مقالة الدرس ٣٥
التَّرنيمَة ١٢١ أهَمِّيَّةُ ضَبطِ النَّفْس
كَيفَ تَربَحُ الحَربَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟
«لا تَسمَحوا لِلخَطِيَّةِ أن تَظَلَّ تَحكُمُ كمَلِكٍ في جَسَدِكُمُ الفاني وتَجعَلَكُم بِالتَّالي تُطيعونَ شَهَواتِه». — رو ٦:١٢.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
أن نَعرِفَ (١) كَيفَ نُحارِبُ الإحباطَ و (٢) كَيفَ نَتَجَنَّبُ أن نَستَسلِمَ لِلإغراءات.
١ ماذا يُمكِنُ القَولُ عن كُلِّ البَشَرِ النَّاقِصين؟
هل شَعَرتَ يَومًا بِرَغبَةٍ قَوِيَّة في فِعلِ شَيءٍ لا يُرْضي يَهْوَه؟ إذا حَصَلَ معكَ ذلِك، فلا تَستَنتِجْ أنَّكَ تُواجِهُ تَجرِبَةً أصعَبَ مِمَّا يُواجِهُهُ غَيرُك. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يَقول: «لم تُصِبْكُم تَجرِبَةٌ إلَّا ما هو مَعهودٌ عِندَ النَّاس». (١ كو ١٠:١٣)a وهذا يَعْني أنَّهُ مَهْما كانَتِ الرَّغبَةُ الخاطِئَة الَّتي تُحارِبُها، فهُناك آخَرونَ يُواجِهونَها أيضًا. فأنتَ لَستَ وَحْدَك، وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه تَقدِرُ أن تَربَح!
٢ أيُّ إغراءاتٍ قد يُحارِبُها عَدَدٌ مِنَ المَسِيحِيِّينَ وتَلاميذِ الكِتابِ المُقَدَّس؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
٢ يَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ أيضًا: «كُلُّ واحِدٍ يَتَعَرَّضُ لِلتَّجرِبَةِ حينَ تَجذِبُهُ وتُغْريهِ شَهوَتُه». (يع ١:١٤) فما يُغْري شَخصًا مُعَيَّنًا قد يَختَلِفُ عن ما يُغْري آخَر. مَثَلًا، قد يُغْرى بَعضُ المَسِيحِيِّينَ لِيَرتَكِبوا الفَسادَ مع شَخصٍ مِنَ الجِنسِ الآخَر، أمَّا آخَرونَ فمع شَخصٍ مِنَ الجِنسِ نَفْسِه. والَّذينَ تَوَقَّفوا عن رُؤيَةِ مَوادَّ إباحِيَّة قد يَشعُرونَ بِرَغبَةٍ شَديدَة أن يَرجِعوا إلى عادَتِهِم. وكَثيرونَ مِمَّن تَوَقَّفوا عن إساءَةِ استِعمالِ المُخَدِّراتِ أوِ الكُحولِ يُواجِهونَ نَفْسَ التَّحَدِّي. هذِه بَعضُ الرَّغَباتِ الَّتي يُحارِبُها عَدَدٌ مِنَ المَسِيحِيِّينَ وتَلاميذِ الكِتابِ المُقَدَّس. ففي وَقتٍ مِنَ الأوْقات، كُلُّنا على الأرجَحِ شَعَرنا مِثلَ الرَّسولِ بُولُس الَّذي كَتَب: «حينَ أُريدُ أن أعمَلَ ما هو صائِب، أجِدُ فِيَّ مَيلًا لِفِعلِ ما هو سَيِّئ». — رو ٧:٢١.
