مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية (اللهجة السودانية)
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢٥ آب (‏اغسطس)‏ ص ١٤-‏١٩
  • كن متأكدًا أن يهوه سامحك

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • كن متأكدًا أن يهوه سامحك
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا؟‏
  • ماذا يُساعِدُنا أن نَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا؟‏
  • لا تَنْسَ ما يَتَذَكَّرُهُ يَهْوَه
  • إستَمِرَّ في إقناعِ قَلبِك
  • غفران يهوه:‏ ما يعنيه لك
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
  • غفران يهوه:‏ لطف يستحق التقدير
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
ب٢٥ آب (‏اغسطس)‏ ص ١٤-‏١٩

مقالة الدرس ٣٤

التَّرنيمَة ٣ مُتَّكَلي،‏ قُوَّتي،‏ ورَجائي

كُنْ مُتَأكِّدًا أنَّ يَهْوَه سامَحَك

‏«أنتَ سامَحتَني على خَطاياي».‏ —‏ مز ٣٢:‏٥.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا،‏ وكَيفَ يُطَمِّنُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ يَهْوَه يُسامِحُ الخُطاةَ التَّائِبين؟‏

١-‏٢ كَيفَ نَشعُرُ لِأنَّ يَهْوَه يُسامِحُنا على خَطايانا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

عَرَفَ المَلِكُ دَاوُد ما مَعْنى الشُّعورِ بِالذَّنْبِ نَتيجَةَ أخطاءِ الماضي.‏ (‏مز ٤٠:‏١٢؛‏ ٥١:‏٣ والعنوان)‏ فهوَ ارتَكَبَ أخطاءً خَطيرَة في حَياتِه.‏ لكنَّهُ تابَ تَوبَةً صادِقَة،‏ ويَهْوَه سامَحَه.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١٣)‏ وبِالنَّتيجَة،‏ فَهِمَ دَاوُد أيضًا ما مَعْنى الشُّعورِ بِالرَّاحَةِ الَّذي يَأتي مِن غُفرانِ يَهْوَه.‏ —‏ مز ٣٢:‏١.‏

٢ ومِثلَ دَاوُد،‏ يُمكِنُ أن نَختَبِرَ نَحنُ أيضًا الشُّعورَ بِالرَّاحَةِ الَّذي يَأتي مِن رَحمَةِ يَهْوَه.‏ فكم تُطَمِّنُنا الفِكرَةُ أنَّ يَهْوَه مُستَعِدٌّ أن يُسامِحَنا على خَطايانا حتَّى لَو كانَت خَطيرَة،‏ شَرطَ أن نَتوبَ بِصِدق،‏ نَعتَرِفَ بها،‏ ونَعمَلَ كُلَّ جُهدِنا كَي لا نُكَرِّرَها!‏ (‏أم ٢٨:‏١٣؛‏ أع ٢٦:‏٢٠؛‏ ١ يو ١:‏٩)‏ وكم يَهدَأُ بالُنا حينَ نَعرِفُ أنَّهُ يُسامِحُنا بِشَكلٍ كامِلٍ وكَأنَّ خَطِيَّتَنا لم تَكُن!‏ —‏ حز ٣٣:‏١٦.‏

الملك داود جالس على شرفة يعزف على قيثارة ويغني

ألَّف الملك داود عدة مزامير تصف غفران يهوه (‏أُنظر الفقرتين ١-‏٢.‏)‏


٣-‏٤ كَيفَ شَعَرَت أُختٌ بَعدَما اعتَمَدَت،‏ وماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ ولكنْ في بَعضِ الأحيان،‏ قد يَستَصعِبُ البَعضُ أن يَقبَلوا الفِكرَةَ أنَّ يَهْوَه سامَحَهُم.‏ إلَيكَ اختِبارَ جِنِيفِير الَّتي تَ‍رَبَّت في الحَقّ.‏ فبِعُمرِ المُراهَقَة،‏ تَوَرَّطَت في سُلوكٍ خاطِئٍ وعاشَت بِوَجهَيْن.‏ لكنَّها بَعدَ سَنَوات،‏ عادَت إلى يَهْوَه وصارَت معَ الوَقتِ جاهِزَةً لِتَعتَمِد.‏ تَقول:‏ «كانَت حَياتي مِن قَبل مَليئَةً بِالمادِّيَّة،‏ العَهارَة،‏ السُّكر،‏ والغَضَبِ الشَّديد.‏ في عَقلي،‏ كُنتُ أعرِفُ أنَّني بَعدَما طَلَبتُ الغُفرانَ وعَبَّرتُ عن تَوبَتي،‏ ذَبيحَةُ المَسِيح طَهَّرَتني مِن خَطاياي.‏ لكنِّي لم أقدِرْ أن أُقنِعَ قَلبي أنَّ يَهْوَه سامَحَني».‏

٤ هل تَستَصعِبُ أحيانًا أن تُقنِعَ قَلبَكَ أنَّ يَهْوَه سامَحَكَ على أخطاءِ الماضي؟‏ يُريدُ يَهْوَه أن نَكونَ واثِقينَ أنَّهُ رَحَمَنا وسامَحَنا،‏ مِثلَما كانَ دَاوُد مِن قَبل.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا وماذا يُساعِدُنا في هذا الخُصوص.‏

لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا؟‏

٥ بِماذا يُريدُ الشَّيْطَان أن يُقنِعَنا؟‏ أعْطِ مَثَلًا.‏

٥ إذا كُنَّا مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا،‏ نَتَجَنَّبُ أن نَقَعَ في أحَدِ فِخاخِ الشَّيْطَان.‏ لا نَنْسَ أنَّ الشَّيْطَان مُستَعِدٌّ أن يَفعَلَ أيَّ شَيءٍ لِيوقِفَنا عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏ وكَي يُحَقِّقَ هَدَفَه،‏ قد يُحاوِلُ أن يُقنِعَنا بِأنَّ خَطايانا لا تُغتَفَر.‏ لاحِظْ ما حَدَثَ معَ الرَّجُلِ في كُورِنْثُوس الَّذي أُبعِدَ عنِ الجَماعَةِ بِسَبَبِ العَهارَة.‏ (‏١ كو ٥:‏١،‏ ٥،‏ ١٣)‏ فحينَ تابَ لاحِقًا،‏ أرادَ الشَّيْطَان أن يَكونَ أفرادُ الجَماعَةِ غَيرَ مُتَسامِحينَ معه،‏ قُساةً لِدَرَجَةِ أن لا يُرَحِّبوا بهِ مِن جَديد.‏ وفي الوَقتِ نَفْسِه،‏ أرادَ الشَّيْطَان أن يَشعُرَ الرَّجُلُ التَّائِبُ بِأنَّهُ لا يَستَحِقُّ المُسامَحَة،‏ أن «يُبتَلَعَ .‏ .‏ .‏ مِن فَرطِ حُزنِهِ» ويَتَوَقَّفَ عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏ والشَّيْطَان لم يُغَيِّرْ هَدَفَهُ ولا تَكتيكاتِه.‏ لكنَّنا «لا نَجهَلُ مُخَطَّطاتِه».‏ —‏ ٢ كو ٢:‏٥-‏١١.‏

