مقالة الدرس ٣١
التَّرنيمَة ١١١ كَثيرَةٌ أفراحُنا
هل تَعَلَّمتَ «سِرَّ القَناعَة»؟
«تَعَلَّمتُ أن أكونَ مُكتَفِيًا في كُلِّ الظُّروف». — في ٤:١١.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
سنَتَعَلَّمُ عن ثَلاثِ طُرُقٍ لِنَكونَ قَنوعين: أن نُنَمِّيَ التَّقدير، نُرَكِّزَ على الشَّيءِ الأهَمِّ ونُنَمِّيَ التَّواضُع، ونُفَكِّرَ في أمَلِنا لِلمُستَقبَل.
١ ماذا تَعْني القَناعَة، وماذا لا تَعْني؟
هل أنتَ شَخصٌ قَنوع؟ الشَّخصُ القَنوعُ يَشعُرُ بِالفَرَحِ والسَّلامِ حينَ يُرَكِّزُ على البَرَكاتِ الَّتي لَدَيه. فلا يَحزَنُ أو يَغضَبُ لِأنَّ هُناك أشياءَ لا يَملِكُها. مِن جِهَةٍ أُخْرى، لا تَعْني القَناعَةُ أن نَكونَ أشخاصًا لَيسَ لَدَيهِم أهدافٌ في الحَياة. مَثَلًا، جَيِّدٌ أن يَبحَثَ المَسِيحِيُّ عن فُرَصٍ لِيَزيدَ خِدمَتَه. (رو ١٢:١؛ ١ تي ٣:١) لكنَّهُ لا يَخسَرُ فَرَحَهُ إذا لم يَحصُلْ على امتِيازِ خِدمَةٍ بِالسُّرعَةِ الَّتي تَوَقَّعَها.
٢ لِماذا عَدَمُ القَناعَةِ خَطِرٌ جِدًّا؟
٢ قد يُؤَدِّي عَدَمُ القَناعَةِ إلى عَواقِبَ خَطيرَة. فالَّذينَ لا يَكتَفونَ أبَدًا بِما عِندَهُم قد يَعمَلونَ ساعاتٍ طَويلَة جِدًّا لِيَشتَروا أشياءَ لا يَحتاجونَها. ولِلأسَف، بَعضُ المَسِيحِيِّينَ وَصَلوا إلى حَدِّ سَرِقَةِ المالِ أو أغراضٍ أُخْرى يُريدونَها. ورُبَّما بَرَّروا أنفُسَهُم قائِلين: ‹أنا أستَحِقُّه›، ‹انتَظَرتُ كِفايَةً›، أو ‹سأرُدُّ المالَ لاحِقًا›. لكنَّ السَّرِقَةَ مَهْما كانَ نَوعُها تُغضِبُ يَهْوَه وتُهينُه. (أم ٣٠:٩) أيضًا، صارَ مَسِيحِيُّونَ آخَرونَ مُحبَطينَ لِأنَّهُم لم يَحصُلوا على امتِيازِ خِدمَة، حتَّى إنَّهُم تَوَقَّفوا كُلِّيًّا عن خِدمَةِ يَهْوَه. (غل ٦:٩) ولكنْ كَيفَ يُمكِنُ لِمَسِيحِيٍّ مُنتَذِرٍ لِيَهْوَه أن يُفَكِّرَ أساسًا في أُمورٍ كهذِه؟ قد تَكونُ المُشكِلَةُ أنَّهُ تَوَقَّفَ عن تَنمِيَةِ القَناعَة.
٣ أيُّ تَأكيدٍ نَجِدُهُ في فِيلِبِّي ٤:١١، ١٢؟
٣ نَقدِرُ كُلُّنا أن نُنَمِّيَ القَناعَة. كَتَبَ الرَّسولُ بُولُس: «تَعَلَّمتُ أن أكونَ مُكتَفِيًا في كُلِّ الظُّروف». (إقرأ فيلبي ٤:١١، ١٢.) ومع أنَّ بُولُس كَتَبَ هذِهِ الكَلِماتِ وهو في السِّجن، فقد حافَظَ على فَرَحِه. لِماذا؟ لِأنَّهُ ‹تَعَلَّمَ سِرَّ القَناعَة›. فإذا استَصعَبنا أن نَكونَ قَنوعين، تُؤَكِّدُ لنا كَلِماتُ بُولُس واختِبارُهُ الشَّخصِيُّ أنَّنا نَقدِرُ أن نُنَمِّيَ القَناعَة. فلا يَجِبُ أن نَتَوَقَّعَ أن تولَدَ هذِهِ الصِّفَةُ معنا. علَينا أن نَتَعَلَّمَ أن نَكونَ قَنوعين. كَيف؟ لِنُناقِشْ معًا نِقاطًا تُساعِدُنا أن نَتَعَلَّمَ سِرَّ القَناعَة.
نَمِّ التَّقدير
٤ كَيفَ يُساعِدُنا التَّقديرُ أن نَكونَ قَنوعين؟ (١ تسالونيكي ٥:١٨)
٤ يُساعِدُنا التَّقديرُ أن نَكونَ أشخاصًا قَنوعين. (إقرأ ١ تسالونيكي ٥:١٨.) مَثَلًا، عِندَما نَكونُ شاكِرينَ فِعلًا على ضَرورِيَّاتِ الحَياة، فعلى الأرجَحِ لن نَقلَقَ زِيادَةً عنِ اللُّزومِ بِخُصوصِ الأشياءِ الَّتي نُريدُها لكنَّنا لا نَملِكُها. وعِندَما نُقَدِّرُ امتِيازاتِ الخِدمَةِ الَّتي لَدَينا الآن، سنُرَكِّزُ كَيفَ نَفعَلُ كُلَّ ما نَقدِرُ علَيهِ في هذِهِ التَّعيينات، بَدَلَ أن نَصيرَ مَهْووسينَ بِنَيلِ امتِيازٍ جَديد. ولَيسَ غَريبًا أن يُشَجِّعَنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أن نُعَبِّرَ في صَلَواتِنا عن شُكرِنا وتَقديرِنا لِيَهْوَه. فهذِهِ الرُّوحُ تُساعِدُنا أن نَمتَلِكَ «سَلامَ اللّٰهِ الَّذي يَفوقُ فَهمَ أيِّ إنسان». — في ٤:٦، ٧.
٥ لِأيِّ أسبابٍ لَزِمَ أن يَكونَ الإسْرَائِيلِيُّونَ شاكِرين؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٥ لاحِظْ ماذا حَصَلَ معَ الإسْرَائِيلِيِّين. ففي عِدَّةِ مُناسَبات، تَشَكَّوْا إلى يَهْوَه قائِلينَ إنَّهُ يَنقُصُهُمُ الطَّعامُ الَّذي كانوا يَتَمَتَّعونَ بهِ في مِصْر. (عد ١١:٤-٦) وبِالطَّبع، لم تَكُنِ الحَياةُ في الصَّحراءِ سَهلَةً علَيهِم. فماذا كانَ سيُساعِدُهُم أن يَكونوا قَنوعين؟ كانَ يَلزَمُ أن يَتَأمَّلوا بِتَقديرٍ في الأُمورِ الَّتي فَعَلَها يَهْوَه مِن أجْلِهِم. ففي مِصْر، كانَ المِصْرِيُّونَ يُعامِلونَهُم مُعامَلَةً قاسِيَة مِثلَ العَبيد، ويَهْوَه جَلَبَ عَشْرَ ضَرباتٍ على هؤُلاءِ المِصْرِيِّين. وبَعدَ أن تَحَرَّرَ الإسْرَائِيلِيُّون، «نَهَبوا المِصْرِيِّين»، فهُم أخَذوا مِنهُم «ثِيابًا وأشياءَ مِن فِضَّةٍ ومِن ذَهَب». (خر ١٢:٣٥، ٣٦) وعِندَما طارَدَهُمُ المِصْرِيُّونَ حتَّى البَحرِ الأحْمَر، شَقَّ يَهْوَه مِياهَهُ بِعَجيبَة. وفيما كانوا يَتَنَقَّلونَ في الصَّحراء، أطعَمَهُم يَهْوَه المَنَّ يَومًا بَعدَ يَوم. إذًا، ماذا كانَتِ المُشكِلَة؟ لم يَكُنِ الإسْرَائِيلِيُّونَ قَنوعين، لا لِأنَّهُ يَنقُصُهُمُ الطَّعام، بل لِأنَّهُم لم يُقَدِّروا ما عِندَهُم.
لماذا لم يعد الإسرائيليون قنوعين؟ (أُنظر الفقرة ٥.)
٦ ما هي بَعضُ الطُّرُقِ لِنُنَمِّيَ التَّقدير؟
٦ كَيفَ إذًا نُنَمِّي التَّقدير؟ أوَّلًا، خَصِّصْ وَقتًا كُلَّ يَومٍ لِتُفَكِّرَ في الأشياءِ الجَيِّدَة الَّتي تَتَمَتَّعُ بها. وقد تَكتُبُ أيضًا شَيئَيْنِ أو ثَلاثَةَ أشياءَ أنتَ شاكِرٌ علَيها. (مرا ٣:٢٢، ٢٣) ثانِيًا، عَبِّرْ عن تَقديرِك. خُذِ المُبادَرَةَ واشكُرِ الآخَرينَ على ما يَفعَلونَهُ مِن أجْلِك. والأهَمّ، اشكُرْ يَهْوَه دائِمًا. (مز ٧٥:١) ثالِثًا، اختَرْ أشخاصًا شاكِرينَ لِيَكونوا أصدِقاءَكَ المُقَرَّبين. فالتَّقديرُ يُعْدي؛ وكَذلِك عَدَمُ التَّقدير. (تث ١:٢٦-٢٨؛ ٢ تي ٣:١، ٢، ٥) وعِندَما نُفَتِّشُ عن فُرَصٍ لِنُعَبِّرَ عن تَقديرِنا، لا تَعودُ مَشاعِرُ عَدَمِ القَناعَةِ تُسَيطِرُ علَينا.
٧ كَيفَ نَمَّت آشِي التَّقدير، وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟
٧ فَكِّرْ في ما حَصَلَ مع آشِي الَّتي تَعيشُ في إنْدُونِيسِيَا. تَقولُ بِصَراحَة: «خِلالَ وَبَإ كُوفِيد-١٩، بَدَأتُ أُقارِنُ ظُروفي بِظُروفِ باقي الإخوَةِ والأخَوات. فلم أعُدْ أشعُرُ بِالقَناعَة». (غل ٦:٤) ولكنْ ما الَّذي ساعَدَها أن تُغَيِّرَ طَريقَةَ تَفكيرِها؟ تَقول: «بَدَأتُ أَعُدُّ البَرَكاتِ الَّتي أحصُلُ علَيها كُلَّ يَوم، وأُفَكِّرُ في الأشياءِ الجَيِّدَة الكَثيرَة الَّتي رَبِحتُها لِأنَّني جُزْءٌ مِن هَيئَةِ اللّٰه. ثُمَّ عَبَّرتُ لِيَهْوَه عن شُكري وتَقديري. وبِالنَّتيجَة، استَعَدتُ شُعوري بِالقَناعَة». فإذا كانَتِ الأفكارُ السَّلبِيَّة تُزعِجُكَ بِاستِمرار، فهل تَقدِرُ أن تَفعَلَ مِثلَما فَعَلَت آشِي لِتَستَعيدَ تَقديرَك؟
رَكِّزْ على الأهَمِّ وابْقَ مُتَواضِعًا
٨ أيُّ فَخٍّ وَقَعَ فيهِ بَارُوخ؟
٨ بَارُوخ، كاتِبُ النَّبِيِّ إرْمِيَا، وَقَعَ وَقتِيًّا في فَخٍّ خَطِر. فقد كانَ لَدَيهِ تَعيينٌ صَعب: أن يَدعَمَ إرْمِيَا الَّذي يَنقُلُ رِسالَةً قَوِيَّة إلى أُمَّةٍ غَيرِ شاكِرَة. وفي وَقتٍ مِنَ الأوْقات، ضاعَ تَركيزُ بَارُوخ. فبَدَلَ أن يُرَكِّزَ على ما يُريدُهُ يَهْوَه، بَدَأ يُفَكِّرُ كَثيرًا في نَفْسِهِ وفي ما يُريدُهُ هو. فقالَ لهُ يَهْوَه مِن خِلالِ إرْمِيَا: «لا تَزالُ تَطلُبُ لِنَفْسِكَ أُمورًا عَظيمَة. تَوَقَّفْ عن طَلَبِ أُمورٍ كهذِه». (إر ٤٥:٣-٥) وكَأنَّهُ يَقولُ له: «بَارُوخ، كُنْ قَنوعًا بِظُروفِكَ الحاضِرَة». فقَبِلَ بَارُوخ التَّأديبَ ولم يَخسَرْ رِضى يَهْوَه.
٩ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ٤:٦، ٧، أيُّ حَقيقَةٍ يُساعِدُنا التَّواضُعُ أن نُدرِكَها؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
٩ أحيانًا، قد يَشعُرُ المَسِيحِيُّ أنَّ مِن حَقِّهِ أن يَحصُلَ على امتِيازِ خِدمَةٍ مُعَيَّن. فرُبَّما هو مَوْهوب، مُجتَهِد، لَدَيهِ خِبرَة، أو رُبَّما الثَّلاثَةُ معًا. ولكنْ قد يَحصُلُ آخَرونَ على الامتِيازِ الَّذي يُريدُهُ هو. فكَيفَ يَلزَمُ أن يُحَلِّلَ هذا المَوضوع؟ يَقدِرُ أن يُفَكِّرَ في ما قالَهُ الرَّسولُ بُولُس في ١ كُورِنْثُوس ٤:٦، ٧. (إقرأها.) فكُلُّ امتِيازٍ نَحصُلُ علَيهِ وكُلُّ مَوهِبَةٍ لَدَينا هُما مِن يَهْوَه. فنَحنُ لا نَكسِبُ هذِهِ الهَدايا ولا نَستاهِلُها. فهي كُلُّها تَعبيرٌ عن لُطفِ يَهْوَه الفائِقِ الَّذي لا نَستَحِقُّه. — رو ١٢:٣، ٦؛ أف ٢:٨، ٩.
كل هدية لدينا هي تعبير عن لطف يهوه الفائق الذي لا نستحقه (أُنظر الفقرة ٩.)b
١٠ كَيفَ نُنَمِّي التَّواضُع؟
١٠ نَقدِرُ أن نُنَمِّيَ التَّواضُعَ حينَ نَتَأمَّلُ في مِثالِ يَسُوع. فَكِّرْ في ما حَصَلَ حينَ غَسَلَ يَسُوع أقدامَ رُسُلِه. كَتَبَ الرَّسولُ يُوحَنَّا: «لِأنَّ يَسُوع كانَ يَعرِفُ [١] أنَّ الآبَ وَضَعَ كُلَّ شَيءٍ بَينَ يَدَيْهِ و [٢] أنَّهُ أتى مِن عِندِ اللّٰهِ و [٣] سَيَرجِعُ إلى اللّٰه، . . . بَدَأ يَغسِلُ أقدامَ التَّلاميذ». (يو ١٣:٣-٥) كانَ يَقدِرُ يَسُوع أن يُفَكِّرَ أنَّ مِن حَقِّهِ أن يَغسِلَ الرُّسُلُ قَدَمَيْه. ولكنْ طَوالَ حَياتِهِ على الأرض، لم يُفَكِّرْ يَسُوع أبَدًا أنَّهُ يَستَحِقُّ أن يَعيشَ حَياةً مُريحَة أو يَتَمَتَّعَ بِالكَثيرِ مِنَ المال. (لو ٩:٥٨) فهو كانَ مُتَواضِعًا؛ كانَ قَنوعًا. ورَسَمَ لنا مِثالًا كامِلًا. — يو ١٣:١٥.
١١ كَيفَ يُساعِدُ التَّواضُعُ دِنِيس أن يَكونَ قَنوعًا؟
١١ يُحاوِلُ دِنِيس الَّذي يَعيشُ في هُولَنْدا أن يَتبَعَ مِثالَ يَسُوع، لكنَّ ذلِك لَيسَ سَهلًا علَيه. يَقول: «أُلاحِظُ أحيانًا أنَّ مَشاعِرَ التَّكَبُّرِ وعَدَمِ القَناعَةِ تَنْمو في داخِلي، فأنا أُحِسُّ بها مَثَلًا حينَ يَحصُلُ أحَدٌ غَيري على امتِيازِ خِدمَة. وعِندَما أنتَبِهُ لِهذهِ المَشاعِر، أدرُسُ مَوْضوعَ التَّواضُع. ففي تَطبيقِ مَكتَبَةِ شُهودِ يَهْوَه (®JW Library)، أضَفتُ مَوْضوعًا وجَمَعتُ فيهِ آياتٍ عنِ التَّواضُعِ كَي أجِدَها بِسُرعَةٍ وأقرَأَها كُلَّما احتَجتُ إلَيها. كما أنَّني نَزَّلتُ على هاتِفي خِطاباتٍ عنِ التَّواضُع، وأنا أسمَعُها دائِمًا.a وقد تَعَلَّمتُ أنَّ الهَدَفَ مِن كُلِّ العَمَلِ الَّذي نَقومُ بهِ هو أن نُمَجِّدَ يَهْوَه، لا أنفُسَنا. فكُلُّ واحِدٍ مِنَّا لهُ دَورٌ صَغيرٌ في ما يُنجِزُهُ يَهْوَه». فإذا بَدَأتَ تَشعُرُ أنَّكَ لَستَ راضِيًا بِوَضعِك، فخُذِ الخُطُواتِ اللَّازِمَة لِتُنَمِّيَ التَّواضُع. وهذا سيُقَوِّي صَداقَتَكَ مع يَهْوَه ويُساعِدُكَ أن تَشعُرَ بِالقَناعَة. — يع ٤:٦، ٨.
فَكِّرْ جَيِّدًا في أمَلِك
١٢ أيُّ أمَلٍ لِلمُستَقبَلِ يُساعِدُنا أن نَكونَ قَنوعين؟ (إشعيا ٦٥:٢١-٢٥)
١٢ يَقْوى شُعورُنا بِالقَناعَةِ عِندَما نُفَكِّرُ في الأمَلِ الرَّائِعِ الَّذي يَنتَظِرُنا. فكَلِماتُ يَهْوَه الَّتي سَجَّلَها النَّبِيُّ إشَعْيَا تُظهِرُ أنَّ حَياتَنا اليَومَ مَليئَةٌ بِالصُّعوبات، وتُطَمِّنُنا أنَّ يَهْوَه سيُريحُنا مِن كُلِّ هذِهِ الصُّعوبات. (إقرأ إشعيا ٦٥:٢١-٢٥.) فسَنَعيشُ في بُيوتٍ آمِنَة ومُريحَة، سيَكونُ لَدَينا عَمَلٌ مُفرِح، وسَنَأكُلُ طَعامًا صِحِّيًّا ولَذيذًا. ولن نَقلَقَ ثانِيَةً بِخُصوصِ المَخاطِرِ الَّتي تُهَدِّدُنا نَحنُ أو أوْلادَنا. (إش ٣٢:١٧، ١٨؛ حز ٣٤:٢٥) فأمامَنا مُستَقبَلٌ رائِع، مُستَقبَلٌ مَضمون.
١٣ في أيِّ ظُروفٍ قد نَحتاجُ بِشَكلٍ خاصٍّ أن نُرَكِّزَ على أمَلِنا؟
١٣ نَحنُ بِحاجَةٍ الآنَ أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى أن نُرَكِّزَ على أمَلِنا. لِماذا؟ لِأنَّنا نَعيشُ «في الأيَّامِ الأخيرَة» ولَدَينا جَميعًا مَشاكِلُ «صَعبَة جِدًّا». (٢ تي ٣:١) لكنَّ يَهْوَه يُساعِدُنا كُلَّ يَومٍ أن نَتَحَمَّلَها لِأنَّهُ يُعْطينا الإرشاد، الدَّعم، والقُوَّةَ الَّتي نَحتاجُ إلَيها. (مز ١٤٥:١٤) إضافَةً إلى ذلِك، أمَلُنا كمَسِيحِيِّينَ يَسنُدُنا في الأوْقاتِ الصَّعبَة. فرُبَّما تُجاهِدُ بِكُلِّ قُوَّتِكَ لِتُؤَمِّنَ الأساسِيَّاتِ لِعائِلَتِك. فهل يَعْني هذا أنَّكَ ستَظَلُّ كُلَّ عُمرِكَ تَكدَحُ لِتَبْقى أنتَ وعائِلَتُكَ على قَيدِ الحَياة؟ طَبعًا لا! فيَهْوَه وَعَدَ بِأن يُعْطِيَكَ ما تَحتاجُ إلَيه بل أكثَرَ بِكَثيرٍ في الفِردَوس. (مز ٩:١٨؛ ٧٢:١٢-١٤) أو قد تُعاني مِن أوجاعٍ مُزمِنَة، مِنَ الاكتِئاب، أو مِن مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة أُخْرى تَستَنزِفُ طاقَتَك. فرُبَّما تَتَساءَل: ‹هل ستَبتَسِمُ لي الحَياةُ يَومًا ما؟ هل هُناكَ أمَلٌ بِأن أتَخَلَّصَ مِن أوْجاعي؟›. نَعَم بِالتَّأكيد. فالمَرَضُ والمَوتُ سيَصيرانِ مِنَ الماضي في عالَمِ اللّٰهِ الجَديد. (رؤ ٢١:٣، ٤) لا شَكَّ أنَّ هذا الأمَلَ يُساعِدُنا أن نَشعُرَ الآنَ بِالقَناعَةِ والرِّضى، أن نَرتاحَ مِن مَشاعِرِ الغَضَبِ والمَرارَة. فنَحنُ نَقدِرُ أن نَشعُرَ بِالقَناعَةِ ولَو كُنَّا نَتَعَرَّضُ لِلظُّلم، نَشتاقُ إلى شَخصٍ خَسِرناهُ في المَوت، نَعيشُ مع مَرَضٍ بَشِع، أو نَتَحَمَّلُ مَصائِبَ أُخْرى في الحَياة. وما السَّبَب؟ لِأنَّهُ مَهْما كانَتِ الصُّعوباتُ الَّتي نَمُرُّ بها اليَوم، فنَحنُ نَعرِفُ أنَّ هذا «الضِّيقَ . . . وَجيز». فعن قَريب، سيُريحُنا العالَمُ الجَديدُ مَرَّةً وإلى الأبَدِ مِن كُلِّ ما يوجِعُنا. — ٢ كو ٤:١٧، ١٨.
١٤ كَيفَ نُقَوِّي أمَلَنا؟
١٤ بِما أنَّ الأمَلَ شَيءٌ أساسِيٌّ لِنَشعُرَ بِالقَناعَة، فكَيفَ نُقَوِّي أمَلَنا؟ بَعضُ الأشخاصِ يَحتاجونَ أن يَضَعوا نَظَّاراتٍ لِيَرَوْا بِوُضوحٍ الأشياءَ البَعيدَة. بِشَكلٍ مُشابِه، نَحتاجُ نَحنُ أيضًا أن نَأخُذَ الخُطُواتِ اللَّازِمَة لِنُقَوِّيَ أمَلَنا ونَرى بِوُضوحٍ الفِردَوسَ في العالَمِ الجَديد. فحينَ تُرهِقُنا الهُمومُ المادِّيَّة، لِنَتَخَيَّلْ كَيفَ ستَكونُ حَياتُنا حينَ لن يَعودَ هُناك مال، ولا دُيون، ولا فَقر. وإذا كُنَّا مُنزَعِجينَ لِأنَّنا لم نَحصُلْ بَعد على امتِيازِ خِدمَة، فلْنُفَكِّرْ كم سيَكونُ هذا الشُّعورُ قَليلَ الأهَمِّيَّةِ بَعدَ أن نَصِلَ إلى الكَمالِ ونَكونَ قد خَدَمْنا يَهْوَه آلافَ السِّنين. (١ تي ٦:١٩) صَحيحٌ أنَّنا قد نَستَصعِبُ في البِدايَةِ أن نَتَأمَّلَ في المُستَقبَلِ بَدَلَ أن نَقلَقَ بِخُصوصِ الحاضِر، ولكنْ كُلَّما تَخَيَّلْنا وُعودَ يَهْوَه لنا، صارَ أسهَلَ علَينا أن نَرى ذلِكَ المُستَقبَلَ الجَميل.
١٥ ماذا تَتَعَلَّمُ مِمَّا قالَتهُ كْرِيسْتَا؟
١٥ لاحِظْ كَيفَ يُساعِدُ الأمَلُ كْرِيسْتَا، زَوجَةَ دِنِيس المَذكورِ مِن قَبل. تَقول: «أُعاني مِن مَرَضٍ يُضعِفُ عَضَلاتي كَثيرًا. فهو يُجبِرُني أن أستَعمِلَ كُرسِيًّا مُتَحَرِّكًا وأقْضِيَ مُعظَمَ يَومي في السَّرير. لا يَمُرُّ يَومٌ دونَ أن أُحِسَّ بِالوَجَع. ومُؤَخَّرًا، قالَ لي الطَّبيبُ إنَّ وَضعي سيَصيرُ أسوَأَ معَ الوَقت. لكنِّي في تِلكَ اللَّحظَةِ فَكَّرت: ‹هو لا يَرى المُستَقبَلَ مِثلَما أراهُ أنا›. فأنا أُرَكِّزُ على أمَلي، وهذا الأمَلُ يُعْطيني راحَةَ البال. اليَوم، حَياتي صَعبَة. ولكنْ في العالَمِ الجَديد، سأعيشُ حَياةً ولا أروَع!».
«الَّذينَ يَخافونَهُ لا يَنقُصُهُم شَيء»
١٦ لِماذا استَطاعَ المَلِكُ دَاوُد أن يَكتُبَ أنَّ الَّذينَ يَخافونَ يَهْوَه «لا يَنقُصُهُم شَيء»؟
١٦ طَبعًا، حتَّى خُدَّامُ يَهْوَه الَّذينَ نَمَّوْا القَناعَةُ لَيسوا في حِمايَةٍ مِنَ المَشاكِل. المَلِكُ دَاوُد مَثَلًا عانى مِن خَسارَةِ ثَلاثَةٍ على الأقَلِّ مِن أوْلادِه. كما أنَّهُ اتُّهِمَ ظُلمًا، تَعَرَّضَ لِلخِيانَة، واضطُرَّ أن يَهرُبَ ويَتَشَرَّدَ طَوالَ سَنَوات. مع ذلِك، وفيما كانَ يَمُرُّ بِمُشكِلَةٍ كَبيرَة، قالَ عن يَهْوَه: «الَّذينَ يَخافونَهُ لا يَنقُصُهُم شَيء». (مز ٣٤:٩، ١٠) ولكنْ لِماذا استَطاعَ أن يَقولَ ذلِك؟ لِأنَّهُ عَرَفَ أنَّنا كشَعبٍ لِيَهْوَه، لا نَتَوَقَّعُ أن نَعيشَ حَياةً خالِيَة مِنَ المَتاعِب، لكنَّنا مُتَأكِّدونَ أنَّهُ لن يَنقُصَنا شَيءٌ نَحنُ بِحاجَةٍ إلَيهِ فِعلًا. (مز ١٤٥:١٦) ونَقدِرُ أن نَتَّكِلَ على يَهْوَه لِيَسنُدَنا في كُلِّ ضيقاتِنا. نَعَم، نَقدِرُ أن نَكونَ قَنوعينَ وراضينَ بِظُروفِنا.
١٧ لِماذا أنتَ مُصَمِّمٌ أن تَتَعَلَّمَ سِرَّ القَناعَة؟
١٧ يُريدُ يَهْوَه أن تَشعُرَ بِالقَناعَة. (مز ١٣١:١، ٢) لِذلِكَ اعمَلْ كُلَّ جُهدِكَ لِتَتَعَلَّمَ سِرَّ القَناعَة. وإذا اجتَهَدتَ لِتُنَمِّيَ التَّقدير، تُرَكِّزَ على الأهَمِّ وتَبْقى مُتَواضِعًا، وتُقَوِّيَ أمَلَك، فسَتَقدِرُ أن تَقول: «تَعَلَّمتُ أن أكونَ مُكتَفِيًا». — في ٤:١١.
التَّرنيمَة ١١٨ زِدْ إيماني!
a مَثَلًا، احضُرْ على مَوْقِعِنا jw.org العِبادَتَيْنِ الصَّباحِيَّتَيْن يَهْوَه يُحِبُّ المُتَواضِع و قَبلَ التَّحَطُّمِ الكِبرِياء.
b وصف الصور: أخ يقدِّم خطابًا عامًّا؛ أخت تعلَّمت إحدى لغات الإشارات، وهي الآن في مقابلة في اجتماع دائري؛ أخ يهتم بالصيانة في مبنى ثيوقراطي.