سِفرُ التَّكوِين
١ في البِدايَةِ خَلَقَ اللّٰهُ السَّمواتِ والأرض. +
٢ وكانَتِ الأرضُ خالِيَةً وبِلا تَضاريس، والظَّلامُ يُغَطِّي سَطحَ المِياهِ العَميقَة، *+ وروحُ اللّٰهِ *+ يَجولُ على سَطحِ المِياه. +
٣ وقالَ اللّٰه: «لِيَظهَرِ النُّور». فظَهَرَ النُّور. + ٤ ورَأى اللّٰهُ أنَّ النُّورَ جَيِّد، وبَدَأ يَفصِلُ بَينَ النُّورِ والظَّلام. ٥ وسَمَّى اللّٰهُ النُّورَ نَهارًا وسَمَّى الظَّلامَ لَيلًا. + ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛ هذا هوَ اليَومُ الأوَّل.
٦ ثُمَّ قالَ اللّٰه: «لِيَكُنْ هُناك فَراغٌ *+ في وَسَطِ المِياهِ كَي يَقسِمَ المِياهَ إلى قِسمَيْن». + ٧ فعَمِلَ اللّٰهُ فَراغًا، * وفَصَلَ المِياهَ الَّتي تَحتَ الفَراغِ * عنِ المِياهِ الَّتي فَوقَه. + وهذا ما حَدَث. ٨ وسَمَّى اللّٰهُ الفَراغَ * سَماءً. ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛ هذا هوَ اليَومُ الثَّاني.
٩ ثُمَّ قالَ اللّٰه: «لِتَتَجَمَّعِ المِياهُ الَّتي تَحتَ السَّماءِ في مَكانٍ واحِد، ولْتَظهَرِ اليابِسَة». + وهذا ما حَدَث. ١٠ وسَمَّى اللّٰهُ اليابِسَةَ أرضًا، + وسَمَّى المِياهَ المُتَجَمِّعَة بِحارًا. + ورَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد. + ١١ وقالَ اللّٰه: «لِتُنبِتِ الأرضُ عُشبًا، ونَباتاتٍ تَحمِلُ بِزرًا مِن صِنفِها، وأشجارًا تُعْطي ثَمَرًا فيهِ بِزرٌ مِن صِنفِها». وهذا ما حَدَث. ١٢ فأنبَتَتِ الأرضُ عُشبًا ونَباتاتٍ + تَحمِلُ بِزرًا وأشجارًا تُعْطي ثَمَرًا فيهِ بِزر، وكُلُّها أنتَجَت مِن صِنفِها. فرَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد. ١٣ ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛ هذا هوَ اليَومُ الثَّالِث.
١٤ ثُمَّ قالَ اللّٰه: «لِتَظهَرِ الأنوارُ *+ في السَّماءِ * كَي تَفصِلَ بَينَ النَّهارِ واللَّيل. + فتَكونُ هذِهِ الأنوارُ عَلاماتٍ تُحَدِّدُ الفُصولَ والأيَّامَ والسِّنين. + ١٥ وتَكونُ مُشِعَّةً في السَّماءِ * كَي تُنيرَ الأرض». وهذا ما حَدَث. ١٦ فعَمِلَ اللّٰهُ النُّورَيْنِ العَظيمَيْن: النُّورَ الأكبَرَ لِيُضيءَ في * النَّهار، + والنُّورَ الأصغَرَ لِيُضيءَ في * اللَّيل، وعَمِلَ أيضًا النُّجوم. + ١٧ وجَعَلَها تَظهَرُ في السَّماءِ * كَي تُنيرَ الأرض، ١٨ وكَي تُضيءَ * نَهارًا ولَيلًا وتَفصِلَ بَينَ النُّورِ والظَّلام. + ورَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد. ١٩ ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛ هذا هوَ اليَومُ الرَّابِع.
٢٠ ثُمَّ قالَ اللّٰه: «لِتَمتَلِئِ المِياهُ بِكائِناتٍ * حَيَّة، ولْتَكُنْ هُناك طُيورٌ تَطيرُ في السَّماءِ * عالِيًا فَوقَ الأرض». + ٢١ فخَلَقَ اللّٰهُ الكائِناتِ البَحرِيَّة الضَّخمَة * وكُلَّ الكائِناتِ * الحَيَّة الَّتي تَعيشُ ضِمنَ مَجموعاتٍ كَبيرَة في المِياهِ بِحَسَبِ أصنافِها. وخَلَقَ أيضًا كُلَّ الطُّيورِ * بِحَسَبِ أصنافِها. ورَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد. ٢٢ وبارَكَها اللّٰهُ قائِلًا: «تَكاثَري وتَزايَدي واملَإي مِياهَ البَحر، + ولْتَكثُرِ الطُّيورُ في الأرض». ٢٣ ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛ هذا هوَ اليَومُ الخامِس.
٢٤ ثُمَّ قالَ اللّٰه: «لِتُخرِجِ الأرضُ كائِناتٍ * حَيَّة بِحَسَبِ أصنافِها: مَواشي وزَواحِفَ * وحَيَواناتٍ بَرِّيَّة بِحَسَبِ أصنافِها». + وهذا ما حَدَث. ٢٥ فعَمِلَ اللّٰهُ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة بِحَسَبِ أصنافِها والمَواشي بِحَسَبِ أصنافِها وكُلَّ زَواحِفِ الأرضِ بِحَسَبِ أصنافِها. ورَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد.
٢٦ ثُمَّ قالَ اللّٰه: «لِنَعمَلِ + الإنسانَ على صورَتِنا، + على شَبَهِنا، + ولْيَتَسَلَّطْ على سَمَكِ البَحرِ وعلى طُيورِ السَّماءِ وعلى المَواشي وعلى كُلِّ الأرضِ وعلى كُلِّ حَيَوانٍ يَزحَفُ علَيها». + ٢٧ فخَلَقَ اللّٰهُ الإنسانَ على شَبَهِه، على شَبَهِهِ خَلَقَه؛ ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهُما. + ٢٨ وبارَكَهُما اللّٰهُ وقالَ لهُما: «أَنجِبا أوْلادًا وتَزايَدا واملَآ الأرضَ + وتَسَلَّطا علَيها، + وتَسَلَّطا + أيضًا على سَمَكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماءِ وكُلِّ حَيَوانٍ يَتَحَرَّكُ على الأرض».
٢٩ ثُمَّ قالَ اللّٰه: «لقد أعْطَيتُكُما كُلَّ نَباتاتِ الأرضِ الَّتي تَحمِلُ بِزرًا، وكُلَّ شَجَرَةٍ تُعْطي ثَمَرًا فيهِ بِزر. هذِه تَكونُ طَعامًا لكُما. + ٣٠ أمَّا كُلُّ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة وكُلُّ طُيورِ السَّماءِ وكُلُّ ما فيهِ حَياةٌ * ويَتَحَرَّكُ على الأرض، فقد أعْطَيتُهُ كُلَّ نَباتٍ أخضَرَ طَعامًا له». + وهذا ما حَدَث.
٣١ فرَأى اللّٰهُ أنَّ كُلَّ ما عَمِلَهُ جَيِّدٌ جِدًّا. + ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛ هذا هوَ اليَومُ السَّادِس.
٢ وهكَذا اكتَمَلَتِ السَّمواتُ والأرضُ وكُلُّ ما فيها. *+ ٢ وفي اليَومِ السَّابِعِ كانَ اللّٰهُ قد أكمَلَ عَمَلَه، وبَدَأ يَستَريحُ في اليَومِ السَّابِعِ مِن كُلِّ العَمَلِ الَّذي عَمِلَه. + ٣ وبارَكَ اللّٰهُ اليَومَ السَّابِعَ وجَعَلَهُ يَومًا مُقَدَّسًا، لِأنَّهُ مُستَريحٌ فيهِ مِن كُلِّ أعمالِهِ الخَلْقِيَّة الَّتي قَصَدَ أن يَعمَلَها.
٤ هذا هو تاريخُ السَّمواتِ والأرضِ حينَ خُلِقَت، يَومَ عَمِلَ يَهْوَه * اللّٰهُ الأرضَ والسَّموات. +
٥ ولم يَكُنْ هُناك بَعد أشجارٌ ولا نَباتاتٌ في الأرض، لِأنَّ يَهْوَه اللّٰهَ لم يَكُنْ قد أمطَرَ على الأرضِ ولم يوجَدْ إنسانٌ لِيَفلَحَها. ٦ إلَّا أنَّ اللّٰهَ جَعَلَ بُخارًا * يَصعَدُ مِنَ الأرضِ ويَسْقي سَطحَها كُلَّه.
٧ وجَبَلَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ مِن تُرابِ + الأرضِ ونَفَخَ في أنفِهِ نَسَمَةَ الحَياة، + فصارَ الإنسانُ نَفْسًا * حَيَّة. + ٨ وزَرَعَ يَهْوَه اللّٰهُ جَنَّةً في عَدَن + جِهَةَ الشَّرق، ووَضَعَ فيها الإنسانَ الَّذي جَبَلَه. + ٩ وأنبَتَ يَهْوَه اللّٰهُ مِنَ الأرضِ كُلَّ شَجَرَةٍ جَذَّابَة لِلنَّظَرِ وجَيِّدَة لِلأكل. وأنبَتَ أيضًا شَجَرَةَ الحَياةِ + وشَجَرَةَ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرِّ + في وَسَطِ الجَنَّة.
١٠ وكانَ يَخرُجُ مِن عَدَن نَهرٌ لِيَسْقِيَ الجَنَّة، ومِن هُناك يَنقَسِمُ إلى أربَعَةِ أنهار. * ١١ إسْمُ النَّهرِ الأوَّلِ فِيشُون، وهوَ الَّذي يُحيطُ بِكُلِّ أرضِ حَوِيلَة، حَيثُ يوجَدُ الذَّهَب. ١٢ وذَهَبُ تِلكَ الأرضِ جَيِّد. وفيها أيضًا صَمْغُ المُقْلِ وحَجَرُ الجَزْعِ الكَريم. ١٣ واسْمُ النَّهرِ الثَّاني جِيحُون، وهوَ الَّذي يُحيطُ بِكُلِّ أرضِ كُوش. ١٤ واسْمُ النَّهرِ الثَّالِثِ دِجْلَة، *+ وهوَ الَّذي يَجْري شَرقَ أَشُور. + والنَّهرُ الرَّابِعُ هوَ الفُرَات. +
١٥ وأخَذَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ ووَضَعَهُ في جَنَّةِ عَدَن لِيَفلَحَها ويَعتَنِيَ بها. + ١٦ وأمَرَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ قائِلًا: «يُمكِنُكَ أن تَأكُلَ مِن كُلِّ أشجارِ الجَنَّةِ قَدْرَ ما تُريد. + ١٧ أمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرِّ فلا تَأكُلْ مِنها. فيَومَ تَأكُلُ مِنها تَموتُ بِالتَّأكيد». +
١٨ ثُمَّ قالَ يَهْوَه اللّٰه: «لَيسَ جَيِّدًا أن يَبْقى الإنسانُ وَحْدَه. سأعمَلُ لهُ مُساعِدًا يُكَمِّلُه». *+ ١٩ وكانَ يَهْوَه اللّٰهُ قد جَبَلَ مِنَ الأرضِ كُلَّ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة وكُلَّ طُيورِ السَّماء. فبَدَأ يُحضِرُها إلى الإنسانِ لِيَرى ماذا سيُسَمِّي كُلَّ واحِدٍ مِنها. والاسْمُ الَّذي أعْطاهُ الإنسانُ لِكُلِّ كائِنٍ * حَيٍّ صارَ اسْمَه. + ٢٠ فسَمَّى الإنسانُ جَميعَ المَواشي وطُيورِ السَّماءِ والحَيَواناتِ البَرِّيَّة. ولكنْ لم يَكُنْ لَدى الإنسانِ شَريكٌ يُساعِدُهُ ويُكَمِّلُه. ٢١ فجَعَلَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ يَنامُ نَومًا عَميقًا. وفيما هو نائِم، أخَذَ ضِلعًا مِن أضلاعِهِ ثُمَّ أغلَقَ مَكانَها. ٢٢ وعَمِلَ يَهْوَه اللّٰهُ امرَأةً مِنَ الضِّلعِ الَّتي أخَذَها مِنَ الرَّجُلِ وأحضَرَها إلَيه. +
٢٣ فقالَ الرَّجُل:
«هذِه أخيرًا عَظمٌ مِن عِظامي
ولَحمٌ مِن لَحمي.
٢٤ لِذلِك يَترُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّهُ ويَلتَصِقُ بِزَوجَتِهِ * ويَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا. + ٢٥ وكانَ الرَّجُلُ وزَوجَتُهُ كِلاهُما عارِيَيْن، + ومع ذلِك لم يَشعُرا بِالخَجَل.
٣ وكانَتِ الحَيَّةُ + حَذِرَةً * أكثَرَ مِن كُلِّ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة الَّتي عَمِلَها يَهْوَه اللّٰه. فقالَت لِلمَرأة: «هل صَحيحٌ أنَّ اللّٰهَ قال: ‹لا تَأكُلا مِن كُلِّ شَجَرَةٍ في الجَنَّة›؟». + ٢ فقالَتِ المَرأةُ لِلحَيَّة: «يُمكِنُنا أن نَأكُلَ مِن ثَمَرِ أشجارِ الجَنَّة. + ٣ أمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتي في وَسَطِ الجَنَّة، + فقالَ اللّٰهُ عنه: ‹لا تَأكُلا مِنهُ ولا حتَّى تَلمُساه، وإلَّا فسَتَموتان›». ٤ فقالَتِ الحَيَّةُ لِلمَرأة: «لا، لن تَموتا. + ٥ فاللّٰهُ يَعلَمُ أنَّكُما يَومَ تَأكُلانِ مِنَ الشَّجَرَة، تَنفَتِحُ عُيونُكُما وتَصيرانِ مِثلَ اللّٰهِ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ». +
٦ فرَأتِ المَرأةُ أنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأكلِ وأنَّها مُغرِيَةٌ * وجَذَّابَةٌ لِلنَّظَر. فأخَذَت مِن ثَمَرِها وأكَلَت. + ولاحِقًا، لمَّا صارَ زَوجُها معها، أعْطَتهُ هو أيضًا فأكَل. + ٧ فانفَتَحَت عُيونُهُما وعَرَفا أنَّهُما عارِيان. فخَيَّطا أوْراقَ تينٍ ولَفَّاها حَولَ خَصرِهِما. +
٨ ثُمَّ سَمِعَ الرَّجُلُ وزَوجَتُهُ صَوتَ يَهْوَه اللّٰهِ وهو يَمْشي في الجَنَّةِ وَقتَ هُبوبِ النَّسيمِ في النَّهار، فاختَبَآ مِن يَهْوَه اللّٰهِ بَينَ أشجارِ الجَنَّة. ٩ فنادى يَهْوَه اللّٰهُ الرَّجُلَ مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ قائِلًا: «أينَ أنت؟». ١٠ فأجابَ أخيرًا: «سَمِعتُ صَوتَكَ في الجَنَّة، لكنِّي خِفتُ لِأنِّي عُريانٌ فاختَبَأت». ١١ فقالَ اللّٰه: «مَن أخبَرَكَ أنَّكَ عُريان؟ + هل أكَلتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي أمَرتُكَ أن لا تَأكُلَ مِنها؟». + ١٢ فأجابَ الرَّجُل: «المَرأةُ الَّتي أعْطَيتَني إيَّاها هي أعْطَتني مِنَ الشَّجَرَةِ فأكَلت». ١٣ فقالَ يَهْوَه اللّٰهُ لِلمَرأة: «ما هذا الَّذي فَعَلتِه؟». فأجابَتِ المَرأة: «الحَيَّةُ خَدَعَتني فأكَلت». +
١٤ ثُمَّ قالَ يَهْوَه اللّٰهُ لِلحَيَّة: + «لِأنَّكِ فَعَلتِ ذلِك، تَكونينَ مَلعونَةً مِن بَينِ جَميعِ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة وغَيرِ البَرِّيَّة. ستَزحَفينَ على بَطنِكِ وتَأكُلينَ التُّرابَ كُلَّ أيَّامِ حَياتِك. ١٥ وأضَعُ عَداوَةً + بَينَكِ + وبَينَ المَرأةِ + وبَينَ نَسلِكِ *+ ونَسلِها. + نَسلُها يَسحَقُ رَأسَكِ + وأنتِ تَلدَغينَ * قَدَمَه». *+
١٦ وقالَ لِلمَرأة: «سأَزيدُ كَثيرًا أوْجاعَ حَبَلِكِ، وبِالوَجَعِ تَلِدينَ أوْلادَكِ. وسَتَشعُرينَ بِاشتِياقٍ إلى زَوجِكِ، وهو يُسَيطِرُ علَيكِ».
١٧ وقالَ لِآدَم: * «لِأنَّكَ سَمِعتَ كَلامَ زَوجَتِكَ وأكَلتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي أمَرتُكَ + قائِلًا: ‹لا تَأكُلْ مِنها›، تَكونُ الأرضُ مَلعونَةً بِسَبَبِك. + بِتَعَبٍ شَديدٍ تَأكُلُ مِنها كُلَّ أيَّامِ حَياتِك. + ١٨ وتُنبِتُ لكَ شَوكًا وحَسَكًا، * وتَكونُ نَباتاتُ الحَقلِ طَعامًا لك. ١٩ بِعَرَقِ جَبينِكَ * تَأكُلُ خُبزَكَ إلى أن تَعودَ إلى الأرضِ الَّتي أُخِذتَ مِنها. + فأنتَ تُرابٌ وإلى تُرابٍ تَعود». +
٢٠ ثُمَّ سَمَّى آدَم زَوجَتَهُ حَوَّاء، * لِأنَّها ستَصيرُ أُمَّ كُلِّ إنسانٍ حَيّ. + ٢١ وصَنَعَ يَهْوَه اللّٰهُ لِآدَم وزَوجَتِهِ ثَوبَيْنِ طَويلَيْنِ مِن جِلدٍ كَي يَلبَساهُما. + ٢٢ وقالَ يَهْوَه اللّٰه: «لقد صارَ الإنسانُ مِثلَنا يَعرِفُ الخَيرَ والشَّرّ. + والآنَ كَي لا يَمُدَّ يَدَهُ ويَأخُذَ أيضًا مِن شَجَرَةِ الحَياةِ + ويَأكُلَ ويَعيشَ إلى الأبَد ...». ٢٣ فطَرَدَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ مِن جَنَّةِ عَدَن + كَي يَفلَحَ الأرضَ الَّتي أُخِذَ مِنها. + ٢٤ وبَعدَ أن طَرَدَه، وَضَعَ شَرقَ جَنَّةِ عَدَن الكَرُوبِيم + وسَيفًا مُشتَعِلًا يَدورُ بِاستِمرارٍ لِحِراسَةِ الطَّريقِ إلى شَجَرَةِ الحَياة.
٤ وأقامَ آدَم عَلاقَةً مع زَوجَتِهِ حَوَّاء فحَبِلَت. + وعِندَما وَلَدَت قَايِين + قالَت: «أنجَبتُ ابْنًا بِمُساعَدَةِ يَهْوَه». ٢ ولاحِقًا وَلَدَت أخاهُ هَابِيل. +
وصارَ هَابِيل راعِيًا، أمَّا قَايِين فصارَ فَلَّاحًا. ٣ وبَعدَ فَترَة، أحضَرَ قَايِين بَعضًا مِن مَنتوجاتِ الأرضِ لِيُقَدِّمَها لِيَهْوَه. ٤ أمَّا هَابِيل فأحضَرَ بَعضًا مِن أبكارِ غَنَمِهِ + وقَدَّمَها مع شَحمِها. فنَظَرَ يَهْوَه بِرِضًى إلى هَابِيل وتَقدِمَتِه، + ٥ لكنَّهُ لم يَنظُرْ بِرِضًى إلى قَايِين وتَقدِمَتِه. فغَضِبَ قَايِين جِدًّا واكتَأب. * ٦ فقالَ يَهْوَه لِقَايِين: «لِماذا أنتَ غاضِبٌ جِدًّا ومُكتَئِب؟ ٧ إذا تَغَيَّرتَ وفَعَلتَ الصَّواب، أفَلَنْ أرْضى عنك؟ * ولكنْ إذا لم تَتَغَيَّر، فالخَطِيَّةُ تَنتَظِرُكَ عِندَ البابِ * وهي تَتَلَهَّفُ أن تُسَيطِرَ علَيك. فهل ستَتَغَلَّبُ أنتَ علَيها؟».
٨ ثُمَّ قالَ قَايِين لِأخيهِ هَابِيل: «تَعالَ نَذهَبُ إلى الحَقل». وفيما هُما في الحَقل، هَجَمَ قَايِين على أخيهِ هَابِيل وقَتَلَه. + ٩ ثُمَّ سَألَ يَهْوَه قَايِين: «أينَ أخوكَ هَابِيل؟». فأجاب: «لا أعرِف. هل أنا حارِسٌ لِأخي؟». ١٠ فقالَ له: «ماذا فَعَلت؟ دَمُ أخيكَ يَصرُخُ إلَيَّ مِنَ الأرض. + ١١ والآنَ أنتَ مَلعونٌ ومَطرودٌ مِنَ الأرضِ الَّتي فَتَحَت فَمَها لِتَشرَبَ دَمَ أخيكَ الَّذي قَتَلتَهُ بِيَدِك. + ١٢ حينَ تَزرَعُها، لن تُعْطِيَكَ مَحصولَها. * وسَتَكونُ ضائِعًا وهارِبًا في الأرض». ١٣ فقالَ قَايِين لِيَهْوَه: «العِقابُ على خَطَئي أقْسى مِن أن أتَحَمَّلَه. ١٤ أنتَ اليَومَ تَطرُدُني مِن هذِهِ الأرض. * فأختَفي مِن أمامِ وَجهِك، وأكونُ ضائِعًا وهارِبًا في الأرض، وأيُّ واحِدٍ يَجِدُني يَقتُلُني بِالتَّأكيد». ١٥ فقالَ لهُ يَهْوَه: «مِن أجْلِ ذلِك، أيُّ واحِدٍ يَقتُلُ قَايِين سيُنتَقَمُ مِنهُ سَبعَ مَرَّات».
فجَعَلَ يَهْوَه عَلامَةً مِن أجْلِ قَايِين كَي لا يَقتُلَهُ مَن يَجِدُه. ١٦ فخَرَجَ قَايِين مِن أمامِ يَهْوَه، وسَكَنَ في أرضِ المَنْفى * شَرقَ عَدَن. +
١٧ وأقامَ قَايِين عَلاقَةً مع زَوجَتِه، + فحَبِلَت ووَلَدَت أَخْنُوخ. ثُمَّ بَدَأ قَايِين يَبْني مَدينَةً وسَمَّاها على اسْمِ ابْنِهِ أَخْنُوخ. ١٨ وأَخْنُوخ وَلَدَ عِيرَاد. وعِيرَاد وَلَدَ مَحُويَائِيل، ومَحُويَائِيل وَلَدَ مَتُوشَائِيل، ومَتُوشَائِيل وَلَدَ لَامِك.
١٩ وتَزَوَّجَ لَامِك امرَأتَيْن. إسْمُ الأُولى عَادَة واسْمُ الثَّانِيَة صِلَّة. ٢٠ فوَلَدَت عَادَة يَابَال، وهو أوَّلُ مَن سَكَنَ في الخِيامِ ورَبَّى المَواشي. ٢١ وكانَ اسْمُ أخيهِ يُوبَال، وهو أوَّلُ مَن عَزَفَ على القيثارَةِ والنَّاي. * ٢٢ وصِلَّة وَلَدَت تُوبَال قَايِين الَّذي صَنَعَ كُلَّ أداةٍ مِن نُحاسٍ وحَديد. وكانَت لِتُوبَال قَايِين أُختٌ اسْمُها نِعْمَة. ٢٣ ثُمَّ ألَّفَ لَامِك هذِهِ الكَلِماتِ وقالَها لِزَوجَتَيْهِ عَادَة وصِلَّة:
«إسمَعا ما أقولُهُ يا زَوجَتَيْ لَامِك،
انتَبِها إلى كَلامي:
قَتَلتُ رَجُلًا لِأنَّهُ جَرَحَني،
رَجُلًا شابًّا لِأنَّهُ ضَرَبَني.
٢٥ وأقامَ آدَم عَلاقَةً مع زَوجَتِهِ مَرَّةً أُخْرى فوَلَدَتِ ابْنًا. وسَمَّتهُ شِيث *+ لِأنَّها قالَت: «أعْطاني * اللّٰهُ نَسلًا آخَرَ بَدَلَ هَابِيل لِأنَّ قَايِين قَتَلَه». + ٢٦ وأنجَبَ شِيث أيضًا ابْنًا وسَمَّاهُ أَنُوش. + في ذلِكَ الوَقت، بَدَأَ النَّاسُ يَدْعونَ بِاسْمِ يَهْوَه.
٥ هذا كِتابٌ عن تاريخِ آدَم. في اليَومِ الَّذي خَلَقَ اللّٰهُ فيهِ آدَم، عَمِلَهُ على شَبَهِه. + ٢ ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهُما. + وفي اليَومِ الَّذي خُلِقا فيه، + بارَكَهُما وسَمَّاهُما «الإنسان». *
٣ وعِندَما صارَ آدَم بِعُمرِ ١٣٠ سَنَة، وَلَدَ ابْنًا على شَبَهِهِ على صورَتِه، وسَمَّاهُ شِيث. + ٤ وعاشَ آدَم بَعدَما وَلَدَ شِيث ٨٠٠ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. ٥ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها آدَم ٩٣٠ سَنَةً ثُمَّ مات. +
٦ وعِندَما صارَ شِيث بِعُمرِ ١٠٥ سِنين، وَلَدَ أَنُوش. + ٧ وعاشَ شِيث بَعدَما وَلَدَ أَنُوش ٨٠٧ سِنين. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. ٨ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها شِيث ٩١٢ سَنَةً ثُمَّ مات.
٩ وعِندَما صارَ أَنُوش بِعُمرِ ٩٠ سَنَة، وَلَدَ قِينَان. ١٠ وعاشَ أَنُوش بَعدَما وَلَدَ قِينَان ٨١٥ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. ١١ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها أَنُوش ٩٠٥ سَنَواتٍ ثُمَّ مات.
١٢ وعِندَما صارَ قِينَان بِعُمرِ ٧٠ سَنَة، وَلَدَ مَهْلَلْئِيل. + ١٣ وعاشَ قِينَان بَعدَما وَلَدَ مَهْلَلْئِيل ٨٤٠ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. ١٤ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها قِينَان ٩١٠ سَنَواتٍ ثُمَّ مات.
١٥ وعِندَما صارَ مَهْلَلْئِيل بِعُمرِ ٦٥ سَنَة، وَلَدَ يَارِد. + ١٦ وعاشَ مَهْلَلْئِيل بَعدَما وَلَدَ يَارِد ٨٣٠ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. ١٧ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها مَهْلَلْئِيل ٨٩٥ سَنَةً ثُمَّ مات.
١٨ وعِندَما صارَ يَارِد بِعُمرِ ١٦٢ سَنَة، وَلَدَ أَخْنُوخ. + ١٩ وعاشَ يَارِد بَعدَما وَلَدَ أَخْنُوخ ٨٠٠ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. ٢٠ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها يَارِد ٩٦٢ سَنَةً ثُمَّ مات.
٢١ وعِندَما صارَ أَخْنُوخ بِعُمرِ ٦٥ سَنَة، وَلَدَ مَتُوشَالِح. + ٢٢ وظَلَّ أَخْنُوخ يَسيرُ معَ اللّٰهِ ٣٠٠ سَنَةٍ بَعدَما وَلَدَ مَتُوشَالِح. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. ٢٣ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها أَخْنُوخ ٣٦٥ سَنَة. ٢٤ وسارَ أَخْنُوخ معَ اللّٰه، + ثُمَّ لم يَعُدْ مَوْجودًا لِأنَّ اللّٰهَ أخَذَه. +
٢٥ وعِندَما صارَ مَتُوشَالِح بِعُمرِ ١٨٧ سَنَة، وَلَدَ لَامِك. + ٢٦ وعاشَ مَتُوشَالِح بَعدَما وَلَدَ لَامِك ٧٨٢ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. ٢٧ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها مَتُوشَالِح ٩٦٩ سَنَةً ثُمَّ مات.
٢٨ وعِندَما صارَ لَامِك بِعُمرِ ١٨٢ سَنَة، وَلَدَ ابْنًا. ٢٩ وسَمَّاهُ نُوح *+ لِأنَّهُ قال: «هو يُريحُنا * مِن عَمَلِنا المُرهِقِ ومِن تَعَبِ أيْدينا بِسَبَبِ الأرضِ الَّتي لَعَنَها يَهْوَه». + ٣٠ وعاشَ لَامِك بَعدَما وَلَدَ نُوح ٥٩٥ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. ٣١ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها لَامِك ٧٧٧ سَنَةً ثُمَّ مات.
٣٢ وبَعدَما صارَ عُمرُ نُوح ٥٠٠ سَنَة، وَلَدَ سَام + وحَام + ويَافِث. +
٦ وبَدَأَ النَّاسُ يَكثُرونَ على الأرضِ ووَلَدوا بَنات. ٢ فلاحَظَ أبناءُ اللّٰهِ *+ أنَّ بَناتِ النَّاسِ جَميلات. فتَزَوَّجوا أيَّ امرَأةٍ اختاروها. ٣ فقالَ يَهْوَه: «لن تَحتَمِلَ روحي الإنسانَ إلى الأبَد، + لِأنَّهُ مُجَرَّدُ جَسَد. * لِذلِك سيَعيشُ ١٢٠ سَنَة». +
٤ في ذلِكَ الوَقتِ ومِن بَعدِه، كانَ النَّفِيلِيم * مَوْجودينَ على الأرض. فأبناءُ اللّٰهِ كانوا يُقيمونَ عَلاقاتٍ جِنسِيَّة مع بَناتِ النَّاس، فأنجَبْنَ لهُم أبناء. هؤُلاء هُمُ الجَبابِرَةُ المَشهورونَ في الأزمِنَةِ القَديمَة.
٥ ورَأى يَهْوَه أنَّ شَرَّ الإنسانِ كَثيرٌ في الأرض، وأنَّ قَلبَهُ يَميلُ دائِمًا إلى الشَّرّ. + ٦ فتَأسَّفَ * يَهْوَه أنَّهُ عَمِلَ البَشَرَ على الأرض، وشَعَرَ بِالحُزنِ في قَلبِه. + ٧ فقالَ يَهْوَه: «سأمْحو عن وَجهِ الأرضِ البَشَرَ الَّذينَ خَلَقتُهُم، الإنسانَ ومعهُ المَواشي والزَّواحِفَ * وطُيورَ السَّماء. فأنا مُتَأسِّفٌ أنِّي عَمِلتُهُم». ٨ أمَّا نُوح فنالَ رِضى يَهْوَه.
٩ هذِه قِصَّةُ نُوح.
كانَ نُوح رَجُلًا مُستَقيمًا + لَيسَ فيهِ عَيبٌ * بَينَ أبناءِ جيلِه. وسارَ نُوح معَ اللّٰه. + ١٠ ووَلَدَ نُوح ثَلاثَةَ أبناءٍ هُم سَام وحَام ويَافِث. + ١١ وكانَتِ الأرضُ قد أصبَحَت فاسِدَةً في نَظَرِ اللّٰهِ ومَليئَةً بِالعُنف. ١٢ ونَظَرَ اللّٰهُ إلى الأرضِ فوَجَدَ أنَّها فاسِدَة، + لِأنَّ كُلَّ البَشَرِ * علَيها كانوا يَعيشونَ حَياةً فاسِدَة. +
١٣ فقالَ اللّٰهُ لِنُوح: «قَرَّرتُ أن أُزيلَ كُلَّ البَشَرِ عنِ الوُجود، لِأنَّ الأرضَ امتَلَأَت بِالعُنفِ بِسَبَبِهِم. لِذلِك سأُهلِكُهُم هُم والأرض. + ١٤ فاصنَعْ لكَ فُلكًا * مِن خَشَبٍ صَمْغِيّ. *+ واعمَلْ فيهِ غُرَفًا وادهَنْهُ بِالزِّفتِ + مِنَ الدَّاخِلِ والخارِج. ١٥ هكَذا تَصنَعُ الفُلك: طولُهُ ٣٠٠ ذِراع، عَرضُهُ ٥٠ ذِراعًا، وارتِفاعُهُ ٣٠ ذِراعًا. * ١٦ واعمَلْ نافِذَةً لِلإضاءَةِ * تَحتَ السَّقفِ بِذِراعٍ واحِدَة. واجعَلِ البابَ في جانِبِ الفُلك. + واعمَلِ الفُلكَ مِن ثَلاثَةِ طَوابِق: أرضِيٍّ وأوَّلٍ وثانٍ.
١٧ «وأنا سأجلُبُ طوفانًا + على الأرضِ لِأُهلِكَ كُلَّ كائِنٍ حَيٍّ * تَحتَ السَّماء. كُلُّ ما على الأرضِ سيَموت. + ١٨ وأقطَعُ عَهدي * معك، فادخُلْ إلى الفُلكِ أنتَ وأبناؤُكَ وزَوجَتُكَ وزَوجاتُ أبنائِك. + ١٩ وأَدخِلْ أيضًا اثنَيْنِ مِن كُلِّ صِنفٍ مِنَ المَخلوقاتِ الحَيَّة، + ذَكَرًا وأُنْثى، + كَي تُخَلِّصَ حَياتَها. ٢٠ فسَيَأتي إلَيكَ اثنانِ مِن كُلِّ صِنفٍ مِنَ الطُّيور، وكُلِّ صِنفٍ مِنَ المَواشي، وكُلِّ صِنفٍ مِنَ الزَّواحِفِ الَّتي على الأرض، وسَتَدخُلُ إلى الفُلكِ كَي تُخَلِّصَها. + ٢١ إجمَعْ أيضًا كُلَّ أنواعِ الطَّعامِ + وخُذْها معكَ كَي تَأكُلَ مِنها أنتَ والحَيَوانات».
٢٢ فعَمِلَ نُوح بِالضَّبطِ كُلَّ ما أمَرَهُ بهِ اللّٰه. +
٧ ثُمَّ قالَ يَهْوَه لِنُوح: «أُدخُلْ أنتَ وكُلُّ عائِلَتِكَ إلى الفُلك، لِأنِّي وَجَدتُ أنَّكَ مُستَقيمٌ بِعَكسِ هذا الجيل. + ٢ وخُذْ معكَ مِن كُلِّ صِنفٍ مِنَ الحَيَواناتِ الطَّاهِرَة سَبعَة، *+ ذُكورًا وإناثًا، ومِن كُلِّ صِنفٍ مِنَ الحَيَواناتِ غَيرِ الطَّاهِرَة اثنَيْن، ذَكَرًا وأُنْثى. ٣ وخُذْ أيضًا مِن كُلِّ صِنفٍ مِن طُيورِ السَّماءِ سَبعَة، * ذُكورًا وإناثًا. وهكَذا تَنْجو هذِهِ الكائِناتُ ويَنتَشِرُ نَسلُها في الأرضِ كُلِّها. + ٤ فبَعدَ سَبعَةِ أيَّام، سأُرسِلُ مَطَرًا + على الأرضِ ٤٠ نَهارًا و ٤٠ لَيلَة. + فأمْحو عن وَجهِ الأرضِ كُلَّ كائِنٍ حَيٍّ عَمِلتُه». + ٥ فعَمِلَ نُوح كُلَّ ما أمَرَهُ بهِ يَهْوَه.
٦ وكانَ عُمرُ نُوح ٦٠٠ سَنَةٍ حينَ أتى الطُّوفانُ على الأرض. + ٧ فدَخَلَ نُوح إلى الفُلكِ ومعهُ أبناؤُهُ وزَوجَتُهُ وزَوجاتُ أبنائِهِ قَبلَ أن يَأتِيَ الطُّوفان. + ٨ ومِن كُلِّ الحَيَواناتِ الطَّاهِرَة والحَيَواناتِ غَيرِ الطَّاهِرَة ومِنَ الطُّيورِ ومِن كُلِّ ما يَتَحَرَّكُ على الأرض، + ٩ دَخَلَ اثنانِ اثنان، ذَكَرًا وأُنْثى، إلى الفُلكِ حَيثُ كانَ نُوح، تَمامًا كما أمَرَهُ اللّٰه. ١٠ وبَعدَ سَبعَةِ أيَّام، أتى الطُّوفانُ على الأرض.
١١ في السَّنَةِ الـ ٦٠٠ مِن حَياةِ نُوح، في الشَّهرِ الثَّاني، في اليَومِ الـ ١٧ مِنَ الشَّهر، في ذلِكَ اليَومِ انفَجَرَت كُلُّ يَنابيعِ السَّماءِ وانفَتَحَت بَوَّاباتُها. *+ ١٢ ونَزَلَ المَطَرُ بِغَزارَةٍ على الأرضِ ٤٠ نَهارًا و ٤٠ لَيلَة. ١٣ في ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه، دَخَلَ نُوح إلى الفُلكِ ومعهُ أبناؤُه، سَام وحَام ويَافِث، + وزَوجَتُهُ وزَوجاتُ أبنائِهِ الثَّلاث. + ١٤ ودَخَلَ معهُم كُلُّ صِنفٍ مِنَ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة، وكُلُّ صِنفٍ مِنَ المَواشي، وكُلُّ صِنفٍ مِنَ الزَّواحِف، * وكُلُّ صِنفٍ مِنَ الطُّيور، كُلُّ كائِنٍ لهُ جَناح. ١٥ كُلُّ أصنافِ الكائِناتِ الحَيَّة * دَخَلَتِ اثنَيْنِ اثنَيْنِ إلى الفُلكِ حَيثُ كانَ نُوح. ١٦ دَخَلَت ذُكورًا وإناثًا مِن كُلِّ صِنف، * تَمامًا كما أمَرَ اللّٰهُ نُوح. ثُمَّ أغلَقَ يَهْوَه الباب.
١٧ واستَمَرَّ الطُّوفانُ ٤٠ يَومًا. وتَزايَدَتِ المِياهُ وبَدَأَت تَحمِلُ الفُلك، فارتَفَعَ عالِيًا عنِ الأرض. ١٨ وكَثُرَتِ المِياهُ وأصبَحَت عالِيَةً جِدًّا فَوقَ الأرض، وكانَ الفُلكُ عائِمًا على وَجهِ المِياه. ١٩ وارتَفَعَتِ المِياهُ كَثيرًا جِدًّا حتَّى غَطَّت جَميعَ الجِبالِ العالِيَة الَّتي تَحتَ السَّماءِ كُلِّها. + ٢٠ ووَصَلَ ارتِفاعُها فَوقَ الجِبالِ إلى ١٥ ذِراعًا. *
٢١ فماتَ كُلُّ كائِنٍ حَيٍّ * يَتَحَرَّكُ على الأرض: + الطُّيورُ والمَواشي والحَيَواناتُ البَرِّيَّة والحَيَواناتُ الصَّغيرَة * وكُلُّ النَّاس. + ٢٢ كُلُّ الكائِناتِ الَّتي تَتَنَفَّسُ وتَعيشُ * على اليابِسَةِ ماتَت. + ٢٣ وهكَذا مَحا اللّٰهُ عن وَجهِ الأرضِ كُلَّ كائِنٍ حَيّ: النَّاسَ والمَواشي والحَيَواناتِ البَرِّيَّة والزَّواحِفَ وطُيورَ السَّماء. كُلُّها انمَحَت مِنَ الأرض. + ونَجا فَقَط نُوح ومَن معهُ في الفُلك. + ٢٤ وغَمَرَتِ المِياهُ الأرضَ ١٥٠ يَومًا. +
٨ ثُمَّ وَجَّهَ اللّٰهُ انتِباهَهُ إلى * نُوح وكُلِّ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة وكُلِّ المَواشي الَّتي معهُ في الفُلك. + فجَعَلَ رِياحًا تَهُبُّ على الأرض، فبَدَأَتِ المِياهُ تَنخَفِض. ٢ وانسَدَّت يَنابيعُ السَّماءِ وانغَلَقَت بَوَّاباتُها، * فتَوَقَّفَ المَطَر. + ٣ ثُمَّ بَدَأَتِ المِياهُ تَتَراجَعُ شَيئًا فشَيئًا عنِ الأرض. وبَعدَ مُرورِ ١٥٠ يَومًا، كانَتِ المِياهُ قدِ انخَفَضَت. ٤ وفي الشَّهرِ السَّابِع، في اليَومِ الـ ١٧ مِنَ الشَّهر، استَقَرَّ الفُلكُ على جِبالِ أَرَارَاط. ٥ وظَلَّتِ المِياهُ تَنقُصُ تَدريجِيًّا حتَّى الشَّهرِ العاشِر. وفي اليَومِ الأوَّلِ مِنَ الشَّهرِ العاشِر، ظَهَرَت رُؤوسُ الجِبال. +
٦ وبَعدَ ٤٠ يَومًا، فَتَحَ نُوح النَّافِذَةَ + الَّتي عَمِلَها في الفُلكِ ٧ وأرسَلَ غُرابًا. فظَلَّ يَروحُ ويَرجِعُ إلى الفُلكِ حتَّى جَفَّتِ المِياهُ عنِ الأرض.
٨ ثُمَّ أرسَلَ حَمامَةً لِيَرى هل قَلَّتِ المِياهُ على سَطحِ الأرض. ٩ فلم تَجِدِ الحَمامَةُ مَكانًا تَحُطُّ علَيهِ رِجلَها. فرَجَعَت إلَيهِ في الفُلكِ لِأنَّ المِياهَ كانَت لا تَزالُ تُغَطِّي كُلَّ سَطحِ الأرض. + فمَدَّ يَدَهُ وأدخَلَها إلى الفُلك. ١٠ وانتَظَرَ سَبعَةَ أيَّامٍ أُخْرى، ثُمَّ أرسَلَها مُجَدَّدًا مِنَ الفُلك. ١١ وحينَ رَجَعَت إلَيهِ في المَساء، رَأى نُوح وَرَقَةَ زَيتونٍ خَضراءَ في مِنقارِها، فعَرَفَ أنَّ المِياهَ قَلَّت على الأرض. + ١٢ ثُمَّ انتَظَرَ سَبعَةَ أيَّامٍ أُخْرى وأرسَلَ الحَمامَة. لكنَّها لم تَرجِعْ إلَيهِ هذِهِ المَرَّة.
١٣ وفي السَّنَةِ الـ ٦٠١ مِن حَياةِ نُوح، + في الشَّهرِ الأوَّل، في اليَومِ الأوَّلِ مِنَ الشَّهر، كانَتِ المِياهُ قد خَفَّت عنِ الأرض. فرَفَعَ نُوح غِطاءَ الفُلكِ ورَأى أنَّ سَطحَ الأرضِ بَدَأ يَنشَف. ١٤ وفي الشَّهرِ الثَّاني، في اليَومِ الـ ٢٧ مِنَ الشَّهر، كانَتِ الأرضُ قد جَفَّت تَمامًا.
١٥ فقالَ اللّٰهُ لِنُوح: ١٦ «أُخرُجْ مِنَ الفُلك، أنتَ وزَوجَتُكَ وأبناؤُكَ وزَوجاتُ أبنائِك. + ١٧ وأَخرِجْ معكَ كُلَّ المَخلوقاتِ الحَيَّة: *+ الطُّيورَ والمَواشي والحَيَواناتِ البَرِّيَّة والزَّواحِفَ * الَّتي على الأرض، كَي تَتَوالَدَ وتَكثُرَ وتَزيدَ على الأرض». +
١٨ فخَرَجَ نُوح ومعهُ أبناؤُهُ + وزَوجَتُهُ وزَوجاتُ أبنائِه. ١٩ وخَرَجَت مِنَ الفُلكِ كُلُّ المَخلوقاتِ الحَيَّة، كُلُّ الزَّواحِفِ وكُلُّ الطُّيورِ وكُلُّ ما يَتَحَرَّكُ على الأرض، كُلُّها خَرَجَت ضِمنَ مَجموعات. + ٢٠ ثُمَّ بَنى نُوح مَذبَحًا + لِيَهْوَه، وأخَذَ مِن كُلِّ الحَيَواناتِ الطَّاهِرَة ومِن كُلِّ الطُّيورِ الطَّاهِرَة + وقَدَّمَ ذَبائِحَ مُحرَقَةٍ على المَذبَح. + ٢١ فشَمَّ يَهْوَه رائِحَةً تُفَرِّحُه، * وقالَ يَهْوَه في قَلبِه: «لن ألعَنَ الأرضَ + مَرَّةً أُخْرى بِسَبَبِ الإنسان، لِأنَّ قَلبَ الإنسانِ يَميلُ إلى الشَّرِّ مُنذُ صِغَرِه. + ولن أُهلِكَ مُجَدَّدًا كُلَّ كائِنٍ حَيٍّ مِثلَما فَعَلت. + ٢٢ ومِنَ الآنَ فصاعِدًا، سيَكونُ دائِمًا في الأرضِ زِراعَةٌ وحَصاد، بَرْدٌ وحَرّ، صَيفٌ وشِتاء، ونَهارٌ ولَيل». +
٩ وبارَكَ اللّٰهُ نُوح وأبناءَهُ وقالَ لهُم: «أَنجِبوا أوْلادًا وتَزايَدوا واملَأوا الأرض. + ٢ وكُلُّ المَخلوقاتِ الحَيَّة على الأرض، وكُلُّ طُيورِ السَّماء، وكُلُّ ما يَتَحَرَّكُ على الأرض، وكُلُّ سَمَكِ البَحرِ ستَظَلُّ تَخافُ وتَرتَعِبُ مِنكُم. كُلُّها تَكونُ تَحتَ سُلطَتِكُم. *+ ٣ كُلُّ حَيَوانٍ حَيٍّ يَتَحَرَّكُ يَكونُ طَعامًا لكُم. + مِثلَما أعْطَيتُكُمُ النَّباتاتِ الخَضراء، أُعْطيكُم كُلَّ هذِهِ الحَيَوانات. + ٤ ولكنْ لا تَأكُلوا لَحمًا حَياتُه، * أي دَمُه، فيه. + ٥ وأنا سأُحاسِبُ كُلَّ كائِنٍ حَيٍّ يَسفِكُ دَمَكُمُ الَّذي هو حَياتُكُم: * سأُحاسِبُ كُلَّ حَيَوان، وسأُحاسِبُ أيضًا كُلَّ إنسانٍ على حَياةِ أخيهِ الإنسان. + ٦ كُلُّ مَن يَسفِكُ دَمَ إنسان، سيَسفِكُ إنسانٌ دَمَهُ + لِأنَّ اللّٰهَ عَمِلَ الإنسانَ على شَبَهِه. + ٧ وأنتُم أَنجِبوا أوْلادًا وتَزايَدوا جِدًّا واملَأوا الأرض». +
٨ ثُمَّ قالَ اللّٰهُ لِنُوح وأبنائِه: ٩ «أنا الآنَ أقطَعُ عَهدي * معكُم + ومع نَسلِكُم مِن بَعدِكُم، ١٠ ومع كُلِّ المَخلوقاتِ الحَيَّة * الَّتي معكُم، الطُّيورِ والمَواشي والحَيَواناتِ البَرِّيَّة، كُلِّ ما خَرَجَ معكُم مِنَ الفُلك، كُلِّ المَخلوقاتِ الحَيَّة على الأرض. + ١١ هذا هو عَهدي الَّذي أقطَعُهُ معكُم: لن يَحدُثَ مَرَّةً أُخْرى طوفانٌ يُهلِكُ كُلَّ مَخلوقٍ حَيّ، * ولن يُخَرِّبَ طوفانٌ الأرضَ مَرَّةً أُخْرى». +
١٢ وأضافَ اللّٰه: «هذِه هي عَلامَةُ العَهدِ الَّذي أقطَعُهُ بَيني وبَينَكُم وبَينَ كُلِّ مَخلوقٍ حَيٍّ * معكُم، عَهدٍ سيَدومُ في كُلِّ الأجيالِ القادِمَة. ١٣ سأضَعُ قَوْسَ قُزَحٍ في الغُيوم، فيَكونُ عَلامَةً لِلعَهدِ الَّذي بَيني وبَينَ كُلِّ ما يَعيشُ على الأرض. ١٤ فكُلَّ مَرَّةٍ أجلُبُ غُيومًا فَوقَ الأرضِ ويَظهَرُ قَوْسُ قُزَحٍ في الغُيوم، ١٥ أتَذَكَّرُ عَهدي الَّذي بَيني وبَينَكُم وبَينَ كُلِّ صِنفٍ مِنَ المَخلوقاتِ الحَيَّة. * فالمِياهُ لن تَصيرَ مَرَّةً أُخْرى طوفانًا يُهلِكُ كُلَّ البَشَرِ والحَيَوانات. *+ ١٦ فكُلَّ مَرَّةٍ يَظهَرُ قَوْسُ قُزَحٍ في الغُيوم، أراهُ وأتَذَكَّرُ العَهدَ الأبَدِيَّ بَيني وبَينَ كُلِّ صِنفٍ مِنَ المَخلوقاتِ الحَيَّة * على الأرض».
١٧ وقالَ اللّٰهُ مَرَّةً ثانِيَة لِنُوح: «هذِه هي عَلامَةُ العَهدِ الَّذي أقطَعُهُ مع كُلِّ مَخلوقٍ حَيٍّ على الأرض». +
١٨ وأبناءُ نُوح الَّذينَ خَرَجوا مِنَ الفُلكِ هُم سَام وحَام ويَافِث. + وحَام هو أبو كَنْعَان. + ١٩ هؤُلاءِ الثَّلاثَة هُم أبناءُ نُوح، ومِنهُم أتى كُلُّ النَّاسِ وانتَشَروا في الأرض. +
٢٠ وبَدَأ نُوح يَعمَلُ في الزِّراعَةِ وزَرَعَ كَرمًا. ٢١ وفي أحَدِ الأيَّام، شَرِبَ مِنَ النَّبيذِ فسَكِرَ وتَمَدَّدَ عارِيًا داخِلَ خَيمَتِه. ٢٢ فرَأى حَام، أبو كَنْعَان، أباهُ عارِيًا وأخبَرَ أخَوَيْهِ في الخارِج. ٢٣ فأخَذَ سَام ويَافِث ثَوبًا ووَضَعاهُ على أكتافِهِما، ثُمَّ دَخَلا وهُما يَمْشِيانِ إلى الوَراءِ وغَطَّيا أباهُما. وكانَ وَجهُهُما إلى الجِهَةِ الأُخْرى، فلم يَرَياهُ عارِيًا.
٢٤ وعِندَما استَيقَظَ نُوح مِن سُكرِهِ وعَرَفَ ما فَعَلَهُ بهِ ابْنُهُ الأصغَر، ٢٥ قال:
«مَلعونٌ كَنْعَان. +
لِيَكُنْ أدْنى عَبدٍ عِندَ إخوَتِه». +
٢٦ وتابَع:
«لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه إلهُ سَام،
ولْيَكُنْ كَنْعَان عَبدًا لِسَام. +
٢٧ لِيُوَسِّعِ اللّٰهُ أرضَ يَافِث،
ولْيَسكُنْ في خِيامِ سَام.
ولْيَكُنْ كَنْعَان عَبدًا لهُ أيضًا».
٢٨ وعاشَ نُوح بَعدَ الطُّوفانِ ٣٥٠ سَنَة. + ٢٩ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها نُوح ٩٥٠ سَنَةً ثُمَّ مات.
١٠ هذِه قِصَّةُ أبناءِ نُوح، سَام + وحَام ويَافِث.
بَعدَ الطُّوفانِ أنجَبوا أبناء. + ٢ أبناءُ يَافِث: جُومَر + ومَاجُوج + ومَادَاي ويَاوَان وتُوبَال + ومَاشَك + وتِيرَاس. +
٣ أبناءُ جُومَر: أَشْكَنَاز + ورِيفَاث وتُوجَرْمَة. +
٤ أبناءُ يَاوَان: أَلِيشَة + وتَرْشِيش + وكِتِّيم + ودُودَانِيم.
٥ مِن هؤُلاء أتى النَّاسُ الَّذينَ انتَشَروا في الجُزُرِ واستَقَرُّوا فيها بِحَسَبِ لُغاتِهِم وعائِلاتِهِم وشُعوبِهِم.
٦ أبناءُ حَام: كُوش ومِصْرَايِم + وفُوط + وكَنْعَان. +
٧ أبناءُ كُوش: سَبَا + وحَوِيلَة وسَبْتَة ورَعْمَة + وسَبْتَكَا.
إبْنَا رَعْمَة: سَبَأ ودَدَان.
٨ وكُوش وَلَدَ نَمْرُود الَّذي صارَ أوَّلَ جَبَّارٍ في الأرض. ٩ وكانَ صَيَّادًا * جَبَّارًا يُقاوِمُ يَهْوَه. لِذلِك يَقولُ المَثَل: «هذا صَيَّادٌ جَبَّارٌ يُقاوِمُ يَهْوَه مِثلَ نَمْرُود». ١٠ وكانَتِ المُدُنُ الأُولى في مَملَكَتِهِ * هي بَابِل + وأَرَك + وأَكَّد وكَلْنَة؛ وكُلُّها في أرضِ شِنْعَار. + ١١ ومِن تِلكَ الأرضِ ذَهَبَ إلى أَشُور + وبَنى نِينَوَى + ورَحُوبُوت عِير وكَالَح ١٢ ورَسَن الَّتي تَقَعُ بَينَ نِينَوَى وكَالَح؛ هذِه هيَ المَدينَةُ العَظيمَة. *
١٣ ومِصْرَايِم وَلَدَ لُودِيم + وعَنَامِيم ولَهَابِيم ونَفْتُوحِيم + ١٤ وفَتْرُوسِيم + وكَسْلُوحِيم (الَّذي أتى مِنهُ الفِلِسْطِيُّون) + وكَفْتُورِيم. +
١٥ وكَنْعَان وَلَدَ ابْنَهُ البِكرَ صَيْدُون، + ثُمَّ حِثّ، + ١٦ وأيضًا اليَبُّوسِيَّ + والأَمُورِيَّ + والجِرْجَاشِيَّ ١٧ والحِوِّيَّ + والعَرْقِيَّ والسِّينِيَّ ١٨ والأَرْوَادِيَّ + والصَّمَارِيَّ والحَمَاتِيّ. + بَعدَ ذلِك تَفَرَّقَت عائِلاتُ الكَنْعَانِيِّين. ١٩ وكانَت حُدودُ الكَنْعَانِيِّينَ تَمتَدُّ مِن صَيْدُون حتَّى جَرَار + قُربَ غَزَّة، + وُصولًا إلى سَدُوم وعَمُورَة + وأَدْمَة وصَبُوئِيم، + قُربَ لَاشَع. ٢٠ هؤُلاء هُم أبناءُ حَام، وهُم مَذكورونَ بِحَسَبِ عائِلاتِهِم ولُغاتِهِم وأراضيهِم وشُعوبِهِم.
٢١ سَام أيضًا، وهو أخو يَافِث الابْنِ الأكبَرِ بَينَ إخوَتِه، * أنجَبَ أوْلادًا. ومِنهُ أتى كُلُّ أبناءِ عَابِر. + ٢٢ أبناءُ سَام: عِيلَام + وأَشُور + وأَرْفَكْشَاد + ولُود وأَرَام. +
٢٣ أبناءُ أَرَام: عُوص وحُول وجَاثَر ومَاش.
٢٤ وأَرْفَكْشَاد وَلَدَ شَالَح، + وشَالَح وَلَدَ عَابِر.
٢٥ وعَابِر وَلَدَ ابْنَيْن. واحِدٌ اسْمُهُ فَالِج *+ لِأنَّ الأرضَ * انقَسَمَت في أيَّامِه، والثَّاني اسْمُهُ يَقْطَان. +
٢٦ ويَقْطَان وَلَدَ أَلْمُودَاد وشَالَف وحَضَرْمَوْت ويَارَح + ٢٧ وهَدُورَام وأُوزَال ودِقْلَة ٢٨ وعُوبَال وأَبِيمَايِل وسَبَأ ٢٩ وأُوفِير + وحَوِيلَة ويُوبَاب. كُلُّ هؤُلاء هُم أبناءُ يَقْطَان.
٣٠ وامتَدَّ مَكانُ سَكَنِهِم مِن مِيشَع حتَّى سَفَار، وهي مِنطَقَةٌ جَبَلِيَّة جِهَةَ الشَّرق.
٣١ هؤُلاء هُم أبناءُ سَام، وهُم مَذكورونَ بِحَسَبِ عائِلاتِهِم ولُغاتِهِم وأراضيهِم وشُعوبِهِم. +
٣٢ هؤُلاء هُم عائِلاتُ أبناءِ نُوح، وهُم مَذكورونَ بِحَسَبِ سِلسِلَةِ نَسَبِهِم وشُعوبِهِم. ومِنهُمُ انتَشَرَتِ الشُّعوبُ في الأرضِ بَعدَ الطُّوفان. +
١١ في ذلِكَ الوَقت، كانَتِ الأرضُ كُلُّها تَتَكَلَّمُ لُغَةً واحِدَة وتَستَخدِمُ نَفْسَ المُفرَدات. ٢ وفيما رَحَلَ النَّاسُ بِاتِّجاهِ الشَّرق، وَجَدوا سَهلًا في أرضِ شِنْعَار. + فسَكَنوا هُناك. ٣ وقالَ بَعضُهُم لِبَعض: «تَعالَوْا نَصنَعُ قِرميدًا * ونَشْويهِ بِالنَّار». فاستَعمَلوا القِرميدَ بَدَلَ الحِجارَة، والزِّفتَ بَدَلَ الطِّينِ لِيُلصِقوا القِرميدَ معًا. ٤ وقالوا: «هَيَّا نَبْني لِأنفُسِنا مَدينَةً وبُرجًا يَصِلُ رَأسُهُ إلى السَّماء. فيَصيرُ اسْمُنا مَشهورًا ولا نَتَفَرَّقُ في كُلِّ الأرض». +
٥ فنَزَلَ يَهْوَه لِيَرى المَدينَةَ والبُرجَ اللَّذَيْنِ كانَ النَّاسُ يَبْنونَهُما. ٦ فقالَ يَهْوَه: «إنَّهُم شَعبٌ واحِدٌ يَتَكَلَّمُ لُغَةً واحِدَة، + وما يَفعَلونَهُ لَيسَ إلَّا البِدايَة. فالآنَ لن يَصعُبَ علَيهِم أيُّ شَيءٍ يَنْوونَ أن يَفعَلوه. ٧ فلْنَنزِلْ + ونَجعَلْهُم يَتَكَلَّمونَ لُغاتٍ مُختَلِفَة * كَي لا يَفهَمَ أيٌّ مِنهُم لُغَةَ الآخَر». ٨ وهكَذا فَرَّقَهُم يَهْوَه مِن هُناك في كُلِّ الأرض، + فتَوَقَّفوا عن بِناءِ المَدينَة. ٩ لِذلِك سُمِّيَت «بَابِل»، *+ لِأنَّ يَهْوَه هُناك جَعَلَ كُلَّ سُكَّانِ الأرضِ يَتَكَلَّمونَ لُغاتٍ مُختَلِفَة، * وفَرَّقَهُم يَهْوَه مِن هُناك في كُلِّ الأرض.
كانَ عُمرُ سَام ١٠٠ سَنَةٍ حينَ وَلَدَ أَرْفَكْشَاد، + وذلِك بَعدَ الطُّوفانِ بِسَنَتَيْن. ١١ وعاشَ سَام بَعدَما وَلَدَ أَرْفَكْشَاد ٥٠٠ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات. +
١٢ وعِندَما صارَ أَرْفَكْشَاد بِعُمرِ ٣٥ سَنَة، وَلَدَ شَالَح. + ١٣ وعاشَ أَرْفَكْشَاد بَعدَما وَلَدَ شَالَح ٤٠٣ سِنين. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.
١٤ وعِندَما صارَ شَالَح بِعُمرِ ٣٠ سَنَة، وَلَدَ عَابِر. + ١٥ وعاشَ شَالَح بَعدَما وَلَدَ عَابِر ٤٠٣ سِنين. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.
١٦ وعِندَما صارَ عَابِر بِعُمرِ ٣٤ سَنَة، وَلَدَ فَالِج. + ١٧ وعاشَ عَابِر بَعدَما وَلَدَ فَالِج ٤٣٠ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.
١٨ وعِندَما صارَ فَالِج بِعُمرِ ٣٠ سَنَة، وَلَدَ رَعُو. + ١٩ وعاشَ فَالِج بَعدَما وَلَدَ رَعُو ٢٠٩ سِنين. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.
٢٠ وعِندَما صارَ رَعُو بِعُمرِ ٣٢ سَنَة، وَلَدَ سَرُوج. ٢١ وعاشَ رَعُو بَعدَما وَلَدَ سَرُوج ٢٠٧ سِنين. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.
٢٢ وعِندَما صارَ سَرُوج بِعُمرِ ٣٠ سَنَة، وَلَدَ نَاحُور. ٢٣ وعاشَ سَرُوج بَعدَما وَلَدَ نَاحُور ٢٠٠ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.
٢٤ وعِندَما صارَ نَاحُور بِعُمرِ ٢٩ سَنَة، وَلَدَ تَارِح. + ٢٥ وعاشَ نَاحُور بَعدَما وَلَدَ تَارِح ١١٩ سَنَة. ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.
٢٦ وبَعدَما صارَ عُمرُ تَارِح ٧٠ سَنَة، وَلَدَ أَبْرَام + ونَاحُور + وهَارَان.
٢٧ وهذِه قِصَّةُ تَارِح.
تَارِح وَلَدَ أَبْرَام ونَاحُور وهَارَان. وهَارَان وَلَدَ لُوط. + ٢٨ وماتَ هَارَان في الأرضِ الَّتي وُلِدَ فيها، في أُور + مَدينَةِ الكَلْدَانِيِّين، + وكانَ أبوهُ تَارِح لا يَزالُ حَيًّا. ٢٩ وتَزَوَّجَ كُلٌّ مِن أَبْرَام ونَاحُور. زَوجَةُ أَبْرَام اسْمُها سَارَاي، + وزَوجَةُ نَاحُور اسْمُها مِلْكَة، + وهي بِنتُ هَارَان والِدِ مِلْكَة ويِسْكَة. ٣٠ ولم تَكُنْ سَارَاي تُنجِبُ أوْلادًا. +
٣١ وأخَذَ تَارِح ابْنَهُ أَبْرَام، وحَفيدَهُ لُوط + بْنَ هَارَان، وكَنَّتَهُ سَارَاي زَوجَةَ ابْنِهِ أَبْرَام، وخَرَجوا معًا مِن أُور مَدينَةِ الكَلْدَانِيِّينَ لِيَذهَبوا إلى أرضِ كَنْعَان. + ولكنْ لمَّا وَصَلوا إلى حَارَان، + سَكَنوا هُناك. ٣٢ وعاشَ تَارِح ٢٠٥ سِنين، وماتَ في حَارَان.
١٢ وقالَ يَهْوَه لِأَبْرَام: «أُترُكْ أرضَكَ وأقرِباءَكَ وبَيتَ أبيك، واذهَبْ إلى الأرضِ الَّتي سأُريكَ إيَّاها. + ٢ وأنا أجعَلُكَ أُمَّةً عَظيمَة وأُبارِكُكَ وأجعَلُ اسْمَكَ مَعروفًا، فتَكونُ بَرَكَةً لِلآخَرين. + ٣ وأُبارِكُ الَّذينَ يُبارِكونَكَ وألعَنُ الَّذينَ يَلعَنونَك، + وتَتَبارَكُ بِواسِطَتِكَ كُلُّ عائِلاتِ الأرض». +
٤ فذَهَبَ أَبْرَام مِثلَما قالَ لهُ يَهْوَه، وذَهَبَ معهُ لُوط. وكانَ عُمرُ أَبْرَام ٧٥ سَنَةً حينَ تَرَكَ حَارَان. + ٥ وأخَذَ أَبْرَام زَوجَتَهُ سَارَاي + وابْنَ أخيهِ لُوط، + وكُلَّ المُمتَلَكاتِ الَّتي جَمَعاهَا هو ولُوط + وكُلَّ الخَدَمِ * الَّذينَ حَصَلا علَيهِم في حَارَان، وانطَلَقوا إلى أرضِ كَنْعَان. + وعِندَما دَخَلوها، ٦ تَنَقَّلَ أَبْرَام في الأرضِ حتَّى وَصَلَ إلى مِنطَقَةِ شَكِيم، + قُربَ الأشجارِ الكَبيرَة في مُورَة. + في ذلِكَ الوَقت، كانَ الكَنْعَانِيُّونَ يَعيشونَ في الأرض. ٧ وظَهَرَ يَهْوَه لِأَبْرَام وقالَ له: «سأُعْطي هذِهِ الأرضَ + لِنَسلِك». + فبَنى أَبْرَام هُناك مَذبَحًا لِيَهْوَه الَّذي ظَهَرَ له. ٨ ثُمَّ انتَقَلَ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة شَرقَ بَيْت إيل + ونَصَبَ خَيمَتَهُ هُناك، فكانَت بَيْت إيل إلى غَربِهِ وعَاي + إلى شَرقِه. وبَنى هُناك مَذبَحًا لِيَهْوَه + وبَدَأ يَدْعو بِاسْمِ يَهْوَه. + ٩ ثُمَّ رَحَلَ أَبْرَام بِاتِّجاهِ النَّقَب، + مُتَنَقِّلًا مِن مَكانٍ إلى آخَر.
١٠ وحَدَثَت مَجاعَةٌ في أرضِ كَنْعَان. فنَزَلَ أَبْرَام إلى مِصْر لِيَسكُنَ هُناك بَعضَ الوَقت، *+ لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت شَديدَة. + ١١ ولمَّا أوْشَكَ أن يَدخُلَ مِصْر، قالَ لِزَوجَتِهِ سَارَاي: «أنتِ امرَأةٌ جَميلَة. + ١٢ فحينَ يَراكِ المِصْرِيُّونَ سيَقولون: ‹هذِه زَوجَتُه›. فيَقتُلونَني ويَترُكونَكِ أنتِ. ١٣ لِذلِك، أرْجوكِ قولي إنَّكِ أُختي كَي يُعامِلوني مُعامَلَةً جَيِّدَة بِفَضلِكِ وأنْجُوَ مِنَ المَوت». *+
١٤ ولمَّا دَخَلَ أَبْرَام إلى مِصْر، لاحَظَ المِصْرِيُّونَ أنَّ المَرأةَ جَميلَةٌ جِدًّا. ١٥ ورَآها أيضًا مَسؤولونَ عِندَ فِرْعَوْن وأخبَروهُ كم هي جَميلَة. فأُخِذَتِ المَرأةُ إلى بَيتِ فِرْعَوْن. ١٦ وعامَلَ فِرْعَوْن أَبْرَام مُعامَلَةً جَيِّدَة بِسَبَبِها، وأعْطاهُ غَنَمًا وبَقَرًا وحَميرًا وجِمالًا وخُدَّامًا وخادِمات. + ١٧ لكنَّ يَهْوَه ضَرَبَ فِرْعَوْن وأهلَ بَيتِهِ ضَرباتٍ شَديدَة بِسَبَبِ سَارَاي زَوجَةِ أَبْرَام. + ١٨ فاستَدْعى فِرْعَوْن أَبْرَام وقالَ له: «ما هذا الَّذي فَعَلتَهُ بي؟ لِماذا لم تُخبِرْني أنَّها زَوجَتُك؟ ١٩ لِماذا قُلتَ إنَّها أُختُك؟ + فقد كُنتُ على وَشْكِ أن آخُذَها زَوجَةً لي. ها هي زَوجَتُك، خُذْها واذهَب!». ٢٠ وأمَرَ فِرْعَوْن رِجالَهُ أن يُرافِقوا أَبْرَام، فأخرَجوهُ مِنَ الأرضِ هو وزَوجَتَهُ وكُلَّ ما عِندَه. +
١٣ فصَعِدَ أَبْرَام مِن مِصْر إلى النَّقَب، + هو وزَوجَتُهُ وكُلُّ ما عِندَه، ومعهُ لُوط. ٢ وكانَ أَبْرَام غَنِيًّا جِدًّا يَملِكُ الكَثيرَ مِنَ المَواشي والفِضَّةِ والذَّهَب. + ٣ ومِنَ النَّقَب سافَرَ بِاتِّجاهِ بَيْت إيل، مُتَنَقِّلًا مِن مَكانٍ إلى آخَر، حتَّى وَصَلَ إلى المَكانِ الَّذي كانَت فيهِ خَيمَتُهُ بَينَ بَيْت إيل وعَاي، + ٤ وهوَ المَكانُ الَّذي بَنى فيهِ مَذبَحًا مِن قَبل. ودَعا هُناك بِاسْمِ يَهْوَه.
٥ وكانَ لُوط، الَّذي رافَقَ أَبْرَام، يَمتَلِكُ هو أيضًا غَنَمًا وبَقَرًا وخِيامًا. ٦ فلم يَعودا قادِرَيْنِ أن يَسكُنا معًا في الأرضِ نَفْسِها، لِأنَّ أملاكَهُما كانَت كَثيرَة. ٧ نَتيجَةً لِذلِك، حَصَلَ خِلافٌ بَينَ رُعيانِ أَبْرَام ورُعيانِ لُوط. (في ذلِكَ الوَقت، كانَ الكَنْعَانِيُّونَ والفَرْزِيُّونَ ساكِنينَ في الأرض.) + ٨ فقالَ أَبْرَام لِلُوط: + «أرْجوك، لا يَجِبُ أن يَحصُلَ خِلافٌ بَيني وبَينَكَ وبَينَ رُعياني ورُعيانِك. فنَحنُ أخَوان. ٩ الأرضُ كُلُّها أمامَك. مِن فَضلِك، انفَصِلْ عنِّي. إذا ذَهَبتَ إلى الشِّمالِ أذهَبُ إلى اليَمين. وإذا ذَهَبتَ إلى اليَمينِ أذهَبُ إلى الشِّمال». ١٠ فنَظَرَ لُوط حَولَهُ ورَأى أنَّ كُلَّ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ + وُصولًا إلى صُوغَر + هي مِنطَقَةٌ غَنِيَّة بِالمِياه، كجَنَّةِ يَهْوَه، + كأرضِ مِصْر. (كانَ ذلِك قَبلَ أن يُدَمِّرَ يَهْوَه سَدُوم وعَمُورَة.) ١١ فاختارَ لُوط لِنَفْسِهِ كُلَّ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ ورَحَلَ إلى الشَّرق. وهكَذا انفَصَلَ أحَدُهُما عنِ الآخَر. ١٢ أَبْرَام بَقِيَ في أرضِ كَنْعَان ولُوط سَكَنَ في مُدُنِ وادي الأُرْدُنّ. + وأخيرًا، نَصَبَ لُوط خِيامَهُ قُربَ سَدُوم. ١٣ وكانَ أهلُ سَدُوم أشرارًا ويَرتَكِبونَ خَطايا فَظيعَة في نَظَرِ يَهْوَه. +
١٤ وقالَ يَهْوَه لِأَبْرَام بَعدَ أنِ انفَصَلَ عنهُ لُوط: «مِن فَضلِك، ارفَعْ عَيْنَيْكَ وتَطَلَّعْ مِن مَكانِكَ نَحوَ الشَّمالِ والجَنوبِ والشَّرقِ والغَرب، ١٥ لِأنَّ كُلَّ الأرضِ الَّتي تَراها سأُعْطيها مِلْكًا دائِمًا لكَ ولِنَسلِك. + ١٦ وسَأجعَلُ نَسلَكَ مِثلَ تُرابِ الأرض. فإذا كانَ مُمكِنًا أن يُعَدَّ تُرابُ الأرض، يَكونُ مُمكِنًا أن يُعَدَّ نَسلُك. + ١٧ قُمْ وتَجَوَّلْ في الأرضِ بِطولِها وعَرضِها لِأنِّي سأُعْطيها لك». ١٨ وهكَذا ظَلَّ أَبْرَام يَعيشُ في خِيام. ثُمَّ أتى وسَكَنَ قُربَ الأشجارِ الكَبيرَة في مَمْرَا، + الَّتي في حَبْرُون. + وبَنى هُناك مَذبَحًا لِيَهْوَه. +
١٤ في تِلكَ الأيَّام، كانَ أَمْرَافِل مَلِكًا على شِنْعَار، + وأَرْيُوخ مَلِكًا على أَلَّاسَار، وكَدَرْلَعُومَر + مَلِكًا على عِيلَام، + وتِدْعَال مَلِكًا على جُوئِيم. ٢ هؤُلاءِ المُلوكُ شَنُّوا حَربًا على بَارَع مَلِكِ سَدُوم، + وبِرْشَاع مَلِكِ عَمُورَة، + وشِنْآب مَلِكِ أَدْمَة، وشِمْئِيبَر مَلِكِ صَبُوئِيم، + ومَلِكِ بَالَع الَّتي تُدْعى أيضًا صُوغَر. ٣ كُلُّ هؤُلاء جَمَعوا جُيوشَهُم عِندَ وادي سِدِّيم، *+ أي بَحرِ المِلْح. *+
٤ فقد خَدَمَ هؤُلاءِ المُلوكُ كَدَرْلَعُومَر ١٢ سَنَة، لكنَّهُم تَمَرَّدوا علَيهِ في السَّنَةِ الـ ١٣. ٥ لِذلِك في السَّنَةِ الـ ١٤، أتى كَدَرْلَعُومَر والمُلوكُ الَّذينَ معهُ وهَزَموا الرَّفَائِيِّينَ في عَشْتَارُوت قَرْنَايِم، والزُّوزِيِّينَ في هَام، والإيمِيِّينَ + في شَوَى قِرْيَتَايِم، ٦ والحُورِيِّينَ + في جَبَلِهِم سَعِير + وُصولًا إلى إيل فَارَان الَّتي على حُدودِ الصَّحراء. * ٧ ثُمَّ رَجَعوا وجاؤُوا إلى عَيْن مِشْفَاط، أي قَادِش. + واستَوْلَوْا على كُلِّ أرضِ العَمَالِيقِيِّين، + وهَزَموا أيضًا الأَمُورِيِّينَ + السَّاكِنينَ في حَصُّون ثَامَار. +
٨ فخَرَجَ مَلِكُ سَدُوم ومَلِكُ عَمُورَة ومَلِكُ أَدْمَة ومَلِكُ صَبُوئِيم ومَلِكُ بَالَع الَّتي تُدْعى أيضًا صُوغَر، واصطَفُّوا لِلحَربِ في وادي سِدِّيم، ٩ ضِدَّ كَدَرْلَعُومَر مَلِكِ عِيلَام، وتِدْعَال مَلِكِ جُوئِيم، وأَمْرَافِل مَلِكِ شِنْعَار، وأَرْيُوخ مَلِكِ أَلَّاسَار: + أربَعَةُ مُلوكٍ ضِدَّ خَمسَة. ١٠ وكانَ وادي سِدِّيم مَليئًا بِحُفَرٍ مِنَ الزِّفت. فوَقَعَ فيها مَلِكَا سَدُوم وعَمُورَة حينَ حاوَلا أن يَهرُبا. أمَّا الباقونَ فهَرَبوا إلى المَناطِقِ الجَبَلِيَّة. ١١ فأخَذَ المُنتَصِرونَ كُلَّ المُمتَلَكاتِ والطَّعامِ في سَدُوم وعَمُورَة وذَهَبوا. + ١٢ وأخَذوا أيضًا لُوط، ابْنَ أخي أَبْرَام، الَّذي كانَ ساكِنًا في سَدُوم، + وأخَذوا مُمتَلَكاتِهِ وتابَعوا طَريقَهُم.
١٣ فجاءَ أحَدُ النَّاجينَ وأخبَرَ أَبْرَام العِبْرَانِيَّ بِما حَدَث. وكانَ أَبْرَام ساكِنًا * بَينَ أشجارِ مَمْرَا الأَمُورِيِّ الكَبيرَة. + ومَمْرَا هو أخو أَشْكُول وعَانِير، + وكانَ هؤُلاءِ الرِّجالُ حُلَفاءَ لِأَبْرَام. ١٤ وهكَذا سَمِعَ أَبْرَام أنَّ قَريبَهُ *+ أُخِذَ أسيرًا. فجَمَعَ رِجالَهُ المُدَرَّبين، ٣١٨ خادِمًا مَوْلودًا في بَيتِه، ولاحَقَ المُلوكَ حتَّى دَان. + ١٥ وفي اللَّيل، قَسَّمَ خُدَّامَهُ إلى مَجموعاتٍ وهَجَموا معًا على المُلوكِ وهَزَموهُم. ولاحَقوهُم حتَّى حُوبَة شَمالَ دِمَشْق. ١٦ واستَرجَعَ أَبْرَام قَريبَهُ لُوط ومُمتَلَكاتِه. واستَرجَعَ أيضًا كُلَّ المُمتَلَكاتِ الأُخْرى والنِّساءَ وباقي الأسْرى.
١٧ وبَعدَ أن رَجَعَ أَبْرَام مُنتَصِرًا على كَدَرْلَعُومَر والمُلوكِ الَّذينَ معه، أتى مَلِكُ سَدُوم لِيُلاقِيَهُ في وادي شَوَى، * أي وادي المَلِك. + ١٨ وأحضَرَ مَلْكِي صَادِق، + مَلِكُ شَلِيم، + خُبزًا ونَبيذًا. وهو كانَ كاهِنَ اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء. +
١٩ وبارَكَ أَبْرَامَ وقال:
«لِيَكُنْ أَبْرَام مُبارَكًا مِنَ اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء،
صانِعِ السَّماءِ والأرض.
٢٠ ولْيَتَمَجَّدِ اللّٰهُ العالي على كُلِّ شَيء،
الَّذي سَلَّمَ أعداءَكَ إلى يَدِك!».
فأعْطاهُ أَبْرَام عُشرًا مِن كُلِّ ما استَرجَعَه. +
٢١ ثُمَّ قالَ مَلِكُ سَدُوم لِأَبْرَام: «أعْطِني الأسْرى * وخُذْ أنتَ المُمتَلَكات». ٢٢ لكنَّ أَبْرَام قالَ له: «أرفَعُ يَدي وأحلِفُ بِيَهْوَه اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء، صانِعِ السَّماءِ والأرض، ٢٣ أنِّي لن آخُذَ شَيئًا مِمَّا لك، ولا حتَّى خَيطًا أو رِباطَ حِذاء، كَي لا تَقول: ‹أنا جَعَلتُ أَبْرَام غَنِيًّا›. ٢٤ لن آخُذَ شَيئًا غَيرَ ما أكَلَهُ الشُّبَّان. أمَّا الرِّجالُ الَّذينَ ذَهَبوا معي، عَانِير وأَشْكُول ومَمْرَا، + فلْيَأخُذوا حِصَّتَهُم».
١٥ بَعدَ ذلِك، قالَ يَهْوَه لِأَبْرَام في رُؤيا: «لا تَخَفْ + يا أَبْرَام. أنا تُرسٌ يَحْميك. + ومُكافَأَتُكَ ستَكونُ عَظيمَةً جِدًّا». + ٢ فأجابَ أَبْرَام: «أيُّها السَّيِّدُ العَظيمُ يَهْوَه، ماذا ستُعْطيني؟ فأنا مِن دونِ أبناء، والَّذي سيَرِثُني هو أَلِيعَازَر الدِّمَشْقِيّ». + ٣ وأضاف: «أنتَ لم تُعْطِني نَسلًا، + ووَريثي هو خادِمٌ * في بَيتي». ٤ لكنَّ يَهْوَه أجابَه: «لن يَرِثَكَ هذا الرَّجُل، بلِ ابْنُكَ * هوَ الَّذي يَرِثُك». +
٥ ثُمَّ أخرَجَهُ مِنَ الخَيمَةِ وقالَ له: «مِن فَضلِك، انظُرْ إلى السَّماءِ وعُدَّ النُّجومَ إذا استَطَعت». وقالَ له: «هكَذا سيَكونُ نَسلُك». + ٦ فآمَنَ أَبْرَام بِيَهْوَه، + فاعتُبِرَ بِلا لَومٍ في نَظَرِه. *+ ٧ وقالَ له: «أنا يَهْوَه الَّذي أخرَجتُكَ مِن أُور مَدينَةِ الكَلْدَانِيِّينَ لِأُعْطِيَكَ هذِهِ الأرضَ مِلْكًا لك». + ٨ فقالَ أَبْرَام: «أيُّها السَّيِّدُ العَظيمُ يَهْوَه، كَيفَ أعرِفُ أنِّي سأمتَلِكُها؟». ٩ أجابَه: «أَحضِرْ لي بَقَرَةً * عُمرُها ثَلاثُ سَنَوات، وعَنزَةً عُمرُها ثَلاثُ سَنَوات، وخَروفًا عُمرُهُ ثَلاثُ سَنَوات، وحَمامَةً بَرِّيَّة، * ويَمامَةً صَغيرَة». ١٠ فأخَذَ أَبْرَام هذِهِ الحَيَواناتِ وقَسَمَ كُلًّا مِنها قِسمَيْنِ ووَضَعَ كُلَّ قِسمٍ مُقابِلَ الآخَر، لكنَّهُ لم يَقسِمِ الطَّائِرَيْن. ١١ وبَدَأَتِ الطُّيورُ المُفتَرِسَة تَنزِلُ على الجُثَث، لكنَّ أَبْرَام كانَ يُبعِدُها.
١٢ وعِندَما أوْشَكَتِ الشَّمسُ أن تَغيب، غَرِقَ أَبْرَام في نَومٍ عَميقٍ ووَجَدَ نَفْسَهُ في ظَلامٍ شَديدٍ مُفزِع. ١٣ فقالَ لهُ اللّٰه: «إعرِفْ جَيِّدًا أنَّ نَسلَكَ سيَتَغَرَّبُ * في أرضٍ لَيسَت له، والنَّاسُ هُناك سيَستَعبِدونَهُ ويُذِلُّونَهُ ٤٠٠ سَنَة. + ١٤ لكنِّي سأُحاسِبُ الأُمَّةَ الَّتي تَستَعبِدُه. + وبَعدَ ذلِك يَخرُجُ مِن هُناك ومعهُ مُمتَلَكاتٌ كَثيرَة. + ١٥ أمَّا أنتَ فسَتَعيشُ عُمرًا طَويلًا، ثُمَّ تَموتُ * بِسَلامٍ وتُدفَن. + ١٦ وفي الجيلِ الرَّابِعِ يَرجِعُ نَسلُكَ إلى هُنا، + لِأنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لم يَبلُغْ بَعد حَدَّهُ الأقْصى». *+
١٧ وبَعدَما غابَتِ الشَّمسُ وصارَ ظَلامٌ شَديد، ظَهَرَ تَنُّورٌ يَصعَدُ منهُ دُخان، ومَرَّ مَشعَلُ نارٍ بَينَ أجزاءِ الحَيَوانات. ١٨ في ذلِكَ اليَومِ قَطَعَ يَهْوَه عَهدًا * مع أَبْرَام، + قائِلًا: «سأُعْطي لِنَسلِكَ هذِهِ الأرض، + مِن نَهرِ مِصْر إلى النَّهرِ الكَبير، نَهرِ الفُرَات: + ١٩ أرضَ القِينِيِّينَ + والقِنْزِيِّينَ والقَدْمُونِيِّينَ ٢٠ والحِثِّيِّينَ + والفَرْزِيِّينَ + والرَّفَائِيِّينَ + ٢١ والأَمُورِيِّينَ والكَنْعَانِيِّينَ والجِرْجَاشِيِّينَ واليَبُّوسِيِّين». +
١٦ أمَّا سَارَاي زَوجَةُ أَبْرَام فلم تَلِدْ لهُ أوْلادًا. + وكانَ عِندَها خادِمَةٌ مِصْرِيَّة اسْمُها هَاجَر. + ٢ فقالَت سَارَاي لِأَبْرَام: «يَهْوَه مَنَعَني مِنَ الإنجاب. أرْجوكَ أقِمْ عَلاقَةً مع خادِمَتي، فرُبَّما يَصيرُ عِندي أبناءٌ مِنها». + فسَمِعَ أَبْرَام لِكَلامِها. ٣ فأخَذَت سَارَاي خادِمَتَها المِصْرِيَّة هَاجَر وأعْطَتها لِزَوجِها أَبْرَام لِتَكونَ زَوجَةً له، وكانَ ذلِك بَعدَ عَشْرِ سَنَواتٍ مِن سَكَنِ أَبْرَام في أرضِ كَنْعَان. ٤ فأقامَ أَبْرَام عَلاقَةً مع هَاجَر، فحَبِلَت. ولمَّا عَرَفَت أنَّها حُبْلى، لم تَعُدْ تَحتَرِمُ سَيِّدَتَها.
٥ فقالَت سَارَاي لِأَبْرَام: «أنا أُعاني والحَقُّ علَيك. أنا الَّتي أعْطَيتُكَ خادِمَتي، * ولكنْ عِندَما عَرَفَت أنَّها حُبْلى، لم تَعُدْ تَحتَرِمُني. فلْيَحكُمْ يَهْوَه مَنِ المُخطِئ، أنا أو أنت». ٦ فقالَ أَبْرَام لِسَارَاي: «خادِمَتُكِ تَحتَ تَصَرُّفِكِ. إفعَلي بها ما تَرَيْنَهُ مُناسِبًا». فأذَلَّت سَارَاي هَاجَر، فهَرَبَت مِنها.
٧ ثُمَّ وَجَدَ مَلاكُ يَهْوَه هَاجَر عِندَ نَبعِ ماءٍ في الصَّحراء، النَّبعِ الَّذي في الطَّريقِ إلى شُور. + ٨ وقالَ لها: «يا هَاجَر خادِمَةَ سَارَاي، مِن أينَ جِئتِ وإلى أينَ تَذهَبين؟». فأجابَت: «أنا هارِبَةٌ مِن سَيِّدَتي سَارَاي». ٩ فقالَ لها مَلاكُ يَهْوَه: «إرجِعي إلى سَيِّدَتِكِ واخضَعي لها بِتَواضُع». * ١٠ ثُمَّ قالَ لها مَلاكُ يَهْوَه: «سأُكَثِّرُ نَسلَكِ جِدًّا لِدَرَجِةِ أنَّهُ لن يُعَدَّ مِن كَثرَتِه». + ١١ وتابَعَ مَلاكُ يَهْوَه: «أنتِ الآنَ حُبْلى وسَتَلِدينَ ابْنًا وتُسَمِّينَهُ إسْمَاعِيل، * لِأنَّ يَهْوَه سَمِعَ صُراخَكِ. ١٢ وسَيُصبِحُ مِثلَ حِمارٍ وَحشِيّ، * يُقاوِمُ الجَميعَ والجَميعُ يُقاوِمونَه، * ويَسكُنُ مُقابِلَ كُلِّ إخوَتِه». *
١٣ ثُمَّ سَبَّحَت * هَاجَر اسْمَ يَهْوَه الَّذي كانَ يُكَلِّمُها، قائِلَة: «أنتَ إلهٌ يَرى كُلَّ شَيء». + فقد قالَت: «هل فِعلًا رَأيتُ هُنا الَّذي يَراني؟!». ١٤ لِذلِك أُطلِقَ على البِئرِ اسْم «بِئْر لَحَي رُئِي»، * وهو بَينَ قَادِش وبَارَد. ١٥ ثُمَّ وَلَدَت هَاجَر ابْنًا لِأَبْرَام، فسَمَّاهُ إسْمَاعِيل. + ١٦ وكانَ عُمرُ أَبْرَام ٨٦ سَنَةً حينَ أنجَبَت لهُ هَاجَر إسْمَاعِيل.
١٧ ولمَّا كانَ عُمرُ أَبْرَام ٩٩ سَنَة، ظَهَرَ لهُ يَهْوَه وقال: «أنا اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيء. إمْشِ في طُرُقي وكُنْ بِلا عَيب، * ٢ فأُثَبِّتَ عَهدي * معكَ + وأُكَثِّرَكَ كَثيرًا جِدًّا». +
٣ فسَجَدَ أَبْرَام لِلّٰه. وقالَ لهُ اللّٰه: ٤ «أنا قَطَعتُ عَهدي معك، + وسَتُصبِحُ أبًا لِأُمَمٍ كَثيرَة. + ٥ ولن يَكونَ اسْمُكَ بَعدَ الآنَ أَبْرَام، * بل إبْرَاهِيم * لِأنِّي أجعَلُكَ أبًا لِأُمَمٍ كَثيرَة. ٦ وأُعْطيكَ نَسلًا كَثيرًا جِدًّا، وتَأتي مِنكَ شُعوب، ويَخرُجُ مِنكَ مُلوك. +
٧ «وألتَزِمُ بِعَهدي معكَ + ومع نَسلِكَ مِن بَعدِكَ جيلًا بَعدَ جيل. إنَّهُ عَهدٌ أبَدِيٌّ أكونُ على أساسِهِ إلهًا لكَ ولِنَسلِكَ مِن بَعدِك. ٨ وأُعْطيكَ الأرضَ الَّتي عِشتَ فيها كأجنَبِيّ، + كُلَّ أرضِ كَنْعَان، مِلْكًا دائِمًا لكَ ولِنَسلِكَ مِن بَعدِك، وأكونُ إلهَهُم». +
٩ وقالَ اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم: «أمَّا أنتَ فالْتَزِمْ بِعَهدي، أنتَ ونَسلُكَ مِن بَعدِكَ جيلًا بَعدَ جيل. ١٠ هذا هوَ العَهدُ بَيني وبَينَكُم، العَهدُ الَّذي يَجِبُ أن تَلتَزِمَ بهِ أنتَ ونَسلُكَ مِن بَعدِك: كُلُّ ذَكَرٍ بَينَكُم يَجِبُ أن يُختَن. + ١١ فيَكونُ الخِتانُ عَلامَةَ العَهدِ الَّذي بَيني وبَينَكُم. + ١٢ جيلًا بَعدَ جيل، يَجِبُ أن يُختَنَ كُلُّ الذُّكورِ بَينَكُم بِعُمرِ ثَمانِيَةِ أيَّام: + الَّذينَ يولَدونَ في بَيتِك، والَّذينَ يُشتَرَوْنَ مِن أجنَبِيٍّ ولَيسوا مِن نَسلِك. ١٣ الكُلُّ يَجِبُ أن يُختَنوا، المَوْلودُ في بَيتِكَ والَّذي تَشتَريهِ بِمالِك. + فتَكونُ هذِهِ العَلامَةُ في لَحمِكُم دَليلًا على عَهدي الدَّائِمِ معكُم. ١٤ وكُلُّ ذَكَرٍ لا يُختَنُ يَجِبُ أن يُقتَل. * فهو كَسَرَ عَهدي».
١٥ ثُمَّ قالَ اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم: «وزَوجَتُكَ سَارَاي *+ لا تُسَمِّها سَارَاي لِأنَّ اسْمَها سيَصيرُ سَارَة. * ١٦ سأُبارِكُها وأُعْطيكَ أيضًا ابْنًا مِنها. + أُبارِكُها فتَأتي مِنها شُعوبٌ ويَخرُجُ مِنها مُلوك». ١٧ عِندَئِذٍ، سَجَدَ إبْرَاهِيم وضَحِكَ وقالَ في قَلبِه: + «هل يَقدِرُ رَجُلٌ عُمرُهُ ١٠٠ سَنَةٍ أن يَلِدَ ابْنًا، وهل تَلِدُ سَارَة بِعُمرِ ٩٠ سَنَة؟». +
١٨ فقالَ إبْرَاهِيم لِلّٰه: «يا لَيتَ إسْمَاعِيل يَنالُ رِضاك!». + ١٩ فقالَ اللّٰه: «زَوجَتُكَ سَارَة هيَ الَّتي ستَلِدُ لكَ ابْنًا، فتُسَمِّيهِ إسْحَاق. *+ وأُثَبِّتُ عَهدي معه، ويَكونُ عَهدًا أبَدِيًّا لهُ ولِنَسلِهِ مِن بَعدِه. + ٢٠ أمَّا إسْمَاعِيل فقد سَمِعتُ ما طَلَبتَهُ مِن أجْلِه. سأُبارِكُهُ وأُعْطيهِ أوْلادًا وأُكَثِّرُ نَسلَهُ كَثيرًا جِدًّا. ويَلِدُ ١٢ زَعيمًا، وأجعَلُهُ أُمَّةً عَظيمَة. + ٢١ ولكنْ سأُثَبِّتُ عَهدي مع إسْحَاق + الَّذي تَلِدُهُ لكَ سَارَة السَّنَةَ القادِمَة في مِثلِ هذا الوَقت». +
٢٢ ولمَّا أنْهى اللّٰهُ كَلامَهُ مع إبْرَاهِيم، تَرَكَهُ وصَعِد. ٢٣ فأخَذَ إبْرَاهِيم ابْنَهُ إسْمَاعِيل وكُلَّ المَوْلودينَ في بَيتِهِ وكُلَّ الَّذينَ اشتَراهُم بِمالِه، كُلَّ ذَكَرٍ في بَيتِه، وخَتَنَهُم في ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه، تَمامًا كما قالَ لهُ اللّٰه. + ٢٤ وكانَ عُمرُ إبْرَاهِيم ٩٩ سَنَةً عِندَما خُتِن. + ٢٥ وكانَ عُمرُ ابْنِهِ إسْمَاعِيل ١٣ سَنَةً عِندَما خُتِن. + ٢٦ في ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه، خُتِنَ إبْرَاهِيم وابْنُهُ إسْمَاعِيل. ٢٧ وخُتِنَ أيضًا كُلُّ الرِّجالِ في بَيتِه، المَوْلودينَ في بَيتِهِ والَّذينَ اشتَراهُم مِنَ الأجانِب.
١٨ وظَهَرَ يَهْوَه + لإبْرَاهِيم بَينَ الأشجارِ الكَبيرَة في مَمْرَا. + وكانَ إبْرَاهِيم جالِسًا عِندَ مَدخَلِ الخَيمَةِ في عِزِّ حَرِّ النَّهار. ٢ فتَطَلَّعَ ورَأى ثَلاثَةَ رِجالٍ واقِفينَ على مَسافَةٍ مِنه. + فرَكَضَ مِن مَدخَلِ الخَيمَةِ كَي يُلاقِيَهُم، وسَجَدَ أمامَهُم. ٣ وقال: «يا يَهْوَه، إذا كُنتَ راضِيًا عنِّي، فمِن فَضلِكَ لا تَذهَبْ دونَ أن تَزورَ خادِمَك. ٤ سنُحضِرُ القَليلَ مِنَ الماءِ لِغَسلِ أرجُلِكُم، + ثُمَّ تَستَريحونَ تَحتَ الشَّجَرَة. ٥ وبِما أنَّكُم جِئتُم عِندَ خادِمِكُم، فسَأجلُبُ لُقمَةَ خُبزٍ لِتَسنُدوا بها قُلوبَكُم. وبَعدَ ذلِك تُواصِلونَ رِحلَتَكُم». فقالوا: «حَسَنًا، افعَلْ كما قُلت».
٦ فأسرَعَ إبْرَاهِيم إلى سَارَة في الخَيمَةِ وقالَ لها: «إعجِني بِسُرعَةٍ ثَلاثَ كَيلاتٍ * مِنَ الطَّحينِ الفاخِر، واعمَلي أرغِفَةَ خُبز». ٧ ثُمَّ رَكَضَ إبْرَاهِيم صَوبَ القَطيعِ واختارَ عِجلًا جَيِّدًا لَحمُهُ طَرِيّ، وأعْطاهُ لِلخادِمِ الَّذي أسرَعَ لِيُجَهِّزَه. ٨ ثُمَّ أخَذَ زُبدَةً وحَليبًا والعِجلَ الَّذي جَهَّزَه، ووَضَعَ كُلَّ ذلِك أمامَ الرِّجال. ووَقَفَ قُربَهُم تَحتَ الشَّجَرَةِ فيما هُم يَأكُلون. +
٩ ثُمَّ قالوا له: «أينَ زَوجَتُكَ سَارَة؟». + فأجاب: «إنَّها في الخَيمَة». ١٠ فقالَ أحَدُهُم: «سأرجِعُ إلَيكَ السَّنَةَ القادِمَة في مِثلِ هذا الوَقت، وسَتَكونُ زَوجَتُكَ سَارَة قد أنجَبَتِ ابْنًا». + وكانَت سَارَة تَسمَعُ الحَديثَ عِندَ مَدخَلِ الخَيمَةِ الَّتي وَراءَ الرَّجُل. ١١ وكانَ إبْرَاهِيم وسَارَة عَجوزَيْن. + وقد تَجاوَزَت سَارَة سِنَّ الإنجاب. *+ ١٢ فضَحِكَت في نَفْسِها وقالَت: «هل أفرَحُ هذِهِ الفَرحَةَ بَعدَ أن كَبِرتُ في العُمرِ وسَيِّدي صارَ مُسِنًّا؟». + ١٣ فقالَ يَهْوَه لِإبْرَاهِيم: «لِماذا ضَحِكَت سَارَة وقالَت: ‹هل مَعقولٌ أن ألِدَ وأنا عَجوز›؟ ١٤ هل هُناك شَيءٌ مُستَحيلٌ على يَهْوَه؟ + سأرجِعُ إلَيكَ السَّنَةَ القادِمَة في مِثلِ هذا الوَقت، وسَتَكونُ سَارَة قد أنجَبَتِ ابْنًا». ١٥ لكنَّ سَارَة خافَت، فأنكَرَت قائِلَة: «لم أضحَك». فقال: «بَلى، ضَحِكتِ».
١٦ وعِندَما قامَ الرِّجالُ لِيُغادِروا، مَشى معهُم إبْرَاهِيم لِيُوَدِّعَهُم حتَّى وَصَلوا إلى مَكانٍ رَأَوْا مِنهُ سَدُوم. + ١٧ فقالَ يَهْوَه: «هل أُخْفي عن إبْرَاهِيم ما سأفعَلُه؟ + ١٨ فهو سيَصيرُ أُمَّةً عَظيمَة وقَوِيَّة، وتَتَبارَكُ بِواسِطَتِهِ جَميعُ أُمَمِ الأرض. + ١٩ فأنا اختَرتُهُ * كَي يوصِيَ أبناءَهُ وسُلالَتَهُ مِن بَعدِهِ أن يَبْقَوْا في طَريقِ يَهْوَه، وذلِك حينَ يَفعَلونَ ما هو صائِبٌ وعادِل. + عِندَئِذٍ يُنَفِّذُ يَهْوَه وَعدَهُ لِإبْرَاهِيم».
٢٠ ثُمَّ قالَ يَهْوَه: «كَثُرَ صُراخُ الَّذينَ يَتَشَكَّوْنَ على سُكَّانِ سَدُوم وعَمُورَة، + فخَطِيَّتُهُم خَطيرَة جِدًّا. + ٢١ سأنزِلُ لِأرى هلِ الشَّكاوى الَّتي وَصَلَتني صَحيحَة وهل أعمالُهُم فِعلًا شِرِّيرَة. وإذا لم تَكُنْ هكَذا، فسَأعرِف». +
٢٢ ثُمَّ غادَرَ الرَّجُلانِ مِن هُناك وذَهَبا بِاتِّجاهِ سَدُوم. أمَّا يَهْوَه + فبَقِيَ مع إبْرَاهِيم. ٢٣ فاقتَرَبَ مِنهُ إبْرَاهِيم وقال: «هل تُميتُ الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير؟ + ٢٤ لِنَفرِضْ أنَّ هُناك ٥٠ شَخصًا صالِحًا في المَدينَة. فهل تُميتُ سُكَّانَها ولا تُسامِحُهُم مِن أجْلِ الـ ٥٠ الصَّالِحينَ فيها؟ ٢٥ مُستَحيلٌ أن تَفعَلَ ذلِك، أن تُميتَ الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير، فيَكونُ مَصيرُ الصَّالِحِ مِثلَ مَصيرِ الشِّرِّير! + مُستَحيل! + هل قاضي كُلِّ الأرضِ لا يَتَصَرَّفُ بِعَدل؟!». + ٢٦ فأجابَ يَهْوَه: «إذا وَجَدتُ ٥٠ شَخصًا صالِحًا في سَدُوم، أُسامِحُ كُلَّ سُكَّانِ المَدينَةِ مِن أجْلِهِم». ٢٧ فقالَ إبْرَاهِيم: «لقد تَجَرَّأتُ وتَكَلَّمتُ مع يَهْوَه مع أنِّي تُرابٌ ورَماد. ٢٨ ولكنْ لِنَفرِضْ أنَّ الـ ٥٠ الصَّالِحينَ نَقَصوا خَمسَة. فهل تُدَمِّرُ المَدينَةَ كُلَّها لِأنَّهُم نَقَصوا خَمسَة؟». فأجابَه: «لن أُدَمِّرَها إذا وَجَدتُ فيها ٤٥». +
٢٩ فكَلَّمَهُ إبْرَاهِيم مَرَّةً ثانِيَة وقال: «ماذا لَو كانَ هُناك ٤٠؟». فأجاب: «لن أُدَمِّرَها مِن أجْلِ الـ ٤٠». ٣٠ فقال: «أرْجوكَ يا يَهْوَه لا تَغضَب، + بلِ اسمَحْ لي أن أتَكَلَّم. لِنَفرِضْ أنَّ هُناك ٣٠». فأجاب: «لن أُدَمِّرَها إذا وَجَدتُ فيها ٣٠». ٣١ فقال: «لقد تَجَرَّأتُ وتَكَلَّمتُ مع يَهْوَه، ولكنْ ماذا لَو كانَ هُناك ٢٠؟». فأجاب: «لن أُدَمِّرَها مِن أجْلِ الـ ٢٠». ٣٢ وأخيرًا قال: «أرْجوكَ يا يَهْوَه لا تَغضَب، بلِ اسمَحْ لي أن أتَكَلَّمَ هذِهِ المَرَّةَ بَعد. ماذا لَو كانَ هُناك عَشَرَةٌ فَقَط؟». فقال: «لن أُدَمِّرَها مِن أجْلِ العَشَرَة». ٣٣ وعِندَما انتَهى يَهْوَه مِنَ الكَلامِ مع إبْرَاهِيم، ذَهَبَ مِن هُناك + ورَجَعَ إبْرَاهِيم إلى خَيمَتِه.
١٩ ووَصَلَ المَلاكانِ إلى سَدُوم في المَساء، وكانَ لُوط جالِسًا عِندَ بَوَّابَتِها. فلمَّا رَآهُما، قامَ كَي يُلاقِيَهُما وسَجَدَ أمامَهُما. + ٢ وقال: «أرْجوكُما يا سَيِّدَيَّ، تَفَضَّلا وادخُلا بَيتَ خادِمِكُما. فنَغسِلُ أرجُلَكُما وتُمْضِيانِ اللَّيلَة. وفي الصَّباحِ الباكِرِ تُتابِعانِ رِحلَتَكُما». فقالا: «لا، سنَنامُ في ساحَةِ المَدينَة». ٣ لكنَّهُ أصَرَّ علَيهِما كَثيرًا، فذَهَبا معهُ إلى بَيتِه. وعَمِلَ لهُما وَليمَة، وخَبَزَ خُبزًا * فأكَلا.
٤ وقَبلَ أن يَناما، جاءَ كُلُّ رِجالِ سَدُوم، مِنَ الصَّبِيِّ إلى العَجوز، وتَجَمَّعوا كُلُّهُم حَولَ البَيت. ٥ وصاروا يُنادونَ لُوط ويَقولونَ له: «أينَ الرَّجُلانِ اللَّذانِ أتَيا عِندَكَ اللَّيلَة؟ أَخرِجْهُما إلَينا كَي نُمارِسَ الجِنسَ معهُما». +
٦ فخَرَجَ إلَيهِم لُوط وأغلَقَ البابَ وَراءَه. ٧ وقال: «أرْجوكُم يا إخوَتي، لا تَفعَلوا هذا الشَّرّ. ٨ لَدَيَّ ابْنَتانِ لم يَلمُسْهُما رَجُل. سأُخرِجُهُما إلَيكُم كَي تَفعَلوا بهِما ما تُريدونَه. ولكنْ لا تَفعَلوا شَيئًا لِهذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ لِأنَّهُما في بَيتي وتَحتَ حِمايَتي». *+ ٩ فقالوا: «إبتَعِدْ عن طَريقِنا!». وتابَعوا: «جاءَ هذا الأجنَبِيُّ وَحْدَهُ لِيَعيشَ هُنا، وهوَ الآنَ يَتَجَرَّأُ أن يَتَحَكَّمَ فينا. سنَفعَلُ بكَ أسوَأَ مِمَّا سنَفعَلُ بهِما». وهَجَموا على لُوط * واقتَرَبوا لِيَكسِروا الباب. ١٠ فمَدَّ الرَّجُلانِ أيْدِيَهُما وأدخَلا لُوط إلى البَيتِ وأغلَقا الباب. ١١ ثُمَّ ضَرَبا الرِّجالَ الَّذينَ عِندَ مَدخَلِ البَيتِ بِالعَمى، مِن صَغيرِهِم إلى كَبيرِهِم، ففَتَّشوا عنِ البابِ لكنَّهُم تَعِبوا ولم يَجِدوه.
١٢ وقالَ الرَّجُلانِ لِلُوط: «هل لَدَيكَ أحَدٌ آخَرُ هُنا؟ إذا كانَ عِندَكَ صِهرٌ أوِ ابْنٌ أو بِنتٌ أو أيُّ قَريبٍ آخَرَ في المَدينَة، فأَخرِجْهُ مِن هُنا! ١٣ فنَحنُ سنُدَمِّرُ هذِهِ المَدينَةَ لِأنَّ يَهْوَه سَمِعَ شَكاوى سَيِّئَة جِدًّا * علَيها. + لِذلِك أرسَلَنا يَهْوَه لِنُدَمِّرَها». ١٤ فخَرَجَ لُوط وألَحَّ على صِهرَيْهِ اللَّذَيْنِ سيَتَزَوَّجانِ بِنتَيْه، وقالَ لهُما: «قُوما اخرُجا مِن هُنا لِأنَّ يَهْوَه سيُدَمِّرُ المَدينَة!». لكنَّ صِهرَيْهِ اعتَبَرا ما قالَهُ مَزحَة. +
١٥ وعِندَ طُلوعِ الفَجر، استَعجَلَ المَلاكانِ لُوط وقالا: «قُمْ خُذْ زَوجَتَكَ وابْنَتَيْكَ كَي لا تَموتَ بِسَبَبِ ذَنْبِ المَدينَة!». + ١٦ ولمَّا تَباطَأ، أمسَكَ الرَّجُلانِ بِيَدِهِ ويَدِ زَوجَتِهِ ويَدِ ابْنَتَيْهِ وأخرَجاهُم إلى خارِجِ المَدينَة، لِأنَّ يَهْوَه أشفَقَ + على لُوط. *+ ١٧ وعِندَما أخرَجاهُم إلى ضَواحي المَدينَة، قالَ أحَدُ المَلاكَيْن: «أُهرُبْ لِتُخَلِّصَ حَياتَك! * لا تَنظُرْ إلى الوَراءِ + ولا تَقِفْ في كُلِّ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ! + أُهرُبْ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة كَي لا تَموت!».
١٨ فقالَ لهُما لُوط: «لَيسَ إلى هُناك يا يَهْوَه أرْجوك! ١٩ أنتَ رَضيتَ عن خادِمِكَ وغَمَرتَني بِلُطفِكَ * حينَ أنقَذتَ حَياتي. *+ لكنِّي لا أقدِرُ أن أهرُبَ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة لِأنِّي أخافُ أن تَصِلَ إلَيَّ الكارِثَةُ وأموت. + ٢٠ توجَدُ بَلدَةٌ صَغيرَة قَريبَة يُمكِنُني أن أهرُبَ إلَيها. فهل تَسمَحُ لي مِن فَضلِكَ أن أهرُبَ إلى هُناك؟ إنَّها مُجَرَّدُ بَلدَةٍ صَغيرَة. وهكَذا أبْقى حَيًّا». * ٢١ فقالَ له: «حَسَنًا، سأُكرِمُكَ + مَرَّةً أُخْرى ولن أُدَمِّرَ البَلدَةَ الَّتي ذَكَرتَها. + ٢٢ أَسرِعْ واهرُبْ إلَيها لِأنِّي لا أقدِرُ أن أفعَلَ شَيئًا حتَّى تَصِلَ إلى هُناك!». + لِذلِك سُمِّيَتِ البَلدَة «صُوغَر». *+
٢٣ ومع شُروقِ الشَّمس، وَصَلَ لُوط إلى صُوغَر. ٢٤ فأمطَرَ يَهْوَه كِبريتًا ونارًا على سَدُوم وعَمُورَة؛ مِن عِندِ يَهْوَه، مِنَ السَّماء، نَزَلَ الكِبريتُ والنَّار. + ٢٥ فدَمَّرَ المَدينَتَيْنِ مع كُلِّ مُدُنِ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ وكُلِّ السَّاكِنينَ فيها وكُلِّ النَّباتات. + ٢٦ لكنَّ زَوجَةَ لُوط الَّتي كانَت خَلفَهُ نَظَرَت إلى الوَراء، فصارَت تِمثالًا مِن مِلح. +
٢٧ وقامَ إبْرَاهِيم في الصَّباحِ الباكِرِ وذَهَبَ إلى المَكانِ الَّذي كانَ قد وَقَفَ فيهِ أمامَ يَهْوَه. + ٢٨ وتَطَلَّعَ صَوبَ سَدُوم وعَمُورَة وصَوبَ كُلِّ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ، فرَأى مَنظَرًا مُخيفًا. فقد كانَ يَطلَعُ مِنها دُخانٌ كَثيفٌ مِثلُ دُخانِ نيرانٍ عَظيمَة! *+ ٢٩ وهكَذا عِندَما دَمَّرَ اللّٰهُ مُدُنَ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ، الَّتي كانَ لُوط ساكِنًا فيها، أبْقى إبْرَاهِيم في بالِهِ وأخرَجَ لُوط مِنَ المُدُنِ الَّتي دَمَّرَها. +
٣٠ وخافَ لُوط أن يَعيشَ في صُوغَر، + فصَعِدَ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة + وسَكَنَ في مَغارَةٍ هو وابْنَتاه. ٣١ وفي أحَدِ الأيَّام، قالَتِ الكَبيرَة لِأُختِها الصَّغيرَة: «أبونا صارَ عَجوزًا، ولا يوجَدُ في الأرضِ رَجُلٌ لِيَتَزَوَّجَنا كما يَفعَلُ كُلُّ النَّاس. ٣٢ تَعالَيْ نَسْقي أبانا نَبيذًا ونَنامُ معهُ لِنُحافِظَ على نَسلِه».
٣٣ فسَقَتا أباهُما نَبيذًا في تِلكَ اللَّيلَةِ حتَّى سَكِر. ثُمَّ دَخَلَتِ الكَبيرَة ونامَت مع أبيها، لكنَّهُ لم يَعرِفْ متى نامَت ومتى قامَت. ٣٤ وفي اليَومِ التَّالي، قالَتِ الكَبيرَة لِلصَّغيرَة: «أنا نِمتُ مع أبي البارِحَة. فلْنَسْقِهِ نَبيذًا اللَّيلَةَ أيضًا. ثُمَّ ادخُلي ونامي معهُ لِنُحافِظَ على نَسلِه». ٣٥ فسَقَتا أباهُما الكَثيرَ مِنَ النَّبيذِ في تِلكَ اللَّيلَةِ أيضًا. ثُمَّ دَخَلَتِ الصَّغيرَة ونامَت معه، لكنَّهُ لم يَعرِفْ متى نامَت ومتى قامَت. ٣٦ فحَبِلَتِ ابْنَتا لُوط مِن أبيهِما. ٣٧ ووَلَدَتِ الكَبيرَة ابْنًا وسَمَّتهُ مُوآب. + وهو أبو المُوآبِيِّينَ المَوْجودينَ اليَوم. + ٣٨ والصَّغيرَة أيضًا وَلَدَتِ ابْنًا وسَمَّتهُ بِنْ عَمِّي. وهو أبو العَمُّونِيِّينَ + المَوْجودينَ اليَوم.
٢٠ وانتَقَلَ إبْرَاهِيم مِن هُناك + إلى أرضِ النَّقَب، واستَقَرَّ بَينَ قَادِش + وشُور. + وفيما كانَ ساكِنًا * في جَرَار، + ٢ قالَ مَرَّةً أُخْرى عن زَوجَتِهِ سَارَة إنَّها أُختُه. + فأرسَلَ أَبِيمَالِك، مَلِكُ جَرَار، خُدَّامَهُ وأحضَروا سَارَة إلَيه. + ٣ ثُمَّ أتى اللّٰهُ إلى أَبِيمَالِك في حُلْمٍ بِاللَّيلِ وقالَ له: «ستَموتُ بِسَبَبِ المَرأةِ الَّتي أخَذتَها، + لِأنَّها مُتَزَوِّجَةٌ مِن * رَجُلٍ آخَر». + ٤ إلَّا أنَّ أَبِيمَالِك لم يَكُنْ قدِ اقتَرَبَ مِنها. * فقال: «يا يَهْوَه، هل تَقتُلُ شَعبًا بَريئًا؟ ٥ ألَمْ يَقُلْ هو لي إنَّها أُختُه؟ ألَمْ تَقُلْ هي أيضًا إنَّهُ أخوها؟ كانَ هَدَفي شَريفًا ونِيَّتي صافِيَة». * ٦ فقالَ لهُ اللّٰهُ في الحُلْم: «أعرِفُ أنَّكَ فَعَلتَ ذلِك بِنِيَّةٍ صافِيَة. لِذلِك مَنَعتُكَ أن تُخطِئَ إلَيَّ ولم أدَعْكَ تَلمُسُها. ٧ والآنَ رُدَّ لِلرَّجُلِ زَوجَتَه. فهو نَبِيٌّ + وسَيُصَلِّي مِن أجْلِك، + فتَبْقى حَيًّا. ولكنْ إذا لم تَرُدَّها، فاعرِفْ أنَّكَ ستَموتُ بِالتَّأكيد، أنتَ وكُلُّ مَن لك».
٨ وفي الصَّباحِ الباكِر، استَدْعى أَبِيمَالِك جَميعَ خُدَّامِهِ وأخبَرَهُم بِكُلِّ ما حَدَث، فخافوا جِدًّا. ٩ ثُمَّ استَدْعى أَبِيمَالِك إبْرَاهِيم وقالَ له: «ماذا فَعَلتَ بنا؟ هل أخطَأتُ في حَقِّكَ حتَّى جَلَبتَ علَيَّ وعلى مَملَكَتي هذِهِ الخَطِيَّةَ العَظيمَة؟ ما عَمِلتَهُ بي لَيسَ صَحيحًا». ١٠ وأضاف: «ماذا كانَ في بالِكَ حينَ فَعَلتَ ذلِك؟». + ١١ فأجابَ إبْرَاهِيم: «قُلتُ في نَفْسي: ‹لا شَكَّ أنَّ النَّاسَ في هذا المَكانِ لا يَخافونَ اللّٰه، وسَيَقتُلونَني بِسَبَبِ زَوجَتي›. + ١٢ وفي الحَقيقَة، هي فِعلًا أُختي مِن أبي ولكنْ لَيسَت مِن أُمِّي. وقد صارَت زَوجَتي. + ١٣ لِذلِك لمَّا أرسَلَني اللّٰهُ بَعيدًا عن بَيتِ أبي، + قُلتُ لها: ‹هكَذا تُظهِرينَ أنَّكِ تُحِبِّينَني وأنَّكِ وَلِيَّةٌ * لي: قولي إنِّي أخوكِ في أيِّ مَكانٍ نَذهَبُ إلَيه›». +
١٤ عِندَئِذٍ أخَذَ أَبِيمَالِك غَنَمًا وبَقَرًا وخُدَّامًا وخادِماتٍ وأعْطاها لِإبْرَاهِيم، ورَدَّ لهُ زَوجَتَهُ سَارَة. ١٥ ثُمَّ قال: «أرضي قُدَّامَك، فاسكُنْ أينَما تُريد». ١٦ وقالَ لِسَارَة: «سأُعْطي أخاكِ ٠٠٠,١ قِطعَةٍ مِنَ الفِضَّة. + إنَّها دَليلٌ على بَراءَتِكِ * أمامَ كُلِّ الَّذينَ معكِ وأمامَ الجَميع، فتَكونينَ بِلا لَوم». ١٧ وتَوَسَّلَ إبْرَاهِيم إلى اللّٰه. فشَفى اللّٰهُ أَبِيمَالِك وزَوجَتَهُ وخادِماتِه، فأنجَبْنَ أوْلادًا. ١٨ فيَهْوَه كانَ قد مَنَعَ كُلَّ نِساءِ بَيتِ أَبِيمَالِك مِنَ الإنجابِ * بِسَبَبِ سَارَة زَوجَةِ إبْرَاهِيم. +
٢١ ووَجَّهَ يَهْوَه انتِباهَهُ إلى سَارَة تَمامًا كما قال، ونَفَّذَ لها يَهْوَه ما وَعَدَ به. + ٢ فحَبِلَت سَارَة + ووَلَدَتِ ابْنًا لِإبْرَاهِيم بَعدَما كَبِرَ في العُمر، في الوَقتِ الَّذي حَدَّدَهُ لهُ اللّٰه. + ٣ فسَمَّى إبْرَاهِيم ابْنَهُ الَّذي وَلَدَتهُ لهُ سَارَة إسْحَاق. + ٤ وخَتَنَ إبْرَاهِيم ابْنَهُ إسْحَاق بِعُمرِ ثَمانِيَةِ أيَّام، تَمامًا كما أمَرَهُ اللّٰه. + ٥ وكانَ عُمرُ إبْرَاهِيم ١٠٠ سَنَةٍ حينَ أنجَبَ إسْحَاق. ٦ وقالَت سَارَة: «أعْطاني اللّٰهُ سَبَبًا لِلضِّحْك. وكُلُّ مَن يَسمَعُ عنِ الَّذي حَدَثَ يَضحَكُ معي». * ٧ وتابَعَت: «مَن كانَ يَقولُ إنَّ سَارَة زَوجَةَ إبْرَاهِيم ستُرضِعُ أوْلادًا؟! مع ذلِك، وَلَدتُ لهُ ابْنًا بَعدَما كَبِرَ في العُمر».
٨ وكَبِرَ الوَلَدُ وفَطَمَتهُ أُمُّه. فجَهَّزَ إبْرَاهِيم وَليمَةً كَبيرَة في اليَومِ الَّذي فُطِمَ فيهِ إسْحَاق. ٩ لكنَّ سَارَة لاحَظَت أنَّ ابْنَ هَاجَر + المِصْرِيَّة، الَّذي وَلَدَتهُ لِإبْرَاهِيم، يَسخَرُ مِن إسْحَاق. + ١٠ فقالَت لِإبْرَاهِيم: «أُطرُدْ هذِهِ الخادِمَةَ وابْنَها، لِأنَّ ابْنَ هذِهِ الخادِمَةِ لن يَتَشارَكَ الميراثَ معَ ابْني إسْحَاق!». + ١١ فتَضايَقَ إبْرَاهِيم جِدًّا مِمَّا قالَتهُ عنِ ابْنِه. + ١٢ فقالَ لهُ اللّٰه: «لا تَتَضايَقْ مِن كَلامِ سَارَة عنِ الوَلَدِ وعن خادِمَتِك. إسمَعْ لها * لِأنَّ النَّسلَ الَّذي وَعَدتُكَ بهِ سيَأتي مِن إسْحَاق. + ١٣ وابْنُ الخادِمَةِ + أيضًا سأجعَلُهُ أُمَّةً عَظيمَة + لِأنَّهُ ابْنُك». *
١٤ فقامَ إبْرَاهِيم في الصَّباحِ الباكِرِ وأخَذَ خُبزًا وماءً * وأعْطاهُما لِهَاجَر. ووَضَعَهُما على كِتفِها ثُمَّ أرسَلَها هي والوَلَد. + فغادَرَت ومَشَت في صَحراءِ بِئْر سَبْع + وهي لا تَعرِفُ أينَ تَذهَب. ١٥ وأخيرًا لم يَعُدْ لَدَيها ماء، فتَرَكَتِ الوَلَدَ تَحتَ إحْدى الأشجار. ١٦ ثُمَّ ذَهَبَت وجَلَسَت وَحْدَها على بُعدِ مَسافَةٍ مِنه، * لِأنَّها قالَت: «لا أُريدُ أن أرى ابْني يَموت». وبَدَأَت تَبْكي بِصَوتٍ عالٍ وهي جالِسَةٌ هُناك.
١٧ فسَمِعَ اللّٰهُ صَوتَ الوَلَد. + ونادى مَلاكُ اللّٰهِ هَاجَر مِنَ السَّماءِ وقالَ لها: + «ما بكِ يا هَاجَر؟ لا تَخافي، لِأنَّ اللّٰهَ سَمِعَ صَوتَ ابْنِكِ. ١٨ قومي ساعِديهِ أن يَقِفَ وأَمسِكيهِ جَيِّدًا بِيَدِكِ. فأنا سأجعَلُهُ أُمَّةً عَظيمَة». + ١٩ ثُمَّ فَتَحَ اللّٰهُ عَيْنَيْها فرَأت بِئرَ ماء. فذَهَبَت وأخَذَت ماءً وأعْطَتِ الوَلَدَ لِيَشرَب. ٢٠ وكانَ اللّٰهُ معَ الوَلَدِ + وهو يَكبَر. وعاشَ في الصَّحراءِ وصارَ رامي سِهام. ٢١ واستَقَرَّ في صَحراءِ فَارَان، + وأخَذَت لهُ أُمُّهُ زَوجَةً مِن أرضِ مِصْر.
٢٢ في ذلِكَ الوَقت، قالَ أَبِيمَالِك وقائِدُ جَيشِهِ فِيكُول لِإبْرَاهِيم: «إنَّ اللّٰهَ معكَ في كُلِّ ما تَفعَلُه. + ٢٣ فاحلِفْ لي هُنا بِاللّٰهِ أنَّكَ لن تَغدُرَ بي ولا بِأبنائي ولا بِأبناءِ أبنائي، وأنَّكَ ستَكونُ وَلِيًّا * لي ولِلأرضِ الَّتي أنتَ ساكِنٌ فيها، مِثلَما كُنتُ أنا وَلِيًّا لك». + ٢٤ فقالَ إبْرَاهِيم: «أحلِف».
٢٥ ثُمَّ تَشَكَّى إبْرَاهِيم لِأَبِيمَالِك بِخُصوصِ بِئرِ الماءِ الَّذي أخَذَهُ خُدَّامُ أَبِيمَالِك بِالقُوَّة. + ٢٦ فقالَ أَبِيمَالِك: «لا أعرِفُ مَن فَعَلَ ذلِك. فأنتَ لم تُخبِرْني، وأنا لم أسمَعْ عن ما حَصَلَ إلَّا اليَوم». ٢٧ عِندَئِذٍ، أخَذَ إبْرَاهِيم غَنَمًا وبَقَرًا وأعْطاها لِأَبِيمَالِك، وعَمِلَ الاثنانِ اتِّفاقًا. ٢٨ وفَرَزَ إبْرَاهِيم سَبعَ نَعجاتٍ عنِ القَطيع. ٢٩ فقالَ لهُ أَبِيمَالِك: «لِماذا فَرَزتَ هذِهِ النَّعجاتِ السَّبع؟». ٣٠ فأجابَه: «إقبَلْ مِنِّي النَّعجاتِ السَّبعَ لِتَكونَ عَلامَةً أنِّي حَفَرتُ هذا البِئر». ٣١ لِهذا السَّبَبِ سَمَّى ذلِكَ المَكان «بِئْر سَبْع»، *+ لِأنَّ كِلَيْهِما حَلَفا هُناك. ٣٢ وبَعدَما عَمِلا اتِّفاقًا + عِندَ بِئْر سَبْع، رَجَعَ أَبِيمَالِك وقائِدُ جَيشِهِ فِيكُول إلى أرضِ الفِلِسْطِيِّين. + ٣٣ ثُمَّ زَرَعَ إبْرَاهِيم شَجَرَةَ أَثْلٍ في بِئْر سَبْع، ودَعا هُناك بِاسْمِ يَهْوَه + الإلهِ الأبَدِيّ. + ٣٤ وبَقِيَ إبْرَاهِيم * في أرضِ الفِلِسْطِيِّينَ فَترَةً طَويلَة. *+
٢٢ بَعدَ ذلِك، امتَحَنَ اللّٰهُ إبْرَاهِيم + وقالَ له: «إبْرَاهِيم!»، فأجاب: «نَعَم يا رَبّ». ٢ فقالَ له: «مِن فَضلِكَ خُذْ إسْحَاق، + ابْنَكَ وَحيدَكَ الَّذي تُحِبُّهُ كَثيرًا، + واذهَبْ إلى أرضِ المُرَيَّا + وقَدِّمْهُ هُناك ذَبيحَةً * على الجَبَلِ الَّذي أُحَدِّدُهُ لك».
٣ فقامَ إبْرَاهِيم في الصَّباحِ الباكِر، وجَهَّزَ حِمارَه، وأخَذَ معهُ اثنَيْنِ مِن خُدَّامِهِ وابْنَهُ إسْحَاق. وقَطَّعَ حَطَبًا لِلذَّبيحَة، ثُمَّ انطَلَقَ إلى المَكانِ الَّذي دَلَّهُ اللّٰهُ علَيه. ٤ وفي اليَومِ الثَّالِث، تَطَلَّعَ إبْرَاهِيم ورَأى المَكانَ مِن بَعيد. ٥ فقالَ لِخادِمَيْه: «إبْقَيا هُنا معَ الحِمار، وأنا وابْني نَذهَبُ إلى هُناك ونُقَدِّمُ العِبادَةَ ثُمَّ نَعودُ إلَيكُما».
٦ فأخَذَ إبْرَاهِيم الحَطَبَ لِلذَّبيحَةِ ووَضَعَهُ على كِتفِ ابْنِهِ إسْحَاق. وأخَذَ هوَ النَّارَ والسِّكِّين، ومَشى الاثنانِ معًا. ٧ وقالَ إسْحَاق لِأبيهِ إبْرَاهِيم: «أبي!». فأجاب: «نَعَم يا ابْني». فقال: «معنا النَّارُ والحَطَب، ولكنْ أينَ الخَروفُ لِلذَّبيحَة؟». ٨ فقالَ إبْرَاهِيم: «اللّٰهُ سيُدَبِّرُ الخَروفَ لِلذَّبيحَةِ + يا ابْني». ثُمَّ تابَعا طَريقَهُما معًا.
٩ وأخيرًا وَصَلا إلى المَكانِ الَّذي حَدَّدَهُ اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم. فبَنى إبْرَاهِيم مَذبَحًا هُناك ورَتَّبَ الحَطَبَ علَيه. ورَبَطَ يَدَيْ ورِجلَيِ ابْنِهِ إسْحَاق ووَضَعَهُ على المَذبَحِ فَوقَ الحَطَب. + ١٠ ثُمَّ مَدَّ إبْرَاهِيم يَدَهُ وأخَذَ السِّكِّينَ لِيَذبَحَ ابْنَه. + ١١ لكنَّ مَلاكَ يَهْوَه ناداهُ مِن السَّماءِ وقال: «إبْرَاهِيم، إبْرَاهِيم!»، فأجابَه: «نَعَم!». ١٢ فقال: «لا تَمُدَّ يَدَكَ إلى الوَلَدِ ولا تَفعَلْ بهِ شَيئًا أبَدًا. فأنا الآنَ عَرَفتُ أنَّ لَدَيكَ خَوفَ اللّٰه، لِأنَّكَ لم تَبخَلْ علَيَّ بِابْنِكَ الوَحيد». + ١٣ عِندَئِذٍ، تَطَلَّعَ إبْرَاهِيم ورَأى أمامَهُ خَروفًا عالِقًا بِقَرنَيْهِ بَينَ الشَّجَر. فذَهَبَ وأخَذَ الخَروفَ وقَدَّمَهُ ذَبيحَةً بَدَلَ ابْنِه. ١٤ وسَمَّى إبْرَاهِيم ذلِكَ المَكان «يَهْوَه يِرْأَه». * لِذلِك لا يَزالُ يُقالُ إلى اليَوم: «في جَبَلِ يَهْوَه، هو يُدَبِّر». +
١٥ ونادى مَلاكُ يَهْوَه إبْرَاهِيم مَرَّةً ثانِيَة مِن السَّماء، ١٦ وقال: «‹أحلِفُ بِنَفْسي›، يَقولُ يَهْوَه، + ‹لِأنَّكَ فَعَلتَ ذلِك ولم تَبخَلْ علَيَّ بِابْنِكَ الوَحيد، + ١٧ سأُبارِكُكَ بِالتَّأكيدِ وأُكَثِّرُ نَسلَكَ * مِثلَ نُجومِ السَّماءِ ومِثلَ الرَّملِ الَّذي على شاطِئِ البَحر، + ويَمتَلِكُ نَسلُكَ مُدُنَ * أعدائِه. + ١٨ وتَتَبارَكُ بِواسِطَةِ نَسلِكَ + كُلُّ أُمَمِ الأرضِ لِأنَّكَ سَمِعتَ كَلامي›». +
١٩ ثُمَّ رَجَعَ إبْرَاهِيم إلى خادِمَيْهِ وعادوا معًا إلى بِئْر سَبْع. + وظَلَّ إبْرَاهِيم ساكِنًا هُناك.
٢٠ بَعدَ هذِهِ الأحداث، وَصَلَ لِإبْرَاهِيم خَبَرٌ يَقول: «مِلْكَة أيضًا أنجَبَت أبناءً لِأخيكَ نَاحُور: + ٢١ البِكرُ هو عُوص، والثَّاني بُوز، ثُمَّ قَمُوئِيل (أبو أَرَام) ٢٢ وكَاسَد وحَزُو وفِلْدَاش ويِدْلَاف وبَتُوئِيل». + ٢٣ ووَلَدَ بَتُوئِيل رِفْقَة. + هؤُلاءِ الثَّمانِيَة وَلَدَتهُم مِلْكَة لِنَاحُور أخي إبْرَاهِيم. ٢٤ والخادِمَةُ الَّتي تَزَوَّجَها نَاحُور، واسْمُها رَؤُومَة، * وَلَدَت هي أيضًا أبناءً هُم طَابَح وجَاحَم وتَاحَش ومَعْكَة.
٢٣ وعاشَت سَارَة ١٢٧ سَنَة. + ٢ وماتَت في قِرْيَة أَرْبَع، + أي حَبْرُون، + في أرضِ كَنْعَان. + وظَلَّ إبْرَاهِيم يَندُبُ سَارَة ويَبْكي علَيها. ٣ ثُمَّ قامَ إبْرَاهِيم مِن أمامِ زَوجَتِهِ المَيِّتَة وذَهَبَ لِيُكَلِّمَ الحِثِّيِّينَ + قائِلًا: ٤ «أنا أجنَبِيٌّ ومُهاجِرٌ * بَينَكُم. + دَعوني أمتَلِكُ قِطعَةَ أرضٍ عِندَكُم لِتَكونَ مَدفِنًا أدفِنُ فيهِ زَوجَتي». ٥ فأجابَهُ الحِثِّيُّون: ٦ «إسمَعْنا يا سَيِّدي. أنتَ بَينَنا زَعيمٌ مِنَ اللّٰه. *+ فادفِنْ زَوجَتَكَ في أفضَلِ قُبورِنا. لا أحَدَ مِنَّا سيَبخَلُ علَيكَ بِقَبرِهِ لِتَدفِنَها فيه».
٧ فقامَ إبْرَاهِيم وانحَنى احتِرامًا لِلحِثِّيِّين، + سُكَّانِ تِلكَ الأرض. ٨ وقالَ لهُم: «إذا وافَقتُم أن أدفِنَ زَوجَتي هُنا، فاسمَعوني. أُطلُبوا مِن عَفْرُون بْنِ صُوحَر ٩ أن يَبيعَني مَغارَةَ المَكْفِيلَة الَّتي يَملِكُها، تِلكَ الَّتي في طَرَفِ حَقلِه. سأدفَعُ ثَمَنَها كامِلًا + أمامَكُم كَي تَصيرَ مَدفِنًا خاصًّا بي». +
١٠ وكانَ عَفْرُون الحِثِّيُّ جالِسًا بَينَهُم. فقالَ لِإبْرَاهِيم على مَسمَعِهِم ومَسمَعِ كُلِّ الَّذينَ اجتَمَعوا عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَة: + ١١ «لا يا سَيِّدي! إسمَعْني. سأُعْطيكَ الحَقلَ والمَغارَةَ الَّتي فيه. أمامَ أبناءِ شَعبي سأُعْطيهِما لك. فادفِنْ زَوجَتَك». ١٢ عِندَئِذٍ انحَنى إبْرَاهِيم أمامَ سُكَّانِ تِلكَ الأرض، ١٣ وقالَ لِعَفْرُون على مَسمَعِهِم: «مِن فَضلِكَ اسمَعْني. سأدفَعُ لكَ ثَمَنَ الحَقلِ كامِلًا. فاقبَلْهُ مِنِّي لِأدفِنَ زَوجَتي هُناك».
١٤ فأجابَهُ عَفْرُون: ١٥ «إسمَعْني يا سَيِّدي. هذِهِ الأرضُ تُساوي ٤٠٠ شاقِلٍ * مِنَ الفِضَّة، مَبلَغًا لَيسَ لهُ قيمَةٌ بَيني وبَينَك. فادفِنْ زَوجَتَك». ١٦ فلمَّا سَمِعَ إبْرَاهِيم ما قالَهُ عَفْرُون، وَزَنَ لهُ المَبلَغَ الَّذي ذَكَرَهُ على مَسمَعِ الحِثِّيِّين، ٤٠٠ شاقِلٍ * مِنَ الفِضَّة، بِحَسَبِ الوَزنِ الَّذي يَقبَلُهُ التُّجَّار. + ١٧ وهكَذا، ثَبَتَ أنَّ حَقلَ عَفْرُون الَّذي في المَكْفِيلَة قُربَ مَمْرَا، والمَغارَةَ الَّتي فيه، وكُلَّ الأشجارِ ضِمنَ حُدودِه، ١٨ قد أصبَحَت مِلْكًا لِإبْرَاهِيم حينَ اشتَراها أمامَ الحِثِّيِّينَ وأمامَ كُلِّ الَّذينَ اجتَمَعوا عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَة. ١٩ بَعدَ ذلِك، دَفَنَ إبْرَاهِيم زَوجَتَهُ سَارَة في المَغارَةِ الَّتي في حَقلِ المَكْفِيلَة قُربَ مَمْرَا، أي حَبْرُون، في أرضِ كَنْعَان. ٢٠ وهكَذا امتَلَكَ إبْرَاهِيم مِنَ الحِثِّيِّينَ الحَقلَ والمَغارَةَ الَّتي فيهِ لِيَكونا مَدفِنًا خاصًّا به. +
٢٤ وكَبِرَ إبْرَاهِيم وصارَ عَجوزًا، وكانَ يَهْوَه قد بارَكَهُ في كُلِّ شَيء. + ٢ وفي أحَدِ الأيَّام، قالَ إبْرَاهِيم لِأكبَرِ خادِمٍ في بَيتِه، المُشرِفِ على كُلِّ ما عِندَه: + «مِن فَضلِك، ضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخْذي. ٣ واحلِفْ بِيَهْوَه، إلهِ السَّماءِ وإلهِ الأرض، أنَّكَ لن تَأخُذَ لِابْني زَوجَةً مِن بَناتِ الكَنْعَانِيِّينَ الَّذينَ أنا ساكِنٌ بَينَهُم. + ٤ بلِ اذهَبْ إلى بَلَدي وأقرِبائي، + وأَحضِرْ زَوجَةً لِابْني إسْحَاق».
٥ فقالَ لهُ الخادِم: «ماذا لَو لم تَقبَلِ المَرأةُ أن تَأتِيَ معي إلى هذِهِ الأرض؟ هل أرُدُّ ابْنَكَ إلى الأرضِ الَّتي جِئتَ مِنها؟». + ٦ فقالَ لهُ إبْرَاهِيم: «إيَّاكَ أن تَأخُذَ ابْني إلى هُناك. + ٧ فيَهْوَه إلهُ السَّماء، الَّذي أخَذَني من بَيتِ أبي ومِن أرضِ أقرِبائي، + والَّذي كَلَّمَني وحَلَفَ لي + قائِلًا: ‹سأُعْطي هذِهِ الأرضَ + لِنَسلِك›، + هو سيُرسِلُ مَلاكَهُ قُدَّامَك، + وسَتَجِدُ هُناك بِالتَّأكيدِ زَوجَةً لِابْني. + ٨ أمَّا إذا لم تَقبَلِ المَرأةُ أن تَأتِيَ معك، فأنتَ حُرٌّ مِنَ الحَلْفِ الَّذي حَلَفتَهُ لي. ولكنْ لا تَأخُذِ ابْني إلى هُناك». ٩ فوَضَعَ الخادِمُ يَدَهُ تَحتَ فَخْذِ سَيِّدِهِ إبْرَاهِيم، وحَلَفَ لهُ أن يَفعَلَ ما طَلَبَهُ مِنه. +
١٠ فأخَذَ الخادِمُ عَشَرَةً مِن جِمالِ سَيِّدِه، وغادَرَ حامِلًا معهُ كُلَّ أنواعِ الهَدايا الثَّمينَة مِن سَيِّدِه. واتَّجَهَ إلى مَدينَةِ نَاحُور في بِلادِ ما بَينَ النَّهرَيْن. ١١ وعِندَما وَصَلَ إلى بِئرِ ماءٍ خارِجَ المَدينَة، أجلَسَ الجِمالَ لِتَستَريح. وكانَ ذلِك في المَساءِ وَقتَ خُروجِ النِّساءِ لِيَأخُذْنَ ماءً مِنَ البِئر. ١٢ فقالَ الخادِم: «يا يَهْوَه إلهَ سَيِّدي إبْرَاهِيم، أرْجوكَ وَفِّقْني اليَومَ وأَظهِرْ وَلاءَكَ * لِسَيِّدي. ١٣ أنا واقِفٌ عِندَ النَّبع، وبَناتُ المَدينَةِ آتِياتٌ لِيَأخُذْنَ ماء. ١٤ فالصَّبِيَّةُ الَّتي أقولُ لها: ‹مِن فَضلِكِ أَنزِلي جَرَّتَكِ لِأشرَب›، فتُجيبُني: ‹إشرَب، وأنا أسْقي جِمالَكَ أيضًا›، تَكونُ هيَ الَّتي اختَرتَها لِخادِمِكَ إسْحَاق. هكَذا أعرِفُ أنَّكَ أظهَرتَ وَلاءَكَ * لِسَيِّدي».
١٥ وقَبلَ أن يَنتَهِيَ مِنَ الكَلام، جاءَت رِفْقَة وجَرَّتُها على كِتفِها. وهي بِنتُ بَتُوئِيل + بْنِ مِلْكَة، + زَوجَةِ نَاحُور + أخي إبْرَاهِيم. ١٦ وكانَتِ الصَّبِيَّةُ جَميلَةً جِدًّا، عَذراءَ لم يَلمُسْها رَجُل. فنَزَلَت إلى النَّبعِ ومَلَأَت جَرَّتَها وطَلَعَت. ١٧ فرَكَضَ الخادِمُ فَوْرًا كَي يُلاقِيَها وقال: «مِن فَضلِكِ، اسْقيني شُربَةَ ماءٍ مِن جَرَّتِكِ». ١٨ فقالَت: «إشرَبْ يا سَيِّدي». وأنزَلَت جَرَّتَها عن كِتفِها بِسُرعَةٍ وأعْطَتهُ لِيَشرَب. ١٩ وبَعدَما شَرِبَ قالَت: «سأجلُبُ ماءً لِجِمالِكَ أيضًا وأسْقيها إلى أن تَرتَوي». ٢٠ فأفرَغَت جَرَّتَها بِسُرعَةٍ في الحَوضِ الَّذي تَشرَبُ مِنهُ الحَيَوانات. ورَكَضَت مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ إلى البِئرِ كَي تَجلُبَ ماءً لِكُلِّ جِمالِه. ٢١ وطَوالَ الوَقت، بَقِيَ الرَّجُلُ يُراقِبُها بِصَمتٍ واندِهاشٍ وهو يَتَساءَلُ هل وَفَّقَهُ يَهْوَه في رِحلَتِه.
٢٢ ولمَّا انتَهَتِ الجِمالُ مِنَ الشُّرب، أعْطى الرَّجُلُ لِرِفْقَة حَلقَةً ذَهَبِيَّة لِلأنفِ وَزنُها نِصفُ شاقِل، * وإسْوارَتَيْنِ مِن ذَهَبٍ وَزنُهُما عَشَرَةُ شَواقِل، * ٢٣ وسَألَها: «أَخبِريني مِن فَضلِكِ، بِنتُ مَن أنتِ؟ هل في بَيتِ أبيكِ مَكانٌ نَقْضي فيهِ اللَّيلَة؟». ٢٤ فأجابَته: «أنا بِنتُ بَتُوئِيل + بْنِ مِلْكَة ونَاحُور». + ٢٥ وتابَعَت: «عِندَنا تِبْنٌ وعَلَفٌ كَثير، ومَكانٌ لِلنَّومِ أيضًا». ٢٦ فرَكَعَ الرَّجُلُ وسَجَدَ لِيَهْوَه ٢٧ وقال: «لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه إلهُ سَيِّدي إبْرَاهِيم، لِأنَّهُ لم يَتَوَقَّفْ عن إظهارِ مَحَبَّتِهِ ووَلائِهِ لِسَيِّدي. فيَهْوَه دَلَّني على بَيتِ إخوَةِ سَيِّدي».
٢٨ فرَكَضَت رِفْقَة لِتُخبِرَ أُمَّها وعائِلَتَها بِما حَصَل. ٢٩ وكانَ لِرِفْقَة أخٌ اسْمُهُ لَابَان. + فرَكَضَ لَابَان إلى الرَّجُلِ الَّذي كانَ عِندَ النَّبعِ خارِجَ المَدينَة. ٣٠ فهو رَأى حَلقَةَ الأنفِ والإسْوارَتَيْنِ في يَدَيْ أُختِهِ رِفْقَة، وسَمِعَها تُخبِرُ ما قالَهُ لها الرَّجُل. فذَهَبَ لِلِقاءِ الرَّجُلِ الَّذي كانَ لا يَزالُ واقِفًا بِجانِبِ الجِمالِ عِندَ النَّبع. ٣١ وقالَ له: «تَفَضَّلْ أيُّها الرَّجُلُ الَّذي بارَكَهُ يَهْوَه. لِماذا تَقِفُ خارِجًا؟ لقد جَهَّزتُ البَيتَ ومَكانًا لِلجِمَال». ٣٢ فدَخَلَ الرَّجُلُ إلى البَيت. وأنزَلَ هوَ * الحُمولَةَ عنِ الجِمالِ وأعْطاها تِبْنًا وعَلَفًا، وأحضَرَ ماءً لِغَسلِ رِجلَيْهِ وأرجُلِ الَّذينَ معه. ٣٣ ولكنْ عِندَما وُضِعَ الطَّعامُ قُدَّامَ الرَّجُل، قال: «لن آكُلَ قَبلَ أن أقولَ ما عِندي». فقالَ لهُ لَابَان: «تَكَلَّم!».
٣٤ فقال: «أنا خادِمُ إبْرَاهِيم. + ٣٥ ويَهْوَه بارَكَ سَيِّدي كَثيرًا وجَعَلَهُ غَنِيًّا جِدًّا. فقد أعْطاهُ غَنَمًا وبَقَرًا وفِضَّةً وذَهَبًا وجِمالًا وحَميرًا وخُدَّامًا وخادِمات. + ٣٦ كما أنَّ سَارَة زَوجَةَ سَيِّدي وَلَدَت لهُ ابْنًا بَعدَ أن صارَت مُسِنَّة. + وسَيُعْطيهِ سَيِّدي كُلَّ ما يَملِك. + ٣٧ وقد حَلَّفَني سَيِّدي قائِلًا: ‹لا تَأخُذْ لِابْني زَوجَةً مِن بَناتِ الكَنْعَانِيِّينَ الَّذينَ أنا ساكِنٌ في أرضِهِم. + ٣٨ بلِ اذهَبْ إلى عائِلَةِ أبي وإلى عَشيرَتي + وخُذْ زَوجَةً لِابْني›. + ٣٩ فقُلتُ لِسَيِّدي: ‹ماذا لَو لم تَقبَلِ المَرأةُ أن تَأتِيَ معي؟›. + ٤٠ فقالَ لي: ‹يَهْوَه، الإلهُ الَّذي أخدُمُه، *+ سيُرسِلُ مَلاكَهُ + معكَ ويُوَفِّقُكَ بِالتَّأكيدِ في رِحلَتِك، فتَأخُذُ زَوجَةً لِابْني مِن عَشيرَتي ومِن عائِلَةِ أبي. + ٤١ وفي حالِ ذَهَبتَ إلى عَشيرَتي ولم يُعْطوكَ إيَّاها، فعِندَئِذٍ تَتَحَرَّرُ مِن حَلْفِكَ لي ولا تَعودُ مُلزَمًا به›. +
٤٢ «وعِندَما جِئتُ اليَومَ إلى النَّبع، قُلت: ‹يا يَهْوَه إلهَ سَيِّدي إبْرَاهِيم، إذا كُنتَ ستُوَفِّقُني في رِحلَتي، فلْتَحصُلِ الأُمورُ هكَذا. ٤٣ أنا واقِفٌ عِندَ النَّبع. وعِندَما تَأتي صَبِيَّةٌ + لِتَأخُذَ ماء، سأقولُ لها: «مِن فَضلِكِ، اسْقيني شُربَةَ ماءٍ مِن جَرَّتِكِ»، ٤٤ فإذا قالَت لي: «إشرَب، وأنا أجلُبُ ماءً لِجِمالِكَ أيضًا»، تَكونُ هيَ الَّتي اختَرتَها يا يَهْوَه لِابْنِ سَيِّدي›. +
٤٥ «وقَبلَ أن أنتَهِيَ مِنَ الكَلامِ في قَلبي، أتَت رِفْقَة وجَرَّتُها على كِتفِها. فنَزَلَت إلى النَّبعِ وجَلَبَت ماء. فقُلتُ لها: ‹مِن فَضلِكِ، اسْقيني›. + ٤٦ فأنزَلَت جَرَّتَها عن كِتفِها بِسُرعَةٍ وقالَت: ‹إشرَب، + وأنا أسْقي جِمالَكَ أيضًا›. فأعْطَتني لِأشرَبَ وسَقَتِ الجِمالَ أيضًا. ٤٧ فسَألتُها: ‹بِنتُ مَن أنتِ؟›. أجابَت: ‹بِنتُ بَتُوئِيل بْنِ نَاحُور ومِلْكَة›. فوَضَعتُ الحَلقَةَ في أنفِها والإسْوارَتَيْنِ في يَدَيْها. + ٤٨ ورَكَعتُ وسَجَدتُ لِيَهْوَه ومَجَّدتُ يَهْوَه إلهَ سَيِّدي إبْرَاهِيم. + فهوَ الَّذي دَلَّني على الطَّريقِ الصَّحيحِ لِآخُذَ ابْنَةَ أخي سَيِّدي لِابْنِه. ٤٩ والآنَ أَخبِروني إذا كُنتُم تُريدونَ أن تُظهِروا المَحَبَّةَ والوَلاءَ لِسَيِّدي. وإذا لم تُريدوا، فأَخبِروني كَي أذهَبَ إلى مَكانٍ آخَر». *+
٥٠ فأجابَ لَابَان وبَتُوئِيل: «هذا الأمرُ مِن يَهْوَه. لِذلِك لا نَقدِرُ أن نَقولَ لكَ نَعَم أو لا. * ٥١ ها هي رِفْقَة قُدَّامَك. خُذْها واذهَبْ لِتَصيرَ زَوجَةً لِابْنِ سَيِّدِك، مِثلَما قالَ يَهْوَه». ٥٢ فلمَّا سَمِعَ خادِمُ إبْرَاهِيم كَلامَهُم، سَجَدَ لِيَهْوَه. ٥٣ وأخرَجَ مُجَوهَراتٍ فِضِّيَّة وذَهَبِيَّة وثِيابًا وأعْطاها لِرِفْقَة، وأعْطى أيضًا هَدايا ثَمينَة لِأخيها وأُمِّها. ٥٤ ثُمَّ أكَلَ هو والرِّجالُ الَّذينَ معهُ وشَرِبوا، وأمْضَوُا اللَّيلَةَ هُناك.
وعِندَما قاموا في الصَّباح، قال: «إسمَحوا لي أن أرجِعَ إلى سَيِّدي». ٥٥ فقالَ أخوها وأُمُّها: «دَعِ البِنتَ تَبْقى معنا عَشَرَةَ أيَّامٍ على الأقَلّ، وبَعدَ ذلِك تَذهَب». ٥٦ فقالَ لهُم: «لا تُؤَخِّروني، فيَهْوَه وَفَّقَني في رِحلَتي. إسمَحوا لي أن أذهَبَ إلى سَيِّدي». ٥٧ فقالوا: «سنُنادي البِنتَ ونَسألُها». ٥٨ فنادَوْا رِفْقَة وسَألوها: «هل تُريدينَ أن تَذهَبي مع هذا الرَّجُل؟». فأجابَت: «نَعَم، أُريد».
٥٩ فأرسَلوا أُختَهُم رِفْقَة + ومُرَبِّيَتَها *+ وخادِمَ إبْرَاهِيم ورِجالَه. ٦٠ وبارَكوا رِفْقَة وقالوا لها: «يا أُختَنا، صيري أُمًّا لِمَلايين، * ولْيَمتَلِكْ نَسلُكِ مُدُنَ * أعدائِه». + ٦١ فقامَت رِفْقَة وخادِماتُها ورَكِبْنَ على الجِمالِ ولَحِقْنَ الرَّجُل. فأخَذَ الخادِمُ رِفْقَة وذَهَب.
٦٢ وكانَ إسْحَاق ساكِنًا في أرضِ النَّقَب. + وفي أحَدِ الأيَّام، بَعدَ أن رَجَعَ مِن طَريقِ بِئْر لَحَي رُئِي، + ٦٣ خَرَجَ إلى الحَقلِ عِندَ غُروبِ الشَّمسِ لِيَتَأمَّل. + فرَفَعَ عَيْنَيْهِ ورَأى جِمالًا آتِيَة. ٦٤ ولمَّا رَفَعَت رِفْقَة عَيْنَيْها، رَأت إسْحَاق ونَزَلَت بِسُرعَةٍ عنِ الجَمَل. ٦٥ وسَألَتِ الخادِم: «مَن هذا الرَّجُلُ الماشي في الحَقلِ لِيُلاقِيَنا؟». فأجابَ الخادِم: «هذا سَيِّدي». فأخَذَتِ الحِجابَ وتَغَطَّت. ٦٦ وأخبَرَ الخادِمُ إسْحَاق بِكُلِّ ما فَعَلَه. ٦٧ بَعدَ ذلِك، أدخَلَ إسْحَاق رِفْقَة إلى خَيمَةِ أُمِّهِ سَارَة. + وهكَذا صارَت زَوجَتَه. وأحَبَّها إسْحَاق كَثيرًا، + وتَعَزَّى بَعدَ خَسارَةِ أُمِّه. +
٢٥ وتَزَوَّجَ إبْرَاهِيم مَرَّةً أُخْرى امرَأةً اسْمُها قَطُّورَة. ٢ فوَلَدَت لهُ زِمْرَان ويَقْشَان ومَدَان ومِدْيَان + ويِشْبَاق وشُوح. +
٣ ويَقْشَان وَلَدَ سَبَأ ودَدَان.
وأبناءُ دَدَان هُم أَشُورِيم ولَطُوشِيم ولَؤُمِّيم.
٤ وأبناءُ مِدْيَان هُم عِيفَة وعِفْر وحَنُوك وأَبِيدَاع وأَلْدَعَة.
جَميعُ هؤُلاء أتَوْا مِن قَطُّورَة.
٥ وأعْطى إبْرَاهِيم كُلَّ ما يَملِكُهُ لِإسْحَاق. + ٦ أمَّا أبناؤُهُ مِنَ الزَّوجَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ * فأعْطاهُم هَدايا. ثُمَّ أرسَلَهُم، وهو لا يَزالُ حَيًّا، إلى بِلادِ الشَّرقِ بَعيدًا عنِ ابْنِهِ إسْحَاق. + ٧ وعاشَ إبْرَاهِيم ١٧٥ سَنَة. ٨ ثُمَّ تَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخير، وماتَ بِعُمرٍ كَبيرٍ بَعدَ أن عاشَ حَياةً طَويلَة وسَعيدَة، وانضَمَّ إلى آبائِه. * ٩ فدَفَنَهُ ابْناهُ إسْحَاق وإسْمَاعِيل في مَغارَةِ المَكْفِيلَة في حَقلِ عَفْرُون بْنِ صُوحَر الحِثِّيِّ قُربَ مَمْرَا، + ١٠ وهوَ الحَقلُ الَّذي اشتَراهُ إبْرَاهِيم مِنَ الحِثِّيِّين. هُناكَ اندَفَنَ إبْرَاهِيم مع زَوجَتِهِ سَارَة. + ١١ وبَعدَ مَوتِ إبْرَاهِيم، استَمَرَّ اللّٰهُ يُبارِكُ ابْنَهُ إسْحَاق. + وسَكَنَ إسْحَاق قُربَ بِئْر لَحَي رُئِي. +
١٢ هذا تاريخُ إسْمَاعِيل + بْنِ إبْرَاهِيم الَّذي وَلَدَتهُ هَاجَر + المِصْرِيَّة خادِمَةُ سَارَة.
١٣ هذِه أسماءُ أبناءِ إسْمَاعِيل وأسماءُ العَشائِرِ الَّتي أتَت مِنهُم: نَبَايُوت + ابْنُهُ البِكر، وقِيدَار + وأَدَبْئِيل ومِبْسَام + ١٤ ومِشْمَاع ودُومَة ومَسَّا ١٥ وحَدَد وتَيْمَا ويَطُور ونَافِيش وقِدْمَة. ١٦ هؤُلاء هُم أبناءُ إسْمَاعِيل الَّذينَ صاروا ١٢ زَعيمًا لِعَشائِرِهِم. + وقد سُمِّيَت بِأسمائِهِم أماكِنُ سَكَنِهِم ومُخَيَّماتُهُم. * ١٧ وعاشَ إسْمَاعِيل ١٣٧ سَنَة. ثُمَّ تَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخيرَ وماتَ وانضَمَّ إلى آبائِه. * ١٨ وسَكَنَ نَسلُهُ بَدْءًا مِن حَوِيلَة + قُربَ شُور، + الَّتي بِجانِبِ مِصْر، وُصولًا إلى أَشُور. واستَقَرُّوا قُربَ جَميعِ إخوَتِهِم. *+
١٩ وهذِه قِصَّةُ إسْحَاق بْنِ إبْرَاهِيم. +
إبْرَاهِيم وَلَدَ إسْحَاق. ٢٠ وكانَ عُمرُ إسْحَاق ٤٠ سَنَةً حينَ تَزَوَّجَ رِفْقَة، وهي بِنتُ بَتُوئِيل + الأَرَامِيِّ مِن مِنطَقَةِ فَدَّان أَرَام وأُختُ لَابَان الأَرَامِيّ. ٢١ وظَلَّ إسْحَاق يَتَرَجَّى يَهْوَه مِن أجْلِ زَوجَتِهِ لِأنَّها لم تَكُنْ تُنجِبُ أوْلادًا. فاستَجابَ لهُ يَهْوَه وحَبِلَت زَوجَتُهُ رِفْقَة. ٢٢ وتَصارَعَ الوَلَدانِ في رَحِمِها، + فقالَت: «إذا كُنتُ سأُعاني هكَذا، فما النَّفعُ مِن حَياتي؟». وسَألَت يَهْوَه لِماذا يَحدُثُ ذلِك. ٢٣ فقالَ لها يَهْوَه: «توجَدُ أُمَّتانِ في رَحِمِكِ، + والشَّعبانِ اللَّذانِ يَخرُجانِ مِنكِ سيَفتَرِقان. + ويَكونُ شَعبٌ أقْوى مِنَ الآخَر، + والكَبيرُ سيَخدُمُ الصَّغير». +
٢٤ ولمَّا أتى الوَقتُ لِتَلِد، تَبَيَّنَ أنَّ في رَحِمِها تَوْأمًا. ٢٥ فخَرَجَ الأوَّلُ أحمَرَ كُلُّهُ وجِسمُهُ مُغَطًّى بِشَعرٍ كَثير، + فسَمَّوْهُ عِيسُو. *+ ٢٦ بَعدَ ذلِك خَرَجَ أخوهُ ويَدُهُ تُمسِكُ بِكَعْبِ رِجلِ عِيسُو، + فسُمِّيَ يَعْقُوب. *+ وكانَ عُمرُ إسْحَاق ٦٠ سَنَةً حينَ وَلَدَتهُما رِفْقَة.
٢٧ وكَبِرَ الصَّبِيَّان، فصارَ عِيسُو صَيَّادًا ماهِرًا + وكانَ يُحِبُّ البَقاءَ في الحُقول. أمَّا يَعْقُوب فسَكَنَ في الخِيام، + وكانَ إنسانًا بِلا لَوم. ٢٨ وأحَبَّ إسْحَاق عِيسُو لِأنَّهُ أحَبَّ ما كانَ يَصطادُهُ له، أمَّا رِفْقَة فأحَبَّت يَعْقُوب. + ٢٩ وفي إحْدى المَرَّات، كانَ يَعْقُوب يُحَضِّرُ طَبيخًا عِندَما رَجَعَ عِيسُو مِنَ الحَقلِ مُرهَقًا. ٣٠ فقالَ عِيسُو لِيَعْقُوب: «أرْجوك، أعْطِني بِسُرعَةٍ القَليلَ مِن طَبيخِكَ الأحمَرِ هذا. * فأنا مُرهَقٌ وجائِعٌ جِدًّا!». لِذلِك سُمِّيَ أَدُوم. *+ ٣١ فقالَ لهُ يَعْقُوب: «بِعْني أوَّلًا حُقوقَ الابْنِ البِكر». + ٣٢ فقالَ عِيسُو: «سأموتُ مِنَ الجوع، فماذا تَنفَعُني حُقوقي هذِه؟». ٣٣ فقالَ يَعْقُوب: «إحلِفْ لي أوَّلًا!». فحَلَفَ لهُ عِيسُو وباعَهُ حُقوقَه. + ٣٤ عِندَئِذٍ أعْطى يَعْقُوب لِعِيسُو خُبزًا وطَبيخًا مِنَ العَدَس. فأكَلَ وشَرِبَ ثُمَّ قامَ وذَهَب. وهكَذا استَخَفَّ عِيسُو بِحُقوقِ الابْنِ البِكر.
٢٦ وحَدَثَت في الأرضِ مَجاعَةٌ غَيرُ المَجاعَةِ الأُولى الَّتي حَدَثَت في أيَّامِ إبْرَاهِيم. + فذَهَبَ إسْحَاق إلى جَرَار، إلى أَبِيمَالِك مَلِكِ الفِلِسْطِيِّين. ٢ وظَهَرَ يَهْوَه لِإسْحَاق وقال: «لا تَنزِلْ إلى مِصْر. أُسكُنْ في الأرضِ الَّتي أُحَدِّدُها لك. ٣ أُسكُنْ كأجنَبِيٍّ في هذِهِ الأرض، + وأنا سأظَلُّ معكَ وأُبارِكُك. فسَأُعْطي كُلَّ هذِهِ الأراضي لكَ ولِنَسلِك، + وسَأُنَفِّذُ ما حَلَفتُ بهِ لِأبيكَ إبْرَاهِيم + حينَ قُلتُ له: ٤ ‹سأُكَثِّرُّ نَسلَكَ مِثلَ نُجومِ السَّماء، + وأُعْطي نَسلَكَ كُلَّ هذِهِ الأراضي، + وتَتَبارَكُ بِواسِطَةِ نَسلِكَ جَميعُ أُمَمِ الأرض›، + ٥ وذلِك لِأنَّ إبْرَاهِيم سَمِعَ كَلامي وأطاعَ مَطالِبي ووَصايايَ وقَوانيني وشَرائِعي». + ٦ فبَقِيَ إسْحَاق ساكِنًا في جَرَار. +
٧ وعِندَما كانَ سُكَّانُ المِنطَقَةِ يَسألونَهُ عن زَوجَتِه، كانَ يُجيب: «إنَّها أُختي». + فقد خافَ أن يُخبِرَهُم أنَّها زَوجَتُه، قائِلًا في نَفْسِه: «قد يَقتُلُني سُكَّانُ المِنطَقَةِ بِسَبَبِ رِفْقَة»، لِأنَّها كانَت جَميلَة. + ٨ وبَعدَ فَترَةٍ مِنَ الوَقت، فيما كانَ أَبِيمَالِك مَلِكُ الفِلِسْطِيِّينَ يَتَطَلَّعُ مِنَ الشُّبَّاك، رَأى إسْحَاق يُغازِلُ * زَوجَتَهُ رِفْقَة. + ٩ فاستَدْعى أَبِيمَالِك إسْحَاق على الفَوْرِ وقالَ له: «إذًا هي زَوجَتُك! لِماذا قُلتَ إنَّها أُختُك؟». فأجابَهُ إسْحَاق: «لِأنِّي خِفتُ أن أموتَ بِسَبَبِها». + ١٠ فقالَ أَبِيمَالِك: «ما هذا الَّذي فَعَلتَهُ بنا؟ + كانَ مُمكِنًا لِأيِّ واحِدٍ مِنَ الشَّعبِ أن يَأخُذَ زَوجَتَك، فنَصيرُ مُذنِبينَ بِسَبَبِك». + ١١ عِندَئِذٍ أمَرَ أَبِيمَالِك كُلَّ الشَّعبِ قائِلًا: «مَن يَلمُسْ هذا الرَّجُلَ وزَوجَتَهُ يُقتَل».
١٢ وبَدَأ إسْحَاق يَزرَعُ في تِلكَ الأرض. فحَصَدَ في تِلكَ السَّنَةِ أكثَرَ مِمَّا زَرَعَهُ بِـ ١٠٠ مَرَّة، لِأنَّ يَهْوَه كانَ يُبارِكُه. + ١٣ فأصبَحَ غَنِيًّا وتَزايَدَت مُمتَلَكاتُهُ أكثَرَ فأكثَرَ حتَّى صارَت لَدَيهِ ثَروَةٌ كَبيرَة جِدًّا. ١٤ وامتَلَكَ قُطعانًا مِنَ الغَنَمِ وقُطعانًا مِنَ البَقَرِ والكَثيرَ مِنَ الخَدَم، + فحَسَدَهُ الفِلِسْطِيُّون.
١٥ لِذلِك، جَلَبَ الفِلِسْطِيُّونَ تُرابًا وطَمُّوا كُلَّ الآبارِ الَّتي كانَ خُدَّامُ أبيهِ إبْرَاهِيم قد حَفَروها. + ١٦ وقالَ أَبِيمَالِك لِإسْحَاق: «إرحَلْ مِن عِندِنا لِأنَّكَ صِرتَ أقْوى مِنَّا بِكَثير». ١٧ فرَحَلَ إسْحَاق وخَيَّمَ في وادي جَرَار + واستَقَرَّ هُناك. ١٨ وحَفَرَ مِن جَديدٍ الآبارَ الَّتي حُفِرَت في أيَّامِ أبيهِ إبْرَاهِيم والَّتي طَمَّها الفِلِسْطِيُّونَ بَعدَ مَوتِه، + وسَمَّاها بِنَفْسِ الأسماءِ الَّتي سَمَّاها بها أبوه. +
١٩ وفيما كانَ خُدَّامُ إسْحَاق يَحفِرونَ في الوادي، وَجَدوا بِئرًا فيهِ مِياهٌ عَذْبَة. ٢٠ فتَشاجَرَ رُعيانُ جَرَار مع رُعيانِ إسْحَاق وقالوا لهُم: «هذا الماءُ لنا!». فسَمَّى إسْحَاق البِئر «عِسِق» * لِأنَّهُم تَشاجَروا معهُ بِخُصوصِه. ٢١ وحَفَرَ خُدَّامُ إسْحَاق بِئرًا آخَر، وتَشاجَروا علَيهِ أيضًا. فسَمَّاه «سِطْنَة». * ٢٢ ثُمَّ انتَقَلَ مِن هُناك وحَفَرَ بِئرًا آخَر، لكنَّهُم لم يَتَشاجَروا علَيه. فسَمَّاه «رَحُوبُوت» * لِأنَّهُ قال: «الآنَ أعْطانا يَهْوَه مَكانًا واسِعًا كَي نَكثُرَ في الأرض». +
٢٣ ثُمَّ صَعِدَ مِن هُناك إلى بِئْر سَبْع. + ٢٤ فظَهَرَ لهُ يَهْوَه في تِلكَ اللَّيلَةِ وقال: «أنا إلهُ أبيكَ إبْرَاهِيم. + لا تَخَفْ + لِأنِّي معك، وسَأُبارِكُكَ وأُكَثِّرُ نَسلَكَ مِن أجْلِ خادِمي إبْرَاهِيم». + ٢٥ فبَنى هُناك مَذبَحًا ودَعا بِاسْمِ يَهْوَه. + وهُناك نَصَبَ خَيمَتَهُ + وحَفَرَ خُدَّامُهُ بِئرًا.
٢٦ لاحِقًا، أتى إلَيهِ مِن جَرَار أَبِيمَالِك ومعهُ مُستَشارُهُ الخاصُّ أَحُزَّات وقائِدُ جَيشِهِ فِيكُول. + ٢٧ فقالَ لهُم إسْحَاق: «لِماذا جِئتُم إلَيَّ؟ ألَمْ تَكرَهوني وتُبعِدوني عن مِنطَقَتِكُم؟». ٢٨ فقالوا: «لقد تَبَيَّنَ لنا أنَّ يَهْوَه معك. + فقُلنا: ‹لِنَحلِفْ واحِدُنا لِلآخَرِ ونَعمَلِ اتِّفاقًا معكَ + ٢٩ أن لا تُؤْذِيَنا، مِثلَما أنَّنا لم نُؤْذِك. فقد فَعَلنا لكَ خَيرًا وأرسَلناكَ بِسَلام. ونَحنُ نَرى أنَّكَ الآنَ مُبارَكٌ مِن يَهْوَه›». ٣٠ فحَضَّرَ لهُم وَليمَة، فأكَلوا وشَرِبوا. ٣١ وقاموا في الصَّباحِ الباكِرِ وحَلَفوا بَعضُهُم لِبَعض. + وبَعدَ أن وَدَّعَهُم إسْحَاق، ذَهَبوا مِن عِندِهِ بِسَلام.
٣٢ في ذلِكَ اليَوم، جاءَ خُدَّامُ إسْحَاق وأخبَروهُ عنِ البِئرِ الَّذي حَفَروه، + وقالوا له: «وَجَدنا ماء!». ٣٣ فسَمَّى البِئر «شِبْعَة». لِذلِكَ اسْمُ المَدينَةِ هو بِئْر سَبْع + إلى هذا اليَوم.
٣٤ ولمَّا كانَ عِيسُو بِعُمرِ ٤٠ سَنَة، تَزَوَّجَ يَهُودِيت بِنتَ بَئِيرِي الحِثِّيِّ وأيضًا بَسْمَة بِنتَ إيلُون الحِثِّيّ. + ٣٥ فسَبَّبَت هاتانِ المَرأتانِ تَعاسَةً شَديدَة * لِإسْحَاق ورِفْقَة. +
٢٧ ولمَّا كَبِرَ إسْحَاق في العُمرِ وضَعُفَ نَظَرُهُ جِدًّا، نادى ابْنَهُ الأكبَرَ عِيسُو + وقالَ له: «يا ابْني!»، فأجابَه: «نَعَم يا أبي». ٢ فقالَ له: «أنا صِرتُ عَجوزًا، ولا أعرِفُ كم سأعيشُ بَعد. ٣ لِذلِك خُذْ قَوْسَكَ وسِهامَكَ واذهَبْ إلى الحَقلِ وتَصَيَّدْ لي. + ٤ ثُمَّ جَهِّزْ لي أكلَةً لَذيذَة أُحِبُّها وأَحضِرْها إلَيَّ لِآكُل، فأُبارِكَكَ * قَبلَ أن أموت».
٥ وكانَت رِفْقَة تَسمَعُ الحَديثَ بَينَ إسْحَاق وعِيسُو. ولمَّا خَرَجَ عِيسُو إلى الحَقلِ كَي يَصطادَ حَيَوانًا ويَجلُبَهُ لِأبيه، + ٦ قالَت رِفْقَة لِابْنِها يَعْقُوب: + «سَمِعتُ أباكَ يَقولُ لِأخيكَ عِيسُو: ٧ ‹تَصَيَّدْ لي وجَهِّزْ أكلَةً لَذيذَة لِآكُل، فأُبارِكَكَ أمامَ يَهْوَه قَبلَ أن أموت›. + ٨ فالآنَ يا ابْني، اسمَعْني جَيِّدًا واعمَلْ ما أُوصيكَ به. + ٩ إذهَبْ إلى القَطيعِ واجلُبْ لي اثنَيْنِ مِن صِغارِ الماعِز، مِن أفضَلِها، كَي أُحَضِّرَ لِأبيكَ أكلَةً لَذيذَة على ذَوقِه. ١٠ ثُمَّ تَأخُذُها إلَيهِ لِيَأكُل، فيُبارِكُكَ قَبلَ أن يَموت».
١١ فقالَ يَعْقُوب لِأُمِّه: «لكنَّ أخي عِيسُو لَدَيهِ شَعرٌ كَثيرٌ في جِسمِه، + أمَّا أنا فلا. ١٢ ماذا لَو لَمَسَني أبي؟ + سيَظُنُّ أنِّي أسخَرُ مِنه، فأجلُبُ على نَفْسي لَعنَةً بَدَلَ البَرَكَة». ١٣ فأجابَتهُ أُمُّه: «لِتَأتِ لَعنَتُكَ علَيَّ أنا يا ابْني. إفعَلْ فَقَط ما أقولُهُ لكَ واذهَبْ وأَحضِرْ لي ما طَلَبتُهُ مِنك». + ١٤ فذَهَبَ وأحضَرَ صَغيرَيِ الماعِزِ لِأُمِّه، فجَهَّزَت أكلَةً لَذيذَة على ذَوقِ أبيه. ١٥ ثُمَّ أخَذَت أفضَلَ ثِيابٍ لِابْنِها الأكبَرِ عِيسُو، الَّتي كانَت عِندَها في البَيت، ولَبَّسَتها لِيَعْقُوب. + ١٦ ووَضَعَت أيضًا جِلدَ الحَيَوانَيْنِ على يَدَيْهِ وعلى الجُزْءِ الأملَسِ مِن رَقَبَتِه. + ١٧ ثُمَّ أعْطَتهُ الطَّعامَ اللَّذيذَ والخُبزَ اللَّذَيْنِ حَضَّرَتهُما. +
١٨ فدَخَلَ يَعْقُوب عِندَ أبيهِ وقال: «يا أبي!»، فقال: «نَعَم يا ابْني، مَن أنت؟». ١٩ فأجابَهُ يَعْقُوب: «أنا ابْنُكَ البِكرُ عِيسُو. + لقد فَعَلتُ ما طَلَبتَهُ مِنِّي. أرْجوك، اجلِسْ وكُلْ مِن صَيدي كَي تُبارِكَني». *+ ٢٠ فقال لهُ إسْحَاق: «كَيفَ تَصَيَّدتَ بِهذِهِ السُّرعَةِ يا ابْني؟». فأجاب: «يَهْوَه إلهُكَ وَفَّقَني». ٢١ فقال إسْحَاق: «إقتَرِبْ كَي ألمُسَكَ يا ابْني، لِأعرِفَ هل أنتَ فِعلًا ابْني عِيسُو أم لا». + ٢٢ فاقتَرَبَ يَعْقُوب مِن أبيهِ إسْحَاق. فلَمَسَهُ إسْحَاق وقال: «الصَّوتُ صَوتُ يَعْقُوب، لكنَّ اليَدَيْنِ يَدَا عِيسُو». + ٢٣ ولم يَعرِفْهُ لِأنَّ يَدَيْهِ كانَتا مَليئَتَيْنِ بِالشَّعرِ مِثلَ يَدَيْ عِيسُو، فبارَكَه. +
٢٤ ثُمَّ سَألَه: «هل أنتَ فِعلًا ابْني عِيسُو؟»، فأجاب: «نَعَم، أنا عِيسُو». ٢٥ فقال: «أعْطِني يا ابْني القَليلَ مِن صَيدِكَ لِآكُل، ثُمَّ أُبارِكُك». * فأعْطاهُ يَعْقُوب الطَّعامَ فأكَل، وأحضَرَ لهُ نَبيذًا فشَرِب. ٢٦ ثُمَّ قالَ لهُ إسْحَاق: «إقتَرِبْ يا ابْني وقَبِّلْني». + ٢٧ فاقتَرَبَ وقَبَّلَه، فشَمَّ إسْحَاق رائِحَةَ ثِيابِه. + ثُمَّ بارَكَهُ وقال:
«رائِحَةُ ابْني كرائِحَةِ حَقلٍ بارَكَهُ يَهْوَه. ٢٨ فلْيُعْطِكَ اللّٰهُ نَدى السَّماءِ + والتُّربَةَ الجَيِّدَة + والكَثيرَ مِنَ القَمحِ والنَّبيذِ الجَديد. + ٢٩ وسَتَخدُمُكَ شُعوبٌ وتَنحَني لكَ أُمَم. وتَكونُ سَيِّدًا على إخوَتِك، ويَنحَني لكَ أبناءُ أُمِّك. + وكُلُّ مَن يَلعَنُكَ يَكونُ مَلعونًا، وكُلُّ مَن يُبارِكُكَ يَكونُ مُبارَكًا». +
٣٠ وحالَما انتَهى إسْحَاق مِن مُبارَكَةِ يَعْقُوب وخَرَجَ يَعْقُوب مِن عِندِه، رَجَعَ عِيسُو مِنَ الصَّيد. + ٣١ فحَضَّرَ هو أيضًا أكلَةً لَذيذَة وجَلَبَها لِأبيهِ وقالَ له: «قُمْ يا أبي وكُلْ مِن صَيدي كَي تُبارِكَني». * ٣٢ فقالَ لهُ إسْحَاق: «مَن أنت؟»، فأجاب: «أنا عِيسُو ابْنُكَ البِكر». + ٣٣ فصارَ إسْحَاق يَرجُفُ بِشِدَّةٍ وقال: «مَن هو إذًا الَّذي تَصَيَّدَ وأحضَرَ لي طَعامًا؟ فقد أكَلتُ وبارَكتُهُ قَبلَ أن تَصِل. وهو سيَكونُ مُبارَكًا بِالتَّأكيد!».
٣٤ فلمَّا سَمِعَ عِيسُو كَلامَ أبيه، صَرَخَ بِصَوتٍ عالٍ وحُزنٍ شَديدٍ وقال: «بارِكْني أنا أيضًا يا أبي!». + ٣٥ فأجابَهُ أبوه: «جاءَ أخوكَ وخَدَعَني كَي يَأخُذَ بَرَكَتَك». ٣٦ فقالَ عِيسُو: «يَعْقُوب * هو فِعلًا اسْمٌ على مُسَمًّى! فهو أخَذَ مَكاني مَرَّتَيْن: + أوَّلًا أخَذَ مِنِّي حُقوقَ الابْنِ البِكر، + والآنَ أخَذَ بَرَكَتي». + وتابَع: «ألَمْ تَترُكْ لي بَرَكَة؟». ٣٧ فرَدَّ علَيهِ إسْحَاق: «لقد جَعَلتُهُ سَيِّدًا علَيكَ + وجَعَلتُ جَميعَ إخوَتِهِ خُدَّامًا له، وأعْطَيتُهُ أيضًا قَمحًا ونَبيذًا جَديدًا. + فماذا بَقِيَ لِأُعْطِيَهُ لكَ يا ابْني؟».
٣٨ فقالَ عِيسُو لِأبيه: «ألَمْ يَبْقَ عِندَكَ ولا بَرَكَةٌ واحِدَة يا أبي؟ بارِكْني أنا أيضًا يا أبي!». ثُمَّ بَكى بِصَوتٍ عالٍ. + ٣٩ فأجابَهُ أبوه:
«ستَسكُنُ بَعيدًا عنِ الأرضِ الجَيِّدَة ولن تَنالَ نَدى السَّماءِ مِن فَوق. + ٤٠ وسَتَستَعمِلُ سَيفَكَ لِتَعيش، + وتَخدُمُ أخاك. + ولكنْ حينَ تَفقِدُ صَبرَك، تَتَحَرَّرُ مِن سَيطَرَتِه». *+
٤١ فحَقَدَ عِيسُو على يَعْقُوب بِسَبَبِ البَرَكَةِ الَّتي أعْطاهُ إيَّاها أبوه. + وقالَ في قَلبِه: «مَوتُ * أبي صارَ قَريبًا. + بَعدَ ذلِك أقتُلُ أخي يَعْقُوب». ٤٢ وعِندَما وَصَلَ كَلامُ عِيسُو لِرِفْقَة، استَدْعَت يَعْقُوب فَوْرًا وقالَت له: «أخوكَ عِيسُو يُخَطِّطُ أن يَقتُلَكَ لِيَنتَقِمَ مِنك. * ٤٣ فالآنَ يا ابْني افعَلْ ما أقولُهُ لك. قُمْ واهرُبْ إلى أخي لَابَان في حَارَان. + ٤٤ وابْقَ عِندَهُ فَترَةً مِنَ الوَقتِ إلى أن يَهدَأَ غَضَبُ أخيك. ٤٥ وعِندَما يَخِفُّ غَضَبُهُ ويَنْسى ما فَعَلتَهُ به، أُرسِلُ إلَيكَ خَبَرًا لِتَرجِعَ مِن هُناك. فلِماذا أخسَرُكُما أنتُما الاثنَيْنِ في يَومٍ واحِد؟».
٤٦ بَعدَ ذلِك ظَلَّت رِفْقَة تَقولُ لِإسْحَاق: «كَرِهتُ عيشَتي بِسَبَبِ المَرأتَيْنِ الحِثِّيَّتَيْن. + فإذا تَزَوَّجَ يَعْقُوب أيضًا بِنتًا حِثِّيَّة مِثلَهُما مِن بَناتِ الأرضِ حَولَنا، فأحسَنُ لي أن أموت». +
٢٨ فاستَدْعى إسْحَاق يَعْقُوب وبارَكَهُ وأوْصاهُ قائِلًا: «لا تَتَزَوَّجْ بِنتًا كَنْعَانِيَّة. + ٢ قُمِ اذهَبْ إلى مِنطَقَةِ فَدَّان أَرَام، إلى بَيتِ بَتُوئِيل أبي أُمِّك، وتَزَوَّجْ بِنتًا مِن هُناك مِن بَناتِ خالِكَ لَابَان. + ٣ واللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ سيُبارِكُكَ ويُعْطيكَ أوْلادًا ويُكَثِّرُ نَسلَك، فتَصيرُ أبًا لِجَماعَةٍ مِنَ الشُّعوب. + ٤ وسَيُبارِكُكَ أنتَ ونَسلَكَ مِثلَما بارَكَ إبْرَاهِيم، + فتَمتَلِكُ الأرضَ الَّتي عِشتَ فيها كأجنَبِيٍّ والَّتي أعْطاها اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم». +
٥ وهكَذا أرسَلَ إسْحَاق يَعْقُوب، فغادَرَ إلى فَدَّان أَرَام حَيثُ يَعيشُ لَابَان بْنُ بَتُوئِيل الأَرَامِيّ، + أخو رِفْقَة + أُمِّ يَعْقُوب وعِيسُو.
٦ فعَرَفَ عِيسُو أنَّ إسْحَاق بارَكَ يَعْقُوب وأرسَلَهُ إلى فَدَّان أَرَام لِيَتَزَوَّجَ مِن هُناك، وأنَّهُ لمَّا بارَكَهُ أوْصاهُ أن لا يَتَزَوَّجَ بِنتًا كَنْعَانِيَّة. + ٧ وعَرَفَ أيضًا أنَّ يَعْقُوب أطاعَ أباهُ وأُمَّهُ وغادَرَ إلى فَدَّان أَرَام. + ٨ ففَهِمَ عِيسُو أنَّ أباهُ إسْحَاق لا يَرْضى عنِ الزَّواجِ بِبَناتٍ كَنْعَانِيَّات. + ٩ فذَهَبَ إلى إسْمَاعِيل بْنِ إبْرَاهِيم وتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ مَحَلَات، أُختَ نَبَايُوت، على زَوجَتَيْهِ الأُخْرَيَيْن. +
١٠ أمَّا يَعْقُوب فخَرَجَ مِن بِئْر سَبْع وتَوَجَّهَ إلى حَارَان. + ١١ ووَصَلَ إلى مَكانٍ يَقْضي فيهِ اللَّيلَةَ لِأنَّ الشَّمسَ كانَت قد غابَت. فأخَذَ حَجَرًا ووَضَعَهُ تَحتَ رَأسِهِ ونامَ هُناك. + ١٢ ثُمَّ حَلَمَ حُلْمًا رَأى فيهِ دَرَجًا * يَبدَأُ مِنَ الأرضِ ويَصِلُ رَأسُهُ إلى السَّماء. وكانَ مَلائِكَةُ اللّٰهِ يَصعَدونَ ويَنزِلونَ علَيه. + ١٣ وكانَ يَهْوَه مَوْجودًا في أعْلى الدَّرَج. وقال:
«أنا يَهْوَه إلهُ أبيكَ إبْرَاهِيم وإلهُ إسْحَاق. + الأرضُ الَّتي أنتَ نائِمٌ علَيها سأُعْطيها لكَ ولِنَسلِك. + ١٤ ويُصبِحُ نَسلُكَ مِثلَ تُرابِ الأرض، + ويَنتَشِرُ إلى الغَربِ والشَّرقِ والشَّمالِ والجَنوب، وتَتَبارَكُ جَميعُ شُعوبِ الأرضِ بِواسِطَتِكَ أنتَ ونَسلِك. + ١٥ أنا معك، وسَأحْميكَ أينَما تَذهَبُ وأرُدُّكَ إلى هذِهِ الأرض. + ولن أترُكَكَ إلى أن أُنَفِّذَ ما وَعَدتُكَ به». +
١٦ ثُمَّ استَيقَظَ يَعْقُوب مِن نَومِهِ وقال: «يَهْوَه حَقًّا في هذا المَكانِ وأنا لم أعرِف». ١٧ وأحَسَّ بِالخَوفِ وقال: «هذا المَكانُ لهُ رَهبَة! إنَّهُ بَيتُ اللّٰهِ بِالتَّأكيد، + وهو بَوَّابَةُ السَّماء». + ١٨ وقامَ يَعْقُوب في الصَّباحِ الباكِرِ وأخَذَ الحَجَرَ الَّذي كانَ تَحتَ رَأسِهِ وأوْقَفَهُ لِيَكونَ تَذكارًا، وصَبَّ علَيهِ زَيتًا. + ١٩ وسَمَّى ذلِكَ المَكان «بَيْت إيل»، * وكانَ اسْمُ المَدينَةِ في السَّابِق «لُوز». +
٢٠ ونَذَرَ يَعْقُوب نَذْرًا وقال: «إذا بَقِيَ اللّٰهُ معي وحَماني في رِحلَتي، وأعْطاني خُبزًا لِآكُلَ وثِيابًا لِألبَس، ٢١ ورَجَعتُ بِالسَّلامَةِ إلى بَيتِ أبي، يُظهِرُ يَهْوَه أنَّهُ فِعلًا إلهي. ٢٢ وهذا الحَجَرُ الَّذي جَعَلتُهُ تَذكارًا يَصيرُ بَيتًا لِلّٰه، + وسَأُعْطي اللّٰهَ العُشرَ مِن كُلِّ ما يَرزُقُني به».
٢٩ بَعدَ ذلِك تابَعَ يَعْقُوب رِحلَتَهُ بِاتِّجاهِ بِلادِ الشَّرق. ٢ وهُناك رَأى بِئرًا في الحَقلِ وثَلاثَةَ قُطعانٍ مِنَ الغَنَمِ جالِسَةً قُربَه، لِأنَّ الرُّعاةَ كانوا يَسْقونَ القُطعانَ مِن ذلِكَ البِئر. وكانَ هُناك حَجَرٌ كَبيرٌ على فَمِ البِئر. ٣ وعِندَما تَجتَمِعُ كُلُّ القُطعان، كانوا يُدَحرِجونَ الحَجَرَ عنِ البِئرِ ويَسْقونَ الغَنَم، ثُمَّ يَرُدُّونَ الحَجَرَ إلى مَكانِه.
٤ فقالَ لهُم يَعْقُوب: «مِن أينَ أنتُم يا إخوَتي؟». أجابوا: «نَحنُ مِن حَارَان». + ٥ فسَألَهُم: «هل تَعرِفونَ لَابَان + حَفيدَ نَاحُور؟». + أجابوا: «نَعرِفُه». ٦ فقالَ لهُم: «هل هو بِخَير؟». أجابوا: «نَعَم بِخَير. وهذِهِ ابْنَتُهُ رَاحِيل + آتِيَةٌ معَ الغَنَم». ٧ فقالَ لهُم: «ما زالَ النَّهارُ في مُنتَصَفِه، ولم يَأتِ بَعد وَقتُ أخْذِ القُطعانِ إلى الحَظائِر. فاسْقوا الغَنَم، ثُمَّ خُذوها لِتَرْعى». ٨ فقالوا: «لا يُمكِنُنا أن نَسْقِيَ الغَنَمَ حتَّى تَجتَمِعَ كُلُّ القُطعان. عِندَئِذٍ نُدَحرِجُ الحَجَرَ عنِ البِئرِ ونَسْقيها».
٩ وفيما كانَ يَتَكَلَّمُ معهُم، وَصَلَت رَاحِيل مع غَنَمِ أبيها لِأنَّها كانَت راعِيَة. ١٠ ولمَّا رَأى يَعْقُوب رَاحِيل بِنتَ خالِهِ لَابَان ومعها غَنَمُ أبيها، اقتَرَبَ فَوْرًا ودَحرَجَ الحَجَرَ عن فَمِ البِئرِ وسَقى غَنَمَ خالِه. ١١ ثُمَّ قَبَّلَ رَاحِيل وبَكى بِصَوتٍ عالٍ. ١٢ وأخبَرَ يَعْقُوب رَاحِيل أنَّهُ قَريبُها مِن جِهَةِ أبيها، * أنَّهُ ابْنُ عَمَّتِها رِفْقَة. فرَكَضَت وأخبَرَت أباها.
١٣ ولمَّا سَمِعَ لَابَان + عن مَجيءِ يَعْقُوب ابْنِ أُختِه، رَكَضَ لِيُلاقِيَه. وعانَقَهُ وقَبَّلَهُ وأحضَرَهُ إلى بَيتِه. ثُمَّ أخبَرَهُ يَعْقُوب بِكُلِّ ما حَصَلَ معه. ١٤ فقالَ لهُ لَابَان: «أنتَ فِعلًا مِن لَحمي ودَمي». * فبَقِيَ يَعْقُوب عِندَهُ شَهرًا كامِلًا.
١٥ ثُمَّ قالَ لَابَان لِيَعْقُوب: «صَحيحٌ أنَّكَ قَريبي، *+ ولكنْ لا يَجوزُ أن تَخدُمَني مَجَّانًا. أَخبِرْني، ما هي أُجرَتُك؟». + ١٦ وكانَ لَدى لَابَان بِنتان. الكَبيرَة اسْمُها لَيْئَة والصَّغيرَة رَاحِيل. + ١٧ ولم تَكُنْ عَيْنَا لَيْئَة جَذَّابَتَيْن، أمَّا رَاحِيل فكانَت جَميلَةً وجَذَّابَةً جِدًّا. ١٨ وأحَبَّ يَعْقُوب رَاحِيل، فقالَ لِلَابَان: «أخدُمُكَ سَبعَ سَنَواتٍ مِن أجْلِ بِنتِكَ الصَّغيرَة رَاحِيل». + ١٩ فقالَ لَابَان: «أحسَنُ لي أن أُعْطِيَها لكَ مِن أن أُعْطِيَها لِرَجُلٍ آخَر. فابْقَ عِندي». ٢٠ فخَدَمَهُ يَعْقُوب مِن أجْلِ رَاحِيل سَبعَ سَنَوات، + لكنَّها كانَت في نَظَرِهِ أيَّامًا قَليلَة لِأنَّهُ يُحِبُّها.
٢١ ثُمَّ قالَ يَعْقُوب لِلَابَان: «لقد أكمَلتُ أيَّامَ خِدمَتي، فأعْطِني زَوجَتي كَي نَعيشَ معًا». * ٢٢ عِندَئِذٍ جَمَعَ لَابَان كُلَّ الجيرانِ وعَمِلَ وَليمَةَ عُرس. ٢٣ لكنَّهُ في المَساءِ أخَذَ بِنتَهُ لَيْئَة وأحضَرَها إلى يَعْقُوب لِتَصيرَ زَوجَتَه. * ٢٤ وأعْطى لَابَان خادِمَتَهُ زَلْفَة لِابْنَتِهِ لَيْئَة كَي تَكونَ خادِمَةً لها. + ٢٥ وفي الصَّباح، اكتَشَفَ يَعْقُوب أنَّها لَيْئَة! فقالَ لِلَابَان: «ماذا فَعَلتَ بي؟ ألَمْ أخدُمْكَ مِن أجْلِ رَاحِيل؟ لِماذا خَدَعتَني؟». + ٢٦ فرَدَّ لَابَان: «لَيسَ مِن عادَتِنا هُنا أن نُزَوِّجَ الصَّغيرَة قَبلَ الكَبيرَة. ٢٧ أَكمِلْ أُسبوعَ العُرسِ مع هذِه. ثُمَّ أُعْطيكَ أُختَها أيضًا بِشَرطِ أن تَخدُمَني سَبعَ سَنَواتٍ أُخْرى». + ٢٨ فوافَقَ يَعْقُوب وأكمَلَ أُسبوعَ العُرسِ مع لَيْئَة. عِندَئِذٍ زَوَّجَهُ لَابَان بِنتَهُ رَاحِيل. ٢٩ وأعْطى لَابَان خادِمَتَهُ بِلْهَة + لِابْنَتِهِ رَاحِيل كَي تَكونَ خادِمَةً لها. +
٣٠ فتَزَوَّجَ يَعْقُوب رَاحِيل * أيضًا، وأحَبَّها أكثَرَ مِن لَيْئَة. واشتَغَلَ عِندَ لَابَان سَبعَ سَنَواتٍ أُخْرى. + ٣١ ولمَّا رَأى يَهْوَه أنَّ لَيْئَة غَيرُ مَحبوبَة، * مَكَّنَها مِنَ الإنجاب. *+ أمَّا رَاحِيل فلم تَكُنْ تُنجِبُ أوْلادًا. + ٣٢ فحَبِلَت لَيْئَة ووَلَدَتِ ابْنًا وسَمَّتهُ رَأُوبِين، *+ لِأنَّها قالَت: «رَأى يَهْوَه مُعاناتي. + الآنَ سيُحِبُّني زَوجي». ٣٣ وحَبِلَت مَرَّةً ثانِيَة ووَلَدَتِ ابْنًا وقالَت: «يَهْوَه سَمِعَ لي لِأنِّي غَيرُ مَحبوبَة، فأعْطاني هذا الوَلَدَ أيضًا». وسَمَّتهُ شَمْعُون. *+ ٣٤ ثُمَّ حَبِلَت مِن جَديدٍ ووَلَدَتِ ابْنًا وقالَت: «الآنَ سيَتَعَلَّقُ بي زَوجي لِأنِّي وَلَدتُ لهُ ثَلاثَةَ أبناء». لِذلِك سَمَّتهُ لَاوِي. *+ ٣٥ وحَبِلَت مَرَّةً أُخْرى أيضًا ووَلَدَتِ ابْنًا وقالَت: «هذِهِ المَرَّةَ سأُسَبِّحُ * يَهْوَه». لِذلِك سَمَّتهُ يَهُوذَا. *+ ثُمَّ تَوَقَّفَت عنِ الوِلادَة.
٣٠ ولمَّا رَأت رَاحِيل أنَّها لم تَلِدْ أوْلادًا، غارَت مِن أُختِها وظَلَّت تَقولُ لِيَعْقُوب: «أعْطِني أوْلادًا وإلَّا فسَأموت». ٢ فغَضِبَ يَعْقُوب جِدًّا مِن رَاحِيل وقالَ لها: «هل أنا مَكانَ اللّٰهِ الَّذي مَنَعَكِ مِنَ الإنجاب؟». * ٣ فقالَت: «خُذْ خادِمَتي بِلْهَة + وأقِمْ معها عَلاقَةً كَي تَلِدَ لي * أوْلادًا، فأصيرَ أنا أيضًا أُمًّا بِواسِطَتِها». ٤ فأعْطَتهُ خادِمَتَها بِلْهَة لِتَكونَ زَوجَتَه، فأقامَ يَعْقُوب عَلاقَةً معها. + ٥ فحَبِلَت بِلْهَة ووَلَدَت لهُ ابْنًا. ٦ عِندَئِذٍ قالَت رَاحِيل: «اللّٰهُ حَكَمَ لِصالِحي، وهو سَمِعَني أيضًا وأعْطاني ابْنًا». لِذلِك سَمَّتهُ دَان. *+ ٧ وحَبِلَت بِلْهَة خادِمَةُ رَاحِيل مَرَّةً أُخْرى ووَلَدَتِ ابْنًا ثانِيًا لِيَعْقُوب. ٨ فقالَت رَاحِيل: «صارَعتُ أُختي صِراعًا شَديدًا ورَبِحت!». فسَمَّتهُ نَفْتَالِي. *+
٩ ولمَّا رَأت لَيْئَة أنَّها تَوَقَّفَت عنِ الوِلادَة، أخَذَت خادِمَتَها زَلْفَة وأعْطَتها لِيَعْقُوب لِتَكونَ زَوجَتَه. + ١٠ فوَلَدَت زَلْفَة ابْنًا لِيَعْقُوب. ١١ فقالَت لَيْئَة: «لقد تَوَفَّقتُ!». فسَمَّتهُ جَاد. *+ ١٢ ثُمَّ وَلَدَت زَلْفَة ابْنًا ثانِيًا لِيَعْقُوب. ١٣ فقالَت لَيْئَة: «يا لِسَعادَتي! الآنَ ستَقولُ النِّساءُ إنِّي سَعيدَة». + فسَمَّتهُ أَشِير. *+
١٤ وخَرَجَ رَأُوبِين + إلى الحَقلِ في مَوْسِمِ حَصادِ القَمح، فوَجَدَ نَباتَ اللُّفَّاحِ * وأحضَرَ مِنهُ إلى أُمِّهِ لَيْئَة. فقالَت رَاحِيل لِلَيْئَة: «مِن فَضلِكِ، أعْطيني مِنَ اللُّفَّاحِ الَّذي أحضَرَهُ ابْنُكِ». ١٥ فأجابَت لَيْئَة: «ألَا يَكْفي أنَّكِ أخَذتِ زَوجي، + والآنَ تُريدينَ أن تَأخُذي لُفَّاحَ ابْني أيضًا؟». فقالَت رَاحِيل: «حَسَنًا، سيَنامُ يَعْقُوب عِندَكِ اللَّيلَةَ بَدَلَ لُفَّاحِ ابْنِكِ».
١٦ وعِندَما رَجَعَ يَعْقُوب مِنَ الحَقلِ في المَساء، خَرَجَت لَيْئَة لِتُلاقِيَهُ وقالَت: «اللَّيلَةَ ستَنامُ عِندي، لِأنِّي دَفَعتُ لُفَّاحَ ابْني لِأستَأجِرَك». فنامَ معها تِلكَ اللَّيلَة. ١٧ وسَمِعَ اللّٰهُ صَلَواتِ لَيْئَة، فحَبِلَت ووَلَدَتِ ابْنًا خامِسًا لِيَعْقُوب. ١٨ فقالَت: «أعْطاني اللّٰهُ أُجرَتي لِأنِّي أعْطَيتُ خادِمَتي لِزَوجي». فسَمَّتهُ يَسَّاكِر. *+ ١٩ وحَبِلَت لَيْئَة مِن جَديدٍ ووَلَدَتِ ابْنًا سادِسًا لِيَعْقُوب. + ٢٠ فقالَت: «أهْداني اللّٰهُ هَدِيَّةً حُلْوَة. أخيرًا يَتَقَبَّلُني زَوجي + لِأنِّي وَلَدتُ لهُ سِتَّةَ أبناء». + فسَمَّتهُ زَبُولُون. *+ ٢١ ثُمَّ وَلَدَت بِنتًا وسَمَّتها دِينَة. +
٢٢ وأخيرًا تَذَكَّرَ اللّٰهُ رَاحِيل وسَمِعَ صَلَواتِها ومَكَّنَها مِنَ الإنجاب. *+ ٢٣ فحَبِلَت ووَلَدَتِ ابْنًا. فقالَت: «أزالَ اللّٰهُ عنِّي العار!». + ٢٤ فسَمَّتهُ يُوسُف *+ قائِلَة: «زادَني يَهْوَه ابْنًا آخَر».
٢٥ ولمَّا وَلَدَت رَاحِيل يُوسُف، قالَ يَعْقُوب لِلَابَان: «دَعْني أرجِعُ إلى بَيتي وأرضي. + ٢٦ أعْطِني نِسائي وأوْلادي الَّذينَ خَدَمتُكَ مِن أجْلِهِم كَي أذهَب. فأنتَ تَعرِفُ جَيِّدًا كَيفَ خَدَمتُك». + ٢٧ فقالَ لهُ لَابَان: «إذا كانَت لي مَعَزَّةٌ عِندَك، أرْجوكَ أن تَبْقى عِندي. فقد رَأيتُ الغَيبَ * وعَرَفتُ أنَّ يَهْوَه يُبارِكُني بِسَبَبِك». ٢٨ وتابَع: «حَدِّدِ الأُجرَةَ الَّتي تُريدُها وأنا أُعْطيكَ إيَّاها». + ٢٩ فقالَ لهُ يَعْقُوب: «أنتَ تَعرِفُ كَيفَ خَدَمتُك، وكَيفَ صارَت قُطعانُكَ بِفَضلي. + ٣٠ فقَبلَ مَجيئي كانَت مَواشيكَ قَليلَة، لكنَّها الآنَ كَثيرَةٌ جِدًّا. ويَهْوَه بارَكَكَ مُنذُ وُصولي. فمتى أعمَلُ أنا أيضًا شَيئًا لِعائِلَتي؟». +
٣١ فقالَ لَابَان: «ماذا أُعْطيك؟». أجابَ يَعْقُوب: «لا شَيءَ أبَدًا. سأظَلُّ أرْعى غَنَمَكَ وأحرُسُها + إذا فَعَلتَ لي هذا الأمر: ٣٢ سنَمُرُّ اليَومَ بَينَ قَطيعِكَ كُلِّه. فتَفرِزُ مِنهُ كُلَّ الخِرافِ الَّتي فيها نُقَطٌ أو بُقَع. وتَفرِزُ أيضًا كُلَّ خَروفٍ صَغيرٍ لَونُهُ بُنِّيٌّ غامِق، وكُلَّ عَنزَةٍ فيها بُقَعٌ أو نُقَط. ومِنَ الآنَ فصاعِدًا، كُلُّ الغَنَمِ الَّتي تولَدُ بِهذا الشَّكلِ تَكونُ أُجرَتي. + ٣٣ وحينَ تَأتي لاحِقًا لِتَتَفَقَّدَ الأُجرَةَ الَّتي اتَّفَقنا علَيها، ستَرى أنِّي صادِق. فإذا وَجَدتَ عِندي عَنزَةً لَيسَ فيها نُقَطٌ أو بُقَع، أو خَروفًا صَغيرًا لَونُهُ لَيسَ بُنِّيًّا غامِقًا، يَكونُ ذلِكَ الحَيَوانُ مَسروقًا».
٣٤ فقالَ لَابَان: «إتَّفَقنا! سنَفعَلُ كما قُلتَ». + ٣٥ ففَرَزَ لَابَان في ذلِكَ اليَومِ كُلَّ تَيسٍ فيهِ خُطوطٌ أو بُقَعٌ وكُلَّ عَنزَةٍ فيها نُقَطٌ أو بُقَع، كُلَّ الماعِزِ الَّتي فيها بَياضٌ وكُلَّ الخِرافِ الصَّغيرَة البُنِّيَّة الغامِقَة، وسَلَّمَها إلى أبنائِهِ لِيَهتَمُّوا بها. ٣٦ وأخَذَها إلى مَكانٍ يَبعُدُ عن يَعْقُوب مَسافَةَ ثَلاثَةِ أيَّام. واستَمَرَّ يَعْقُوب يَرْعى باقي قَطيعِ لَابَان.
٣٧ فجَلَبَ يَعْقُوب أغصانًا طَرِيَّة مِن أشجارِ اللُّبْنَى واللَّوْزِ والدُّلْب، وقَشَّرَ أجزاءً فيها لِيَكشِفَ عنِ البَياضِ الَّذي تَحتَ القِشرَة. ٣٨ ووَضَعَ الأغصانَ المُقَشَّرَة في أحواضِ المِياهِ الَّتي كانَتِ الغَنَمُ تَأتي لِتَشرَبَ مِنها، كَي تَكونَ أمامَها عِندَما تَتَزاوَج.
٣٩ وهكَذا كانَتِ الغَنَمُ تَتَزاوَجُ أمامَ الأغصان، فتَلِدُ صِغارًا فيها خُطوطٌ أو نُقَطٌ أو بُقَع. ٤٠ وفَرَزَ يَعْقُوب صِغارَ الغَنَم، ثُمَّ جَعَلَ الغَنَمَ في قَطيعِ لَابَان تُواجِهُ باقي الغَنَمِ الَّتي فيها خُطوطٌ أو لَونُها بُنِّيٌّ غامِق. بَعدَ ذلِك فَرَزَ غَنَمَهُ كَي لا تَختَلِطَ مع غَنَمِ لَابَان. ٤١ وعِندَما كانَتِ الغَنَمُ القَوِيَّة تَتَزاوَج، كانَ يَعْقُوب يَضَعُ الأغصانَ في الأحواضِ أمامَ عُيونِها، فتَتَزاوَجُ قُربَها. ٤٢ وعِندَما كانَتِ الغَنَمُ ضَعيفَة، لم يَضَعِ الأغصانَ هُناك. فأصبَحَتِ الضَّعيفَة لِلَابَان والقَوِيَّة لِيَعْقُوب. +
٤٣ فصارَ يَعْقُوب غَنِيًّا جِدًّا، وامتَلَكَ غَنَمًا كَثيرًا وجِمالًا وحَميرًا وخُدَّامًا وخادِمات. +
٣١ وسَمِعَ يَعْقُوب أنَّ أبناءَ لَابَان يَقولون: «أخَذَ يَعْقُوب كُلَّ ما يَملِكُهُ أبونا، وجَمَعَ كُلَّ هذِهِ الثَّروَةِ مِن أملاكِه». + ٢ ولاحَظَ يَعْقُوب مِن وَجهِ لَابَان أنَّهُ تَغَيَّرَ معهُ ولم يَعُدْ كالسَّابِق. + ٣ فقالَ يَهْوَه لِيَعْقُوب: «إرجِعْ إلى أرضِ آبائِكَ وإلى أقرِبائِك، + وأنا سأكونُ معك». ٤ فأرسَلَ يَعْقُوب خَبَرًا إلى رَاحِيل ولَيْئَة كَي تَجيئا إلى الحَقلِ الَّذي يَرْعى فيهِ غَنَمَه. ٥ وقالَ لهُما:
«أرى أنَّ أباكُما تَغَيَّرَ معي ولم يَعُدْ كالسَّابِق، + لكنَّ إلهَ أبي معي. + ٦ وأنتُما تَعرِفانِ جَيِّدًا أنِّي خَدَمتُ أباكُما بِكُلِّ قُوَّتي. + ٧ أمَّا هو فغَشَّني وغَيَّرَ أُجرَتي مَرَّاتٍ كَثيرَة. * لكنَّ اللّٰهَ لم يَسمَحْ لهُ بِأن يُؤْذِيَني. ٨ فحينَ كانَ يَقول: ‹الغَنَمُ المُنَقَّطَة تَكونُ أُجرَتَك›، يَلِدُ كُلُّ القَطيعِ غَنَمًا مُنَقَّطَة. وحينَ كانَ يَقول: ‹الغَنَمُ المُخَطَّطَة تَكونُ أُجرَتَك›، يَلِدُ كُلُّ القَطيعِ غَنَمًا مُخَطَّطَة. + ٩ فاللّٰهُ كانَ يَأخُذُ قَطيعَ أبيكُما ويُعْطيهِ لي. ١٠ ولمَّا صارَ وَقتُ تَزاوُجِ القَطيع، رَأيتُ في حُلْمٍ أنَّ التُّيوسَ الَّتي تَتَزاوَجُ معَ الإناثِ كانَ فيها خُطوطٌ أو نُقَطٌ أو بُقَع. + ١١ فقالَ لي مَلاكُ اللّٰهِ في الحُلْم: ‹يا يَعْقُوب›، فقُلت: ‹نَعَم يا رَبّ›. ١٢ فقال: ‹مِن فَضلِكَ ارفَعْ عَيْنَيْكَ وسَتَرى أنَّ كُلَّ التُّيوسِ الَّتي تَتَزاوَجُ معَ الإناثِ فيها خُطوطٌ أو نُقَطٌ أو بُقَع. فأنا رَأيتُ كُلَّ ما يَفعَلُهُ بكَ لَابَان. + ١٣ أنا الإلهُ الَّذي ظَهَرَ لكَ في بَيْت إيل، + المَكانِ الَّذي خَصَّصتَ * لي فيهِ حَجَرًا لِلذِّكْرى ونَذَرتَ لي نَذْرًا. + فالآن، قُمْ واخرُجْ مِن هذِهِ الأرضِ وارجِعْ إلى الأرضِ الَّتي وُلِدتَ فيها›». +
١٤ عِندَئِذٍ أجابَتهُ رَاحِيل ولَيْئَة: «هل بَقِيَ لنا بَعد ميراثٌ عِندَ أبينا؟! ١٥ ألَسنا في نَظَرِهِ مِثلَ الغُرَباء؟! فهو باعَنا وأكَلَ المالَ الَّذي دُفِعَ مِن أجْلِنا. + ١٦ كُلُّ الثَّروَةِ الَّتي أخَذَها اللّٰهُ مِن أبينا هي لنا ولِأوْلادِنا. + لِذلِكَ اعمَلْ كُلَّ ما قالَهُ لكَ اللّٰه». +
١٧ فقامَ يَعْقُوب وأركَبَ أوْلادَهُ ونِساءَهُ على الجِمال. + ١٨ وأخَذَ كُلَّ مَواشيهِ الَّتي حَصَلَ علَيها في فَدَّان أَرَام وكُلَّ مُمتَلَكاتِهِ الَّتي جَمَعَها، + واتَّجَهَ إلى أبيهِ إسْحَاق في أرضِ كَنْعَان. +
١٩ في ذلِكَ الوَقت، كانَ لَابَان قد ذَهَبَ كَي يَجُزَّ صوفَ خِرافِه. فسَرَقَت رَاحِيل تَماثيلَ التَّرَافِيم *+ الَّتي لِأبيها. + ٢٠ وخَدَعَ يَعْقُوب لَابَان الأَرَامِيّ، فلم يُخبِرْهُ أنَّهُ سيَرحَل. ٢١ وهَرَبَ وعَبَرَ النَّهرَ *+ هو وعائِلَتُهُ وكُلُّ ما له. ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحوَ مِنطَقَةِ جِلْعَاد الجَبَلِيَّة. + ٢٢ وفي اليَومِ الثَّالِث، أُخبِرَ لَابَان أنَّ يَعْقُوب هَرَب. ٢٣ فأخَذَ رِجالَهُ * معهُ ولاحَقَهُ سَبعَةَ أيَّامٍ حتَّى وَصَلَ إلَيهِ في مِنطَقَةِ جِلْعَاد الجَبَلِيَّة. ٢٤ وأتى اللّٰهُ إلى لَابَان الأَرَامِيِّ + في حُلْمٍ بِاللَّيل، + وقالَ له: «إنتَبِهْ لِكُلِّ كَلِمَةٍ تَقولُها لِيَعْقُوب سَواءٌ كانَت خَيرًا أو شَرًّا». *+
٢٥ فاقتَرَبَ لَابَان مِن يَعْقُوب، وكانَ يَعْقُوب مُخَيِّمًا في مِنطَقَةِ جِلْعَاد الجَبَلِيَّة ولَابَان مُخَيِّمًا مع رِجالِهِ في المِنطَقَةِ نَفْسِها. ٢٦ وقالَ لَابَان لِيَعْقُوب: «ماذا فَعَلتَ؟ لِماذا خَدَعتَني وأخَذتَ بِنتَيَّ مِثلَ أسْرى الحَرب؟ ٢٧ لِماذا هَرَبتَ في السِّرِّ وخَدَعتَني ولم تَقُلْ لي شَيئًا؟ لَو أخبَرتَني، كُنتُ وَدَّعتُكَ بِالفَرَحِ والأغاني والدَّفِّ والقيثارَة. ٢٨ لكنَّكَ لم تَدَعْني أُقَبِّلُ أحفادي * وبِنتَيَّ. تَصَرُّفُكَ هذا كانَ غَبِيًّا. ٢٩ أنا قادِرٌ أن أُؤْذِيَكُم، لكنَّ إلهَ أبيكُم كَلَّمَني البارِحَةَ وقالَ لي: ‹إنتَبِهْ لِكُلِّ كَلِمَةٍ تَقولُها لِيَعْقُوب سَواءٌ كانَت خَيرًا أو شَرًّا›. + ٣٠ أفهَمُ أنَّكَ ذَهَبتَ لِأنَّكَ اشتَقتَ أن تَرجِعَ إلى بَيتِ أبيك، ولكنْ لِماذا سَرَقتَ آلِهَتي؟». +
٣١ فأجابَهُ يَعْقُوب: «هَرَبتُ لِأنِّي خِفت. فقد قُلتُ في نَفْسي: ‹رُبَّما تَأخُذُ بِنتَيْكَ مِنِّي بِالقُوَّة›. ٣٢ أمَّا بِخُصوصِ آلِهَتِك، فالَّذي تَجِدُها معهُ لا يَعيش. فَتِّشْ أغراضي أمامَ رِجالِنا وخُذْ ما هو لك». فيَعْقُوب لم يَكُنْ يَعرِفُ أنَّ رَاحِيل سَرَقَتها. ٣٣ فدَخَلَ لَابَان خَيمَةَ يَعْقُوب وخَيمَةَ لَيْئَة وخَيمَةَ الخادِمَتَيْن، + لكنَّهُ لم يَجِدْ آلِهَتَه. ثُمَّ خَرَجَ مِن خَيمَةِ لَيْئَة ودَخَلَ خَيمَةَ رَاحِيل. ٣٤ في تِلكَ الأثناء، كانَت رَاحِيل قد أخَذَت تَماثيلَ التَّرَافِيم وخَبَّأَتها في المَقعَدِ الَّذي يوضَعُ على الجَمَلِ وجَلَسَت علَيه. ففَتَّشَ لَابَان الخَيمَةَ كُلَّها ولم يَجِدْ شَيئًا. ٣٥ فقالَت لِأبيها: «لا تَغضَبْ يا سَيِّدي لِأنِّي لا أقدِرُ أن أقِفَ أمامَك. فأنا الآنَ في وَقتِ العادَةِ الشَّهرِيَّة». + ففَتَّشَ كُلَّ شَيء، لكنَّهُ لم يَجِدْ تَماثيلَ التَّرَافِيم. +
٣٦ عِندَئِذٍ غَضِبَ يَعْقُوب وعاتَبَ لَابَان وقالَ له: «لِماذا تَلحَقُ بي وكَأنِّي ارتَكَبتُ جَريمَة؟ ما الخَطِيَّةُ الَّتي عَمِلتُها؟ ٣٧ لقد فَتَّشتَ جَميعَ أغراضي، فهل وَجَدتَ شَيئًا يَخُصُّك؟ ضَعْهُ هُنا أمامَ رِجالي ورِجالِكَ كَي يَحكُموا بَينَنا. ٣٨ خِلالَ الـ ٢٠ سَنَةً الَّتي بَقيتُ فيها معك، لم تُجهِضِ النَّعجاتُ والعَنزاتُ في قَطيعِك، + ولم آكُلْ أبَدًا خَروفًا مِن خِرافِك. ٣٩ لم أُحضِرْ إلَيكَ حَيَوانًا افتَرَسَتهُ الوُحوش، + بل كُنتُ أنا أتَحَمَّلُ الخَسارَة. وإذا سُرِقَ حَيَوانٌ في النَّهارِ أو في اللَّيل، كُنتَ تَطلُبُ أن أُعَوِّضَكَ عنه. ٤٠ كُنتُ أُعاني مِنَ الحَرِّ في النَّهارِ ومِنَ البَرْدِ في اللَّيل، وكَثيرًا ما طارَ النَّومُ مِن عَيْنَيَّ. + ٤١ صارَ لي ٢٠ سَنَةً في بَيتِك. خَدَمتُكَ ١٤ سَنَةً مِن أجْلِ بِنتَيْك، و ٦ سِنينٍ مُقابِلَ الغَنَم. وقد غَيَّرتَ أُجرَتي مَرَّاتٍ كَثيرَة. *+ ٤٢ لكنَّ إلهَ أبي، + إلهَ إبْرَاهِيم والإلهَ الَّذي يَخافُهُ إسْحَاق، *+ كانَ معي. ولَولا ذلِك، كُنتَ الآنَ أرسَلتَني ويَدايَ فارِغَتان. فاللّٰهُ رَأى مُعاناتي وتَعَبَ يَدَيَّ، ولِهذا السَّبَبِ وَبَّخَكَ البارِحَة». +
٤٣ فرَدَّ لَابَان على يَعْقُوب: «البِنتانِ ابْنَتايَ والأوْلادُ أوْلادي والغَنَمُ غَنَمي، وكُلُّ ما تَراهُ هو لي ولِابْنَتَيَّ. فهل مَعقُولٌ أن أُؤْذِيَهُما أو أُؤْذِيَ أوْلادَهُما؟ ٤٤ تَعالَ الآنَ نَعمَلُ اتِّفاقًا أنا وأنت، فيَكونُ مُذَكِّرًا لنا». * ٤٥ فأخَذَ يَعْقُوب حَجَرًا وأوْقَفَهُ لِيَكونَ تَذكارًا. + ٤٦ وقالَ يَعْقُوب لِلرِّجال: * «إجمَعوا حِجارَة». فجَمَعوا حِجارَةً وعَمِلوا مِنها كَومَة، ثُمَّ أكَلوا علَيها. ٤٧ وسَمَّاها لَابَان «يَجَر سَهْدُوثَا»، * أمَّا يَعْقُوب فسَمَّاها «جَلْعِيد». *
٤٨ وقالَ لَابَان: «كَومَةُ الحِجارَةِ هذِه هي شاهِدَةٌ بَيني وبَينَكَ اليَوم». لِذلِك سُمِّيَت «جَلْعِيد». + ٤٩ وسُمِّيَت أيضًا «بُرج المُراقَبَة» * لِأنَّ لَابَان قال: «لِيُراقِبْنا يَهْوَه أنا وأنتَ حينَ نَفتَرِقُ واحِدُنا عنِ الآخَر. ٥٠ فإذا أسَأتَ مُعامَلَةَ ابْنَتَيَّ أو تَزَوَّجتَ علَيهِما، فتَذَكَّرْ أنَّ اللّٰهَ شاهِدٌ بَيني وبَينَكَ حتَّى لَو لم يَرَ أحَدٌ ذلِك». ٥١ وتابَع: «أُنظُرْ كَومَةَ الحِجارَةِ هذِه والحَجَرَ الَّذي وَضَعتُهُ بَيني وبَينَكَ لِلذِّكْرى. ٥٢ هذِهِ الكَومَةُ وهذا الحَجَرُ التَّذكارِيُّ يَشهَدانِ + أنِّي لن أتَجاوَزَهُما لِأُؤْذِيَكَ وأنَّكَ لن تَتَجاوَزَهُما لِتُؤْذِيَني. ٥٣ لِيَحكُمْ بَينَنا إلهُ إبْرَاهِيم + وإلهُ نَاحُور وإلهُ أبيهِما». وحَلَفَ يَعْقُوب بِالإلهِ الَّذي يَخافُهُ أبوهُ إسْحَاق. *+
٥٤ ثُمَّ قَدَّمَ يَعْقُوب ذَبيحَةً في الجَبَلِ ودَعا الرِّجالَ لِيَأكُلوا. فأكَلوا وقَضَوُا اللَّيلَةَ هُناك. ٥٥ وفي الصَّباحِ الباكِر، قامَ لَابَان وقَبَّلَ أحفادَهُ *+ وبِنتَيْهِ وبارَكَهُم. + ثُمَّ غادَرَ إلى بَيتِه. +
٣٢ وذَهَبَ يَعْقُوب في طَريقِه، فلاقاهُ مَلائِكَةُ اللّٰه. ٢ ولمَّا رَآهُم يَعْقُوب قال: «هذا جَيشُ اللّٰه!». فسَمَّى ذلِكَ المَكان «مَحَنَايِم». *
٣ ثُمَّ أرسَلَ يَعْقُوب رُسُلًا قُدَّامَهُ إلى أخيهِ عِيسُو في أرضِ سَعِير، + أي بِلادِ أدُوم. + ٤ وأمَرَهُم: «قولوا لِسَيِّدي عِيسُو: ‹هذا ما يَقولُهُ خادِمُكَ يَعْقُوب: «لقد سَكَنتُ * عِندَ لَابَان فَترَةً طَويلَة. + ٥ وصارَ عِندي بَقَرٌ وحَميرٌ وغَنَمٌ وخُدَّامٌ وخادِمات. + وقد أرسَلتُ لِأُخبِرَكَ بِذلِك يا سَيِّدي، آمِلًا أن تَرْضى عنِّي»›».
٦ لاحِقًا، رَجَعَ الرُّسُلُ إلى يَعْقُوب وقالوا: «قابَلنا أخاكَ عِيسُو، وهوَ الآنَ قادِمٌ لِيُلاقِيَكَ ومعهُ ٤٠٠ رَجُل». + ٧ فخافَ يَعْقُوب جِدًّا ودَبَّ فيهِ الهَمّ. + فقَسَّمَ النَّاسَ الَّذينَ معهُ والغَنَمَ والبَقَرَ والجِمالَ إلى مَجموعَتَيْن. ٨ وقال: «إذا هَجَمَ عِيسُو على المَجموعَةِ الأُولى، تَقدِرُ المَجموعَةُ الثَّانِيَة أن تَهرُب».
٩ ثُمَّ صَلَّى يَعْقُوب قائِلًا: «يا إلهَ أبي إبْرَاهِيم وإلهَ أبي إسْحَاق، يا يَهْوَه أنتَ قُلتَ لي: ‹إرجِعْ إلى أرضِكَ وإلى أقرِبائِكَ وأنا أُبارِكُك›. + ١٠ أنا لا أستاهِلُ كُلَّ المَحَبَّةِ والوَلاءِ اللَّذَيْنِ أظهَرتَهُما لِخادِمِك. + فقد عَبَرتُ نَهرَ الأُرْدُنّ وأنا لا أملِكُ إلَّا عَصايَ فَقَط، أمَّا الآنَ فصارَ عِندي الكَثيرُ حتَّى إنِّي قَسَّمتُهُ إلى مَجموعَتَيْن. + ١١ أرْجوكَ خَلِّصْني + مِن يَدِ أخي عِيسُو. فأنا خائِفٌ أن يَأتِيَ ويُهاجِمَنا، + أنا والأُمَّهاتِ والأوْلاد. ١٢ فأنتَ قُلتَ لي: ‹سأُبارِكُكَ وأجعَلُ نَسلَكَ مِثلَ رَملِ البَحرِ الَّذي لا يُعَدُّ مِن كَثرَتِه›». +
١٣ وقَضى يَعْقُوب اللَّيلَةَ هُناك. ثُمَّ اختارَ مِن مُمتَلَكاتِهِ هَدِيَّةً لِأخيهِ عِيسُو: + ١٤ ٢٠٠ عَنزَةٍ و ٢٠ تَيسًا، ٢٠٠ نَعجَةٍ و ٢٠ خَروفًا، ١٥ ٣٠ أُنْثى مُرضِعَة مِنَ الجِمالِ مع صِغارِها، ٤٠ بَقَرَةً و ١٠ ثيران، و ٢٠ حِمارَةً و ١٠ حَمير. +
١٦ وسَلَّمَ هذِهِ الحَيَواناتِ إلى خُدَّامِه، كُلَّ قَطيعٍ وَحْدَه، وقالَ لهُم: «إذهَبوا قُدَّامي، واترُكوا مَسافَةً بَينَ القَطيعِ والقَطيع». ١٧ وأمَرَ الخادِمَ الأوَّل: «إذا لاقاكَ أخي عِيسُو وسَألَك: ‹مَن سَيِّدُك، وإلى أينَ أنتَ ذاهِب، ولِمَن هذا القَطيعُ قُدَّامَك؟›، ١٨ تُجيب: ‹لِخادِمِكَ يَعْقُوب. إنَّها هَدِيَّةٌ أرسَلَها لِسَيِّدي عِيسُو، + وهو أيضًا آتٍ وَراءَنا›». ١٩ وأمَرَ أيضًا الخادِمَيْنِ الثَّاني والثَّالِثَ وكُلَّ الماشينَ وَراءَ القُطعان، قائِلًا: «قولوا الكَلامَ نَفْسَهُ لِعِيسُو حينَ تَلتَقونَ به. ٢٠ وقولوا لهُ أيضًا: ‹خادِمُكَ يَعْقُوب آتٍ وَراءَنا›». فقد فَكَّرَ يَعْقُوب في نَفْسِه: ‹أُراضيهِ بِالهَدِيَّةِ الَّتي أُرسِلُها أمامي، + على أمَلِ أن يُرَحِّبَ بي عِندَما أراهُ وَجهًا لِوَجه›. ٢١ فأخَذَ خُدَّامُهُ الهَدِيَّةَ وذَهَبوا أمامَه، أمَّا هو فقَضى اللَّيلَةَ في المُخَيَّم.
٢٢ ثُمَّ قامَ في تِلكَ اللَّيلَةِ وأخَذَ زَوجَتَيْهِ + وخادِمَتَيْهِ + وأبناءَهُ الـ ١١ وعَبَرَ نَهرَ يَبُّوق. + ٢٣ جَعَلَهُم يَعبُرونَ مَجْرى الماء، * هُم وكُلَّ ما عِندَه.
٢٤ وأخيرًا بَقِيَ يَعْقُوب وَحْدَه. ثُمَّ تَصارَعَ معهُ رَجُلٌ حتَّى طُلوعِ الفَجر. + ٢٥ ولمَّا رَأى الرَّجُلُ أنَّهُ لم يَغلِبْ يَعْقُوب، لَمَسَ مَفصِلَ وِركِهِ فانخَلَع. + ٢٦ وقالَ لِيَعْقُوب: «أُترُكْني أذهَب، فقد طَلَعَ الفَجر». فأجاب: «لن أترُكَكَ حتَّى تُبارِكَني». + ٢٧ فسَألَهُ الرَّجُل: «ما اسْمُك؟»، فأجاب: «يَعْقُوب». ٢٨ فقال: «لن يَكونَ اسْمُكَ بَعدَ الآنَ يَعْقُوب، بل إسْرَائِيل *+ لِأنَّكَ جاهَدتَ معَ اللّٰهِ + والنَّاسِ وغَلَبت». ٢٩ فسَألَهُ يَعْقُوب: «مِن فَضلِك، أَخبِرْني ما اسْمُك». فأجاب: «لِماذا تَسألُ عنِ اسْمي؟». + ثُمَّ بارَكَهُ هُناك. ٣٠ فسَمَّى يَعْقُوب المَكان «فَنِيئِيل» *+ لِأنَّهُ قال: «رَأيتُ اللّٰهَ وَجهًا لِوَجه، ومع ذلِك بَقيتُ حَيًّا». *+
٣١ وطَلَعَتِ الشَّمسُ وهو يُغادِرُ فَنُوئِيل، * وكانَ يَعرُجُ بِسَبَبِ وِركِه. + ٣٢ لِذلِك لا يَأكُلُ الإسْرَائِيلِيُّونَ إلى هذا اليَومِ الوَتَرَ * الَّذي عِندَ مَفصِلِ الوِرك، لِأنَّ الرَّجُلَ لَمَسَ وِركَ يَعْقُوب عِندَ ذلِكَ الوَتَر.
٣٣ ورَفَعَ يَعْقُوب عَيْنَيْهِ ورَأى عِيسُو آتِيًا ومعهُ ٤٠٠ رَجُل. + فقَسَّمَ أوْلادَهُ على لَيْئَة ورَاحِيل والخادِمَتَيْن. + ٢ ووَضَعَ الخادِمَتَيْنِ وأوْلادَهُما في الأمام، + ولَيْئَة وأوْلادَها بَعدَهُم، + ورَاحِيل + ويُوسُف في الآخِر. ٣ أمَّا هو فذَهَبَ قُدَّامَهُم. وفيما كانَ يَقتَرِبُ مِن أخيهِ سَجَدَ سَبعَ مَرَّات.
٤ فرَكَضَ عِيسُو لِيُلاقِيَه، وعانَقَهُ وقَبَّلَهُ وبَكَيا. ٥ وعِندَما رَفَعَ عِيسُو عَيْنَيْهِ ورَأى النِّساءَ والأوْلاد، سَأل: «مَن هؤُلاءِ الَّذينَ معك؟». فأجابَ يَعْقُوب: «إنَّهُمُ الأوْلادُ الَّذينَ أنعَمَ اللّٰهُ بهِم على خادِمِك». + ٦ عِندَئِذٍ اقتَربَتِ الخادِمَتانِ مع أوْلادِهِما وسَجَدوا. ٧ واقتَربَت لَيْئَة أيضًا مع أوْلادِها وسَجَدوا. ثُمَّ اقتَرَبَ يُوسُف ورَاحِيل وسَجَدا. +
٨ وقالَ عِيسُو: «لِماذا أرسَلتَ إلَيَّ كُلَّ هؤُلاءِ النَّاسِ والقُطعان؟». + أجابَ يَعْقُوب: «كَي تَرْضى عنِّي يا سَيِّدي». + ٩ فقالَ عِيسُو: «عِندي مُمتَلَكاتٌ كَثيرَة جِدًّا يا أخي. + فاحتَفِظْ بِما هو لك». ١٠ فأجابَهُ يَعْقُوب: «لا، أرْجوك. إذا كُنتَ راضِيًا عنِّي، فاقبَلْ هذِهِ الهَدِيَّةَ مِن يَدي. فأنا أحضَرتُها كَي أرى وَجهَك. ورُؤيَةُ وَجهِكَ هي مِثلُ رُؤيَةِ وَجهِ اللّٰهِ لِأنَّكَ رَحَّبتَ بي. + ١١ مِن فَضلِكَ خُذِ الهَدِيَّةَ * الَّتي جَلَبتُها لك. + فاللّٰهُ أعْطاني الكَثير، وعِندي كُلُّ شَيءٍ أحتاجُه». + وبَقِيَ يُصِرُّ على عِيسُو حتَّى قَبِل.
١٢ ثُمَّ قالَ عِيسُو: «لِنَذهَبْ ونُتابِعْ طَريقَنا، وأنا أمْشي أمامَك». ١٣ فقالَ لهُ يَعْقُوب: «أنتَ تَعرِفُ يا سَيِّدي أنَّ الأوْلادَ صِغار، + وأنَّ الغَنَمَ والبَقَرَ الَّتي عِندي تُرضِعُ صِغارَها. فإذا مَشى القَطيعُ بِسُرعَةٍ ولَو يَومًا واحِدًا، يَموتُ كُلُّه. ١٤ أرْجو أن يَسبِقَ سَيِّدي خادِمَه، وأنا سأمْشي على مَهْلي حَسَبَ سُرعَةِ المَواشي وسُرعَةِ الأوْلادِ إلى أن أُلاقِيَ سَيِّدي في سَعِير». + ١٥ فقالَ عِيسُو: «دَعْني إذًا أترُكُ معكَ بَعضَ رِجالي». فأجابَه: «لا حاجَةَ لِذلِك. يَكْفيني أن يَرْضى عنِّي سَيِّدي». ١٦ فانطَلَقَ عِيسُو في ذلِكَ اليَومِ عائِدًا إلى سَعِير.
١٧ أمَّا يَعْقُوب فذَهَبَ إلى سُكُّوت، + وبَنى بَيتًا لِنَفْسِهِ وعَمِلَ خِيامًا لِقَطيعِه. لِذلِك سَمَّى المَكان «سُكُّوت». *
١٨ وهكَذا، بَعدَ أنِ انطَلَقَ يَعْقُوب مِن فَدَّان أَرَام، + وَصَلَ بِالسَّلامَةِ إلى مَدينَةِ شَكِيم + في أرضِ كَنْعَان، + وخَيَّمَ قُربَ المَدينَة. ١٩ ثُمَّ اشتَرى قِطعَةً مِنَ الحَقلِ الَّذي نَصَبَ فيهِ خَيمَتَهُ مِن أبناءِ حَمُور، والِدِ شَكِيم. ودَفَعَ ثَمنَهُ ١٠٠ قِطعَةٍ مِنَ المال. + ٢٠ وبَنى هُناك مَذبَحًا وسَمَّاه «اللّٰهُ هو إلهُ إسْرَائِيل». +
٣٤ وكانَ مِن عادَةِ دِينَة، بِنتِ يَعْقُوب مِن زَوجَتِهِ لَيْئَة، + أن تَخرُجَ لِتَقضِيَ وَقتًا مع بَناتِ المِنطَقَة. + ٢ فرَآها شَكِيم بْنُ حَمُور الحِوِّيّ، + زَعيمٍ في تِلكَ الأرض. وفي أحَدِ الأيَّام، أخَذَها واغتَصَبَها. ٣ وتَعَلَّقَ * شَكِيم كَثيرًا بِدِينَة بِنتِ يَعْقُوب وأُغرِمَ بها. وحاوَلَ أن يَكسِبَ حُبَّها * بِكَلامِهِ الرَّقيق. ٤ وأخيرًا قالَ لِأبيهِ حَمُور: + «أُطلُبْ لي يَدَ هذِهِ الصَّبِيَّةِ لِتَصيرَ زَوجَتي».
٥ وسَمِعَ يَعْقُوب أنَّ شَكِيم تَعَدَّى على شَرَفِ * بِنتِهِ دِينَة. وكانَ أبناؤُهُ مع قَطيعِهِ في الحَقل، فسَكَتَ حتَّى رَجَعوا. ٦ وذَهَبَ حَمُور أبو شَكِيم لِيَتَكَلَّمَ مع يَعْقُوب. ٧ لكنَّ أبناءَ يَعْقُوب سَمِعوا بِما حَصَل، فرَجَعوا مِنَ الحَقلِ بِسُرعَة. وكانوا غاضِبينَ جِدًّا ويَشعُرونَ بِالإهانَة، لِأنَّ شَكِيم جَلَبَ العارَ على إسْرَائِيل عِندَما اغتَصَبَ بِنتَ يَعْقُوب. + وما فَعَلَهُ لا يَجوزُ أبَدًا. +
٨ فقالَ لهُم حَمُور: «إبْني شَكِيم مُتَعَلِّقٌ جِدًّا * بِابْنَتِكُم. أرْجوكُم زَوِّجوها له. ٩ ولْنُصبِحْ أقرِباء، * تُعْطونَنا بَناتِكُم وتَأخُذونَ بَناتِنا. + ١٠ وتَسكُنونَ معنا وتَستَفيدونَ مِن أرضِنا. أُسكُنوا وتاجِروا وتَمَلَّكوا فيها». ١١ ثُمَّ قالَ شَكِيم لِوالِدِ دِينَة وإخوَتِها: «إقبَلوني صِهرًا لكُم، وسَأُعْطيكُم كُلَّ ما تَطلُبونَهُ مِنِّي. ١٢ إفرِضوا علَيَّ مَهْرًا عالِيًا جِدًّا وهَدايا كَثيرَة. + وأنا مُستَعِدٌّ أن أُعْطِيَكُم كُلَّ ما تَأمُرونَني به. لا أُريدُ إلَّا أن تُزَوِّجوني بِنتَكُم».
١٣ فقَرَّرَ أبناءُ يَعْقُوب أن يَخدَعوا شَكِيم وأباهُ حَمُور، لِأنَّ شَكِيم تَعَدَّى على شَرَفِ أُختِهِم دِينَة. ١٤ فقالوا لهُما: «هذا مُستَحيل. لا نَقدِرُ أن نُعْطِيَ أُختَنا لِرَجُلٍ غَيرِ مَختون. + عارٌ علَينا أن نَفعَلَ ذلِك. ١٥ لكنَّنا نُوافِقُ بِشَرطٍ واحِد: أن تَختِنوا كُلَّ ذُكورِكُم لِتَصيروا مِثلَنا. + ١٦ عِندَئِذٍ نُزَوِّجُكُم بَناتِنا ونَتَزَوَّجُ بَناتِكُم، ونَسكُنُ معكُم ونَصيرُ شَعبًا واحِدًا. ١٧ ولكنْ إذا لم تَسمَعوا لنا وتُختَنوا، نَأخُذُ بِنتَنا ونَذهَب».
١٨ فأعجَبَ كَلامُهُم حَمُور + وابْنَهُ شَكِيم. + ١٩ ولم يَتَأخَّرِ الشَّابُّ عن تَنفيذِ شَرطِهِم. + فقد كانَ مُغرَمًا بِابْنَةِ يَعْقُوب، وكانَ مُحتَرَمًا أكثَرَ مِنَ الكُلِّ في بَيتِ أبيه.
٢٠ فذَهَبَ حَمُور وابْنُهُ شَكِيم إلى بَوَّابَةِ مَدينَتِهِما، + وقالا لِرِجالِ المَدينَة: ٢١ «هؤُلاءِ النَّاسُ يُريدونَ أن يَكونوا في سَلامٍ معنا. فلْنَسمَحْ لهُم أن يَسكُنوا في أرضِنا ويُتاجِروا فيها لِأنَّها كَبيرَةٌ وتَسَعُهُم. فنَتَزَوَّجُ بَناتِهِم ونُزَوِّجُهُم بَناتِنا. + ٢٢ لكنَّهُم لن يَقبَلوا أن يَسكُنوا معنا ونَصيرَ شَعبًا واحِدًا إلَّا بِهذا الشَّرط: أن يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنَّا مِثلَهُم. + ٢٣ وعِندَئِذٍ تَصيرُ مُمتَلَكاتُهُم وثَروَتُهُم وكُلُّ مَواشيهِم لنا. فلْنُوافِقْ على شَرطِهِم كَي يَسكُنوا معنا». ٢٤ فوافَقَ كُلُّ المُجتَمِعينَ عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَةِ على كَلامِ حَمُور وابْنِهِ شَكِيم. وخُتِنَ كُلُّ الذُّكورِ في المَدينَة.
٢٥ ولكنْ في اليَومِ الثَّالِث، حينَ كانوا لا يَزالونَ مَوْجوعينَ جِدًّا، قامَ ابْنَا يَعْقُوب، شَمْعُون ولَاوِي أخَوَا دِينَة، + وأخَذَ كُلُّ واحِدٍ سَيفَه، ودَخَلا المَدينَةَ دونَ أن يَشُكَّ فيهِما أحَد، وقَتَلا كُلَّ ذَكَرٍ فيها. + ٢٦ وقَتَلا أيضًا حَمُور وابْنَهُ شَكِيم بِالسَّيف. ثُمَّ أخَذا دِينَة مِن بَيتِ شَكِيم وغادَرا. ٢٧ وأتى أبناءُ يَعْقُوب الآخَرونَ الى المَدينَة، حَيثُ كانَ الرِّجالُ مَقتولين، ونَهَبوها لِأنَّهُم تَعَدَّوْا على شَرَفِ أُختِهِم. + ٢٨ فأخَذوا غَنَمَهُم وبَقَرَهُم وحَميرَهُم وكُلَّ ما في المَدينَةِ وما في الحُقول. ٢٩ كُلُّ مُمتَلَكاتِهِم أخَذوها. وأسَروا كُلَّ أطفالِهِم وزَوجاتِهِم، ونَهَبوا كُلَّ ما في البُيوت.
٣٠ فقالَ يَعْقُوب لِشَمْعُون ولَاوِي: + «جَلَبتُما علَيَّ مُصيبَةً كَبيرَة. * فقد جَعَلتُماني مَكروهًا بَينَ سُكَّانِ الأرض، الكَنْعَانِيِّينَ والفَرْزِيِّين. نَحنُ قَليلون، فلا شَكَّ أنَّهُم سيَجتَمِعونَ لِيَهجُموا علَينا ويُبيدونا أنا وعائِلَتي». ٣١ لكنَّهُما أجاباه: «هل أُختُنا عاهِرَة لِتُعامَلَ هكَذا؟!».
٣٥ ثُمَّ قالَ اللّٰهُ لِيَعْقُوب: «قُمْ واصعَدْ إلى بَيْت إيل + واسكُنْ هُناك، وابْنِ مَذبَحًا لِلّٰهِ الَّذي ظَهَرَ لكَ حينَ كُنتَ هارِبًا مِن أخيكَ عِيسُو». +
٢ فقالَ يَعْقُوب لِعائِلَتِهِ ولِكُلِّ الَّذينَ كانوا معه: «تَخَلَّصوا مِنَ الآلِهَةِ المُزَيَّفَة الَّتي عِندَكُم + وطَهِّروا أنفُسَكُم وغَيِّروا ثِيابَكُم. ٣ سنَقومُ ونَصعَدُ إلى بَيْت إيل. وهُناك سأبْني مَذبَحًا لِلّٰهِ الَّذي استَجابَ لي في يَومِ ضيقَتي، وكانَ معي أينَما ذَهَبت». *+ ٤ فأعْطَوْا يَعْقُوب كُلَّ الآلِهَةِ المُزَيَّفَة الَّتي لَدَيهِم والحَلَقَ الَّذي في آذانِهِم. فطَمَرَها تَحتَ الشَّجَرَةِ الكَبيرَة القَريبَة مِن شَكِيم.
٥ وحينَ انطَلَقوا، أرعَبَ اللّٰهُ المُدُنَ الَّتي حَولَهُم. فلم يُلاحِقوا أبناءَ يَعْقُوب. ٦ وفي النِّهايَة، وَصَلَ يَعْقُوب هو وكُلُّ الَّذينَ معهُ إلى لُوز، + أي بَيْت إيل، في أرضِ كَنْعَان. ٧ وبَنى يَعْقُوب مَذبَحًا هُناك وسَمَّى المَكان «إيل بَيْت إيل»، * لِأنَّ اللّٰهَ ظَهَرَ لهُ هُناك عِندَما كانَ هارِبًا مِن أخيه. + ٨ ثُمَّ ماتَت دَبُّورَة + الَّتي أرضَعَت رِفْقَة ودُفِنَت قُربَ بَيْت إيل تَحتَ شَجَرَةِ سِنْدِيَان. فسَمَّاها يَعْقُوب «أَلُّون بَاكُوت». *
٩ وظَهَرَ اللّٰهُ لِيَعْقُوب مَرَّةً أُخْرى خِلالَ رِحلَةِ رُجوعِهِ مِن فَدَّان أَرَام وبارَكَه. ١٠ وقالَ لهُ اللّٰه: «إسْمُكَ يَعْقُوب. + ولكنْ لن يَكونَ اسْمُكَ بَعدَ الآنَ يَعْقُوب، بل إسْرَائِيل». وبَدَأ يَدْعوهُ إسْرَائِيل. + ١١ وقالَ لهُ اللّٰهُ أيضًا: «أنا اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيء. + لِيَكثُرْ نَسلُكَ ويَتَزايَد. ستَأتي مِنكَ شُعوب، جَماعَةٌ مِنَ الشُّعوب، + ويَخرُجُ مِنكَ * مُلوك. + ١٢ وسَأُعْطيكَ الأرضَ الَّتي أعْطَيتُها لِإبْرَاهِيم وإسْحَاق، وسَأُعْطيها لِنَسلِكَ مِن بَعدِكَ أيضًا». + ١٣ ثُمَّ تَرَكَ اللّٰهُ يَعْقُوب وغادَرَ المَكانَ الَّذي كَلَّمَهُ فيه.
١٤ فأوْقَفَ يَعْقُوب حَجَرًا لِيَكونَ تَذكارًا في المَكانِ الَّذي كَلَّمَهُ فيهِ اللّٰه، وسَكَبَ علَيهِ تَقدِمَةَ خَمرٍ ثُمَّ صَبَّ علَيهِ زَيتًا. + ١٥ وظَلَّ يَعْقُوب يُسَمِّي المَكانَ الَّذي كَلَّمَهُ فيهِ اللّٰه «بَيْت إيل». +
١٦ ثُمَّ رَحَلوا مِن بَيْت إيل. وعِندَما كانوا على مَسافَةٍ مِن أَفْرَاتَة، شَعَرَت رَاحِيل بِأوْجاعِ الولِادَةِ وكانَت وِلادَتُها صَعبَةً جِدًّا. ١٧ وفيما كانَت تَتَعَذَّبُ لِتَلِد، قالَت لها المَرأةُ الَّتي تُوَلِّدُها: «لا تَخافي، هذا صَبِيٌّ آخَرُ لكِ». + ١٨ وفي آخِرِ لَحَظاتٍ مِن حَياةِ رَاحِيل * (لِأنَّها كانَت تَموت)، سَمَّتِ الوَلَدَ بِنْ أُونِي، * أمَّا أبوهُ فسَمَّاهُ بِنْيَامِين. *+ ١٩ وماتَت رَاحِيل ودُفِنَت في الطَّريقِ الَّتي تُؤَدِّي إلى أَفْرَاتَة، أي بَيْت لَحْم. + ٢٠ فأوْقَفَ يَعْقُوب حَجَرًا كَبيرًا على قَبرِها. إنَّهُ عَلامَةٌ على قَبرِ رَاحِيل إلى هذا اليَوم.
٢١ ثُمَّ رَحَلَ إسْرَائِيل ونَصَبَ خَيمَتَهُ وَراءَ بُرجِ عِدْر. ٢٢ وفيما كانَ إسْرَائِيل ساكِنًا في تِلكَ الأرض، ذَهَبَ رَأُوبِين وأقامَ عَلاقَةً مع بِلْهَة زَوجَةِ * أبيه. فسَمِعَ إسْرَائِيل بِذلِك. +
وكانَ عِندَ يَعْقُوب ١٢ ابْنًا. ٢٣ أبناءُ لَيْئَة: رَأُوبِين بِكرُ يَعْقُوب + ثُمَّ شَمْعُون ولَاوِي ويَهُوذَا ويَسَّاكِر وزَبُولُون. ٢٤ إبْنَا رَاحِيل: يُوسُف وبِنْيَامِين. ٢٥ إبْنَا بِلْهَة خادِمَةِ رَاحِيل: دَان ونَفْتَالِي. ٢٦ إبْنَا زَلْفَة خادِمَةِ لَيْئَة: جَاد وأَشِير. هؤُلاء هُم أبناءُ يَعْقُوب الَّذينَ أنجَبَهُم في فَدَّان أَرَام.
٢٧ وأخيرًا وَصَلَ يَعْقُوب عِندَ أبيهِ إسْحَاق في مَمْرَا، + في قِرْيَة أَرْبَع، أي حَبْرُون، حَيثُ تَغَرَّبَ إبْرَاهِيم وإسْحَاق. *+ ٢٨ وعاشَ إسْحَاق ١٨٠ سَنَة. + ٢٩ ثُمَّ تَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخيرَ ومات، وانضَمَّ إلى آبائِهِ * بَعدَ أن عاشَ حَياةً طَويلَة وسَعيدَة. * ودَفَنَهُ ابْناهُ عِيسُو ويَعْقُوب. +
٣٦ وهذا تاريخُ عِيسُو، أي أَدُوم. +
٢ تَزَوَّجَ عِيسُو مِن بَناتِ كَنْعَان: عَادَة + بِنتَ إيلُون الحِثِّيّ، + وأَهُولِيبَامَة + بِنتَ عَنَى، وهي حَفيدَةُ صَبْعُون الحِوِّيّ. ٣ وتَزَوَّجَ أيضًا بَسْمَة + بِنتَ إسْمَاعِيل، أُختَ نَبَايُوت. +
٤ فوَلَدَت لهُ عَادَة أَلِيفَاز، ووَلَدَت بَسْمَة رَعُوئِيل.
هؤُلاء هُم أبناءُ عِيسُو الَّذينَ أنجَبَهُم في أرضِ كَنْعَان. ٦ ثُمَّ أخَذَ عِيسُو زَوجاتِهِ وأبناءَهُ وبَناتِهِ وكُلَّ السَّاكِنينَ * في بَيتِهِ وغَنَمِهِ وبَقَرِهِ وكُلَّ حَيَواناتِهِ الأُخْرى وكُلَّ ثَروَتِهِ الَّتي جَمَعَها + في أرضِ كَنْعَان، وانتَقَلَ إلى أرضٍ أُخْرى بَعيدًا عن أخيهِ يَعْقُوب. + ٧ فقد كانَت مُمتَلَكاتُهُما كَثيرَةً ولم يَعُدْ مُمكِنًا أن يَسكُنا معًا. والأرضُ الَّتي عاشا فيها * لم تَكُنْ تَكْفيهِما بِسَبَبِ كَثرَةِ مَواشيهِما. ٨ فسَكَنَ عِيسُو، الَّذي يُدْعى أيضًا أَدُوم، + في مِنطَقَةِ سَعِير الجَبَلِيَّة. +
٩ وهذا تاريخُ عِيسُو أبي الأَدُومِيِّينَ السَّاكِنينَ في مِنطَقَةِ سَعِير الجَبَلِيَّة. +
١٠ هذِه أسماءُ أبناءِ عِيسُو: أَلِيفَاز مِن زَوجَتِهِ عَادَة، ورَعُوئِيل مِن زَوجَتِهِ بَسْمَة. +
١١ وأبناءُ أَلِيفَاز هُم تِيمَان + وأُومَار وصَفُو وجَعْثَام وقِنَاز. + ١٢ وتَزَوَّجَ أَلِيفَاز بْنُ عِيسُو خادِمَةً * اسْمُها تِمْنَاع، ووَلَدَت لهُ عَمَالِيق. + هؤُلاء هُم أحفادُ عَادَة زَوجَةِ عِيسُو.
١٣ وأبناءُ رَعُوئِيل هُم نَحَث وزَارَح وشَمَّة ومِزَّة. هؤُلاء هُم أحفادُ بَسْمَة + زَوجَةِ عِيسُو.
١٤ أمَّا أَهُولِيبَامَة، بِنتُ عَنَى وحَفيدَةُ صَبْعُون، زَوجَةُ عِيسُو، فوَلَدَت لهُ يَعُوش ويَعْلَام وقُورَح.
١٥ وشُيوخُ القَبائِلِ الَّذينَ أتَوْا مِن أبناءِ عِيسُو + هُم: مِن أَلِيفَاز بِكرِ عِيسُو: الشَّيخ تِيمَان، الشَّيخ أُومَار، الشَّيخ صَفُو، الشَّيخ قِنَاز، + ١٦ الشَّيخ قُورَح، الشَّيخ جَعْثَام، والشَّيخ عَمَالِيق. أبناءُ أَلِيفَاز + هؤُلاء هُم شُيوخُ قَبائِلَ في أرضِ أَدُوم. وهُم أحفادُ عَادَة زَوجَةِ عِيسُو.
١٧ ومِن رَعُوئِيل بْنِ عِيسُو: الشَّيخ نَحَث، الشَّيخ زَارَح، الشَّيخ شَمَّة، والشَّيخ مِزَّة. أبناءُ رَعُوئِيل هؤُلاء هُم شُيوخُ قَبائِلَ في أرضِ أَدُوم. + وهُم أحفادُ بَسْمَة زَوجَةِ عِيسُو.
١٨ وأبناءُ أَهُولِيبَامَة زَوجَةِ عِيسُو: الشَّيخ يَعُوش، الشَّيخ يَعْلَام، والشَّيخ قُورَح. هؤُلاء هُم شُيوخُ القَبائِلِ مِن أَهُولِيبَامَة بِنتِ عَنَى، زَوجَةِ عِيسُو.
١٩ هؤُلاء هُم أبناءُ عِيسُو، أي أَدُوم، + وهؤُلاء هُم شُيوخُ القَبائِلِ الَّذينَ أتَوْا مِنهُم.
٢٠ وأبناءُ سَعِير الحُورِيّ، سُكَّانُ تِلكَ الأرضِ الأصلِيُّون، + هُم: لُوطَان وشُوبَال وصَبْعُون وعَنَى + ٢١ ودِيشُون وإيصَر ودِيشَان. + هؤُلاء هُم أبناءُ سَعِير، شُيوخُ قَبائِلِ الحُورِيِّينَ في أرضِ أَدُوم.
٢٢ وابْنَا لُوطَان هُما حُورِي وهِيمَام، وأُختُ لُوطَان هي تِمْنَاع. +
٢٣ وأبناءُ شُوبَال هُم عَلْوَان ومَنَاحَة وعِيبَال وشَفُو وأُونَام.
٢٤ وابْنَا صَبْعُون + هُما أَيَّة وعَنَى. وعَنَى هوَ الَّذي وَجَدَ يَنابيعَ المِياهِ السَّاخِنَة في البَرِّيَّةِ فيما كانَ يَرْعى حَميرَ أبيهِ صَبْعُون.
٢٥ ووَلَدَ عَنَى ابْنًا اسْمُهُ دِيشُون وبِنتًا اسْمُها أَهُولِيبَامَة.
٢٦ وأبناءُ دِيشُون هُم حَمْدَان وأَشْبَان ويَثْرَان وكَرَان. +
٢٧ وأبناءُ إيصَر هُم بِلْهَان وزَعْوَان وعَقَان.
٢٨ وابْنَا دِيشَان هُما عُوص وأَرَان. +
٢٩ وشُيوخُ قَبائِلِ الحُورِيِّينَ هُم: الشَّيخ لُوطَان، الشَّيخ شُوبَال، الشَّيخ صَبْعُون، الشَّيخ عَنَى، ٣٠ الشَّيخ دِيشُون، الشَّيخ إيصَر، والشَّيخ دِيشَان. + هؤُلاء هُم شُيوخُ قَبائِلِ الحُورِيِّينَ في أرضِ سَعِير.
٣١ وهؤُلاء هُمُ المُلوكُ الَّذينَ حَكَموا في أرضِ أَدُوم + قَبلَ أن يَحكُمَ أيُّ مَلِكٍ على الإسْرَائِيلِيِّين: + ٣٢ بَالَع بْنُ بَعُور صارَ مَلِكًا في أَدُوم، واسْمُ مَدينَتِه «دِنْهَابَة». ٣٣ وماتَ بَالَع، فمَلَكَ مَكانَهُ يُوبَاب بْنُ زَارَح مِن بُصْرَة. ٣٤ وماتَ يُوبَاب، فمَلَكَ مَكانَهُ حُوشَام مِن أرضِ التِّيمَانِيِّين. ٣٥ وماتَ حُوشَام، فمَلَكَ مَكانَهُ هَدَد بْنُ بَدَاد، الَّذي هَزَمَ المِدْيَانِيِّينَ + في بِلادِ مُوآب، وكانَ اسْمُ مَدينَتِه «عَوِيت». ٣٦ وماتَ هَدَد، فمَلَكَ مَكانَهُ سَمْلَة مِن مَسْرِيقَة. ٣٧ وماتَ سَمْلَة، فمَلَكَ مَكانَهُ شَؤُول مِن رَحُوبُوت النَّهْر. ٣٨ وماتَ شَؤُول، فمَلَكَ مَكانَهُ بَعْل حَانَان بْنُ عَكْبُور. ٣٩ وماتَ بَعْل حَانَان بْنُ عَكْبُور، فمَلَكَ مَكانَهُ هَدَار. وكانَ اسْمُ مَدينَتِه «فَاعُو»، واسْمُ زَوجَتِهِ مَهِيطَبْئِيل بِنتَ مَطْرِد بِنتِ مِيزَهَب.
٤٠ وهذِه أسماءُ شُيوخِ القَبائِلِ الَّذينَ أتَوْا مِن عِيسُو، وهي أيضًا أسماءُ عَشائِرِهِم ومَناطِقِهِم: تِمْنَاع وعَلْوَة ويَتِيت + ٤١ وأَهُولِيبَامَة وإيلَة وفِينُون ٤٢ وقِنَاز وتِيمَان ومِبْصَار ٤٣ ومَجْدِيئِيل وعِيرَام. هؤُلاء هُم شُيوخُ قَبائِلِ الأَدُومِيِّين، وهُم مَذكورونَ بِحَسَبِ المَناطِقِ الَّتي حَكَموا علَيها في أرضِهِم. + هؤُلاء هُمُ الأَدُومِيُّونَ نَسلُ عِيسُو. +
٣٧ وسَكَنَ يَعْقُوب في أرضِ كَنْعَان الَّتي تَغَرَّبَ فيها أبوه. *+
٢ هذِه قِصَّةُ عائِلَةِ يَعْقُوب.
حينَ كانَ ابْنُهُ يُوسُف + شابًّا بِعُمرِ ١٧ سَنَة، كانَ يَرْعى الغَنَمَ + مع أبناءِ بِلْهَة + وأبناءِ زَلْفَة، + زَوجَتَيْ أبيه. فأتى يُوسُف وأخبَرَ أباهُ عن أعمالِهِمِ السَّيِّئَة. ٣ وكانَ إسْرَائِيل يُحِبُّ يُوسُف أكثَرَ مِن باقي أبنائِهِ + لِأنَّهُ أنجَبَهُ وهو كَبيرٌ في العُمر. فأهْداهُ ثَوبًا مُمَيَّزًا. * ٤ ولمَّا رأى إخوَتُهُ أنَّ أباهُم يُحِبُّهُ أكثَرَ مِنهُم جَميعًا، كَرِهوهُ وصاروا يُكَلِّمونَهُ بِقَسوَة.
٥ ثُمَّ رأى يُوسُف حُلْمًا وحَكاهُ لِإخوَتِه، + فكَرِهوهُ أكثَر. ٦ قالَ لهُم: «إسمَعوا ما حَلَمتُ به: ٧ كُنَّا في وَسَطِ الحَقلِ نَجمَعُ السَّنابِلَ في رَبطات. فقامَت رَبطَتي ووَقَفَت بِشَكلٍ مُستَقيم، فأحاطَت رَبطاتُكُم بِرَبطَتي وسَجَدَت أمامَها». + ٨ فقالَ لهُ إخوَتُه: «هل تَظُنُّ أنَّكَ ستَصيرُ مَلِكًا علَينا وتَتَحَكَّمُ بنا؟». + فزادَ كُرْهُهُم لهُ بِسَبَبِ أحلامِهِ وكَلامِه.
٩ بَعدَ ذلِك رأى حُلْمًا آخَرَ أيضًا، فأخبَرَ إخوَتَهُ عنهُ قائلًا: «حَلَمتُ حُلْمًا آخَر، ورَأيتُ هذِهِ المَرَّةَ الشَّمسَ والقَمَرَ و ١١ نَجمًا تَسجُدُ أمامي». + ١٠ وحَكاهُ لِأبيهِ بِحُضورِ إخوَتِه، فوَبَّخَهُ أبوهُ وقالَ له: «ما مَعْنى حُلْمِكَ هذا؟ هل نَأتي أنا وأُمُّكَ وإخوَتُكَ ونَسجُدُ أمامَك؟». ١١ فغارَ مِنهُ إخوَتُه، + أمَّا أبوهُ فأبْقى هذا الكَلامَ في بالِه.
١٢ ثُمَّ ذَهَبَ إخوَتُهُ لِيَرْعَوْا غَنَمَ أبيهِم قُربَ شَكِيم. + ١٣ ولاحِقًا، قالَ إسْرَائِيل لِيُوسُف: «إخوَتُكَ يَرْعَوْنَ الغَنَمَ قُربَ شَكِيم، وأُريدُ أن أُرسِلَكَ إلَيهِم». فأجابَه: «حاضِر يا أبي». ١٤ فقالَ له: «مِن فَضلِك، اذهَبْ واطمَئِنَّ على إخوَتِكَ والغَنَمِ ورُدَّ لي خَبَرًا». فذَهَبَ يُوسُف مِن وادي حَبْرُون *+ بِاتِّجاهِ شَكِيم. ١٥ وفيما كانَ ماشِيًا في أحَدِ الحُقول، وَجَدَهُ رَجُلٌ وسَألَه: «عمَّن تُفَتِّش؟». ١٦ فأجاب: «أُفَتِّشُ عن إخوَتي. هل تَعرِفُ أينَ يَرْعَوْنَ الغَنَم؟». ١٧ فقالَ الرَّجُل: «لقد رَحَلوا مِن هُنا لِأنِّي سَمِعتُهُم يَقولون: ‹سنَذهَبُ إلى دُوثَان›». فذَهَبَ يُوسُف إلى دُوثَان ووَجَدَ إخوَتَهُ هُناك.
١٨ فرَأَوْهُ مِن بَعيد. وقَبلَ أن يَصِلَ إلَيهِم، اتَّفَقوا علَيهِ كَي يَقتُلوه. ١٩ فقالَ بَعضُهُم لِبَعض: «أُنظُروا، أتى صاحِبُ الأحلام! + ٢٠ تَعالَوْا نَقتُلُهُ ونَرْميهِ في بِئر، ونَقولُ إنَّ حَيَوانًا شَرِسًا أكَلَه. ولْنَرَ كَيفَ ستَتَحَقَّقُ أحلامُه». ٢١ فسَمِعَ رَأُوبِين + ذلِك وحاوَلَ أن يُنقِذَهُ مِنهُم. فقال: «لا نَقتُلْه». *+ ٢٢ وقالَ لهُم أيضًا: «لا تُلَوِّثوا أيْدِيَكُم بِالدَّم. + إرْموهُ في هذا البِئرِ في البَرِّيَّةِ ولا تَمُدُّوا يَدَكُم علَيه». + وكانَ هَدَفُهُ أن يُنقِذَهُ كَي يَرُدَّهُ إلى أبيه.
٢٣ ولمَّا جاءَ يُوسُف إلى إخوَتِه، خَلَعوا عنهُ ثَوبَهُ المُمَيَّزَ الَّذي كانَ يَلبَسُه، + ٢٤ وأخَذوهُ ورَمَوْهُ في البِئر. وكانَ البِئرُ في ذلِكَ الوَقتِ فارِغًا لَيسَ فيهِ ماء.
٢٥ ثُمَّ جَلَسوا لِيَأكُلوا. ورَفَعوا عُيونَهُم فرَأَوْا مَجموعَةً مِنَ التُّجَّارِ الإسْمَاعِيلِيِّينَ + آتينَ مِن جِلْعَاد ونازِلينَ إلى مِصْر، وكانَت جِمالُهُم تَحمِلُ مَوادَّ طِبِّيَّة وعِطرِيَّة. *+ ٢٦ فقالَ يَهُوذَا لِإخوَتِه: «ما الفائِدَةُ إذا قَتَلنا أخانا وأخْفَينا ما فَعَلناه؟ + ٢٧ تَعالَوْا نَبيعُهُ + لِلإسْمَاعِيلِيِّين، ولا نَمُدُّ يَدَنا علَيه. فهو أخونا مِن لَحمِنا ودَمِنا». فسَمِعوا لِيَهُوذَا. ٢٨ وعِندَما مَرَّ التُّجَّارُ المِدْيَانِيُّون، *+ أخرَجَ إخوَةُ يُوسُف أخاهُم مِنَ البِئر، وباعوهُ لهُم مُقابِلَ ٢٠ قِطعَةً مِنَ الفِضَّة. + فأخَذَهُ هؤُلاءِ التُّجَّارُ إلى مِصْر.
٢٩ ولاحِقًا، رَجَعَ رَأُوبِين إلى البِئرِ ولم يَجِدْ يُوسُف فيه. فمَزَّقَ ثِيابَه. ٣٠ ورَجَعَ إلى إخوَتِهِ وصَرَخ: «إختَفى الوَلَد! ماذا سأفعَلُ الآن؟».
٣١ فأخَذوا ثَوبَ يُوسُف وذَبَحوا تَيسًا وغَمَّسوا الثَّوبَ في الدَّم. ٣٢ وأرسَلوهُ إلى أبيهِم وقالوا: «وَجَدنا هذا. تَفَحَّصْهُ لِتَتَأكَّدَ هل هو ثَوبُ ابْنِكَ أم لا». + ٣٣ فتَفَحَّصَهُ وصَرَخ: «هذا ثَوبُ ابْني! حَيَوانٌ شَرِسٌ هَجَمَ علَيهِ ومَزَّقَه!». ٣٤ فمَزَّقَ يَعْقُوب ثِيابَه، ولَفَّ ثَوبَ الحُزنِ حَولَ خَصرِه، وبَكى على ابْنِهِ أيَّامًا كَثيرَة. ٣٥ وظَلَّ كُلُّ أبنائِهِ وبَناتِهِ يُحاوِلونَ أن يُعَزُّوه، لكنَّهُ رَفَضَ أن يَتَعَزَّى وقال: «سأظَلُّ حَزينًا على ابْني إلى أن أنزِلَ إلى القَبر». *+ وبَقِيَ أبوهُ يَبْكي علَيه.
٣٦ أمَّا المِدْيَانِيُّونَ فباعوا يُوسُف في مِصْر لِفُوطِيفَار، وهو مَسؤولٌ في قَصرِ فِرْعَوْن + ورَئيسُ الحَرَسِ المَلَكِيّ. +
٣٨ في ذلِكَ الوَقت، تَرَكَ يَهُوذَا إخوَتَهُ ونَصَبَ خَيمَتَهُ قُربَ رَجُلٍ عَدُلَّامِيٍّ اسْمُهُ حِيرَة. ٢ وهُناك رَأى يَهُوذَا ابْنَةَ رَجُلٍ كَنْعَانِيٍّ + اسْمُهُ شُوع. فأخَذَها وتَزَوَّجَها. ٣ فحَبِلَت ووَلَدَتِ ابْنًا، فسَمَّاهُ عِير. + ٤ وحَبِلَت مَرَّةً ثانِيَة ووَلَدَتِ ابْنًا وسَمَّتهُ أُونَان. ٥ ثُمَّ وَلَدَتِ ابْنًا آخَرَ وسَمَّتهُ شِيلَة. وكانوا في أَكْزِيب *+ حينَ وَلَدَته.
٦ ومعَ الوَقت، أخَذَ يَهُوذَا لِابْنِهِ البِكرِ عِير زَوجَةً اسْمُها ثَامَار. + ٧ لكنَّ عِير، بِكرَ يَهُوذَا، كانَ يَفعَلُ الشَّرَّ في نَظَرِ يَهْوَه. فأماتَهُ يَهْوَه. ٨ لِذلِك قالَ يَهُوذَا لِأُونَان: «تَزَوَّجْ أرمَلَةَ أخيك. * أقِمْ عَلاقَةً معها كَي يَصيرَ لِأخيكَ نَسل». + ٩ لكنَّ أُونَان عَرَفَ أنَّ النَّسلَ لن يُعتَبَرَ نَسلَه. + لِذلِك كُلَّما كانَ يُقيمُ عَلاقَةً مع زَوجَةِ أخيه، كانَ يَقذِفُ على الأرضِ كَي لا يُنجِبَ ابْنًا لِأخيه. + ١٠ وكانَ ما فَعَلَهُ سَيِّئًا في نَظَرِ يَهْوَه، فأماتَهُ هو أيضًا. + ١١ عِندَئِذٍ قالَ يَهُوذَا لِكَنَّتِهِ ثَامَار: «أُسكُني في بَيتِ أبيكِ ولا تَتَزَوَّجي إلى أن يَكبَرَ ابْني شِيلَة»، لِأنَّهُ خافَ أن يَموتَ شِيلَة أيضًا مِثلَ أخَوَيْه. + فذَهَبَت ثَامَار وعاشَت في بَيتِ أبيها.
١٢ ومَرَّتِ الأيَّامُ وماتَت زَوجَةُ يَهُوذَا بِنتُ شُوع. + وبَعدَما انتَهَت فَترَةُ الحِداد، ذَهَبَ يَهُوذَا إلى الَّذينَ كانوا يَجُزُّونَ صوفَ خِرافِهِ في تِمْنَة، + وذَهَبَ معهُ صاحِبُهُ العَدُلَّامِيُّ حِيرَة. + ١٣ فقيلَ لِثَامَار: «أبو زَوجِكِ ذاهِبٌ إلى تِمْنَة كَي يَجُزَّ صوفَ خِرافِه». ١٤ فخَلَعَت ثَامَار الثِّيابَ الَّتي تَلبَسُها الأرامِلُ عادَةً، وتَغَطَّت بِشالٍ وأخْفَت وَجهَها، وجَلَسَت عِندَ مَدخَلِ عَيْنَايِم الَّتي على طَريقِ تِمْنَة. فهي رَأت أنَّ شِيلَة كَبِرَ وأنَّ حَماها لم يُزَوِّجْها له. +
١٥ ولمَّا رَآها يَهُوذَا، ظَنَّ أنَّها عاهِرَةٌ لِأنَّها كانَت تُغَطِّي وَجهَها. ١٦ فاقتَرَبَ مِنها عِندَ جانِبِ الطَّريقِ وقالَ لها: «دَعيني أنامُ معكِ». فهو لم يَعرِفْ أنَّها كَنَّتُه. + فقالَت له: «ماذا تُعْطيني مُقابِلَ ذلِك؟». ١٧ أجابَها: «سأُرسِلُ لكِ تَيسًا صَغيرًا مِن قَطيعي». فقالَت: «أعْطِني ضَمانَةً إلى أن تُرسِلَه». ١٨ قال: «ما هيَ الضَّمانَةُ الَّتي تُريدينَها؟». أجابَت: «خاتِمُكَ + والشَّريطُ الَّذي يُعَلَّقُ بهِ وعَصاكَ الَّتي في يَدِك». فأعْطاها ما طَلَبَتهُ ونامَ معها، فحَبِلَت مِنه. ١٩ ثُمَّ قامَت وذَهَبَت وخَلَعَت شالَها ولَبِسَتِ الثِّيابَ الَّتي تَلبَسُها الأرامِل.
٢٠ فأرسَلَ يَهُوذَا التَّيسَ مع صاحِبِهِ العَدُلَّامِيِّ + كَي يَستَرجِعَ الضَّمانَةَ مِنَ المَرأة، إلَّا أنَّهُ لم يَجِدْها. ٢١ فسَألَ أهلَ تِلكَ المِنطَقَة: «أينَ العاهِرَةُ * الَّتي كانَت في عَيْنَايِم عِندَ جانِبِ الطَّريق؟». فأجابوا: «لم يَكُنْ هُنا أيُّ عاهِرَة». ٢٢ فرَجَعَ إلى يَهُوذَا وقالَ له: «لم أجِدْها، وأهلُ المِنطَقَةِ قالوا: ‹لم يَكُنْ هُنا أيُّ عاهِرَة›». ٢٣ فقالَ يَهُوذَا: «لِتَأخُذِ الضَّمانَةَ لِنَفْسِها. إذا بَقينا نُفَتِّشُ عنها، يَسخَرُ النَّاسُ مِنَّا. أنا أرسَلتُ لها التَّيسَ معكَ لكنَّكَ لم تَجِدْها».
٢٤ وبَعدَ ثَلاثَةِ أشهُرٍ تَقريبًا، قيلَ لِيَهُوذَا: «كَنَّتُكَ ثَامَار صارَت عاهِرَة، وهي أيضًا حُبْلى نَتيجَةَ ذلِك». فقالَ يَهُوذَا: «أَخرِجوها لِتُقتَلَ ثُمَّ تُحرَق». + ٢٥ وبَينَما كانوا يُخرِجونَها، أرسَلَت خَبَرًا إلى والِدِ زَوجِها قائِلَة: «أنا حامِلٌ مِنَ الرَّجُلِ الَّذي لهُ هذِهِ الأشياء. تَأكَّدْ لِمَنِ الخاتِمُ والشَّريطُ والعَصا». + ٢٦ فمَيَّزَ يَهُوذَا أنَّها لهُ وقال: «هي على حَقّ. أنا المُخطِئُ لِأنِّي لم أُزَوِّجْها ابْني شِيلَة». + ولم يُقِمْ معها عَلاقَةً مَرَّةً أُخْرى.
٢٧ وعِندَما جاءَ وَقتُ وِلادَتِها، كانَ في رَحِمِها تَوْأم. ٢٨ وفيما كانَت تَلِد، أخرَجَ أحَدُهُما يَدَه. فأخَذَتِ المَرأةُ الَّتي تُوَلِّدُها خَيطًا أحمَرَ قِرمِزِيًّا ورَبَطَتهُ حَولَ يَدِهِ وقالَت: «هذا خَرَجَ أوَّلًا». ٢٩ لكنَّهُ سَحَبَ يَدَه، فخَرَجَ أخوه. فقالَت: «ما هذا التَّمَزُّقُ الَّذي سَبَّبتَهُ كَي تَخرُج!». لِذلِك سُمِّيَ فَارِص. *+ ٣٠ بَعدَ ذلِك خَرَجَ أخوهُ الَّذي حَولَ يَدِهِ خَيطٌ أحمَرُ قِرمِزِيّ، وسُمِّيَ زَارَح. +
٣٩ وأنزَلَ الإسْمَاعِيلِيُّونَ + يُوسُف إلى مِصْر. + فاشتَراهُ مِنهُم رَجُلٌ مِصْرِيٌّ اسْمُهُ فُوطِيفَار، + وهو مَسؤولٌ في قَصرِ فِرْعَوْن ورَئيسُ الحَرَسِ المَلَكِيّ. ٢ وكانَ يَهْوَه مع يُوسُف. + نَتيجَةً لِذلِك، نَجَحَ وتَوَلَّى مَسؤولِيَّاتٍ في بَيتِ سَيِّدِهِ المِصْرِيّ. ٣ ورَأى سَيِّدُهُ أنَّ يَهْوَه معه، وأنَّ يَهْوَه يُوَفِّقُهُ في كُلِّ ما يَفعَلُه.
٤ فنالَ يُوسُف رِضى فُوطِيفَار وأصبَحَ خادِمَهُ الشَّخصِيّ. فعَيَّنَهُ مُشرِفًا على بَيتِهِ وعلى كُلِّ ما يَملِكُه. ٥ ومُنذُ ذلِكَ الوَقت، بارَكَ يَهْوَه بَيتَ المِصْرِيِّ بِسَبَبِ يُوسُف. وكانَت بَرَكَةُ يَهْوَه على كُلِّ ما لَدَيهِ في البَيتِ وفي الحَقل. + ٦ وأخيرًا، تَرَكَ فُوطِيفَار يُوسُف يَهتَمُّ بِكُلِّ ما لَدَيه، ولم يَشغَلْ بالَهُ بِشَيءٍ إلَّا بِالطَّعامِ الَّذي يَأكُلُه. وكانَ يُوسُف جَميلًا وقَوِيَّ البِنْيَة.
٧ ووَضَعَت زَوجَةُ فُوطِيفَار عَيْنَها على يُوسُف وصارَت تَقولُ له: «نَمْ معي». ٨ لكنَّهُ كانَ يَرفُضُ ويَقولُ لها: «سَيِّدي لا يَشغَلُ بالَهُ بِشَيءٍ لِأنِّي مَوْجودٌ في البَيت، وقد أمَّنَني على كُلِّ ما لَدَيه. ٩ لا أحَدَ في هذا البَيتِ أعظَمُ مِنِّي، وسَيِّدي لم يَمنَعْ عنِّي شَيئًا غَيرَكِ لِأنَّكِ زَوجَتُه. فكَيفَ أفعَلُ هذا الشَّرَّ العَظيمَ وأُخطِئُ إلى اللّٰه؟». +
١٠ وظَلَّت يَومًا بَعدَ يَومٍ تُحاوِلُ أن تُقنِعَ يُوسُف، لكنَّهُ لم يَقبَلْ أبَدًا أن يَنامَ معها أو يَتَواجَدَ معها. ١١ ولكنْ في أحَدِ الأيَّام، دَخَلَ البَيتَ كعادَتِهِ لِيَقومَ بِعَمَلِه، ولم يَكُنْ أحَدٌ مِنَ الخَدَمِ في البَيت. ١٢ فأمسَكَت بِثَوبِهِ وقالَت: «نَمْ معي!». فتَرَكَ ثَوبَهُ في يَدِها وهَرَبَ إلى الخارِج. ١٣ وعِندَما رَأت أنَّهُ تَرَكَ ثَوبَهُ في يَدِها وهَرَبَ إلى الخارِج، ١٤ صَرَخَت إلى خَدَمِ البَيتِ وقالَت: «أُنظُروا! هذا الرَّجُلُ العِبْرَانِيُّ الَّذي أحضَرَهُ إلَينا زَوجي يُريدُ أن يَجعَلَنا مَسخَرَة. لقد حاوَلَ أن يَغتَصِبَني، فصَرَختُ بِأعْلى صَوتي. ١٥ ولمَّا سَمِعَني أصرُخ، تَرَكَ ثَوبَهُ بِجانِبي وهَرَبَ إلى الخارِج». ١٦ وتَرَكَت ثَوبَهُ بِجانِبِها إلى أن رَجَعَ سَيِّدُهُ إلى البَيت.
١٧ فحَكَت لهُ القِصَّةَ نَفْسَها قائِلَة: «الخادِمُ العِبْرَانِيُّ الَّذي أحضَرتَهُ أتى إلَيَّ لِيَجعَلَني مَسخَرَة. ١٨ ولكنْ عِندَما بَدَأتُ أصرُخ، تَرَكَ ثَوبَهُ بِجانِبي وهَرَبَ إلى الخارِج». ١٩ فلمَّا سَمِعَ فُوطِيفَار ما أخبَرَتهُ بهِ زَوجَتُهُ قائِلَة: «هذا ما فَعَلَهُ بي خادِمُك»، غَضِبَ جِدًّا. ٢٠ فأخَذَ يُوسُف ووَضَعَهُ في السِّجنِ الَّذي كانَ سُجَناءُ المَلِكِ مَحبوسينَ فيه. وبَقِيَ هُناك في السِّجن. +
٢١ لكنَّ يَهْوَه كانَ مع يُوسُف وظَلَّ يُظهِرُ لهُ الوَلاء، * وجَعَلَهُ يَكسِبُ رِضى مُديرِ السِّجن. + ٢٢ وعَيَّنَهُ مُديرُ السِّجنِ مَسؤولًا عن جَميعِ السُّجَناء. فصارَ يُشرِفُ على كُلِّ ما يَفعَلونَه. + ٢٣ ولم يَقلَقْ مُديرُ السِّجنِ بِخُصوصِ أيِّ شَيءٍ يَهتَمُّ بهِ يُوسُف لِأنَّ يَهْوَه كانَ معه. وكانَ يَهْوَه يُوَفِّقُ يُوسُف في كُلِّ ما يَفعَلُه. +
٤٠ بَعدَ ذلِك، أخطَأَ رَئيسُ السُّقاةِ + ورَئيسُ الخَبَّازينَ إلى سَيِّدِهِما مَلِكِ مِصْر. ٢ فغَضِبَ فِرْعَوْن جِدًّا مِن هذَيْنِ المُوَظَّفَيْن، + ٣ ووَضَعَهُما في الحَبسِ في بَيتِ رَئيسِ الحَرَسِ المَلَكِيّ، + حَيثُ كانَ يُوسُف مَسجونًا. + ٤ فعَيَّنَ رَئيسُ الحَرَسِ المَلَكِيِّ يُوسُفَ لِيَكونَ معهُما ويَهتَمَّ بهِما. + وبَقِيا في الحَبسِ فَترَةً مِنَ الوَقت. *
٥ وفي السِّجن، رَأى كُلٌّ مِن ساقي مَلِكِ مِصْر وخَبَّازِهِ حُلْمًا في نَفْسِ اللَّيلَة. وكانَ لِكُلِّ حُلْمٍ تَفسيرُه. ٦ وحينَ دَخَلَ يُوسُف إلَيهِما في الصَّباح، لاحَظَ أنَّهُما مُكتَئِبان. ٧ فسَألَهُما: «لِماذا يَظهَرُ الحُزنُ على وَجهَيْكُما اليَوم؟». ٨ فأجاباه: «لقد حَلَمَ كُلٌّ مِنَّا حُلْمًا ولا يوجَدُ مَن يُفَسِّرُهُ لنا». فقالَ لهُما يُوسُف: «ألَيسَتِ التَّفسيراتُ لِلّٰه؟ + أَخبِراني ماذا حَلَمتُما».
٩ فحَكى رَئيسُ السُّقاةِ حُلْمَهُ لِيُوسُف قائِلًا: «رَأيتُ في حُلْمي كَرمَةَ عِنَب. ١٠ وكانَ على الكَرمَةِ ثَلاثَةُ أغصان. وحالَما طَلَعَ وَرَقُها، ظَهَرَت أزهارُها ونَضِجَت عَناقيدُها وصارَت عِنَبًا. ١١ وكُنتُ أحمِلُ كَأسَ فِرْعَوْن، فأخَذتُ العِنَبَ وعَصَرتُهُ في الكَأس. ثُمَّ ناوَلتُ الكَأسَ لِفِرْعَوْن». ١٢ فقالَ لهُ يُوسُف: «هذا تَفسيرُ الحُلْم: الأغصانُ الثَّلاثَة هي ثَلاثَةُ أيَّام. ١٣ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّام، يُطلِقُ فِرْعَوْن سَراحَكَ * ويَرُدُّكَ إلى وَظيفَتِك. + فتُناوِلُ فِرْعَوْن كَأسَه، مِثلَما تَعَوَّدتَ أن تَفعَلَ حينَ كُنتَ ساقِيًا عِندَه. + ١٤ ولكنْ تَذَكَّرْني حينَ يَتَحَسَّنُ وَضعُك، وأَظهِرْ لي الرَّحمَةَ * واذكُرْني عِندَ فِرْعَوْن وأَخرِجْني مِن هذا المَكان. ١٥ فقد خُطِفتُ مِن أرضِ العِبْرَانِيِّين. + ولم أفعَلْ شَيئًا هُنا حتَّى يَضَعوني في السِّجن». *+
١٦ ولمَّا رأى رَئيسُ الخَبَّازينَ أنَّ تَفسيرَ الحُلْمِ كانَ خَيرًا، قالَ لِيُوسُف: «أنا أيضًا حَلَمتُ حُلْمًا. فقد رَأيتُ ثَلاثَ سَلَّاتٍ مِنَ الخُبزِ الفاخِرِ على رَأسي. ١٧ وكانَ في السَّلَّةِ العُلْيا كُلُّ أنواعِ الأطعِمَةِ المَخبوزَة لِفِرْعَوْن، وكانَتِ الطُّيورُ تَأكُلُها مِنَ السَّلَّةِ فَوقَ رَأسي». ١٨ فأجابَ يُوسُف: «هذا تَفسيرُ الحُلْم: السَّلَّاتُ الثَّلاثُ هي ثَلاثَةُ أيَّام. ١٩ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ يَقطَعُ فِرْعَوْن رَأسَكَ * ويُعَلِّقُكَ على خَشَبَة، فتَأكُلُ الطُّيورُ لَحمَك». +
٢٠ وكانَ اليَومُ الثَّالِثُ يَومَ ميلادِ فِرْعَوْن، + فعَمِلَ وَليمَةً لِكُلِّ خُدَّامِهِ وأحضَرَ * رَئيسَ السُّقاةِ ورَئيسَ الخَبَّازينَ أمامَهُم. ٢١ ورَدَّ فِرْعَوْن رَئيسَ السُّقاةِ إلى وَظيفَتِه، فصارَ يُقَدِّمُ لهُ الكَأس. ٢٢ أمَّا رَئيسُ الخَبَّازينَ فعَلَّقَه، مِثلَما فَسَّرَ لهُما يُوسُف. + ٢٣ لكنَّ رَئيسَ السُّقاةِ لم يَتَذَكَّرْ يُوسُف بل نَسِيَهُ كُلِّيًّا. +
٤١ وبَعدَ سَنَتَيْنِ كامِلَتَيْن، حَلَمَ + فِرْعَوْن أنَّهُ واقِفٌ عِندَ نَهرِ النِّيل. ٢ فرَأى سَبعَ بَقَراتٍ سَمينَة ومَنظَرُها جَيِّدٌ تَخرُجُ مِنَ النَّهر، وصارَت تَرْعى بَينَ أعشابِ النِّيل. + ٣ ثُمَّ خَرَجَت بَعدَها مِنَ النِّيل سَبعُ بَقَراتٍ نَحيفَة وبَشِعَة. فوَقَفَت بِجانِبِ البَقَراتِ السَّمينَة على ضِفَّةِ نَهرِ النِّيل. ٤ فأكَلَتِ البَقَراتُ النَّحيفَة والبَشِعَة البَقَراتِ السَّبعَ السَّمينَة والجَيِّدَةَ المَنظَر. عِندَئِذٍ استَيقَظَ فِرْعَوْن.
٥ ثُمَّ عادَ إلى النَّومِ وحَلَمَ حُلْمًا ثانِيًا. فرَأى سَبعَ سَنابِلَ جَيِّدَة ومُمتَلِئَة طَلَعَت في نَفْسِ السَّاق. + ٦ ثُمَّ نَبَتَت بَعدَها سَبعُ سَنابِلَ رَفيعَة أحرَقَتها الرِّيحُ الشَّرقِيَّة. ٧ فبَلَعَتِ السَّنابِلُ الرَّفيعَة السَّنابِلَ السَّبعَ الجَيِّدَة والمُمتَلِئَة. عِندَئِذٍ استَيقَظَ فِرْعَوْن وعَرَفَ أنَّهُ يَحلُم.
٨ وفي الصَّباح، شَعَرَ بِانزِعاجٍ شَديد. * فدَعا كُلَّ كَهَنَةِ مِصْر الَّذينَ يُمارِسونَ السِّحرَ وكُلَّ الحُكَماءِ فيها، وحَكى لهُم حُلْمَيْه. ولكنْ لم يَقدِرْ أحَدٌ أن يُفَسِّرَهُما له.
٩ عِندَئِذٍ قالَ رَئيسُ السُّقاةِ لِفِرْعَوْن: «اليَومَ تَذَكَّرتُ خَطاياي. ١٠ حينَ كُنتَ يا سَيِّدي فِرْعَوْن غاضِبًا مِن خادِمَيْك، أنا ورَئيسِ الخَبَّازين، وَضَعتَنا في الحَبسِ في بَيتِ رَئيسِ الحَرَسِ المَلَكِيّ. + ١١ فحَلَمَ كُلٌّ مِنَّا حُلْمًا في نَفْسِ اللَّيلَة. وكانَ لِكُلِّ حُلْمٍ تَفسيرُه. + ١٢ وكانَ معنا شابٌّ عِبْرَانِيّ، وهو خادِمٌ لِرَئيسِ الحَرَسِ المَلَكِيّ. + وحينَ أخبَرناهُ ماذا حَلَمنا، + فَسَّرَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا حُلْمَه. ١٣ وحَدَثَ تَمامًا كما فَسَّرَ لنا. فقد أعَدتَني أنا إلى وَظيفَتي، أمَّا رَئيسُ الخَبَّازينَ فعَلَّقتَه». +
١٤ عِندَئِذٍ استَدْعى فِرْعَوْن يُوسُف، + فأحضَروهُ بِسُرعَةٍ مِنَ السِّجن. *+ فحَلَقَ وغَيَّرَ ثِيابَهُ ودَخَلَ إلى فِرْعَوْن. ١٥ فقالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف: «رَأيتُ حُلْمًا ولا يوجَدُ مَن يُفَسِّرُه. وأنا سَمِعتُ أنَّكَ تَقدِرُ أن تُفَسِّرَ الأحلام». + ١٦ فأجابَهُ يُوسُف: «لَستُ أنا! اللّٰهُ هوَ الَّذي يُعْطي فِرْعَوْن تَفسيرًا يُطَمئِنُه». +
١٧ فقالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف: «كُنتُ في حُلْمي واقِفًا على ضِفَّةِ نَهرِ النِّيل. ١٨ فخَرَجَت مِنَ النِّيل سَبعُ بَقَراتٍ سَمينَة ومَنظَرُها جَيِّد، وصارَت تَرْعى بَينَ أعشابِ النِّيل. + ١٩ ثُمَّ خَرَجَت بَعدَها سَبعُ بَقَراتٍ هَزيلَة وبَشِعَة جِدًّا ونَحيفَة. لم أرَ بَقَراتٍ بَشِعَة مِثلَها في كُلِّ أرضِ مِصْر. ٢٠ فأكَلَتِ البَقَراتُ النَّحيفَة والبَشِعَة البَقَراتِ السَّبعَ السَّمينَة الَّتي رَأيتُها أوَّلًا. ٢١ وعِندَما بَلَعَتها، لم يَعرِفْ أحَدٌ ذلِك لِأنَّ شَكلَها ظَلَّ بَشِعًا كما في الأوَّل. عِندَئِذٍ استَيقَظت.
٢٢ «بَعدَ ذلِك، رَأيتُ في حُلْمي سَبعَ سَنابِلَ جَيِّدَة ومُمتَلِئَة طَلَعَت في نَفْسِ السَّاق. + ٢٣ ثُمَّ نَبَتَت بَعدَها سَبعُ سَنابِلَ ذابِلَة ورَفيعَة أحرَقَتها الرِّيحُ الشَّرقِيَّة. ٢٤ فبَلَعَتِ السَّنابِلُ الرَّفيعَة السَّنابِلَ السَّبعَ الجَيِّدَة. فحَكَيتُ حُلْمي لِلكَهَنَةِ الَّذينَ يُمارِسونَ السِّحر، + ولكنْ لم يَقدِرْ أحَدٌ أن يُفَسِّرَهُ لي». +
٢٥ فقالَ يُوسُف لِفِرْعَوْن: «إنَّ حُلْمَيْ فِرْعَوْن لهُما نَفْسُ المَعْنى. لقد كَشَفَ اللّٰهُ لِفِرْعَوْن ما سيَفعَلُه. + ٢٦ البَقَراتُ السَّبعُ الجَيِّدَة هي سَبعُ سِنين. والسَّنابِلُ السَّبعُ الجَيِّدَة هي أيضًا سَبعُ سِنين. فالحُلْمانِ هُما حُلْمٌ واحِد. ٢٧ والبَقَراتُ السَّبعُ النَّحيفَة والبَشِعَة الَّتي خَرَجَت بَعدَها، وكَذلِكَ السَّنابِلُ السَّبعُ الفارِغَة الَّتي أحرَقَتها الرِّيحُ الشَّرقِيَّة هُما سَبعُ سِنينٍ مِنَ الجوع. ٢٨ فمِثلَما قُلتُ لكَ يا سَيِّدي فِرْعَوْن، إنَّ اللّٰهَ كَشَفَ لكَ ما سيَفعَلُه.
٢٩ «ستَأتي سَبعُ سِنينٍ فيها طَعامٌ كَثيرٌ جِدًّا في كُلِّ أرضِ مِصْر. ٣٠ ولكنْ ستَأتي بَعدَها سَبعُ سِنينٍ مِنَ الجوع، فيَنْسى النَّاسُ سِنينَ الشَّبَعِ في أرضِ مِصْر وتَقْضي المَجاعَةُ على الأرض. + ٣١ ولن يَتَذَكَّرَ أحَدٌ الشَّبَعَ الَّذي كانَ في الأرض، لِأنَّ المَجاعَةَ بَعدَهُ ستَكونُ شَديدَةً جِدًّا. ٣٢ وقد رَأى فِرْعَوْن الحُلْمَ مَرَّتَيْنِ لِأنَّ اللّٰهَ اتَّخَذَ قَرارًا نِهائِيًّا، وهو سيُنَفِّذُهُ قَريبًا.
٣٣ «لِذلِك، لِيَبحَثْ فِرْعَوْن الآنَ عن رَجُلٍ فَهيمٍ * وحَكيمٍ ويُعَيِّنْهُ مَسؤولًا عن كُلِّ أرضِ مِصْر. ٣٤ ولْيُعَيِّنْ فِرْعَوْن أيضًا نُظَّارًا على الأرضِ كَي يَجمَعوا خُمسَ المَحاصيلِ في مِصْر خِلالَ السِّنينِ السَّبعِ الَّتي فيها طَعامٌ كَثير. + ٣٥ فيَجمَعونَ الحُبوبَ خِلالَ سِنينِ الخَيرِ الآتِيَة، ويَضَعونَها في مَخازِنِ فِرْعَوْن في المُدُن، ويُحافِظونَ علَيها هُناك. + ٣٦ فيَكونُ الطَّعامُ مَؤونَةً خِلالَ سِنينِ الجوعِ السَّبعِ الَّتي تَأتي على مِصْر، كَي لا تَهلَكَ الأرضُ مِنَ الجوع». +
٣٧ فأعجَبَ الاقتِراحُ فِرْعَوْن وجَميعَ خُدَّامِه. ٣٨ وقالَ فِرْعَوْن لِخُدَّامِه: «هل يوجَدُ رَجُلٌ مِثلُ يُوسُف لَدَيهِ روحُ اللّٰه؟». ٣٩ ثُمَّ قالَ لِيُوسُف: «بِما أنَّ اللّٰهَ كَشَفَ لكَ كُلَّ ذلِك، لا يوجَدُ شَخصٌ فَهيمٌ وحَكيمٌ مِثلُك. ٤٠ أنتَ تَكونُ مَسؤولًا عن بَيتي، وكُلُّ شَعبي يُطيعونَ جَميعَ أوامِرِك. + وأنا فَقَط أكونُ أعظَمَ مِنكَ لِأنِّي المَلِك». * ٤١ وقالَ لهُ أيضًا: «لقد عَيَّنتُكَ مُشرِفًا على كُلِّ أرضِ مِصْر». + ٤٢ عِندَئِذٍ خَلَعَ فِرْعَوْن خاتِمَهُ مِن يَدِهِ ووَضَعَهُ في يَدِ يُوسُف، وألبَسَهُ ثِيابًا كَتَّانِيَّة فاخِرَة، ووَضَعَ قِلادَةً مِن ذَهَبٍ حَولَ رَقَبَتِه. ٤٣ وأركَبَهُ أيضًا في عَرَبَتِهِ المَلَكِيَّة الثَّانِيَة، وكانوا يُنادونَ أمامَه: «أَبْرِكْ!». * وهكَذا عَيَّنَهُ مُشرِفًا على كُلِّ أرضِ مِصْر.
٤٤ وقالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف: «صَحيحٌ أنِّي أنا المَلِك، ولكنْ مِن دونِ إذْنِكَ لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَفعَلَ شَيئًا * في كُلِّ أرضِ مِصْر». + ٤٥ ثُمَّ سَمَّاهُ فِرْعَوْن صَفْنَات فَعْنِيح، وزَوَّجَهُ أَسْنَات + بِنتَ فُوطِيفَارَع كاهِنِ مَدينَةِ أُون. * وصارَ يُوسُف مُشرِفًا على أرضِ مِصْر. *+ ٤٦ وكانَ عُمرُ يُوسُف ٣٠ سَنَةً + حينَ بَدَأ يَخدُمُ * فِرْعَوْن مَلِكَ مِصْر.
وخَرَجَ يُوسُف مِن عِندِ فِرْعَوْن وتَنَقَّلَ في كُلِّ أرضِ مِصْر. ٤٧ وخِلالَ سِنينِ الخَيرِ السَّبع، أنتَجَتِ الأرضُ طَعامًا كَثيرًا جِدًّا. ٤٨ واستَمَرَّ يُوسُف خِلالَ هذِهِ السِّنينِ يَجمَعُ كُلَّ الطَّعامِ مِن أرضِ مِصْر ويُخَزِّنُهُ في المُدُن. فكانَ يُخَزِّنُ في كُلِّ مَدينَةٍ الطَّعامَ المَأخوذَ مِنَ الحُقولِ حَولَها. ٤٩ وكَدَّسَ يُوسُف كَمِّيَّاتٍ كَبيرَة جِدًّا مِنَ الحُبوبِ كرَملِ البَحر، لِدَرَجَةِ أنَّهُم تَوَقَّفوا عن حِسابِها لِأنَّها كانَت بِلا عَدَد.
٥٠ وقَبلَ أن تَأتِيَ السَّنَةُ الأُولى مِنَ الجوع، أنجَبَ يُوسُف ابْنَيْنِ + مِن زَوجَتِهِ أَسْنَات بِنتِ فُوطِيفَارَع كاهِنِ مَدينَةِ أُون. * ٥١ فسَمَّى ابْنَهُ البِكرَ مَنَسَّى، *+ قائِلًا: «اللّٰهُ نَسَّاني كُلَّ مُعاناتي وكُلَّ بَيتِ أبي». ٥٢ وسَمَّى ابْنَهُ الثَّاني أَفْرَايِم، *+ قائِلًا: «اللّٰهُ جَعَلَني مُثمِرًا في الأرضِ الَّتي تَألَّمتُ فيها». +
٥٣ ثُمَّ انتَهَت سِنينُ الخَيرِ السَّبعُ في أرضِ مِصْر، + ٥٤ وبَدَأَت سِنينُ الجوعِ السَّبع، تَمامًا كما قالَ يُوسُف. + فكانَت هُناك مَجاعَةٌ في جَميعِ الأراضي، أمَّا كُلُّ أرضِ مِصْر فكانَ فيها خُبز. + ٥٥ وأخيرًا، انتَشَرَتِ المَجاعَةُ في كُلِّ أرضِ مِصْر، فصَرَخَ الشَّعبُ إلى فِرْعَوْن كَي يُعْطِيَهُم خُبزًا. + فقالَ فِرْعَوْن لِكُلِّ المِصْرِيِّين: «إذهَبوا إلى يُوسُف وافعَلوا كُلَّ ما يَقولُهُ لكُم». + ٥٦ واستَمَرَّتِ المَجاعَةُ في كُلِّ الأرض. + ففَتَحَ يُوسُف جَميعَ المَخازِنِ وباعَ الحُبوبَ لِلمِصْرِيِّين، + لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت شَديدَةً في مِصْر. ٥٧ وجاءَ النَّاسُ مِن كُلِّ البِلادِ إلى مِصْر لِيَشتَروا الحُبوبَ مِن يُوسُف، لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت شَديدَةً في الأرضِ كُلِّها. +
٤٢ وعِندَما عَرَفَ يَعْقُوب أنَّ هُناك حُبوبًا في مِصْر، + قالَ لِأبنائِه: «لِماذا تَنظُرونَ بَعضُكُم إلى بَعضٍ ولا تَفعَلونَ شَيئًا؟ ٢ سَمِعتُ أنَّهُ توجَدُ حُبوبٌ في مِصْر. فانزِلوا إلى هُناك واشتَروا لنا القَليلَ مِنها كَي نَعيشَ ولا نَموتَ مِنَ الجوع». + ٣ فنَزَلَ عَشَرَةٌ مِن إخوَةِ يُوسُف + لِيَشتَروا حُبوبًا مِن مِصْر. ٤ إلَّا أنَّ يَعْقُوب لم يُرسِلْ معهُم بِنْيَامِين + أخا يُوسُف، لِأنَّهُ قال: «رُبَّما يَحصُلُ لهُ حادِثٌ مُميت». +
٥ فجاءَ أبناءُ إسْرَائِيل إلى مِصْر معَ الَّذينَ جاؤُوا لِيَشتَروا حُبوبًا، لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت قد أصابَت أرضَ كَنْعَان أيضًا. + ٦ وكانَ يُوسُف هوَ الحاكِمَ في مِصْر + والمَسؤولَ عن بَيعِ الحُبوبِ لِكُلِّ شُعوبِ الأرض. + فأتى إخوَتُهُ وسَجَدوا أمامَه. + ٧ ولمَّا رَأى يُوسُف إخوَتَهُ عَرَفَهُم فَوْرًا، لكِنَّهُ لم يُخبِرْهُم مَن هو. + وكَلَّمَهُم بِقَسوَةٍ وقال: «مِن أينَ أتَيتُم؟»، فأجابوا: «مِن أرضِ كَنْعَان لِنَشتَرِيَ طَعامًا». +
٨ ومع أنَّ يُوسُف عَرَفَ إخوَتَه، فهُم لم يَعرِفوه. ٩ وفي الحال، تَذَكَّرَ الأحلامَ الَّتي رَآها عنهُم. + وقالَ لهُم: «أنتُم جَواسيس! جِئتُم لِتَرَوْا نِقاطَ الضُّعفِ في أرضِنا». ١٠ فقالوا له: «لا يا سَيِّدي. لقد أتى خُدَّامُكَ لِيَشتَروا طَعامًا. ١١ نَحنُ كُلُّنا أبناءُ رَجُلٍ واحِد، ونَحنُ أشخاصٌ مُستَقيمون. خُدَّامُكَ لَيسوا جَواسيس». ١٢ لكنَّهُ قالَ لهُم: «كَلَّا! أنتُم جِئتُم لِتَرَوْا نِقاطَ الضُّعفِ في أرضِنا». ١٣ عِندَئِذٍ قالوا له: «خُدَّامُكَ ١٢ أخًا. + ونَحنُ أبناءُ رَجُلٍ واحِدٍ + يَعيشُ في أرضِ كَنْعَان. أخونا الأصغَرُ هوَ الآنَ عِندَ أبينا، + والآخَرُ غَيرُ مَوْجود». +
١٤ فقالَ لهُم يُوسُف: «لا، بل كما قُلتُ لكُم: ‹أنتُم جَواسيس!›. ١٥ وحَياةِ فِرْعَوْن لن تَخرُجوا مِن هذا المَكانِ حتَّى يَأتِيَ أخوكُمُ الأصغَرُ إلى هُنا. بِهذِهِ الطَّريقَةِ أعرِفُ هل تَقولونَ الحَقيقَة. + ١٦ فأَرسِلوا واحِدًا مِنكُم لِيَجلُبَ أخاكُم، وأنتُم تَبْقَوْنَ مُحتَجَزينَ هُنا. وهكَذا تُبَرهِنونَ أنَّكُم صادِقون. ولكنْ في حالِ كُنتُم تَكذِبون، وحَياةِ فِرْعَوْن أنتُم جَواسيس». ١٧ فوَضَعَهُم معًا في الحَبسِ ثَلاثَةَ أيَّام.
١٨ وفي اليَومِ الثَّالِث، قالَ لهُم يُوسُف: «أنا رَجُلٌ يَخافُ اللّٰه. فافعَلوا ما أقولُهُ لكُم كَي تَحْيَوْا. ١٩ إذا كُنتُم صادِقين، فلْيَظَلَّ واحِدٌ مِنكُم في الحَبسِ هُنا. أمَّا الباقونَ فيَذهَبونَ ويَأخُذونَ الحُبوبَ لِيَسُدُّوا جوعَ أهلِ بَيتِكُم. + ٢٠ ثُمَّ أَحضِروا أخاكُمُ الأصغَرَ إلَيَّ كَي تُثبِتوا أنَّ كَلامَكُم صادِقٌ ولا تَموتوا». فوافَقوا على ذلِك.
٢١ وقالَ بَعضُهُم لِبَعض: «لا شَكَّ أنَّ هذا عِقابٌ لنا بِسَبَبِ ما فَعَلناهُ لِأخينا. + فقد رَأينا مُعاناتَهُ * وهو يَتَرَجَّانا، لكنَّنا لم نُشفِقْ علَيه. لِذلِك نَحنُ نُعاني هذِهِ المُصيبَةَ الآن». ٢٢ فأجابَهُم رَأُوبِين: «ألَمْ أقُلْ لكُم: ‹لا تُؤْذوا * الوَلَد› لكنَّكُم لم تَسمَعوا؟ + نَحنُ الآنَ نُحاسَبُ على دَمِه». + ٢٣ لكنَّهُم لم يَعرِفوا أنَّ يُوسُف يَفهَمُ كَلامَهُم، لِأنَّهُ كانَ يَتَحَدَّثُ معهُم بِواسِطَةِ مُتَرجِم. ٢٤ فابتَعَدَ عنهُم وبَكى. + وعِندَما رَجَعَ إلَيهِم وكَلَّمَهُم مُجَدَّدًا، أخَذَ مِنهُم شَمْعُون + وقَيَّدَهُ أمامَ عُيونِهِم. + ٢٥ ثُمَّ أمَرَ يُوسُف خُدَّامَهُ أن يَملَأوا شِوالاتِ الرِّجالِ بِالحُبوب، ويَرُدُّوا مالَ كُلِّ واحِدٍ إلى شِوالِه، ويُعْطوهُم طَعامًا لِلسَّفَر. ففَعَلوا كما أمَرَهُم.
٢٦ فحَمَّلَ الإخوَةُ حُبوبَهُم على حَميرِهِم ورَحَلوا مِن هُناك. ٢٧ وعِندَما وصَلوا إلى مَكانٍ يَنامونَ فيه، فَتَحَ أحَدُهُم شِوالَهُ لِيُعْطِيَ عَلَفًا لِحِمارِه. فرَأى مالَهُ عِندَ فَتحَةِ الشِّوال. ٢٨ فقالَ لِإخوَتِه: «لقد أُعيدَ إلَيَّ مالي! إنَّهُ في شِوالي!». فهَبَطَت قُلوبُهُم، وقالوا بَعضُهُم لِبَعضٍ وهُم يَرجُفون: «ماذا فَعَلَ اللّٰهُ بنا؟».
٢٩ وعِندَما وَصَلوا إلى أبيهِم يَعْقُوب في أرضِ كَنْعَان، أخبَروهُ بِكُلِّ ما حَدَثَ لهُم وقالوا: ٣٠ «الرَّجُلُ الَّذي هو سَيِّدُ البِلادِ تَكَلَّمَ معنا بِقَسوَة، + واتَّهَمَنا بِأنَّنا جَواسيس. ٣١ لكنَّنا قُلنا له: ‹نَحنُ رِجالٌ مُستَقيمونَ ولَسنا جَواسيس. + ٣٢ نَحنُ ١٢ أخًا + مِن نَفْسِ الأب. واحِدٌ مِنَّا غَيرُ مَوْجود، + والأصغَرُ بَينَنا هوَ الآنَ مع أبينا في أرضِ كَنْعَان›. + ٣٣ فقالَ لنا سَيِّدُ البِلاد: ‹كَي أتَأكَّدَ أنَّكُم مُستَقيمون، اترُكوا أحَدَ إخوَتِكُم عِندي. + وخُذوا طَعامًا يَسُدُّ جوعَ أهلِ بَيتِكُم واذهَبوا. + ٣٤ وأَحضِروا إلَيَّ أخاكُمُ الأصغَر، فأتَأكَّدَ أنَّكُم مُستَقيمونَ ولَستُم جَواسيس. عِندَئِذٍ أُعيدُ إلَيكُم أخاكُم وتَشتَرونَ مِن أرضِنا ما تَحتاجونَ إلَيه›».
٣٥ وبَينَما كانوا يُفرِغونَ شِوالاتِهِم، وَجَدَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم كيسَ مالِهِ في شِوالِه. فلمَّا رَأَوْا هُم وأبوهُمُ المال، خافوا جِدًّا. ٣٦ فقالَ لهُم أبوهُم يَعْقُوب: «حَرَمتُموني مِن أوْلادي! + خَسِرتُ يُوسُف، + وخَسِرتُ شَمْعُون، + والآنَ تَأخُذونَ بِنْيَامِين! ما كُلُّ هذِهِ المَصائِبِ الَّتي تَحصُلُ لي؟!». ٣٧ فقالَ رَأُوبِين لِأبيه: «أُقتُلِ ابْنَيَّ الاثنَيْنِ إذا لم أُرجِعْهُ إلَيك. + سَلِّمْهُ إلَيَّ وأنا أهتَمُّ بهِ وأرُدُّهُ إلَيك». + ٣٨ لكنَّهُ أجاب: «لن يَنزِلَ ابْني معكُم، لِأنَّ أخاهُ ماتَ وهوَ الَّذي بَقِيَ لي مِن أُمِّه. + فإذا حَصَلَ لهُ حادِثٌ مُميتٌ خِلالَ سَفَرِكُم، تُنزِلونَني حَزينًا * إلى القَبر». *+
٤٣ وكانَتِ المَجاعَةُ شَديدَةً في الأرض. + ٢ فلمَّا انتَهَت كَمِّيَّةُ الحُبوبِ الَّتي أحضَروها مِن مِصْر، + قالَ لهُم أبوهُم: «إرجِعوا واشتَروا لنا القَليلَ مِنَ الطَّعام». ٣ فقالَ لهُ يَهُوذَا: «لقد حَذَّرَنا الرَّجُلُ بِشِدَّةٍ قائِلًا: ‹لن تَرَوْا وَجهي مَرَّةً ثانِيَة إلَّا وأخوكُم معكُم›. + ٤ فإذا أرسَلتَ أخانا معنا، نَنزِلُ ونَشتَري لكَ طَعامًا. ٥ ولكنْ إذا لم تُرسِلْه، لا نَنزِلُ لِأنَّ الرَّجُلَ قالَ لنا: ‹لن تَرَوْا وَجهي مَرَّةً ثانِيَة إلَّا وأخوكُم معكُم›». + ٦ فسَألَ إسْرَائِيل: + «لِماذا جَلَبتُم علَيَّ هذِهِ المُصيبَةَ وأخبَرتُمُ الرَّجُلَ أنَّ لَدَيكُم أخًا آخَر؟». ٧ فأجابوه: «الرَّجُلُ سَألَ بِالتَّحديدِ عنَّا وعن عائِلَتِنا قائِلًا: ‹هل أبوكُم حَيّ؟ هل لَدَيكُم أخٌ آخَر؟›، فقُلنا لهُ الحَقيقَة. + فكَيفَ لنا أن نَعرِفَ أنَّهُ سيَقول: ‹أَحضِروا أخاكُم إلى هُنا›؟». +
٨ عِندَئِذٍ ألَحَّ يَهُوذَا على أبيهِ إسْرَائِيل قائِلًا: «أَرسِلِ الصَّبِيَّ معي + ودَعْنا نَذهَبُ في طَريقِنا، فنَعيشَ ولا نَموتَ مِنَ الجوعِ + نَحنُ وأنتَ وأوْلادُنا. + ٩ أنا أضمَنُ سَلامَتَه. *+ حَمِّلْني أنا المَسؤولِيَّة. فإذا لم أُرجِعْهُ إلَيكَ وأُحضِرْهُ أمامَك، أكونُ مُخطِئًا إلَيكَ طولَ العُمر. ١٠ فلَو لم نَتَأخَّر، كُنَّا الآنَ ذَهَبنا وعُدنا مَرَّتَيْن».
١١ فقالَ لهُم أبوهُم إسْرَائِيل: «إذا لم يَكُنْ هُناك حَلٌّ آخَر، فافعَلوا هذا: خُذوا مِن أفخَرِ مَنتوجاتِ الأرضِ في شِوالاتِكُم، وأَنزِلوها معكُم هَدِيَّةً + لِلرَّجُل: قَليلًا مِنَ البَلْسَمِ + وقَليلًا مِنَ العَسَلِ وفُسْتُقًا ولَوْزًا ومَوادَّ طِبِّيَّة وعِطرِيَّة. *+ ١٢ وخُذوا معكُم ضِعفَ المَال، وأَرجِعوا أيضًا المالَ الَّذي أُعيدَ إلى شِوالاتِكُم. *+ فرُبَّما حَدَثَ ذلِك بِالخَطَإ. ١٣ وخُذوا أخاكُم واذهَبوا إلى الرَّجُل. ١٤ ولْيُحَنِّنِ اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ قَلبَ هذا الرَّجُلِ علَيكُم، فيُطلِقَ لكُم أخاكُمُ الآخَرَ وبِنْيَامِين. أمَّا أنا فإذا خَسِرتُ أوْلادي، أكونُ قد خَسِرتُهُم!». +
١٥ فأخَذَ الإخوَةُ هذِهِ الهَدِيَّةَ وضِعفَ المال، وأخَذوا بِنْيَامِين ونَزَلوا إلى مِصْر ووَقَفوا أمامَ يُوسُف. + ١٦ فلمَّا رَأى يُوسُف بِنْيَامِين معهُم، قالَ فَوْرًا لِلرَّجُلِ المُشرِفِ على بَيتِه: «خُذِ الرِّجالَ إلى البَيتِ واذبَحْ ذَبائِحَ وحَضِّرِ الطَّعَام، لِأنَّ الرِّجالَ سيَأكُلونَ معي عِندَ الظُّهر». ١٧ فنَفَّذَ الرَّجُلُ فَوْرًا كَلامَ يُوسُف + وأخَذَ الرِّجالَ إلى بَيتِه. ١٨ لكنَّ الرِّجالَ خافوا عِندَما أُخِذوا إلى بَيتِ يُوسُف، وقالوا: «أحضَرونا إلى هُنا بِسَبَبِ المالِ الَّذي أُعيدَ إلى شِوالاتِنا المَرَّةَ الماضِيَة. الآنَ سيَهجُمونَ علَينا ويَجعَلونَنا عَبيدًا ويَأخُذونَ حَميرَنا!». +
١٩ لِذلِك، عِندَما وَصَلوا إلى مَدخَلِ البَيت، اقتَرَبوا مِنَ المُشرِفِ على بَيتِ يُوسُف، ٢٠ وقالوا له: «عَفْوًا يا سَيِّدي! لقد نَزَلنا أوَّلَ مَرَّةٍ كَي نَشتَرِيَ طَعامًا. + ٢١ ولمَّا وَصَلنا إلى مَكانٍ نَنامُ فيهِ وفَتَحنا شِوالاتِنا، وَجَدَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا مالَهُ في شِوالِه، كُلَّ المالِ الَّذي دَفَعَه. + لِذلِك نُريدُ أن نُعيدَهُ بِأيْدينا. ٢٢ فنَحنُ لا نَعرِفُ مَن وَضَعَهُ في شِوالاتِنا. وقد أحضَرنا أيضًا المَزيدَ مِنَ المالِ كَي نَشتَرِيَ طَعامًا». + ٢٣ فقالَ لهُم: «إطمَئِنُّوا، لا تَخافوا. لقدِ استَلَمتُ مالَكُم. إلهُكُم وإلهُ أبيكُم هوَ الَّذي وَضَعَ كَنزًا في شِوالاتِكُم». ثُمَّ أخرَجَ إلَيهِم شَمْعُون. +
٢٤ وأدخَلَهُمُ الرَّجُلُ إلى بَيتِ يُوسُف وقَدَّمَ لهُم ماءً كَي يَغسِلوا أرجُلَهُم، وأعْطى عَلَفًا لِحَميرِهِم. ٢٥ ثُمَّ جَهَّزوا الهَدِيَّةَ + كَي يُقَدِّموها لِيُوسُف عِندَما يَأتي ظُهرًا، لِأنَّهُم سَمِعوا أنَّهُم سيَتَناوَلونَ الطَّعامَ هُناك. + ٢٦ ولمَّا جاءَ يُوسُف إلى البَيت، أحضَروا إلَيهِ الهَدِيَّةَ وسَجَدوا أمامَه. + ٢٧ بَعدَ ذلِك سَألَهُم عن أحوالِهِم وقال: «كَيفَ هو أبوكُمُ المُسِنُّ الَّذي خَبَّرتُموني عنه؟ هل هو حَيّ؟». + ٢٨ فأجابوه: «خادِمُكَ أبونا بِخَير، وهو لا يَزالُ حَيًّا». ثُمَّ رَكَعوا وسَجَدوا أمامَه. +
٢٩ وعِندَما رَأى يُوسُف بِنْيَامِين، أخاهُ مِن أبيهِ وأُمِّه، + قال: «هل هذا هو أخوكُمُ الأصغَرُ الَّذي خَبَّرتُموني عنه؟». + وأضاف: «اللّٰهُ يُبارِكُكَ يا ابْني». ٣٠ ثُمَّ خَرَجَ يُوسُف بِسُرعَةٍ لِأنَّهُ لم يَقدِرْ أن يُسَيطِرَ على مَشاعِرِهِ تِجاهَ أخيه، وبَحَثَ عن مَكانٍ يَبْكي فيه. فدَخَلَ غُرفَةً وبَكى هُناك. + ٣١ وبَعدَما ضَبَطَ نَفْسَه، غَسَلَ وَجهَهُ وخَرَجَ وقال: «قَدِّموا الطَّعام». ٣٢ فقَدَّموا لهُ الطَّعامَ وَحْدَه، ولِإخوَتِهِ وَحْدَهُم، ولِلمِصْرِيِّينَ الَّذينَ عِندَهُ وَحْدَهُم. فالمِصْرِيُّونَ لا يُمكِنُهُم أن يَتَناوَلوا الطَّعامَ معَ العِبْرَانِيِّين، لِأنَّ ذلِك كَريهٌ عِندَهُم. +
٣٣ وأجلَسَ الإخوَةَ قُدَّامَهُ بِالتَّرتيب، الكَبيرَ *+ أوَّلًا والصَّغيرَ آخِرًا. فنَظَرَ الرِّجالُ بَعضُهُم إلى بَعضٍ بِدَهشَة. ٣٤ وأرسَلَ إلَيهِم مِن طاوِلَتِهِ حِصَصًا مِنَ الطَّعام، لكنَّهُ أعْطى بِنْيَامِين أكثَرَ مِنهُم بِخَمسِ مَرَّات. + فأكَلوا وشَرِبوا معهُ حتَّى شَبِعوا وارتَوَوْا.
٤٤ ثُمَّ أمَرَ يُوسُف الرَّجُلَ المُشرِفَ على بَيتِهِ قائِلًا: «إملَأْ شِوالاتِ الرِّجالِ بِالطَّعامِ قَدْرَ ما يَستَطيعونَ أن يَحمِلوا، وضَعْ مالَ كُلِّ واحِدٍ في شِوالِه. *+ ٢ وضَعْ كَأسي، كَأسَ الفِضَّة، في شِوالِ الأخِ الأصغَرِ معَ المالِ الَّذي دَفَعَه». فنَفَّذَ الرَّجُلُ ما أمَرَهُ بهِ يُوسُف.
٣ ولمَّا طَلَعَ الصَّباح، أخَذَ الرِّجالُ حَميرَهُم ورَحَلوا. ٤ وقَبلَ أن يَبتَعِدوا عنِ المَدينَة، قالَ يُوسُف لِلمُشرِفِ على بَيتِه: «قُمِ اذهَبْ وَراءَ الرِّجال. وحينَ تَلحَقُ بهِم قُلْ لهُم: ‹لِماذا تَرُدُّونَ الخَيرَ بِالشَّرّ؟ ٥ ألَيسَ هذا هوَ الكَأسَ الَّذي يَشرَبُ فيهِ سَيِّدي ويَستَخدِمُهُ لِيَرى الغَيب؟ * لقد تَصَرَّفتُم تَصَرُّفًا شِرِّيرًا›».
٦ فلَحِقَ بهِم وقالَ لهُم هذا الكَلام. ٧ لكنَّهُم قالوا له: «لِماذا يَقولُ سَيِّدي ذلِك؟ مُستَحيلٌ أن يَفعَلَ خُدَّامُكَ شَيئًا كهذا. ٨ فالمالُ الَّذي وَجَدناهُ في شِوالاتِنا أعَدناهُ إلَيكَ مِن أرضِ كَنْعَان. + فكَيفَ نَسرِقُ فِضَّةً أو ذَهَبًا مِن بَيتِ سَيِّدِك؟ ٩ إذا وَجَدتَ الكَأسَ مع واحِدٍ مِنَّا فلْيَمُت، والباقونَ يَصيرونَ عَبيدًا لِسَيِّدي». ١٠ فقال: «لِيَكُنْ كما قُلتُم. ولكنْ فَقَطِ الَّذي يوجَدُ معهُ الكَأسُ يَصيرُ عَبدًا لي، أمَّا الباقونَ فيَكونونَ أبرِياء». ١١ فأسرَعوا وأنزَلَ كُلُّ واحِدٍ شِوالَهُ إلى الأرضِ وفَتَحَه. ١٢ ففَتَّشَ تَفتيشًا دَقيقًا، بَدْءًا مِنَ الأكبَرِ وُصولًا إلى الأصغَر. وأخيرًا وُجِدَ الكَأسُ في شِوالِ بِنْيَامِين. +
١٣ فمَزَّقوا ثِيابَهُم ووَضَعَ كُلُّ واحِدٍ شِوالَهُ على حِمارِهِ ورَجَعوا إلى المَدينَة. ١٤ وعِندَما دَخَلَ يَهُوذَا + وإخوَتُهُ إلى بَيتِ يُوسُف، كانَ لا يَزالُ هُناك. فرَمَوْا أنفُسَهُم أمامَهُ على الأرض. + ١٥ فقالَ لهُم يُوسُف: «ما هذا العَمَلُ الَّذي عَمِلتُموه؟ ألَا تَعرِفونَ أنَّ رَجُلًا مِثلي يَرى الغَيب؟». *+ ١٦ فأجابَ يَهُوذَا: «ماذا نَقولُ لكَ يا سَيِّدي؟ بِماذا نُجيبُك؟ وكَيفَ نُثبِتُ بَراءَتَنا؟ إنَّ اللّٰهَ يُحاسِبُنا على خَطَئِنا. + نَحنُ الآنَ عَبيدٌ لكَ يا سَيِّدي، نَحنُ والَّذي وُجِدَ معهُ الكَأس». ١٧ لكنَّهُ قال: «مُستَحيلٌ أن أفعَلَ هذا! الرَّجُلُ الَّذي وُجِدَ معهُ الكَأسُ هو يَصيرُ عَبدًا لي. + أمَّا أنتُمُ الباقونَ فاصعَدوا بِسَلامٍ إلى أبيكُم».
١٨ فاقتَرَبَ مِنهُ يَهُوذَا وقال: «أتَرَجَّاكَ يا سَيِّدي، اسمَحْ لي أن أقولَ لكَ شَيئًا ولا تَغضَبْ مِن عَبدِك، لِأنَّ سُلطَتَكَ مِثلُ سُلطَةِ فِرْعَوْن. + ١٩ لقد سَألَ سَيِّدي عَبيدَهُ قائِلًا: ‹هل أبوكُم حَيّ؟ وهل لَدَيكُم إخوَةٌ آخَرون؟›. ٢٠ فأجَبنا سَيِّدي: ‹أبونا رَجُلٌ عَجوز، ولَدَينا أخٌ صَغيرٌ أنجَبَهُ وهو كَبيرٌ في العُمر. + أخوهُ ماتَ + وهوَ الَّذي بَقِيَ مِن أُمِّه، + وأبوهُ يُحِبُّهُ كَثيرًا›. ٢١ فقُلتَ لنا: ‹أَحضِروهُ إلَيَّ كَي أراه›. + ٢٢ لكنَّنا قُلنا لك: ‹لا يَقدِرُ الصَّبِيُّ أن يَترُكَ أباه. فإذا فَعَلَ ذلِك، يَموتُ أبوه›. + ٢٣ عِندَئِذٍ قُلتَ لنا: ‹إذا لم يَنزِلْ أخوكُمُ الأصغَرُ معكُم، فلن تَرَوْا وَجهي مَرَّةً ثانِيَة›. +
٢٤ «فصَعِدنا إلى عَبدِكَ أبينا وأخبَرناهُ بِكَلامِكَ يا سَيِّدي. ٢٥ ثُمَّ قالَ لنا أبونا: ‹إرجِعوا واشتَروا لنا القَليلَ مِنَ الطَّعام›. + ٢٦ فأجَبناه: ‹لا نَقدِرُ أن نَنزِل، ولكنْ إذا كانَ أخونا الأصغَرُ معنا نَنزِل. فنَحنُ لا نَقدِرُ أن نَرى وَجهَ الرَّجُلِ مِن دونِه›. + ٢٧ فقالَ لنا أبي: ‹أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا أنَّ زَوجَتي وَلَدَت لي ابْنَيْنِ فَقَط. + ٢٨ تَرَكَني أحَدُهُما ولم أرَهُ إلى الآن، فقُلت: «حَيَوانٌ شَرِسٌ هَجَمَ علَيهِ ومَزَّقَه». + ٢٩ فإذا أخَذتُم هذا أيضًا مِنِّي وحَصَلَ لهُ حادِثٌ مُميت، تُنزِلونَني مُتَألِّمًا * إلى القَبر›. *+
٣٠ «فإذا عُدتُ الآنَ إلى أبي مِن دونِ الصَّبِيّ، وهو مُتَعَلِّقٌ بهِ جِدًّا، * ٣١ فسَيَموتُ حينَ يَرى أنَّ الصَّبِيَّ لَيسَ معنا. فنُنزِلُ أبانا حَزينًا * إلى القَبر. * ٣٢ فأنا ضَمِنتُ لِأبي سَلامَتَهُ قائِلًا: ‹إذا لم أُرجِعْهُ إلَيك، أكونُ مُخطِئًا إلَيكَ إلى الأبَد›. + ٣٣ لِذلِك دَعْني مِن فَضلِكَ أصيرُ عَبدًا عِندَكَ بَدَلًا مِنَ الصَّبِيِّ كَي يَعودَ مع إخوَتِه. ٣٤ فكَيفَ أرجِعُ إلى أبي والصَّبِيُّ لَيسَ معي؟ فأنا لا أتَحَمَّلُ رُؤيَةَ ما سيَحصُلُ له».
٤٥ عِندَئِذٍ لم يَقدِرْ يُوسُف أن يَضبُطَ نَفْسَهُ أمامَ كُلِّ خُدَّامِه. + فصَرَخ: «أَخرِجوا الجَميعَ مِن هُنا!». وحينَ لم يَبْقَ معهُ أحَد، عَرَّفَ إخوَتَهُ بِنَفْسِه. +
٢ وبَكى بِصَوتٍ عالٍ، فسَمِعَهُ المِصْرِيُّونَ ووَصَلَ الخَبَرُ إلى بَيتِ فِرْعَوْن. ٣ وأخيرًا قالَ يُوسُف لِإخوَتِه: «أنا يُوسُف. هل أبي حَيّ؟». لكنَّ إخوَتَهُ لم يَقدِروا أن يُجاوِبوهُ لِأنَّهُم كانوا مَصدومين. ٤ فقالَ لِإخوَتِه: «إقتَرِبوا مِنِّي»، فاقتَرَبوا.
فقالَ لهُم: «أنا أخوكُم يُوسُف الَّذي بِعتُموهُ إلى مِصْر. + ٥ والآنَ لا تَتَضايَقوا ولا تَلوموا واحِدُكُمُ الآخَرَ لِأنَّكُم بِعتُموني إلى هُنا. فاللّٰهُ أرسَلَني قُدَّامَكُم لِنَبْقى أحياء. + ٦ لقد مَرَّت سَنَتانِ على المَجاعَةِ في الأرض، + وهُناك بَعدُ خَمسُ سَنَواتٍ لن تَكونَ فيها فِلاحَةٌ ولا حَصاد. ٧ لِذلِك أرسَلَني اللّٰهُ قُدَّامَكُم لِيُخَلِّصَكُم بِطَريقَةٍ مُدهِشَة، فيَبْقى لكُم نَسلٌ *+ على الأرض. ٨ فلَستُم أنتُم مَن أرسَلَني إلى هُنا بلِ اللّٰه، كَي يَجعَلَني أهَمَّ مُستَشارٍ * عِندَ فِرْعَوْن وسَيِّدًا على كُلِّ بَيتِهِ وحاكِمًا على كُلِّ أرضِ مِصْر. +
٩ «إرجِعوا بِسُرعَةٍ إلى أبي وقولوا له: ‹هذا ما يَقولُهُ ابْنُكَ يُوسُف: «اللّٰهُ جَعَلَني سَيِّدًا على كُلِّ مِصْر. + إنزِلْ إلَيَّ ولا تَتَأخَّر. + ١٠ وسَتَسكُنُ في أرضِ جَاسَان + وتَكونُ قَريبًا مِنِّي، أنتَ وأبناؤُكَ وأحفادُكَ وغَنَمُكَ وبَقَرُكَ وكُلُّ ما لَدَيك. ١١ وسَأُزَوِّدُكَ هُناك بِالطَّعام، أنتَ وأهلَ بَيتِكَ وكُلَّ ما لَدَيك، كَي لا تَخسَروا كُلَّ شَيءٍ وتَجوعوا. فالمَجاعَةُ ستَستَمِرُّ خَمسَ سَنَواتٍ أُخْرى»›. + ١٢ إنَّكُم تَرَوْنَ بِعُيونِكُم أنتُم وأخي بِنْيَامِين أنِّي أنا الَّذي يُكَلِّمُكُم. + ١٣ فأَخبِروا أبي بِكُلِّ مَجدي في مِصْر وبِكُلِّ ما رَأيتُم. والآنَ أَسرِعوا وأَحضِروا أبي إلى هُنا».
١٤ ثُمَّ عانَقَ * أخاهُ بِنْيَامِين وبَكى، وبِنْيَامِين أيضًا بَكى على كِتفِه. + ١٥ وقَبَّلَ جَميعَ إخوَتِهِ وبَكى. بَعدَ ذلِك، تَحَدَّثَ إخوَتُهُ معه.
١٦ ووَصَلَ الخَبَرُ إلى بَيتِ فِرْعَوْن أنَّ إخوَةَ يُوسُف جاؤُوا، ففَرِحَ فِرْعَوْن وخُدَّامُه. ١٧ فقالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف: «قُلْ لِإخوَتِك: ‹حَمِّلوا حَيَواناتِكُم واذهَبوا إلى أرضِ كَنْعَان، ١٨ وأَحضِروا أباكُم وعائِلاتِكُم وتَعالَوْا إلَيَّ. وسَأُعْطيكُم خَيراتِ أرضِ مِصْر، وتَأكُلونَ أفضَلَ ما تُنتِجُهُ * الأرض›. + ١٩ وآمُرُكَ أيضًا أن تَقولَ لهُم: + ‹خُذوا عَرَباتٍ + مِن مِصْر لِأوْلادِكُم وزَوجاتِكُم، وأَحضِروا أباكُم على واحِدَةٍ مِنها وتَعالَوْا. + ٢٠ ولا تَقلَقوا بِخُصوصِ مُمتَلَكاتِكُم، + لِأنَّ خَيراتِ كُلِّ أرضِ مِصْر تَكونُ لكُم›».
٢١ ففَعَلَ أبناءُ إسْرَائِيل كما قيلَ لهُم. وأعْطاهُم يُوسُف عَرَباتٍ بِحَسَبِ أوامِرِ فِرْعَوْن، وأعْطاهُم طَعامًا لِلطَّريق. ٢٢ وقَدَّمَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنهُم ثَوبًا جَديدًا، لكنَّهُ قَدَّمَ لِبِنْيَامِين ٣٠٠ قِطعَةٍ مِنَ الفِضَّةِ وخَمسَةَ أثوابٍ جَديدَة. + ٢٣ وأرسَلَ إلى أبيهِ عَشَرَةَ حَميرٍ مُحَمَّلَة بِخَيراتِ مِصْر، وعَشَرَةَ حَميرٍ مُحَمَّلَة بِحُبوبٍ وخُبزٍ وأطعِمَةٍ أُخْرى لِأبيهِ مِن أجْلِ الطَّريق. ٢٤ فوَدَّعَ إخوَتَه، وقالَ لهُم فيما هُم ذاهِبون: «لا تَتَشاجَروا في الطَّريق». +
٢٥ فصَعِدوا مِن مِصْر وجاؤُوا إلى أبيهِم يَعْقُوب في أرضِ كَنْعَان. ٢٦ وأخبَروهُ قائِلين: «يُوسُف لا يَزالُ حَيًّا! وهوَ الحاكِمُ على كُلِّ أرضِ مِصْر». + فلم يُظهِرْ أيَّ رَدَّةِ فِعلٍ لِأنَّهُ لم يُصَدِّقْهُم. + ٢٧ ولكنْ عِندَما أخبَروهُ بِكُلِّ ما قالَهُ لهُم يُوسُف، وعِندَما رَأى العَرَباتِ الَّتي أرسَلَها يُوسُف لِتَحمِلَه، انتَعَشَت روحُه. ٢٨ فصَرَخَ إسْرَائِيل: «كَفى، الآنَ صَدَّقتُ! إبْني يُوسُف حَيّ! سأذهَبُ وأراهُ قَبلَ أن أموت». +
٤٦ فأخَذَ إسْرَائِيل عائِلَتَهُ وكُلَّ مُمتَلَكاتِهِ ورَحَل. وحينَ وَصَلَ إلى بِئْر سَبْع، + قَدَّمَ ذَبائِحَ لِإلهِ أبيهِ إسْحَاق. + ٢ ثُمَّ كَلَّمَ اللّٰهُ إسْرَائِيل في رُؤيا بِاللَّيلِ وقالَ له: «يَعْقُوب، يَعْقُوب!». فأجابَه: «نَعَم يا رَبّ». ٣ فقال: «أنا اللّٰهُ إلهُ أبيك. + لا تَخَفْ أن تَنزِلَ إلى مِصْر لِأنِّي سأجعَلُكَ هُناك شَعبًا عَظيمًا. + ٤ أنا أنزِلُ معكَ إلى مِصْر، وأنا أيضًا أُرجِعُكَ مِن هُناك. + ويُوسُف يُغمِضُ عَيْنَيْكَ عِندَما تَموت». +
٥ فتَرَكَ يَعْقُوب بِئْر سَبْع. وحَمَلَ أبناءُ إسْرَائِيل أباهُم يَعْقُوب وأوْلادَهُم وزَوجاتِهِم في العَرَباتِ الَّتي أرسَلَها فِرْعَوْن. ٦ وأخَذوا معهُم قُطعانَهُم ومُمتَلَكاتِهِمِ الَّتي جَمَعوها في أرضِ كَنْعَان. ودَخَلَ يَعْقُوب إلى مِصْر هو وكُلُّ نَسلِه. ٧ أحضَرَ معهُ إلى مِصْر أبناءَهُ وبَناتِه، أحفادَهُ وحَفيداتِه، كُلَّ نَسلِه.
٨ وهذِه أسماءُ أبناءِ إسْرَائِيل، أي أبناءِ يَعْقُوب، الَّذينَ جاؤُوا إلى مِصْر: + رَأُوبِين بِكرُ يَعْقُوب. +
٩ أبناءُ رَأُوبِين: حَنُوك وفَلُّو وحَصْرُون وكَرْمِي. +
١٠ أبناءُ شَمْعُون: + يَمُوئِيل ويَامِين وأُوهَد ويَاكِين وصُوحَر وشَؤُول + الَّذي أُمُّهُ كَنْعَانِيَّة.
١١ أبناءُ لَاوِي: + جَرْشُون وقَهَات ومَرَارِي. +
١٢ أبناءُ يَهُوذَا: + عِير وأُونَان وشِيلَة + وفَارِص + وزَارَح. + لكنَّ عِير وأُونَان ماتا في أرضِ كَنْعَان. +
وابْنَا فَارِص: حَصْرُون وحَامُول. +
١٣ أبناءُ يَسَّاكِر: تُولَاع وفُوَّة ويُوب وشِمْرُون. +
١٤ أبناءُ زَبُولُون: + سَارَد وإيلُون ويَحْلَئِيل. +
١٥ هؤُلاء هُم أبناءُ لَيْئَة الَّذينَ وَلَدَتهُم لِيَعْقُوب في فَدَّان أَرَام، بِالإضافَةِ إلى بِنتِهِ دِينَة. + فكانَ عَدَدُ أبنائِهِ وبَناتِهِ * ٣٣ شَخصًا.
١٦ أبناءُ جَاد: + صِفْيُون وحَجِّي وشُونِي وأَصْبُون وعِيرِي وأَرُودِي وأَرْئِيلِي. +
١٧ أبناءُ أَشِير: + يِمْنَة ويِشْوَة ويِشْوِي وبَرِيعَة، وأُختُهُم سَارَح.
وابْنَا بَرِيعَة: حَابَر ومَلْكِيئِيل. +
١٨ هؤُلاء هُم أبناءُ * زَلْفَة، + الخادِمَةِ الَّتي أعْطاها لَابَان لِابْنَتِهِ لَيْئَة. فكانَ عَدَدُ الَّذينَ أتَوْا لِيَعْقُوب مِن زَلْفَة ١٦ شَخصًا.
١٩ وابْنَا رَاحِيل زَوجَةِ يَعْقُوب: يُوسُف + وبِنْيَامِين. +
٢٠ وأنجَبَ يُوسُف في أرضِ مِصْر مَنَسَّى + وأَفْرَايِم + مِن أَسْنَات + بِنتِ فُوطِيفَارَع كاهِنِ مَدينَةِ أُون. *
٢١ أبناءُ بِنْيَامِين: + بَالَع وبَاكَر وأَشْبِيل وجِيرَا + ونَعْمَان وإيحِي ورُوش ومُفِّيم وحُفِّيم + وأَرْد. +
٢٢ فكانَ عَدَدُ أبناءِ * يَعْقُوب مِن رَاحِيل ١٤ شَخصًا.
٢٣ إبْنُ * دَان: + حُوشِيم. +
٢٤ أبناءُ نَفْتَالِي: + يَحْصَئِيل وجُونِي ويَصَر وشَلِّيم. +
٢٥ هؤُلاء هُم أبناءُ * بِلْهَة، الخادِمَةِ الَّتي أعْطاها لَابَان لِابْنَتِهِ رَاحِيل. فكانَ عَدَدُ الَّذينَ أتَوْا لِيَعْقُوب مِن بِلْهَة سَبعَةَ أشخاص.
٢٦ فكانَ كُلُّ نَسلِ يَعْقُوب الَّذي ذَهَبَ معهُ إلى مِصْر ٦٦ شَخصًا، ما عَدا كَنَّاتِه. + ٢٧ ولِيُوسُف أيضًا ابْنانِ أنجَبَهُما في مِصْر. وهكَذا يَكونُ مَجموعُ الأشخاصِ في بَيتِ يَعْقُوب الَّذينَ جاؤُوا إلى مِصْر ٧٠ شَخصًا. +
٢٨ وأرسَلَ يَعْقُوب يَهُوذَا + قَبلَهُ إلى يُوسُف لِيُخبِرَهُ أنَّه في طَريقِهِ إلى جَاسَان. وعِندَما وَصَلوا إلى أرضِ جَاسَان، + ٢٩ جَهَّزَ يُوسُف مَركَبَتَهُ وصَعِدَ لِيُلاقِيَ أباهُ إسْرَائِيل في جَاسَان. ولمَّا رَآه، عانَقَهُ * وبَكى وَقتًا طَويلًا. ٣٠ وقالَ إسْرَائِيل لِيُوسُف: «أنا الآنَ مُستَعِدٌّ أن أموتَ بَعدَ أن رَأيتُ وَجهَكَ وعَرَفتُ أنَّكَ حَيّ».
٣١ ثُمَّ قالَ يُوسُف لِإخوَتِهِ وعائِلَةِ أبيه: «سأصعَدُ إلى فِرْعَوْن + وأُخبِرُه. سأقولُ له: ‹جاءَ إلَيَّ إخوَتي وكُلُّ عائِلَةِ أبي الَّذينَ كانوا في أرضِ كَنْعَان. + ٣٢ إنَّهُم رُعاةٌ + يُرَبُّونَ المَواشي، + وقد أحضَروا غَنَمَهُم وبَقَرَهُم وكُلَّ ما عِندَهُم›. + ٣٣ فعِندَما يَستَدْعيكُم فِرْعَوْن ويَسألُكُم: ‹ماذا تَشتَغِلون؟›، ٣٤ أجيبوا: ‹يا سَيِّدي، نَحنُ نُرَبِّي المَواشي مُنذُ صِغَرِنا، مِثلَما كانَ آباؤُنا›. + وهكَذا يَدَعُكُم فِرْعَوْن تَسكُنونَ في أرضِ جَاسَان، + لِأنَّ المِصْرِيِّينَ يَكرَهونَ كُلَّ رُعاةِ الغَنَم». +
٤٧ فذَهَبَ يُوسُف إلى فِرْعَوْن وقالَ له: + «أتى أبي وإخوَتي مِن أرضِ كَنْعَان، هُم وغَنَمُهُم وبَقَرُهُم وكُلُّ ما يَملِكونَه. وهُمُ الآنَ في أرضِ جَاسَان». + ٢ وأخَذَ خَمسَةً مِن إخوَتِهِ وأحضَرَهُم أمامَ فِرْعَوْن. +
٣ فسَألَ فِرْعَوْن إخوَةَ يُوسُف: «ماذا تَشتَغِلون؟». فأجابوه: «خُدَّامُكَ رُعاةُ غَنَم، مِثلَما كانَ آباؤُنا». + ٤ ثُمَّ قالوا له: «جِئنا نَتَغَرَّبُ * في هذِهِ الأرض. + ففي أرضِ كَنْعَان، لا توجَدُ مَراعٍ لِغَنَمِ خُدَّامِكَ لِأنَّ المَجاعَةَ شَديدَة. + فاسمَحْ مِن فَضلِكَ أن يَسكُنَ خُدَّامُكَ في أرضِ جَاسَان». + ٥ عِندَئِذٍ قالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف: «أبوكَ وإخوَتُكَ جاؤُوا إلَيك، ٦ وأرضُ مِصْر تَحتَ تَصَرُّفِك. فدَعْ أباكَ وإخوَتَكَ يَسكُنونَ في أفضَلِ مَكانٍ فيها. + لِيَسكُنوا في أرضِ جَاسَان. وإذا كُنتَ تَعرِفُ أنَّ بَينَهُم رِجالًا ماهِرين، فأمِّنْهُم على قُطعاني».
٧ ثُمَّ أدخَلَ يُوسُف أباهُ يَعْقُوب وأحضَرَهُ أمامَ فِرْعَوْن، وبارَكَ يَعْقُوب فِرْعَوْن. ٨ وسَألَ فِرْعَوْن يَعْقُوب: «كم عُمرُك؟». ٩ فأجابَ يَعْقُوب: «عُمري ١٣٠ سَنَة، وقَضَيتُهُ كُلَّهُ أتَنَقَّلُ مِن مَكانٍ إلى آخَر. * كانَت سِنينُ حَياتي صَعبَةً وقَليلَة، + وهي لم تَصِلْ إلى عَدَدِ السَّنَواتِ الَّتي قَضاها آبائي وهُم يَتَنَقَّلون». *+ ١٠ ثُمَّ بارَكَ يَعْقُوب فِرْعَوْن وخَرَجَ مِن أمامِه.
١١ وهكَذا أسكَنَ يُوسُف أباهُ وإخوَتَهُ في أرضِ مِصْر وأعْطاهُم مِلْكًا في أفضَلِ مَكانٍ فيها، في أرضِ رَعْمَسِيس، + تَمامًا كما أمَرَ فِرْعَوْن. ١٢ وزَوَّدَ يُوسُف أباهُ وإخوَتَهُ وكُلَّ بَيتِ أبيهِ بِالطَّعامِ * بِحَسَبِ عَدَدِ أوْلادِهِم.
١٣ ولم يَكُنْ هُناك طَعامٌ في كُلِّ الأرضِ لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت شَديدَةً جِدًّا. فتَعِبَت أرضُ مِصْر وكَنْعَان مِنَ المَجاعَة. + ١٤ وكانَ يُوسُف يَجمَعُ كُلَّ المالِ المَوْجودِ في أرضِ مِصْر وأرضِ كَنْعَان، الَّذي كانَ النَّاسُ يَدفَعونَهُ لِيَشتَروا الحُبوب، + ويَضَعُهُ في خَزينَةِ فِرْعَوْن. ١٥ ومعَ الوَقت، لم يَعُدْ هُناك مالٌ في أرضِ مِصْر وأرضِ كَنْعَان. فجاءَ كُلُّ المِصْرِيِّينَ إلى يُوسُف وقالوا له: «أعْطِنا طَعامًا! هل ستَترُكُنا نَموتُ أمامَ عَيْنَيْكَ لِأنَّنا لم نَعُدْ نَملِكُ مالًا؟!». ١٦ فقالَ يُوسُف: «إذا لم يَعُدْ معكُم مال، فهاتوا مَواشِيَكُم وسَأُعْطيكُم طَعامًا مُقابِلَها». ١٧ فأحضَروا مَواشِيَهُم إلى يُوسُف. فأعْطاهُم طَعامًا مُقابِلَ أحصِنَتِهِم وغَنَمِهِم وبَقَرِهِم وحَميرِهِم. وظَلَّ تِلكَ السَّنَةَ يُزَوِّدُهُم بِالطَّعامِ مُقابِلَ كُلِّ مَواشيهِم.
١٨ ولمَّا انتَهَت تِلكَ السَّنَة، جاؤُوا إلَيهِ في السَّنَةِ التَّالِيَة وقالوا: «لا نُخْفي عنكَ يا سَيِّدي أنَّ كُلَّ مالِنا وكُلَّ مَواشينا صارَت لك. ولم يَبْقَ شَيءٌ نُعْطيهِ لِحَضرَتِكَ إلَّا أجسادُنا وأراضينا. ١٩ لِماذا نَموتُ أمامَ عَيْنَيْكَ وتَصيرُ أراضينا خِرْبَة؟ إشتَرِنا نَحنُ وأراضِيَنا مُقابِلَ الطَّعام، فنَصيرَ عَبيدًا لِفِرْعَوْن وتَصيرَ أراضينا له. وأعْطِنا بُذورًا لِنَزرَعَها كَي لا نَموتَ ولا تُصبِحَ أراضينا خالِيَة». ٢٠ فاشتَرى يُوسُف جَميعَ أراضي المِصْرِيِّينَ لِفِرْعَوْن، لِأنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم باعَ حَقلَهُ مِن شِدَّةِ الجوع. فصارَت كُلُّ الأراضي لِفِرْعَوْن.
٢١ ثُمَّ أمَرَ كُلَّ الشَّعبِ مِن أوَّلِ مِصْر إلى آخِرِها أن يَنتَقِلوا إلى المُدُن. + ٢٢ لكنَّهُ لم يَشتَرِ أرضَ الكَهَنَة. + فهُم لم يُضطَرُّوا أن يَبيعوا أرضَهُم لِأنَّهُم كانوا يَأخُذونَ حِصَصَ الطَّعامِ مِن فِرْعَوْن ويَعيشونَ مِنها. ٢٣ ثُمَّ قالَ يُوسُف لِلشَّعب: «أنا اشتَرَيتُكُمُ اليَومَ أنتُم وأراضِيَكُم لِفِرْعَوْن. خُذوا بُذورًا وازرَعوا الأرض. ٢٤ وعِندَ الحَصاد، تُعْطونَ خُمسَ المَحصولِ لِفِرْعَوْن. + أمَّا الباقي فتَحتَفِظونَ بهِ لِيَكونَ بُذورًا لِلحَقلِ وطَعامًا لكُم ولِأوْلادِكُم ولِمَن في بُيوتِكُم». ٢٥ فقالوا: «أنقَذتَ حَياتَنا يا سَيِّدي! + يا لَيتَكَ تَرْضى عنَّا فنَصيرَ عَبيدًا لِفِرْعَوْن». + ٢٦ فوَضَعَ يُوسُف قانونًا على أرضِ مِصْر إلى هذا اليَوم، وهو أن يَكونَ خُمسُ المَحصولِ لِفِرْعَوْن. لكنَّ أرضَ الكَهَنَةِ فَقَط لم تُصبِحْ لِفِرْعَوْن. +
٢٧ وسَكَنَ الإسْرَائِيلِيُّونَ في مِصْر، في أرضِ جَاسَان، + وتَمَلَّكوا فيها وأنجَبوا أوْلادًا وتَزايَدوا جِدًّا. + ٢٨ وعاشَ يَعْقُوب في أرضِ مِصْر ١٧ سَنَة، فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها يَعْقُوب ١٤٧ سَنَة. +
٢٩ ولمَّا أوْشَكَ إسْرَائِيل أن يَموت، + استَدْعى ابْنَهُ يُوسُف وقالَ له: «إذا أرَدتَ أن تَعمَلَ معي مَعروفًا، فضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخْذي واحلِفْ أنَّكَ ستُظهِرُ لي المَحَبَّةَ والوَلاء. أرْجوكَ لا تَدفِنِّي في مِصْر. + ٣٠ حينَ أموت، * احمِلْني مِن مِصْر وادفِنِّي في مَقبَرَةِ آبائي». + فقالَ لهُ يُوسُف: «سأفعَلُ كما قُلت». ٣١ فقالَ إسْرَائِيل: «إحلِفْ لي». فحَلَفَ لهُ يُوسُف. + عِندَئِذٍ، سَجَدَ إسْرَائِيل عِندَ رَأسِ سَريرِه. +
٤٨ وبَعدَ فَترَةٍ مِنَ الوَقت، قيلَ لِيُوسُف: «أبوكَ مَريض». فأخَذَ ابْنَيْهِ مَنَسَّى وأَفْرَايِم وذَهَبوا عِندَ يَعْقُوب. + ٢ ولمَّا قيلَ لِيَعْقُوب إنَّ ابْنَهُ يُوسُف أتى لِيَراه، استَجمَعَ قُوَّتَهُ * وجَلَسَ على سَريرِه. ٣ وقالَ يَعْقُوب لِيُوسُف:
«اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ ظَهَرَ لي في لُوز، في أرضِ كَنْعَان، وبارَكَني. + ٤ وقالَ لي: ‹سأُكَثِّرُ نَسلَكَ وأَزيدُه، وأجعَلُكَ أبًا لِجَماعَةٍ مِنَ الشُّعوب. + وسَأُعْطي هذِهِ الأرضَ مِلْكًا دائِمًا لِنَسلِكَ مِن بَعدِك›. + ٥ والآن، إنَّ ابْنَيْكَ اللَّذَيْنِ أنجَبتَهُما في أرضِ مِصْر قَبلَ أن آتِيَ إلَيكَ يَكونانِ لي. + أَفْرَايِم ومَنَسَّى سيَصيرانِ ابْنَيَّ مِثلَ رَأُوبِين وشَمْعُون. + ٦ لكنَّ الأوْلادَ الَّذينَ تَلِدُهُم بَعدَهُما يَكونونَ لك، ويَكونُ ميراثُهُم جُزْءًا مِن حِصَّةِ أخَوَيْهِم. + ٧ أمَّا أنا فلمَّا كُنتُ قادِمًا مِن فَدَّان أَرَام، * ماتَت أُمُّكَ رَاحِيل + بِقُربي في أرضِ كَنْعَان، قَبلَ مَسافَةٍ مِن وصولِنا إلى أَفْرَاتَة. + فدَفَنتُها هُناك في الطَّريقِ إلى أَفْرَاتَة، أي بَيْت لَحْم». +
٨ ثُمَّ رَأى إسْرَائِيل ابْنَيْ يُوسُف وسَأل: «مَن هذان؟». ٩ فأجابَ يُوسُف أباه: «إنَّهُما ابْنايَ اللَّذانِ أعْطاني إيَّاهُما اللّٰهُ هُنا». + فقالَ أبوه: «أَحضِرْهُما إلَيَّ لِأُبارِكَهُما». + ١٠ وكانَ نَظَرُ إسْرَائِيل ضَعيفًا لِأنَّهُ كَبِرَ في العُمر، وبِالكادِ كانَ يَرى. فقَرَّبَ يُوسُف ابْنَيْهِ إلى أبيه، فقَبَّلَهُما وعانَقَهُما. ١١ وقالَ إسْرَائِيل لِيُوسُف: «لم أتَخَيَّلْ أبَدًا أنِّي سأرى وَجهَكَ مَرَّةً أُخْرى. + لكنَّ اللّٰهَ أراني نَسلَكَ أيضًا». ١٢ ثُمَّ أبعَدَ يُوسُف ابْنَيْهِ عن أبيه، * وسَجَدَ أمامَه.
١٣ وأخَذَ يُوسُف بِيَدِهِ اليَمينِ ابْنَهُ أَفْرَايِم، + وبِيَدِهِ الشِّمالِ ابْنَهُ مَنَسَّى، + وقَرَّبَهُما كِلَيْهِما إلى إسْرَائِيل: أَفْرَايِم إلى شِمالِ إسْرَائِيل ومَنَسَّى إلى يَمينِه. ١٤ لكنَّ إسْرَائِيل مَدَّ يَدَهُ اليَمينَ ووَضَعَها على رَأسِ أَفْرَايِم، مع أنَّهُ الأصغَر، ويَدَهُ الشِّمالَ على رَأسِ مَنَسَّى. وَضَعَ يَدَيْهِ هكَذا قَصدًا، مع أنَّهُ كانَ يَعرِفُ أنَّ مَنَسَّى هوَ الابْنُ البِكر. + ١٥ ثُمَّ بارَكَ يُوسُف وقال: +
«اللّٰهُ الَّذي سارَ معهُ أبَوايَ إبْرَاهِيم وإسْحَاق، +
اللّٰهُ الَّذي كانَ راعِيَّ كُلَّ حَياتي إلى هذا اليَوم، +
١٦ اللّٰهُ الَّذي خَلَّصَني بِواسِطَةِ مَلاكِهِ مِن كُلِّ ضيقَة، + يُبارِكُ الصَّبِيَّيْن. +
ولْيَحمِلا اسْمي واسْمَ أبَوَيَّ إبْرَاهِيم وإسْحَاق،
ولْيَكثُرا جِدًّا في الأرض». +
١٧ فلمَّا رَأى يُوسُف أنَّ أباهُ وَضَعَ يَدَهُ اليَمينَ على رَأسِ أَفْرَايِم، لم يُعجِبْهُ ذلِك. فحاوَلَ أن يُمسِكَ بِيَدِ أبيهِ لِيَنقُلَها مِن رَأسِ أَفْرَايِم إلى رَأسِ مَنَسَّى. ١٨ وقالَ لِأبيه: «لَيسَ هكَذا يا أبي، لِأنَّ هذا هوَ الابْنُ البِكر. + ضَعْ يَدَكَ اليَمينَ على رَأسِهِ هو». ١٩ فرَفَضَ أبوهُ وقال: «أعرِفُ يا ابْني، أعرِف. هو أيضًا يَصيرُ شَعبًا وهو أيضًا يَصيرُ عَظيمًا. لكنَّ أخاهُ الأصغَرَ يَكونُ أعظَمَ مِنه، + ونَسلُهُ يَكثُرُ جِدًّا ويُشَكِّلُ شُعوبًا بِكامِلِها». + ٢٠ وتابَعَ كَلامَهُ وبارَكَهُما في ذلِكَ اليَومِ + قائِلًا:
«لِيَذكُرْكَ الإسْرَائِيلِيُّونَ حينَ يَدْعونَ بِالبَرَكَةِ لِأحَد، فيَقولون:
‹يا لَيتَ اللّٰهَ يَجعَلُكَ مِثلَ أَفْرَايِم ومَنَسَّى!›».
وهكَذا بَقِيَ إسْرَائِيل يُقَدِّمُ أَفْرَايِم على مَنَسَّى.
٢١ ثُمَّ قالَ إسْرَائِيل لِيُوسُف: «سأموتُ قَريبًا، + لكنَّ اللّٰهَ سيَبْقى معكُم ويَرُدُّكُم إلى أرضِ آبائِكُم. + ٢٢ وأنا سأُعْطيكَ حِصَّةً واحِدَة * زِيادَةً عن إخوَتِكَ مِنَ الأرضِ الَّتي أخَذتُها بِسَيفي وقَوْسي مِنَ الأَمُورِيِّين».
٤٩ ثُمَّ استَدْعى يَعْقُوب أبناءَهُ وقال: «إجتَمِعوا لِأُخبِرَكُم ماذا سيَحدُثُ لكُم في آخِرِ الأيَّام. ٢ إجتَمِعوا واسمَعوا يا أبناءَ يَعْقُوب، اسمَعوا لِأبيكُم إسْرَائِيل.
٣ «رَأُوبِين، + أنتَ ابْني البِكر، + أنتَ قُوَّتي وأوَّلُ ثَمَرَةٍ لِرُجولَتي. كُنتَ مُتَفَوِّقًا في الكَرامَةِ والقُوَّة. ٤ لكنَّكَ لن تَظَلَّ مُتَفَوِّقًا لِأنَّكَ مِثلُ المِياهِ الهائِجَة لا تُضبَط. فأنتَ صَعِدتَ على سَريرِ أبيكَ *+ ونَجَّستَه. نَعَم، هذا ما فَعَلَهُ رَأُوبِين!
٥ «شَمْعُون ولَاوِي أخَوان. + سُيوفُهُما أسلِحَةٌ لِلعُنف. + ٦ لا تَتَواجَدُ نَفْسي معهُما، ولا يَرتَبِطُ صيتي * بِجَماعَتِهِما. فهُما قَتَلا أُناسًا حينَ غَضِبا، + وشَلَّا * ثيرانًا لِيَتَسَلَّيا. ٧ مَلعونٌ غَضَبُهُما لِأنَّهُ وَحشِيّ، وغَيظُهُما لِأنَّهُ شَرِس. + أُفَرِّقُهُما في أرضِ يَعْقُوب وأُشَتِّتُهُما في أرضِ إسْرَائِيل. +
٨ «أمَّا أنتَ يا يَهُوذَا، + فيَمدَحُكَ * إخوَتُك. + تَكونُ يَدُكَ على رَقَبَةِ أعدائِك. + وأبناءُ أبيكَ يَسجُدونَ أمامَك. + ٩ يَهُوذَا هوَ ابْنُ أسَد. + أنتَ تَأكُلُ الفَريسَةَ وتَقومُ يا ابْني. يَتَمَدَّدُ ويَرتاحُ مِثلَ أسَد. ومَن يَتَجَرَّأُ أن يُزعِجَ أسَدًا؟! ١٠ لا تَزولُ عَصا المُلْكِ * مِن يَهُوذَا + ولا عَصا القِيادَةِ مِن عِندِ قَدَمَيْه، إلى أن يَأتِيَ شِيلُوه *+ الَّذي يَحِقُّ لهُ أن تُطيعَهُ الشُّعوب. + ١١ يَربُطُ حِمارَهُ بِالكَرمَةِ وجَحشَهُ بِأفضَلِ الكُروم. يَغسِلُ مَلابِسَهُ بِالنَّبيذ، وثِيابَهُ بِعَصيرِ العِنَب. ١٢ عَيْناهُ مُحْمَرَّتانِ مِنَ النَّبيذ، وأسنانُهُ مُبْيَضَّة مِنَ الحَليب.
١٣ «زَبُولُون + يَسكُنُ عِندَ شاطِئِ البَحر، عِندَ مَرفَإ السُّفُن، + وحُدودُهُ تَمتَدُّ صَوبَ صَيْدُون. +
١٤ «يَسَّاكِر + حِمارٌ قَوِيّ، يَجلِسُ لِيَرتاحَ وهو مُحَمَّلٌ مِنَ الجِهَتَيْن. ١٥ يَرى أنَّ مَكانَ إقامَتِهِ جَيِّدٌ وأنَّ أرضَهُ جَميلَة، فيَحْني كِتفَهُ لِيَحمِلَ الأثقالَ ويَقبَلُ أعمالَ السُّخرَة.
١٦ «دَان + يَكونُ قاضِيًا لِشَعبِه؛ سِبطٌ في إسْرَائِيل سيَفعَلُ ذلِك. + ١٧ دَان يَكونُ حَيَّةً على جانِبِ الطَّريق، حَيَّةً لها قَرنانِ على طَرَفِ الطَّريق، تَلدَغُ الحِصانَ في كَعْبِ رِجلِهِ فيَقَعُ راكِبُهُ إلى الوَراء. + ١٨ لكنِّي أنتَظِرُ الخَلاصَ مِنكَ أنتَ يا يَهْوَه.
١٩ «جَاد + تَهجُمُ علَيهِ العِصابات، لكنَّهُ يَصُدُّهُم ويَهجُمُ علَيهِم فيما هُم يَتَراجَعون. +
٢٠ «أَشِير + خُبزُهُ كَثير، * ويُزَوِّدُ طَعامًا يَليقُ بِمُلوك. +
٢١ «نَفْتَالِي + غَزالَةٌ * رَشيقَة. يَقولُ كَلامًا جَميلًا. +
٢٢ «يُوسُف + غُصنُ شَجَرَةٍ مُثمِرَة، شَجَرَةٍ مُثمِرَة على نَبعِ ماء، امتَدَّت أغصانُها * فَوقَ السُّور. ٢٣ لكنَّ الَّذينَ يَرْمونَ السِّهامَ حَقَدوا علَيهِ وضايَقوهُ ورَمَوْهُ بِسِهامِهِم. + ٢٤ مع ذلِك، بَقِيَ قَوْسُهُ ثابِتًا في مَكانِه، + وظَلَّت يَداهُ قَوِيَّتَيْنِ تَرْمِيانِ السِّهامَ بِسُرعَة. + هذا بِفَضلِ يَدَيِ القَديرِ الَّذي ساعَدَ يَعْقُوب؛ هوَ الرَّاعي، صَخرَةُ إسْرَائِيل. ٢٥ إنَّهُ * هَدِيَّةٌ مِن إلهِ أبيه، الإلهِ الَّذي سيُساعِدُه. وهو قَريبٌ مِنَ القادِرِ على كُلِّ شَيءٍ الَّذي سيُبارِكُهُ بِبَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ مِن فَوق، بِبَرَكاتٍ مِن عُمقِ الأرضِ مِن تَحت، + بِبَرَكاتٍ مِنَ الرَّحِمِ والثَّدْيَيْن. ٢٦ بَرَكاتُ أبيهِ أعظَمُ مِن خَيراتِ الجِبالِ الَّتي تَبْقى إلى الأبَد، وأعظَمُ مِن جَمالِ التِّلالِ الَّتي لا تَزول. + ستَبْقى هذِهِ البَرَكاتُ على رَأسِ يُوسُف، على أعْلى رَأسِ يُوسُف المُختارِ مِن بَينِ إخوَتِه. +
٢٧ «بِنْيَامِين + يُمَزِّقُ فَريسَتَهُ كالذِّئب. + في الصَّباحِ يَأكُلُ الفَريسَة، وفي المَساءِ يُقَسِّمُ أرباحَ الحَرب». +
٢٨ جَميعُ هؤُلاء هُم أسباطُ إسْرَائِيل الـ ١٢، وهذا ما قالَهُ لهُم أبوهُم حينَ بارَكَهُم. أعْطى كُلَّ واحِدٍ البَرَكَةَ المُناسِبَة له. +
٢٩ ثُمَّ أوْصاهُم قائِلًا: «أنا سأنضَمُّ إلى آبائي. *+ إدفِنوني مع آبائي في المَغارَةِ الَّتي في حَقلِ عَفْرُون الحِثِّيّ، + ٣٠ المَغارَةِ الَّتي في حَقلِ المَكْفِيلَة قُربَ مَمْرَا في أرضِ كَنْعَان؛ إنَّهُ الحَقلُ الَّذي اشتَراهُ إبْرَاهِيم مِن عَفْرُون الحِثِّيِّ لِيَكونَ مَدفِنًا خاصًّا به. ٣١ هُناك دَفَنوا إبْرَاهِيم وزَوجَتَهُ سَارَة. + هُناك دَفَنوا إسْحَاق + وزَوجَتَهُ رِفْقَة، وهُناك دَفَنتُ لَيْئَة. ٣٢ الحَقلُ والمَغارَةُ الَّتي فيهِ اشتَراهُما إبْرَاهِيم مِنَ الحِثِّيِّين». +
٣٣ وهكَذا انتَهى يَعْقُوب مِن إعطاءِ وَصِيَّتِهِ لِأبنائِه. ثُمَّ تَمَدَّدَ على السَّريرِ وتَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخيرَ وانضَمَّ إلى آبائِه. *+
٥٠ فرَمى يُوسُف نَفْسَهُ على أبيهِ + وبَكى علَيهِ وقَبَّلَه. ٢ ثُمَّ أمَرَ يُوسُف الأطِبَّاءَ الَّذينَ في خِدمَتِهِ أن يُحَنِّطوا + أباه. فحَنَّطَ الأطِبَّاءُ إسْرَائِيل. ٣ واستَغرَقَ ذلِك ٤٠ يَومًا كامِلًا، وهيَ الفَترَةُ اللَّازِمَة لِلتَّحنيط. وبَكى علَيهِ المِصْرِيُّونَ ٧٠ يَومًا.
٤ ولمَّا انتَهَت أيَّامُ الحِدادِ علَيه، كَلَّمَ يُوسُف المَسؤولينَ عِندَ * فِرْعَوْن وقالَ لهُم: «لي طَلَبٌ عِندَكُم. أوْصِلوا هذِهِ الرِّسالَةَ إلى فِرْعَوْن: ٥ ‹حَلَّفَني أبي + قائِلًا: «سأموتُ قَريبًا. + إدفِنِّي في القَبرِ الَّذي جَهَّزتُهُ لِنَفْسي + في أرضِ كَنْعَان». + فاسمَحْ لي مِن فَضلِكَ أن أصعَدَ وأدفِنَ أبي ثُمَّ أعود›». ٦ فرَدَّ فِرْعَوْن: «إذهَبْ وادفِنْ أباكَ مِثلَما حَلَّفَك». +
٧ فصَعِدَ يُوسُف لِيَدفِنَ أباه، ورافَقَهُ كُلُّ خُدَّامِ فِرْعَوْن، الشُّيوخُ + في قَصرِهِ وكُلُّ شُيوخِ أرضِ مِصْر ٨ وكُلُّ أهلِ بَيتِ يُوسُف وإخوَتُهُ وأهلُ بَيتِ أبيه. + ولم يَترُكوا في أرضِ جَاسَان إلَّا أطفالَهُم وغَنَمَهُم وبَقَرَهُم. ٩ ورافَقَهُ أيضًا فُرسانٌ ومَركَبات، + فكانَ المَوْكِبُ عَظيمًا جِدًّا. ١٠ ثُمَّ جاؤُوا إلى بَيدَرِ * أَطَاد الَّذي في مِنطَقَةِ نَهرِ الأُرْدُنّ. وهُناك نَدَبوا يَعْقُوب وبَكَوْا علَيهِ بِحُزنٍ شَديدٍ جِدًّا. وعَمِلَ يُوسُف جَنازَةً لِأبيهِ سَبعَةَ أيَّام. ١١ ورَأى سُكَّانُ الأرضِ الكَنْعَانِيُّونَ الجَنازَةَ في بَيدَرِ أَطَاد فقالوا: «ما أعظَمَ هذِهِ المَناحَةَ عِندَ المِصْرِيِّين!». لِذلِك سُمِّيَ المَكان «آبِل مِصْرَايِم»، * وهو في مِنطَقَةِ نَهرِ الأُرْدُنّ.
١٢ وعَمِلَ أبناءُ يَعْقُوب مِثلَما أوْصاهُم أبوهُم بِالضَّبط. + ١٣ فحَمَلوهُ إلى أرضِ كَنْعَان ودَفَنوهُ في مَغارَةِ حَقلِ المَكْفِيلَة، الحَقلِ الَّذي قُربَ مَمْرَا. وهوَ الَّذي اشتَراهُ إبْرَاهِيم مِن عَفْرُون الحِثِّيِّ لِيَكونَ مَدفِنًا خاصًّا به. + ١٤ وبَعدَ أن دَفَنَ يُوسُف أباه، رَجَعَ إلى مِصْر هو وإخوَتُهُ وجَميعُ الَّذينَ ذَهَبوا معهُ لِدَفنِ أبيه.
١٥ ولمَّا رَأى إخوَةُ يُوسُف أنَّ أباهُم مات، قالوا: «رُبَّما يُوسُف حاقِدٌ علَينا وسَيَجعَلُنا نَدفَعُ ثَمَنَ الشَّرِّ الَّذي فَعَلناهُ به». + ١٦ فأرسَلوا خَبَرًا إلى يُوسُف قائِلين: «أبوكَ أعْطى هذِهِ الوَصِيَّةَ قَبلَ مَوتِه: ١٧ ‹قولوا لِيُوسُف: «إخوَتُكَ آذَوْكَ كَثيرًا. أتَوَسَّلُ إلَيكَ أن تُسامِحَهُم على ذَنْبِهِم وخَطِيَّتِهِم»›. والآنَ نَرْجوكَ أن تُسامِحَ خُدَّامَ إلهِ أبيكَ على ذَنْبِهِم». فبَكى يُوسُف حينَ سَمِعَ ذلِك. ١٨ ثُمَّ أتى إخوَتُهُ ورَمَوْا أنفُسَهُم أمامَهُ وقالوا: «نَحنُ عَبيدُك!». + ١٩ فقالَ لهُم يُوسُف: «لا تَخافوا. هل أنا مَكانَ اللّٰه؟! ٢٠ أنتُم أرَدتُم أن تُؤْذوني، + ولكنْ كما هو واضِحٌ اليَوم، استَخدَمَ اللّٰهُ ذلِك لِلخَيرِ ولِيُنقِذَ حَياةَ كَثيرين. + ٢١ والآنَ لا تَخافوا. سأظَلُّ أُعْطيكُم طَعامًا أنتُم وأطفالَكُم». + وهكَذا طَمَّنَهُم وأراحَ قَلبَهُم بِكَلامِه.
٢٢ وبَقِيَ يُوسُف ساكِنًا في مِصْر، هو وكُلُّ عائِلَةِ * أبيه. وعاشَ يُوسُف ١١٠ سِنين. ٢٣ ورَأى يُوسُف أبناءَ أَفْرَايِم وأحفادَه، *+ وأيضًا أبناءَ مَاكِير بْنِ مَنَسَّى. + وكانوا بِالنِّسبَةِ إلى يُوسُف مِثلَ أوْلادِه. * ٢٤ وفي النِّهايَة، قالَ يُوسُف لِإخوَتِه: «سأموتُ قَريبًا، لكنَّ اللّٰهَ سيُوَجِّهُ انتِباهَهُ إلَيكُم + ويُصعِدُكُم مِن هذِهِ الأرضِ إلى الأرضِ الَّتي حَلَفَ أن يُعْطِيَها لِإبْرَاهِيم وإسْحَاق ويَعْقُوب». + ٢٥ وقالَ يُوسُف لِأبناءِ إسْرَائِيل: «إحلِفوا لي أن تَأخُذوا عِظامي مِن هُنا حينَ يُوَجِّهُ اللّٰهُ انتِباهَهُ إلَيكُم». + ٢٦ ثُمَّ ماتَ يُوسُف في مِصْر بِعُمرِ ١١٠ سِنين، فحَنَّطوهُ + ووَضَعوهُ في تابوت.
أو: «العظيمة».
أو: «وقوة اللّٰه العاملة».
أو: «غلاف جوي؛ الجو». حرفيًّا: «جَلَد».
أو: «غلافًا جويًّا؛ الجو». حرفيًّا: «الجَلَد».
أو: «الغلاف الجوي؛ الجو». حرفيًّا: «الجَلَد».
أو: «الغلاف الجوي؛ الجو». حرفيًّا: «الجَلَد».
أو: «مصادر النور».
أو: «الغلاف الجوي؛ الجو». حرفيًّا: «جَلَد السماء».
أو: «الغلاف الجوي؛ الجو». حرفيًّا: «جَلَد السماء».
أو: «ليَحكم».
أو: «ليَحكم».
أو: «الغلاف الجوي؛ الجو». حرفيًّا: «جَلَد السماء».
أو: «تَحكم».
حرفيًّا: «نفوس».
أو: «الغلاف الجوي؛ الجو». حرفيًّا: «جَلَد السماء».
حرفيًّا: «التنانين».
حرفيًّا: «النفوس».
حرفيًّا: «كل طير له جناح».
حرفيًّا: «نفوسًا».
كما يتضح، تشمل هذه الكلمة بالعبرانية مخلوقات تزحف على الأرض أو تمشي عليها مثل الحيوانات الصغيرة والحشرات والقوارض كالفئران وغيرها.
حرفيًّا: «نفس حيَّة».
حرفيًّا: «وكل جيشها».
هذه أول مرة يرد فيها اسم اللّٰه، יהוה (ي ه و ه)، الذي يميِّزه عن كل الآلهة الأخرى.
أو: «ضبابًا».
أو: «كائنًا». بالعبرانية نيفيش، كلمة تعني حرفيًّا «مخلوقًا يتنفس».
حرفيًّا: «أربعة رؤوس».
حرفيًّا: «حِدَّاقِل».
أو: «مساعِدًا مشابهًا له».
حرفيًّا: «نفس».
الكلمتان اللتان تُنقلان إلى «رجل» و «امرأة» متشابهتان بالعبرانية: إيش (إمرُؤ) و إيشَّاه (إمرأة).
أو: «ويبقى مع زوجته».
أو: «ذكية؛ ماكرة».
حرفيًّا: «شهية للعيون».
حرفيًّا: «زَرْعكِ؛ بزرتكِ».
أو: «تسحقين؛ تؤذين».
حرفيًّا: «العَقِب [أي كعب الرِّجل]».
معناه: «إنسان من تراب؛ ناس؛ بشر».
الحسك هو نبات شائك.
أو: «وجهك».
معناه: «حيَّة [أي التي فيها حياة]».
حرفيًّا: «وسقط وجهه».
أو: «أفَلَن تُرفَع؟».
أو: «تنتظر عند الباب كي تصطادك».
حرفيًّا: «قوَّتها».
حرفيًّا: «من وجه الأرض».
أو: «أرض نود».
أو: «المزمار».
معناه: «معيَّن».
أو: «عيَّن لي».
أو: «آدم؛ البشر».
معناه على الأرجح: «راحة؛ تعزية».
أو: «يعزِّينا».
هذا التعبير في اللغة العبرانية يشير إلى الملائكة.
أو: «لأنه يتصرَّف كما يريد الجسد».
ربما معناه «المُسقِطون»، أي الذين يسبِّبون سقوط الآخرين.
أو: «ندم؛ حزن».
كما يتضح، تشمل هذه الكلمة بالعبرانية مخلوقات تزحف على الأرض أو تمشي عليها مثل الحيوانات الصغيرة والحشرات والقوارض كالفئران وغيرها.
حرفيًّا: «تامًّا؛ كاملًا».
حرفيًّا: «كل جسد».
حرفيًّا: «صندوقًا»؛ سفينة كبيرة.
أو: «قَطراني».
تقريبًا طوله ١٣٤ م وعرضه ٢٢ م وارتفاعه ١٣ م. ١ ذراع = ٥,٤٤ سم تقريبًا.
بالعبرانية صوهار. رأي آخر يقول إن كلمة صوهار لا تشير إلى نافذة أو فتحة للإضاءة، بل إلى سقف مائل، ومقدار ميلانه ذراع.
حرفيًّا: «كل جسد فيه روح حياة».
أو: «معاهدة؛ اتفاقًا».
أو ربما: «سبعة أزواج من كل حيوان طاهر».
أو ربما: «سبعة أزواج من كل طيور السماء».
حرفيًّا: «انفجرت ينابيع المياه العميقة العظيمة وانفتحت طاقات السماء».
كما يتضح، تشمل هذه الكلمة بالعبرانية مخلوقات تزحف على الأرض أو تمشي عليها مثل الحيوانات الصغيرة والحشرات والقوارض كالفئران وغيرها.
حرفيًّا: «كل جسد فيه روح حياة».
حرفيًّا: «كل جسد».
٥,٦ م تقريبًا. ١ ذراع = ٥,٤٤ سم تقريبًا.
حرفيًّا: «كل جسد».
إشارة كما يتضح إلى الحيوانات الصغيرة التي تعيش في مجموعات.
حرفيًّا: «كل ما في أنفه نسمة روح الحياة».
حرفيًّا: «تذكَّر اللّٰه».
حرفيًّا: «انسدت ينابيع المياه العميقة وطاقات السماء».
حرفيًّا: «كل مخلوق حيٍّ من كل جسد».
كما يتضح، تشمل هذه الكلمة بالعبرانية مخلوقات تزحف على الأرض أو تمشي عليها مثل الحيوانات الصغيرة والحشرات والقوارض كالفئران وغيرها.
أو: «ترضيه؛ تهدِّئه». حرفيًّا: «مريحة».
حرفيًّا: «دُفعَت إلى يدكم».
حرفيًّا: «لحمًا بنفسه».
أو: «يسفك دم نفوسكم».
أو: «معاهدة؛ اتفاقًا».
حرفيًّا: «كل نفس حيَّة».
حرفيًّا: «كل جسد».
حرفيًّا: «كل نفس حيَّة».
حرفيًّا: «كل نفس حيَّة من كل جسد».
حرفيًّا: «كل جسد».
حرفيًّا: «كل نفس حيَّة من كل جسد».
أو: «محاربًا».
حرفيًّا: «كانت بداية مملكته».
أو ربما: «هذه المدن تؤلِّف المدينة العظيمة».
أو ربما: «وهو الأخ الأكبر ليافث».
معناه: «إنقسام».
أو: «سكان الأرض».
أو: «لِبنًا؛ طوبًا».
أو: «ونبلبل لغتهم».
معناه: «بلبلة».
أو: «لأن يهوه هناك بلبل لغة كل الأرض».
حرفيًّا: «النفوس».
أو: «ليتغرَّب هناك؛ ليعيش كأجنبي».
أو: «وتبقى نفسي حيَّة».
أو: «سهل سدِّيم المنخفض».
أي: البحر الميت.
أو: «البرية».
أو: «مخيِّمًا».
حرفيًّا: «أخاه».
أو: «سهل شوى المنخفض».
حرفيًّا: «النفوس».
حرفيًّا: «ابن».
حرفيًّا: «الذي يخرج من أحشائك».
حرفيًّا: «فحَسِب له ذلك برًّا».
حرفيًّا: «عِجلة». المقصود هنا بقرة لم تلد.
أو: «تِرغلَّة؛ قُمريَّة».
أو: «سيسكن كأجنبي».
حرفيًّا: «تذهب إلى آبائك».
أو: «لأن وقت معاقبة الأموريين لم يأتِ بعد».
أو: «معاهدة؛ اتفاقًا».
حرفيًّا: «وضعتُ خادمتي في حضنك».
حرفيًّا: «وتواضعي تحت يدها».
معناه: «اللّٰه يسمع».
أو: «أخدري»، وهو نوع من الحمير الوحشية مع أن البعض يعتقدون أنه يشير إلى حمار الزَّرد (المخطَّط). ويشير هذا الوصف على الأرجح إلى ميل إلى الاستقلالية.
حرفيًّا: «يده على الجميع ويد الجميع عليه».
أو ربما: «يعيش في عداوة مع كل إخوته».
حرفيًّا: «دعت».
معناه: «بئر الحيِّ الذي يراني».
حرفيًّا: «تامًّا؛ كاملًا».
أو: «معاهدتي؛ اتفاقي».
معناه: «أب عالٍ (مرفَّع)».
معناه: «أب لجمهور (لجمع)؛ أب لكثيرين».
حرفيًّا: «تُقطَع تلك النفس من شعبها».
ربما معناه: «مشاكِسة».
معناه: «أميرة».
معناه: «ضِحْك».
حرفيًّا: «ثلاثة أصواع». كمية تعادل ١٠ كلغ تقريبًا من الطحين. ١ صاع = ٣٣,٧ ل.
أو: «وقد انقطعت الدورة الشهرية عن سارة».
حرفيًّا: «عرفتُه».
حرفيًّا: «خبزًا بلا خميرة».
حرفيًّا: «لأنهما لهذا دخلا تحت ظل سقفي».
أو: «وتدافعوا حول لوط».
أو: «سمع صراخًا عاليًا».
أو: «تعاطف مع لوط».
حرفيًّا: «نفسك».
أو: «ولائك؛ محبتك الثابتة».
حرفيًّا: «نفسي».
حرفيًّا: «تحيا نفسي».
معناه: «صغير».
حرفيًّا: «دخان الأتون».
أو: «متغرِّبًا؛ يعيش كأجنبي».
حرفيًّا: «مِلك».
أي: لم يُقم معها علاقة جنسية.
أو: «فعلتُ ذلك بقلب صادق ويدين طاهرتين».
أو: «وأن محبتكِ ثابتة».
حرفيًّا: «إنها لكِ غطاء للعيون».
أو: «كان قد أغلق تماما كل رحم في بيت أبيمالك».
أو ربما: «يضحك عليَّ».
حرفيًّا: «لصوتها».
أو: «نسلك».
حرفيًّا: «قِربة؛ زِقًّا».
حرفيًّا: «على بُعد رمية قوس».
أو: «وأنك ستُظهِر محبة ثابتة».
ربما معناه: «بئر الحَلْف» أو «بئر السبعة».
أو: «تغرَّب إبراهيم؛ سكن كأجنبي».
حرفيًّا: «أيامًا كثيرة».
حرفيًّا: «ذبيحة مُحرقة».
معناه: «يهوه يدبِّر؛ يهوه يرى».
حرفيًّا: «زَرْعك؛ بزرتك».
حرفيًّا: «بوابة».
حرفيًّا: «وسُرِّيَّته واسمها رؤومة».
أو: «نزيل».
أو ربما: «زعيم عظيم».
٦,٤ كلغ تقريبًا. ١ شاقل = ٤,١١ غ.
٦,٤ كلغ تقريبًا.
أو: «محبتك الثابتة».
أو: «محبتك الثابتة».
٧,٥ غ. ١ شاقل = ٤,١١ غ.
١١٤ غ.
إشارة على الأرجح إلى لابان.
حرفيًّا: «الذي سرتُ أمامه».
حرفيًّا: «أتَّجه يمينًا أو شمالًا».
أو: «لا نقدر أن نُكلِّمك بشرٍّ أو بخير».
حرفيًّا: «مُرضعتها». المرأة التي أرضعت رفقة أصبحت الآن خادمتها.
حرفيًّا: «لآلاف الرِّبوات». ١ رِبوة = ٠٠٠,١٠.
حرفيًّا: «بوابات».
حرفيًّا: «السُّرِّيَّتين».
تعبير شعري يشير إلى الموت.
أو: «ومخيَّماتهم المسوَّرة».
تعبير شعري يشير إلى الموت.
أو ربما: «وعاشوا في عداوة مع جميع إخوتهم».
معناه: «أشعَر».
معناه: «مَن يمسك بالعَقِب [أي بكعب الرِّجل]؛ مَن يأخذ مكان غيره».
حرفيًّا: «من الأحمر، هذا الأحمر».
معناه: «أحمر».
أو: «يعانق».
معناه: «نزاع».
معناه: «شكوى».
معناه: «أماكن رَحْبة [أي واسعة]».
حرفيًّا: «مرارة روح».
حرفيًّا: «تباركك نفسي».
حرفيًّا: «تباركني نفسك».
حرفيًّا: «تباركك نفسي».
حرفيًّا: «تباركني نفسك».
معناه: «مَن يمسك بالعَقِب [أي بكعب الرِّجل]؛ مَن يأخذ مكان غيره».
حرفيًّا: «تكسر نيره عن رقبتك».
حرفيًّا: «أيام مناحة».
أو: «أخوك عيسو يعزِّي نفسه بفكرة قتلك».
أو: «سُلَّمًا».
معناه: «بيت اللّٰه».
حرفيًّا: «أنه أخو أبيها».
حرفيًّا: «أنت فعلا عظمي ولحمي».
حرفيًّا: «أخي».
أو: «كي أُقيم معها علاقة».
أو: «ليُقيم معها علاقة».
أو: «فأقام يعقوب علاقة مع راحيل».
حرفيًّا: «مكروهة».
حرفيًّا: «فتح رحمها».
معناه: «أُنظروا، إنه ابن!».
معناه: «سَماع».
معناه: «إلتصاق؛ متعلِّق».
أو: «سأحمد».
معناه: «مَن ينال التسبيح أو الحمْد».
حرفيًّا: «منع عنكِ ثمرة البطن».
حرفيًّا: «تلد على ركبتيَّ».
معناه: «ديَّان؛ قاضٍ».
معناه: «مصارعاتي».
معناه: «توفيق».
معناه: «سعيد؛ سعادة».
نبات له ثمر أصفر. وكان يُعتقد أنه يساعد المرأة أن تحبل.
معناه: «هو أُجرة».
معناه: «تقبُّل». أو ربما: «سكن».
حرفيًّا: «وسمع اللّٰه لها وفتح رحمها».
إختصار يوسَفيا، ومعناه: «يا ليت ياه يزيد (يُضيف)».
أو ربما: «رأيت أدلة».
حرفيًّا: «عشر مرات».
حرفيًّا: «مسحتَ».
أو: «آلهة المنزل؛ الأصنام».
أي: نهر الفرات.
أو: «أقرباءه». حرفيًّا: «إخوته».
حرفيًّا: «إنتبه لنفسك من أن تُكلِّم يعقوب بخير أو شر».
حرفيًّا: «أبنائي».
حرفيًّا: «عشر مرات».
حرفيًّا: «وهيبة إسحاق».
حرفيًّا: «يكون شاهدًا بيني وبينك».
أو: «لأقربائه». حرفيًّا: «لإخوته».
تعبير أرامي معناه: «كومة الشهادة».
تعبير عبراني معناه: «كومة الشهادة».
أو: «المصفاة».
حرفيًّا: «بهيبة أبيه إسحاق».
حرفيًّا: «أبناءه».
معناه: «معسكَران».
أو: «سكنتُ كأجنبي».
أو: «الوادي».
معناه: «مجاهِد (مثابِر) مع اللّٰه» أو «اللّٰه يجاهد».
معناه: «وجه اللّٰه».
حرفيًّا: «نجت نفسي».
أو: «فنيئيل».
حرفيًّا: «وتر العصب الوركي (عِرق النَّسا)».
حرفيًّا: «بركتي».
معناه: «مظلات؛ خيام؛ أماكن للحماية».
حرفيًّا: «تعلَّقت نفس».
حرفيًّا: «وخاطب قلب الفتاة».
حرفيًّا: «نجَّس».
حرفيًّا: «إبني شكيم نفسه متعلِّقة».
حرفيًّا: «صاهرونا».
أو: «جعلتماني منبوذًا».
أو: «وكان معي في الطريق الذي ذهبت فيه».
معناه: «إله بيت إيل».
معناه: «سنديانة البكاء».
حرفيًّا: «من صُلبك».
حرفيًّا: «وكان في خروج نفسها».
معناه: «إبن مناحتي».
معناه: «إبن اليد اليمين».
حرفيًّا: «سُرِّيَّة».
أو: «سكن إبراهيم وإسحاق كأجنبيَّين».
تعبير شعري يشير إلى الموت.
حرفيًّا: «عجوزًا وشبعان أيامًا».
حرفيًّا: «كل النفوس».
أو: «تغرَّبا فيها؛ عاشا كأجنبيَّين».
حرفيًّا: «وكان لأليفاز بن عيسو سُرِّيَّة».
أو: «سكن فيها أبوه كأجنبي».
أو: «ثوبًا طويلًا جميلًا».
أو: «سهل حبرون المنخفض».
حرفيًّا: «نقتل نفسه».
حرفيًّا: «لاذَنًا وبلسمًا ولحاءً صمغيًّا».
كما يبدو، المديانيون هم نفسهم ‹الإسماعيليون› في الآيتين ٢٥ و ٢٧.
بالعبرانية شِئول، المكان المجازي حيث يرقد الأموات.
أو: «كَزيب»، بحسب النص الماسوري.
أو: «تمِّم واجب أخي الزوج مع أرملة أخيك».
أو: «بغي الهيكل».
معناه: «إقتحام؛ تمزُّق»، إشارة على الأرجح إلى تمزُّق عند الأم بسبب الولادة.
أو: «المحبة الثابتة».
حرفيًّا: «أيامًا».
حرفيًّا: «يرفع فرعون رأسك».
أو: «الولاء؛ المحبة الثابتة».
حرفيًّا: «الجب؛ الحفرة».
حرفيًّا: «يرفع فرعون رأسك عنك».
حرفيًّا: «رفع رأس».
حرفيًّا: «اضطربت روحه».
حرفيًّا: «الجب؛ الحفرة».
أو: «فطين».
أو: «لا أكون أعظم منك إلَّا بالعرش».
كلمة تعني كما يبدو أن على الناس إظهار الإكرام له.
حرفيًّا: «أن يرفع يده أو قدمه».
أي: هِليوبوليس.
أو: «تنقَّل يوسف في أرض مصر».
حرفيًّا: «وقف أمام».
أي: هِليوبوليس.
معناه: «يُنسِّي».
معناه: «ثمر مضاعَف».
حرفيًّا: «معاناة نفسه».
حرفيًّا: «تُخطئوا إلى».
حرفيًّا: «تُنزِلون شيبتي بحزن».
بالعبرانية شِئول، المكان المجازي حيث يرقد الأموات.
أو: «أكفله».
حرفيًّا: «لاذَنًا ولحاءً صمغيًّا».
حرفيًّا: «فم شوالاتكم».
حرفيًّا: «البكر بحسب حقوق الابن البكر».
حرفيًّا: «فم شواله».
أو: «ليقرأ الفال».
أو: «يقرأ الفال».
حرفيًّا: «تُنزِلون شيبتي بالبليَّة».
بالعبرانية شِئول، المكان المجازي حيث يرقد الأموات.
حرفيًّا: «نفسه متعلِّقة بنفسه».
حرفيًّا: «فنُنزِل شيبة عبدك أبينا بحزن».
بالعبرانية شِئول، المكان المجازي حيث يرقد الأموات.
حرفيًّا: «بقيَّة».
حرفيًّا: «يجعلني أبًا».
حرفيًّا: «وقع على عنق».
أو: «دسَم».
أو: «نسله».
أو: «نسل».
أي: هِليوبوليس.
أو: «نسل».
حرفيًّا: «أبناء».
أو: «نسل».
حرفيًّا: «وقع على عنقه».
أو: «نسكن كأجانب».
أو: «متغرِّبًا؛ أسكن كأجنبي».
أو: «وهم متغرِّبون؛ يسكنون كأجانب».
حرفيًّا: «الخبز».
أو: «أرقد مع آبائي».
حرفيًّا: «استجمع إسرائيل قوَّته».
حرفيًّا: «فدَّان».
حرفيًّا: «أخرجهما من ركبتَيه».
أو: «سفح جبل». حرفيًّا: «كتفًا واحدة».
أو: «أقمتَ علاقة مع زوجة أبيك».
أو ربما: «ميل قلبي».
حرفيًّا: «عَرقَبا»، أي قَطَعا وترًا بين ساق الحيوان وفخذه يُسمَّى العرقوب.
أو: «فيحمدك».
أو: «الصولجان».
معناه: «ذاك الذي له؛ مَن يحق له».
حرفيًّا: «دسِم».
حرفيًّا: «أُيَّلة».
أو: «أغصانه».
أي: يوسف.
تعبير شعري يشير إلى الموت.
تعبير شعري يشير إلى الموت.
حرفيًّا: «كلَّم يوسف بيت».
المكان الذي تُفصَل فيه الحبوب عن القش.
معناه: «مناحة المصريين».
حرفيًّا: «بيت».
حرفيًّا: «أبناء الجيل الثالث لأفرايم».
حرفيًّا: «وُلدوا على ركبتَي يوسف».