٦ كَيفَ نَرتاحُ مِنَ الشُّعورِ بِالذَّنْب؟‏

٦ إذا كُنَّا مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا،‏ نَرتاحُ مِنَ الشُّعورِ بِالذَّنْب.‏ عِندَما نُخطِئ،‏ مِنَ الطَّبيعِيِّ أن نَشعُرَ بِالذَّنْب.‏ (‏مز ٥١:‏١٧)‏ وهذا شَيءٌ جَيِّد،‏ لِأنَّ ضَميرَنا يُمكِنُ أن يَدفَعَنا أن نَأخُذَ خُطُواتٍ إيجابِيَّة لِنُصَحِّحَ سُلوكَنا.‏ (‏٢ كو ٧:‏١٠،‏ ١١)‏ ولكنْ إذا بَقينا مُتَمَسِّكينَ بِمَشاعِرِ الذَّنْبِ بَعدَ وَقتٍ طَويلٍ مِن تَوبَتِنا،‏ فقد نَميلُ أن نَستَسلِمَ ونَتَوَقَّفَ عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏ أمَّا إذا كُنَّا مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا،‏ فنَقدِرُ أن نَضَعَ الشُّعورَ بِالذَّنْبِ في مَكانِه،‏ أي نَرْمِيَهُ وَراءَ ظَهرِنا.‏ وعِندَئِذٍ نَقدِرُ أن نَخدُمَ يَهْوَه بِالطَّريقَةِ الَّتي يُريدُها،‏ أي بِضَميرٍ طاهِرٍ وفَرَحٍ عَميق.‏ (‏كو ١:‏١٠،‏ ١١؛‏ ٢ تي ١:‏٣)‏ ولكنْ كَيفَ نُقنِعُ قُلوبَنا بِأنَّ اللّٰهَ سامَحَنا؟‏

ماذا يُساعِدُنا أن نَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا؟‏

٧-‏٨ كَيفَ وَصَفَ يَهْوَه نَفْسَهُ لِمُوسَى،‏ وبِماذا نَثِق؟‏ (‏خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧)‏

٧ تَأمَّلْ كَيفَ وَصَفَ يَهْوَه نَفْسَه.‏ لاحِظْ مَثَلًا ما قالَهُ يَهْوَه لِمُوسَى على جَبَلِ سِينَاء.‏a ‏(‏إقرإ الخروج ٣٤:‏٦،‏ ٧.‏)‏ فمِن بَينِ كُلِّ ما يُمكِنُ أن يَقولَهُ يَهْوَه عن صِفاتِهِ وطُرُقِه،‏ رَأى مِنَ المُناسِبِ أن يُعَرِّفَ عن نَفْسِهِ بِأنَّهُ «إلهٌ رَحيمٌ وحَنون».‏ فهل مَعقولٌ أن يَمتَنِعَ إلهٌ كهذا عن مُسامَحَةِ خادِمٍ لهُ تابَ بِصِدق؟‏ طَبعًا لا!‏ فالإلهُ الَّذي يَفعَلُ هذا يَكونُ قاسِيًا ولا يَعرِفُ الرَّحمَة.‏ وبِالطَّبع،‏ يَهْوَه لا يَقدِرُ أن يَكونَ كذلِك.‏

٨ ونَحنُ نَثِقُ بِأنَّ يَهْوَه لن يُعْطِيَنا أبَدًا صورَةً غَيرَ صَحيحَةٍ عن نَفْسِهِ لِأنَّهُ إلهُ الحَقّ.‏ (‏مز ٣١:‏٥)‏ لِذلِك نَحنُ مُتَأكِّدونَ أنَّهُ يَعْني ما يَقولُه.‏ فإذا كانَ صَعبًا علَيكَ أن تَتَخَلَّصَ مِنَ الشُّعورِ بِالذَّنْبِ بِسَبَبِ خَطاياكَ السَّابِقَة،‏ فاسألْ نَفْسَك:‏ ‹هل أُؤْمِنُ أنَّ يَهْوَه رَحيمٌ وحَنونٌ فِعلًا وأنَّهُ لن يَمتَنِعَ أبَدًا عن مُسامَحَةِ أيِّ خاطِئٍ تائِب؟‏ إذًا،‏ ألَا يَجِبُ أن أكونَ مُتَأكِّدًا أنَّهُ سامَحَني أنا أيضًا؟‏›.‏

٩ ما مَعْنى أنَّ يَهْوَه سامَحَنا على خَطايانا؟‏ (‏مزمور ٣٢:‏٥)‏

٩ تَأمَّلْ في ما أوْحى يَهْوَه إلى كَتَبَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أن يَقولوا عن غُفرانِه.‏ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ وَصَفَ دَاوُد غُفرانَ يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٣٢:‏٥.‏)‏ فهو قال:‏ «أنتَ سامَحتَني على خَطاياي».‏ والكَلِمَةُ العِبْرَانِيَّة المَنقولَة إلى «سامَحَ» يُمكِنُ أن تَعْنِيَ «رَفَع»،‏ «حَمَلَ»،‏ أو «أزال».‏ فحينَ سامَحَ يَهْوَه دَاوُد،‏ كأنَّهُ رَفَعَ خَطاياهُ وحَمَلَها بَعيدًا.‏ فشَعَرَ دَاوُد أنَّهُ ارتاحَ مِنَ الذَّنْبِ الثَّقيلِ الَّذي كانَ يَحمِلُه.‏ (‏مز ٣٢:‏٢-‏٤)‏ ونَقدِرُ نَحنُ أيضًا أن نَشعُرَ بِالرَّاحَةِ نَفْسِها.‏ فحينَ نَتوبُ بِصِدق،‏ لا داعي أن نَظَلَّ نَحمِلُ مَشاعِرَ الذَّنْبِ الثَّقيلَة.‏ فيَهْوَه رَفَعَها وحَمَلَها بَعيدًا عنَّا.‏

١٠-‏١١ ماذا تُخبِرُنا كَلِمَةُ «غَفور» عن يَهْوَه؟‏ (‏مزمور ٨٦:‏٥)‏

١٠ إقرإ المزمور ٨٦:‏٥.‏ يَقولُ دَاوُد هُنا إنَّ يَهْوَه ‏«غَفور».‏ وتَعليقًا على هذِهِ الكَلِمَة،‏ يَذكُرُ مَرجِعٌ لِلكِتابِ المُقَدَّسِ عن يَهْوَه أنَّ الغُفرانَ «جُزْءٌ مِن طَبيعَتِه».‏ ولِماذا مِن طَبيعَةِ يَهْوَه أن يَغفِر؟‏ تُكمِلُ الآيَة:‏ «أنتَ وَلِيٌّ جِدًّا لِكُلِّ الَّذينَ يَلجَأونَ إلَيك».‏ فكَما تَعَلَّمنا في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ وَلاءُ يَهْوَه،‏ أو مَحَبَّتُهُ الثَّابِتَة،‏ يَدفَعُهُ أن يَتَعَلَّقَ بِعُبَّادِهِ الأُمَناءِ تَعَلُّقًا شَديدًا لا يَزولُ أبَدًا.‏ وبِدافِعِ وَلائِه،‏ «سيُسامِحُ بِكَرَمٍ» كُلَّ الخُطاةِ التَّائِبين.‏ (‏إش ٥٥:‏٧،‏ الحاشية)‏ فإذا استَصعَبتَ أن تَقبَلَ الفِكرَةَ أنَّ اللّٰهَ سامَحَك،‏ فاسألْ نَفْسَك:‏ ‹هل أُؤْمِنُ أنَّ يَهْوَه غَفور،‏ أي أنَّهُ مُستَعِدٌّ أن يُسامِحَ كُلَّ الخُطاةِ التَّائِبينَ الَّذينَ يَطلُبونَ مِنهُ الرَّحمَة؟‏ إذًا،‏ ألَا يَجِبُ أن أقبَلَ الفِكرَةَ أنَّهُ سامَحَني أنا عِندَما صَرَختُ إلَيهِ وطَلَبتُ الرَّحمَة؟‏›.‏

١١ ونَطمَئِنُّ كَثيرًا حينَ نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه يَفهَمُ تَمامًا طَبيعَتَنا الخاطِئَة.‏ (‏مز ١٣٩:‏١،‏ ٢)‏ وهذا واضِحٌ في مَزْمُور آخَرَ لِدَاوُد،‏ فهذا المَزْمُور يُساعِدُنا أيضًا أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا.‏

لا تَنْسَ ما يَتَذَكَّرُهُ يَهْوَه

١٢-‏١٣ حَسَبَ المَزْمُور ١٠٣:‏١٤،‏ ماذا يَتَذَكَّرُ يَهْوَه عنَّا،‏ وإلامَ يَدفَعُهُ ذلِك؟‏

١٢ إقرإ المزمور ١٠٣:‏١٤.‏ يَقولُ دَاوُد عن يَهْوَه إنَّهُ ‏«يَتَذَكَّرُ أنَّنا تُ‍راب».‏ مِن خِلالِ هذِهِ الكَلِمات،‏ يوضِحُ دَاوُد أحَدَ الأسبابِ الَّتي تَجعَلُ يَهْوَه مُستَعِدًّا أن يُسامِحَ خُدَّامَهُ التَّائِبين:‏ أنَّهُ يُبْقي في بالِهِ دائِمًا طَبيعَتَنا الخاطِئَة.‏ وكَي نَفهَمَ هذِهِ الفِكرَةَ بِشَكلٍ أفضَل،‏ لِنَتَعَمَّقْ في كَلِماتِ دَاوُد.‏

١٣ يَقولُ دَاوُد إنَّ يَهْوَه «يَعرِفُ جَيِّدًا تَ‍ركيبَتَنا».‏ فهو جَبَلَ آدَم «مِن تُ‍رابِ الأرضِ» ويَعرِفُ جَيِّدًا أنَّ البَشَرَ الكامِلينَ لَدَيهِم حُدودٌ طَبيعِيَّة،‏ مِثلُ حاجَتِهِم إلى الأكلِ والنَّومِ والتَّنَفُّس.‏ (‏تك ٢:‏٧)‏ ولكنْ عِندَما أخطَأَ آدَم وحَوَّاء،‏ صارَتِ الفِكرَةُ أنَّ البَشَرَ مِن تُ‍رابٍ تَحمِلُ مَعْنًى إضافِيًّا.‏ فبِما أنَّنا أوْلادُهُما،‏ وَرِثنا طَبيعَتَهُما الخاطِئَة الَّتي تَجعَلُنا نَميلُ إلى فِعلِ الخَطَإ.‏ ويَهْوَه لا يُدرِكُ فَقَط أنَّ طَبيعَتَنا خاطِئَة؛‏ فدَاوُد يَقولُ إنَّهُ ‏«يَتَذَكَّرُ»‏ ذلِك.‏ والكَلِمَةُ العِبْرَانِيَّة المُستَعمَلَة هُنا يُمكِنُ أن تَعْنِيَ أن يَأخُذَ إجراءً إيجابِيًّا.‏ إذًا،‏ نَقدِرُ أن نُلَخِّصَ كَلِماتِ دَاوُد هكَذا:‏ يَتَفَهَّمُ يَهْوَه أنَّنا نُقَصِّرُ أحيانًا؛‏ وعِندَما نَفعَلُ ذلِك،‏ يَتَجاوَبُ مع تَوبَتِنا الحَقيقِيَّة ويُظهِرُ لنا الرَّحمَةَ والغُفران.‏ —‏ مز ٧٨:‏٣٨،‏ ٣٩.‏

١٤ (‏أ)‏ كَيفَ أوْضَحَ دَاوُد إلى أيِّ حَدٍّ يَصِلُ غُفرانُ يَهْوَه؟‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٢)‏ (‏ب)‏ كَيفَ يُظهِرُ مِثالُ دَاوُد كم كامِلٌ هو غُفرانُ يَهْوَه؟‏ (‏أُنظُرِ الإطار «‏ما مَعْنى أنَّ يَهْوَه يُسامِحُ ويَنْسى؟‏‏».‏)‏

١٤ إلى أيِّ حَدٍّ يَصِلُ غُفرانُ يَهْوَه؟‏ ‏(‏إقرإ المزمور ١٠٣:‏١٢.‏)‏ يَقولُ دَاوُد إنَّ يَهْوَه حينَ يُسامِح،‏ يُبعِدُ خَطايانا عنَّا «كبُعدِ الشَّرقِ عنِ الغَرب».‏ والشَّرقُ هو دائِمًا أبعَدُ نُقطَةٍ على الإطلاقِ عنِ الغَرب؛‏ فهاتانِ النُّقطَتانِ مُستَحيلٌ أن تَلتَقِيا.‏ وماذا يُخبِرُنا ذلِك عنِ الخَطايا الَّتي يَغفِرُها يَهْوَه؟‏ يوضِحُ أحَدُ المَراجِعِ الفِكرَةَ قائِلًا:‏ «إذا أُبعِدَتِ الخَطِيَّةُ إلى هذا الحَدّ،‏ فعِندَئِذٍ نَقدِرُ أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ رائِحَتَها،‏ أثَرَها،‏ ذِكْراها بِحَدِّ ذاتِها لا بُدَّ أنَّها اختَفَت تَمامًا».‏ فَكِّرْ قَليلًا:‏ الرَّائِحَةُ قد تُعيدُ الذِّكْرَياتِ إلى البال.‏ ولكنْ عِندَما يُسامِحُ يَهْوَه،‏ وكَأنَّهُ لم يَعُدْ هُناك أيُّ أثَرٍ لِأيِّ رائِحَةٍ تُذَكِّرُهُ بِخَطِيَّتِنا وتَجعَلُهُ يُمسِكُها ضِدَّنا.‏ —‏ حز ١٨:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ أع ٣:‏١٩.‏

مجموعة صور:‏ ١-‏ الملك داود على السطح يتفرج على بثشبع وهي تستحم.‏ ٢-‏ يصلِّي بحرارة.‏ ٣-‏ يتأمل فيما يكتب

ما مَعْنى أنَّ يَهْوَه يُسامِحُ ويَنْسى؟‏

حينَ يُسامِحُنا يَهْوَه،‏ يَنْسى خَطايانا بِمَعْنى أنَّهُ لن يُمسِكَها ضِدَّنا في ما بَعد.‏ (‏إش ٤٣:‏٢٥)‏ فَكِّرْ في ما حَصَلَ معَ المَلِكِ دَاوُد.‏ فمِثالُهُ يُظهِرُ أنَّنا حتَّى لَوِ ارتَكَبنا خَطايا خَطيرَة،‏ يُمكِنُ أن نَستَعيدَ عَلاقَتَنا الطَّيِّبَة بِيَهْوَه.‏

إرتَكَبَ دَاوُد خَطايا كَبيرَة،‏ بِما فيها الزِّنى والقَتل.‏ ولكنْ لِأنَّهُ تابَ بِصِدق،‏ سامَحَهُ يَهْوَه.‏ ودَاوُد قَبِلَ التَّأديبَ وصَحَّحَ طَريقَه،‏ ولم يَحِدْ بَعدَ ذلِك عن خِدمَةِ يَهْوَه بِوَلاء.‏ —‏ ٢ صم ١١:‏١-‏٢٧؛‏ ١٢:‏١٣.‏

وقد قالَ يَهْوَه لِسُلَيْمَان وهو يُفَكِّرُ في حَياةِ دَاوُد:‏ ‹سِرْ أمامي كما سارَ دَاوُد أبوكَ بِاستِقامَةِ قَلبٍ ونَزاهَة›.‏ (‏١ مل ٩:‏٤،‏ ٥)‏ فلم يَأتِ يَهْوَه أبَدًا على ذِكرِ خَطايا دَاوُد.‏ بِالعَكس،‏ لَخَّصَ حَياتَهُ قائِلًا إنَّهُ رَجُلٌ مُستَقيمٌ ونَزيه.‏ أيضًا،‏ «كافَأَ» يَهْوَه دَاوُد على أمانَتِه.‏ —‏ مز ١٣:‏٦.‏

