مقالة الدرس ٢٨
التَّرنيمَة ٨٨ طُرُقَكَ عَلِّمْني
لِماذا يَلزَمُ أن أطلُبَ النَّصيحَة؟
‹الَّذينَ يَطلُبونَ النَّصيحَةَ حُكَماء›. — أم ١٣:١٠.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ كَي نَستَفيدَ كامِلًا مِنَ النَّصائِحِ الَّتي نَنالُها؟
١ كَيفَ نَأخُذُ قَراراتٍ حَكيمَة ونَنجَحُ في خُطَطِنا؟ (أمثال ١٣:١٠؛ ١٥:٢٢)
كُلُّنا نُريدُ أن نَأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة، وكُلُّنا نُريدُ أن نَنجَحَ في خُطَطِنا. كَلِمَةُ اللّٰهِ تُخبِرُنا كَيفَ نُحَقِّقُ هذَيْنِ الهَدَفَيْن. — إقرإ الأمثال ١٣:١٠؛ ١٥:٢٢.
٢ ماذا يَعِدُ يَهْوَه بِأن يَفعَلَ مِن أجْلِنا؟
٢ طَبعًا، أفضَلُ مَن نَلجَأُ إلَيهِ لِنَطلُبَ الحِكمَةَ والنَّصيحَةَ هو أبونا يَهْوَه. وهو يَعِدُنا بِأن يُساعِدَنا قائِلًا: «سأنصَحُكَ وأُبْقي عَيْني علَيك». (مز ٣٢:٨) هذِهِ الكَلِماتُ تُظهِرُ أنَّ يَهْوَه لا يُعْطينا النَّصيحَةَ فَقَط، بل يَهتَمُّ بنا أيضًا اهتِمامًا شَخصِيًّا ويُساعِدُنا أن نُطَبِّقَها.
٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ في هذِهِ المَقالَة، سنَستَعمِلُ كَلِمَةَ اللّٰهِ لِنُجاوِبَ عن أربَعَةِ أسئِلَة: (١) أيُّ صِفاتٍ يَلزَمُ أن تَكونَ لَدَيَّ كَي أستَفيدَ مِنَ النَّصيحَةِ الجَيِّدَة؟ (٢) مَن يَقدِرُ أن يُعْطِيَني نَصيحَةً جَيِّدَة؟ (٣) كَيفَ أُبْقي عَقلي وقَلبي مُنفَتِحَيْن؟ و (٤) لِماذا لا يَلزَمُ أن أطلُبَ مِن غَيري أن يُقَرِّرَ عنِّي؟
أيُّ صِفاتٍ يَلزَمُ أن تَكونَ لَدَيَّ؟
٤ أيُّ صِفَتَيْنِ تُساعِدانِنا أن نَستَفيدَ مِنَ النَّصائِحِ الجَيِّدَة؟
٤ يَلزَمُ أن نَكونَ مُتَواضِعينَ ونَعرِفَ حُدودَنا كَي نَستَفيدَ مِنَ النَّصائِحِ الجَيِّدَة. فعلَينا أن نُدرِكَ أنَّنا قد لا نَملِكُ الخِبرَةَ ولا المَعرِفَةَ لِنَأخُذَ وَحْدَنا قَرارًا حَكيمًا. وإذا كُنَّا مُتَكَبِّرينَ ولا نَعرِفُ حُدودَنا، فلن نُعطِيَ يَهْوَه مَجالًا لِيُساعِدَنا. وبِالتَّالي، أيُّ نَصيحَةٍ نَنالُها فيما نَقرَأُ كَلِمَةَ اللّٰهِ قد نَمُرُّ علَيها مُرورَ الكِرامِ مِثلَما يَنزَلِقُ الماءُ عنِ الصُّخور. (مي ٦:٨ والحاشية؛ ١ بط ٥:٥) أمَّا إذا كُنَّا مُتَواضِعينَ ونَعرِفُ حُدودَنا، فسَنَكونُ مِثلَ التُّربَةِ الَّتي تَمتَصُّ الماءَ بِسُرعَة، نَقبَلُ بِفَرَحٍ النَّصائِحَ المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّسِ ونَستَفيدُ مِنها.
٥ أيُّ إنجازاتٍ كانَ يُمكِنُ أن تَجعَلَ مِنَ المَلِكِ دَاوُد شَخصًا مُتَكَبِّرًا؟
٥ تَأمَّلْ في مِثالِ المَلِكِ دَاوُد. فإنجازاتُهُ كانَ يُمكِنُ أن تَجعَلَ مِنهُ شَخصًا مُتَكَبِّرًا. فقَبلَ أن يَصيرَ مَلِكًا بِوَقتٍ طَويل، اشتَهَرَ بِمَوهِبَتِهِ في عَزفِ الموسيقى، حتَّى إنَّ المَلِكَ أرادَ مِنهُ أن يَعزِفَ له. (١ صم ١٦:١٨، ١٩) وبَعدَ أن عَيَّنَهُ يَهْوَه مَلِكًا، أعْطاهُ القُوَّةَ مِن خِلالِ روحِهِ القُدُس. (١ صم ١٦:١١-١٣) وعُرِفَ بَينَ الشَّعبِ بِأنَّهُ قَتَلَ أعداءَهُم، بِمَن فيهِمِ العِملاقُ الفِلِسْطِيُّ جُلْيَات. (١ صم ١٧:٣٧، ٥٠؛ ١٨:٧) إنَّ أيَّ شَخصٍ مُتَكَبِّرٍ يُحَقِّقُ إنجازاتٍ عَظيمَة كهذِه يُمكِنُ أن يَظُنَّ أنَّهُ لَيسَ بِحاجَةٍ إلى أيِّ نَصيحَة. لكنَّ دَاوُد لم يَكُنْ مُتَكَبِّرًا.
٦ كَيفَ نَعرِفُ أنَّ دَاوُد كانَ يَقبَلُ النَّصيحَةَ بِفَرَح؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٦ بَعدَ أنِ استَلَمَ دَاوُد المُلْك، أحاطَ نَفْسَهُ بِأصدِقاءَ يُقَدِّمونَ لهُ النَّصائِح. (١ أخ ٢٧:٣٢-٣٤) ولا نَستَغرِبُ ذلِك لِأنَّ دَاوُد كانَ دائِمًا يُطَبِّقُ النَّصائِحَ الجَيِّدَة. ولم يَقبَلْها مِنَ الرِّجالِ فَقَط، بل أيضًا مِنِ امرَأةٍ اسْمُها أبِيجَايِل. وأبِيجَايِل كانَت زَوجَةَ رَجُلٍ مَغرور، عَديمِ الاحتِرام، وناكِرٍ لِلجَميلِ اسْمُهُ نَابَال. بِالمُقابِل، كانَ دَاوُد مُتَواضِعًا وعَمِلَ بِنَصيحَتِها الجَيِّدَة، وتَجَنَّبَ بِالتَّالي غَلطَةً فَظيعَة. — ١ صم ٢٥:٢، ٣، ٢١-٢٥، ٣٢-٣٤.
قبِل الملك داود بتواضع نصيحة أبيجايل وعمل بها (أُنظر الفقرة ٦.)
٧ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن مِثالِ دَاوُد؟ (جامعة ٤:١٣) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
٧ نَتَعَلَّمُ دُروسًا مُهِمَّة مِن دَاوُد. مَثَلًا، قد نَكونُ مَوْهوبينَ أو قد يَكونُ لَدَينا بَعضُ السُّلطَة. مع ذلِك، لا يَجِبُ أبَدًا أن نَظُنَّ أنَّنا نَعرِفُ كُلَّ شَيءٍ ولا نَحتاجُ إلى أيِّ نَصيحَة. ومِثلَ دَاوُد أيضًا، يَلزَمُ أن نَكونَ مُستَعِدِّينَ أن نَسمَعَ النَّصيحَةَ الجَيِّدَة، بِغَضِّ النَّظَرِ عنِ الشَّخصِ الَّذي يُعْطيها لنا. (إقرإ الجامعة ٤:١٣.) وإذا فَعَلنا ذلِك، نَتَجَنَّبُ على الأرجَحِ أغلاطًا كَبيرَة قد تُسَبِّبُ الحُزنَ لنا ولِغَيرِنا.
يلزم أن نكون مستعدين أن نسمع النصيحة الجيدة بغض النظر عن الشخص الذي يعطيها لنا (أُنظر الفقرة ٧.)c
مَن يَقدِرُ أن يُعْطِيَني نَصيحَةً جَيِّدَة؟
٨ لِماذا كانَ يُونَاثَان مُؤَهَّلًا لِيُعْطِيَ نَصيحَةً لِدَاوُد؟
٨ فَكِّرْ في دَرسٍ آخَرَ نَتَعَلَّمُهُ مِن مِثالِ دَاوُد. فهو سَمِعَ النَّصيحَةَ الَّتي نالَها مِن أشخاصٍ كانَ لَدَيهِم عَلاقَةٌ جَيِّدَة مع يَهْوَه وأيضًا فَهمٌ جَيِّدٌ لِلتَّحَدِّي الَّذي واجَهَه. مَثَلًا، عِندَما أرادَ أن يَعرِفَ هل يُمكِنُ أن يُصلِحَ عَلاقَتَهُ بِالمَلِكِ شَاوُل، أصْغى إلى نَصيحَةِ يُونَاثَان، ابْنِ شَاوُل. ولِماذا استَطاعَ يُونَاثَان أن يُعْطِيَهُ نَصيحَةً في مَحَلِّها؟ لِأنَّ لَدَيهِ عَلاقَةً جَيِّدَة مع يَهْوَه وأيضًا خِبرَةً في التَّعامُلِ مع شَاوُل. (١ صم ٢٠:٩-١٣) فكَيفَ نُطَبِّقُ هذا الدَّرس؟
٩ مَن يَلزَمُ أن نَستَشيرَ حينَ نَحتاجُ إلى نَصيحَة؟ أوْضِح. (أمثال ١٣:٢٠)
٩ حينَ نَحتاجُ إلى نَصيحَة، جَيِّدٌ أن نَستَشيرَ شَخصًا لَدَيهِ عَلاقَةٌ جَيِّدَة مع يَهْوَه وأيضًا خِبرَةٌ في المَوْضوع.a (إقرإ الأمثال ١٣:٢٠.) لِنَفرِضْ مَثَلًا أنَّ أخًا شابًّا يَبحَثُ عن رَفيقَةِ زَواجٍ مُناسِبَة. فمَن يَقدِرُ أن يُعْطِيَهُ نَصيحَةً جَيِّدَة؟ رُبَّما يُفيدُهُ صَديقُهُ الأعزَبُ إذا أسَّسَ نَصيحَتَهُ على مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس. لكنَّ هذا الشَّابَّ سيَنالُ على الأرجَحِ نَصيحَةً مُحَدَّدَة وعَمَلِيَّة أكثَرَ إذا استَشارَ زَوجَيْنِ ناضِجَيْنِ روحِيًّا يَعرِفانِهِ جَيِّدًا ويَتَمَتَّعانِ مُنذُ سَنَواتٍ بِزَواجٍ سَعيد.
١٠ ماذا سنُناقِشُ الآن؟
١٠ تَحَدَّثنا عن صِفَتَيْنِ تُساعِدانِنا أن نَقبَلَ النَّصيحَة، ورَأينا أيضًا مَن يُمكِنُ أن يُعْطِيَنا نَصائِحَ جَيِّدَة. والآنَ لِنُناقِشْ لِماذا يَلزَمُ أن نُبْقِيَ عَقلَنا وقَلبَنا مُنفَتِحَيْن، وهل جَيِّدٌ أن نَطلُبَ مِن غَيرِنا أن يُقَرِّرَ عنَّا.
كَيفَ أُبْقي عَقلي وقَلبي مُنفَتِحَيْن؟
١١-١٢ (أ) ماذا قد نَفعَلُ أحيانًا؟ (ب) ماذا فَعَلَ المَلِكُ رَحْبَعَام حينَ كانَ أمامَ قَرارٍ مُهِمّ؟
١١ أحيانًا، قد يَبْدو أنَّ الشَّخصَ يَطلُبُ نَصيحَة. ولكنْ في الحَقيقَة، كُلُّ ما يُريدُهُ هو تَأكيدٌ مِنَ الآخَرينَ على القَرارِ الَّذي سَبَقَ أن أخَذَه. وفي هذِهِ الحالَة، لا يَكونُ عَقلُهُ وقَلبُهُ مُنفَتِحَيْنِ فِعلًا. لنرَ كَيفَ وَقَعَ المَلِكُ رَحْبَعَام في هذهِ الغَلطَة.
١٢ صارَ رَحْبَعَام مَلِكًا على إسْرَائِيل بَعدَ المَلِكِ سُلَيْمَان. ووَرِثَ بِذلِك أُمَّةً كانَت مُزدَهِرَة، لكنَّ الشَّعبَ شَعَروا أنَّ سُلَيْمَان كانَ مُتَطَلِّبًا جِدًّا. فأتَوْا إلى رَحْبَعَام وتَرَجَّوْهُ أن يُخَفِّفَ الحِملَ عنهُم. فطَلَبَ مِنهُم أن يُعْطوهُ وَقتًا لِيُفَكِّرَ قَبلَ أن يَأخُذَ قَرارَه. في البِدايَة، تَصَرَّفَ رَحْبَعَام بِطَريقَةٍ جَيِّدَة حينَ طَلَبَ نَصيحَةَ الشُّيوخِ الَّذينَ ساعَدوا سُلَيْمَان قَبلَه. (١ مل ١٢:٢-٧) لكنَّهُ معَ الأسَفِ رَفَضَ نَصيحَتَهُم. لِماذا؟ هل كانَ قد قَرَّرَ مُسبَقًا ماذا سيَفعَلُ والآنَ كانَ يَبحَثُ فَقَط عن شَخصٍ يُوافِقُهُ الرَّأْي؟ إذا كانَ هذا هوَ السَّبَب، فقد وَجَدَ رَحْبَعَام تَأكيدًا على رَأْيِهِ مِن خِلالِ النَّصيحَةِ الَّتي قَدَّمَها لهُ أصدِقاؤُهُ الشُّبَّان. (١ مل ١٢:٨-١٤) فجاوَبَ الشَّعبَ على أساسِ هذِهِ النَّصيحَة. وبِالنَّتيجَة، انقَسَمَتِ الأُمَّةُ وعانى رَحْبَعَام مُنذُ ذلِكَ الحينِ الكَثيرَ مِنَ المَشاكِل. — ١ مل ١٢:١٦-١٩.
١٣ كَيفَ نَعرِفُ إن كانَ عَقلُنا وقَلبُنا مُنفَتِحَيْن؟
١٣ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن مِثالِ رَحْبَعَام؟ حينَ نَطلُبُ نَصيحَة، يَجِبُ أن يَكونَ عَقلُنا وقَلبُنا مُنفَتِحَيْن. وكَيفَ نَعرِفُ هل هُما كذلِك؟ لِنَسألْ أنفُسَنا: ‹هل أطلُبُ نَصيحَةً ثُمَّ أرفُضُها فَوْرًا لِأنَّها لَيسَت ما أُريدُ أن أسمَعَه؟›. لاحِظْ هذا السِّيناريو.
١٤ ماذا يَجِبُ أن نَتَذَكَّرَ حينَ نَنالُ نَصيحَة؟ أوْضِح. (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٤ تَخَيَّلْ أنَّ أخًا حَصَلَ على عَرضِ عَمَلٍ مُغرٍ. ولكنْ قَبلَ أن يَقبَلَه، يَطلُبُ نَصيحَةً مِن شَيخٍ ويُخبِرُهُ أنَّ هذا العَمَلَ يَتَطَلَّبُ مِنهُ أن يَغيبَ عن عائِلَتِهِ فَتَراتٍ طَويلَة. فيُذَكِّرُهُ الشَّيخُ بِمَبدَإ الكِتابِ المُقَدَّسِ أنَّ مَسؤولِيَّتَهُ الرَّئيسِيَّة هي أن يَهتَمَّ بِروحِيَّاتِ عائِلَتِه. (أف ٦:٤؛ ١ تي ٥:٨) ولكنْ لِنَفرِضْ أنَّ الأخَ يَرفُضُ فَوْرًا كَلِماتِ الشَّيخِ ويَبدَأُ يَسألُ إخوَةً آخَرينَ عن رَأْيِهِم إلى أن يَجِدَ أحَدًا يَقولُ لهُ ما يُريدُ أن يَسمَعَه. فهل يَكونُ هذا الأخُ يَبحَثُ حَقًّا عن نَصيحَة، أم أنَّهُ سَبَقَ أن أخَذَ قَرارَهُ ويُريدُ الآنَ أن يَجِدَ أحَدًا يُوافِقُهُ الرَّأْي؟ لا نَنْسَ أنَّ قَلبَنا غَدَّار. (إر ١٧:٩) فأحيانًا، أكثَرُ نَصيحَةٍ نَحتاجُ إلَيها هي آخِرُ نَصيحَةٍ نُريدُ أن نَسمَعَها.
هل نطلب فعلًا نصيحة جيدة أم نفتش فقط عن شخص يوافقنا الرأي؟ (أُنظر الفقرة ١٤.)
هل جَيِّدٌ أن أطلُبَ مِن غَيري أن يُقَرِّرَ عنِّي؟
١٥ مِمَّ يَجِبُ أن نَنتَبِه، ولِماذا؟
١٥ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لَدَيهِ مَسؤولِيَّةٌ أن يَأخُذَ قَراراتِهِ بِنَفْسِه. (غل ٦:٤، ٥) وكَما رَأينا، الشَّخصُ الحَكيمُ يَطلُبُ النَّصيحَةَ مِن كَلِمَةِ اللّٰهِ ومِنَ المَسِيحِيِّينَ النَّاضِجينَ قَبلَ أن يُقَرِّرَ ماذا سيَفعَل. ولكنْ يَجِبُ أن نَنتَبِهَ لِئَلَّا نَطلُبَ مِنَ الآخَرينَ أن يُقَرِّروا عنَّا. البَعضُ يَفعَلونَ ذلِك بِطَريقَةٍ مُباشِرَة حينَ يَسألونَ شَخصًا يَحتَرِمونَه: «لَو كُنتَ مَكاني، فماذا تَفعَل؟». ويَستَعمِلُ آخَرونَ طَريقَةً غَيرَ مُباشِرَة حينَ يُقَلِّدونَ ما يَفعَلُهُ غَيرُهُم دونَ أن يُفَكِّروا جَيِّدًا في المَوْضوع.
١٦ أيُّ حالَةٍ نَشَأَت في كُورِنْثُوس بِخُصوصِ اللَّحمِ الَّذي ذُبِحَ لِلأصنام، ومَن كانَ مَسؤولًا أن يُقَرِّرَ هل يَأكُلُ أم لا؟ (١ كورنثوس ٨:٧؛ ١٠:٢٥، ٢٦)
١٦ لاحِظِ الحالَةَ الَّتي نَشَأَت في جَماعَةِ كُورِنْثُوس في القَرنِ الأوَّلِ بِخُصوصِ أكلِ اللَّحمِ الَّذي رُبَّما ذُبِحَ لِلأصنام. كَتَبَ بُولُس إلى هؤُلاءِ المَسِيحِيِّين: «نَعرِفُ أنَّ الصَّنَمَ لَيسَ بِشَيءٍ في العالَم، وأنَّهُ لا إلهَ غَيرُ واحِد». (١ كو ٨:٤) بِناءً على هذِهِ الفِكرَة، قَرَّرَ البَعضُ في الجَماعَةِ أنَّ بِإمكانِهِم أن يَأكُلوا لَحمًا رُبَّما قُدِّمَ لِصَنَمٍ وبَعدَ ذلِك بيعَ في سوقِ اللَّحم. أمَّا آخَرونَ فقَرَّروا أنَّهُ لَيسَ بِإمكانِهِم أن يَأكُلوا لَحمًا كهذا دونَ أن يُعَذِّبَهُم ضَميرُهُم. (إقرأ ١ كورنثوس ٨:٧؛ ١٠:٢٥، ٢٦.) فكَانَ هذا قَرارًا شَخصِيًّا. ولم يَطلُبْ بولُس أبَدًا مِنَ المَسيحِيِّينَ في كُورِنْثُوس أن يَأخُذوا قَراراتٍ عن غَيرِهِم أو يُقَلِّدوا ما فَعَلَهُ غَيرُهُم. فكُلُّ واحِدٍ مِنهُم كانَ «سيُقَدِّمُ حِسابًا عن نَفْسِهِ لِلّٰه». — رو ١٤:١٠-١٢.
١٧ ماذا يُمكِنُ أن يَحدُثَ إذا كُنَّا نُقَلِّدُ ما يَفعَلُهُ الآخَرون؟ أعْطِ مَثَلًا. (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٧ كَيفَ يُمكِنُ أن تَنشَأَ حالَةٌ مُشابِهَة اليَوم؟ فَكِّرْ في مَسألَةِ الأجزاءِ الصَّغيرَة المَأخوذَة مِنَ الدَّم. على كُلِّ مَسِيحِيٍّ أن يُقَرِّرَ هو بِنَفْسِهِ إذا كانَ سيَقبَلُ هذِهِ الأجزاءَ أو يَرفُضُها.b صَحيحٌ أنَّنا قد نَستَصعِبُ أن نَفهَمَ هذِهِ المَسألَةَ كامِلًا، لكنَّ أخْذَ قَراراتٍ مِن هذا النَّوعِ هو جُزْءٌ مِنَ الحِملِ الَّذي يَلزَمُ أن يَحمِلَهُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا. (رو ١٤:٤) وإذا قَلَّدنا قَرارَ شَخصٍ آخَر، فقد نُضعِفُ ضَميرَنا. فالطَّريقَةُ الوَحيدَة لِنُدَرِّبَ ضَميرَنا كَي يَصيرَ أفضَلَ هي أن نَستَعمِلَه. (عب ٥:١٤) إذًا، متى نَطلُبُ نَصيحَةً مِن مَسِيحِيٍّ ناضِج؟ بَعدَ أن نَقومَ نَحنُ بِبَحثٍ ونَجِدَ أنَّنا ما زِلنا بِحاجَةٍ إلى مُساعَدَةٍ لِنَفهَمَ كَيفَ تَنطَبِقُ مَبادِئُ الكِتابِ المُقَدَّسِ في حالَتِنا.
لا يلزم أن نطلب نصيحة إلا بعد أن نقوم نحن ببحث (أُنظر الفقرة ١٧.)
إستَمِرَّ في طَلَبِ النَّصيحَة
١٨ ماذا فَعَلَ يَهْوَه مِن أجْلِنا؟
١٨ أظهَرَ يَهْوَه ثِقَةً كَبيرَة بنا حينَ سَمَحَ لنا أن نَأخُذَ قَراراتِنا بِنَفْسِنا. وهو أعْطانا كَلِمَتَهُ الكِتابَ المُقَدَّس. ويُعْطينا أيضًا أصدِقاءَ حُكَماءَ يُساعِدونَنا أن نُحَلِّلَ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس. فهو تَمَّمَ مَسؤولِيَّتَهُ كأبٍ لنا. (أم ٣:٢١-٢٣) فكَيفَ نُظهِرُ تَقديرَنا له؟
١٩ كَيفَ نُفَرِّحُ يَهْوَه؟
١٩ تَأمَّلْ في هذِهِ الفِكرَة: يُحِبُّ الوالِدونَ أن يَرَوْا أوْلادَهُم يَكبَرونَ ويَصيرونَ خُدَّامًا لِيَهْوَه ناضِجينَ وحُكَماء، يُفَكِّرونَ في غَيرِهِم ويَندَفِعونَ لِيُساعِدوهُم. بِشَكلٍ مُشابِه، يَفرَحُ يَهْوَه حينَ يَرانا نَنضَجُ روحِيًّا أكثَرَ فأكثَر، نَطلُبُ النَّصيحَةَ دائِمًا، ونَأخُذُ قَراراتٍ تَجلُبُ لهُ الإكرام.
التَّرنيمَة ١٢٧ أيَّ إنسانٍ يَنبَغي أن أكون؟
a في بَعضِ الأحيان، قد يَختارُ المَسِيحِيُّونَ بِحِكمَةٍ أن يَستَشيروا أشخاصًا لا يَعبُدونَ يَهْوَه في المَسائِلِ المالِيَّة، الطِّبِّيَّة، وغَيرِها.
b تَجِدُ مُناقَشَةً مُفَصَّلَة لِهذا المَوْضوعِ في كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد، الدَّرس ٣٩، النُّقطَة ٥ وقِسم «إستَكشِفْ أكثَر».
c وصف الصور: شيخ يعطي نصيحة لشيخ آخر بخصوص طريقة كلامه في الاجتماع الأخير.