قد نتعرض للتجربة فجأة، في أي وقت وأي مكان (أُنظر الفقرة ٢.)d
٣ كَيفَ يُمكِنُ أن يَتَأثَّرَ الشَّخصُ إذا ظَلَّ يَشعُرُ بِرَغبَةٍ خاطِئَة؟
٣ إذا كُنتَ تُحارِبُ بِاستِمرارٍ رَغبَةً خاطِئَة، فقد تَظُنُّ أنَّكَ بِلا قُوَّة، وكَأنَّكَ لا تَقدِرُ أن تُقاوِمَ الإغراء. وقد تَظُنُّ أيضًا أنَّكَ بِلا أمَل، وكَأنَّ يَهْوَه حَكَمَ علَيكَ بِأنَّكَ شَخصٌ سَيِّئٌ لِمُجَرَّدِ أنَّ لَدَيكَ رَغبَةً خاطِئَة. ولكنْ لا تَقلَق، فظَنُّكَ لَيسَ صَحيحًا! هذِهِ المَقالَةُ ستوضِحُ لكَ لِماذا نَقولُ ذلِك. فهي ستُجاوِبُ عن هذَيْنِ السُّؤالَيْن: (١) ما الَّذي يَجعَلُنا نَشعُرُ أنَّنا بِلا قُوَّةٍ وبِلا أمَل؟ و (٢) كَيفَ تَربَحُ الحَربَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟
كَيفَ يُريدُ الشَّيْطَان أن نَشعُر؟
٤ (أ) لِماذا يُريدُ الشَّيْطَان أن نَشعُرَ أنَّنا بِلا قُوَّة؟ (ب) لِماذا لَسنا بِلا قُوَّةٍ في حَربِنا ضِدَّ الإغراءات؟
٤ يُريدُ الشَّيْطَان أن نَشعُرَ أنَّنا بِلا قُوَّةٍ في وَجهِ الإغراءات. وقد قالَ يَسُوع بِصَراحَةٍ إنَّ الشَّيْطَان سيُجَرِّبُنا. لِذلِك عَلَّمَ أتباعَهُ أن يُصَلُّوا: «لا تُدخِلْنا في تَجرِبَة، بل نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير». (مت ٦:١٣) والشَّيْطَان يَدَّعي أنَّ البَشَرَ لن يُطيعوا يَهْوَه عِندَما يُواجِهونَ التَّجارِب. (أي ٢:٤، ٥) ولكنْ يا لَلسُّخرِيَة! فالشَّيْطَان هوَ الَّذي أغْرَتهُ شَهوَتُهُ ولم يَبْقَ أمينًا لِيَهْوَه. ويَبْدو أنَّهُ يَعتَقِدُ أنَّنا مِثلُهُ تَمامًا، سنَترُكُ يَهْوَه أمامَ أوَّلِ إغراء. حتَّى إنَّهُ ظَنَّ أنَّ ابْنَ اللّٰهِ الكامِلَ قد يَنجَرُّ وَراءَ الإغراءِ ويَستَسلِمُ لِلتَّجرِبَة. (مت ٤:٨، ٩) ولكنْ فَكِّر: هل نَحنُ فِعلًا بِلا قُوَّةٍ في حَربِنا ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟ طَبعًا لا! فنَحنُ نُوافِقُ على ما قالَهُ الرَّسولُ بُولُس حينَ كَتَب: «أنا أقدِرُ أن أفعَلَ كُلَّ شَيءٍ بِفَضلِ الَّذي يُعْطيني القُوَّة». — في ٤:١٣.
٥ كَيفَ نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه واثِقٌ أنَّنا سنَربَحُ الحَربَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟
٥ وما أكبَرَ الفَرقَ بَينَ الشَّيْطَان ويَهْوَه! فيَهْوَه واثِقٌ أنَّنا نَقدِرُ أن نُقاوِمَ الرَّغَباتِ الخاطِئَة. لِماذا نَقولُ ذلِك؟ لِأنَّهُ تَنَبَّأَ أنَّ جَمعًا كَثيرًا مِنَ الَّذينَ حافَظوا على استِقامَتِهِم سيَنْجونَ مِنَ الضِّيقِ العَظيم. فَكِّرْ في ما يَعْنيهِ ذلِك. يَهْوَه، الَّذي مُستَحيلٌ أن يَكذِب، يَقولُ إنَّ عَدَدًا كَبيرًا، لا قَليلينَ فَقَط، سيَدخُلونَ إلى العالَمِ الجَديدِ بِمَوْقِفٍ طاهِر، لِأنَّهُم «غَسَلوا أثوابَهُم وبَيَّضوها بِدَمِ الخَروف». (رؤ ٧:٩، ١٣، ١٤) فمِنَ الواضِحِ أنَّ يَهْوَه لا يَرانا أشخاصًا عاجِزينَ لا قُوَّةَ لهُم في الحَربِ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة.
٦-٧ لِماذا يُريدُ الشَّيْطَان أن نَشعُرَ أنَّنا بِلا أمَلٍ في حَربِنا ضِدَّ الإغراءات؟
٦ لا يُريدُ الشَّيْطَان أن نَشعُرَ أنَّنا بِلا قُوَّةٍ فَقَط، بل أيضًا بِلا أمَل، وكَأنَّ يَهْوَه حَكَمَ علَينا بِأنَّنا أشخاصٌ سَيِّئونَ لِمُجَرَّدِ أنَّ لَدَينا رَغَباتٍ خاطِئَة. مَرَّةً أُخْرى، يا لَلسُّخرِيَة! فالشَّيْطَان هوَ الَّذي بِلا أمَل، هوَ الَّذي حَكَمَ علَيهِ يَهْوَه أنَّهُ لا يَستَحِقُّ أن يَعيشَ إلى الأبَد. (تك ٣:١٥؛ رؤ ٢٠:١٠) ولا شَكَّ أنَّ الشَّيْطَان يُريدُ أن نَشعُرَ نَحنُ أيضًا أنَّنا بِلا أمَل، وخاصَّةً لِأنَّ لَدَينا الفُرصَةَ أن نَحصُلَ على البَرَكَةِ نَفْسِها الَّتي حُرِمَ مِنها هو. ولكنْ في الحَقيقَة، لَسنا بِلا أمَل. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّ يَهْوَه يُريدُ أن يُساعِدَنا، لا أن يَحكُمَ علَينا بِأنَّنا أشخاصٌ سَيِّئون. فهو «لا يَرغَبُ أن يَهلَكَ أحَد، بل أن يَتوبَ الجَميع». — ٢ بط ٣:٩.
٧ إذًا، في حالِ كُنَّا نَظُنُّ أنَّنا بِلا قُوَّةٍ أو بِلا أمَلٍ في حَربِنا ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة، نَكونُ نُفَكِّرُ مِثلَما يُريدُ الشَّيْطَان أن نُفَكِّر. إذا أبْقَينا هذِهِ الحَقيقَةَ في بالِنا، يَقْوى تَصميمُنا أن نَأخُذَ مَوْقِفًا ثابِتًا ضِدَّه. — ١ بط ٥:٨، ٩.
كَيفَ نَشعُرُ بِسَبَبِ حالَتِنا الخاطِئَة؟
٨ إلى جانِبِ الأعمالِ الخاطِئَة، أيُّ مَعْنًى تَحمِلُهُ كَلِمَةُ «خَطِيَّة»؟ (مزمور ٥١:٥) (أُنظُرْ أيضًا «شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير».)
٨ بِالإضافَةِ إلى الشَّيْطَان، هُناك عامِلٌ آخَرُ يَجعَلُنا نَشعُرُ أنَّنا بِلا قُوَّةٍ وبِلا أمَلٍ في حَربِنا ضِدَّ شَهَواتِنا. ما هو؟ حالَتُنا الخاطِئَة الَّتي وَرِثناها مِن أبَوَيْنا الأوَّلَيْن.b — أي ١٤:٤؛ إقرإ المزمور ٥١:٥.
٩-١٠ (أ) كَيفَ أثَّرَت حالَةُ آدَم وحَوَّاء الخاطِئَة علَيهِما؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.) (ب) كَيفَ تُؤَثِّرُ حالَتُنا الخاطِئَة علَينا؟
٩ لاحِظْ كَيفَ أثَّرَت حالَةُ آدَم وحَوَّاء الخاطِئَة علَيهِما. فبَعدَ أن تَمَرَّدا على يَهْوَه، اختَبَآ وحاوَلا أن يُغَطِّيا جِسمَهُما. وتَعليقًا على هذا التَّصَرُّف، يَقولُ بَصيرَةٌ في الأسفارِ المُقَدَّسَة (بِالإنْكِلِيزِيَّة): «جَعَلَتهُما الخَطِيَّةُ يَشعُرانِ بِالذَّنْب، القَلَق، عَدَمِ الأمان، والعار». وكَأنَّ آدَم وحَوَّاء كانا مَحبوسَيْنِ في مَنزِلٍ مُؤَلَّفٍ مِن هذِهِ الغُرَفِ الأربَعِ فَقَط. يَقدِرانِ أن يَتَنَقَّلا بَينَ الغُرَف، لكنَّهُما لا يَقدِرانِ أن يَخرُجا مِنَ المَنزِل. لا يَقدِرانِ أن يُفلِتا مِن حالَتِهِما الخاطِئَة.
١٠ طَبعًا، نَحنُ لَسنا في نَفْسِ الظَّرفِ الَّذي كانَ فيهِ آدَم وحَوَّاء. فالفِديَة، الَّتي لا تَنطَبِقُ علَيهِما، يُمكِنُ أن تُطَهِّرَنا مِنَ الخَطِيَّةِ وتَمنَحَنا ضَميرًا طاهِرًا. (١ كو ٦:١١) مع ذلِك، نَحنُ وَرِثنا الحالَةَ الخاطِئَة. لِذلِك لا نَستَغرِبُ أنَّنا نَحنُ أيضًا نَشعُرُ بِالذَّنْب، القَلَق، عَدَمِ الأمان، والعار. وفي الواقِع، يَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ الخَطِيَّةَ تُمسِكُ كُلَّ البَشَرِ بِقَبضَتِها القاسِيَة، حتَّى «الَّذينَ لم يُخطِئوا بِمُخالَفَةِ وَصِيَّةٍ مِثلَما أخطَأَ آدَم». (رو ٥:١٤) صَحيحٌ أنَّ هذا الواقِعَ قد يُحَسِّسُنا بِالإحباط، ولكنْ لا داعي أن نَشعُرَ أنَّنا بِلا قُوَّةٍ وبِلا أمَل. فنَحنُ نَقدِرُ أن نَرفُضَ هذِهِ المَشاعِرَ السَّلبِيَّة. كَيف؟
جعلت الخطية آدم وحواء يشعران بالذنب، القلق، عدم الأمان، والعار (أُنظر الفقرة ٩.)
١١ ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ عِندَما نَشعُرُ أنَّنا بِلا قُوَّة، ولِماذا؟ (روما ٦:١٢)
١١ عِندَما نَشعُرُ أنَّنا بِلا قُوَّة، وكَأنَّنا لا نَقدِرُ أن نَربَحَ الحَربَ ضِدَّ شَهَواتِنا، فلْنَعتَبِرْ أنَّ حالَتَنا الخاطِئَة هيَ الَّتي «تَتَكَلَّم»، ولا يَجِبُ أن نَسمَعَ لها. لِماذا؟ لِأنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يُعَلِّمُنا أنَّنا لَسنا مُجبَرينَ أن نَدَعَ الخَطِيَّةَ «تَحكُمُ كمَلِكٍ» علَينا. (إقرأ روما ٦:١٢.) وهذا يَعْني أنَّ القَرارَ بِيَدِنا، نَقدِرُ أن لا نَستَسلِمَ لِلرَّغَباتِ الخاطِئَة وأن لا نَفعَلَ الخَطَأ. (غل ٥:١٦) ويَهْوَه واثِقٌ أنَّنا نَقدِرُ أن نُقاوِمَ الإغراءات، وإلَّا لَما طَلَبَ مِنَّا أن نَفعَلَ ذلِك. (تث ٣٠:١١-١٤؛ رو ٦:٦؛ ١ تس ٤:٣) واضِحٌ إذًا أنَّنا لَسنا بِلا قُوَّةٍ في حَربِنا ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة.
١٢ ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ عِندَما نَشعُرُ أنَّنا بِلا أمَل، ولِماذا؟
١٢ بِشَكلٍ مُشابِه، عِندَما نَشعُرُ أنَّنا بِلا أمَل، وكَأنَّ يَهْوَه حَكَمَ علَينا بِأنَّنا أشخاصٌ سَيِّئونَ لِمُجَرَّدِ أنَّ لَدَينا رَغَباتٍ خاطِئَة، فلْنَعتَبِرْ أنَّ حالَتَنا الخاطِئَة هيَ الَّتي «تَتَكَلَّم»، ولا يَجِبُ أن نَسمَعَ لها. لِماذا؟ لِأنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يُعَلِّمُنا أنَّ يَهْوَه يَتَفَهَّمُ حالَتَنا الخاطِئَة. (مز ١٠٣:١٣، ١٤) فهو «يَعلَمُ كُلَّ شَيء»، بِما في ذلِكَ الطُّرُقُ المُختَلِفَة الَّتي تُؤَثِّرُ بها حالَتُنا الخاطِئَة علَينا وتَجعَلُنا نَميلُ إلى فِعلِ الخَطَإ. (١ يو ٣:١٩، ٢٠) وما دُمنا لا نَستَسلِمُ لِمُيولِنا النَّاقِصَة ولا نَعمَلُ حَسَبَ رَغَباتِنا الخاطِئَة، نَكونُ في مَوْقِفٍ طاهِرٍ أمامَ يَهْوَه. لِماذا نَقدِرُ أن نَثِقَ بِذلِك؟
١٣-١٤ إذا كانَ لَدَينا رَغَباتٌ خاطِئَة، فهل هذا يَعْني أنَّنا فَشِلنا؟ أوْضِح.
١٣ يُفَرِّقُ الكِتابُ المُقَدَّسُ بَينَ فِعلِ ما هو خَطَأ (الأمرُ الَّذي نَقدِرُ أن نَتَحَكَّمَ به) وبَينَ الرَّغبَةِ في ما هو خَطَأ (الَّتي قد تَنشَأُ دونَ إرادَتِنا). مَثَلًا، بَعضُ المَسِيحِيِّينَ في كُورِنْثُوس في القَرنِ الأوَّلِ كانوا في السَّابِقِ يُمارِسونَ المِثلِيَّةَ الجِنسِيَّة. كَتَبَ بُولُس إلَيهِم: «هكَذا كانَ بَعضُكُم». فهل عَنى هذا أنَّهُم بَعدَما صاروا مَسِيحِيِّينَ لم يَشعُروا يَومًا بِالرَّغبَةِ في إقامَةِ عَلاقاتٍ مِثلِيَّة؟ هذِهِ الفِكرَةُ لَيسَت واقِعِيَّةً لِأنَّ شَهَواتٍ كهذِه غالِبًا ما تَكونُ مُتَأصِّلَةً عَميقًا في الإنسان. لكنَّ المَسِيحِيِّينَ الَّذينَ ضَبَطوا أنفُسَهُم وتَجَنَّبوا أن يَعمَلوا حَسَبَ رَغَباتِهِم كانوا مَقبولينَ في عَيْنَيْ يَهْوَه. فهوَ اعتَبَرَ أنَّهُم ‹غُسِلوا› وصاروا طاهِرين. (١ كو ٦:٩-١١) ويُمكِنُ أن يَحدُثَ الشَّيءُ نَفْسُهُ معك.
١٤ فمَهْما كانَتِ الرَّغَباتُ الخاطِئَة الَّتي تُحارِبُها، فأنتَ تَقدِرُ أن تَغلِبَها. وحتَّى لَو لم تَقدِرْ أن تَتَخَلَّصَ مِنها نِهائِيًّا، تَقدِرُ أن تَضبُطَ نَفْسَكَ وتَمتَنِعَ أن ‹تَتَصَرَّفَ بِحَسَبِ شَهَواتِ جَسَدِك›. (أف ٢:٣) ولكنْ كَيفَ تَفعَلُ ذلِك وتَربَحُ بِالتَّالي الحَربَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟
كَيفَ نَربَحُ الحَرب؟
١٥ كَي نَربَحَ الحَربَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة، لِماذا نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَكونَ صادِقينَ مع أنفُسِنا؟
١٥ كَي تَربَحَ الحَربَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة، أنتَ بِحاجَةٍ أن تَكونَ صادِقًا مع نَفْسِكَ بِخُصوصِ نِقاطِ ضُعفِك. فانتَبِهْ لِئَلَّا تَخدَعَ نَفْسَكَ «بتَفكيرٍ خاطِئ». (يع ١:٢٢) فإذا صَغَّرتَ المُشكِلَة — بِأن تُفَكِّرَ مَثَلًا: ‹غَيري يَشرَبُ أكثَرَ مِنِّي›، أو تَلومَ شَخصًا آخَرَ وتَقول: ‹لم أكُنْ لِأنغَرَّ بِأن أرى مَوادَّ إباحِيَّة لَو لم تَكُنْ زَوجَتي بارِدَة› — فلن تُساعِدَ نَفْسَكَ أن تُحارِبَ الإغراء. لِذلِك لا تُحاوِلْ أن تُبَرِّرَ مَسلَكًا خاطِئًا، ولا حتَّى في تَفكيرِك. فأنتَ مَسؤولٌ عن أعمالِك. — غل ٦:٧.
١٦ كَيفَ تُقَوِّي تَصميمَكَ أن تَفعَلَ ما هو صائِب؟
١٦ إضافَةً إلى الصِّدقِ مع نَفْسِكَ بِخُصوصِ نِقاطِ ضُعفِك، أنتَ بِحاجَةٍ أن تُقَوِّيَ تَصميمَكَ أن لا تَستَسلِمَ لها. (١ كو ٩:٢٦، ٢٧؛ ١ تس ٤:٤؛ ١ بط ١:١٥، ١٦) إعرِفْ ما الَّذي يَجعَلُكَ تَضعُفُ أمامَ الخَطَإ ومتى قد يَحدُثُ ذلِك. فرُبَّما نَوعٌ مُعَيَّنٌ مِنَ الإغراءاتِ أو وَقتٌ مُحَدَّدٌ مِنَ اليَومِ يَزيدانِ الاحتِمالَ أن تَستَسلِم. مَثَلًا، هل يَصيرُ أصعَبَ علَيكَ أن تُقاوِمَ الإغراءَ حينَ تَكونُ مُتعَبًا أو في وَقتٍ مُتَأخِّرٍ مِنَ اللَّيل؟ تَوَقَّعِ الإغراءَ واستَعِدَّ بَينَكَ وبَينَ نَفْسِكَ كَيفَ ستَتَصَرَّفُ آنَذاك. وأفضَلُ وَقتٍ لِتَفعَلَ ذلِك هو قَبلَ أن تُواجِهَ الإغراء. — أم ٢٢:٣.
١٧ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن مِثالِ يُوسُف؟ (تكوين ٣٩:٧-٩) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٧ فَكِّرْ كَيفَ كانَت رَدَّةُ فِعلِ يُوسُف حينَ حاوَلَت زَوجَةُ فُوطِيفَار أن تُغْرِيَه. فهو رَفَضَ إغراءاتِها فَوْرًا وبِحَزم. (إقرإ التكوين ٣٩:٧-٩.) علامَ يَدُلُّ ذلِك؟ أنَّ يُوسُف عَرَفَ تَمامًا ما هو مَوْقِفُهُ مِن أخذِ زَوجَةِ رَجُلٍ آخَرَ قَبلَ أن يَتَعَرَّضَ لِهذا الإغراءِ مِن زَوجَةِ فُوطِيفَار. بِشَكلٍ مُشابِه، تَقدِرُ أن تُقَوِّيَ تَصميمَكَ أن تَفعَلَ ما هو صائِبٌ قَبلَ أن تُواجِهَ الإغراء. وهكَذا حينَ تَتَعَرَّضُ لِلإغراء، سيَكونُ أسهَلَ علَيكَ أن تَلتَزِمَ بِالقَرارِ الَّذي أخَذتَهُ مُسبَقًا.
أُرفض الإغراء فورًا مثلما فعل يوسف (أُنظر الفقرة ١٧.)
‹داوِمْ على امتِحانِ نَفْسِك›
١٨ كَيفَ تَربَحُ الحَربَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟ (٢ كورنثوس ١٣:٥)
١٨ كَي تَربَحَ الحَربَ ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة، أنتَ بِحاجَةٍ أن ‹تُداوِمَ على امتِحانِ نَفْسِك›، أي أن تَفحَصَ نَفْسَكَ دائِمًا لِتَرى كَيفَ هو وَضعُك. (إقرأ ٢ كورنثوس ١٣:٥.) فمِن وَقتٍ إلى آخَر، افحَصْ طَريقَةَ تَفكيرِكَ وتَصَرُّفاتِكَ وعَدِّلْ حَيثُ يَلزَم. مَثَلًا، حتَّى عِندَما تَنجَحُ في مُقاوَمَةِ تَجرِبَةٍ ما، اسألْ نَفْسَك: ‹كم مِنَ الوَقتِ احتَجتُ لِأقولَ لا؟›. وإذا لاحَظتَ أنَّ رَدَّةَ فِعلِكَ كانَت بَطيئَة، فلا تَتَضايَقْ زِيادَةً عنِ اللُّزوم. بل خُذِ الخُطُواتِ اللَّازِمَة لِتُقَوِّيَ دِفاعاتِك. إطرَحْ على نَفْسِكَ أسئِلَةً مِثل: ‹هل أقدِرُ أن أُقَلِّلَ الوَقتَ الَّذي احتَجتُ إليهِ لِأرفُضَ الأفكارَ الخاطِئَة؟ هلِ التَّسلِيَةُ الَّتي أختارُها تُصَعِّبُ علَيَّ أن أُقاوِمَ الإغراء؟ هل أُديرُ وَجهي فَوْرًا حينَ يَقَعُ نَظَري على مَشاهِدَ فاسِدَة؟ هل أفهَمُ لِماذا مَقاييسُ يَهْوَه هي دائِمًا لِخَيري حتَّى لَو تَطَلَّبَت مِنِّي أن أضبُطَ نَفْسي؟›. — مز ١٠١:٣.
١٩ كَيفَ يُمكِنُ لِلقَراراتِ الصَّغيرَة غَيرِ الحَكيمَة أن تُصَعِّبَ علَينا أن نُحارِبَ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟
١٩ علَيكَ أيضًا أن تَتَجَنَّبَ أن تَخلُقَ أعذارًا لِنَفْسِك. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يَقول: «القَلبُ غَدَّارٌ أكثَرَ مِن أيِّ شَيء، وهو يَستَقتِلُ لِيَصِلَ إلى هَدَفِه». (إر ١٧:٩) ويَسُوع قالَ إنَّ القَلبَ يُنتِجُ ‹أفكارًا شِرِّيرَة›. (مت ١٥:١٩) مَثَلًا، الشَّخصُ الَّذي تَوَقَّفَ عن رُؤيَةِ مَوادَّ إباحِيَّة قد يَظُنُّ بَعدَ فَترَةٍ أنْ «لا خَطَرَ» إذا رَأى صُوَرًا مُثيرَة جِنسِيًّا ما دامَت لا تَحتَوي على صُوَرٍ فاضِحَة لِأشخاصٍ عُراة. أو قد يُحَلِّل: ‹لَيسَ خَطَأً أن أتَخَيَّلَ نَفْسي أفعَلُ شَيئًا غَيرَ لائِقٍ ما دُمتُ لا أفعَلُهُ في الحَقيقَة›. فكَأنَّ قَلبَهُ الغَدَّارَ ‹يُخَطِّطُ مُسبَقًا لِيُشبِعَ شَهَواتِ الجَسَد›. (رو ١٣:١٤) فكَيفَ تَتَجَنَّبُ أن يَحدُثَ معكَ ذلِك؟ إنتَبِهْ مِنَ القَراراتِ الصَّغيرَة غَيرِ الحَكيمَة الَّتي قد تُؤَدِّي إلى قَراراتٍ كَبيرَة غَيرِ حَكيمَة، مِثلِ الاستِسلامِ لِفِعلِ الخَطَإ.c أُرفُضْ أيضًا أيَّ تَحليلٍ خاطِئٍ أو «أفكارٍ شِرِّيرَة» هَدَفُها أن تُبَرِّرَ التَّصَرُّفاتِ الخاطِئَة.
٢٠ أيُّ أمَلٍ لَدَينا في المُستَقبَل، وأيُّ مُساعَدَةٍ لَدَينا الآن؟
٢٠ كما رَأينا، بِفَضلِ مُساعَدَةِ يَهْوَه، لَدَينا القُوَّةُ لِنُقاوِمَ الإغراءات. وبِفَضلِ رَحمَتِه، لَدَينا الأمَلُ أن نَعيشَ إلى الأبَدِ في العالَمِ الجَديد. وكم سنَرتاحُ حينَ نَخدُمُ يَهْوَه بِعَقلٍ وقَلبٍ طاهِرَيْن! وحتَّى ذلِكَ الوَقت، نَقدِرُ أن نَثِقَ أنَّنا لَسنا بِلا قُوَّةٍ ولا بِلا أمَلٍ في حَربِنا ضِدَّ الرَّغَباتِ الخاطِئَة. فبِبَرَكَةِ يَهْوَه على جُهودِنا، نَقدِرُ أن نَربَحَ الحَرب!
التَّرنيمَة ١٢٢ كونوا راسِخينَ غَيرَ مُتَزَعزِعين!
a تَنقُلُ التَّرجَمَةُ العَرَبِيَّة المُبَسَّطَة هذِهِ الآيَةَ إلى: «لم تُصِبْكُم تَجرِبَةٌ لا تَأتي على غَيرِكُم مِنَ البَشَر».
b شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير: في الكِتابِ المُقَدَّس، غالِبًا ما تُشيرُ كَلِمَةُ «خَطِيَّة» إلى عَمَل، مِثلِ السَّرِقَةِ والزِّنى والقَتل. (خر ٢٠:١٣-١٥؛ ١ كو ٦:١٨) ولكنْ في بَعضِ الآيات، تُشيرُ «الخَطِيَّةُ» إلى الحالَةِ الَّتي وَرِثناها عِندَما وُلِدنا، مع أنَّنا لم نَرتَكِبْ بَعد أيَّ عَمَلٍ خاطِئ.
c لاحِظْ أنَّ الشَّابَّ الَّذي تَتَحَدَّثُ عنهُ الأمْثَال ٧:٧-٢٣ أخَذَ قَراراتٍ صَغيرَة غَيرَ حَكيمَة قَبلَ أن يَأخُذَ القَرارَ الكَبيرَ غَيرَ الحَكيمِ أن يَستَسلِمَ لِلعَهارَة.
d وصف الصور: إلى اليمين: أخ شاب جالس في مقهى يلاحظ رجلين يتبادلان تعابير الحب. إلى الشمال: أخت تلاحظ شخصين يدخِّنان.