ما الدَّرسُ لنا؟‏ عِندَما يُسامِحُنا يَهْوَه،‏ لا يُرَكِّزُ على الخَطايا الَّتي غَفَرَها لنا،‏ بل على الأشياءِ الجَيِّدَة الَّتي يُمكِنُ أن يُكافِئَنا علَيها.‏ (‏عب ١١:‏٦)‏ لِذلِك لا حاجَةَ أن نَظَلَّ نَتَذَكَّرُ الخَطايا السَّابِقَة الَّتي اختارَ يَهْوَه أن يَنْساها.‏

١٥ ما العَمَلُ إذا بَقينا نَحمِلُ مَشاعِرَ الذَّنْبِ الثَّقيلَة بِسَبَبِ أخطائِنا السَّابِقَة؟‏

١٥ كَيفَ تُساعِدُنا كَلِماتُ دَاوُد في المَزْمُور ١٠٣ أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا؟‏ إذا بَقينا نَحمِلُ مَشاعِرَ الذَّنْبِ الثَّقيلَة بِسَبَبِ خَطايانا السَّابِقَة،‏ فجَيِّدٌ أن نَسألَ أنفُسَنا:‏ ‹هل أنْسى ما يَتَذَكَّرُهُ يَهْوَه،‏ أي هل أنْسى أنَّهُ يُبْقي في بالِهِ طَبيعَتي الخاطِئَة وسَيُسامِحُني إذا تُبت؟‏ أيضًا،‏ هل أتَذَكَّرُ ما يَختارُ يَهْوَه أن يَنْساه،‏ أي هل أتَذَكَّرُ الخَطايا الَّتي سامَحَني علَيها ولن يُمسِكَها ضِدِّي أبَدًا؟‏›.‏ يَهْوَه لا يُرَكِّزُ على خَطايانا السَّابِقَة.‏ ونَحنُ أيضًا لا يَجِبُ أن نُرَكِّزَ علَيها.‏ (‏مز ١٣٠:‏٣)‏ فحينَ نَكونُ مُتَأكِّدينَ أنَّهُ سامَحَنا،‏ سنَقدِرُ أن نُسامِحَ أنفُسَنا ونَطْوِيَ الصَّفحَة.‏

١٦ أعْطِ مَثَلًا يوضِحُ كم خَطِرٌ أن نَتَمَسَّكَ بِمَشاعِرِ الذَّنْبِ نَتيجَةَ خَطايانا السَّابِقَة.‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٦ إلَيكَ هذا المَثَل.‏ إذا تَمَسَّكنا بِمَشاعِرِ الذَّنْبِ نَتيجَةَ خَطايانا السَّابِقَة،‏ نَكونُ كأنَّنا نَقودُ سَيَّارَةً إلى الأمامِ فيما عُيونُنا طولَ الوَقتِ على المِرآةِ الخَلفِيَّة.‏ طَبعًا،‏ جَيِّدٌ أن نُلْقِيَ مِن وَقتٍ إلى آخَرَ نَظرَةً على المِرآة؛‏ فهكَذا نَنتَبِهُ مِن أيِّ خَطَرٍ آتٍ مِنَ الخَلف.‏ ولكنْ كَي نَسيرَ إلى الأمامِ بِأمان،‏ علَينا أن نُرَكِّزَ على الطَّريقِ أمامَنا.‏ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ يُمكِنُ أن نَستَفيدَ إذا نَظَرنا مِن وَقتٍ إلى آخَرَ إلى الوَراء،‏ إلى أخطاءِ الماضي؛‏ فهكَذا نَتَعَلَّمُ مِنها ونُقَوِّي تَصميمَنا أن لا نُكَرِّرَها.‏ ولكنْ إذا بَقينا نُرَكِّزُ على أخطائِنا السَّابِقَة،‏ فإنَّ مَشاعِرَ الذَّنْبِ قد تَحُدُّ مِمَّا نَقدِرُ أن نَفعَلَهُ الآنَ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ بَدَلًا مِن ذلِك،‏ لِنُرَكِّزْ دائِمًا على الطَّريقِ أمامَنا.‏ فنَحنُ نَسيرُ على الطَّريقِ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياةِ في عالَمِ اللّٰهِ الجَديد،‏ حَيثُ الذِّكْرَياتُ البَشِعَة «لن تَخطُرَ على البال».‏ —‏ إش ٦٥:‏١٧؛‏ أم ٤:‏٢٥.‏

رجل يُلقي نظرة على المرآة الخلفية فيما يسوق سيارته على طريق فيه منعطفات

مثلما يلزم أن يركِّز السائق على الطريق أمامه أكثر من المرآة الخلفية،‏ يلزم أن تركِّز على البركات الآتية أكثر من الخطايا السابقة (‏أُنظر الفقرة ١٦.‏)‏


إستَمِرَّ في إقناعِ قَلبِك

١٧ لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَظَلَّ نُقنِعُ قُلوبَنا بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويُسامِحُنا؟‏

١٧ نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَظَلَّ نُقنِعُ قُلوبَنا بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويُسامِحُنا.‏ (‏١ يو ٣:‏١٩،‏ الحاشية)‏ لِماذا؟‏ لِأنَّ الشَّيْطَان لن يَستَسلِمَ بل سيَعمَلُ كُلَّ جُهدِهِ لِيُقنِعَنا أنَّنا لا نَستاهِلُ المَحَبَّةَ ولا المُسامَحَة.‏ وفي الحالَتَيْن،‏ هَدَفُهُ هو نَفْسُه:‏ أن نَتَوَقَّفَ عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏ ولا نَستَغرِبُ أن يُكَثِّفَ جُهودَهُ لِأنَّهُ يَعلَمُ أنَّ وَقتَهُ قَصير.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٢)‏ فلا يَجِبُ أن نَدَعَهُ يَربَح!‏

١٨ كَيفَ تُقنِعُ قَلبَكَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّكَ ويُسامِحُك؟‏

١٨ كَي تُقَوِّيَ ثِقَتَكَ بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّك،‏ طَبِّقِ الاقتِراحاتِ الَّتي ناقَشناها في المَقالَةِ السَّابِقَة.‏ وكَي تُقنِعَ قَلبَكَ بِأنَّ يَهْوَه سامَحَك،‏ فَكِّرْ كَيفَ وَصَفَ نَفْسَهُ في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ تَأمَّلْ في الأفكارِ الَّتي أوْحى إلى كَتَبَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أن يَقولوها عن غُفرانِه.‏ ولا تَنْسَ أنَّهُ يَعرِفُ جَيِّدًا طَبيعَتَكَ النَّاقِصَة وسَيَتَعامَلُ معكَ بِرَحمَة.‏ أيضًا،‏ أبْقِ في بالِكَ أنَّهُ حينَ يُسامِح،‏ يُسامِحُ بِشَكلٍ كامِل.‏ وعِندَئِذٍ ستَصيرُ لَدَيكَ ثِقَةٌ كَبيرَة بِرَحمَةِ يَهْوَه،‏ نَفْسُ الثِّقَةِ الَّتي كانَت لَدى دَاوُد.‏ ستَقدِرُ أن تَقول:‏ «شُكرًا يا يَهْوَه لِأنَّكَ ‹سامَحتَني على خَطاياي›!‏».‏ —‏ مز ٣٢:‏٥.‏

أسئِلَةُ المُراجَعَة

  • لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه سامَحَنا؟‏

  • ماذا يُساعِدُكَ أن تَتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه سامَحَك؟‏

  • لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَستَمِرَّ في إقناعِ قَلبِنا أنَّ يَهْوَه سامَحَنا؟‏

التَّرنيمَة ١ صِفاتُ يَهْوَه

a أُنظُرِ المَقالَة «‏إقتَرِبْ إلى اللّٰه:‏ حينَ أخبَرَ يَهْوَه عن صِفاتِه‏» في عَدَد ١ أيَّار (‏مَايُو)‏ ٢٠٠٩ مِن بُرجِ المُراقَبَة.‏

    المطبوعات باللغة العربية السودانية (‏٢٠٢٤-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية (اللهجة السودانية)
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة