مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية (اللهجة السودانية)
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢٥ تموز (‏يوليو)‏ ص ٢٦-‏٣٠
  • ‏«الحرب هي ليهوه»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«الحرب هي ليهوه»‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
  • العناوين الفرعية
  • رَبيتُ على مَحَبَّةِ الخِدمَةِ الإرسالِيَّة
  • إلى المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيّ
  • حينَ بَدَأتُ أُشارِكُ في المَعارِكِ القانونِيَّة
  • الدِّفاعُ عنِ البِشارَةِ وتَشريعُها بِالقانون
  • شُكرًا لكَ يا يَهْوَه
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
ب٢٥ تموز (‏يوليو)‏ ص ٢٦-‏٣٠
فيليب برملي

قصة حياة

‏«الحَربُ هي لِيَهْوَه»‏

كما رَواها فِيلِيب بْرَمْلِي

في يَومٍ شَتَوِيٍّ بارِدٍ مِن أيَّامِ كَانُون الثَّاني (‏يَنَايِر)‏ ٢٠١٠،‏ وبِالتَّحديدِ في الـ‍ ٢٨ مِن ذلِكَ الشَّهر،‏ وَجَدتُ نَفْسي في مَدينَةِ سْتْرَاسْبُورْغ الفَرَنْسِيَّة الجَميلَة.‏ لكنِّي لم أكُنْ هُناك لِأتَفَرَّجَ على المَعالِمِ السِّياحِيَّة،‏ بل لِأقومَ بِتَعييني ضِمنَ فَريقٍ قانونِيٍّ يُدافِعُ عن حُقوقِ شُهودِ يَهْوَه أمامَ المَحكَمَةِ الأُورُوبِّيَّة لِحُقوقِ الإنسان.‏ وكانَتِ القَضِيَّةُ المَطروحَة هل يَحِقُّ لِحُكومَةِ فَرَنْسَا أن تُطالِبَ إخوَتَنا هُناك بِدَفعِ ضَريبَةٍ خَيالِيَّة قيمَتُها ٦٤ مَليونَ يورو تَقريبًا (‏٨٩٬٠٠٠٬٠٠٠ دولارٍ أمِيرْكِيّ)‏.‏ والأهَمُّ هو أنَّ اسْمَ يَهْوَه،‏ صيتَ شَعبِه،‏ وحُرِّيَّتَهُم في العِبادَةِ كانَت كُلُّها مُرتَبِطَةً بِالقَضِيَّة.‏ وما حَصَلَ في جَلسَةِ الاستِماعِ أكَّدَ لنا أنَّ «الحَربَ هي لِيَهْوَه».‏ (‏١ صم ١٧:‏٤٧)‏ دَعوني أُخبِرُكُمُ التَّفاصيل.‏

بَدَأَ النِّزاعُ القانونِيُّ في أواخِرِ التِّسعيناتِ حينَ فَرَضَتِ الحُكومَةُ الفَرَنْسِيَّة ضَريبَةً غَيرَ مُبَرَّرَة على التَّبَرُّعاتِ الَّتي تَلَقَّاها فَرعُ فَرَنْسَا بَينَ ١٩٩٣ و ١٩٩٦.‏ رَفَعْنا القَضِيَّةَ إلى المَحاكِمِ الفَرَنْسِيَّة،‏ بِما فيها مَحكَمَةُ الاستِئنافَ،‏ لكنَّنا لم نَصِلْ إلى نَتيجَة.‏ فصادَرَتِ الحُكومَةُ أكثَرَ مِن أربَعَةِ مَلايينِ يورو ونِصفٍ (‏٦٬٣٠٠٬٠٠٠ دولارٍ أمِيرْكِيّ)‏ مِن حِسابِ الفَرعِ في المَصرِف.‏ ولم يَعُدْ أمامَنا إلَّا أمَلٌ واحِدٌ هوَ المَحكَمَةُ الأُورُوبِّيَّة لِحُقوقِ الإنسان.‏ ولكنْ قَبلَ أن تَبُتَّ المَحكَمَةُ في النِّزاع،‏ طَلَبَت أن نَحضُرَ نَحنُ والفَريقُ القانونِيُّ التَّابِعُ لِلحُكومَةِ جَلسَةَ تَسوِيَةٍ تَسبِقُ المُحاكَمَةَ أمامَ أمينَةِ سِجِلِّ المَحكَمَة،‏ وهي واحِدَةٌ مِنَ المَسؤولينَ عنِ النَّشاطاتِ الإدارِيَّة والقَضائِيَّة لِلمَحكَمَة.‏

تَوَقَّعنا أن تَضغَطَ علَينا أمينَةُ سِجِلِّ المَحكَمَةِ لِنَحُلَّ المَسألَةَ ونَدفَعَ جُزْءًا مِنَ المَبلَغِ المَطلوب.‏ لكنَّنا كُنَّا نَعرِفُ جَيِّدًا أنَّنا إذا دَفَعنا ولَو يورو واحِدًا،‏ نَكونُ نُخالِفُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ فالإخوَةُ والأخَواتُ تَبَرَّعوا لِيَدعَموا عَمَلَ مَملَكَةِ اللّٰه،‏ لِذلِك فإنَّ تَبَرُّعاتِهِم لَيسَت مِلْكًا لِلحُكومَة.‏ (‏مت ٢٢:‏٢١)‏ مع ذلِك،‏ حَضَرنا الجَلسَةَ احتِرامًا لِبْروتوكولِ المَحكَمَة.‏

فريقنا القانوني أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان،‏ سنة ٢٠١٠

عُقِدَتِ الجَلسَةُ في إحْدى القاعاتِ الفَخمَة في المَحكَمَة.‏ وكَما تَوَقَّعنا،‏ لم تَكُنْ بِدايَتُها مُوَفَّقَة.‏ ففي التَّعليقاتِ الأُولى لِأمينَةِ سِجِلِّ المَحكَمَة،‏ قالَت لنا إنَّها تَتَوَقَّعُ مِن شُهودِ يَهْوَه في فَرَنْسَا أن يَدفَعوا ولَو جُزْءًا مِنَ الضَّريبَةِ المَطلوبَة.‏ فشَعَرنا فَجْأةً أنَّ شَيئًا ما يَدفَعُنا أن نَسألَها:‏ «هل حَضرَتُكِ على عِلمٍ بِأنَّ الحُكومَةَ سَبَقَ أن صادَرَت أكثَرَ مِن أربَعَةِ مَلايينِ يورو ونِصفٍ مِن حِسابِنا في المَصرِف؟‏».‏

فبَدَت على وَجهِها عَلاماتُ الصَّدمَة.‏ وعِندَما تَأكَّدَت مِنَ الفَريقِ القانونِيِّ التَّابِعِ لِلحُكومَةِ أنَّهُم فَعَلوا ذلِك،‏ تَغَيَّرَ مَوْقِفُها كُلِّيًّا.‏ فهي وَبَّخَتهُم بِقُوَّةٍ على ما فَعَلوهُ وأنْهَتِ الجَلسَةَ فَوْرًا.‏ فأدرَكتُ في تِلكَ اللَّحظَةِ أنَّ يَهْوَه قَلَبَ المَوازينَ وغَيَّرَ مَجْرى المُحاكَمَةِ بِطَريقَةٍ لم نَتَخَيَّلْها أبَدًا.‏ خَرَجنا مِنَ الجَلسَةِ ونَحنُ نَطيرُ مِنَ الفَرَحِ ولا نُصَدِّقُ ما حَصَل.‏

في ٣٠ حَزِيرَان (‏يُونْيُو)‏ ٢٠١١،‏ أصدَرَتِ المَحكَمَةُ الأُورُوبِّيَّة لِحُقوقِ الإنسانِ قَرارًا بِالإجماعِ لِصالِحِنا.‏ فهي ألْغَتِ الضَّريبَةَ وأمَرَتِ الحُكومَةَ بِأن تُعيدَ المالَ الَّذي صادَرَته،‏ ومع فائِدَةٍ أيضًا!‏ وهذا الحُكمُ التَّاريخِيُّ ما زالَ يَحْمي العِبادَةَ النَّقِيَّة في فَرَنْسَا حتَّى اليَوم.‏ فذلِكَ السُّؤالُ الوَحيدُ الَّذي طَرَحناهُ بِعَفْوِيَّةٍ كانَ مِثلَ الحَجَرِ الَّذي انغَرَزَ في جَبهَةِ جُلْيَات وحَسَمَ المَعرَكَة.‏ ولِماذا حَقَّقنا هذا الانتِصار؟‏ لِأنَّ «الحَربَ هي لِيَهْوَه»،‏ كما قالَ دَاوُد لِجُلْيَات.‏ —‏ ١ صم ١٧:‏٤٥-‏٤٧.‏

لم يَكُنْ هذا هوَ الانتِصارَ الوَحيد.‏ فحتَّى هذا التَّاريخ،‏ ورَغمَ المُقاوَمَةِ الشَّديدَة مِن رِجالِ الدِّينِ والسِّياسَة،‏ أصدَرَتِ المَحاكِمُ العُلْيا في ٧٠ بَلَدًا وعِدَّةُ مَحاكِمَ دُوَلِيَّة أُخْرى ١٬٢٢٥ قَرارًا لِصالِحِ شُهودِ يَهْوَه.‏ وهذِهِ الانتِصاراتُ القانونِيَّة تَحْمي حُقوقَنا الأساسِيَّة،‏ مِثلَ حَقِّنا أن يَكونَ لنا وَضعٌ شَرعِيٌّ بِصِفَتِنا دينًا رَسمِيًّا،‏ نَقومَ بِعَمَلِ التَّبشيرِ عَلَنًا،‏ نَرفُضَ الاشتِراكَ في الاحتِفالاتِ الوَطَنِيَّة،‏ ونَرفُضَ نَقلَ الدَّم.‏

ولكنْ ما الَّذي أوْصَلَني إلى أُورُوبَّا لِأُشارِكَ في هذِهِ القَضِيَّةِ القانونِيَّة؟‏ فأنا كُنتُ أخدُمُ في المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيِّ لِشُهودِ يَهْوَه في نْيُويُورْك بِالوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة الأمِيرْكِيَّة.‏

رَبيتُ على مَحَبَّةِ الخِدمَةِ الإرسالِيَّة

تَخَرَّجَ والِدايَ جُورْج ولُوسِيل مِنَ الصَّفِّ الـ‍ ١٢ لِمَدرَسَةِ جِلْعَاد،‏ وكانا يَخدُمانِ في إِثْيُوبْيَا عِندَما وُلِدتُ سَنَةَ ١٩٥٦.‏ وقد سَمَّياني فِيلِيب على اسْمِ المُبَشِّرِ فِيلِبُّس في القَرنِ الأوَّل.‏ (‏أع ٢١:‏٨)‏ وفي السَّنَةِ التَّالِيَة،‏ حَظَرَتِ الحُكومَةُ عَمَلَنا.‏ ومع أنِّي كُنتُ صَغيرًا جِدًّا،‏ أتَذَكَّرُ بِوُضوحٍ كَيفَ كانَت عائِلَتي تَعبُدُ يَهْوَه في السِّرّ.‏ كانَ ذلِك مُشَوِّقًا جِدًّا بِالنِّسبَةِ إلى وَلَدٍ صَغير!‏ ولكنْ معَ الأسَف،‏ أجبَرَنا المَسؤولونَ أن نَترُكَ البَلَدَ سَنَةَ ١٩٦٠.‏

ناثان نور (‏في أقصى الشمال)‏ يزور عائلتي في أديس أبابا بإثيوبيا،‏ سنة ١٩٥٩

عِندَما انتَقَلَت عائِلَتُنا إلى وِيتْشِيتَا في وِلايَةِ كَانْسَاس الأمِيرْكِيَّة،‏ أخَذَ والِدايَ معهُما شَيئًا غالِيًا على قَلبِهِما:‏ مَحَبَّتَهُما لِلخِدمَةِ الإرسالِيَّة.‏ وقد عاشا الحَقَّ وغَرَسا القِيَمَ الرُّوحِيَّة في قَلبِنا أنا وأُختي الكَبيرَة جُودِي وأخي الصَّغيرِ لِيسْلِي اللَّذَيْنِ وُلِدا هُما أيضًا في إِثْيُوبْيَا.‏ فاعتَمَدتُ بِعُمرِ ١٣ سَنَة.‏ وبَعدَ ثَلاثِ سَنَوات،‏ انتَقَلَت عائِلَتُنا لِتَخدُمَ حَيثُ هُناك حاجَةٌ أكبَرُ في مَدينَةِ أرِيكِيبَا بِالبِيرُو.‏

وسَنَةَ ١٩٧٤ حينَ كانَ عُمري ١٨ سَنَةً فَقَط،‏ عَيَّنَني فَرعُ البِيرُو أنا وأربَعَةَ إخوَةٍ آخَرينَ كفاتِحينَ خُصوصِيِّين.‏ ولَزِمَ أن نُبَشِّرَ في مُقاطَعَةٍ غَيرِ مَخدومَة في أعالي جِبالِ الأَنَدِيز الوُسطى.‏ وهذا عَنى أن نُبَشِّرَ السُّكَّانَ الأصلِيِّينَ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ الكِتْشُوَا والآيْمَارَا.‏ كُنَّا نَعيشُ في بَيتٍ مُتَنَقِّلٍ سَمَّيناهُ «الفُلك» لِأنَّهُ يُشبِهُ الصُّندوق.‏ وما زِلتُ أتَذَكَّرُ بِفَرَحٍ كَيفَ كُنَّا نَستَعمِلُ الكِتابَ المُقَدَّسَ لِنُظهِرَ لِلسُّكَّانِ الأصلِيِّينَ أنَّ يَهْوَه سيُزيلُ قَريبًا الفَقرَ والمَرَضَ والمَوت.‏ (‏رؤ ٢١:‏٣،‏ ٤)‏ وقد قَبِلَ كَثيرونَ مِنهُم رِسالَةَ مَملَكَةِ اللّٰه.‏

بيت متنقل يسير في المياه

‏«الفُلك»،‏ سنة ١٩٧٤

إلى المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيّ

سَنَةَ ١٩٧٧،‏ أتى إلى البِيرُو الأخ أَلْبِرْت شْرُودِر،‏ الَّذي كانَ عُضوًا في الهَيئَةِ الحاكِمَة لِشُهودِ يَهْوَه.‏ وقد شَجَّعَني أن أُقَدِّمَ طَلَبًا لِأخدُمَ في بَيْت إيل في المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيّ.‏ وهذا ما فَعَلتُه.‏ وبَعدَ وَقتٍ قَصير،‏ في ١٧ حَزِيرَان (‏يُونْيُو)‏ ١٩٧٧،‏ بَدَأتُ أخدُمُ في بَيْت إيل بِبْرُوكْلِين.‏ وخِلالَ السَّنَواتِ الأربَعِ التَّالِيَة،‏ عَمِلتُ في قِسمَيِ التَّنظيفِ والصِّيانَة.‏

يوم زفافنا،‏ سنة ١٩٧٩

وفي حَزِيرَان (‏يُونْيُو)‏ ١٩٧٨،‏ تَعَرَّفتُ على أُختٍ اسْمُها إِلِيزَابِيث أَفَالُون في اجتِماعٍ أُمَمِيٍّ في نْيُو أُورْلِيانِز بِوِلايَةِ لْوِيزِيَانَا.‏ وهي أيضًا تَرَبَّت مِثلي في عائِلَةٍ عاشَتِ الحَقّ.‏ وكانَت تَخدُمُ كفاتِحَةٍ عادِيَّة مُنذُ أربَعِ سَنَوات،‏ وتَرغَبُ مِن كُلِّ قَلبِها أن تُكمِلَ حَياتَها في الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت.‏ فبَقينا على اتِّصال.‏ ولم يَمْضِ وَقتٌ طَويلٌ حتَّى وَقَعنا في الغَرام.‏ فتَزَوَّجنا في ٢٠ تِشْرِين الأوَّل (‏أُكْتُوبَر)‏ ١٩٧٩ وبَدَأنا نَخدُمُ معًا في بَيْت إيل.‏

أوَّلُ جَماعَةٍ تَعَيَّنَّا فيها كانَت جَماعَةَ بْرُوكْلِين الإسْبَانِيَّة.‏ وقد رَحَّبَ بنا الإخوَةُ والأخَواتُ هُناك وفَتَحوا لنا قَلبَهُم.‏ وعلى مَرِّ السِّنين،‏ استَقبَلَتنا ثَلاثُ جَماعاتٍ أُخْرى مَليئَة بِالمَحَبَّةِ ودَعَمَتنا خِلالَ خِدمَتِنا في بَيْت إيل.‏ ونَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا مُساعَدَتَهُم لنا،‏ وكَذلِكَ اهتِمامَ أصدِقائِنا وأفرادِ عائِلَتِنا الَّذينَ ساعَدونا أن نَعتَنِيَ بِوالِدينا حينَ كَبِروا في العُمر.‏

فيليب مع خدام آخرين من بيت إيل في اجتماع للجماعة

خدام من بيت إيل كانوا معنا في جماعة بروكلين الإسبانية،‏ سنة ١٩٨٦

حينَ بَدَأتُ أُشارِكُ في المَعارِكِ القانونِيَّة

تَفاجَأتُ كَثيرًا حينَ تَعَيَّنتُ في كَانُون الثَّاني (‏يَنَايِر)‏ ١٩٨٢ في قِسمِ القَضايا القانونِيَّة في بَيْت إيل.‏ وبَعدَ ثَلاثِ سَنَوات،‏ طُلِبَ مِنِّي أن أذهَبَ إلى الجامِعَةِ لِأدرُسَ القانونَ وأصيرَ مُحامِيًا مُرَخَّصًا له.‏ وكم تَفاجَأتُ وفَرِحتُ حينَ تَعَلَّمتُ خِلالَ دِراسَتي أنَّ الحُرِّيَّاتِ الأساسِيَّة الَّتي يَعتَبِرُها مُعظَمُ النَّاسِ شَيئًا عادِيًّا،‏ سَواءٌ في الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة أو حَولَ العالَم،‏ دَعَمَتها الانتِصاراتُ القانونِيَّة الَّتي حَقَّقَها شُهودُ يَهْوَه!‏ وهذِهِ القَضايا المُهِمَّة كانَت تُناقَشُ بِالتَّفصيلِ في الصَّفّ.‏

سَنَةَ ١٩٨٦ حينَ كانَ عُمري ٣٠ سَنَة،‏ تَعَيَّنتُ ناظِرًا لِقِسمِ القَضايا القانونِيَّة.‏ ولِأنِّي كُنتُ صَغيرًا ولم يَكُنْ لَدَيَّ فِكرَةٌ كامِلَة عن ما يَنتَظِرُني،‏ شَعَرتُ أنِّي أمامَ امتِيازٍ أكبَرَ مِنِّي.‏

صِرتُ مُحامِيًا سَنَةَ ١٩٨٨،‏ لكنِّي لم أنتَبِهْ كم سَمَحتُ لِهذا الإنجازِ أن يُؤْذِيَ روحِيَّاتي.‏ فالتَّعليمُ العالي يُمكِنُ أن يُغَذِّيَ لَدَينا الرَّغبَةَ في البُروزِ ويَزرَعَ في عَقلِنا الفِكرَةَ أنَّ مَعرِفَتَنا المُتَخَصِّصَة تُرَفِّعُنا فَوقَ باقي النَّاس.‏ لكنَّ إِلِيزَابِيث أنقَذَتني.‏ فهي ساعَدَتني أن أعودَ إلى الرُّوتينِ الرُّوحِيِّ الَّذي كانَ لَدَيَّ قَبلَ أن أدخُلَ الجامِعَة.‏ صَحيحٌ أنَّ ذلِك أخَذَ بَعضَ الوَقت،‏ لكنِّي استَعَدتُ تَدريجِيًّا صِحَّتي الرُّوحِيَّة.‏ وأشهَدُ مِن خِبرَتي الشَّخصِيَّة أنَّ الشَّيءَ الأهَمَّ في الحَياةِ لَيسَ العَقلَ المَليءَ بِالمَعلوماتِ المُتَخَصِّصَة.‏ فما لهُ قيمَةٌ فِعلًا في الحَياةِ هوَ العَلاقَةُ القَوِيَّة بِيَهْوَه والمَحَبَّةُ العَميقَة لهُ ولِشَعبِه.‏

الدِّفاعُ عنِ البِشارَةِ وتَشريعُها بِالقانون

بَعدَما انتَهَيتُ مِن دِراسَةِ الحُقوق،‏ رَكَّزتُ على تَنظيمِ الخِدماتِ القانونِيَّة اللَّازِمَة في بَيْت إيل،‏ وعلى الدِّفاعِ عن عَمَلِ مَملَكَةِ اللّٰهِ في المَحاكِم.‏ وكانَ دَعمُ هَيئَتِنا الَّتي تَنْمو وتَتَقَدَّمُ بِسُرعَةٍ وتَتَبَنَّى بِاستِمرارٍ أفكارًا جَديدَة شَيئًا مُمتِعًا وصَعبًا في نَفْسِ الوَقت.‏ مَثَلًا في بِدايَةِ التِّسعينات،‏ طُلِبَ مِن قِسمِ القَضايا القانونِيَّة أن يَأخُذَ القِيادَةَ في تَغييرِ عادَةٍ كُنَّا نَتبَعُها مُنذُ وَقتٍ طَويل،‏ وهي أن نَطلُبَ تَبَرُّعًا مُقابِلَ مَطبوعاتِنا.‏ فصارَ شُهودُ يَهْوَه يُقَدِّمونَها مَجَّانًا.‏ وهذا بَسَّطَ العَمَلَ في بَيْت إيل وفي الحَقل،‏ وما زالَ حتَّى الآنَ يَحْمي نَشاطاتِنا مِنَ الضَّرائِبِ غَيرِ المُبَرَّرَة.‏ البَعضُ ظَنُّوا أنَّ هذا التَّغييرَ سيَخفِضُ مَوارِدَنا ويُعَرقِلُ خِدمَتَنا.‏ ولكنْ حَصَلَ العَكس.‏ فمُنذُ سَنَةِ ١٩٩٠،‏ صارَ عَدَدُ الَّذينَ يَخدُمونَ يَهْوَه أكثَرَ مِن ضِعفِ ما كان،‏ واليَومَ يَقدِرُ الجَميعُ أن يَحصُلوا مَجَّانًا على الطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي يُنقِذُ حَياتَهُم.‏ وقد شَهِدتُ شَخصِيًّا أنَّ هذا التَّغييرَ والكَثيرَ جِدًّا مِنَ التَّغييراتِ التَّنظيمِيَّة الأُخْرى لم تَكُنْ لِتَنجَحَ لَولا قُوَّةُ يَهْوَه وتَوجيهُهُ لِلعَبدِ الأمين.‏ —‏ خر ١٥:‏٢؛‏ مت ٢٤:‏٤٥.‏

نادِرًا ما تَكونُ الانتِصاراتُ القانونِيَّة نَتيجَةَ جُهودِ المُحامينَ البارِعينَ فَقَط.‏ ففي أغلَبِ الأحيان،‏ سُلوكُ شَعبِ يَهْوَه الجَيِّدُ هوَ الَّذي يُؤَثِّرُ في الَّذينَ في السُّلطَةِ ويَدفَعُهُم أن يَأخُذوا مَوْقِفًا لِصالِحِنا.‏ وقد رَأيتُ مَثَلًا على ذلِك سَنَةَ ١٩٩٨ حينَ حَضَرَ ثَلاثَةُ أعضاءٍ مِنَ الهَيئَةِ الحاكِمَة وزَوجاتُهُمُ اجتِماعاتٍ سَنَوِيَّة مُمَيَّزة في كُوبَا.‏ فسُلوكُهُمُ اللَّطيفُ والمَليءُ بِالاحتِرامِ ساهَمَ أكثَرَ مِن أيِّ شَيءٍ قُلناهُ خِلالَ الاجتِماعاتِ الرَّسمِيَّة في إقناعِ السُّلُطاتِ بِأنَّنا أشخاصٌ حِيادِيُّونَ سِياسِيًّا.‏

ولكنْ عِندَما نَعجَزُ عن حَلِّ المَسائِلِ القانونِيَّة بِطَريقَةٍ حُبِّيَّة،‏ نَلجَأُ إلى «الدِّفاعِ عنِ البِشارَةِ وتَشريعِها بِالقانونِ» في المَحاكِم.‏ (‏في ١:‏٧)‏ مَثَلًا،‏ طَوالَ عَشَراتِ السِّنين،‏ لم تَعتَرِفِ السُّلُطاتُ في أُورُوبَّا وكُورْيَا الجَنُوبِيَّة بِحَقِّنا أن نَرفُضَ الخِدمَةَ العَسكَرِيَّة.‏ وبِسَبَبِ ذلِك،‏ حَوالَيْ ١٨٬٠٠٠ أخٍ في أُورُوبَّا وأكثَرُ مِن ١٩٬٠٠٠ أخٍ في كُورْيَا الجَنُوبِيَّة قَضَوْا سَنَواتٍ في السِّجنِ لِأنَّ ضَميرَهُم لم يَسمَحْ لهُم أن يَتَجَنَّدوا.‏

ولكنْ أخيرًا،‏ في ٧ تَمُّوز (‏يُولْيُو)‏ ٢٠١١،‏ أصدَرَتِ المَحكَمَةُ الأُورُوبِّيَّة لِحُقوقِ الإنسانِ القَرارَ التَّاريخِيَّ في قَضِيَّةِ بَايَاتْيَان ضِدَّ أَرْمِينْيَا الَّذي يَفرِضُ على كُلِّ الدُّوَلِ الأُورُوبِّيَّة أن تَفسَحَ المَجالَ لِلخِدمَةِ المَدَنِيَّة البَديلَة.‏ ثُمَّ تَبِعَهُ قَرارٌ مُشابِهٌ أخَذَتهُ المَحكَمَةُ الدُّستورِيَّة في كُورِيَا الجَنوبِيَّة في ٢٨ حَزِيرَان (‏يُونْيُو)‏ ٢٠١٨.‏ وطَبعًا،‏ لم يَكُنْ أيُّ واحِدٍ مِن هذَيْنِ الانتِصارَيْنِ مُمكِنًا لَو سايَرَ ولَو عَدَدٌ صَغيرٌ مِن شُبَّانِنا على إيمانِهِمِ المَسِيحِيّ.‏

إنَّ قِسمَنا القانونِيَّ والأقسامَ القانونِيَّة في الفُروعِ حَولَ العالَمِ تَعمَلُ بِكُلِّ اجتِهادٍ لِتُدافِعَ عن عَمَلِ مَملَكَةِ اللّٰه.‏ ولنا الشَّرَفُ أن نُمَثِّلَ إخوَتَنا وأخَواتِنا الَّذينَ يُواجِهونَ المُقاوَمَةَ مِنَ الدَّولَة.‏ وسَواءٌ انتَصَرنا أو لا،‏ فإنَّ دِفاعَنا يُقَدِّمُ شَهادَةً لِلحُكَّامِ والمُلوكِ والدُّوَل.‏ (‏مت ١٠:‏١٨)‏ فالقُضاة،‏ مُمَثِّلو الحُكومَة،‏ وَسائِلُ الإعلام،‏ والنَّاسُ عُمومًا يَطَّلِعونَ على الآياتِ الَّتي نَذكُرُها في مُستَنَداتِنا القانونِيَّة وخِلالَ المُرافَعاتِ أمامَ المَحكَمَة.‏ وهكَذا يَعرِفُ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة مَن هُم شُهودُ يَهْوَه وما هو أساسُ مُعتَقَداتِهِم.‏ وبَعضُ هؤُلاءِ الأشخاصِ صاروا مِن إخوَتِنا الرُّوحِيِّين.‏

شُكرًا لكَ يا يَهْوَه

خِلالَ الـ‍ ٤٠ سَنَةً الماضِيَة،‏ كانَ لَدَيَّ الامتِيازُ أن أتَعاوَنَ مع مَكاتِبِ فُروعٍ حَولَ العالَمِ في المَسائِلِ القانونِيَّة،‏ وأن أمثُلَ أمامَ العَديدِ مِنَ المَحاكِمِ العُلْيا والمَسؤولينَ الكِبار.‏ وأنا أُحِبُّ وأحتَرِمُ رِفاقي في العَمَلِ في قِسمِ القَضايا القانونِيَّة في المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيِّ وفي أقسامِ القَضايا القانونِيَّة حَولَ العالَم.‏ فِعلًا،‏ أعيشُ حَياةً مَليئَة بِالأفراحِ والبَرَكات!‏

فيليب وإليزابيث برملي

طَوالَ الـ‍ ٤٥ سَنَةً الماضِيَة،‏ وَقَفَت إِلِيزَابِيث إلى جانِبي بِوَلاءٍ ومَحَبَّةٍ في الأوْقاتِ الحُلْوَة والمُرَّة.‏ وأنا أُقَدِّرُها كَثيرًا لِأنَّها ما زالَت تَدعَمُني رَغمَ مَرَضِها الَّذي يُضعِفُ جِهازَها المَناعِيَّ ويَحُدُّ مِن قُوَّتِها.‏

على مَرِّ السِّنين،‏ شَهِدنا بِعُيونِنا أنَّ القُوَّةَ والانتِصاراتِ لا تَأتي نَتيجَةَ قُدُراتِنا الشَّخصِيَّة.‏ فكَما قالَ دَاوُد:‏ «يَهْوَه هو قُوَّةُ شَعبِه».‏ (‏مز ٢٨:‏٨)‏ فِعلًا،‏ «الحَربُ هي لِيَهْوَه».‏

    المطبوعات باللغة العربية السودانية (‏٢٠٢٤-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية (اللهجة السودانية)
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة