) عِندَما يُلْغى دَينٌ علَينا، قد نَتَخَيَّلُ أنَّهُ يُشطَبُ مِن حِسابِنا. وفي هذِهِ الحالَة، نَظَلُّ نَقدِرُ أن نَقرَأَ الرَّقمَ الَّذي كانَ مَكتوبًا. لكنَّ الأمرَ مُختَلِفٌ عِندَما يُمْحى الرَّقم. وكَي نَفهَمَ هذِهِ الصُّورَةَ الكَلامِيَّة جَيِّدًا، لِنَتَذَكَّرْ أنَّهُ في الأزمِنَةِ القَديمَة كانَ الحِبرُ المُستَعمَلُ مَزيجًا فيهِ كَرْبُون، صَمْغ، وماء. وكانَ بِإمكانِ الشَّخصِ أن يَأخُذَ إسفَنجَةً رَطِبَة ويَمْحُوَ ما هو مَكتوب. وهكَذا حينَ كانَ دَينٌ ما ‹يُمْحى›، كانَ يَختَفي تَمامًا، لا يَعودُ لهُ أيُّ أثَر. فكَأنَّ شَيئًا لم يَكُن. لا شَكَّ أنَّ قُلوبَنا تَطمَئِنُّ حينَ نُفَكِّرُ أنَّ يَهْوَه لا يُلْغي خَطايانا فَقَط، بل يَمْحوها تَمامًا. — مز ٥١:٩.
«لتُمحى خطاياكم» (أع ٣:١٩)
١٢ ماذا تَعْني لنا الصُّورَةُ الكَلامِيَّة عنِ الغَيمَة؟
١٢ يَستَعمِلُ يَهْوَه صورَةً كَلامِيَّة مُشابِهَة لِيَصِفَ كَيفَ يَمْحو خَطايانا. فهو يَقول: «سأمْحو مَعاصِيَكَ كما بِسَحابَة، وخَطاياكَ كما بِغَيمَة». (إش ٤٤:٢٢) فحينَ يَغفِرُ يَهْوَه لنا، كأنَّهُ يُغَطِّي خَطايانا بِغَيمَةٍ كَبيرَة ويُخفيها عنِ الأنظار.
«سأمحو . . . خطاياك كما بغيمة» (إش ٤٤:٢٢)
١٣ كَيفَ نَشعُرُ حينَ يَغفِرُ يَهْوَه خَطايانا؟
١٣ ماذا يَعْني كُلُّ هذا لنا؟ عِندَما يَغفِرُ يَهْوَه خَطايانا، لا يَجِبُ أن نَشعُرَ أنَّنا سنَظَلُّ طولَ حَياتِنا نَحمِلُ وَصمَةَ هذِهِ الخَطايا. فمِن خِلالِ دَمِ يَسُوع المَسِيح، تُلْغى دُيونُنا كامِلًا. فكَأنَّ سِجِلَّ دُيونِنا لِيَهْوَه عادَ نَظيفًا تَمامًا. هذا بِالضَّبطِ ما يَعْنيهِ الغُفرانُ الحَقيقِيُّ مِن يَهْوَه حينَ نَتوبُ عن خَطايانا.
يَهْوَه يَرُدُّ العَلاقَةَ الجَيِّدَة
غفران أبينا السماوي لنا يعطينا الفرصة ليكون لدينا علاقة جيدة معه (أُنظر الفقرة ١٤.)
١٤ لِماذا نَقدِرُ أن نَثِقَ بِغُفرانِ يَهْوَه؟ (أُنظُر أيضًا الصُّوَر.)
١٤ الغُفرانُ الحَقيقِيُّ مِن يَهْوَه يُعْطينا الفُرصَةَ لِيَكونَ لَدَينا عَلاقَةٌ جَيِّدَة معه. وهذا الغُفرانُ يُساعِدُنا كَي لا نَسمَحَ لِمَشاعِرِ الذَّنْبِ بِأن تَقْوى علَينا. فلا داعيَ أن نَخافَ لِأنَّ يَهْوَه ما زالَ غاضِبًا مِنَّا ويَبحَثُ عن فُرصَةٍ لِيُعاقِبَنا. مُستَحيلٌ أن يَفعَلَ يَهْوَه ذلِك! ولِماذا نَقدِرُ أن نُصَدِّقَ يَهْوَه حينَ يَقولُ إنَّهُ يَغفِرُ لنا؟ إقتَبَسَ النَّبِيُّ إرْمِيَا كَلِماتِ يَهْوَه قائِلًا: «سأغفِرُ ذَنْبَهُم، ولن أتَذَكَّرَ خَطِيَّتَهُم بَعد». (إر ٣١:٣٤) وقد أشارَ الرَّسولُ بُولُس إلى هذِهِ الكَلِماتِ قائِلًا: «لن أتَذَكَّرَ مِن بَعد خَطاياهُم». (عب ٨:١٢) ولكنْ ماذا يَعْني ذلِك حَقًّا؟
«لن أتذكر خطيتهم بعد» (إر ٣١:٣٤)
١٥ بِأيِّ مَعْنًى لا يَعودُ يَهْوَه يَتَذَكَّرُ خَطايانا؟
١٥ في الكِتابِ المُقَدَّس، كَلِمَةُ «تَذَكَّرَ» لا تُشيرُ دائِمًا إلى التَّفكيرِ في شَيءٍ حَصَلَ مِن قَبل. بل يُمكِنُ أن تَشمُلَ أخْذَ إجراءٍ ما. مَثَلًا، المُجرِمُ الَّذي كانَ مُعَلَّقًا على خَشَبَةٍ بِجانِبِ يَسُوع طَلَبَ مِنه: «تَذَكَّرْني حينَ تَأتي في مَملَكَتِك». (لو ٢٣:٤٢، ٤٣) طَبعًا، لم يَكُنِ المُجرِمُ يُريدُ فَقَط أن يُفَكِّرَ يَسُوع فيهِ آنَذاك. وقد أظهَرَ جَوابُ يَسُوع أنَّهُ سيَأخُذُ إجراءً لِيُقيمَ هذا المُجرِم. إذًا، حينَ يَقولُ يَهْوَه إنَّهُ لن يَعودَ يَتَذَكَّرُ خَطايانا، يَقصِدُ أنَّهُ لن يَأخُذَ إجراءً ضِدَّنا. فلن يُعاقِبَنا في المُستَقبَلِ على خَطايا غَفَرَها لنا.
١٦ كَيفَ يَصِفُ الكِتابُ المُقَدَّسُ الحُرِّيَّةَ الَّتي تَأتي مِنَ الغُفرانِ الحَقيقِيّ؟
١٦ يَستَعمِلُ الكِتابُ المُقَدَّسُ صورَةً كَلامِيَّة أُخْرى تُساعِدُنا أن نَفهَمَ كَيفَ يُعْطينا الغُفرانُ الحَقيقِيُّ الحُرِّيَّة. فبِسَبَبِ طَبيعَتِنا ومُيولِنا النَّاقِصَة، يُشَبِّهُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ ‹بِعَبيدٍ لِلخَطِيَّة›. ولكنْ بِفَضلِ غُفرانِ يَهْوَه، صِرنا مِثلَ عَبيدٍ ‹حُرِّروا مِنَ الخَطِيَّة›. (رو ٦:١٧، ١٨؛ رؤ ١:٥) نَعَم، غُفرانُ يَهْوَه يُحَسِّسُنا بِالفَرَحِ نَفْسِهِ الَّذي يَشعُرُ بهِ العَبدُ حينَ يَتَحَرَّر.
«حُرِّرتم من الخطية» (رو ٦:١٨)
١٧ كَيفَ يُؤَدِّي غُفرانُ يَهْوَه إلى شِفائِنا؟ (إشعيا ٥٣:٥)
١٧ إقرأ إشعيا ٥٣:٥. الصُّورَةُ الكَلامِيَّة الأخيرَة الَّتي سنُناقِشُها تُشَبِّهُنا بِأشخاصٍ يُعانونَ مِن مَرَضٍ مُميت. ولكنْ مِن خِلالِ الفِديَةِ الَّتي زَوَّدَها يَهْوَه بِواسِطَةِ ابْنِه، يُقالُ مَجازِيًّا إنَّنا ‹شُفينا›. (١ بط ٢:٢٤) فالفِديَةُ تَفتَحُ المَجالَ لِرَدِّ عَلاقَتِنا مع يَهْوَه الَّتي تَضَرَّرَت بِسَبَبِ مَرَضِنا الرُّوحِيّ. ومِثلَما أنَّ الشَّخصَ الَّذي يُشْفى مِن مَرَضٍ خَطيرٍ يَفرَحُ مِن كُلِّ قَلبِه، نَحنُ أيضًا نَشعُرُ بِسَعادَةٍ كَبيرَة حينَ نُشْفى روحِيًّا ونَستَعيدُ رِضى يَهْوَه نَتيجَةَ غُفرانِه.
«بجراحه صار لنا شفاء» (إش ٥٣:٥)
ماذا يَعْني لنا غُفرانُ يَهْوَه؟
١٨ ماذا تَعَلَّمنا عن غُفرانِ يَهْوَه مِنَ الصُّوَرِ الكَلامِيَّة المُختَلِفَة في الكِتابِ المُقَدَّس؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار «كَيفَ يَغفِرُ يَهْوَه لنا؟».)
١٨ ماذا تَعَلَّمنا عن غُفرانِ يَهْوَه مِنَ الصُّوَرِ الكَلامِيَّة في الكِتابِ المُقَدَّس؟ عِندَما يَغفِرُ يَهْوَه، يُسامِحُ كامِلًا وبِشَكلٍ دائِم. وهذا يُعْطينا فُرصَةً لِيَكونَ لَدَينا عَلاقَةٌ جَيِّدَة مع أبينا السَّماوِيّ. وفي نَفْسِ الوَقت، نَحنُ لا نَنْسى أنَّ الغُفرانَ الحَقيقِيَّ هو هَدِيَّة. والدَّافِعُ وَراءَهُ هو مَحَبَّةُ يَهْوَه ولُطفُهُ الفائِقُ نَحوَ البَشَرِ الخُطاة. فهو لَيسَ شَيئًا يَحِقُّ لِلبَشَرِ أن يُطالِبوا به. — رو ٣:٢٤.
١٩ (أ) عَلامَ نَحنُ شاكِرون؟ (روما ٤:٨) (ب) ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟
١٩ إقرأ روما ٤:٨. كم نَحنُ شاكِرونَ لِيَهْوَه إلهِ «الغُفرانِ الحَقيقِيّ»! (مز ١٣٠:٤) لكنَّ غُفرانَ يَهْوَه لنا يَعتَمِدُ على شَرطٍ مُهِمّ. أوضَحَ يَسُوع: «إذا لم تُسامِحوا النَّاسَ على زَلَّاتِهِم، فلن يُسامِحَكُم أبوكُم على زَلَّاتِكُم». (مت ٦:١٤، ١٥) فمِنَ الضَّرورِيِّ أن نَتَمَثَّلَ بِيَهْوَه ونُسامِحَ غَيرَنا. ولكنْ كَيفَ نَفعَلُ ذلِك؟ سنَرى الجَوابَ في المَقالَةِ التَّالِيَة.
التَّرنيمَة ٤٦ لَكَ الشُّكرُ يا يَهْوَه!
a في النَّصِّ العِبْرَانِيِّ الأصلِيّ، تَرِدُ كَلِمَةُ «الغُفران» مع أداةِ التَّعريفِ «الـ»، ما يَدُلُّ أنَّ هذا هوَ الغُفرانُ الحَقيقِيُّ الوَحيدُ رَغمَ وُجودِ أنواعٍ أُخْرى مِنَ الغُفران. واللَّافِتُ هو أنَّ عَدَدًا كَبيرًا مِن تَرجَماتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ لا يَأتي على ذِكْرِ هذا الفَرقِ المُهِمّ. لكِنَّ تَرجَمَةَ العالَمِ الجَديدِ لِلكِتابِ المُقَدَّس تُبرِزُ هذا الفَرق، ما يَجعَلُها فَريدَةً في نَقلِ المَزْمُور ١٣٠:٤.