مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع‌ج التكوين ١:‏١-‏٥٠:‏٢٦
  • تكوين

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تكوين
  • ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس
تكوين

سِفرُ التَّكوِين

١ في البِدايَةِ خَلَقَ اللّٰهُ السَّمواتِ والأرض.‏ +

٢ وكانَتِ الأرضُ خالِيَةً وبِلا تَضاريس،‏ والظَّلامُ يُغَطِّي سَطحَ المِياهِ العَميقَة،‏ *+ وروحُ اللّٰهِ *+ يَجولُ على سَطحِ المِياه.‏ +

٣ وقالَ اللّٰه:‏ «لِيَظهَرِ النُّور».‏ فظَهَرَ النُّور.‏ + ٤ ورَأى اللّٰهُ أنَّ النُّورَ جَيِّد،‏ وبَدَأ يَفصِلُ بَينَ النُّورِ والظَّلام.‏ ٥ وسَمَّى اللّٰهُ النُّورَ نَهارًا وسَمَّى الظَّلامَ لَيلًا.‏ + ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛‏ هذا هوَ اليَومُ الأوَّل.‏

٦ ثُمَّ قالَ اللّٰه:‏ «لِيَكُنْ هُناك فَراغٌ *+ في وَسَطِ المِياهِ كَي يَقسِمَ المِياهَ إلى قِسمَيْن».‏ + ٧ فعَمِلَ اللّٰهُ فَراغًا،‏ * وفَصَلَ المِياهَ الَّتي تَحتَ الفَراغِ * عنِ المِياهِ الَّتي فَوقَه.‏ + وهذا ما حَدَث.‏ ٨ وسَمَّى اللّٰهُ الفَراغَ * سَماءً.‏ ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛‏ هذا هوَ اليَومُ الثَّاني.‏

٩ ثُمَّ قالَ اللّٰه:‏ «لِتَتَجَمَّعِ المِياهُ الَّتي تَحتَ السَّماءِ في مَكانٍ واحِد،‏ ولْتَظهَرِ اليابِسَة».‏ + وهذا ما حَدَث.‏ ١٠ وسَمَّى اللّٰهُ اليابِسَةَ أرضًا،‏ + وسَمَّى المِياهَ المُتَجَمِّعَة بِحارًا.‏ + ورَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد.‏ + ١١ وقالَ اللّٰه:‏ «لِتُنبِتِ الأرضُ عُشبًا،‏ ونَباتاتٍ تَحمِلُ بِزرًا مِن صِنفِها،‏ وأشجارًا تُعْطي ثَمَرًا فيهِ بِزرٌ مِن صِنفِها».‏ وهذا ما حَدَث.‏ ١٢ فأنبَتَتِ الأرضُ عُشبًا ونَباتاتٍ + تَحمِلُ بِزرًا وأشجارًا تُعْطي ثَمَرًا فيهِ بِزر،‏ وكُلُّها أنتَجَت مِن صِنفِها.‏ فرَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد.‏ ١٣ ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛‏ هذا هوَ اليَومُ الثَّالِث.‏

١٤ ثُمَّ قالَ اللّٰه:‏ «لِتَظهَرِ الأنوارُ *+ في السَّماءِ * كَي تَفصِلَ بَينَ النَّهارِ واللَّيل.‏ + فتَكونُ هذِهِ الأنوارُ عَلاماتٍ تُحَدِّدُ الفُصولَ والأيَّامَ والسِّنين.‏ + ١٥ وتَكونُ مُشِعَّةً في السَّماءِ * كَي تُنيرَ الأرض».‏ وهذا ما حَدَث.‏ ١٦ فعَمِلَ اللّٰهُ النُّورَيْنِ العَظيمَيْن:‏ النُّورَ الأكبَرَ لِيُضيءَ في * النَّهار،‏ + والنُّورَ الأصغَرَ لِيُضيءَ في * اللَّيل،‏ وعَمِلَ أيضًا النُّجوم.‏ + ١٧ وجَعَلَها تَظهَرُ في السَّماءِ * كَي تُنيرَ الأرض،‏ ١٨ وكَي تُضيءَ * نَهارًا ولَيلًا وتَفصِلَ بَينَ النُّورِ والظَّلام.‏ + ورَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد.‏ ١٩ ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛‏ هذا هوَ اليَومُ الرَّابِع.‏

٢٠ ثُمَّ قالَ اللّٰه:‏ «لِتَمتَلِئِ المِياهُ بِكائِناتٍ * حَيَّة،‏ ولْتَكُنْ هُناك طُيورٌ تَطيرُ في السَّماءِ * عالِيًا فَوقَ الأرض».‏ + ٢١ فخَلَقَ اللّٰهُ الكائِناتِ البَحرِيَّة الضَّخمَة * وكُلَّ الكائِناتِ * الحَيَّة الَّتي تَعيشُ ضِمنَ مَجموعاتٍ كَبيرَة في المِياهِ بِحَسَبِ أصنافِها.‏ وخَلَقَ أيضًا كُلَّ الطُّيورِ * بِحَسَبِ أصنافِها.‏ ورَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد.‏ ٢٢ وبارَكَها اللّٰهُ قائِلًا:‏ «تَكاثَري وتَزايَدي واملَإي مِياهَ البَحر،‏ + ولْتَكثُرِ الطُّيورُ في الأرض».‏ ٢٣ ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛‏ هذا هوَ اليَومُ الخامِس.‏

٢٤ ثُمَّ قالَ اللّٰه:‏ «لِتُخرِجِ الأرضُ كائِناتٍ * حَيَّة بِحَسَبِ أصنافِها:‏ مَواشي وزَواحِفَ * وحَيَواناتٍ بَرِّيَّة بِحَسَبِ أصنافِها».‏ + وهذا ما حَدَث.‏ ٢٥ فعَمِلَ اللّٰهُ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة بِحَسَبِ أصنافِها والمَواشي بِحَسَبِ أصنافِها وكُلَّ زَواحِفِ الأرضِ بِحَسَبِ أصنافِها.‏ ورَأى اللّٰهُ أنَّ ذلِك جَيِّد.‏

٢٦ ثُمَّ قالَ اللّٰه:‏ «لِنَعمَلِ + الإنسانَ على صورَتِنا،‏ + على شَبَهِنا،‏ + ولْيَتَسَلَّطْ على سَمَكِ البَحرِ وعلى طُيورِ السَّماءِ وعلى المَواشي وعلى كُلِّ الأرضِ وعلى كُلِّ حَيَوانٍ يَزحَفُ علَيها».‏ + ٢٧ فخَلَقَ اللّٰهُ الإنسانَ على شَبَهِه،‏ على شَبَهِهِ خَلَقَه؛‏ ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهُما.‏ + ٢٨ وبارَكَهُما اللّٰهُ وقالَ لهُما:‏ «أَنجِبا أوْلادًا وتَزايَدا واملَآ الأرضَ + وتَسَلَّطا علَيها،‏ + وتَسَلَّطا + أيضًا على سَمَكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماءِ وكُلِّ حَيَوانٍ يَتَحَرَّكُ على الأرض».‏

٢٩ ثُمَّ قالَ اللّٰه:‏ «لقد أعْطَيتُكُما كُلَّ نَباتاتِ الأرضِ الَّتي تَحمِلُ بِزرًا،‏ وكُلَّ شَجَرَةٍ تُعْطي ثَمَرًا فيهِ بِزر.‏ هذِه تَكونُ طَعامًا لكُما.‏ + ٣٠ أمَّا كُلُّ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة وكُلُّ طُيورِ السَّماءِ وكُلُّ ما فيهِ حَياةٌ * ويَتَحَرَّكُ على الأرض،‏ فقد أعْطَيتُهُ كُلَّ نَباتٍ أخضَرَ طَعامًا له».‏ + وهذا ما حَدَث.‏

٣١ فرَأى اللّٰهُ أنَّ كُلَّ ما عَمِلَهُ جَيِّدٌ جِدًّا.‏ + ومَرَّ المَساءُ وجاءَ الصَّباح؛‏ هذا هوَ اليَومُ السَّادِس.‏

٢ وهكَذا اكتَمَلَتِ السَّمواتُ والأرضُ وكُلُّ ما فيها.‏ *+ ٢ وفي اليَومِ السَّابِعِ كانَ اللّٰهُ قد أكمَلَ عَمَلَه،‏ وبَدَأ يَستَريحُ في اليَومِ السَّابِعِ مِن كُلِّ العَمَلِ الَّذي عَمِلَه.‏ + ٣ وبارَكَ اللّٰهُ اليَومَ السَّابِعَ وجَعَلَهُ يَومًا مُقَدَّسًا،‏ لِأنَّهُ مُستَريحٌ فيهِ مِن كُلِّ أعمالِهِ الخَلْقِيَّة الَّتي قَصَدَ أن يَعمَلَها.‏

٤ هذا هو تاريخُ السَّمواتِ والأرضِ حينَ خُلِقَت،‏ يَومَ عَمِلَ يَهْوَه * اللّٰهُ الأرضَ والسَّموات.‏ +

٥ ولم يَكُنْ هُناك بَعد أشجارٌ ولا نَباتاتٌ في الأرض،‏ لِأنَّ يَهْوَه اللّٰهَ لم يَكُنْ قد أمطَرَ على الأرضِ ولم يوجَدْ إنسانٌ لِيَفلَحَها.‏ ٦ إلَّا أنَّ اللّٰهَ جَعَلَ بُخارًا * يَصعَدُ مِنَ الأرضِ ويَسْقي سَطحَها كُلَّه.‏

٧ وجَبَلَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ مِن تُرابِ + الأرضِ ونَفَخَ في أنفِهِ نَسَمَةَ الحَياة،‏ + فصارَ الإنسانُ نَفْسًا * حَيَّة.‏ + ٨ وزَرَعَ يَهْوَه اللّٰهُ جَنَّةً في عَدَن + جِهَةَ الشَّرق،‏ ووَضَعَ فيها الإنسانَ الَّذي جَبَلَه.‏ + ٩ وأنبَتَ يَهْوَه اللّٰهُ مِنَ الأرضِ كُلَّ شَجَرَةٍ جَذَّابَة لِلنَّظَرِ وجَيِّدَة لِلأكل.‏ وأنبَتَ أيضًا شَجَرَةَ الحَياةِ + وشَجَرَةَ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرِّ + في وَسَطِ الجَنَّة.‏

١٠ وكانَ يَخرُجُ مِن عَدَن نَهرٌ لِيَسْقِيَ الجَنَّة،‏ ومِن هُناك يَنقَسِمُ إلى أربَعَةِ أنهار.‏ * ١١ إسْمُ النَّهرِ الأوَّلِ فِيشُون،‏ وهوَ الَّذي يُحيطُ بِكُلِّ أرضِ حَوِيلَة،‏ حَيثُ يوجَدُ الذَّهَب.‏ ١٢ وذَهَبُ تِلكَ الأرضِ جَيِّد.‏ وفيها أيضًا صَمْغُ المُقْلِ وحَجَرُ الجَزْعِ الكَريم.‏ ١٣ واسْمُ النَّهرِ الثَّاني جِيحُون،‏ وهوَ الَّذي يُحيطُ بِكُلِّ أرضِ كُوش.‏ ١٤ واسْمُ النَّهرِ الثَّالِثِ دِجْلَة،‏ *+ وهوَ الَّذي يَجْري شَرقَ أَشُور.‏ + والنَّهرُ الرَّابِعُ هوَ الفُرَات.‏ +

١٥ وأخَذَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ ووَضَعَهُ في جَنَّةِ عَدَن لِيَفلَحَها ويَعتَنِيَ بها.‏ + ١٦ وأمَرَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ قائِلًا:‏ «يُمكِنُكَ أن تَأكُلَ مِن كُلِّ أشجارِ الجَنَّةِ قَدْرَ ما تُريد.‏ + ١٧ أمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرِّ فلا تَأكُلْ مِنها.‏ فيَومَ تَأكُلُ مِنها تَموتُ بِالتَّأكيد».‏ +

١٨ ثُمَّ قالَ يَهْوَه اللّٰه:‏ «لَيسَ جَيِّدًا أن يَبْقى الإنسانُ وَحْدَه.‏ سأعمَلُ لهُ مُساعِدًا يُكَمِّلُه».‏ *+ ١٩ وكانَ يَهْوَه اللّٰهُ قد جَبَلَ مِنَ الأرضِ كُلَّ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة وكُلَّ طُيورِ السَّماء.‏ فبَدَأ يُحضِرُها إلى الإنسانِ لِيَرى ماذا سيُسَمِّي كُلَّ واحِدٍ مِنها.‏ والاسْمُ الَّذي أعْطاهُ الإنسانُ لِكُلِّ كائِنٍ * حَيٍّ صارَ اسْمَه.‏ + ٢٠ فسَمَّى الإنسانُ جَميعَ المَواشي وطُيورِ السَّماءِ والحَيَواناتِ البَرِّيَّة.‏ ولكنْ لم يَكُنْ لَدى الإنسانِ شَريكٌ يُساعِدُهُ ويُكَمِّلُه.‏ ٢١ فجَعَلَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ يَنامُ نَومًا عَميقًا.‏ وفيما هو نائِم،‏ أخَذَ ضِلعًا مِن أضلاعِهِ ثُمَّ أغلَقَ مَكانَها.‏ ٢٢ وعَمِلَ يَهْوَه اللّٰهُ امرَأةً مِنَ الضِّلعِ الَّتي أخَذَها مِنَ الرَّجُلِ وأحضَرَها إلَيه.‏ +

٢٣ فقالَ الرَّجُل:‏

‏«هذِه أخيرًا عَظمٌ مِن عِظامي

ولَحمٌ مِن لَحمي.‏

هذِه تُدْعى امرَأة،‏

لِأنَّها أُخِذَت مِن رَجُل».‏ *+

٢٤ لِذلِك يَترُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّهُ ويَلتَصِقُ بِزَوجَتِهِ * ويَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا.‏ + ٢٥ وكانَ الرَّجُلُ وزَوجَتُهُ كِلاهُما عارِيَيْن،‏ + ومع ذلِك لم يَشعُرا بِالخَجَل.‏

٣ وكانَتِ الحَيَّةُ + حَذِرَةً * أكثَرَ مِن كُلِّ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة الَّتي عَمِلَها يَهْوَه اللّٰه.‏ فقالَت لِلمَرأة:‏ «هل صَحيحٌ أنَّ اللّٰهَ قال:‏ ‹لا تَأكُلا مِن كُلِّ شَجَرَةٍ في الجَنَّة›؟‏».‏ + ٢ فقالَتِ المَرأةُ لِلحَيَّة:‏ «يُمكِنُنا أن نَأكُلَ مِن ثَمَرِ أشجارِ الجَنَّة.‏ + ٣ أمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتي في وَسَطِ الجَنَّة،‏ + فقالَ اللّٰهُ عنه:‏ ‹لا تَأكُلا مِنهُ ولا حتَّى تَلمُساه،‏ وإلَّا فسَتَموتان›».‏ ٤ فقالَتِ الحَيَّةُ لِلمَرأة:‏ «لا،‏ لن تَموتا.‏ + ٥ فاللّٰهُ يَعلَمُ أنَّكُما يَومَ تَأكُلانِ مِنَ الشَّجَرَة،‏ تَنفَتِحُ عُيونُكُما وتَصيرانِ مِثلَ اللّٰهِ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ».‏ +

٦ فرَأتِ المَرأةُ أنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأكلِ وأنَّها مُغرِيَةٌ * وجَذَّابَةٌ لِلنَّظَر.‏ فأخَذَت مِن ثَمَرِها وأكَلَت.‏ + ولاحِقًا،‏ لمَّا صارَ زَوجُها معها،‏ أعْطَتهُ هو أيضًا فأكَل.‏ + ٧ فانفَتَحَت عُيونُهُما وعَرَفا أنَّهُما عارِيان.‏ فخَيَّطا أوْراقَ تينٍ ولَفَّاها حَولَ خَصرِهِما.‏ +

٨ ثُمَّ سَمِعَ الرَّجُلُ وزَوجَتُهُ صَوتَ يَهْوَه اللّٰهِ وهو يَمْشي في الجَنَّةِ وَقتَ هُبوبِ النَّسيمِ في النَّهار،‏ فاختَبَآ مِن يَهْوَه اللّٰهِ بَينَ أشجارِ الجَنَّة.‏ ٩ فنادى يَهْوَه اللّٰهُ الرَّجُلَ مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ قائِلًا:‏ «أينَ أنت؟‏».‏ ١٠ فأجابَ أخيرًا:‏ «سَمِعتُ صَوتَكَ في الجَنَّة،‏ لكنِّي خِفتُ لِأنِّي عُريانٌ فاختَبَأت».‏ ١١ فقالَ اللّٰه:‏ «مَن أخبَرَكَ أنَّكَ عُريان؟‏ + هل أكَلتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي أمَرتُكَ أن لا تَأكُلَ مِنها؟‏».‏ + ١٢ فأجابَ الرَّجُل:‏ «المَرأةُ الَّتي أعْطَيتَني إيَّاها هي أعْطَتني مِنَ الشَّجَرَةِ فأكَلت».‏ ١٣ فقالَ يَهْوَه اللّٰهُ لِلمَرأة:‏ «ما هذا الَّذي فَعَلتِه؟‏».‏ فأجابَتِ المَرأة:‏ «الحَيَّةُ خَدَعَتني فأكَلت».‏ +

١٤ ثُمَّ قالَ يَهْوَه اللّٰهُ لِلحَيَّة:‏ + «لِأنَّكِ فَعَلتِ ذلِك،‏ تَكونينَ مَلعونَةً مِن بَينِ جَميعِ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة وغَيرِ البَرِّيَّة.‏ ستَزحَفينَ على بَطنِكِ وتَأكُلينَ التُّرابَ كُلَّ أيَّامِ حَياتِك.‏ ١٥ وأضَعُ عَداوَةً + بَينَكِ + وبَينَ المَرأةِ + وبَينَ نَسلِكِ *+ ونَسلِها.‏ + نَسلُها يَسحَقُ رَأسَكِ + وأنتِ تَلدَغينَ * قَدَمَه».‏ *+

١٦ وقالَ لِلمَرأة:‏ «سأَزيدُ كَثيرًا أوْجاعَ حَبَلِكِ،‏ وبِالوَجَعِ تَلِدينَ أوْلادَكِ.‏ وسَتَشعُرينَ بِاشتِياقٍ إلى زَوجِكِ،‏ وهو يُسَيطِرُ علَيكِ».‏

١٧ وقالَ لِآدَم:‏ * «لِأنَّكَ سَمِعتَ كَلامَ زَوجَتِكَ وأكَلتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي أمَرتُكَ + قائِلًا:‏ ‹لا تَأكُلْ مِنها›،‏ تَكونُ الأرضُ مَلعونَةً بِسَبَبِك.‏ + بِتَعَبٍ شَديدٍ تَأكُلُ مِنها كُلَّ أيَّامِ حَياتِك.‏ + ١٨ وتُنبِتُ لكَ شَوكًا وحَسَكًا،‏ * وتَكونُ نَباتاتُ الحَقلِ طَعامًا لك.‏ ١٩ بِعَرَقِ جَبينِكَ * تَأكُلُ خُبزَكَ إلى أن تَعودَ إلى الأرضِ الَّتي أُخِذتَ مِنها.‏ + فأنتَ تُرابٌ وإلى تُرابٍ تَعود».‏ +

٢٠ ثُمَّ سَمَّى آدَم زَوجَتَهُ حَوَّاء،‏ * لِأنَّها ستَصيرُ أُمَّ كُلِّ إنسانٍ حَيّ.‏ + ٢١ وصَنَعَ يَهْوَه اللّٰهُ لِآدَم وزَوجَتِهِ ثَوبَيْنِ طَويلَيْنِ مِن جِلدٍ كَي يَلبَساهُما.‏ + ٢٢ وقالَ يَهْوَه اللّٰه:‏ «لقد صارَ الإنسانُ مِثلَنا يَعرِفُ الخَيرَ والشَّرّ.‏ + والآنَ كَي لا يَمُدَّ يَدَهُ ويَأخُذَ أيضًا مِن شَجَرَةِ الحَياةِ + ويَأكُلَ ويَعيشَ إلى الأبَد .‏.‏.‏».‏ ٢٣ فطَرَدَ يَهْوَه اللّٰهُ الإنسانَ مِن جَنَّةِ عَدَن + كَي يَفلَحَ الأرضَ الَّتي أُخِذَ مِنها.‏ + ٢٤ وبَعدَ أن طَرَدَه،‏ وَضَعَ شَرقَ جَنَّةِ عَدَن الكَرُوبِيم + وسَيفًا مُشتَعِلًا يَدورُ بِاستِمرارٍ لِحِراسَةِ الطَّريقِ إلى شَجَرَةِ الحَياة.‏

٤ وأقامَ آدَم عَلاقَةً مع زَوجَتِهِ حَوَّاء فحَبِلَت.‏ + وعِندَما وَلَدَت قَايِين + قالَت:‏ «أنجَبتُ ابْنًا بِمُساعَدَةِ يَهْوَه».‏ ٢ ولاحِقًا وَلَدَت أخاهُ هَابِيل.‏ +

وصارَ هَابِيل راعِيًا،‏ أمَّا قَايِين فصارَ فَلَّاحًا.‏ ٣ وبَعدَ فَترَة،‏ أحضَرَ قَايِين بَعضًا مِن مَنتوجاتِ الأرضِ لِيُقَدِّمَها لِيَهْوَه.‏ ٤ أمَّا هَابِيل فأحضَرَ بَعضًا مِن أبكارِ غَنَمِهِ + وقَدَّمَها مع شَحمِها.‏ فنَظَرَ يَهْوَه بِرِضًى إلى هَابِيل وتَقدِمَتِه،‏ + ٥ لكنَّهُ لم يَنظُرْ بِرِضًى إلى قَايِين وتَقدِمَتِه.‏ فغَضِبَ قَايِين جِدًّا واكتَأب.‏ * ٦ فقالَ يَهْوَه لِقَايِين:‏ «لِماذا أنتَ غاضِبٌ جِدًّا ومُكتَئِب؟‏ ٧ إذا تَغَيَّرتَ وفَعَلتَ الصَّواب،‏ أفَلَنْ أرْضى عنك؟‏ * ولكنْ إذا لم تَتَغَيَّر،‏ فالخَطِيَّةُ تَنتَظِرُكَ عِندَ البابِ * وهي تَتَلَهَّفُ أن تُسَيطِرَ علَيك.‏ فهل ستَتَغَلَّبُ أنتَ علَيها؟‏».‏

٨ ثُمَّ قالَ قَايِين لِأخيهِ هَابِيل:‏ «تَعالَ نَذهَبُ إلى الحَقل».‏ وفيما هُما في الحَقل،‏ هَجَمَ قَايِين على أخيهِ هَابِيل وقَتَلَه.‏ + ٩ ثُمَّ سَألَ يَهْوَه قَايِين:‏ «أينَ أخوكَ هَابِيل؟‏».‏ فأجاب:‏ «لا أعرِف.‏ هل أنا حارِسٌ لِأخي؟‏».‏ ١٠ فقالَ له:‏ «ماذا فَعَلت؟‏ دَمُ أخيكَ يَصرُخُ إلَيَّ مِنَ الأرض.‏ + ١١ والآنَ أنتَ مَلعونٌ ومَطرودٌ مِنَ الأرضِ الَّتي فَتَحَت فَمَها لِتَشرَبَ دَمَ أخيكَ الَّذي قَتَلتَهُ بِيَدِك.‏ + ١٢ حينَ تَزرَعُها،‏ لن تُعْطِيَكَ مَحصولَها.‏ * وسَتَكونُ ضائِعًا وهارِبًا في الأرض».‏ ١٣ فقالَ قَايِين لِيَهْوَه:‏ «العِقابُ على خَطَئي أقْسى مِن أن أتَحَمَّلَه.‏ ١٤ أنتَ اليَومَ تَطرُدُني مِن هذِهِ الأرض.‏ * فأختَفي مِن أمامِ وَجهِك،‏ وأكونُ ضائِعًا وهارِبًا في الأرض،‏ وأيُّ واحِدٍ يَجِدُني يَقتُلُني بِالتَّأكيد».‏ ١٥ فقالَ لهُ يَهْوَه:‏ «مِن أجْلِ ذلِك،‏ أيُّ واحِدٍ يَقتُلُ قَايِين سيُنتَقَمُ مِنهُ سَبعَ مَرَّات».‏

فجَعَلَ يَهْوَه عَلامَةً مِن أجْلِ قَايِين كَي لا يَقتُلَهُ مَن يَجِدُه.‏ ١٦ فخَرَجَ قَايِين مِن أمامِ يَهْوَه،‏ وسَكَنَ في أرضِ المَنْفى * شَرقَ عَدَن.‏ +

١٧ وأقامَ قَايِين عَلاقَةً مع زَوجَتِه،‏ + فحَبِلَت ووَلَدَت أَخْنُوخ.‏ ثُمَّ بَدَأ قَايِين يَبْني مَدينَةً وسَمَّاها على اسْمِ ابْنِهِ أَخْنُوخ.‏ ١٨ وأَخْنُوخ وَلَدَ عِيرَاد.‏ وعِيرَاد وَلَدَ مَحُويَائِيل،‏ ومَحُويَائِيل وَلَدَ مَتُوشَائِيل،‏ ومَتُوشَائِيل وَلَدَ لَامِك.‏

١٩ وتَزَوَّجَ لَامِك امرَأتَيْن.‏ إسْمُ الأُولى عَادَة واسْمُ الثَّانِيَة صِلَّة.‏ ٢٠ فوَلَدَت عَادَة يَابَال،‏ وهو أوَّلُ مَن سَكَنَ في الخِيامِ ورَبَّى المَواشي.‏ ٢١ وكانَ اسْمُ أخيهِ يُوبَال،‏ وهو أوَّلُ مَن عَزَفَ على القيثارَةِ والنَّاي.‏ * ٢٢ وصِلَّة وَلَدَت تُوبَال قَايِين الَّذي صَنَعَ كُلَّ أداةٍ مِن نُحاسٍ وحَديد.‏ وكانَت لِتُوبَال قَايِين أُختٌ اسْمُها نِعْمَة.‏ ٢٣ ثُمَّ ألَّفَ لَامِك هذِهِ الكَلِماتِ وقالَها لِزَوجَتَيْهِ عَادَة وصِلَّة:‏

‏«إسمَعا ما أقولُهُ يا زَوجَتَيْ لَامِك،‏

انتَبِها إلى كَلامي:‏

قَتَلتُ رَجُلًا لِأنَّهُ جَرَحَني،‏

رَجُلًا شابًّا لِأنَّهُ ضَرَبَني.‏

٢٤ إذا كانَ الانتِقامُ لِقَايِين ٧ مَرَّات،‏ +

فالانتِقامُ لِلَامِك ٧٧ مَرَّة».‏

٢٥ وأقامَ آدَم عَلاقَةً مع زَوجَتِهِ مَرَّةً أُخْرى فوَلَدَتِ ابْنًا.‏ وسَمَّتهُ شِيث *+ لِأنَّها قالَت:‏ «أعْطاني * اللّٰهُ نَسلًا آخَرَ بَدَلَ هَابِيل لِأنَّ قَايِين قَتَلَه».‏ + ٢٦ وأنجَبَ شِيث أيضًا ابْنًا وسَمَّاهُ أَنُوش.‏ + في ذلِكَ الوَقت،‏ بَدَأَ النَّاسُ يَدْعونَ بِاسْمِ يَهْوَه.‏

٥ هذا كِتابٌ عن تاريخِ آدَم.‏ في اليَومِ الَّذي خَلَقَ اللّٰهُ فيهِ آدَم،‏ عَمِلَهُ على شَبَهِه.‏ + ٢ ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهُما.‏ + وفي اليَومِ الَّذي خُلِقا فيه،‏ + بارَكَهُما وسَمَّاهُما «الإنسان».‏ *

٣ وعِندَما صارَ آدَم بِعُمرِ ١٣٠ سَنَة،‏ وَلَدَ ابْنًا على شَبَهِهِ على صورَتِه،‏ وسَمَّاهُ شِيث.‏ + ٤ وعاشَ آدَم بَعدَما وَلَدَ شِيث ٨٠٠ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ ٥ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها آدَم ٩٣٠ سَنَةً ثُمَّ مات.‏ +

٦ وعِندَما صارَ شِيث بِعُمرِ ١٠٥ سِنين،‏ وَلَدَ أَنُوش.‏ + ٧ وعاشَ شِيث بَعدَما وَلَدَ أَنُوش ٨٠٧ سِنين.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ ٨ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها شِيث ٩١٢ سَنَةً ثُمَّ مات.‏

٩ وعِندَما صارَ أَنُوش بِعُمرِ ٩٠ سَنَة،‏ وَلَدَ قِينَان.‏ ١٠ وعاشَ أَنُوش بَعدَما وَلَدَ قِينَان ٨١٥ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ ١١ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها أَنُوش ٩٠٥ سَنَواتٍ ثُمَّ مات.‏

١٢ وعِندَما صارَ قِينَان بِعُمرِ ٧٠ سَنَة،‏ وَلَدَ مَهْلَلْئِيل.‏ + ١٣ وعاشَ قِينَان بَعدَما وَلَدَ مَهْلَلْئِيل ٨٤٠ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ ١٤ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها قِينَان ٩١٠ سَنَواتٍ ثُمَّ مات.‏

١٥ وعِندَما صارَ مَهْلَلْئِيل بِعُمرِ ٦٥ سَنَة،‏ وَلَدَ يَارِد.‏ + ١٦ وعاشَ مَهْلَلْئِيل بَعدَما وَلَدَ يَارِد ٨٣٠ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ ١٧ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها مَهْلَلْئِيل ٨٩٥ سَنَةً ثُمَّ مات.‏

١٨ وعِندَما صارَ يَارِد بِعُمرِ ١٦٢ سَنَة،‏ وَلَدَ أَخْنُوخ.‏ + ١٩ وعاشَ يَارِد بَعدَما وَلَدَ أَخْنُوخ ٨٠٠ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ ٢٠ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها يَارِد ٩٦٢ سَنَةً ثُمَّ مات.‏

٢١ وعِندَما صارَ أَخْنُوخ بِعُمرِ ٦٥ سَنَة،‏ وَلَدَ مَتُوشَالِح.‏ + ٢٢ وظَلَّ أَخْنُوخ يَسيرُ معَ اللّٰهِ ٣٠٠ سَنَةٍ بَعدَما وَلَدَ مَتُوشَالِح.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ ٢٣ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها أَخْنُوخ ٣٦٥ سَنَة.‏ ٢٤ وسارَ أَخْنُوخ معَ اللّٰه،‏ + ثُمَّ لم يَعُدْ مَوْجودًا لِأنَّ اللّٰهَ أخَذَه.‏ +

٢٥ وعِندَما صارَ مَتُوشَالِح بِعُمرِ ١٨٧ سَنَة،‏ وَلَدَ لَامِك.‏ + ٢٦ وعاشَ مَتُوشَالِح بَعدَما وَلَدَ لَامِك ٧٨٢ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ ٢٧ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها مَتُوشَالِح ٩٦٩ سَنَةً ثُمَّ مات.‏

٢٨ وعِندَما صارَ لَامِك بِعُمرِ ١٨٢ سَنَة،‏ وَلَدَ ابْنًا.‏ ٢٩ وسَمَّاهُ نُوح *+ لِأنَّهُ قال:‏ «هو يُريحُنا * مِن عَمَلِنا المُرهِقِ ومِن تَعَبِ أيْدينا بِسَبَبِ الأرضِ الَّتي لَعَنَها يَهْوَه».‏ + ٣٠ وعاشَ لَامِك بَعدَما وَلَدَ نُوح ٥٩٥ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ ٣١ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها لَامِك ٧٧٧ سَنَةً ثُمَّ مات.‏

٣٢ وبَعدَما صارَ عُمرُ نُوح ٥٠٠ سَنَة،‏ وَلَدَ سَام + وحَام + ويَافِث.‏ +

٦ وبَدَأَ النَّاسُ يَكثُرونَ على الأرضِ ووَلَدوا بَنات.‏ ٢ فلاحَظَ أبناءُ اللّٰهِ *+ أنَّ بَناتِ النَّاسِ جَميلات.‏ فتَزَوَّجوا أيَّ امرَأةٍ اختاروها.‏ ٣ فقالَ يَهْوَه:‏ «لن تَحتَمِلَ روحي الإنسانَ إلى الأبَد،‏ + لِأنَّهُ مُجَرَّدُ جَسَد.‏ * لِذلِك سيَعيشُ ١٢٠ سَنَة».‏ +

٤ في ذلِكَ الوَقتِ ومِن بَعدِه،‏ كانَ النَّفِيلِيم * مَوْجودينَ على الأرض.‏ فأبناءُ اللّٰهِ كانوا يُقيمونَ عَلاقاتٍ جِنسِيَّة مع بَناتِ النَّاس،‏ فأنجَبْنَ لهُم أبناء.‏ هؤُلاء هُمُ الجَبابِرَةُ المَشهورونَ في الأزمِنَةِ القَديمَة.‏

٥ ورَأى يَهْوَه أنَّ شَرَّ الإنسانِ كَثيرٌ في الأرض،‏ وأنَّ قَلبَهُ يَميلُ دائِمًا إلى الشَّرّ.‏ + ٦ فتَأسَّفَ * يَهْوَه أنَّهُ عَمِلَ البَشَرَ على الأرض،‏ وشَعَرَ بِالحُزنِ في قَلبِه.‏ + ٧ فقالَ يَهْوَه:‏ «سأمْحو عن وَجهِ الأرضِ البَشَرَ الَّذينَ خَلَقتُهُم،‏ الإنسانَ ومعهُ المَواشي والزَّواحِفَ * وطُيورَ السَّماء.‏ فأنا مُتَأسِّفٌ أنِّي عَمِلتُهُم».‏ ٨ أمَّا نُوح فنالَ رِضى يَهْوَه.‏

٩ هذِه قِصَّةُ نُوح.‏

كانَ نُوح رَجُلًا مُستَقيمًا + لَيسَ فيهِ عَيبٌ * بَينَ أبناءِ جيلِه.‏ وسارَ نُوح معَ اللّٰه.‏ + ١٠ ووَلَدَ نُوح ثَلاثَةَ أبناءٍ هُم سَام وحَام ويَافِث.‏ + ١١ وكانَتِ الأرضُ قد أصبَحَت فاسِدَةً في نَظَرِ اللّٰهِ ومَليئَةً بِالعُنف.‏ ١٢ ونَظَرَ اللّٰهُ إلى الأرضِ فوَجَدَ أنَّها فاسِدَة،‏ + لِأنَّ كُلَّ البَشَرِ * علَيها كانوا يَعيشونَ حَياةً فاسِدَة.‏ +

١٣ فقالَ اللّٰهُ لِنُوح:‏ «قَرَّرتُ أن أُزيلَ كُلَّ البَشَرِ عنِ الوُجود،‏ لِأنَّ الأرضَ امتَلَأَت بِالعُنفِ بِسَبَبِهِم.‏ لِذلِك سأُهلِكُهُم هُم والأرض.‏ + ١٤ فاصنَعْ لكَ فُلكًا * مِن خَشَبٍ صَمْغِيّ.‏ *+ واعمَلْ فيهِ غُرَفًا وادهَنْهُ بِالزِّفتِ + مِنَ الدَّاخِلِ والخارِج.‏ ١٥ هكَذا تَصنَعُ الفُلك:‏ طولُهُ ٣٠٠ ذِراع،‏ عَرضُهُ ٥٠ ذِراعًا،‏ وارتِفاعُهُ ٣٠ ذِراعًا.‏ * ١٦ واعمَلْ نافِذَةً لِلإضاءَةِ * تَحتَ السَّقفِ بِذِراعٍ واحِدَة.‏ واجعَلِ البابَ في جانِبِ الفُلك.‏ + واعمَلِ الفُلكَ مِن ثَلاثَةِ طَوابِق:‏ أرضِيٍّ وأوَّلٍ وثانٍ.‏

١٧ ‏«وأنا سأجلُبُ طوفانًا + على الأرضِ لِأُهلِكَ كُلَّ كائِنٍ حَيٍّ * تَحتَ السَّماء.‏ كُلُّ ما على الأرضِ سيَموت.‏ + ١٨ وأقطَعُ عَهدي * معك،‏ فادخُلْ إلى الفُلكِ أنتَ وأبناؤُكَ وزَوجَتُكَ وزَوجاتُ أبنائِك.‏ + ١٩ وأَدخِلْ أيضًا اثنَيْنِ مِن كُلِّ صِنفٍ مِنَ المَخلوقاتِ الحَيَّة،‏ + ذَكَرًا وأُنْثى،‏ + كَي تُخَلِّصَ حَياتَها.‏ ٢٠ فسَيَأتي إلَيكَ اثنانِ مِن كُلِّ صِنفٍ مِنَ الطُّيور،‏ وكُلِّ صِنفٍ مِنَ المَواشي،‏ وكُلِّ صِنفٍ مِنَ الزَّواحِفِ الَّتي على الأرض،‏ وسَتَدخُلُ إلى الفُلكِ كَي تُخَلِّصَها.‏ + ٢١ إجمَعْ أيضًا كُلَّ أنواعِ الطَّعامِ + وخُذْها معكَ كَي تَأكُلَ مِنها أنتَ والحَيَوانات».‏

٢٢ فعَمِلَ نُوح بِالضَّبطِ كُلَّ ما أمَرَهُ بهِ اللّٰه.‏ +

٧ ثُمَّ قالَ يَهْوَه لِنُوح:‏ «أُدخُلْ أنتَ وكُلُّ عائِلَتِكَ إلى الفُلك،‏ لِأنِّي وَجَدتُ أنَّكَ مُستَقيمٌ بِعَكسِ هذا الجيل.‏ + ٢ وخُذْ معكَ مِن كُلِّ صِنفٍ مِنَ الحَيَواناتِ الطَّاهِرَة سَبعَة،‏ *+ ذُكورًا وإناثًا،‏ ومِن كُلِّ صِنفٍ مِنَ الحَيَواناتِ غَيرِ الطَّاهِرَة اثنَيْن،‏ ذَكَرًا وأُنْثى.‏ ٣ وخُذْ أيضًا مِن كُلِّ صِنفٍ مِن طُيورِ السَّماءِ سَبعَة،‏ * ذُكورًا وإناثًا.‏ وهكَذا تَنْجو هذِهِ الكائِناتُ ويَنتَشِرُ نَسلُها في الأرضِ كُلِّها.‏ + ٤ فبَعدَ سَبعَةِ أيَّام،‏ سأُرسِلُ مَطَرًا + على الأرضِ ٤٠ نَهارًا و ٤٠ لَيلَة.‏ + فأمْحو عن وَجهِ الأرضِ كُلَّ كائِنٍ حَيٍّ عَمِلتُه».‏ + ٥ فعَمِلَ نُوح كُلَّ ما أمَرَهُ بهِ يَهْوَه.‏

٦ وكانَ عُمرُ نُوح ٦٠٠ سَنَةٍ حينَ أتى الطُّوفانُ على الأرض.‏ + ٧ فدَخَلَ نُوح إلى الفُلكِ ومعهُ أبناؤُهُ وزَوجَتُهُ وزَوجاتُ أبنائِهِ قَبلَ أن يَأتِيَ الطُّوفان.‏ + ٨ ومِن كُلِّ الحَيَواناتِ الطَّاهِرَة والحَيَواناتِ غَيرِ الطَّاهِرَة ومِنَ الطُّيورِ ومِن كُلِّ ما يَتَحَرَّكُ على الأرض،‏ + ٩ دَخَلَ اثنانِ اثنان،‏ ذَكَرًا وأُنْثى،‏ إلى الفُلكِ حَيثُ كانَ نُوح،‏ تَمامًا كما أمَرَهُ اللّٰه.‏ ١٠ وبَعدَ سَبعَةِ أيَّام،‏ أتى الطُّوفانُ على الأرض.‏

١١ في السَّنَةِ الـ‍ ٦٠٠ مِن حَياةِ نُوح،‏ في الشَّهرِ الثَّاني،‏ في اليَومِ الـ‍ ١٧ مِنَ الشَّهر،‏ في ذلِكَ اليَومِ انفَجَرَت كُلُّ يَنابيعِ السَّماءِ وانفَتَحَت بَوَّاباتُها.‏ *+ ١٢ ونَزَلَ المَطَرُ بِغَزارَةٍ على الأرضِ ٤٠ نَهارًا و ٤٠ لَيلَة.‏ ١٣ في ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه،‏ دَخَلَ نُوح إلى الفُلكِ ومعهُ أبناؤُه،‏ سَام وحَام ويَافِث،‏ + وزَوجَتُهُ وزَوجاتُ أبنائِهِ الثَّلاث.‏ + ١٤ ودَخَلَ معهُم كُلُّ صِنفٍ مِنَ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة،‏ وكُلُّ صِنفٍ مِنَ المَواشي،‏ وكُلُّ صِنفٍ مِنَ الزَّواحِف،‏ * وكُلُّ صِنفٍ مِنَ الطُّيور،‏ كُلُّ كائِنٍ لهُ جَناح.‏ ١٥ كُلُّ أصنافِ الكائِناتِ الحَيَّة * دَخَلَتِ اثنَيْنِ اثنَيْنِ إلى الفُلكِ حَيثُ كانَ نُوح.‏ ١٦ دَخَلَت ذُكورًا وإناثًا مِن كُلِّ صِنف،‏ * تَمامًا كما أمَرَ اللّٰهُ نُوح.‏ ثُمَّ أغلَقَ يَهْوَه الباب.‏

١٧ واستَمَرَّ الطُّوفانُ ٤٠ يَومًا.‏ وتَزايَدَتِ المِياهُ وبَدَأَت تَحمِلُ الفُلك،‏ فارتَفَعَ عالِيًا عنِ الأرض.‏ ١٨ وكَثُرَتِ المِياهُ وأصبَحَت عالِيَةً جِدًّا فَوقَ الأرض،‏ وكانَ الفُلكُ عائِمًا على وَجهِ المِياه.‏ ١٩ وارتَفَعَتِ المِياهُ كَثيرًا جِدًّا حتَّى غَطَّت جَميعَ الجِبالِ العالِيَة الَّتي تَحتَ السَّماءِ كُلِّها.‏ + ٢٠ ووَصَلَ ارتِفاعُها فَوقَ الجِبالِ إلى ١٥ ذِراعًا.‏ *

٢١ فماتَ كُلُّ كائِنٍ حَيٍّ * يَتَحَرَّكُ على الأرض:‏ + الطُّيورُ والمَواشي والحَيَواناتُ البَرِّيَّة والحَيَواناتُ الصَّغيرَة * وكُلُّ النَّاس.‏ + ٢٢ كُلُّ الكائِناتِ الَّتي تَتَنَفَّسُ وتَعيشُ * على اليابِسَةِ ماتَت.‏ + ٢٣ وهكَذا مَحا اللّٰهُ عن وَجهِ الأرضِ كُلَّ كائِنٍ حَيّ:‏ النَّاسَ والمَواشي والحَيَواناتِ البَرِّيَّة والزَّواحِفَ وطُيورَ السَّماء.‏ كُلُّها انمَحَت مِنَ الأرض.‏ + ونَجا فَقَط نُوح ومَن معهُ في الفُلك.‏ + ٢٤ وغَمَرَتِ المِياهُ الأرضَ ١٥٠ يَومًا.‏ +

٨ ثُمَّ وَجَّهَ اللّٰهُ انتِباهَهُ إلى * نُوح وكُلِّ الحَيَواناتِ البَرِّيَّة وكُلِّ المَواشي الَّتي معهُ في الفُلك.‏ + فجَعَلَ رِياحًا تَهُبُّ على الأرض،‏ فبَدَأَتِ المِياهُ تَنخَفِض.‏ ٢ وانسَدَّت يَنابيعُ السَّماءِ وانغَلَقَت بَوَّاباتُها،‏ * فتَوَقَّفَ المَطَر.‏ + ٣ ثُمَّ بَدَأَتِ المِياهُ تَتَراجَعُ شَيئًا فشَيئًا عنِ الأرض.‏ وبَعدَ مُرورِ ١٥٠ يَومًا،‏ كانَتِ المِياهُ قدِ انخَفَضَت.‏ ٤ وفي الشَّهرِ السَّابِع،‏ في اليَومِ الـ‍ ١٧ مِنَ الشَّهر،‏ استَقَرَّ الفُلكُ على جِبالِ أَرَارَاط.‏ ٥ وظَلَّتِ المِياهُ تَنقُصُ تَدريجِيًّا حتَّى الشَّهرِ العاشِر.‏ وفي اليَومِ الأوَّلِ مِنَ الشَّهرِ العاشِر،‏ ظَهَرَت رُؤوسُ الجِبال.‏ +

٦ وبَعدَ ٤٠ يَومًا،‏ فَتَحَ نُوح النَّافِذَةَ + الَّتي عَمِلَها في الفُلكِ ٧ وأرسَلَ غُرابًا.‏ فظَلَّ يَروحُ ويَرجِعُ إلى الفُلكِ حتَّى جَفَّتِ المِياهُ عنِ الأرض.‏

٨ ثُمَّ أرسَلَ حَمامَةً لِيَرى هل قَلَّتِ المِياهُ على سَطحِ الأرض.‏ ٩ فلم تَجِدِ الحَمامَةُ مَكانًا تَحُطُّ علَيهِ رِجلَها.‏ فرَجَعَت إلَيهِ في الفُلكِ لِأنَّ المِياهَ كانَت لا تَزالُ تُغَطِّي كُلَّ سَطحِ الأرض.‏ + فمَدَّ يَدَهُ وأدخَلَها إلى الفُلك.‏ ١٠ وانتَظَرَ سَبعَةَ أيَّامٍ أُخْرى،‏ ثُمَّ أرسَلَها مُجَدَّدًا مِنَ الفُلك.‏ ١١ وحينَ رَجَعَت إلَيهِ في المَساء،‏ رَأى نُوح وَرَقَةَ زَيتونٍ خَضراءَ في مِنقارِها،‏ فعَرَفَ أنَّ المِياهَ قَلَّت على الأرض.‏ + ١٢ ثُمَّ انتَظَرَ سَبعَةَ أيَّامٍ أُخْرى وأرسَلَ الحَمامَة.‏ لكنَّها لم تَرجِعْ إلَيهِ هذِهِ المَرَّة.‏

١٣ وفي السَّنَةِ الـ‍ ٦٠١ مِن حَياةِ نُوح،‏ + في الشَّهرِ الأوَّل،‏ في اليَومِ الأوَّلِ مِنَ الشَّهر،‏ كانَتِ المِياهُ قد خَفَّت عنِ الأرض.‏ فرَفَعَ نُوح غِطاءَ الفُلكِ ورَأى أنَّ سَطحَ الأرضِ بَدَأ يَنشَف.‏ ١٤ وفي الشَّهرِ الثَّاني،‏ في اليَومِ الـ‍ ٢٧ مِنَ الشَّهر،‏ كانَتِ الأرضُ قد جَفَّت تَمامًا.‏

١٥ فقالَ اللّٰهُ لِنُوح:‏ ١٦ ‏«أُخرُجْ مِنَ الفُلك،‏ أنتَ وزَوجَتُكَ وأبناؤُكَ وزَوجاتُ أبنائِك.‏ + ١٧ وأَخرِجْ معكَ كُلَّ المَخلوقاتِ الحَيَّة:‏ *+ الطُّيورَ والمَواشي والحَيَواناتِ البَرِّيَّة والزَّواحِفَ * الَّتي على الأرض،‏ كَي تَتَوالَدَ وتَكثُرَ وتَزيدَ على الأرض».‏ +

١٨ فخَرَجَ نُوح ومعهُ أبناؤُهُ + وزَوجَتُهُ وزَوجاتُ أبنائِه.‏ ١٩ وخَرَجَت مِنَ الفُلكِ كُلُّ المَخلوقاتِ الحَيَّة،‏ كُلُّ الزَّواحِفِ وكُلُّ الطُّيورِ وكُلُّ ما يَتَحَرَّكُ على الأرض،‏ كُلُّها خَرَجَت ضِمنَ مَجموعات.‏ + ٢٠ ثُمَّ بَنى نُوح مَذبَحًا + لِيَهْوَه،‏ وأخَذَ مِن كُلِّ الحَيَواناتِ الطَّاهِرَة ومِن كُلِّ الطُّيورِ الطَّاهِرَة + وقَدَّمَ ذَبائِحَ مُحرَقَةٍ على المَذبَح.‏ + ٢١ فشَمَّ يَهْوَه رائِحَةً تُفَرِّحُه،‏ * وقالَ يَهْوَه في قَلبِه:‏ «لن ألعَنَ الأرضَ + مَرَّةً أُخْرى بِسَبَبِ الإنسان،‏ لِأنَّ قَلبَ الإنسانِ يَميلُ إلى الشَّرِّ مُنذُ صِغَرِه.‏ + ولن أُهلِكَ مُجَدَّدًا كُلَّ كائِنٍ حَيٍّ مِثلَما فَعَلت.‏ + ٢٢ ومِنَ الآنَ فصاعِدًا،‏ سيَكونُ دائِمًا في الأرضِ زِراعَةٌ وحَصاد،‏ بَرْدٌ وحَرّ،‏ صَيفٌ وشِتاء،‏ ونَهارٌ ولَيل».‏ +

٩ وبارَكَ اللّٰهُ نُوح وأبناءَهُ وقالَ لهُم:‏ «أَنجِبوا أوْلادًا وتَزايَدوا واملَأوا الأرض.‏ + ٢ وكُلُّ المَخلوقاتِ الحَيَّة على الأرض،‏ وكُلُّ طُيورِ السَّماء،‏ وكُلُّ ما يَتَحَرَّكُ على الأرض،‏ وكُلُّ سَمَكِ البَحرِ ستَظَلُّ تَخافُ وتَرتَعِبُ مِنكُم.‏ كُلُّها تَكونُ تَحتَ سُلطَتِكُم.‏ *+ ٣ كُلُّ حَيَوانٍ حَيٍّ يَتَحَرَّكُ يَكونُ طَعامًا لكُم.‏ + مِثلَما أعْطَيتُكُمُ النَّباتاتِ الخَضراء،‏ أُعْطيكُم كُلَّ هذِهِ الحَيَوانات.‏ + ٤ ولكنْ لا تَأكُلوا لَحمًا حَياتُه،‏ * أي دَمُه،‏ فيه.‏ + ٥ وأنا سأُحاسِبُ كُلَّ كائِنٍ حَيٍّ يَسفِكُ دَمَكُمُ الَّذي هو حَياتُكُم:‏ * سأُحاسِبُ كُلَّ حَيَوان،‏ وسأُحاسِبُ أيضًا كُلَّ إنسانٍ على حَياةِ أخيهِ الإنسان.‏ + ٦ كُلُّ مَن يَسفِكُ دَمَ إنسان،‏ سيَسفِكُ إنسانٌ دَمَهُ + لِأنَّ اللّٰهَ عَمِلَ الإنسانَ على شَبَهِه.‏ + ٧ وأنتُم أَنجِبوا أوْلادًا وتَزايَدوا جِدًّا واملَأوا الأرض».‏ +

٨ ثُمَّ قالَ اللّٰهُ لِنُوح وأبنائِه:‏ ٩ ‏«أنا الآنَ أقطَعُ عَهدي * معكُم + ومع نَسلِكُم مِن بَعدِكُم،‏ ١٠ ومع كُلِّ المَخلوقاتِ الحَيَّة * الَّتي معكُم،‏ الطُّيورِ والمَواشي والحَيَواناتِ البَرِّيَّة،‏ كُلِّ ما خَرَجَ معكُم مِنَ الفُلك،‏ كُلِّ المَخلوقاتِ الحَيَّة على الأرض.‏ + ١١ هذا هو عَهدي الَّذي أقطَعُهُ معكُم:‏ لن يَحدُثَ مَرَّةً أُخْرى طوفانٌ يُهلِكُ كُلَّ مَخلوقٍ حَيّ،‏ * ولن يُخَرِّبَ طوفانٌ الأرضَ مَرَّةً أُخْرى».‏ +

١٢ وأضافَ اللّٰه:‏ «هذِه هي عَلامَةُ العَهدِ الَّذي أقطَعُهُ بَيني وبَينَكُم وبَينَ كُلِّ مَخلوقٍ حَيٍّ * معكُم،‏ عَهدٍ سيَدومُ في كُلِّ الأجيالِ القادِمَة.‏ ١٣ سأضَعُ قَوْسَ قُزَحٍ في الغُيوم،‏ فيَكونُ عَلامَةً لِلعَهدِ الَّذي بَيني وبَينَ كُلِّ ما يَعيشُ على الأرض.‏ ١٤ فكُلَّ مَرَّةٍ أجلُبُ غُيومًا فَوقَ الأرضِ ويَظهَرُ قَوْسُ قُزَحٍ في الغُيوم،‏ ١٥ أتَذَكَّرُ عَهدي الَّذي بَيني وبَينَكُم وبَينَ كُلِّ صِنفٍ مِنَ المَخلوقاتِ الحَيَّة.‏ * فالمِياهُ لن تَصيرَ مَرَّةً أُخْرى طوفانًا يُهلِكُ كُلَّ البَشَرِ والحَيَوانات.‏ *+ ١٦ فكُلَّ مَرَّةٍ يَظهَرُ قَوْسُ قُزَحٍ في الغُيوم،‏ أراهُ وأتَذَكَّرُ العَهدَ الأبَدِيَّ بَيني وبَينَ كُلِّ صِنفٍ مِنَ المَخلوقاتِ الحَيَّة * على الأرض».‏

١٧ وقالَ اللّٰهُ مَرَّةً ثانِيَة لِنُوح:‏ «هذِه هي عَلامَةُ العَهدِ الَّذي أقطَعُهُ مع كُلِّ مَخلوقٍ حَيٍّ على الأرض».‏ +

١٨ وأبناءُ نُوح الَّذينَ خَرَجوا مِنَ الفُلكِ هُم سَام وحَام ويَافِث.‏ + وحَام هو أبو كَنْعَان.‏ + ١٩ هؤُلاءِ الثَّلاثَة هُم أبناءُ نُوح،‏ ومِنهُم أتى كُلُّ النَّاسِ وانتَشَروا في الأرض.‏ +

٢٠ وبَدَأ نُوح يَعمَلُ في الزِّراعَةِ وزَرَعَ كَرمًا.‏ ٢١ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ شَرِبَ مِنَ النَّبيذِ فسَكِرَ وتَمَدَّدَ عارِيًا داخِلَ خَيمَتِه.‏ ٢٢ فرَأى حَام،‏ أبو كَنْعَان،‏ أباهُ عارِيًا وأخبَرَ أخَوَيْهِ في الخارِج.‏ ٢٣ فأخَذَ سَام ويَافِث ثَوبًا ووَضَعاهُ على أكتافِهِما،‏ ثُمَّ دَخَلا وهُما يَمْشِيانِ إلى الوَراءِ وغَطَّيا أباهُما.‏ وكانَ وَجهُهُما إلى الجِهَةِ الأُخْرى،‏ فلم يَرَياهُ عارِيًا.‏

٢٤ وعِندَما استَيقَظَ نُوح مِن سُكرِهِ وعَرَفَ ما فَعَلَهُ بهِ ابْنُهُ الأصغَر،‏ ٢٥ قال:‏

‏«مَلعونٌ كَنْعَان.‏ +

لِيَكُنْ أدْنى عَبدٍ عِندَ إخوَتِه».‏ +

٢٦ وتابَع:‏

‏«لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه إلهُ سَام،‏

ولْيَكُنْ كَنْعَان عَبدًا لِسَام.‏ +

٢٧ لِيُوَسِّعِ اللّٰهُ أرضَ يَافِث،‏

ولْيَسكُنْ في خِيامِ سَام.‏

ولْيَكُنْ كَنْعَان عَبدًا لهُ أيضًا».‏

٢٨ وعاشَ نُوح بَعدَ الطُّوفانِ ٣٥٠ سَنَة.‏ + ٢٩ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها نُوح ٩٥٠ سَنَةً ثُمَّ مات.‏

١٠ هذِه قِصَّةُ أبناءِ نُوح،‏ سَام + وحَام ويَافِث.‏

بَعدَ الطُّوفانِ أنجَبوا أبناء.‏ + ٢ أبناءُ يَافِث:‏ جُومَر + ومَاجُوج + ومَادَاي ويَاوَان وتُوبَال + ومَاشَك + وتِيرَاس.‏ +

٣ أبناءُ جُومَر:‏ أَشْكَنَاز + ورِيفَاث وتُوجَرْمَة.‏ +

٤ أبناءُ يَاوَان:‏ أَلِيشَة + وتَرْشِيش + وكِتِّيم + ودُودَانِيم.‏

٥ مِن هؤُلاء أتى النَّاسُ الَّذينَ انتَشَروا في الجُزُرِ واستَقَرُّوا فيها بِحَسَبِ لُغاتِهِم وعائِلاتِهِم وشُعوبِهِم.‏

٦ أبناءُ حَام:‏ كُوش ومِصْرَايِم + وفُوط + وكَنْعَان.‏ +

٧ أبناءُ كُوش:‏ سَبَا + وحَوِيلَة وسَبْتَة ورَعْمَة + وسَبْتَكَا.‏

إبْنَا رَعْمَة:‏ سَبَأ ودَدَان.‏

٨ وكُوش وَلَدَ نَمْرُود الَّذي صارَ أوَّلَ جَبَّارٍ في الأرض.‏ ٩ وكانَ صَيَّادًا * جَبَّارًا يُقاوِمُ يَهْوَه.‏ لِذلِك يَقولُ المَثَل:‏ «هذا صَيَّادٌ جَبَّارٌ يُقاوِمُ يَهْوَه مِثلَ نَمْرُود».‏ ١٠ وكانَتِ المُدُنُ الأُولى في مَملَكَتِهِ * هي بَابِل + وأَرَك + وأَكَّد وكَلْنَة؛‏ وكُلُّها في أرضِ شِنْعَار.‏ + ١١ ومِن تِلكَ الأرضِ ذَهَبَ إلى أَشُور + وبَنى نِينَوَى + ورَحُوبُوت عِير وكَالَح ١٢ ورَسَن الَّتي تَقَعُ بَينَ نِينَوَى وكَالَح؛‏ هذِه هيَ المَدينَةُ العَظيمَة.‏ *

١٣ ومِصْرَايِم وَلَدَ لُودِيم + وعَنَامِيم ولَهَابِيم ونَفْتُوحِيم + ١٤ وفَتْرُوسِيم + وكَسْلُوحِيم (‏الَّذي أتى مِنهُ الفِلِسْطِيُّون)‏ + وكَفْتُورِيم.‏ +

١٥ وكَنْعَان وَلَدَ ابْنَهُ البِكرَ صَيْدُون،‏ + ثُمَّ حِثّ،‏ + ١٦ وأيضًا اليَبُّوسِيَّ + والأَمُورِيَّ + والجِرْجَاشِيَّ ١٧ والحِوِّيَّ + والعَرْقِيَّ والسِّينِيَّ ١٨ والأَرْوَادِيَّ + والصَّمَارِيَّ والحَمَاتِيّ.‏ + بَعدَ ذلِك تَفَرَّقَت عائِلاتُ الكَنْعَانِيِّين.‏ ١٩ وكانَت حُدودُ الكَنْعَانِيِّينَ تَمتَدُّ مِن صَيْدُون حتَّى جَرَار + قُربَ غَزَّة،‏ + وُصولًا إلى سَدُوم وعَمُورَة + وأَدْمَة وصَبُوئِيم،‏ + قُربَ لَاشَع.‏ ٢٠ هؤُلاء هُم أبناءُ حَام،‏ وهُم مَذكورونَ بِحَسَبِ عائِلاتِهِم ولُغاتِهِم وأراضيهِم وشُعوبِهِم.‏

٢١ سَام أيضًا،‏ وهو أخو يَافِث الابْنِ الأكبَرِ بَينَ إخوَتِه،‏ * أنجَبَ أوْلادًا.‏ ومِنهُ أتى كُلُّ أبناءِ عَابِر.‏ + ٢٢ أبناءُ سَام:‏ عِيلَام + وأَشُور + وأَرْفَكْشَاد + ولُود وأَرَام.‏ +

٢٣ أبناءُ أَرَام:‏ عُوص وحُول وجَاثَر ومَاش.‏

٢٤ وأَرْفَكْشَاد وَلَدَ شَالَح،‏ + وشَالَح وَلَدَ عَابِر.‏

٢٥ وعَابِر وَلَدَ ابْنَيْن.‏ واحِدٌ اسْمُهُ فَالِج *+ لِأنَّ الأرضَ * انقَسَمَت في أيَّامِه،‏ والثَّاني اسْمُهُ يَقْطَان.‏ +

٢٦ ويَقْطَان وَلَدَ أَلْمُودَاد وشَالَف وحَضَرْمَوْت ويَارَح + ٢٧ وهَدُورَام وأُوزَال ودِقْلَة ٢٨ وعُوبَال وأَبِيمَايِل وسَبَأ ٢٩ وأُوفِير + وحَوِيلَة ويُوبَاب.‏ كُلُّ هؤُلاء هُم أبناءُ يَقْطَان.‏

٣٠ وامتَدَّ مَكانُ سَكَنِهِم مِن مِيشَع حتَّى سَفَار،‏ وهي مِنطَقَةٌ جَبَلِيَّة جِهَةَ الشَّرق.‏

٣١ هؤُلاء هُم أبناءُ سَام،‏ وهُم مَذكورونَ بِحَسَبِ عائِلاتِهِم ولُغاتِهِم وأراضيهِم وشُعوبِهِم.‏ +

٣٢ هؤُلاء هُم عائِلاتُ أبناءِ نُوح،‏ وهُم مَذكورونَ بِحَسَبِ سِلسِلَةِ نَسَبِهِم وشُعوبِهِم.‏ ومِنهُمُ انتَشَرَتِ الشُّعوبُ في الأرضِ بَعدَ الطُّوفان.‏ +

١١ في ذلِكَ الوَقت،‏ كانَتِ الأرضُ كُلُّها تَتَكَلَّمُ لُغَةً واحِدَة وتَستَخدِمُ نَفْسَ المُفرَدات.‏ ٢ وفيما رَحَلَ النَّاسُ بِاتِّجاهِ الشَّرق،‏ وَجَدوا سَهلًا في أرضِ شِنْعَار.‏ + فسَكَنوا هُناك.‏ ٣ وقالَ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «تَعالَوْا نَصنَعُ قِرميدًا * ونَشْويهِ بِالنَّار».‏ فاستَعمَلوا القِرميدَ بَدَلَ الحِجارَة،‏ والزِّفتَ بَدَلَ الطِّينِ لِيُلصِقوا القِرميدَ معًا.‏ ٤ وقالوا:‏ «هَيَّا نَبْني لِأنفُسِنا مَدينَةً وبُرجًا يَصِلُ رَأسُهُ إلى السَّماء.‏ فيَصيرُ اسْمُنا مَشهورًا ولا نَتَفَرَّقُ في كُلِّ الأرض».‏ +

٥ فنَزَلَ يَهْوَه لِيَرى المَدينَةَ والبُرجَ اللَّذَيْنِ كانَ النَّاسُ يَبْنونَهُما.‏ ٦ فقالَ يَهْوَه:‏ «إنَّهُم شَعبٌ واحِدٌ يَتَكَلَّمُ لُغَةً واحِدَة،‏ + وما يَفعَلونَهُ لَيسَ إلَّا البِدايَة.‏ فالآنَ لن يَصعُبَ علَيهِم أيُّ شَيءٍ يَنْوونَ أن يَفعَلوه.‏ ٧ فلْنَنزِلْ + ونَجعَلْهُم يَتَكَلَّمونَ لُغاتٍ مُختَلِفَة * كَي لا يَفهَمَ أيٌّ مِنهُم لُغَةَ الآخَر».‏ ٨ وهكَذا فَرَّقَهُم يَهْوَه مِن هُناك في كُلِّ الأرض،‏ + فتَوَقَّفوا عن بِناءِ المَدينَة.‏ ٩ لِذلِك سُمِّيَت «بَابِل»،‏ *+ لِأنَّ يَهْوَه هُناك جَعَلَ كُلَّ سُكَّانِ الأرضِ يَتَكَلَّمونَ لُغاتٍ مُختَلِفَة،‏ * وفَرَّقَهُم يَهْوَه مِن هُناك في كُلِّ الأرض.‏

١٠ هذِه قِصَّةُ سَام.‏ +

كانَ عُمرُ سَام ١٠٠ سَنَةٍ حينَ وَلَدَ أَرْفَكْشَاد،‏ + وذلِك بَعدَ الطُّوفانِ بِسَنَتَيْن.‏ ١١ وعاشَ سَام بَعدَما وَلَدَ أَرْفَكْشَاد ٥٠٠ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏ +

١٢ وعِندَما صارَ أَرْفَكْشَاد بِعُمرِ ٣٥ سَنَة،‏ وَلَدَ شَالَح.‏ + ١٣ وعاشَ أَرْفَكْشَاد بَعدَما وَلَدَ شَالَح ٤٠٣ سِنين.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏

١٤ وعِندَما صارَ شَالَح بِعُمرِ ٣٠ سَنَة،‏ وَلَدَ عَابِر.‏ + ١٥ وعاشَ شَالَح بَعدَما وَلَدَ عَابِر ٤٠٣ سِنين.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏

١٦ وعِندَما صارَ عَابِر بِعُمرِ ٣٤ سَنَة،‏ وَلَدَ فَالِج.‏ + ١٧ وعاشَ عَابِر بَعدَما وَلَدَ فَالِج ٤٣٠ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏

١٨ وعِندَما صارَ فَالِج بِعُمرِ ٣٠ سَنَة،‏ وَلَدَ رَعُو.‏ + ١٩ وعاشَ فَالِج بَعدَما وَلَدَ رَعُو ٢٠٩ سِنين.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏

٢٠ وعِندَما صارَ رَعُو بِعُمرِ ٣٢ سَنَة،‏ وَلَدَ سَرُوج.‏ ٢١ وعاشَ رَعُو بَعدَما وَلَدَ سَرُوج ٢٠٧ سِنين.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏

٢٢ وعِندَما صارَ سَرُوج بِعُمرِ ٣٠ سَنَة،‏ وَلَدَ نَاحُور.‏ ٢٣ وعاشَ سَرُوج بَعدَما وَلَدَ نَاحُور ٢٠٠ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏

٢٤ وعِندَما صارَ نَاحُور بِعُمرِ ٢٩ سَنَة،‏ وَلَدَ تَارِح.‏ + ٢٥ وعاشَ نَاحُور بَعدَما وَلَدَ تَارِح ١١٩ سَنَة.‏ ووَلَدَ أيضًا أبناءً وبَنات.‏

٢٦ وبَعدَما صارَ عُمرُ تَارِح ٧٠ سَنَة،‏ وَلَدَ أَبْرَام + ونَاحُور + وهَارَان.‏

٢٧ وهذِه قِصَّةُ تَارِح.‏

تَارِح وَلَدَ أَبْرَام ونَاحُور وهَارَان.‏ وهَارَان وَلَدَ لُوط.‏ + ٢٨ وماتَ هَارَان في الأرضِ الَّتي وُلِدَ فيها،‏ في أُور + مَدينَةِ الكَلْدَانِيِّين،‏ + وكانَ أبوهُ تَارِح لا يَزالُ حَيًّا.‏ ٢٩ وتَزَوَّجَ كُلٌّ مِن أَبْرَام ونَاحُور.‏ زَوجَةُ أَبْرَام اسْمُها سَارَاي،‏ + وزَوجَةُ نَاحُور اسْمُها مِلْكَة،‏ + وهي بِنتُ هَارَان والِدِ مِلْكَة ويِسْكَة.‏ ٣٠ ولم تَكُنْ سَارَاي تُنجِبُ أوْلادًا.‏ +

٣١ وأخَذَ تَارِح ابْنَهُ أَبْرَام،‏ وحَفيدَهُ لُوط + بْنَ هَارَان،‏ وكَنَّتَهُ سَارَاي زَوجَةَ ابْنِهِ أَبْرَام،‏ وخَرَجوا معًا مِن أُور مَدينَةِ الكَلْدَانِيِّينَ لِيَذهَبوا إلى أرضِ كَنْعَان.‏ + ولكنْ لمَّا وَصَلوا إلى حَارَان،‏ + سَكَنوا هُناك.‏ ٣٢ وعاشَ تَارِح ٢٠٥ سِنين،‏ وماتَ في حَارَان.‏

١٢ وقالَ يَهْوَه لِأَبْرَام:‏ «أُترُكْ أرضَكَ وأقرِباءَكَ وبَيتَ أبيك،‏ واذهَبْ إلى الأرضِ الَّتي سأُريكَ إيَّاها.‏ + ٢ وأنا أجعَلُكَ أُمَّةً عَظيمَة وأُبارِكُكَ وأجعَلُ اسْمَكَ مَعروفًا،‏ فتَكونُ بَرَكَةً لِلآخَرين.‏ + ٣ وأُبارِكُ الَّذينَ يُبارِكونَكَ وألعَنُ الَّذينَ يَلعَنونَك،‏ + وتَتَبارَكُ بِواسِطَتِكَ كُلُّ عائِلاتِ الأرض».‏ +

٤ فذَهَبَ أَبْرَام مِثلَما قالَ لهُ يَهْوَه،‏ وذَهَبَ معهُ لُوط.‏ وكانَ عُمرُ أَبْرَام ٧٥ سَنَةً حينَ تَرَكَ حَارَان.‏ + ٥ وأخَذَ أَبْرَام زَوجَتَهُ سَارَاي + وابْنَ أخيهِ لُوط،‏ + وكُلَّ المُمتَلَكاتِ الَّتي جَمَعاهَا هو ولُوط + وكُلَّ الخَدَمِ * الَّذينَ حَصَلا علَيهِم في حَارَان،‏ وانطَلَقوا إلى أرضِ كَنْعَان.‏ + وعِندَما دَخَلوها،‏ ٦ تَنَقَّلَ أَبْرَام في الأرضِ حتَّى وَصَلَ إلى مِنطَقَةِ شَكِيم،‏ + قُربَ الأشجارِ الكَبيرَة في مُورَة.‏ + في ذلِكَ الوَقت،‏ كانَ الكَنْعَانِيُّونَ يَعيشونَ في الأرض.‏ ٧ وظَهَرَ يَهْوَه لِأَبْرَام وقالَ له:‏ «سأُعْطي هذِهِ الأرضَ + لِنَسلِك».‏ + فبَنى أَبْرَام هُناك مَذبَحًا لِيَهْوَه الَّذي ظَهَرَ له.‏ ٨ ثُمَّ انتَقَلَ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة شَرقَ بَيْت إيل + ونَصَبَ خَيمَتَهُ هُناك،‏ فكانَت بَيْت إيل إلى غَربِهِ وعَاي + إلى شَرقِه.‏ وبَنى هُناك مَذبَحًا لِيَهْوَه + وبَدَأ يَدْعو بِاسْمِ يَهْوَه.‏ + ٩ ثُمَّ رَحَلَ أَبْرَام بِاتِّجاهِ النَّقَب،‏ + مُتَنَقِّلًا مِن مَكانٍ إلى آخَر.‏

١٠ وحَدَثَت مَجاعَةٌ في أرضِ كَنْعَان.‏ فنَزَلَ أَبْرَام إلى مِصْر لِيَسكُنَ هُناك بَعضَ الوَقت،‏ *+ لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت شَديدَة.‏ + ١١ ولمَّا أوْشَكَ أن يَدخُلَ مِصْر،‏ قالَ لِزَوجَتِهِ سَارَاي:‏ «أنتِ امرَأةٌ جَميلَة.‏ + ١٢ فحينَ يَراكِ المِصْرِيُّونَ سيَقولون:‏ ‹هذِه زَوجَتُه›.‏ فيَقتُلونَني ويَترُكونَكِ أنتِ.‏ ١٣ لِذلِك،‏ أرْجوكِ قولي إنَّكِ أُختي كَي يُعامِلوني مُعامَلَةً جَيِّدَة بِفَضلِكِ وأنْجُوَ مِنَ المَوت».‏ *+

١٤ ولمَّا دَخَلَ أَبْرَام إلى مِصْر،‏ لاحَظَ المِصْرِيُّونَ أنَّ المَرأةَ جَميلَةٌ جِدًّا.‏ ١٥ ورَآها أيضًا مَسؤولونَ عِندَ فِرْعَوْن وأخبَروهُ كم هي جَميلَة.‏ فأُخِذَتِ المَرأةُ إلى بَيتِ فِرْعَوْن.‏ ١٦ وعامَلَ فِرْعَوْن أَبْرَام مُعامَلَةً جَيِّدَة بِسَبَبِها،‏ وأعْطاهُ غَنَمًا وبَقَرًا وحَميرًا وجِمالًا وخُدَّامًا وخادِمات.‏ + ١٧ لكنَّ يَهْوَه ضَرَبَ فِرْعَوْن وأهلَ بَيتِهِ ضَرباتٍ شَديدَة بِسَبَبِ سَارَاي زَوجَةِ أَبْرَام.‏ + ١٨ فاستَدْعى فِرْعَوْن أَبْرَام وقالَ له:‏ «ما هذا الَّذي فَعَلتَهُ بي؟‏ لِماذا لم تُخبِرْني أنَّها زَوجَتُك؟‏ ١٩ لِماذا قُلتَ إنَّها أُختُك؟‏ + فقد كُنتُ على وَشْكِ أن آخُذَها زَوجَةً لي.‏ ها هي زَوجَتُك،‏ خُذْها واذهَب!‏».‏ ٢٠ وأمَرَ فِرْعَوْن رِجالَهُ أن يُرافِقوا أَبْرَام،‏ فأخرَجوهُ مِنَ الأرضِ هو وزَوجَتَهُ وكُلَّ ما عِندَه.‏ +

١٣ فصَعِدَ أَبْرَام مِن مِصْر إلى النَّقَب،‏ + هو وزَوجَتُهُ وكُلُّ ما عِندَه،‏ ومعهُ لُوط.‏ ٢ وكانَ أَبْرَام غَنِيًّا جِدًّا يَملِكُ الكَثيرَ مِنَ المَواشي والفِضَّةِ والذَّهَب.‏ + ٣ ومِنَ النَّقَب سافَرَ بِاتِّجاهِ بَيْت إيل،‏ مُتَنَقِّلًا مِن مَكانٍ إلى آخَر،‏ حتَّى وَصَلَ إلى المَكانِ الَّذي كانَت فيهِ خَيمَتُهُ بَينَ بَيْت إيل وعَاي،‏ + ٤ وهوَ المَكانُ الَّذي بَنى فيهِ مَذبَحًا مِن قَبل.‏ ودَعا هُناك بِاسْمِ يَهْوَه.‏

٥ وكانَ لُوط،‏ الَّذي رافَقَ أَبْرَام،‏ يَمتَلِكُ هو أيضًا غَنَمًا وبَقَرًا وخِيامًا.‏ ٦ فلم يَعودا قادِرَيْنِ أن يَسكُنا معًا في الأرضِ نَفْسِها،‏ لِأنَّ أملاكَهُما كانَت كَثيرَة.‏ ٧ نَتيجَةً لِذلِك،‏ حَصَلَ خِلافٌ بَينَ رُعيانِ أَبْرَام ورُعيانِ لُوط.‏ (‏في ذلِكَ الوَقت،‏ كانَ الكَنْعَانِيُّونَ والفَرْزِيُّونَ ساكِنينَ في الأرض.‏)‏ + ٨ فقالَ أَبْرَام لِلُوط:‏ + «أرْجوك،‏ لا يَجِبُ أن يَحصُلَ خِلافٌ بَيني وبَينَكَ وبَينَ رُعياني ورُعيانِك.‏ فنَحنُ أخَوان.‏ ٩ الأرضُ كُلُّها أمامَك.‏ مِن فَضلِك،‏ انفَصِلْ عنِّي.‏ إذا ذَهَبتَ إلى الشِّمالِ أذهَبُ إلى اليَمين.‏ وإذا ذَهَبتَ إلى اليَمينِ أذهَبُ إلى الشِّمال».‏ ١٠ فنَظَرَ لُوط حَولَهُ ورَأى أنَّ كُلَّ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ + وُصولًا إلى صُوغَر + هي مِنطَقَةٌ غَنِيَّة بِالمِياه،‏ كجَنَّةِ يَهْوَه،‏ + كأرضِ مِصْر.‏ (‏كانَ ذلِك قَبلَ أن يُدَمِّرَ يَهْوَه سَدُوم وعَمُورَة.‏)‏ ١١ فاختارَ لُوط لِنَفْسِهِ كُلَّ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ ورَحَلَ إلى الشَّرق.‏ وهكَذا انفَصَلَ أحَدُهُما عنِ الآخَر.‏ ١٢ أَبْرَام بَقِيَ في أرضِ كَنْعَان ولُوط سَكَنَ في مُدُنِ وادي الأُرْدُنّ.‏ + وأخيرًا،‏ نَصَبَ لُوط خِيامَهُ قُربَ سَدُوم.‏ ١٣ وكانَ أهلُ سَدُوم أشرارًا ويَرتَكِبونَ خَطايا فَظيعَة في نَظَرِ يَهْوَه.‏ +

١٤ وقالَ يَهْوَه لِأَبْرَام بَعدَ أنِ انفَصَلَ عنهُ لُوط:‏ «مِن فَضلِك،‏ ارفَعْ عَيْنَيْكَ وتَطَلَّعْ مِن مَكانِكَ نَحوَ الشَّمالِ والجَنوبِ والشَّرقِ والغَرب،‏ ١٥ لِأنَّ كُلَّ الأرضِ الَّتي تَراها سأُعْطيها مِلْكًا دائِمًا لكَ ولِنَسلِك.‏ + ١٦ وسَأجعَلُ نَسلَكَ مِثلَ تُرابِ الأرض.‏ فإذا كانَ مُمكِنًا أن يُعَدَّ تُرابُ الأرض،‏ يَكونُ مُمكِنًا أن يُعَدَّ نَسلُك.‏ + ١٧ قُمْ وتَجَوَّلْ في الأرضِ بِطولِها وعَرضِها لِأنِّي سأُعْطيها لك».‏ ١٨ وهكَذا ظَلَّ أَبْرَام يَعيشُ في خِيام.‏ ثُمَّ أتى وسَكَنَ قُربَ الأشجارِ الكَبيرَة في مَمْرَا،‏ + الَّتي في حَبْرُون.‏ + وبَنى هُناك مَذبَحًا لِيَهْوَه.‏ +

١٤ في تِلكَ الأيَّام،‏ كانَ أَمْرَافِل مَلِكًا على شِنْعَار،‏ + وأَرْيُوخ مَلِكًا على أَلَّاسَار،‏ وكَدَرْلَعُومَر + مَلِكًا على عِيلَام،‏ + وتِدْعَال مَلِكًا على جُوئِيم.‏ ٢ هؤُلاءِ المُلوكُ شَنُّوا حَربًا على بَارَع مَلِكِ سَدُوم،‏ + وبِرْشَاع مَلِكِ عَمُورَة،‏ + وشِنْآ‌ب مَلِكِ أَدْمَة،‏ وشِمْئِيبَر مَلِكِ صَبُوئِيم،‏ + ومَلِكِ بَالَع الَّتي تُدْعى أيضًا صُوغَر.‏ ٣ كُلُّ هؤُلاء جَمَعوا جُيوشَهُم عِندَ وادي سِدِّيم،‏ *+ أي بَحرِ المِلْح.‏ *+

٤ فقد خَدَمَ هؤُلاءِ المُلوكُ كَدَرْلَعُومَر ١٢ سَنَة،‏ لكنَّهُم تَمَرَّدوا علَيهِ في السَّنَةِ الـ‍ ١٣.‏ ٥ لِذلِك في السَّنَةِ الـ‍ ١٤،‏ أتى كَدَرْلَعُومَر والمُلوكُ الَّذينَ معهُ وهَزَموا الرَّفَائِيِّينَ في عَشْتَارُوت قَرْنَايِم،‏ والزُّوزِيِّينَ في هَام،‏ والإيمِيِّينَ + في شَوَى قِرْيَتَايِم،‏ ٦ والحُورِيِّينَ + في جَبَلِهِم سَعِير + وُصولًا إلى إيل فَارَان الَّتي على حُدودِ الصَّحراء.‏ * ٧ ثُمَّ رَجَعوا وجاؤُوا إلى عَيْن مِشْفَاط،‏ أي قَادِش.‏ + واستَوْلَوْا على كُلِّ أرضِ العَمَالِيقِيِّين،‏ + وهَزَموا أيضًا الأَمُورِيِّينَ + السَّاكِنينَ في حَصُّون ثَامَار.‏ +

٨ فخَرَجَ مَلِكُ سَدُوم ومَلِكُ عَمُورَة ومَلِكُ أَدْمَة ومَلِكُ صَبُوئِيم ومَلِكُ بَالَع الَّتي تُدْعى أيضًا صُوغَر،‏ واصطَفُّوا لِلحَربِ في وادي سِدِّيم،‏ ٩ ضِدَّ كَدَرْلَعُومَر مَلِكِ عِيلَام،‏ وتِدْعَال مَلِكِ جُوئِيم،‏ وأَمْرَافِل مَلِكِ شِنْعَار،‏ وأَرْيُوخ مَلِكِ أَلَّاسَار:‏ + أربَعَةُ مُلوكٍ ضِدَّ خَمسَة.‏ ١٠ وكانَ وادي سِدِّيم مَليئًا بِحُفَرٍ مِنَ الزِّفت.‏ فوَقَعَ فيها مَلِكَا سَدُوم وعَمُورَة حينَ حاوَلا أن يَهرُبا.‏ أمَّا الباقونَ فهَرَبوا إلى المَناطِقِ الجَبَلِيَّة.‏ ١١ فأخَذَ المُنتَصِرونَ كُلَّ المُمتَلَكاتِ والطَّعامِ في سَدُوم وعَمُورَة وذَهَبوا.‏ + ١٢ وأخَذوا أيضًا لُوط،‏ ابْنَ أخي أَبْرَام،‏ الَّذي كانَ ساكِنًا في سَدُوم،‏ + وأخَذوا مُمتَلَكاتِهِ وتابَعوا طَريقَهُم.‏

١٣ فجاءَ أحَدُ النَّاجينَ وأخبَرَ أَبْرَام العِبْرَانِيَّ بِما حَدَث.‏ وكانَ أَبْرَام ساكِنًا * بَينَ أشجارِ مَمْرَا الأَمُورِيِّ الكَبيرَة.‏ + ومَمْرَا هو أخو أَشْكُول وعَانِير،‏ + وكانَ هؤُلاءِ الرِّجالُ حُلَفاءَ لِأَبْرَام.‏ ١٤ وهكَذا سَمِعَ أَبْرَام أنَّ قَريبَهُ *+ أُخِذَ أسيرًا.‏ فجَمَعَ رِجالَهُ المُدَرَّبين،‏ ٣١٨ خادِمًا مَوْلودًا في بَيتِه،‏ ولاحَقَ المُلوكَ حتَّى دَان.‏ + ١٥ وفي اللَّيل،‏ قَسَّمَ خُدَّامَهُ إلى مَجموعاتٍ وهَجَموا معًا على المُلوكِ وهَزَموهُم.‏ ولاحَقوهُم حتَّى حُوبَة شَمالَ دِمَشْق.‏ ١٦ واستَرجَعَ أَبْرَام قَريبَهُ لُوط ومُمتَلَكاتِه.‏ واستَرجَعَ أيضًا كُلَّ المُمتَلَكاتِ الأُخْرى والنِّساءَ وباقي الأسْرى.‏

١٧ وبَعدَ أن رَجَعَ أَبْرَام مُنتَصِرًا على كَدَرْلَعُومَر والمُلوكِ الَّذينَ معه،‏ أتى مَلِكُ سَدُوم لِيُلاقِيَهُ في وادي شَوَى،‏ * أي وادي المَلِك.‏ + ١٨ وأحضَرَ مَلْكِي صَادِق،‏ + مَلِكُ شَلِيم،‏ + خُبزًا ونَبيذًا.‏ وهو كانَ كاهِنَ اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء.‏ +

١٩ وبارَكَ أَبْرَامَ وقال:‏

‏«لِيَكُنْ أَبْرَام مُبارَكًا مِنَ اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء،‏

صانِعِ السَّماءِ والأرض.‏

٢٠ ولْيَتَمَجَّدِ اللّٰهُ العالي على كُلِّ شَيء،‏

الَّذي سَلَّمَ أعداءَكَ إلى يَدِك!‏».‏

فأعْطاهُ أَبْرَام عُشرًا مِن كُلِّ ما استَرجَعَه.‏ +

٢١ ثُمَّ قالَ مَلِكُ سَدُوم لِأَبْرَام:‏ «أعْطِني الأسْرى * وخُذْ أنتَ المُمتَلَكات».‏ ٢٢ لكنَّ أَبْرَام قالَ له:‏ «أرفَعُ يَدي وأحلِفُ بِيَهْوَه اللّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء،‏ صانِعِ السَّماءِ والأرض،‏ ٢٣ أنِّي لن آخُذَ شَيئًا مِمَّا لك،‏ ولا حتَّى خَيطًا أو رِباطَ حِذاء،‏ كَي لا تَقول:‏ ‹أنا جَعَلتُ أَبْرَام غَنِيًّا›.‏ ٢٤ لن آخُذَ شَيئًا غَيرَ ما أكَلَهُ الشُّبَّان.‏ أمَّا الرِّجالُ الَّذينَ ذَهَبوا معي،‏ عَانِير وأَشْكُول ومَمْرَا،‏ + فلْيَأخُذوا حِصَّتَهُم».‏

١٥ بَعدَ ذلِك،‏ قالَ يَهْوَه لِأَبْرَام في رُؤيا:‏ «لا تَخَفْ + يا أَبْرَام.‏ أنا تُرسٌ يَحْميك.‏ + ومُكافَأَتُكَ ستَكونُ عَظيمَةً جِدًّا».‏ + ٢ فأجابَ أَبْرَام:‏ «أيُّها السَّيِّدُ العَظيمُ يَهْوَه،‏ ماذا ستُعْطيني؟‏ فأنا مِن دونِ أبناء،‏ والَّذي سيَرِثُني هو أَلِيعَازَر الدِّمَشْقِيّ».‏ + ٣ وأضاف:‏ «أنتَ لم تُعْطِني نَسلًا،‏ + ووَريثي هو خادِمٌ * في بَيتي».‏ ٤ لكنَّ يَهْوَه أجابَه:‏ «لن يَرِثَكَ هذا الرَّجُل،‏ بلِ ابْنُكَ * هوَ الَّذي يَرِثُك».‏ +

٥ ثُمَّ أخرَجَهُ مِنَ الخَيمَةِ وقالَ له:‏ «مِن فَضلِك،‏ انظُرْ إلى السَّماءِ وعُدَّ النُّجومَ إذا استَطَعت».‏ وقالَ له:‏ «هكَذا سيَكونُ نَسلُك».‏ + ٦ فآ‌مَنَ أَبْرَام بِيَهْوَه،‏ + فاعتُبِرَ بِلا لَومٍ في نَظَرِه.‏ *+ ٧ وقالَ له:‏ «أنا يَهْوَه الَّذي أخرَجتُكَ مِن أُور مَدينَةِ الكَلْدَانِيِّينَ لِأُعْطِيَكَ هذِهِ الأرضَ مِلْكًا لك».‏ + ٨ فقالَ أَبْرَام:‏ «أيُّها السَّيِّدُ العَظيمُ يَهْوَه،‏ كَيفَ أعرِفُ أنِّي سأمتَلِكُها؟‏».‏ ٩ أجابَه:‏ «أَحضِرْ لي بَقَرَةً * عُمرُها ثَلاثُ سَنَوات،‏ وعَنزَةً عُمرُها ثَلاثُ سَنَوات،‏ وخَروفًا عُمرُهُ ثَلاثُ سَنَوات،‏ وحَمامَةً بَرِّيَّة،‏ * ويَمامَةً صَغيرَة».‏ ١٠ فأخَذَ أَبْرَام هذِهِ الحَيَواناتِ وقَسَمَ كُلًّا مِنها قِسمَيْنِ ووَضَعَ كُلَّ قِسمٍ مُقابِلَ الآخَر،‏ لكنَّهُ لم يَقسِمِ الطَّائِرَيْن.‏ ١١ وبَدَأَتِ الطُّيورُ المُفتَرِسَة تَنزِلُ على الجُثَث،‏ لكنَّ أَبْرَام كانَ يُبعِدُها.‏

١٢ وعِندَما أوْشَكَتِ الشَّمسُ أن تَغيب،‏ غَرِقَ أَبْرَام في نَومٍ عَميقٍ ووَجَدَ نَفْسَهُ في ظَلامٍ شَديدٍ مُفزِع.‏ ١٣ فقالَ لهُ اللّٰه:‏ «إعرِفْ جَيِّدًا أنَّ نَسلَكَ سيَتَغَرَّبُ * في أرضٍ لَيسَت له،‏ والنَّاسُ هُناك سيَستَعبِدونَهُ ويُذِلُّونَهُ ٤٠٠ سَنَة.‏ + ١٤ لكنِّي سأُحاسِبُ الأُمَّةَ الَّتي تَستَعبِدُه.‏ + وبَعدَ ذلِك يَخرُجُ مِن هُناك ومعهُ مُمتَلَكاتٌ كَثيرَة.‏ + ١٥ أمَّا أنتَ فسَتَعيشُ عُمرًا طَويلًا،‏ ثُمَّ تَموتُ * بِسَلامٍ وتُدفَن.‏ + ١٦ وفي الجيلِ الرَّابِعِ يَرجِعُ نَسلُكَ إلى هُنا،‏ + لِأنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لم يَبلُغْ بَعد حَدَّهُ الأقْصى».‏ *+

١٧ وبَعدَما غابَتِ الشَّمسُ وصارَ ظَلامٌ شَديد،‏ ظَهَرَ تَنُّورٌ يَصعَدُ منهُ دُخان،‏ ومَرَّ مَشعَلُ نارٍ بَينَ أجزاءِ الحَيَوانات.‏ ١٨ في ذلِكَ اليَومِ قَطَعَ يَهْوَه عَهدًا * مع أَبْرَام،‏ + قائِلًا:‏ «سأُعْطي لِنَسلِكَ هذِهِ الأرض،‏ + مِن نَهرِ مِصْر إلى النَّهرِ الكَبير،‏ نَهرِ الفُرَات:‏ + ١٩ أرضَ القِينِيِّينَ + والقِنْزِيِّينَ والقَدْمُونِيِّينَ ٢٠ والحِثِّيِّينَ + والفَرْزِيِّينَ + والرَّفَائِيِّينَ + ٢١ والأَمُورِيِّينَ والكَنْعَانِيِّينَ والجِرْجَاشِيِّينَ واليَبُّوسِيِّين».‏ +

١٦ أمَّا سَارَاي زَوجَةُ أَبْرَام فلم تَلِدْ لهُ أوْلادًا.‏ + وكانَ عِندَها خادِمَةٌ مِصْرِيَّة اسْمُها هَاجَر.‏ + ٢ فقالَت سَارَاي لِأَبْرَام:‏ «يَهْوَه مَنَعَني مِنَ الإنجاب.‏ أرْجوكَ أقِمْ عَلاقَةً مع خادِمَتي،‏ فرُبَّما يَصيرُ عِندي أبناءٌ مِنها».‏ + فسَمِعَ أَبْرَام لِكَلامِها.‏ ٣ فأخَذَت سَارَاي خادِمَتَها المِصْرِيَّة هَاجَر وأعْطَتها لِزَوجِها أَبْرَام لِتَكونَ زَوجَةً له،‏ وكانَ ذلِك بَعدَ عَشْرِ سَنَواتٍ مِن سَكَنِ أَبْرَام في أرضِ كَنْعَان.‏ ٤ فأقامَ أَبْرَام عَلاقَةً مع هَاجَر،‏ فحَبِلَت.‏ ولمَّا عَرَفَت أنَّها حُبْلى،‏ لم تَعُدْ تَحتَرِمُ سَيِّدَتَها.‏

٥ فقالَت سَارَاي لِأَبْرَام:‏ «أنا أُعاني والحَقُّ علَيك.‏ أنا الَّتي أعْطَيتُكَ خادِمَتي،‏ * ولكنْ عِندَما عَرَفَت أنَّها حُبْلى،‏ لم تَعُدْ تَحتَرِمُني.‏ فلْيَحكُمْ يَهْوَه مَنِ المُخطِئ،‏ أنا أو أنت».‏ ٦ فقالَ أَبْرَام لِسَارَاي:‏ «خادِمَتُكِ تَحتَ تَصَرُّفِكِ.‏ إفعَلي بها ما تَرَيْنَهُ مُناسِبًا».‏ فأذَلَّت سَارَاي هَاجَر،‏ فهَرَبَت مِنها.‏

٧ ثُمَّ وَجَدَ مَلاكُ يَهْوَه هَاجَر عِندَ نَبعِ ماءٍ في الصَّحراء،‏ النَّبعِ الَّذي في الطَّريقِ إلى شُور.‏ + ٨ وقالَ لها:‏ «يا هَاجَر خادِمَةَ سَارَاي،‏ مِن أينَ جِئتِ وإلى أينَ تَذهَبين؟‏».‏ فأجابَت:‏ «أنا هارِبَةٌ مِن سَيِّدَتي سَارَاي».‏ ٩ فقالَ لها مَلاكُ يَهْوَه:‏ «إرجِعي إلى سَيِّدَتِكِ واخضَعي لها بِتَواضُع».‏ * ١٠ ثُمَّ قالَ لها مَلاكُ يَهْوَه:‏ «سأُكَثِّرُ نَسلَكِ جِدًّا لِدَرَجِةِ أنَّهُ لن يُعَدَّ مِن كَثرَتِه».‏ + ١١ وتابَعَ مَلاكُ يَهْوَه:‏ «أنتِ الآنَ حُبْلى وسَتَلِدينَ ابْنًا وتُسَمِّينَهُ إسْمَاعِيل،‏ * لِأنَّ يَهْوَه سَمِعَ صُراخَكِ.‏ ١٢ وسَيُصبِحُ مِثلَ حِمارٍ وَحشِيّ،‏ * يُقاوِمُ الجَميعَ والجَميعُ يُقاوِمونَه،‏ * ويَسكُنُ مُقابِلَ كُلِّ إخوَتِه».‏ *

١٣ ثُمَّ سَبَّحَت * هَاجَر اسْمَ يَهْوَه الَّذي كانَ يُكَلِّمُها،‏ قائِلَة:‏ «أنتَ إلهٌ يَرى كُلَّ شَيء».‏ + فقد قالَت:‏ «هل فِعلًا رَأيتُ هُنا الَّذي يَراني؟‏!‏».‏ ١٤ لِذلِك أُطلِقَ على البِئرِ اسْم «بِئْر لَحَي رُئِي»،‏ * وهو بَينَ قَادِش وبَارَد.‏ ١٥ ثُمَّ وَلَدَت هَاجَر ابْنًا لِأَبْرَام،‏ فسَمَّاهُ إسْمَاعِيل.‏ + ١٦ وكانَ عُمرُ أَبْرَام ٨٦ سَنَةً حينَ أنجَبَت لهُ هَاجَر إسْمَاعِيل.‏

١٧ ولمَّا كانَ عُمرُ أَبْرَام ٩٩ سَنَة،‏ ظَهَرَ لهُ يَهْوَه وقال:‏ «أنا اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيء.‏ إمْشِ في طُرُقي وكُنْ بِلا عَيب،‏ * ٢ فأُثَبِّتَ عَهدي * معكَ + وأُكَثِّرَكَ كَثيرًا جِدًّا».‏ +

٣ فسَجَدَ أَبْرَام لِلّٰه.‏ وقالَ لهُ اللّٰه:‏ ٤ ‏«أنا قَطَعتُ عَهدي معك،‏ + وسَتُصبِحُ أبًا لِأُمَمٍ كَثيرَة.‏ + ٥ ولن يَكونَ اسْمُكَ بَعدَ الآنَ أَبْرَام،‏ * بل إبْرَاهِيم * لِأنِّي أجعَلُكَ أبًا لِأُمَمٍ كَثيرَة.‏ ٦ وأُعْطيكَ نَسلًا كَثيرًا جِدًّا،‏ وتَأتي مِنكَ شُعوب،‏ ويَخرُجُ مِنكَ مُلوك.‏ +

٧ ‏«وألتَزِمُ بِعَهدي معكَ + ومع نَسلِكَ مِن بَعدِكَ جيلًا بَعدَ جيل.‏ إنَّهُ عَهدٌ أبَدِيٌّ أكونُ على أساسِهِ إلهًا لكَ ولِنَسلِكَ مِن بَعدِك.‏ ٨ وأُعْطيكَ الأرضَ الَّتي عِشتَ فيها كأجنَبِيّ،‏ + كُلَّ أرضِ كَنْعَان،‏ مِلْكًا دائِمًا لكَ ولِنَسلِكَ مِن بَعدِك،‏ وأكونُ إلهَهُم».‏ +

٩ وقالَ اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم:‏ «أمَّا أنتَ فالْتَزِمْ بِعَهدي،‏ أنتَ ونَسلُكَ مِن بَعدِكَ جيلًا بَعدَ جيل.‏ ١٠ هذا هوَ العَهدُ بَيني وبَينَكُم،‏ العَهدُ الَّذي يَجِبُ أن تَلتَزِمَ بهِ أنتَ ونَسلُكَ مِن بَعدِك:‏ كُلُّ ذَكَرٍ بَينَكُم يَجِبُ أن يُختَن.‏ + ١١ فيَكونُ الخِتانُ عَلامَةَ العَهدِ الَّذي بَيني وبَينَكُم.‏ + ١٢ جيلًا بَعدَ جيل،‏ يَجِبُ أن يُختَنَ كُلُّ الذُّكورِ بَينَكُم بِعُمرِ ثَمانِيَةِ أيَّام:‏ + الَّذينَ يولَدونَ في بَيتِك،‏ والَّذينَ يُشتَرَوْنَ مِن أجنَبِيٍّ ولَيسوا مِن نَسلِك.‏ ١٣ الكُلُّ يَجِبُ أن يُختَنوا،‏ المَوْلودُ في بَيتِكَ والَّذي تَشتَريهِ بِمالِك.‏ + فتَكونُ هذِهِ العَلامَةُ في لَحمِكُم دَليلًا على عَهدي الدَّائِمِ معكُم.‏ ١٤ وكُلُّ ذَكَرٍ لا يُختَنُ يَجِبُ أن يُقتَل.‏ * فهو كَسَرَ عَهدي».‏

١٥ ثُمَّ قالَ اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم:‏ «وزَوجَتُكَ سَارَاي *+ لا تُسَمِّها سَارَاي لِأنَّ اسْمَها سيَصيرُ سَارَة.‏ * ١٦ سأُبارِكُها وأُعْطيكَ أيضًا ابْنًا مِنها.‏ + أُبارِكُها فتَأتي مِنها شُعوبٌ ويَخرُجُ مِنها مُلوك».‏ ١٧ عِندَئِذٍ،‏ سَجَدَ إبْرَاهِيم وضَحِكَ وقالَ في قَلبِه:‏ + «هل يَقدِرُ رَجُلٌ عُمرُهُ ١٠٠ سَنَةٍ أن يَلِدَ ابْنًا،‏ وهل تَلِدُ سَارَة بِعُمرِ ٩٠ سَنَة؟‏».‏ +

١٨ فقالَ إبْرَاهِيم لِلّٰه:‏ «يا لَيتَ إسْمَاعِيل يَنالُ رِضاك!‏».‏ + ١٩ فقالَ اللّٰه:‏ «زَوجَتُكَ سَارَة هيَ الَّتي ستَلِدُ لكَ ابْنًا،‏ فتُسَمِّيهِ إسْحَاق.‏ *+ وأُثَبِّتُ عَهدي معه،‏ ويَكونُ عَهدًا أبَدِيًّا لهُ ولِنَسلِهِ مِن بَعدِه.‏ + ٢٠ أمَّا إسْمَاعِيل فقد سَمِعتُ ما طَلَبتَهُ مِن أجْلِه.‏ سأُبارِكُهُ وأُعْطيهِ أوْلادًا وأُكَثِّرُ نَسلَهُ كَثيرًا جِدًّا.‏ ويَلِدُ ١٢ زَعيمًا،‏ وأجعَلُهُ أُمَّةً عَظيمَة.‏ + ٢١ ولكنْ سأُثَبِّتُ عَهدي مع إسْحَاق + الَّذي تَلِدُهُ لكَ سَارَة السَّنَةَ القادِمَة في مِثلِ هذا الوَقت».‏ +

٢٢ ولمَّا أنْهى اللّٰهُ كَلامَهُ مع إبْرَاهِيم،‏ تَرَكَهُ وصَعِد.‏ ٢٣ فأخَذَ إبْرَاهِيم ابْنَهُ إسْمَاعِيل وكُلَّ المَوْلودينَ في بَيتِهِ وكُلَّ الَّذينَ اشتَراهُم بِمالِه،‏ كُلَّ ذَكَرٍ في بَيتِه،‏ وخَتَنَهُم في ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه،‏ تَمامًا كما قالَ لهُ اللّٰه.‏ + ٢٤ وكانَ عُمرُ إبْرَاهِيم ٩٩ سَنَةً عِندَما خُتِن.‏ + ٢٥ وكانَ عُمرُ ابْنِهِ إسْمَاعِيل ١٣ سَنَةً عِندَما خُتِن.‏ + ٢٦ في ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه،‏ خُتِنَ إبْرَاهِيم وابْنُهُ إسْمَاعِيل.‏ ٢٧ وخُتِنَ أيضًا كُلُّ الرِّجالِ في بَيتِه،‏ المَوْلودينَ في بَيتِهِ والَّذينَ اشتَراهُم مِنَ الأجانِب.‏

١٨ وظَهَرَ يَهْوَه + لإبْرَاهِيم بَينَ الأشجارِ الكَبيرَة في مَمْرَا.‏ + وكانَ إبْرَاهِيم جالِسًا عِندَ مَدخَلِ الخَيمَةِ في عِزِّ حَرِّ النَّهار.‏ ٢ فتَطَلَّعَ ورَأى ثَلاثَةَ رِجالٍ واقِفينَ على مَسافَةٍ مِنه.‏ + فرَكَضَ مِن مَدخَلِ الخَيمَةِ كَي يُلاقِيَهُم،‏ وسَجَدَ أمامَهُم.‏ ٣ وقال:‏ «يا يَهْوَه،‏ إذا كُنتَ راضِيًا عنِّي،‏ فمِن فَضلِكَ لا تَذهَبْ دونَ أن تَزورَ خادِمَك.‏ ٤ سنُحضِرُ القَليلَ مِنَ الماءِ لِغَسلِ أرجُلِكُم،‏ + ثُمَّ تَستَريحونَ تَحتَ الشَّجَرَة.‏ ٥ وبِما أنَّكُم جِئتُم عِندَ خادِمِكُم،‏ فسَأجلُبُ لُقمَةَ خُبزٍ لِتَسنُدوا بها قُلوبَكُم.‏ وبَعدَ ذلِك تُواصِلونَ رِحلَتَكُم».‏ فقالوا:‏ «حَسَنًا،‏ افعَلْ كما قُلت».‏

٦ فأسرَعَ إبْرَاهِيم إلى سَارَة في الخَيمَةِ وقالَ لها:‏ «إعجِني بِسُرعَةٍ ثَلاثَ كَيلاتٍ * مِنَ الطَّحينِ الفاخِر،‏ واعمَلي أرغِفَةَ خُبز».‏ ٧ ثُمَّ رَكَضَ إبْرَاهِيم صَوبَ القَطيعِ واختارَ عِجلًا جَيِّدًا لَحمُهُ طَرِيّ،‏ وأعْطاهُ لِلخادِمِ الَّذي أسرَعَ لِيُجَهِّزَه.‏ ٨ ثُمَّ أخَذَ زُبدَةً وحَليبًا والعِجلَ الَّذي جَهَّزَه،‏ ووَضَعَ كُلَّ ذلِك أمامَ الرِّجال.‏ ووَقَفَ قُربَهُم تَحتَ الشَّجَرَةِ فيما هُم يَأكُلون.‏ +

٩ ثُمَّ قالوا له:‏ «أينَ زَوجَتُكَ سَارَة؟‏».‏ + فأجاب:‏ «إنَّها في الخَيمَة».‏ ١٠ فقالَ أحَدُهُم:‏ «سأرجِعُ إلَيكَ السَّنَةَ القادِمَة في مِثلِ هذا الوَقت،‏ وسَتَكونُ زَوجَتُكَ سَارَة قد أنجَبَتِ ابْنًا».‏ + وكانَت سَارَة تَسمَعُ الحَديثَ عِندَ مَدخَلِ الخَيمَةِ الَّتي وَراءَ الرَّجُل.‏ ١١ وكانَ إبْرَاهِيم وسَارَة عَجوزَيْن.‏ + وقد تَجاوَزَت سَارَة سِنَّ الإنجاب.‏ *+ ١٢ فضَحِكَت في نَفْسِها وقالَت:‏ «هل أفرَحُ هذِهِ الفَرحَةَ بَعدَ أن كَبِرتُ في العُمرِ وسَيِّدي صارَ مُسِنًّا؟‏».‏ + ١٣ فقالَ يَهْوَه لِإبْرَاهِيم:‏ «لِماذا ضَحِكَت سَارَة وقالَت:‏ ‹هل مَعقولٌ أن ألِدَ وأنا عَجوز›؟‏ ١٤ هل هُناك شَيءٌ مُستَحيلٌ على يَهْوَه؟‏ + سأرجِعُ إلَيكَ السَّنَةَ القادِمَة في مِثلِ هذا الوَقت،‏ وسَتَكونُ سَارَة قد أنجَبَتِ ابْنًا».‏ ١٥ لكنَّ سَارَة خافَت،‏ فأنكَرَت قائِلَة:‏ «لم أضحَك».‏ فقال:‏ «بَلى،‏ ضَحِكتِ».‏

١٦ وعِندَما قامَ الرِّجالُ لِيُغادِروا،‏ مَشى معهُم إبْرَاهِيم لِيُوَدِّعَهُم حتَّى وَصَلوا إلى مَكانٍ رَأَوْا مِنهُ سَدُوم.‏ + ١٧ فقالَ يَهْوَه:‏ «هل أُخْفي عن إبْرَاهِيم ما سأفعَلُه؟‏ + ١٨ فهو سيَصيرُ أُمَّةً عَظيمَة وقَوِيَّة،‏ وتَتَبارَكُ بِواسِطَتِهِ جَميعُ أُمَمِ الأرض.‏ + ١٩ فأنا اختَرتُهُ * كَي يوصِيَ أبناءَهُ وسُلالَتَهُ مِن بَعدِهِ أن يَبْقَوْا في طَريقِ يَهْوَه،‏ وذلِك حينَ يَفعَلونَ ما هو صائِبٌ وعادِل.‏ + عِندَئِذٍ يُنَفِّذُ يَهْوَه وَعدَهُ لِإبْرَاهِيم».‏

٢٠ ثُمَّ قالَ يَهْوَه:‏ «كَثُرَ صُراخُ الَّذينَ يَتَشَكَّوْنَ على سُكَّانِ سَدُوم وعَمُورَة،‏ + فخَطِيَّتُهُم خَطيرَة جِدًّا.‏ + ٢١ سأنزِلُ لِأرى هلِ الشَّكاوى الَّتي وَصَلَتني صَحيحَة وهل أعمالُهُم فِعلًا شِرِّيرَة.‏ وإذا لم تَكُنْ هكَذا،‏ فسَأعرِف».‏ +

٢٢ ثُمَّ غادَرَ الرَّجُلانِ مِن هُناك وذَهَبا بِاتِّجاهِ سَدُوم.‏ أمَّا يَهْوَه + فبَقِيَ مع إبْرَاهِيم.‏ ٢٣ فاقتَرَبَ مِنهُ إبْرَاهِيم وقال:‏ «هل تُميتُ الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير؟‏ + ٢٤ لِنَفرِضْ أنَّ هُناك ٥٠ شَخصًا صالِحًا في المَدينَة.‏ فهل تُميتُ سُكَّانَها ولا تُسامِحُهُم مِن أجْلِ الـ‍ ٥٠ الصَّالِحينَ فيها؟‏ ٢٥ مُستَحيلٌ أن تَفعَلَ ذلِك،‏ أن تُميتَ الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير،‏ فيَكونُ مَصيرُ الصَّالِحِ مِثلَ مَصيرِ الشِّرِّير!‏ + مُستَحيل!‏ + هل قاضي كُلِّ الأرضِ لا يَتَصَرَّفُ بِعَدل؟‏!‏».‏ + ٢٦ فأجابَ يَهْوَه:‏ «إذا وَجَدتُ ٥٠ شَخصًا صالِحًا في سَدُوم،‏ أُسامِحُ كُلَّ سُكَّانِ المَدينَةِ مِن أجْلِهِم».‏ ٢٧ فقالَ إبْرَاهِيم:‏ «لقد تَجَرَّأتُ وتَكَلَّمتُ مع يَهْوَه مع أنِّي تُرابٌ ورَماد.‏ ٢٨ ولكنْ لِنَفرِضْ أنَّ الـ‍ ٥٠ الصَّالِحينَ نَقَصوا خَمسَة.‏ فهل تُدَمِّرُ المَدينَةَ كُلَّها لِأنَّهُم نَقَصوا خَمسَة؟‏».‏ فأجابَه:‏ «لن أُدَمِّرَها إذا وَجَدتُ فيها ٤٥».‏ +

٢٩ فكَلَّمَهُ إبْرَاهِيم مَرَّةً ثانِيَة وقال:‏ «ماذا لَو كانَ هُناك ٤٠؟‏».‏ فأجاب:‏ «لن أُدَمِّرَها مِن أجْلِ الـ‍ ٤٠».‏ ٣٠ فقال:‏ «أرْجوكَ يا يَهْوَه لا تَغضَب،‏ + بلِ اسمَحْ لي أن أتَكَلَّم.‏ لِنَفرِضْ أنَّ هُناك ٣٠».‏ فأجاب:‏ «لن أُدَمِّرَها إذا وَجَدتُ فيها ٣٠».‏ ٣١ فقال:‏ «لقد تَجَرَّأتُ وتَكَلَّمتُ مع يَهْوَه،‏ ولكنْ ماذا لَو كانَ هُناك ٢٠؟‏».‏ فأجاب:‏ «لن أُدَمِّرَها مِن أجْلِ الـ‍ ٢٠».‏ ٣٢ وأخيرًا قال:‏ «أرْجوكَ يا يَهْوَه لا تَغضَب،‏ بلِ اسمَحْ لي أن أتَكَلَّمَ هذِهِ المَرَّةَ بَعد.‏ ماذا لَو كانَ هُناك عَشَرَةٌ فَقَط؟‏».‏ فقال:‏ «لن أُدَمِّرَها مِن أجْلِ العَشَرَة».‏ ٣٣ وعِندَما انتَهى يَهْوَه مِنَ الكَلامِ مع إبْرَاهِيم،‏ ذَهَبَ مِن هُناك + ورَجَعَ إبْرَاهِيم إلى خَيمَتِه.‏

١٩ ووَصَلَ المَلاكانِ إلى سَدُوم في المَساء،‏ وكانَ لُوط جالِسًا عِندَ بَوَّابَتِها.‏ فلمَّا رَآهُما،‏ قامَ كَي يُلاقِيَهُما وسَجَدَ أمامَهُما.‏ + ٢ وقال:‏ «أرْجوكُما يا سَيِّدَيَّ،‏ تَفَضَّلا وادخُلا بَيتَ خادِمِكُما.‏ فنَغسِلُ أرجُلَكُما وتُمْضِيانِ اللَّيلَة.‏ وفي الصَّباحِ الباكِرِ تُتابِعانِ رِحلَتَكُما».‏ فقالا:‏ «لا،‏ سنَنامُ في ساحَةِ المَدينَة».‏ ٣ لكنَّهُ أصَرَّ علَيهِما كَثيرًا،‏ فذَهَبا معهُ إلى بَيتِه.‏ وعَمِلَ لهُما وَليمَة،‏ وخَبَزَ خُبزًا * فأكَلا.‏

٤ وقَبلَ أن يَناما،‏ جاءَ كُلُّ رِجالِ سَدُوم،‏ مِنَ الصَّبِيِّ إلى العَجوز،‏ وتَجَمَّعوا كُلُّهُم حَولَ البَيت.‏ ٥ وصاروا يُنادونَ لُوط ويَقولونَ له:‏ «أينَ الرَّجُلانِ اللَّذانِ أتَيا عِندَكَ اللَّيلَة؟‏ أَخرِجْهُما إلَينا كَي نُمارِسَ الجِنسَ معهُما».‏ +

٦ فخَرَجَ إلَيهِم لُوط وأغلَقَ البابَ وَراءَه.‏ ٧ وقال:‏ «أرْجوكُم يا إخوَتي،‏ لا تَفعَلوا هذا الشَّرّ.‏ ٨ لَدَيَّ ابْنَتانِ لم يَلمُسْهُما رَجُل.‏ سأُخرِجُهُما إلَيكُم كَي تَفعَلوا بهِما ما تُريدونَه.‏ ولكنْ لا تَفعَلوا شَيئًا لِهذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ لِأنَّهُما في بَيتي وتَحتَ حِمايَتي».‏ *+ ٩ فقالوا:‏ «إبتَعِدْ عن طَريقِنا!‏».‏ وتابَعوا:‏ «جاءَ هذا الأجنَبِيُّ وَحْدَهُ لِيَعيشَ هُنا،‏ وهوَ الآنَ يَتَجَرَّأُ أن يَتَحَكَّمَ فينا.‏ سنَفعَلُ بكَ أسوَأَ مِمَّا سنَفعَلُ بهِما».‏ وهَجَموا على لُوط * واقتَرَبوا لِيَكسِروا الباب.‏ ١٠ فمَدَّ الرَّجُلانِ أيْدِيَهُما وأدخَلا لُوط إلى البَيتِ وأغلَقا الباب.‏ ١١ ثُمَّ ضَرَبا الرِّجالَ الَّذينَ عِندَ مَدخَلِ البَيتِ بِالعَمى،‏ مِن صَغيرِهِم إلى كَبيرِهِم،‏ ففَتَّشوا عنِ البابِ لكنَّهُم تَعِبوا ولم يَجِدوه.‏

١٢ وقالَ الرَّجُلانِ لِلُوط:‏ «هل لَدَيكَ أحَدٌ آخَرُ هُنا؟‏ إذا كانَ عِندَكَ صِهرٌ أوِ ابْنٌ أو بِنتٌ أو أيُّ قَريبٍ آخَرَ في المَدينَة،‏ فأَخرِجْهُ مِن هُنا!‏ ١٣ فنَحنُ سنُدَمِّرُ هذِهِ المَدينَةَ لِأنَّ يَهْوَه سَمِعَ شَكاوى سَيِّئَة جِدًّا * علَيها.‏ + لِذلِك أرسَلَنا يَهْوَه لِنُدَمِّرَها».‏ ١٤ فخَرَجَ لُوط وألَحَّ على صِهرَيْهِ اللَّذَيْنِ سيَتَزَوَّجانِ بِنتَيْه،‏ وقالَ لهُما:‏ «قُوما اخرُجا مِن هُنا لِأنَّ يَهْوَه سيُدَمِّرُ المَدينَة!‏».‏ لكنَّ صِهرَيْهِ اعتَبَرا ما قالَهُ مَزحَة.‏ +

١٥ وعِندَ طُلوعِ الفَجر،‏ استَعجَلَ المَلاكانِ لُوط وقالا:‏ «قُمْ خُذْ زَوجَتَكَ وابْنَتَيْكَ كَي لا تَموتَ بِسَبَبِ ذَنْبِ المَدينَة!‏».‏ + ١٦ ولمَّا تَباطَأ،‏ أمسَكَ الرَّجُلانِ بِيَدِهِ ويَدِ زَوجَتِهِ ويَدِ ابْنَتَيْهِ وأخرَجاهُم إلى خارِجِ المَدينَة،‏ لِأنَّ يَهْوَه أشفَقَ + على لُوط.‏ *+ ١٧ وعِندَما أخرَجاهُم إلى ضَواحي المَدينَة،‏ قالَ أحَدُ المَلاكَيْن:‏ «أُهرُبْ لِتُخَلِّصَ حَياتَك!‏ * لا تَنظُرْ إلى الوَراءِ + ولا تَقِفْ في كُلِّ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ!‏ + أُهرُبْ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة كَي لا تَموت!‏».‏

١٨ فقالَ لهُما لُوط:‏ «لَيسَ إلى هُناك يا يَهْوَه أرْجوك!‏ ١٩ أنتَ رَضيتَ عن خادِمِكَ وغَمَرتَني بِلُطفِكَ * حينَ أنقَذتَ حَياتي.‏ *+ لكنِّي لا أقدِرُ أن أهرُبَ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة لِأنِّي أخافُ أن تَصِلَ إلَيَّ الكارِثَةُ وأموت.‏ + ٢٠ توجَدُ بَلدَةٌ صَغيرَة قَريبَة يُمكِنُني أن أهرُبَ إلَيها.‏ فهل تَسمَحُ لي مِن فَضلِكَ أن أهرُبَ إلى هُناك؟‏ إنَّها مُجَرَّدُ بَلدَةٍ صَغيرَة.‏ وهكَذا أبْقى حَيًّا».‏ * ٢١ فقالَ له:‏ «حَسَنًا،‏ سأُكرِمُكَ + مَرَّةً أُخْرى ولن أُدَمِّرَ البَلدَةَ الَّتي ذَكَرتَها.‏ + ٢٢ أَسرِعْ واهرُبْ إلَيها لِأنِّي لا أقدِرُ أن أفعَلَ شَيئًا حتَّى تَصِلَ إلى هُناك!‏».‏ + لِذلِك سُمِّيَتِ البَلدَة «صُوغَر».‏ *+

٢٣ ومع شُروقِ الشَّمس،‏ وَصَلَ لُوط إلى صُوغَر.‏ ٢٤ فأمطَرَ يَهْوَه كِبريتًا ونارًا على سَدُوم وعَمُورَة؛‏ مِن عِندِ يَهْوَه،‏ مِنَ السَّماء،‏ نَزَلَ الكِبريتُ والنَّار.‏ + ٢٥ فدَمَّرَ المَدينَتَيْنِ مع كُلِّ مُدُنِ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ وكُلِّ السَّاكِنينَ فيها وكُلِّ النَّباتات.‏ + ٢٦ لكنَّ زَوجَةَ لُوط الَّتي كانَت خَلفَهُ نَظَرَت إلى الوَراء،‏ فصارَت تِمثالًا مِن مِلح.‏ +

٢٧ وقامَ إبْرَاهِيم في الصَّباحِ الباكِرِ وذَهَبَ إلى المَكانِ الَّذي كانَ قد وَقَفَ فيهِ أمامَ يَهْوَه.‏ + ٢٨ وتَطَلَّعَ صَوبَ سَدُوم وعَمُورَة وصَوبَ كُلِّ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ،‏ فرَأى مَنظَرًا مُخيفًا.‏ فقد كانَ يَطلَعُ مِنها دُخانٌ كَثيفٌ مِثلُ دُخانِ نيرانٍ عَظيمَة!‏ *+ ٢٩ وهكَذا عِندَما دَمَّرَ اللّٰهُ مُدُنَ مِنطَقَةِ وادي الأُرْدُنّ،‏ الَّتي كانَ لُوط ساكِنًا فيها،‏ أبْقى إبْرَاهِيم في بالِهِ وأخرَجَ لُوط مِنَ المُدُنِ الَّتي دَمَّرَها.‏ +

٣٠ وخافَ لُوط أن يَعيشَ في صُوغَر،‏ + فصَعِدَ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة + وسَكَنَ في مَغارَةٍ هو وابْنَتاه.‏ ٣١ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ قالَتِ الكَبيرَة لِأُختِها الصَّغيرَة:‏ «أبونا صارَ عَجوزًا،‏ ولا يوجَدُ في الأرضِ رَجُلٌ لِيَتَزَوَّجَنا كما يَفعَلُ كُلُّ النَّاس.‏ ٣٢ تَعالَيْ نَسْقي أبانا نَبيذًا ونَنامُ معهُ لِنُحافِظَ على نَسلِه».‏

٣٣ فسَقَتا أباهُما نَبيذًا في تِلكَ اللَّيلَةِ حتَّى سَكِر.‏ ثُمَّ دَخَلَتِ الكَبيرَة ونامَت مع أبيها،‏ لكنَّهُ لم يَعرِفْ متى نامَت ومتى قامَت.‏ ٣٤ وفي اليَومِ التَّالي،‏ قالَتِ الكَبيرَة لِلصَّغيرَة:‏ «أنا نِمتُ مع أبي البارِحَة.‏ فلْنَسْقِهِ نَبيذًا اللَّيلَةَ أيضًا.‏ ثُمَّ ادخُلي ونامي معهُ لِنُحافِظَ على نَسلِه».‏ ٣٥ فسَقَتا أباهُما الكَثيرَ مِنَ النَّبيذِ في تِلكَ اللَّيلَةِ أيضًا.‏ ثُمَّ دَخَلَتِ الصَّغيرَة ونامَت معه،‏ لكنَّهُ لم يَعرِفْ متى نامَت ومتى قامَت.‏ ٣٦ فحَبِلَتِ ابْنَتا لُوط مِن أبيهِما.‏ ٣٧ ووَلَدَتِ الكَبيرَة ابْنًا وسَمَّتهُ مُوآب.‏ + وهو أبو المُوآبِيِّينَ المَوْجودينَ اليَوم.‏ + ٣٨ والصَّغيرَة أيضًا وَلَدَتِ ابْنًا وسَمَّتهُ بِنْ عَمِّي.‏ وهو أبو العَمُّونِيِّينَ + المَوْجودينَ اليَوم.‏

٢٠ وانتَقَلَ إبْرَاهِيم مِن هُناك + إلى أرضِ النَّقَب،‏ واستَقَرَّ بَينَ قَادِش + وشُور.‏ + وفيما كانَ ساكِنًا * في جَرَار،‏ + ٢ قالَ مَرَّةً أُخْرى عن زَوجَتِهِ سَارَة إنَّها أُختُه.‏ + فأرسَلَ أَبِيمَالِك،‏ مَلِكُ جَرَار،‏ خُدَّامَهُ وأحضَروا سَارَة إلَيه.‏ + ٣ ثُمَّ أتى اللّٰهُ إلى أَبِيمَالِك في حُلْمٍ بِاللَّيلِ وقالَ له:‏ «ستَموتُ بِسَبَبِ المَرأةِ الَّتي أخَذتَها،‏ + لِأنَّها مُتَزَوِّجَةٌ مِن * رَجُلٍ آخَر».‏ + ٤ إلَّا أنَّ أَبِيمَالِك لم يَكُنْ قدِ اقتَرَبَ مِنها.‏ * فقال:‏ «يا يَهْوَه،‏ هل تَقتُلُ شَعبًا بَريئًا؟‏ ٥ ألَمْ يَقُلْ هو لي إنَّها أُختُه؟‏ ألَمْ تَقُلْ هي أيضًا إنَّهُ أخوها؟‏ كانَ هَدَفي شَريفًا ونِيَّتي صافِيَة».‏ * ٦ فقالَ لهُ اللّٰهُ في الحُلْم:‏ «أعرِفُ أنَّكَ فَعَلتَ ذلِك بِنِيَّةٍ صافِيَة.‏ لِذلِك مَنَعتُكَ أن تُخطِئَ إلَيَّ ولم أدَعْكَ تَلمُسُها.‏ ٧ والآنَ رُدَّ لِلرَّجُلِ زَوجَتَه.‏ فهو نَبِيٌّ + وسَيُصَلِّي مِن أجْلِك،‏ + فتَبْقى حَيًّا.‏ ولكنْ إذا لم تَرُدَّها،‏ فاعرِفْ أنَّكَ ستَموتُ بِالتَّأكيد،‏ أنتَ وكُلُّ مَن لك».‏

٨ وفي الصَّباحِ الباكِر،‏ استَدْعى أَبِيمَالِك جَميعَ خُدَّامِهِ وأخبَرَهُم بِكُلِّ ما حَدَث،‏ فخافوا جِدًّا.‏ ٩ ثُمَّ استَدْعى أَبِيمَالِك إبْرَاهِيم وقالَ له:‏ «ماذا فَعَلتَ بنا؟‏ هل أخطَأتُ في حَقِّكَ حتَّى جَلَبتَ علَيَّ وعلى مَملَكَتي هذِهِ الخَطِيَّةَ العَظيمَة؟‏ ما عَمِلتَهُ بي لَيسَ صَحيحًا».‏ ١٠ وأضاف:‏ «ماذا كانَ في بالِكَ حينَ فَعَلتَ ذلِك؟‏».‏ + ١١ فأجابَ إبْرَاهِيم:‏ «قُلتُ في نَفْسي:‏ ‹لا شَكَّ أنَّ النَّاسَ في هذا المَكانِ لا يَخافونَ اللّٰه،‏ وسَيَقتُلونَني بِسَبَبِ زَوجَتي›.‏ + ١٢ وفي الحَقيقَة،‏ هي فِعلًا أُختي مِن أبي ولكنْ لَيسَت مِن أُمِّي.‏ وقد صارَت زَوجَتي.‏ + ١٣ لِذلِك لمَّا أرسَلَني اللّٰهُ بَعيدًا عن بَيتِ أبي،‏ + قُلتُ لها:‏ ‹هكَذا تُظهِرينَ أنَّكِ تُحِبِّينَني وأنَّكِ وَلِيَّةٌ * لي:‏ قولي إنِّي أخوكِ في أيِّ مَكانٍ نَذهَبُ إلَيه›».‏ +

١٤ عِندَئِذٍ أخَذَ أَبِيمَالِك غَنَمًا وبَقَرًا وخُدَّامًا وخادِماتٍ وأعْطاها لِإبْرَاهِيم،‏ ورَدَّ لهُ زَوجَتَهُ سَارَة.‏ ١٥ ثُمَّ قال:‏ «أرضي قُدَّامَك،‏ فاسكُنْ أينَما تُريد».‏ ١٦ وقالَ لِسَارَة:‏ «سأُعْطي أخاكِ ٠٠٠‏,١ قِطعَةٍ مِنَ الفِضَّة.‏ + إنَّها دَليلٌ على بَراءَتِكِ * أمامَ كُلِّ الَّذينَ معكِ وأمامَ الجَميع،‏ فتَكونينَ بِلا لَوم».‏ ١٧ وتَوَسَّلَ إبْرَاهِيم إلى اللّٰه.‏ فشَفى اللّٰهُ أَبِيمَالِك وزَوجَتَهُ وخادِماتِه،‏ فأنجَبْنَ أوْلادًا.‏ ١٨ فيَهْوَه كانَ قد مَنَعَ كُلَّ نِساءِ بَيتِ أَبِيمَالِك مِنَ الإنجابِ * بِسَبَبِ سَارَة زَوجَةِ إبْرَاهِيم.‏ +

٢١ ووَجَّهَ يَهْوَه انتِباهَهُ إلى سَارَة تَمامًا كما قال،‏ ونَفَّذَ لها يَهْوَه ما وَعَدَ به.‏ + ٢ فحَبِلَت سَارَة + ووَلَدَتِ ابْنًا لِإبْرَاهِيم بَعدَما كَبِرَ في العُمر،‏ في الوَقتِ الَّذي حَدَّدَهُ لهُ اللّٰه.‏ + ٣ فسَمَّى إبْرَاهِيم ابْنَهُ الَّذي وَلَدَتهُ لهُ سَارَة إسْحَاق.‏ + ٤ وخَتَنَ إبْرَاهِيم ابْنَهُ إسْحَاق بِعُمرِ ثَمانِيَةِ أيَّام،‏ تَمامًا كما أمَرَهُ اللّٰه.‏ + ٥ وكانَ عُمرُ إبْرَاهِيم ١٠٠ سَنَةٍ حينَ أنجَبَ إسْحَاق.‏ ٦ وقالَت سَارَة:‏ «أعْطاني اللّٰهُ سَبَبًا لِلضِّحْك.‏ وكُلُّ مَن يَسمَعُ عنِ الَّذي حَدَثَ يَضحَكُ معي».‏ * ٧ وتابَعَت:‏ «مَن كانَ يَقولُ إنَّ سَارَة زَوجَةَ إبْرَاهِيم ستُرضِعُ أوْلادًا؟‏!‏ مع ذلِك،‏ وَلَدتُ لهُ ابْنًا بَعدَما كَبِرَ في العُمر».‏

٨ وكَبِرَ الوَلَدُ وفَطَمَتهُ أُمُّه.‏ فجَهَّزَ إبْرَاهِيم وَليمَةً كَبيرَة في اليَومِ الَّذي فُطِمَ فيهِ إسْحَاق.‏ ٩ لكنَّ سَارَة لاحَظَت أنَّ ابْنَ هَاجَر + المِصْرِيَّة،‏ الَّذي وَلَدَتهُ لِإبْرَاهِيم،‏ يَسخَرُ مِن إسْحَاق.‏ + ١٠ فقالَت لِإبْرَاهِيم:‏ «أُطرُدْ هذِهِ الخادِمَةَ وابْنَها،‏ لِأنَّ ابْنَ هذِهِ الخادِمَةِ لن يَتَشارَكَ الميراثَ معَ ابْني إسْحَاق!‏».‏ + ١١ فتَضايَقَ إبْرَاهِيم جِدًّا مِمَّا قالَتهُ عنِ ابْنِه.‏ + ١٢ فقالَ لهُ اللّٰه:‏ «لا تَتَضايَقْ مِن كَلامِ سَارَة عنِ الوَلَدِ وعن خادِمَتِك.‏ إسمَعْ لها * لِأنَّ النَّسلَ الَّذي وَعَدتُكَ بهِ سيَأتي مِن إسْحَاق.‏ + ١٣ وابْنُ الخادِمَةِ + أيضًا سأجعَلُهُ أُمَّةً عَظيمَة + لِأنَّهُ ابْنُك».‏ *

١٤ فقامَ إبْرَاهِيم في الصَّباحِ الباكِرِ وأخَذَ خُبزًا وماءً * وأعْطاهُما لِهَاجَر.‏ ووَضَعَهُما على كِتفِها ثُمَّ أرسَلَها هي والوَلَد.‏ + فغادَرَت ومَشَت في صَحراءِ بِئْر سَبْع + وهي لا تَعرِفُ أينَ تَذهَب.‏ ١٥ وأخيرًا لم يَعُدْ لَدَيها ماء،‏ فتَرَكَتِ الوَلَدَ تَحتَ إحْدى الأشجار.‏ ١٦ ثُمَّ ذَهَبَت وجَلَسَت وَحْدَها على بُعدِ مَسافَةٍ مِنه،‏ * لِأنَّها قالَت:‏ «لا أُريدُ أن أرى ابْني يَموت».‏ وبَدَأَت تَبْكي بِصَوتٍ عالٍ وهي جالِسَةٌ هُناك.‏

١٧ فسَمِعَ اللّٰهُ صَوتَ الوَلَد.‏ + ونادى مَلاكُ اللّٰهِ هَاجَر مِنَ السَّماءِ وقالَ لها:‏ + «ما بكِ يا هَاجَر؟‏ لا تَخافي،‏ لِأنَّ اللّٰهَ سَمِعَ صَوتَ ابْنِكِ.‏ ١٨ قومي ساعِديهِ أن يَقِفَ وأَمسِكيهِ جَيِّدًا بِيَدِكِ.‏ فأنا سأجعَلُهُ أُمَّةً عَظيمَة».‏ + ١٩ ثُمَّ فَتَحَ اللّٰهُ عَيْنَيْها فرَأت بِئرَ ماء.‏ فذَهَبَت وأخَذَت ماءً وأعْطَتِ الوَلَدَ لِيَشرَب.‏ ٢٠ وكانَ اللّٰهُ معَ الوَلَدِ + وهو يَكبَر.‏ وعاشَ في الصَّحراءِ وصارَ رامي سِهام.‏ ٢١ واستَقَرَّ في صَحراءِ فَارَان،‏ + وأخَذَت لهُ أُمُّهُ زَوجَةً مِن أرضِ مِصْر.‏

٢٢ في ذلِكَ الوَقت،‏ قالَ أَبِيمَالِك وقائِدُ جَيشِهِ فِيكُول لِإبْرَاهِيم:‏ «إنَّ اللّٰهَ معكَ في كُلِّ ما تَفعَلُه.‏ + ٢٣ فاحلِفْ لي هُنا بِاللّٰهِ أنَّكَ لن تَغدُرَ بي ولا بِأبنائي ولا بِأبناءِ أبنائي،‏ وأنَّكَ ستَكونُ وَلِيًّا * لي ولِلأرضِ الَّتي أنتَ ساكِنٌ فيها،‏ مِثلَما كُنتُ أنا وَلِيًّا لك».‏ + ٢٤ فقالَ إبْرَاهِيم:‏ «أحلِف».‏

٢٥ ثُمَّ تَشَكَّى إبْرَاهِيم لِأَبِيمَالِك بِخُصوصِ بِئرِ الماءِ الَّذي أخَذَهُ خُدَّامُ أَبِيمَالِك بِالقُوَّة.‏ + ٢٦ فقالَ أَبِيمَالِك:‏ «لا أعرِفُ مَن فَعَلَ ذلِك.‏ فأنتَ لم تُخبِرْني،‏ وأنا لم أسمَعْ عن ما حَصَلَ إلَّا اليَوم».‏ ٢٧ عِندَئِذٍ،‏ أخَذَ إبْرَاهِيم غَنَمًا وبَقَرًا وأعْطاها لِأَبِيمَالِك،‏ وعَمِلَ الاثنانِ اتِّفاقًا.‏ ٢٨ وفَرَزَ إبْرَاهِيم سَبعَ نَعجاتٍ عنِ القَطيع.‏ ٢٩ فقالَ لهُ أَبِيمَالِك:‏ «لِماذا فَرَزتَ هذِهِ النَّعجاتِ السَّبع؟‏».‏ ٣٠ فأجابَه:‏ «إقبَلْ مِنِّي النَّعجاتِ السَّبعَ لِتَكونَ عَلامَةً أنِّي حَفَرتُ هذا البِئر».‏ ٣١ لِهذا السَّبَبِ سَمَّى ذلِكَ المَكان «بِئْر سَبْع»،‏ *+ لِأنَّ كِلَيْهِما حَلَفا هُناك.‏ ٣٢ وبَعدَما عَمِلا اتِّفاقًا + عِندَ بِئْر سَبْع،‏ رَجَعَ أَبِيمَالِك وقائِدُ جَيشِهِ فِيكُول إلى أرضِ الفِلِسْطِيِّين.‏ + ٣٣ ثُمَّ زَرَعَ إبْرَاهِيم شَجَرَةَ أَثْلٍ في بِئْر سَبْع،‏ ودَعا هُناك بِاسْمِ يَهْوَه + الإلهِ الأبَدِيّ.‏ + ٣٤ وبَقِيَ إبْرَاهِيم * في أرضِ الفِلِسْطِيِّينَ فَترَةً طَويلَة.‏ *+

٢٢ بَعدَ ذلِك،‏ امتَحَنَ اللّٰهُ إبْرَاهِيم + وقالَ له:‏ «إبْرَاهِيم!‏»،‏ فأجاب:‏ «نَعَم يا رَبّ».‏ ٢ فقالَ له:‏ «مِن فَضلِكَ خُذْ إسْحَاق،‏ + ابْنَكَ وَحيدَكَ الَّذي تُحِبُّهُ كَثيرًا،‏ + واذهَبْ إلى أرضِ المُرَيَّا + وقَدِّمْهُ هُناك ذَبيحَةً * على الجَبَلِ الَّذي أُحَدِّدُهُ لك».‏

٣ فقامَ إبْرَاهِيم في الصَّباحِ الباكِر،‏ وجَهَّزَ حِمارَه،‏ وأخَذَ معهُ اثنَيْنِ مِن خُدَّامِهِ وابْنَهُ إسْحَاق.‏ وقَطَّعَ حَطَبًا لِلذَّبيحَة،‏ ثُمَّ انطَلَقَ إلى المَكانِ الَّذي دَلَّهُ اللّٰهُ علَيه.‏ ٤ وفي اليَومِ الثَّالِث،‏ تَطَلَّعَ إبْرَاهِيم ورَأى المَكانَ مِن بَعيد.‏ ٥ فقالَ لِخادِمَيْه:‏ «إبْقَيا هُنا معَ الحِمار،‏ وأنا وابْني نَذهَبُ إلى هُناك ونُقَدِّمُ العِبادَةَ ثُمَّ نَعودُ إلَيكُما».‏

٦ فأخَذَ إبْرَاهِيم الحَطَبَ لِلذَّبيحَةِ ووَضَعَهُ على كِتفِ ابْنِهِ إسْحَاق.‏ وأخَذَ هوَ النَّارَ والسِّكِّين،‏ ومَشى الاثنانِ معًا.‏ ٧ وقالَ إسْحَاق لِأبيهِ إبْرَاهِيم:‏ «أبي!‏».‏ فأجاب:‏ «نَعَم يا ابْني».‏ فقال:‏ «معنا النَّارُ والحَطَب،‏ ولكنْ أينَ الخَروفُ لِلذَّبيحَة؟‏».‏ ٨ فقالَ إبْرَاهِيم:‏ «اللّٰهُ سيُدَبِّرُ الخَروفَ لِلذَّبيحَةِ + يا ابْني».‏ ثُمَّ تابَعا طَريقَهُما معًا.‏

٩ وأخيرًا وَصَلا إلى المَكانِ الَّذي حَدَّدَهُ اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم.‏ فبَنى إبْرَاهِيم مَذبَحًا هُناك ورَتَّبَ الحَطَبَ علَيه.‏ ورَبَطَ يَدَيْ ورِجلَيِ ابْنِهِ إسْحَاق ووَضَعَهُ على المَذبَحِ فَوقَ الحَطَب.‏ + ١٠ ثُمَّ مَدَّ إبْرَاهِيم يَدَهُ وأخَذَ السِّكِّينَ لِيَذبَحَ ابْنَه.‏ + ١١ لكنَّ مَلاكَ يَهْوَه ناداهُ مِن السَّماءِ وقال:‏ «إبْرَاهِيم،‏ إبْرَاهِيم!‏»،‏ فأجابَه:‏ «نَعَم!‏».‏ ١٢ فقال:‏ «لا تَمُدَّ يَدَكَ إلى الوَلَدِ ولا تَفعَلْ بهِ شَيئًا أبَدًا.‏ فأنا الآنَ عَرَفتُ أنَّ لَدَيكَ خَوفَ اللّٰه،‏ لِأنَّكَ لم تَبخَلْ علَيَّ بِابْنِكَ الوَحيد».‏ + ١٣ عِندَئِذٍ،‏ تَطَلَّعَ إبْرَاهِيم ورَأى أمامَهُ خَروفًا عالِقًا بِقَرنَيْهِ بَينَ الشَّجَر.‏ فذَهَبَ وأخَذَ الخَروفَ وقَدَّمَهُ ذَبيحَةً بَدَلَ ابْنِه.‏ ١٤ وسَمَّى إبْرَاهِيم ذلِكَ المَكان «يَهْوَه يِرْأَه».‏ * لِذلِك لا يَزالُ يُقالُ إلى اليَوم:‏ «في جَبَلِ يَهْوَه،‏ هو يُدَبِّر».‏ +

١٥ ونادى مَلاكُ يَهْوَه إبْرَاهِيم مَرَّةً ثانِيَة مِن السَّماء،‏ ١٦ وقال:‏ «‹أحلِفُ بِنَفْسي›،‏ يَقولُ يَهْوَه،‏ + ‹لِأنَّكَ فَعَلتَ ذلِك ولم تَبخَلْ علَيَّ بِابْنِكَ الوَحيد،‏ + ١٧ سأُبارِكُكَ بِالتَّأكيدِ وأُكَثِّرُ نَسلَكَ * مِثلَ نُجومِ السَّماءِ ومِثلَ الرَّملِ الَّذي على شاطِئِ البَحر،‏ + ويَمتَلِكُ نَسلُكَ مُدُنَ * أعدائِه.‏ + ١٨ وتَتَبارَكُ بِواسِطَةِ نَسلِكَ + كُلُّ أُمَمِ الأرضِ لِأنَّكَ سَمِعتَ كَلامي›».‏ +

١٩ ثُمَّ رَجَعَ إبْرَاهِيم إلى خادِمَيْهِ وعادوا معًا إلى بِئْر سَبْع.‏ + وظَلَّ إبْرَاهِيم ساكِنًا هُناك.‏

٢٠ بَعدَ هذِهِ الأحداث،‏ وَصَلَ لِإبْرَاهِيم خَبَرٌ يَقول:‏ «مِلْكَة أيضًا أنجَبَت أبناءً لِأخيكَ نَاحُور:‏ + ٢١ البِكرُ هو عُوص،‏ والثَّاني بُوز،‏ ثُمَّ قَمُوئِيل (‏أبو أَرَام)‏ ٢٢ وكَاسَد وحَزُو وفِلْدَاش ويِدْلَاف وبَتُوئِيل».‏ + ٢٣ ووَلَدَ بَتُوئِيل رِفْقَة.‏ + هؤُلاءِ الثَّمانِيَة وَلَدَتهُم مِلْكَة لِنَاحُور أخي إبْرَاهِيم.‏ ٢٤ والخادِمَةُ الَّتي تَزَوَّجَها نَاحُور،‏ واسْمُها رَؤُومَة،‏ * وَلَدَت هي أيضًا أبناءً هُم طَابَح وجَاحَم وتَاحَش ومَعْكَة.‏

٢٣ وعاشَت سَارَة ١٢٧ سَنَة.‏ + ٢ وماتَت في قِرْيَة أَرْبَع،‏ + أي حَبْرُون،‏ + في أرضِ كَنْعَان.‏ + وظَلَّ إبْرَاهِيم يَندُبُ سَارَة ويَبْكي علَيها.‏ ٣ ثُمَّ قامَ إبْرَاهِيم مِن أمامِ زَوجَتِهِ المَيِّتَة وذَهَبَ لِيُكَلِّمَ الحِثِّيِّينَ + قائِلًا:‏ ٤ ‏«أنا أجنَبِيٌّ ومُهاجِرٌ * بَينَكُم.‏ + دَعوني أمتَلِكُ قِطعَةَ أرضٍ عِندَكُم لِتَكونَ مَدفِنًا أدفِنُ فيهِ زَوجَتي».‏ ٥ فأجابَهُ الحِثِّيُّون:‏ ٦ ‏«إسمَعْنا يا سَيِّدي.‏ أنتَ بَينَنا زَعيمٌ مِنَ اللّٰه.‏ *+ فادفِنْ زَوجَتَكَ في أفضَلِ قُبورِنا.‏ لا أحَدَ مِنَّا سيَبخَلُ علَيكَ بِقَبرِهِ لِتَدفِنَها فيه».‏

٧ فقامَ إبْرَاهِيم وانحَنى احتِرامًا لِلحِثِّيِّين،‏ + سُكَّانِ تِلكَ الأرض.‏ ٨ وقالَ لهُم:‏ «إذا وافَقتُم أن أدفِنَ زَوجَتي هُنا،‏ فاسمَعوني.‏ أُطلُبوا مِن عَفْرُون بْنِ صُوحَر ٩ أن يَبيعَني مَغارَةَ المَكْفِيلَة الَّتي يَملِكُها،‏ تِلكَ الَّتي في طَرَفِ حَقلِه.‏ سأدفَعُ ثَمَنَها كامِلًا + أمامَكُم كَي تَصيرَ مَدفِنًا خاصًّا بي».‏ +

١٠ وكانَ عَفْرُون الحِثِّيُّ جالِسًا بَينَهُم.‏ فقالَ لِإبْرَاهِيم على مَسمَعِهِم ومَسمَعِ كُلِّ الَّذينَ اجتَمَعوا عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَة:‏ + ١١ ‏«لا يا سَيِّدي!‏ إسمَعْني.‏ سأُعْطيكَ الحَقلَ والمَغارَةَ الَّتي فيه.‏ أمامَ أبناءِ شَعبي سأُعْطيهِما لك.‏ فادفِنْ زَوجَتَك».‏ ١٢ عِندَئِذٍ انحَنى إبْرَاهِيم أمامَ سُكَّانِ تِلكَ الأرض،‏ ١٣ وقالَ لِعَفْرُون على مَسمَعِهِم:‏ «مِن فَضلِكَ اسمَعْني.‏ سأدفَعُ لكَ ثَمَنَ الحَقلِ كامِلًا.‏ فاقبَلْهُ مِنِّي لِأدفِنَ زَوجَتي هُناك».‏

١٤ فأجابَهُ عَفْرُون:‏ ١٥ ‏«إسمَعْني يا سَيِّدي.‏ هذِهِ الأرضُ تُساوي ٤٠٠ شاقِلٍ * مِنَ الفِضَّة،‏ مَبلَغًا لَيسَ لهُ قيمَةٌ بَيني وبَينَك.‏ فادفِنْ زَوجَتَك».‏ ١٦ فلمَّا سَمِعَ إبْرَاهِيم ما قالَهُ عَفْرُون،‏ وَزَنَ لهُ المَبلَغَ الَّذي ذَكَرَهُ على مَسمَعِ الحِثِّيِّين،‏ ٤٠٠ شاقِلٍ * مِنَ الفِضَّة،‏ بِحَسَبِ الوَزنِ الَّذي يَقبَلُهُ التُّجَّار.‏ + ١٧ وهكَذا،‏ ثَبَتَ أنَّ حَقلَ عَفْرُون الَّذي في المَكْفِيلَة قُربَ مَمْرَا،‏ والمَغارَةَ الَّتي فيه،‏ وكُلَّ الأشجارِ ضِمنَ حُدودِه،‏ ١٨ قد أصبَحَت مِلْكًا لِإبْرَاهِيم حينَ اشتَراها أمامَ الحِثِّيِّينَ وأمامَ كُلِّ الَّذينَ اجتَمَعوا عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَة.‏ ١٩ بَعدَ ذلِك،‏ دَفَنَ إبْرَاهِيم زَوجَتَهُ سَارَة في المَغارَةِ الَّتي في حَقلِ المَكْفِيلَة قُربَ مَمْرَا،‏ أي حَبْرُون،‏ في أرضِ كَنْعَان.‏ ٢٠ وهكَذا امتَلَكَ إبْرَاهِيم مِنَ الحِثِّيِّينَ الحَقلَ والمَغارَةَ الَّتي فيهِ لِيَكونا مَدفِنًا خاصًّا به.‏ +

٢٤ وكَبِرَ إبْرَاهِيم وصارَ عَجوزًا،‏ وكانَ يَهْوَه قد بارَكَهُ في كُلِّ شَيء.‏ + ٢ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ قالَ إبْرَاهِيم لِأكبَرِ خادِمٍ في بَيتِه،‏ المُشرِفِ على كُلِّ ما عِندَه:‏ + «مِن فَضلِك،‏ ضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخْذي.‏ ٣ واحلِفْ بِيَهْوَه،‏ إلهِ السَّماءِ وإلهِ الأرض،‏ أنَّكَ لن تَأخُذَ لِابْني زَوجَةً مِن بَناتِ الكَنْعَانِيِّينَ الَّذينَ أنا ساكِنٌ بَينَهُم.‏ + ٤ بلِ اذهَبْ إلى بَلَدي وأقرِبائي،‏ + وأَحضِرْ زَوجَةً لِابْني إسْحَاق».‏

٥ فقالَ لهُ الخادِم:‏ «ماذا لَو لم تَقبَلِ المَرأةُ أن تَأتِيَ معي إلى هذِهِ الأرض؟‏ هل أرُدُّ ابْنَكَ إلى الأرضِ الَّتي جِئتَ مِنها؟‏».‏ + ٦ فقالَ لهُ إبْرَاهِيم:‏ «إيَّاكَ أن تَأخُذَ ابْني إلى هُناك.‏ + ٧ فيَهْوَه إلهُ السَّماء،‏ الَّذي أخَذَني من بَيتِ أبي ومِن أرضِ أقرِبائي،‏ + والَّذي كَلَّمَني وحَلَفَ لي + قائِلًا:‏ ‹سأُعْطي هذِهِ الأرضَ + لِنَسلِك›،‏ + هو سيُرسِلُ مَلاكَهُ قُدَّامَك،‏ + وسَتَجِدُ هُناك بِالتَّأكيدِ زَوجَةً لِابْني.‏ + ٨ أمَّا إذا لم تَقبَلِ المَرأةُ أن تَأتِيَ معك،‏ فأنتَ حُرٌّ مِنَ الحَلْفِ الَّذي حَلَفتَهُ لي.‏ ولكنْ لا تَأخُذِ ابْني إلى هُناك».‏ ٩ فوَضَعَ الخادِمُ يَدَهُ تَحتَ فَخْذِ سَيِّدِهِ إبْرَاهِيم،‏ وحَلَفَ لهُ أن يَفعَلَ ما طَلَبَهُ مِنه.‏ +

١٠ فأخَذَ الخادِمُ عَشَرَةً مِن جِمالِ سَيِّدِه،‏ وغادَرَ حامِلًا معهُ كُلَّ أنواعِ الهَدايا الثَّمينَة مِن سَيِّدِه.‏ واتَّجَهَ إلى مَدينَةِ نَاحُور في بِلادِ ما بَينَ النَّهرَيْن.‏ ١١ وعِندَما وَصَلَ إلى بِئرِ ماءٍ خارِجَ المَدينَة،‏ أجلَسَ الجِمالَ لِتَستَريح.‏ وكانَ ذلِك في المَساءِ وَقتَ خُروجِ النِّساءِ لِيَأخُذْنَ ماءً مِنَ البِئر.‏ ١٢ فقالَ الخادِم:‏ «يا يَهْوَه إلهَ سَيِّدي إبْرَاهِيم،‏ أرْجوكَ وَفِّقْني اليَومَ وأَظهِرْ وَلاءَكَ * لِسَيِّدي.‏ ١٣ أنا واقِفٌ عِندَ النَّبع،‏ وبَناتُ المَدينَةِ آتِياتٌ لِيَأخُذْنَ ماء.‏ ١٤ فالصَّبِيَّةُ الَّتي أقولُ لها:‏ ‹مِن فَضلِكِ أَنزِلي جَرَّتَكِ لِأشرَب›،‏ فتُجيبُني:‏ ‹إشرَب،‏ وأنا أسْقي جِمالَكَ أيضًا›،‏ تَكونُ هيَ الَّتي اختَرتَها لِخادِمِكَ إسْحَاق.‏ هكَذا أعرِفُ أنَّكَ أظهَرتَ وَلاءَكَ * لِسَيِّدي».‏

١٥ وقَبلَ أن يَنتَهِيَ مِنَ الكَلام،‏ جاءَت رِفْقَة وجَرَّتُها على كِتفِها.‏ وهي بِنتُ بَتُوئِيل + بْنِ مِلْكَة،‏ + زَوجَةِ نَاحُور + أخي إبْرَاهِيم.‏ ١٦ وكانَتِ الصَّبِيَّةُ جَميلَةً جِدًّا،‏ عَذراءَ لم يَلمُسْها رَجُل.‏ فنَزَلَت إلى النَّبعِ ومَلَأَت جَرَّتَها وطَلَعَت.‏ ١٧ فرَكَضَ الخادِمُ فَوْرًا كَي يُلاقِيَها وقال:‏ «مِن فَضلِكِ،‏ اسْقيني شُربَةَ ماءٍ مِن جَرَّتِكِ».‏ ١٨ فقالَت:‏ «إشرَبْ يا سَيِّدي».‏ وأنزَلَت جَرَّتَها عن كِتفِها بِسُرعَةٍ وأعْطَتهُ لِيَشرَب.‏ ١٩ وبَعدَما شَرِبَ قالَت:‏ «سأجلُبُ ماءً لِجِمالِكَ أيضًا وأسْقيها إلى أن تَرتَوي».‏ ٢٠ فأفرَغَت جَرَّتَها بِسُرعَةٍ في الحَوضِ الَّذي تَشرَبُ مِنهُ الحَيَوانات.‏ ورَكَضَت مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ إلى البِئرِ كَي تَجلُبَ ماءً لِكُلِّ جِمالِه.‏ ٢١ وطَوالَ الوَقت،‏ بَقِيَ الرَّجُلُ يُراقِبُها بِصَمتٍ واندِهاشٍ وهو يَتَساءَلُ هل وَفَّقَهُ يَهْوَه في رِحلَتِه.‏

٢٢ ولمَّا انتَهَتِ الجِمالُ مِنَ الشُّرب،‏ أعْطى الرَّجُلُ لِرِفْقَة حَلقَةً ذَهَبِيَّة لِلأنفِ وَزنُها نِصفُ شاقِل،‏ * وإسْوارَتَيْنِ مِن ذَهَبٍ وَزنُهُما عَشَرَةُ شَواقِل،‏ * ٢٣ وسَألَها:‏ «أَخبِريني مِن فَضلِكِ،‏ بِنتُ مَن أنتِ؟‏ هل في بَيتِ أبيكِ مَكانٌ نَقْضي فيهِ اللَّيلَة؟‏».‏ ٢٤ فأجابَته:‏ «أنا بِنتُ بَتُوئِيل + بْنِ مِلْكَة ونَاحُور».‏ + ٢٥ وتابَعَت:‏ «عِندَنا تِبْنٌ وعَلَفٌ كَثير،‏ ومَكانٌ لِلنَّومِ أيضًا».‏ ٢٦ فرَكَعَ الرَّجُلُ وسَجَدَ لِيَهْوَه ٢٧ وقال:‏ «لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه إلهُ سَيِّدي إبْرَاهِيم،‏ لِأنَّهُ لم يَتَوَقَّفْ عن إظهارِ مَحَبَّتِهِ ووَلائِهِ لِسَيِّدي.‏ فيَهْوَه دَلَّني على بَيتِ إخوَةِ سَيِّدي».‏

٢٨ فرَكَضَت رِفْقَة لِتُخبِرَ أُمَّها وعائِلَتَها بِما حَصَل.‏ ٢٩ وكانَ لِرِفْقَة أخٌ اسْمُهُ لَابَان.‏ + فرَكَضَ لَابَان إلى الرَّجُلِ الَّذي كانَ عِندَ النَّبعِ خارِجَ المَدينَة.‏ ٣٠ فهو رَأى حَلقَةَ الأنفِ والإسْوارَتَيْنِ في يَدَيْ أُختِهِ رِفْقَة،‏ وسَمِعَها تُخبِرُ ما قالَهُ لها الرَّجُل.‏ فذَهَبَ لِلِقاءِ الرَّجُلِ الَّذي كانَ لا يَزالُ واقِفًا بِجانِبِ الجِمالِ عِندَ النَّبع.‏ ٣١ وقالَ له:‏ «تَفَضَّلْ أيُّها الرَّجُلُ الَّذي بارَكَهُ يَهْوَه.‏ لِماذا تَقِفُ خارِجًا؟‏ لقد جَهَّزتُ البَيتَ ومَكانًا لِلجِمَال».‏ ٣٢ فدَخَلَ الرَّجُلُ إلى البَيت.‏ وأنزَلَ هوَ * الحُمولَةَ عنِ الجِمالِ وأعْطاها تِبْنًا وعَلَفًا،‏ وأحضَرَ ماءً لِغَسلِ رِجلَيْهِ وأرجُلِ الَّذينَ معه.‏ ٣٣ ولكنْ عِندَما وُضِعَ الطَّعامُ قُدَّامَ الرَّجُل،‏ قال:‏ «لن آكُلَ قَبلَ أن أقولَ ما عِندي».‏ فقالَ لهُ لَابَان:‏ «تَكَلَّم!‏».‏

٣٤ فقال:‏ «أنا خادِمُ إبْرَاهِيم.‏ + ٣٥ ويَهْوَه بارَكَ سَيِّدي كَثيرًا وجَعَلَهُ غَنِيًّا جِدًّا.‏ فقد أعْطاهُ غَنَمًا وبَقَرًا وفِضَّةً وذَهَبًا وجِمالًا وحَميرًا وخُدَّامًا وخادِمات.‏ + ٣٦ كما أنَّ سَارَة زَوجَةَ سَيِّدي وَلَدَت لهُ ابْنًا بَعدَ أن صارَت مُسِنَّة.‏ + وسَيُعْطيهِ سَيِّدي كُلَّ ما يَملِك.‏ + ٣٧ وقد حَلَّفَني سَيِّدي قائِلًا:‏ ‹لا تَأخُذْ لِابْني زَوجَةً مِن بَناتِ الكَنْعَانِيِّينَ الَّذينَ أنا ساكِنٌ في أرضِهِم.‏ + ٣٨ بلِ اذهَبْ إلى عائِلَةِ أبي وإلى عَشيرَتي + وخُذْ زَوجَةً لِابْني›.‏ + ٣٩ فقُلتُ لِسَيِّدي:‏ ‹ماذا لَو لم تَقبَلِ المَرأةُ أن تَأتِيَ معي؟‏›.‏ + ٤٠ فقالَ لي:‏ ‹يَهْوَه،‏ الإلهُ الَّذي أخدُمُه،‏ *+ سيُرسِلُ مَلاكَهُ + معكَ ويُوَفِّقُكَ بِالتَّأكيدِ في رِحلَتِك،‏ فتَأخُذُ زَوجَةً لِابْني مِن عَشيرَتي ومِن عائِلَةِ أبي.‏ + ٤١ وفي حالِ ذَهَبتَ إلى عَشيرَتي ولم يُعْطوكَ إيَّاها،‏ فعِندَئِذٍ تَتَحَرَّرُ مِن حَلْفِكَ لي ولا تَعودُ مُلزَمًا به›.‏ +

٤٢ ‏«وعِندَما جِئتُ اليَومَ إلى النَّبع،‏ قُلت:‏ ‹يا يَهْوَه إلهَ سَيِّدي إبْرَاهِيم،‏ إذا كُنتَ ستُوَفِّقُني في رِحلَتي،‏ فلْتَحصُلِ الأُمورُ هكَذا.‏ ٤٣ أنا واقِفٌ عِندَ النَّبع.‏ وعِندَما تَأتي صَبِيَّةٌ + لِتَأخُذَ ماء،‏ سأقولُ لها:‏ «مِن فَضلِكِ،‏ اسْقيني شُربَةَ ماءٍ مِن جَرَّتِكِ»،‏ ٤٤ فإذا قالَت لي:‏ «إشرَب،‏ وأنا أجلُبُ ماءً لِجِمالِكَ أيضًا»،‏ تَكونُ هيَ الَّتي اختَرتَها يا يَهْوَه لِابْنِ سَيِّدي›.‏ +

٤٥ ‏«وقَبلَ أن أنتَهِيَ مِنَ الكَلامِ في قَلبي،‏ أتَت رِفْقَة وجَرَّتُها على كِتفِها.‏ فنَزَلَت إلى النَّبعِ وجَلَبَت ماء.‏ فقُلتُ لها:‏ ‹مِن فَضلِكِ،‏ اسْقيني›.‏ + ٤٦ فأنزَلَت جَرَّتَها عن كِتفِها بِسُرعَةٍ وقالَت:‏ ‹إشرَب،‏ + وأنا أسْقي جِمالَكَ أيضًا›.‏ فأعْطَتني لِأشرَبَ وسَقَتِ الجِمالَ أيضًا.‏ ٤٧ فسَألتُها:‏ ‹بِنتُ مَن أنتِ؟‏›.‏ أجابَت:‏ ‹بِنتُ بَتُوئِيل بْنِ نَاحُور ومِلْكَة›.‏ فوَضَعتُ الحَلقَةَ في أنفِها والإسْوارَتَيْنِ في يَدَيْها.‏ + ٤٨ ورَكَعتُ وسَجَدتُ لِيَهْوَه ومَجَّدتُ يَهْوَه إلهَ سَيِّدي إبْرَاهِيم.‏ + فهوَ الَّذي دَلَّني على الطَّريقِ الصَّحيحِ لِآخُذَ ابْنَةَ أخي سَيِّدي لِابْنِه.‏ ٤٩ والآنَ أَخبِروني إذا كُنتُم تُريدونَ أن تُظهِروا المَحَبَّةَ والوَلاءَ لِسَيِّدي.‏ وإذا لم تُريدوا،‏ فأَخبِروني كَي أذهَبَ إلى مَكانٍ آخَر».‏ *+

٥٠ فأجابَ لَابَان وبَتُوئِيل:‏ «هذا الأمرُ مِن يَهْوَه.‏ لِذلِك لا نَقدِرُ أن نَقولَ لكَ نَعَم أو لا.‏ * ٥١ ها هي رِفْقَة قُدَّامَك.‏ خُذْها واذهَبْ لِتَصيرَ زَوجَةً لِابْنِ سَيِّدِك،‏ مِثلَما قالَ يَهْوَه».‏ ٥٢ فلمَّا سَمِعَ خادِمُ إبْرَاهِيم كَلامَهُم،‏ سَجَدَ لِيَهْوَه.‏ ٥٣ وأخرَجَ مُجَوهَراتٍ فِضِّيَّة وذَهَبِيَّة وثِيابًا وأعْطاها لِرِفْقَة،‏ وأعْطى أيضًا هَدايا ثَمينَة لِأخيها وأُمِّها.‏ ٥٤ ثُمَّ أكَلَ هو والرِّجالُ الَّذينَ معهُ وشَرِبوا،‏ وأمْضَوُا اللَّيلَةَ هُناك.‏

وعِندَما قاموا في الصَّباح،‏ قال:‏ «إسمَحوا لي أن أرجِعَ إلى سَيِّدي».‏ ٥٥ فقالَ أخوها وأُمُّها:‏ «دَعِ البِنتَ تَبْقى معنا عَشَرَةَ أيَّامٍ على الأقَلّ،‏ وبَعدَ ذلِك تَذهَب».‏ ٥٦ فقالَ لهُم:‏ «لا تُؤَخِّروني،‏ فيَهْوَه وَفَّقَني في رِحلَتي.‏ إسمَحوا لي أن أذهَبَ إلى سَيِّدي».‏ ٥٧ فقالوا:‏ «سنُنادي البِنتَ ونَسألُها».‏ ٥٨ فنادَوْا رِفْقَة وسَألوها:‏ «هل تُريدينَ أن تَذهَبي مع هذا الرَّجُل؟‏».‏ فأجابَت:‏ «نَعَم،‏ أُريد».‏

٥٩ فأرسَلوا أُختَهُم رِفْقَة + ومُرَبِّيَتَها *+ وخادِمَ إبْرَاهِيم ورِجالَه.‏ ٦٠ وبارَكوا رِفْقَة وقالوا لها:‏ «يا أُختَنا،‏ صيري أُمًّا لِمَلايين،‏ * ولْيَمتَلِكْ نَسلُكِ مُدُنَ * أعدائِه».‏ + ٦١ فقامَت رِفْقَة وخادِماتُها ورَكِبْنَ على الجِمالِ ولَحِقْنَ الرَّجُل.‏ فأخَذَ الخادِمُ رِفْقَة وذَهَب.‏

٦٢ وكانَ إسْحَاق ساكِنًا في أرضِ النَّقَب.‏ + وفي أحَدِ الأيَّام،‏ بَعدَ أن رَجَعَ مِن طَريقِ بِئْر لَحَي رُئِي،‏ + ٦٣ خَرَجَ إلى الحَقلِ عِندَ غُروبِ الشَّمسِ لِيَتَأمَّل.‏ + فرَفَعَ عَيْنَيْهِ ورَأى جِمالًا آتِيَة.‏ ٦٤ ولمَّا رَفَعَت رِفْقَة عَيْنَيْها،‏ رَأت إسْحَاق ونَزَلَت بِسُرعَةٍ عنِ الجَمَل.‏ ٦٥ وسَألَتِ الخادِم:‏ «مَن هذا الرَّجُلُ الماشي في الحَقلِ لِيُلاقِيَنا؟‏».‏ فأجابَ الخادِم:‏ «هذا سَيِّدي».‏ فأخَذَتِ الحِجابَ وتَغَطَّت.‏ ٦٦ وأخبَرَ الخادِمُ إسْحَاق بِكُلِّ ما فَعَلَه.‏ ٦٧ بَعدَ ذلِك،‏ أدخَلَ إسْحَاق رِفْقَة إلى خَيمَةِ أُمِّهِ سَارَة.‏ + وهكَذا صارَت زَوجَتَه.‏ وأحَبَّها إسْحَاق كَثيرًا،‏ + وتَعَزَّى بَعدَ خَسارَةِ أُمِّه.‏ +

٢٥ وتَزَوَّجَ إبْرَاهِيم مَرَّةً أُخْرى امرَأةً اسْمُها قَطُّورَة.‏ ٢ فوَلَدَت لهُ زِمْرَان ويَقْشَان ومَدَان ومِدْيَان + ويِشْبَاق وشُوح.‏ +

٣ ويَقْشَان وَلَدَ سَبَأ ودَدَان.‏

وأبناءُ دَدَان هُم أَشُورِيم ولَطُوشِيم ولَؤُمِّيم.‏

٤ وأبناءُ مِدْيَان هُم عِيفَة وعِفْر وحَنُوك وأَبِيدَاع وأَلْدَعَة.‏

جَميعُ هؤُلاء أتَوْا مِن قَطُّورَة.‏

٥ وأعْطى إبْرَاهِيم كُلَّ ما يَملِكُهُ لِإسْحَاق.‏ + ٦ أمَّا أبناؤُهُ مِنَ الزَّوجَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ * فأعْطاهُم هَدايا.‏ ثُمَّ أرسَلَهُم،‏ وهو لا يَزالُ حَيًّا،‏ إلى بِلادِ الشَّرقِ بَعيدًا عنِ ابْنِهِ إسْحَاق.‏ + ٧ وعاشَ إبْرَاهِيم ١٧٥ سَنَة.‏ ٨ ثُمَّ تَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخير،‏ وماتَ بِعُمرٍ كَبيرٍ بَعدَ أن عاشَ حَياةً طَويلَة وسَعيدَة،‏ وانضَمَّ إلى آبائِه.‏ * ٩ فدَفَنَهُ ابْناهُ إسْحَاق وإسْمَاعِيل في مَغارَةِ المَكْفِيلَة في حَقلِ عَفْرُون بْنِ صُوحَر الحِثِّيِّ قُربَ مَمْرَا،‏ + ١٠ وهوَ الحَقلُ الَّذي اشتَراهُ إبْرَاهِيم مِنَ الحِثِّيِّين.‏ هُناكَ اندَفَنَ إبْرَاهِيم مع زَوجَتِهِ سَارَة.‏ + ١١ وبَعدَ مَوتِ إبْرَاهِيم،‏ استَمَرَّ اللّٰهُ يُبارِكُ ابْنَهُ إسْحَاق.‏ + وسَكَنَ إسْحَاق قُربَ بِئْر لَحَي رُئِي.‏ +

١٢ هذا تاريخُ إسْمَاعِيل + بْنِ إبْرَاهِيم الَّذي وَلَدَتهُ هَاجَر + المِصْرِيَّة خادِمَةُ سَارَة.‏

١٣ هذِه أسماءُ أبناءِ إسْمَاعِيل وأسماءُ العَشائِرِ الَّتي أتَت مِنهُم:‏ نَبَايُوت + ابْنُهُ البِكر،‏ وقِيدَار + وأَدَبْئِيل ومِبْسَام + ١٤ ومِشْمَاع ودُومَة ومَسَّا ١٥ وحَدَد وتَيْمَا ويَطُور ونَافِيش وقِدْمَة.‏ ١٦ هؤُلاء هُم أبناءُ إسْمَاعِيل الَّذينَ صاروا ١٢ زَعيمًا لِعَشائِرِهِم.‏ + وقد سُمِّيَت بِأسمائِهِم أماكِنُ سَكَنِهِم ومُخَيَّماتُهُم.‏ * ١٧ وعاشَ إسْمَاعِيل ١٣٧ سَنَة.‏ ثُمَّ تَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخيرَ وماتَ وانضَمَّ إلى آبائِه.‏ * ١٨ وسَكَنَ نَسلُهُ بَدْءًا مِن حَوِيلَة + قُربَ شُور،‏ + الَّتي بِجانِبِ مِصْر،‏ وُصولًا إلى أَشُور.‏ واستَقَرُّوا قُربَ جَميعِ إخوَتِهِم.‏ *+

١٩ وهذِه قِصَّةُ إسْحَاق بْنِ إبْرَاهِيم.‏ +

إبْرَاهِيم وَلَدَ إسْحَاق.‏ ٢٠ وكانَ عُمرُ إسْحَاق ٤٠ سَنَةً حينَ تَزَوَّجَ رِفْقَة،‏ وهي بِنتُ بَتُوئِيل + الأَرَامِيِّ مِن مِنطَقَةِ فَدَّان أَرَام وأُختُ لَابَان الأَرَامِيّ.‏ ٢١ وظَلَّ إسْحَاق يَتَرَجَّى يَهْوَه مِن أجْلِ زَوجَتِهِ لِأنَّها لم تَكُنْ تُنجِبُ أوْلادًا.‏ فاستَجابَ لهُ يَهْوَه وحَبِلَت زَوجَتُهُ رِفْقَة.‏ ٢٢ وتَصارَعَ الوَلَدانِ في رَحِمِها،‏ + فقالَت:‏ «إذا كُنتُ سأُعاني هكَذا،‏ فما النَّفعُ مِن حَياتي؟‏».‏ وسَألَت يَهْوَه لِماذا يَحدُثُ ذلِك.‏ ٢٣ فقالَ لها يَهْوَه:‏ «توجَدُ أُمَّتانِ في رَحِمِكِ،‏ + والشَّعبانِ اللَّذانِ يَخرُجانِ مِنكِ سيَفتَرِقان.‏ + ويَكونُ شَعبٌ أقْوى مِنَ الآخَر،‏ + والكَبيرُ سيَخدُمُ الصَّغير».‏ +

٢٤ ولمَّا أتى الوَقتُ لِتَلِد،‏ تَبَيَّنَ أنَّ في رَحِمِها تَوْأمًا.‏ ٢٥ فخَرَجَ الأوَّلُ أحمَرَ كُلُّهُ وجِسمُهُ مُغَطًّى بِشَعرٍ كَثير،‏ + فسَمَّوْهُ عِيسُو.‏ *+ ٢٦ بَعدَ ذلِك خَرَجَ أخوهُ ويَدُهُ تُمسِكُ بِكَعْبِ رِجلِ عِيسُو،‏ + فسُمِّيَ يَعْقُوب.‏ *+ وكانَ عُمرُ إسْحَاق ٦٠ سَنَةً حينَ وَلَدَتهُما رِفْقَة.‏

٢٧ وكَبِرَ الصَّبِيَّان،‏ فصارَ عِيسُو صَيَّادًا ماهِرًا + وكانَ يُحِبُّ البَقاءَ في الحُقول.‏ أمَّا يَعْقُوب فسَكَنَ في الخِيام،‏ + وكانَ إنسانًا بِلا لَوم.‏ ٢٨ وأحَبَّ إسْحَاق عِيسُو لِأنَّهُ أحَبَّ ما كانَ يَصطادُهُ له،‏ أمَّا رِفْقَة فأحَبَّت يَعْقُوب.‏ + ٢٩ وفي إحْدى المَرَّات،‏ كانَ يَعْقُوب يُحَضِّرُ طَبيخًا عِندَما رَجَعَ عِيسُو مِنَ الحَقلِ مُرهَقًا.‏ ٣٠ فقالَ عِيسُو لِيَعْقُوب:‏ «أرْجوك،‏ أعْطِني بِسُرعَةٍ القَليلَ مِن طَبيخِكَ الأحمَرِ هذا.‏ * فأنا مُرهَقٌ وجائِعٌ جِدًّا!‏».‏ لِذلِك سُمِّيَ أَدُوم.‏ *+ ٣١ فقالَ لهُ يَعْقُوب:‏ «بِعْني أوَّلًا حُقوقَ الابْنِ البِكر».‏ + ٣٢ فقالَ عِيسُو:‏ «سأموتُ مِنَ الجوع،‏ فماذا تَنفَعُني حُقوقي هذِه؟‏».‏ ٣٣ فقالَ يَعْقُوب:‏ «إحلِفْ لي أوَّلًا!‏».‏ فحَلَفَ لهُ عِيسُو وباعَهُ حُقوقَه.‏ + ٣٤ عِندَئِذٍ أعْطى يَعْقُوب لِعِيسُو خُبزًا وطَبيخًا مِنَ العَدَس.‏ فأكَلَ وشَرِبَ ثُمَّ قامَ وذَهَب.‏ وهكَذا استَخَفَّ عِيسُو بِحُقوقِ الابْنِ البِكر.‏

٢٦ وحَدَثَت في الأرضِ مَجاعَةٌ غَيرُ المَجاعَةِ الأُولى الَّتي حَدَثَت في أيَّامِ إبْرَاهِيم.‏ + فذَهَبَ إسْحَاق إلى جَرَار،‏ إلى أَبِيمَالِك مَلِكِ الفِلِسْطِيِّين.‏ ٢ وظَهَرَ يَهْوَه لِإسْحَاق وقال:‏ «لا تَنزِلْ إلى مِصْر.‏ أُسكُنْ في الأرضِ الَّتي أُحَدِّدُها لك.‏ ٣ أُسكُنْ كأجنَبِيٍّ في هذِهِ الأرض،‏ + وأنا سأظَلُّ معكَ وأُبارِكُك.‏ فسَأُعْطي كُلَّ هذِهِ الأراضي لكَ ولِنَسلِك،‏ + وسَأُنَفِّذُ ما حَلَفتُ بهِ لِأبيكَ إبْرَاهِيم + حينَ قُلتُ له:‏ ٤ ‏‹سأُكَثِّرُّ نَسلَكَ مِثلَ نُجومِ السَّماء،‏ + وأُعْطي نَسلَكَ كُلَّ هذِهِ الأراضي،‏ + وتَتَبارَكُ بِواسِطَةِ نَسلِكَ جَميعُ أُمَمِ الأرض›،‏ + ٥ وذلِك لِأنَّ إبْرَاهِيم سَمِعَ كَلامي وأطاعَ مَطالِبي ووَصايايَ وقَوانيني وشَرائِعي».‏ + ٦ فبَقِيَ إسْحَاق ساكِنًا في جَرَار.‏ +

٧ وعِندَما كانَ سُكَّانُ المِنطَقَةِ يَسألونَهُ عن زَوجَتِه،‏ كانَ يُجيب:‏ «إنَّها أُختي».‏ + فقد خافَ أن يُخبِرَهُم أنَّها زَوجَتُه،‏ قائِلًا في نَفْسِه:‏ «قد يَقتُلُني سُكَّانُ المِنطَقَةِ بِسَبَبِ رِفْقَة»،‏ لِأنَّها كانَت جَميلَة.‏ + ٨ وبَعدَ فَترَةٍ مِنَ الوَقت،‏ فيما كانَ أَبِيمَالِك مَلِكُ الفِلِسْطِيِّينَ يَتَطَلَّعُ مِنَ الشُّبَّاك،‏ رَأى إسْحَاق يُغازِلُ * زَوجَتَهُ رِفْقَة.‏ + ٩ فاستَدْعى أَبِيمَالِك إسْحَاق على الفَوْرِ وقالَ له:‏ «إذًا هي زَوجَتُك!‏ لِماذا قُلتَ إنَّها أُختُك؟‏».‏ فأجابَهُ إسْحَاق:‏ «لِأنِّي خِفتُ أن أموتَ بِسَبَبِها».‏ + ١٠ فقالَ أَبِيمَالِك:‏ «ما هذا الَّذي فَعَلتَهُ بنا؟‏ + كانَ مُمكِنًا لِأيِّ واحِدٍ مِنَ الشَّعبِ أن يَأخُذَ زَوجَتَك،‏ فنَصيرُ مُذنِبينَ بِسَبَبِك».‏ + ١١ عِندَئِذٍ أمَرَ أَبِيمَالِك كُلَّ الشَّعبِ قائِلًا:‏ «مَن يَلمُسْ هذا الرَّجُلَ وزَوجَتَهُ يُقتَل».‏

١٢ وبَدَأ إسْحَاق يَزرَعُ في تِلكَ الأرض.‏ فحَصَدَ في تِلكَ السَّنَةِ أكثَرَ مِمَّا زَرَعَهُ بِـ‍ ١٠٠ مَرَّة،‏ لِأنَّ يَهْوَه كانَ يُبارِكُه.‏ + ١٣ فأصبَحَ غَنِيًّا وتَزايَدَت مُمتَلَكاتُهُ أكثَرَ فأكثَرَ حتَّى صارَت لَدَيهِ ثَروَةٌ كَبيرَة جِدًّا.‏ ١٤ وامتَلَكَ قُطعانًا مِنَ الغَنَمِ وقُطعانًا مِنَ البَقَرِ والكَثيرَ مِنَ الخَدَم،‏ + فحَسَدَهُ الفِلِسْطِيُّون.‏

١٥ لِذلِك،‏ جَلَبَ الفِلِسْطِيُّونَ تُرابًا وطَمُّوا كُلَّ الآبارِ الَّتي كانَ خُدَّامُ أبيهِ إبْرَاهِيم قد حَفَروها.‏ + ١٦ وقالَ أَبِيمَالِك لِإسْحَاق:‏ «إرحَلْ مِن عِندِنا لِأنَّكَ صِرتَ أقْوى مِنَّا بِكَثير».‏ ١٧ فرَحَلَ إسْحَاق وخَيَّمَ في وادي جَرَار + واستَقَرَّ هُناك.‏ ١٨ وحَفَرَ مِن جَديدٍ الآبارَ الَّتي حُفِرَت في أيَّامِ أبيهِ إبْرَاهِيم والَّتي طَمَّها الفِلِسْطِيُّونَ بَعدَ مَوتِه،‏ + وسَمَّاها بِنَفْسِ الأسماءِ الَّتي سَمَّاها بها أبوه.‏ +

١٩ وفيما كانَ خُدَّامُ إسْحَاق يَحفِرونَ في الوادي،‏ وَجَدوا بِئرًا فيهِ مِياهٌ عَذْبَة.‏ ٢٠ فتَشاجَرَ رُعيانُ جَرَار مع رُعيانِ إسْحَاق وقالوا لهُم:‏ «هذا الماءُ لنا!‏».‏ فسَمَّى إسْحَاق البِئر «عِسِق» * لِأنَّهُم تَشاجَروا معهُ بِخُصوصِه.‏ ٢١ وحَفَرَ خُدَّامُ إسْحَاق بِئرًا آخَر،‏ وتَشاجَروا علَيهِ أيضًا.‏ فسَمَّاه «سِطْنَة».‏ * ٢٢ ثُمَّ انتَقَلَ مِن هُناك وحَفَرَ بِئرًا آخَر،‏ لكنَّهُم لم يَتَشاجَروا علَيه.‏ فسَمَّاه «رَحُوبُوت» * لِأنَّهُ قال:‏ «الآنَ أعْطانا يَهْوَه مَكانًا واسِعًا كَي نَكثُرَ في الأرض».‏ +

٢٣ ثُمَّ صَعِدَ مِن هُناك إلى بِئْر سَبْع.‏ + ٢٤ فظَهَرَ لهُ يَهْوَه في تِلكَ اللَّيلَةِ وقال:‏ «أنا إلهُ أبيكَ إبْرَاهِيم.‏ + لا تَخَفْ + لِأنِّي معك،‏ وسَأُبارِكُكَ وأُكَثِّرُ نَسلَكَ مِن أجْلِ خادِمي إبْرَاهِيم».‏ + ٢٥ فبَنى هُناك مَذبَحًا ودَعا بِاسْمِ يَهْوَه.‏ + وهُناك نَصَبَ خَيمَتَهُ + وحَفَرَ خُدَّامُهُ بِئرًا.‏

٢٦ لاحِقًا،‏ أتى إلَيهِ مِن جَرَار أَبِيمَالِك ومعهُ مُستَشارُهُ الخاصُّ أَحُزَّات وقائِدُ جَيشِهِ فِيكُول.‏ + ٢٧ فقالَ لهُم إسْحَاق:‏ «لِماذا جِئتُم إلَيَّ؟‏ ألَمْ تَكرَهوني وتُبعِدوني عن مِنطَقَتِكُم؟‏».‏ ٢٨ فقالوا:‏ «لقد تَبَيَّنَ لنا أنَّ يَهْوَه معك.‏ + فقُلنا:‏ ‹لِنَحلِفْ واحِدُنا لِلآخَرِ ونَعمَلِ اتِّفاقًا معكَ + ٢٩ أن لا تُؤْذِيَنا،‏ مِثلَما أنَّنا لم نُؤْذِك.‏ فقد فَعَلنا لكَ خَيرًا وأرسَلناكَ بِسَلام.‏ ونَحنُ نَرى أنَّكَ الآنَ مُبارَكٌ مِن يَهْوَه›».‏ ٣٠ فحَضَّرَ لهُم وَليمَة،‏ فأكَلوا وشَرِبوا.‏ ٣١ وقاموا في الصَّباحِ الباكِرِ وحَلَفوا بَعضُهُم لِبَعض.‏ + وبَعدَ أن وَدَّعَهُم إسْحَاق،‏ ذَهَبوا مِن عِندِهِ بِسَلام.‏

٣٢ في ذلِكَ اليَوم،‏ جاءَ خُدَّامُ إسْحَاق وأخبَروهُ عنِ البِئرِ الَّذي حَفَروه،‏ + وقالوا له:‏ «وَجَدنا ماء!‏».‏ ٣٣ فسَمَّى البِئر «شِبْعَة».‏ لِذلِكَ اسْمُ المَدينَةِ هو بِئْر سَبْع + إلى هذا اليَوم.‏

٣٤ ولمَّا كانَ عِيسُو بِعُمرِ ٤٠ سَنَة،‏ تَزَوَّجَ يَهُودِيت بِنتَ بَئِيرِي الحِثِّيِّ وأيضًا بَسْمَة بِنتَ إيلُون الحِثِّيّ.‏ + ٣٥ فسَبَّبَت هاتانِ المَرأتانِ تَعاسَةً شَديدَة * لِإسْحَاق ورِفْقَة.‏ +

٢٧ ولمَّا كَبِرَ إسْحَاق في العُمرِ وضَعُفَ نَظَرُهُ جِدًّا،‏ نادى ابْنَهُ الأكبَرَ عِيسُو + وقالَ له:‏ «يا ابْني!‏»،‏ فأجابَه:‏ «نَعَم يا أبي».‏ ٢ فقالَ له:‏ «أنا صِرتُ عَجوزًا،‏ ولا أعرِفُ كم سأعيشُ بَعد.‏ ٣ لِذلِك خُذْ قَوْسَكَ وسِهامَكَ واذهَبْ إلى الحَقلِ وتَصَيَّدْ لي.‏ + ٤ ثُمَّ جَهِّزْ لي أكلَةً لَذيذَة أُحِبُّها وأَحضِرْها إلَيَّ لِآكُل،‏ فأُبارِكَكَ * قَبلَ أن أموت».‏

٥ وكانَت رِفْقَة تَسمَعُ الحَديثَ بَينَ إسْحَاق وعِيسُو.‏ ولمَّا خَرَجَ عِيسُو إلى الحَقلِ كَي يَصطادَ حَيَوانًا ويَجلُبَهُ لِأبيه،‏ + ٦ قالَت رِفْقَة لِابْنِها يَعْقُوب:‏ + «سَمِعتُ أباكَ يَقولُ لِأخيكَ عِيسُو:‏ ٧ ‏‹تَصَيَّدْ لي وجَهِّزْ أكلَةً لَذيذَة لِآكُل،‏ فأُبارِكَكَ أمامَ يَهْوَه قَبلَ أن أموت›.‏ + ٨ فالآنَ يا ابْني،‏ اسمَعْني جَيِّدًا واعمَلْ ما أُوصيكَ به.‏ + ٩ إذهَبْ إلى القَطيعِ واجلُبْ لي اثنَيْنِ مِن صِغارِ الماعِز،‏ مِن أفضَلِها،‏ كَي أُحَضِّرَ لِأبيكَ أكلَةً لَذيذَة على ذَوقِه.‏ ١٠ ثُمَّ تَأخُذُها إلَيهِ لِيَأكُل،‏ فيُبارِكُكَ قَبلَ أن يَموت».‏

١١ فقالَ يَعْقُوب لِأُمِّه:‏ «لكنَّ أخي عِيسُو لَدَيهِ شَعرٌ كَثيرٌ في جِسمِه،‏ + أمَّا أنا فلا.‏ ١٢ ماذا لَو لَمَسَني أبي؟‏ + سيَظُنُّ أنِّي أسخَرُ مِنه،‏ فأجلُبُ على نَفْسي لَعنَةً بَدَلَ البَرَكَة».‏ ١٣ فأجابَتهُ أُمُّه:‏ «لِتَأتِ لَعنَتُكَ علَيَّ أنا يا ابْني.‏ إفعَلْ فَقَط ما أقولُهُ لكَ واذهَبْ وأَحضِرْ لي ما طَلَبتُهُ مِنك».‏ + ١٤ فذَهَبَ وأحضَرَ صَغيرَيِ الماعِزِ لِأُمِّه،‏ فجَهَّزَت أكلَةً لَذيذَة على ذَوقِ أبيه.‏ ١٥ ثُمَّ أخَذَت أفضَلَ ثِيابٍ لِابْنِها الأكبَرِ عِيسُو،‏ الَّتي كانَت عِندَها في البَيت،‏ ولَبَّسَتها لِيَعْقُوب.‏ + ١٦ ووَضَعَت أيضًا جِلدَ الحَيَوانَيْنِ على يَدَيْهِ وعلى الجُزْءِ الأملَسِ مِن رَقَبَتِه.‏ + ١٧ ثُمَّ أعْطَتهُ الطَّعامَ اللَّذيذَ والخُبزَ اللَّذَيْنِ حَضَّرَتهُما.‏ +

١٨ فدَخَلَ يَعْقُوب عِندَ أبيهِ وقال:‏ «يا أبي!‏»،‏ فقال:‏ «نَعَم يا ابْني،‏ مَن أنت؟‏».‏ ١٩ فأجابَهُ يَعْقُوب:‏ «أنا ابْنُكَ البِكرُ عِيسُو.‏ + لقد فَعَلتُ ما طَلَبتَهُ مِنِّي.‏ أرْجوك،‏ اجلِسْ وكُلْ مِن صَيدي كَي تُبارِكَني».‏ *+ ٢٠ فقال لهُ إسْحَاق:‏ «كَيفَ تَصَيَّدتَ بِهذِهِ السُّرعَةِ يا ابْني؟‏».‏ فأجاب:‏ «يَهْوَه إلهُكَ وَفَّقَني».‏ ٢١ فقال إسْحَاق:‏ «إقتَرِبْ كَي ألمُسَكَ يا ابْني،‏ لِأعرِفَ هل أنتَ فِعلًا ابْني عِيسُو أم لا».‏ + ٢٢ فاقتَرَبَ يَعْقُوب مِن أبيهِ إسْحَاق.‏ فلَمَسَهُ إسْحَاق وقال:‏ «الصَّوتُ صَوتُ يَعْقُوب،‏ لكنَّ اليَدَيْنِ يَدَا عِيسُو».‏ + ٢٣ ولم يَعرِفْهُ لِأنَّ يَدَيْهِ كانَتا مَليئَتَيْنِ بِالشَّعرِ مِثلَ يَدَيْ عِيسُو،‏ فبارَكَه.‏ +

٢٤ ثُمَّ سَألَه:‏ «هل أنتَ فِعلًا ابْني عِيسُو؟‏»،‏ فأجاب:‏ «نَعَم،‏ أنا عِيسُو».‏ ٢٥ فقال:‏ «أعْطِني يا ابْني القَليلَ مِن صَيدِكَ لِآكُل،‏ ثُمَّ أُبارِكُك».‏ * فأعْطاهُ يَعْقُوب الطَّعامَ فأكَل،‏ وأحضَرَ لهُ نَبيذًا فشَرِب.‏ ٢٦ ثُمَّ قالَ لهُ إسْحَاق:‏ «إقتَرِبْ يا ابْني وقَبِّلْني».‏ + ٢٧ فاقتَرَبَ وقَبَّلَه،‏ فشَمَّ إسْحَاق رائِحَةَ ثِيابِه.‏ + ثُمَّ بارَكَهُ وقال:‏

‏«رائِحَةُ ابْني كرائِحَةِ حَقلٍ بارَكَهُ يَهْوَه.‏ ٢٨ فلْيُعْطِكَ اللّٰهُ نَدى السَّماءِ + والتُّربَةَ الجَيِّدَة + والكَثيرَ مِنَ القَمحِ والنَّبيذِ الجَديد.‏ + ٢٩ وسَتَخدُمُكَ شُعوبٌ وتَنحَني لكَ أُمَم.‏ وتَكونُ سَيِّدًا على إخوَتِك،‏ ويَنحَني لكَ أبناءُ أُمِّك.‏ + وكُلُّ مَن يَلعَنُكَ يَكونُ مَلعونًا،‏ وكُلُّ مَن يُبارِكُكَ يَكونُ مُبارَكًا».‏ +

٣٠ وحالَما انتَهى إسْحَاق مِن مُبارَكَةِ يَعْقُوب وخَرَجَ يَعْقُوب مِن عِندِه،‏ رَجَعَ عِيسُو مِنَ الصَّيد.‏ + ٣١ فحَضَّرَ هو أيضًا أكلَةً لَذيذَة وجَلَبَها لِأبيهِ وقالَ له:‏ «قُمْ يا أبي وكُلْ مِن صَيدي كَي تُبارِكَني».‏ * ٣٢ فقالَ لهُ إسْحَاق:‏ «مَن أنت؟‏»،‏ فأجاب:‏ «أنا عِيسُو ابْنُكَ البِكر».‏ + ٣٣ فصارَ إسْحَاق يَرجُفُ بِشِدَّةٍ وقال:‏ «مَن هو إذًا الَّذي تَصَيَّدَ وأحضَرَ لي طَعامًا؟‏ فقد أكَلتُ وبارَكتُهُ قَبلَ أن تَصِل.‏ وهو سيَكونُ مُبارَكًا بِالتَّأكيد!‏».‏

٣٤ فلمَّا سَمِعَ عِيسُو كَلامَ أبيه،‏ صَرَخَ بِصَوتٍ عالٍ وحُزنٍ شَديدٍ وقال:‏ «بارِكْني أنا أيضًا يا أبي!‏».‏ + ٣٥ فأجابَهُ أبوه:‏ «جاءَ أخوكَ وخَدَعَني كَي يَأخُذَ بَرَكَتَك».‏ ٣٦ فقالَ عِيسُو:‏ «يَعْقُوب * هو فِعلًا اسْمٌ على مُسَمًّى!‏ فهو أخَذَ مَكاني مَرَّتَيْن:‏ + أوَّلًا أخَذَ مِنِّي حُقوقَ الابْنِ البِكر،‏ + والآنَ أخَذَ بَرَكَتي».‏ + وتابَع:‏ «ألَمْ تَترُكْ لي بَرَكَة؟‏».‏ ٣٧ فرَدَّ علَيهِ إسْحَاق:‏ «لقد جَعَلتُهُ سَيِّدًا علَيكَ + وجَعَلتُ جَميعَ إخوَتِهِ خُدَّامًا له،‏ وأعْطَيتُهُ أيضًا قَمحًا ونَبيذًا جَديدًا.‏ + فماذا بَقِيَ لِأُعْطِيَهُ لكَ يا ابْني؟‏».‏

٣٨ فقالَ عِيسُو لِأبيه:‏ «ألَمْ يَبْقَ عِندَكَ ولا بَرَكَةٌ واحِدَة يا أبي؟‏ بارِكْني أنا أيضًا يا أبي!‏».‏ ثُمَّ بَكى بِصَوتٍ عالٍ.‏ + ٣٩ فأجابَهُ أبوه:‏

‏«ستَسكُنُ بَعيدًا عنِ الأرضِ الجَيِّدَة ولن تَنالَ نَدى السَّماءِ مِن فَوق.‏ + ٤٠ وسَتَستَعمِلُ سَيفَكَ لِتَعيش،‏ + وتَخدُمُ أخاك.‏ + ولكنْ حينَ تَفقِدُ صَبرَك،‏ تَتَحَرَّرُ مِن سَيطَرَتِه».‏ *+

٤١ فحَقَدَ عِيسُو على يَعْقُوب بِسَبَبِ البَرَكَةِ الَّتي أعْطاهُ إيَّاها أبوه.‏ + وقالَ في قَلبِه:‏ «مَوتُ * أبي صارَ قَريبًا.‏ + بَعدَ ذلِك أقتُلُ أخي يَعْقُوب».‏ ٤٢ وعِندَما وَصَلَ كَلامُ عِيسُو لِرِفْقَة،‏ استَدْعَت يَعْقُوب فَوْرًا وقالَت له:‏ «أخوكَ عِيسُو يُخَطِّطُ أن يَقتُلَكَ لِيَنتَقِمَ مِنك.‏ * ٤٣ فالآنَ يا ابْني افعَلْ ما أقولُهُ لك.‏ قُمْ واهرُبْ إلى أخي لَابَان في حَارَان.‏ + ٤٤ وابْقَ عِندَهُ فَترَةً مِنَ الوَقتِ إلى أن يَهدَأَ غَضَبُ أخيك.‏ ٤٥ وعِندَما يَخِفُّ غَضَبُهُ ويَنْسى ما فَعَلتَهُ به،‏ أُرسِلُ إلَيكَ خَبَرًا لِتَرجِعَ مِن هُناك.‏ فلِماذا أخسَرُكُما أنتُما الاثنَيْنِ في يَومٍ واحِد؟‏».‏

٤٦ بَعدَ ذلِك ظَلَّت رِفْقَة تَقولُ لِإسْحَاق:‏ «كَرِهتُ عيشَتي بِسَبَبِ المَرأتَيْنِ الحِثِّيَّتَيْن.‏ + فإذا تَزَوَّجَ يَعْقُوب أيضًا بِنتًا حِثِّيَّة مِثلَهُما مِن بَناتِ الأرضِ حَولَنا،‏ فأحسَنُ لي أن أموت».‏ +

٢٨ فاستَدْعى إسْحَاق يَعْقُوب وبارَكَهُ وأوْصاهُ قائِلًا:‏ «لا تَتَزَوَّجْ بِنتًا كَنْعَانِيَّة.‏ + ٢ قُمِ اذهَبْ إلى مِنطَقَةِ فَدَّان أَرَام،‏ إلى بَيتِ بَتُوئِيل أبي أُمِّك،‏ وتَزَوَّجْ بِنتًا مِن هُناك مِن بَناتِ خالِكَ لَابَان.‏ + ٣ واللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ سيُبارِكُكَ ويُعْطيكَ أوْلادًا ويُكَثِّرُ نَسلَك،‏ فتَصيرُ أبًا لِجَماعَةٍ مِنَ الشُّعوب.‏ + ٤ وسَيُبارِكُكَ أنتَ ونَسلَكَ مِثلَما بارَكَ إبْرَاهِيم،‏ + فتَمتَلِكُ الأرضَ الَّتي عِشتَ فيها كأجنَبِيٍّ والَّتي أعْطاها اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم».‏ +

٥ وهكَذا أرسَلَ إسْحَاق يَعْقُوب،‏ فغادَرَ إلى فَدَّان أَرَام حَيثُ يَعيشُ لَابَان بْنُ بَتُوئِيل الأَرَامِيّ،‏ + أخو رِفْقَة + أُمِّ يَعْقُوب وعِيسُو.‏

٦ فعَرَفَ عِيسُو أنَّ إسْحَاق بارَكَ يَعْقُوب وأرسَلَهُ إلى فَدَّان أَرَام لِيَتَزَوَّجَ مِن هُناك،‏ وأنَّهُ لمَّا بارَكَهُ أوْصاهُ أن لا يَتَزَوَّجَ بِنتًا كَنْعَانِيَّة.‏ + ٧ وعَرَفَ أيضًا أنَّ يَعْقُوب أطاعَ أباهُ وأُمَّهُ وغادَرَ إلى فَدَّان أَرَام.‏ + ٨ ففَهِمَ عِيسُو أنَّ أباهُ إسْحَاق لا يَرْضى عنِ الزَّواجِ بِبَناتٍ كَنْعَانِيَّات.‏ + ٩ فذَهَبَ إلى إسْمَاعِيل بْنِ إبْرَاهِيم وتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ مَحَلَات،‏ أُختَ نَبَايُوت،‏ على زَوجَتَيْهِ الأُخْرَيَيْن.‏ +

١٠ أمَّا يَعْقُوب فخَرَجَ مِن بِئْر سَبْع وتَوَجَّهَ إلى حَارَان.‏ + ١١ ووَصَلَ إلى مَكانٍ يَقْضي فيهِ اللَّيلَةَ لِأنَّ الشَّمسَ كانَت قد غابَت.‏ فأخَذَ حَجَرًا ووَضَعَهُ تَحتَ رَأسِهِ ونامَ هُناك.‏ + ١٢ ثُمَّ حَلَمَ حُلْمًا رَأى فيهِ دَرَجًا * يَبدَأُ مِنَ الأرضِ ويَصِلُ رَأسُهُ إلى السَّماء.‏ وكانَ مَلائِكَةُ اللّٰهِ يَصعَدونَ ويَنزِلونَ علَيه.‏ + ١٣ وكانَ يَهْوَه مَوْجودًا في أعْلى الدَّرَج.‏ وقال:‏

‏«أنا يَهْوَه إلهُ أبيكَ إبْرَاهِيم وإلهُ إسْحَاق.‏ + الأرضُ الَّتي أنتَ نائِمٌ علَيها سأُعْطيها لكَ ولِنَسلِك.‏ + ١٤ ويُصبِحُ نَسلُكَ مِثلَ تُرابِ الأرض،‏ + ويَنتَشِرُ إلى الغَربِ والشَّرقِ والشَّمالِ والجَنوب،‏ وتَتَبارَكُ جَميعُ شُعوبِ الأرضِ بِواسِطَتِكَ أنتَ ونَسلِك.‏ + ١٥ أنا معك،‏ وسَأحْميكَ أينَما تَذهَبُ وأرُدُّكَ إلى هذِهِ الأرض.‏ + ولن أترُكَكَ إلى أن أُنَفِّذَ ما وَعَدتُكَ به».‏ +

١٦ ثُمَّ استَيقَظَ يَعْقُوب مِن نَومِهِ وقال:‏ «يَهْوَه حَقًّا في هذا المَكانِ وأنا لم أعرِف».‏ ١٧ وأحَسَّ بِالخَوفِ وقال:‏ «هذا المَكانُ لهُ رَهبَة!‏ إنَّهُ بَيتُ اللّٰهِ بِالتَّأكيد،‏ + وهو بَوَّابَةُ السَّماء».‏ + ١٨ وقامَ يَعْقُوب في الصَّباحِ الباكِرِ وأخَذَ الحَجَرَ الَّذي كانَ تَحتَ رَأسِهِ وأوْقَفَهُ لِيَكونَ تَذكارًا،‏ وصَبَّ علَيهِ زَيتًا.‏ + ١٩ وسَمَّى ذلِكَ المَكان «بَيْت إيل»،‏ * وكانَ اسْمُ المَدينَةِ في السَّابِق «لُوز».‏ +

٢٠ ونَذَرَ يَعْقُوب نَذْرًا وقال:‏ «إذا بَقِيَ اللّٰهُ معي وحَماني في رِحلَتي،‏ وأعْطاني خُبزًا لِآكُلَ وثِيابًا لِألبَس،‏ ٢١ ورَجَعتُ بِالسَّلامَةِ إلى بَيتِ أبي،‏ يُظهِرُ يَهْوَه أنَّهُ فِعلًا إلهي.‏ ٢٢ وهذا الحَجَرُ الَّذي جَعَلتُهُ تَذكارًا يَصيرُ بَيتًا لِلّٰه،‏ + وسَأُعْطي اللّٰهَ العُشرَ مِن كُلِّ ما يَرزُقُني به».‏

٢٩ بَعدَ ذلِك تابَعَ يَعْقُوب رِحلَتَهُ بِاتِّجاهِ بِلادِ الشَّرق.‏ ٢ وهُناك رَأى بِئرًا في الحَقلِ وثَلاثَةَ قُطعانٍ مِنَ الغَنَمِ جالِسَةً قُربَه،‏ لِأنَّ الرُّعاةَ كانوا يَسْقونَ القُطعانَ مِن ذلِكَ البِئر.‏ وكانَ هُناك حَجَرٌ كَبيرٌ على فَمِ البِئر.‏ ٣ وعِندَما تَجتَمِعُ كُلُّ القُطعان،‏ كانوا يُدَحرِجونَ الحَجَرَ عنِ البِئرِ ويَسْقونَ الغَنَم،‏ ثُمَّ يَرُدُّونَ الحَجَرَ إلى مَكانِه.‏

٤ فقالَ لهُم يَعْقُوب:‏ «مِن أينَ أنتُم يا إخوَتي؟‏».‏ أجابوا:‏ «نَحنُ مِن حَارَان».‏ + ٥ فسَألَهُم:‏ «هل تَعرِفونَ لَابَان + حَفيدَ نَاحُور؟‏».‏ + أجابوا:‏ «نَعرِفُه».‏ ٦ فقالَ لهُم:‏ «هل هو بِخَير؟‏».‏ أجابوا:‏ «نَعَم بِخَير.‏ وهذِهِ ابْنَتُهُ رَاحِيل + آتِيَةٌ معَ الغَنَم».‏ ٧ فقالَ لهُم:‏ «ما زالَ النَّهارُ في مُنتَصَفِه،‏ ولم يَأتِ بَعد وَقتُ أخْذِ القُطعانِ إلى الحَظائِر.‏ فاسْقوا الغَنَم،‏ ثُمَّ خُذوها لِتَرْعى».‏ ٨ فقالوا:‏ «لا يُمكِنُنا أن نَسْقِيَ الغَنَمَ حتَّى تَجتَمِعَ كُلُّ القُطعان.‏ عِندَئِذٍ نُدَحرِجُ الحَجَرَ عنِ البِئرِ ونَسْقيها».‏

٩ وفيما كانَ يَتَكَلَّمُ معهُم،‏ وَصَلَت رَاحِيل مع غَنَمِ أبيها لِأنَّها كانَت راعِيَة.‏ ١٠ ولمَّا رَأى يَعْقُوب رَاحِيل بِنتَ خالِهِ لَابَان ومعها غَنَمُ أبيها،‏ اقتَرَبَ فَوْرًا ودَحرَجَ الحَجَرَ عن فَمِ البِئرِ وسَقى غَنَمَ خالِه.‏ ١١ ثُمَّ قَبَّلَ رَاحِيل وبَكى بِصَوتٍ عالٍ.‏ ١٢ وأخبَرَ يَعْقُوب رَاحِيل أنَّهُ قَريبُها مِن جِهَةِ أبيها،‏ * أنَّهُ ابْنُ عَمَّتِها رِفْقَة.‏ فرَكَضَت وأخبَرَت أباها.‏

١٣ ولمَّا سَمِعَ لَابَان + عن مَجيءِ يَعْقُوب ابْنِ أُختِه،‏ رَكَضَ لِيُلاقِيَه.‏ وعانَقَهُ وقَبَّلَهُ وأحضَرَهُ إلى بَيتِه.‏ ثُمَّ أخبَرَهُ يَعْقُوب بِكُلِّ ما حَصَلَ معه.‏ ١٤ فقالَ لهُ لَابَان:‏ «أنتَ فِعلًا مِن لَحمي ودَمي».‏ * فبَقِيَ يَعْقُوب عِندَهُ شَهرًا كامِلًا.‏

١٥ ثُمَّ قالَ لَابَان لِيَعْقُوب:‏ «صَحيحٌ أنَّكَ قَريبي،‏ *+ ولكنْ لا يَجوزُ أن تَخدُمَني مَجَّانًا.‏ أَخبِرْني،‏ ما هي أُجرَتُك؟‏».‏ + ١٦ وكانَ لَدى لَابَان بِنتان.‏ الكَبيرَة اسْمُها لَيْئَة والصَّغيرَة رَاحِيل.‏ + ١٧ ولم تَكُنْ عَيْنَا لَيْئَة جَذَّابَتَيْن،‏ أمَّا رَاحِيل فكانَت جَميلَةً وجَذَّابَةً جِدًّا.‏ ١٨ وأحَبَّ يَعْقُوب رَاحِيل،‏ فقالَ لِلَابَان:‏ «أخدُمُكَ سَبعَ سَنَواتٍ مِن أجْلِ بِنتِكَ الصَّغيرَة رَاحِيل».‏ + ١٩ فقالَ لَابَان:‏ «أحسَنُ لي أن أُعْطِيَها لكَ مِن أن أُعْطِيَها لِرَجُلٍ آخَر.‏ فابْقَ عِندي».‏ ٢٠ فخَدَمَهُ يَعْقُوب مِن أجْلِ رَاحِيل سَبعَ سَنَوات،‏ + لكنَّها كانَت في نَظَرِهِ أيَّامًا قَليلَة لِأنَّهُ يُحِبُّها.‏

٢١ ثُمَّ قالَ يَعْقُوب لِلَابَان:‏ «لقد أكمَلتُ أيَّامَ خِدمَتي،‏ فأعْطِني زَوجَتي كَي نَعيشَ معًا».‏ * ٢٢ عِندَئِذٍ جَمَعَ لَابَان كُلَّ الجيرانِ وعَمِلَ وَليمَةَ عُرس.‏ ٢٣ لكنَّهُ في المَساءِ أخَذَ بِنتَهُ لَيْئَة وأحضَرَها إلى يَعْقُوب لِتَصيرَ زَوجَتَه.‏ * ٢٤ وأعْطى لَابَان خادِمَتَهُ زَلْفَة لِابْنَتِهِ لَيْئَة كَي تَكونَ خادِمَةً لها.‏ + ٢٥ وفي الصَّباح،‏ اكتَشَفَ يَعْقُوب أنَّها لَيْئَة!‏ فقالَ لِلَابَان:‏ «ماذا فَعَلتَ بي؟‏ ألَمْ أخدُمْكَ مِن أجْلِ رَاحِيل؟‏ لِماذا خَدَعتَني؟‏».‏ + ٢٦ فرَدَّ لَابَان:‏ «لَيسَ مِن عادَتِنا هُنا أن نُزَوِّجَ الصَّغيرَة قَبلَ الكَبيرَة.‏ ٢٧ أَكمِلْ أُسبوعَ العُرسِ مع هذِه.‏ ثُمَّ أُعْطيكَ أُختَها أيضًا بِشَرطِ أن تَخدُمَني سَبعَ سَنَواتٍ أُخْرى».‏ + ٢٨ فوافَقَ يَعْقُوب وأكمَلَ أُسبوعَ العُرسِ مع لَيْئَة.‏ عِندَئِذٍ زَوَّجَهُ لَابَان بِنتَهُ رَاحِيل.‏ ٢٩ وأعْطى لَابَان خادِمَتَهُ بِلْهَة + لِابْنَتِهِ رَاحِيل كَي تَكونَ خادِمَةً لها.‏ +

٣٠ فتَزَوَّجَ يَعْقُوب رَاحِيل * أيضًا،‏ وأحَبَّها أكثَرَ مِن لَيْئَة.‏ واشتَغَلَ عِندَ لَابَان سَبعَ سَنَواتٍ أُخْرى.‏ + ٣١ ولمَّا رَأى يَهْوَه أنَّ لَيْئَة غَيرُ مَحبوبَة،‏ * مَكَّنَها مِنَ الإنجاب.‏ *+ أمَّا رَاحِيل فلم تَكُنْ تُنجِبُ أوْلادًا.‏ + ٣٢ فحَبِلَت لَيْئَة ووَلَدَتِ ابْنًا وسَمَّتهُ رَأُوبِين،‏ *+ لِأنَّها قالَت:‏ «رَأى يَهْوَه مُعاناتي.‏ + الآنَ سيُحِبُّني زَوجي».‏ ٣٣ وحَبِلَت مَرَّةً ثانِيَة ووَلَدَتِ ابْنًا وقالَت:‏ «يَهْوَه سَمِعَ لي لِأنِّي غَيرُ مَحبوبَة،‏ فأعْطاني هذا الوَلَدَ أيضًا».‏ وسَمَّتهُ شَمْعُون.‏ *+ ٣٤ ثُمَّ حَبِلَت مِن جَديدٍ ووَلَدَتِ ابْنًا وقالَت:‏ «الآنَ سيَتَعَلَّقُ بي زَوجي لِأنِّي وَلَدتُ لهُ ثَلاثَةَ أبناء».‏ لِذلِك سَمَّتهُ لَاوِي.‏ *+ ٣٥ وحَبِلَت مَرَّةً أُخْرى أيضًا ووَلَدَتِ ابْنًا وقالَت:‏ «هذِهِ المَرَّةَ سأُسَبِّحُ * يَهْوَه».‏ لِذلِك سَمَّتهُ يَهُوذَا.‏ *+ ثُمَّ تَوَقَّفَت عنِ الوِلادَة.‏

٣٠ ولمَّا رَأت رَاحِيل أنَّها لم تَلِدْ أوْلادًا،‏ غارَت مِن أُختِها وظَلَّت تَقولُ لِيَعْقُوب:‏ «أعْطِني أوْلادًا وإلَّا فسَأموت».‏ ٢ فغَضِبَ يَعْقُوب جِدًّا مِن رَاحِيل وقالَ لها:‏ «هل أنا مَكانَ اللّٰهِ الَّذي مَنَعَكِ مِنَ الإنجاب؟‏».‏ * ٣ فقالَت:‏ «خُذْ خادِمَتي بِلْهَة + وأقِمْ معها عَلاقَةً كَي تَلِدَ لي * أوْلادًا،‏ فأصيرَ أنا أيضًا أُمًّا بِواسِطَتِها».‏ ٤ فأعْطَتهُ خادِمَتَها بِلْهَة لِتَكونَ زَوجَتَه،‏ فأقامَ يَعْقُوب عَلاقَةً معها.‏ + ٥ فحَبِلَت بِلْهَة ووَلَدَت لهُ ابْنًا.‏ ٦ عِندَئِذٍ قالَت رَاحِيل:‏ «اللّٰهُ حَكَمَ لِصالِحي،‏ وهو سَمِعَني أيضًا وأعْطاني ابْنًا».‏ لِذلِك سَمَّتهُ دَان.‏ *+ ٧ وحَبِلَت بِلْهَة خادِمَةُ رَاحِيل مَرَّةً أُخْرى ووَلَدَتِ ابْنًا ثانِيًا لِيَعْقُوب.‏ ٨ فقالَت رَاحِيل:‏ «صارَعتُ أُختي صِراعًا شَديدًا ورَبِحت!‏».‏ فسَمَّتهُ نَفْتَالِي.‏ *+

٩ ولمَّا رَأت لَيْئَة أنَّها تَوَقَّفَت عنِ الوِلادَة،‏ أخَذَت خادِمَتَها زَلْفَة وأعْطَتها لِيَعْقُوب لِتَكونَ زَوجَتَه.‏ + ١٠ فوَلَدَت زَلْفَة ابْنًا لِيَعْقُوب.‏ ١١ فقالَت لَيْئَة:‏ «لقد تَوَفَّقتُ!‏».‏ فسَمَّتهُ جَاد.‏ *+ ١٢ ثُمَّ وَلَدَت زَلْفَة ابْنًا ثانِيًا لِيَعْقُوب.‏ ١٣ فقالَت لَيْئَة:‏ «يا لِسَعادَتي!‏ الآنَ ستَقولُ النِّساءُ إنِّي سَعيدَة».‏ + فسَمَّتهُ أَشِير.‏ *+

١٤ وخَرَجَ رَأُوبِين + إلى الحَقلِ في مَوْسِمِ حَصادِ القَمح،‏ فوَجَدَ نَباتَ اللُّفَّاحِ * وأحضَرَ مِنهُ إلى أُمِّهِ لَيْئَة.‏ فقالَت رَاحِيل لِلَيْئَة:‏ «مِن فَضلِكِ،‏ أعْطيني مِنَ اللُّفَّاحِ الَّذي أحضَرَهُ ابْنُكِ».‏ ١٥ فأجابَت لَيْئَة:‏ «ألَا يَكْفي أنَّكِ أخَذتِ زَوجي،‏ + والآنَ تُريدينَ أن تَأخُذي لُفَّاحَ ابْني أيضًا؟‏».‏ فقالَت رَاحِيل:‏ «حَسَنًا،‏ سيَنامُ يَعْقُوب عِندَكِ اللَّيلَةَ بَدَلَ لُفَّاحِ ابْنِكِ».‏

١٦ وعِندَما رَجَعَ يَعْقُوب مِنَ الحَقلِ في المَساء،‏ خَرَجَت لَيْئَة لِتُلاقِيَهُ وقالَت:‏ «اللَّيلَةَ ستَنامُ عِندي،‏ لِأنِّي دَفَعتُ لُفَّاحَ ابْني لِأستَأجِرَك».‏ فنامَ معها تِلكَ اللَّيلَة.‏ ١٧ وسَمِعَ اللّٰهُ صَلَواتِ لَيْئَة،‏ فحَبِلَت ووَلَدَتِ ابْنًا خامِسًا لِيَعْقُوب.‏ ١٨ فقالَت:‏ «أعْطاني اللّٰهُ أُجرَتي لِأنِّي أعْطَيتُ خادِمَتي لِزَوجي».‏ فسَمَّتهُ يَسَّاكِر.‏ *+ ١٩ وحَبِلَت لَيْئَة مِن جَديدٍ ووَلَدَتِ ابْنًا سادِسًا لِيَعْقُوب.‏ + ٢٠ فقالَت:‏ «أهْداني اللّٰهُ هَدِيَّةً حُلْوَة.‏ أخيرًا يَتَقَبَّلُني زَوجي + لِأنِّي وَلَدتُ لهُ سِتَّةَ أبناء».‏ + فسَمَّتهُ زَبُولُون.‏ *+ ٢١ ثُمَّ وَلَدَت بِنتًا وسَمَّتها دِينَة.‏ +

٢٢ وأخيرًا تَذَكَّرَ اللّٰهُ رَاحِيل وسَمِعَ صَلَواتِها ومَكَّنَها مِنَ الإنجاب.‏ *+ ٢٣ فحَبِلَت ووَلَدَتِ ابْنًا.‏ فقالَت:‏ «أزالَ اللّٰهُ عنِّي العار!‏».‏ + ٢٤ فسَمَّتهُ يُوسُف *+ قائِلَة:‏ «زادَني يَهْوَه ابْنًا آخَر».‏

٢٥ ولمَّا وَلَدَت رَاحِيل يُوسُف،‏ قالَ يَعْقُوب لِلَابَان:‏ «دَعْني أرجِعُ إلى بَيتي وأرضي.‏ + ٢٦ أعْطِني نِسائي وأوْلادي الَّذينَ خَدَمتُكَ مِن أجْلِهِم كَي أذهَب.‏ فأنتَ تَعرِفُ جَيِّدًا كَيفَ خَدَمتُك».‏ + ٢٧ فقالَ لهُ لَابَان:‏ «إذا كانَت لي مَعَزَّةٌ عِندَك،‏ أرْجوكَ أن تَبْقى عِندي.‏ فقد رَأيتُ الغَيبَ * وعَرَفتُ أنَّ يَهْوَه يُبارِكُني بِسَبَبِك».‏ ٢٨ وتابَع:‏ «حَدِّدِ الأُجرَةَ الَّتي تُريدُها وأنا أُعْطيكَ إيَّاها».‏ + ٢٩ فقالَ لهُ يَعْقُوب:‏ «أنتَ تَعرِفُ كَيفَ خَدَمتُك،‏ وكَيفَ صارَت قُطعانُكَ بِفَضلي.‏ + ٣٠ فقَبلَ مَجيئي كانَت مَواشيكَ قَليلَة،‏ لكنَّها الآنَ كَثيرَةٌ جِدًّا.‏ ويَهْوَه بارَكَكَ مُنذُ وُصولي.‏ فمتى أعمَلُ أنا أيضًا شَيئًا لِعائِلَتي؟‏».‏ +

٣١ فقالَ لَابَان:‏ «ماذا أُعْطيك؟‏».‏ أجابَ يَعْقُوب:‏ «لا شَيءَ أبَدًا.‏ سأظَلُّ أرْعى غَنَمَكَ وأحرُسُها + إذا فَعَلتَ لي هذا الأمر:‏ ٣٢ سنَمُرُّ اليَومَ بَينَ قَطيعِكَ كُلِّه.‏ فتَفرِزُ مِنهُ كُلَّ الخِرافِ الَّتي فيها نُقَطٌ أو بُقَع.‏ وتَفرِزُ أيضًا كُلَّ خَروفٍ صَغيرٍ لَونُهُ بُنِّيٌّ غامِق،‏ وكُلَّ عَنزَةٍ فيها بُقَعٌ أو نُقَط.‏ ومِنَ الآنَ فصاعِدًا،‏ كُلُّ الغَنَمِ الَّتي تولَدُ بِهذا الشَّكلِ تَكونُ أُجرَتي.‏ + ٣٣ وحينَ تَأتي لاحِقًا لِتَتَفَقَّدَ الأُجرَةَ الَّتي اتَّفَقنا علَيها،‏ ستَرى أنِّي صادِق.‏ فإذا وَجَدتَ عِندي عَنزَةً لَيسَ فيها نُقَطٌ أو بُقَع،‏ أو خَروفًا صَغيرًا لَونُهُ لَيسَ بُنِّيًّا غامِقًا،‏ يَكونُ ذلِكَ الحَيَوانُ مَسروقًا».‏

٣٤ فقالَ لَابَان:‏ «إتَّفَقنا!‏ سنَفعَلُ كما قُلتَ».‏ + ٣٥ ففَرَزَ لَابَان في ذلِكَ اليَومِ كُلَّ تَيسٍ فيهِ خُطوطٌ أو بُقَعٌ وكُلَّ عَنزَةٍ فيها نُقَطٌ أو بُقَع،‏ كُلَّ الماعِزِ الَّتي فيها بَياضٌ وكُلَّ الخِرافِ الصَّغيرَة البُنِّيَّة الغامِقَة،‏ وسَلَّمَها إلى أبنائِهِ لِيَهتَمُّوا بها.‏ ٣٦ وأخَذَها إلى مَكانٍ يَبعُدُ عن يَعْقُوب مَسافَةَ ثَلاثَةِ أيَّام.‏ واستَمَرَّ يَعْقُوب يَرْعى باقي قَطيعِ لَابَان.‏

٣٧ فجَلَبَ يَعْقُوب أغصانًا طَرِيَّة مِن أشجارِ اللُّبْنَى واللَّوْزِ والدُّلْب،‏ وقَشَّرَ أجزاءً فيها لِيَكشِفَ عنِ البَياضِ الَّذي تَحتَ القِشرَة.‏ ٣٨ ووَضَعَ الأغصانَ المُقَشَّرَة في أحواضِ المِياهِ الَّتي كانَتِ الغَنَمُ تَأتي لِتَشرَبَ مِنها،‏ كَي تَكونَ أمامَها عِندَما تَتَزاوَج.‏

٣٩ وهكَذا كانَتِ الغَنَمُ تَتَزاوَجُ أمامَ الأغصان،‏ فتَلِدُ صِغارًا فيها خُطوطٌ أو نُقَطٌ أو بُقَع.‏ ٤٠ وفَرَزَ يَعْقُوب صِغارَ الغَنَم،‏ ثُمَّ جَعَلَ الغَنَمَ في قَطيعِ لَابَان تُواجِهُ باقي الغَنَمِ الَّتي فيها خُطوطٌ أو لَونُها بُنِّيٌّ غامِق.‏ بَعدَ ذلِك فَرَزَ غَنَمَهُ كَي لا تَختَلِطَ مع غَنَمِ لَابَان.‏ ٤١ وعِندَما كانَتِ الغَنَمُ القَوِيَّة تَتَزاوَج،‏ كانَ يَعْقُوب يَضَعُ الأغصانَ في الأحواضِ أمامَ عُيونِها،‏ فتَتَزاوَجُ قُربَها.‏ ٤٢ وعِندَما كانَتِ الغَنَمُ ضَعيفَة،‏ لم يَضَعِ الأغصانَ هُناك.‏ فأصبَحَتِ الضَّعيفَة لِلَابَان والقَوِيَّة لِيَعْقُوب.‏ +

٤٣ فصارَ يَعْقُوب غَنِيًّا جِدًّا،‏ وامتَلَكَ غَنَمًا كَثيرًا وجِمالًا وحَميرًا وخُدَّامًا وخادِمات.‏ +

٣١ وسَمِعَ يَعْقُوب أنَّ أبناءَ لَابَان يَقولون:‏ «أخَذَ يَعْقُوب كُلَّ ما يَملِكُهُ أبونا،‏ وجَمَعَ كُلَّ هذِهِ الثَّروَةِ مِن أملاكِه».‏ + ٢ ولاحَظَ يَعْقُوب مِن وَجهِ لَابَان أنَّهُ تَغَيَّرَ معهُ ولم يَعُدْ كالسَّابِق.‏ + ٣ فقالَ يَهْوَه لِيَعْقُوب:‏ «إرجِعْ إلى أرضِ آبائِكَ وإلى أقرِبائِك،‏ + وأنا سأكونُ معك».‏ ٤ فأرسَلَ يَعْقُوب خَبَرًا إلى رَاحِيل ولَيْئَة كَي تَجيئا إلى الحَقلِ الَّذي يَرْعى فيهِ غَنَمَه.‏ ٥ وقالَ لهُما:‏

‏«أرى أنَّ أباكُما تَغَيَّرَ معي ولم يَعُدْ كالسَّابِق،‏ + لكنَّ إلهَ أبي معي.‏ + ٦ وأنتُما تَعرِفانِ جَيِّدًا أنِّي خَدَمتُ أباكُما بِكُلِّ قُوَّتي.‏ + ٧ أمَّا هو فغَشَّني وغَيَّرَ أُجرَتي مَرَّاتٍ كَثيرَة.‏ * لكنَّ اللّٰهَ لم يَسمَحْ لهُ بِأن يُؤْذِيَني.‏ ٨ فحينَ كانَ يَقول:‏ ‹الغَنَمُ المُنَقَّطَة تَكونُ أُجرَتَك›،‏ يَلِدُ كُلُّ القَطيعِ غَنَمًا مُنَقَّطَة.‏ وحينَ كانَ يَقول:‏ ‹الغَنَمُ المُخَطَّطَة تَكونُ أُجرَتَك›،‏ يَلِدُ كُلُّ القَطيعِ غَنَمًا مُخَطَّطَة.‏ + ٩ فاللّٰهُ كانَ يَأخُذُ قَطيعَ أبيكُما ويُعْطيهِ لي.‏ ١٠ ولمَّا صارَ وَقتُ تَزاوُجِ القَطيع،‏ رَأيتُ في حُلْمٍ أنَّ التُّيوسَ الَّتي تَتَزاوَجُ معَ الإناثِ كانَ فيها خُطوطٌ أو نُقَطٌ أو بُقَع.‏ + ١١ فقالَ لي مَلاكُ اللّٰهِ في الحُلْم:‏ ‹يا يَعْقُوب›،‏ فقُلت:‏ ‹نَعَم يا رَبّ›.‏ ١٢ فقال:‏ ‹مِن فَضلِكَ ارفَعْ عَيْنَيْكَ وسَتَرى أنَّ كُلَّ التُّيوسِ الَّتي تَتَزاوَجُ معَ الإناثِ فيها خُطوطٌ أو نُقَطٌ أو بُقَع.‏ فأنا رَأيتُ كُلَّ ما يَفعَلُهُ بكَ لَابَان.‏ + ١٣ أنا الإلهُ الَّذي ظَهَرَ لكَ في بَيْت إيل،‏ + المَكانِ الَّذي خَصَّصتَ * لي فيهِ حَجَرًا لِلذِّكْرى ونَذَرتَ لي نَذْرًا.‏ + فالآن،‏ قُمْ واخرُجْ مِن هذِهِ الأرضِ وارجِعْ إلى الأرضِ الَّتي وُلِدتَ فيها›».‏ +

١٤ عِندَئِذٍ أجابَتهُ رَاحِيل ولَيْئَة:‏ «هل بَقِيَ لنا بَعد ميراثٌ عِندَ أبينا؟‏!‏ ١٥ ألَسنا في نَظَرِهِ مِثلَ الغُرَباء؟‏!‏ فهو باعَنا وأكَلَ المالَ الَّذي دُفِعَ مِن أجْلِنا.‏ + ١٦ كُلُّ الثَّروَةِ الَّتي أخَذَها اللّٰهُ مِن أبينا هي لنا ولِأوْلادِنا.‏ + لِذلِكَ اعمَلْ كُلَّ ما قالَهُ لكَ اللّٰه».‏ +

١٧ فقامَ يَعْقُوب وأركَبَ أوْلادَهُ ونِساءَهُ على الجِمال.‏ + ١٨ وأخَذَ كُلَّ مَواشيهِ الَّتي حَصَلَ علَيها في فَدَّان أَرَام وكُلَّ مُمتَلَكاتِهِ الَّتي جَمَعَها،‏ + واتَّجَهَ إلى أبيهِ إسْحَاق في أرضِ كَنْعَان.‏ +

١٩ في ذلِكَ الوَقت،‏ كانَ لَابَان قد ذَهَبَ كَي يَجُزَّ صوفَ خِرافِه.‏ فسَرَقَت رَاحِيل تَماثيلَ التَّرَافِيم *+ الَّتي لِأبيها.‏ + ٢٠ وخَدَعَ يَعْقُوب لَابَان الأَرَامِيّ،‏ فلم يُخبِرْهُ أنَّهُ سيَرحَل.‏ ٢١ وهَرَبَ وعَبَرَ النَّهرَ *+ هو وعائِلَتُهُ وكُلُّ ما له.‏ ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحوَ مِنطَقَةِ جِلْعَاد الجَبَلِيَّة.‏ + ٢٢ وفي اليَومِ الثَّالِث،‏ أُخبِرَ لَابَان أنَّ يَعْقُوب هَرَب.‏ ٢٣ فأخَذَ رِجالَهُ * معهُ ولاحَقَهُ سَبعَةَ أيَّامٍ حتَّى وَصَلَ إلَيهِ في مِنطَقَةِ جِلْعَاد الجَبَلِيَّة.‏ ٢٤ وأتى اللّٰهُ إلى لَابَان الأَرَامِيِّ + في حُلْمٍ بِاللَّيل،‏ + وقالَ له:‏ «إنتَبِهْ لِكُلِّ كَلِمَةٍ تَقولُها لِيَعْقُوب سَواءٌ كانَت خَيرًا أو شَرًّا».‏ *+

٢٥ فاقتَرَبَ لَابَان مِن يَعْقُوب،‏ وكانَ يَعْقُوب مُخَيِّمًا في مِنطَقَةِ جِلْعَاد الجَبَلِيَّة ولَابَان مُخَيِّمًا مع رِجالِهِ في المِنطَقَةِ نَفْسِها.‏ ٢٦ وقالَ لَابَان لِيَعْقُوب:‏ «ماذا فَعَلتَ؟‏ لِماذا خَدَعتَني وأخَذتَ بِنتَيَّ مِثلَ أسْرى الحَرب؟‏ ٢٧ لِماذا هَرَبتَ في السِّرِّ وخَدَعتَني ولم تَقُلْ لي شَيئًا؟‏ لَو أخبَرتَني،‏ كُنتُ وَدَّعتُكَ بِالفَرَحِ والأغاني والدَّفِّ والقيثارَة.‏ ٢٨ لكنَّكَ لم تَدَعْني أُقَبِّلُ أحفادي * وبِنتَيَّ.‏ تَصَرُّفُكَ هذا كانَ غَبِيًّا.‏ ٢٩ أنا قادِرٌ أن أُؤْذِيَكُم،‏ لكنَّ إلهَ أبيكُم كَلَّمَني البارِحَةَ وقالَ لي:‏ ‹إنتَبِهْ لِكُلِّ كَلِمَةٍ تَقولُها لِيَعْقُوب سَواءٌ كانَت خَيرًا أو شَرًّا›.‏ + ٣٠ أفهَمُ أنَّكَ ذَهَبتَ لِأنَّكَ اشتَقتَ أن تَرجِعَ إلى بَيتِ أبيك،‏ ولكنْ لِماذا سَرَقتَ آلِهَتي؟‏».‏ +

٣١ فأجابَهُ يَعْقُوب:‏ «هَرَبتُ لِأنِّي خِفت.‏ فقد قُلتُ في نَفْسي:‏ ‹رُبَّما تَأخُذُ بِنتَيْكَ مِنِّي بِالقُوَّة›.‏ ٣٢ أمَّا بِخُصوصِ آلِهَتِك،‏ فالَّذي تَجِدُها معهُ لا يَعيش.‏ فَتِّشْ أغراضي أمامَ رِجالِنا وخُذْ ما هو لك».‏ فيَعْقُوب لم يَكُنْ يَعرِفُ أنَّ رَاحِيل سَرَقَتها.‏ ٣٣ فدَخَلَ لَابَان خَيمَةَ يَعْقُوب وخَيمَةَ لَيْئَة وخَيمَةَ الخادِمَتَيْن،‏ + لكنَّهُ لم يَجِدْ آلِهَتَه.‏ ثُمَّ خَرَجَ مِن خَيمَةِ لَيْئَة ودَخَلَ خَيمَةَ رَاحِيل.‏ ٣٤ في تِلكَ الأثناء،‏ كانَت رَاحِيل قد أخَذَت تَماثيلَ التَّرَافِيم وخَبَّأَتها في المَقعَدِ الَّذي يوضَعُ على الجَمَلِ وجَلَسَت علَيه.‏ ففَتَّشَ لَابَان الخَيمَةَ كُلَّها ولم يَجِدْ شَيئًا.‏ ٣٥ فقالَت لِأبيها:‏ «لا تَغضَبْ يا سَيِّدي لِأنِّي لا أقدِرُ أن أقِفَ أمامَك.‏ فأنا الآنَ في وَقتِ العادَةِ الشَّهرِيَّة».‏ + ففَتَّشَ كُلَّ شَيء،‏ لكنَّهُ لم يَجِدْ تَماثيلَ التَّرَافِيم.‏ +

٣٦ عِندَئِذٍ غَضِبَ يَعْقُوب وعاتَبَ لَابَان وقالَ له:‏ «لِماذا تَلحَقُ بي وكَأنِّي ارتَكَبتُ جَريمَة؟‏ ما الخَطِيَّةُ الَّتي عَمِلتُها؟‏ ٣٧ لقد فَتَّشتَ جَميعَ أغراضي،‏ فهل وَجَدتَ شَيئًا يَخُصُّك؟‏ ضَعْهُ هُنا أمامَ رِجالي ورِجالِكَ كَي يَحكُموا بَينَنا.‏ ٣٨ خِلالَ الـ‍ ٢٠ سَنَةً الَّتي بَقيتُ فيها معك،‏ لم تُجهِضِ النَّعجاتُ والعَنزاتُ في قَطيعِك،‏ + ولم آكُلْ أبَدًا خَروفًا مِن خِرافِك.‏ ٣٩ لم أُحضِرْ إلَيكَ حَيَوانًا افتَرَسَتهُ الوُحوش،‏ + بل كُنتُ أنا أتَحَمَّلُ الخَسارَة.‏ وإذا سُرِقَ حَيَوانٌ في النَّهارِ أو في اللَّيل،‏ كُنتَ تَطلُبُ أن أُعَوِّضَكَ عنه.‏ ٤٠ كُنتُ أُعاني مِنَ الحَرِّ في النَّهارِ ومِنَ البَرْدِ في اللَّيل،‏ وكَثيرًا ما طارَ النَّومُ مِن عَيْنَيَّ.‏ + ٤١ صارَ لي ٢٠ سَنَةً في بَيتِك.‏ خَدَمتُكَ ١٤ سَنَةً مِن أجْلِ بِنتَيْك،‏ و ٦ سِنينٍ مُقابِلَ الغَنَم.‏ وقد غَيَّرتَ أُجرَتي مَرَّاتٍ كَثيرَة.‏ *+ ٤٢ لكنَّ إلهَ أبي،‏ + إلهَ إبْرَاهِيم والإلهَ الَّذي يَخافُهُ إسْحَاق،‏ *+ كانَ معي.‏ ولَولا ذلِك،‏ كُنتَ الآنَ أرسَلتَني ويَدايَ فارِغَتان.‏ فاللّٰهُ رَأى مُعاناتي وتَعَبَ يَدَيَّ،‏ ولِهذا السَّبَبِ وَبَّخَكَ البارِحَة».‏ +

٤٣ فرَدَّ لَابَان على يَعْقُوب:‏ «البِنتانِ ابْنَتايَ والأوْلادُ أوْلادي والغَنَمُ غَنَمي،‏ وكُلُّ ما تَراهُ هو لي ولِابْنَتَيَّ.‏ فهل مَعقُولٌ أن أُؤْذِيَهُما أو أُؤْذِيَ أوْلادَهُما؟‏ ٤٤ تَعالَ الآنَ نَعمَلُ اتِّفاقًا أنا وأنت،‏ فيَكونُ مُذَكِّرًا لنا».‏ * ٤٥ فأخَذَ يَعْقُوب حَجَرًا وأوْقَفَهُ لِيَكونَ تَذكارًا.‏ + ٤٦ وقالَ يَعْقُوب لِلرِّجال:‏ * «إجمَعوا حِجارَة».‏ فجَمَعوا حِجارَةً وعَمِلوا مِنها كَومَة،‏ ثُمَّ أكَلوا علَيها.‏ ٤٧ وسَمَّاها لَابَان «يَجَر سَهْدُوثَا»،‏ * أمَّا يَعْقُوب فسَمَّاها «جَلْعِيد».‏ *

٤٨ وقالَ لَابَان:‏ «كَومَةُ الحِجارَةِ هذِه هي شاهِدَةٌ بَيني وبَينَكَ اليَوم».‏ لِذلِك سُمِّيَت «جَلْعِيد».‏ + ٤٩ وسُمِّيَت أيضًا «بُرج المُراقَبَة» * لِأنَّ لَابَان قال:‏ «لِيُراقِبْنا يَهْوَه أنا وأنتَ حينَ نَفتَرِقُ واحِدُنا عنِ الآخَر.‏ ٥٠ فإذا أسَأتَ مُعامَلَةَ ابْنَتَيَّ أو تَزَوَّجتَ علَيهِما،‏ فتَذَكَّرْ أنَّ اللّٰهَ شاهِدٌ بَيني وبَينَكَ حتَّى لَو لم يَرَ أحَدٌ ذلِك».‏ ٥١ وتابَع:‏ «أُنظُرْ كَومَةَ الحِجارَةِ هذِه والحَجَرَ الَّذي وَضَعتُهُ بَيني وبَينَكَ لِلذِّكْرى.‏ ٥٢ هذِهِ الكَومَةُ وهذا الحَجَرُ التَّذكارِيُّ يَشهَدانِ + أنِّي لن أتَجاوَزَهُما لِأُؤْذِيَكَ وأنَّكَ لن تَتَجاوَزَهُما لِتُؤْذِيَني.‏ ٥٣ لِيَحكُمْ بَينَنا إلهُ إبْرَاهِيم + وإلهُ نَاحُور وإلهُ أبيهِما».‏ وحَلَفَ يَعْقُوب بِالإلهِ الَّذي يَخافُهُ أبوهُ إسْحَاق.‏ *+

٥٤ ثُمَّ قَدَّمَ يَعْقُوب ذَبيحَةً في الجَبَلِ ودَعا الرِّجالَ لِيَأكُلوا.‏ فأكَلوا وقَضَوُا اللَّيلَةَ هُناك.‏ ٥٥ وفي الصَّباحِ الباكِر،‏ قامَ لَابَان وقَبَّلَ أحفادَهُ *+ وبِنتَيْهِ وبارَكَهُم.‏ + ثُمَّ غادَرَ إلى بَيتِه.‏ +

٣٢ وذَهَبَ يَعْقُوب في طَريقِه،‏ فلاقاهُ مَلائِكَةُ اللّٰه.‏ ٢ ولمَّا رَآهُم يَعْقُوب قال:‏ «هذا جَيشُ اللّٰه!‏».‏ فسَمَّى ذلِكَ المَكان «مَحَنَايِم».‏ *

٣ ثُمَّ أرسَلَ يَعْقُوب رُسُلًا قُدَّامَهُ إلى أخيهِ عِيسُو في أرضِ سَعِير،‏ + أي بِلادِ أدُوم.‏ + ٤ وأمَرَهُم:‏ «قولوا لِسَيِّدي عِيسُو:‏ ‹هذا ما يَقولُهُ خادِمُكَ يَعْقُوب:‏ «لقد سَكَنتُ * عِندَ لَابَان فَترَةً طَويلَة.‏ + ٥ وصارَ عِندي بَقَرٌ وحَميرٌ وغَنَمٌ وخُدَّامٌ وخادِمات.‏ + وقد أرسَلتُ لِأُخبِرَكَ بِذلِك يا سَيِّدي،‏ آمِلًا أن تَرْضى عنِّي»›».‏

٦ لاحِقًا،‏ رَجَعَ الرُّسُلُ إلى يَعْقُوب وقالوا:‏ «قابَلنا أخاكَ عِيسُو،‏ وهوَ الآنَ قادِمٌ لِيُلاقِيَكَ ومعهُ ٤٠٠ رَجُل».‏ + ٧ فخافَ يَعْقُوب جِدًّا ودَبَّ فيهِ الهَمّ.‏ + فقَسَّمَ النَّاسَ الَّذينَ معهُ والغَنَمَ والبَقَرَ والجِمالَ إلى مَجموعَتَيْن.‏ ٨ وقال:‏ «إذا هَجَمَ عِيسُو على المَجموعَةِ الأُولى،‏ تَقدِرُ المَجموعَةُ الثَّانِيَة أن تَهرُب».‏

٩ ثُمَّ صَلَّى يَعْقُوب قائِلًا:‏ «يا إلهَ أبي إبْرَاهِيم وإلهَ أبي إسْحَاق،‏ يا يَهْوَه أنتَ قُلتَ لي:‏ ‹إرجِعْ إلى أرضِكَ وإلى أقرِبائِكَ وأنا أُبارِكُك›.‏ + ١٠ أنا لا أستاهِلُ كُلَّ المَحَبَّةِ والوَلاءِ اللَّذَيْنِ أظهَرتَهُما لِخادِمِك.‏ + فقد عَبَرتُ نَهرَ الأُرْدُنّ وأنا لا أملِكُ إلَّا عَصايَ فَقَط،‏ أمَّا الآنَ فصارَ عِندي الكَثيرُ حتَّى إنِّي قَسَّمتُهُ إلى مَجموعَتَيْن.‏ + ١١ أرْجوكَ خَلِّصْني + مِن يَدِ أخي عِيسُو.‏ فأنا خائِفٌ أن يَأتِيَ ويُهاجِمَنا،‏ + أنا والأُمَّهاتِ والأوْلاد.‏ ١٢ فأنتَ قُلتَ لي:‏ ‹سأُبارِكُكَ وأجعَلُ نَسلَكَ مِثلَ رَملِ البَحرِ الَّذي لا يُعَدُّ مِن كَثرَتِه›».‏ +

١٣ وقَضى يَعْقُوب اللَّيلَةَ هُناك.‏ ثُمَّ اختارَ مِن مُمتَلَكاتِهِ هَدِيَّةً لِأخيهِ عِيسُو:‏ + ١٤ ٢٠٠ عَنزَةٍ و ٢٠ تَيسًا،‏ ٢٠٠ نَعجَةٍ و ٢٠ خَروفًا،‏ ١٥ ٣٠ أُنْثى مُرضِعَة مِنَ الجِمالِ مع صِغارِها،‏ ٤٠ بَقَرَةً و ١٠ ثيران،‏ و ٢٠ حِمارَةً و ١٠ حَمير.‏ +

١٦ وسَلَّمَ هذِهِ الحَيَواناتِ إلى خُدَّامِه،‏ كُلَّ قَطيعٍ وَحْدَه،‏ وقالَ لهُم:‏ «إذهَبوا قُدَّامي،‏ واترُكوا مَسافَةً بَينَ القَطيعِ والقَطيع».‏ ١٧ وأمَرَ الخادِمَ الأوَّل:‏ «إذا لاقاكَ أخي عِيسُو وسَألَك:‏ ‹مَن سَيِّدُك،‏ وإلى أينَ أنتَ ذاهِب،‏ ولِمَن هذا القَطيعُ قُدَّامَك؟‏›،‏ ١٨ تُجيب:‏ ‹لِخادِمِكَ يَعْقُوب.‏ إنَّها هَدِيَّةٌ أرسَلَها لِسَيِّدي عِيسُو،‏ + وهو أيضًا آتٍ وَراءَنا›».‏ ١٩ وأمَرَ أيضًا الخادِمَيْنِ الثَّاني والثَّالِثَ وكُلَّ الماشينَ وَراءَ القُطعان،‏ قائِلًا:‏ «قولوا الكَلامَ نَفْسَهُ لِعِيسُو حينَ تَلتَقونَ به.‏ ٢٠ وقولوا لهُ أيضًا:‏ ‹خادِمُكَ يَعْقُوب آتٍ وَراءَنا›».‏ فقد فَكَّرَ يَعْقُوب في نَفْسِه:‏ ‹أُراضيهِ بِالهَدِيَّةِ الَّتي أُرسِلُها أمامي،‏ + على أمَلِ أن يُرَحِّبَ بي عِندَما أراهُ وَجهًا لِوَجه›.‏ ٢١ فأخَذَ خُدَّامُهُ الهَدِيَّةَ وذَهَبوا أمامَه،‏ أمَّا هو فقَضى اللَّيلَةَ في المُخَيَّم.‏

٢٢ ثُمَّ قامَ في تِلكَ اللَّيلَةِ وأخَذَ زَوجَتَيْهِ + وخادِمَتَيْهِ + وأبناءَهُ الـ‍ ١١ وعَبَرَ نَهرَ يَبُّوق.‏ + ٢٣ جَعَلَهُم يَعبُرونَ مَجْرى الماء،‏ * هُم وكُلَّ ما عِندَه.‏

٢٤ وأخيرًا بَقِيَ يَعْقُوب وَحْدَه.‏ ثُمَّ تَصارَعَ معهُ رَجُلٌ حتَّى طُلوعِ الفَجر.‏ + ٢٥ ولمَّا رَأى الرَّجُلُ أنَّهُ لم يَغلِبْ يَعْقُوب،‏ لَمَسَ مَفصِلَ وِركِهِ فانخَلَع.‏ + ٢٦ وقالَ لِيَعْقُوب:‏ «أُترُكْني أذهَب،‏ فقد طَلَعَ الفَجر».‏ فأجاب:‏ «لن أترُكَكَ حتَّى تُبارِكَني».‏ + ٢٧ فسَألَهُ الرَّجُل:‏ «ما اسْمُك؟‏»،‏ فأجاب:‏ «يَعْقُوب».‏ ٢٨ فقال:‏ «لن يَكونَ اسْمُكَ بَعدَ الآنَ يَعْقُوب،‏ بل إسْرَائِيل *+ لِأنَّكَ جاهَدتَ معَ اللّٰهِ + والنَّاسِ وغَلَبت».‏ ٢٩ فسَألَهُ يَعْقُوب:‏ «مِن فَضلِك،‏ أَخبِرْني ما اسْمُك».‏ فأجاب:‏ «لِماذا تَسألُ عنِ اسْمي؟‏».‏ + ثُمَّ بارَكَهُ هُناك.‏ ٣٠ فسَمَّى يَعْقُوب المَكان «فَنِيئِيل» *+ لِأنَّهُ قال:‏ «رَأيتُ اللّٰهَ وَجهًا لِوَجه،‏ ومع ذلِك بَقيتُ حَيًّا».‏ *+

٣١ وطَلَعَتِ الشَّمسُ وهو يُغادِرُ فَنُوئِيل،‏ * وكانَ يَعرُجُ بِسَبَبِ وِركِه.‏ + ٣٢ لِذلِك لا يَأكُلُ الإسْرَائِيلِيُّونَ إلى هذا اليَومِ الوَتَرَ * الَّذي عِندَ مَفصِلِ الوِرك،‏ لِأنَّ الرَّجُلَ لَمَسَ وِركَ يَعْقُوب عِندَ ذلِكَ الوَتَر.‏

٣٣ ورَفَعَ يَعْقُوب عَيْنَيْهِ ورَأى عِيسُو آتِيًا ومعهُ ٤٠٠ رَجُل.‏ + فقَسَّمَ أوْلادَهُ على لَيْئَة ورَاحِيل والخادِمَتَيْن.‏ + ٢ ووَضَعَ الخادِمَتَيْنِ وأوْلادَهُما في الأمام،‏ + ولَيْئَة وأوْلادَها بَعدَهُم،‏ + ورَاحِيل + ويُوسُف في الآخِر.‏ ٣ أمَّا هو فذَهَبَ قُدَّامَهُم.‏ وفيما كانَ يَقتَرِبُ مِن أخيهِ سَجَدَ سَبعَ مَرَّات.‏

٤ فرَكَضَ عِيسُو لِيُلاقِيَه،‏ وعانَقَهُ وقَبَّلَهُ وبَكَيا.‏ ٥ وعِندَما رَفَعَ عِيسُو عَيْنَيْهِ ورَأى النِّساءَ والأوْلاد،‏ سَأل:‏ «مَن هؤُلاءِ الَّذينَ معك؟‏».‏ فأجابَ يَعْقُوب:‏ «إنَّهُمُ الأوْلادُ الَّذينَ أنعَمَ اللّٰهُ بهِم على خادِمِك».‏ + ٦ عِندَئِذٍ اقتَربَتِ الخادِمَتانِ مع أوْلادِهِما وسَجَدوا.‏ ٧ واقتَربَت لَيْئَة أيضًا مع أوْلادِها وسَجَدوا.‏ ثُمَّ اقتَرَبَ يُوسُف ورَاحِيل وسَجَدا.‏ +

٨ وقالَ عِيسُو:‏ «لِماذا أرسَلتَ إلَيَّ كُلَّ هؤُلاءِ النَّاسِ والقُطعان؟‏».‏ + أجابَ يَعْقُوب:‏ «كَي تَرْضى عنِّي يا سَيِّدي».‏ + ٩ فقالَ عِيسُو:‏ «عِندي مُمتَلَكاتٌ كَثيرَة جِدًّا يا أخي.‏ + فاحتَفِظْ بِما هو لك».‏ ١٠ فأجابَهُ يَعْقُوب:‏ «لا،‏ أرْجوك.‏ إذا كُنتَ راضِيًا عنِّي،‏ فاقبَلْ هذِهِ الهَدِيَّةَ مِن يَدي.‏ فأنا أحضَرتُها كَي أرى وَجهَك.‏ ورُؤيَةُ وَجهِكَ هي مِثلُ رُؤيَةِ وَجهِ اللّٰهِ لِأنَّكَ رَحَّبتَ بي.‏ + ١١ مِن فَضلِكَ خُذِ الهَدِيَّةَ * الَّتي جَلَبتُها لك.‏ + فاللّٰهُ أعْطاني الكَثير،‏ وعِندي كُلُّ شَيءٍ أحتاجُه».‏ + وبَقِيَ يُصِرُّ على عِيسُو حتَّى قَبِل.‏

١٢ ثُمَّ قالَ عِيسُو:‏ «لِنَذهَبْ ونُتابِعْ طَريقَنا،‏ وأنا أمْشي أمامَك».‏ ١٣ فقالَ لهُ يَعْقُوب:‏ «أنتَ تَعرِفُ يا سَيِّدي أنَّ الأوْلادَ صِغار،‏ + وأنَّ الغَنَمَ والبَقَرَ الَّتي عِندي تُرضِعُ صِغارَها.‏ فإذا مَشى القَطيعُ بِسُرعَةٍ ولَو يَومًا واحِدًا،‏ يَموتُ كُلُّه.‏ ١٤ أرْجو أن يَسبِقَ سَيِّدي خادِمَه،‏ وأنا سأمْشي على مَهْلي حَسَبَ سُرعَةِ المَواشي وسُرعَةِ الأوْلادِ إلى أن أُلاقِيَ سَيِّدي في سَعِير».‏ + ١٥ فقالَ عِيسُو:‏ «دَعْني إذًا أترُكُ معكَ بَعضَ رِجالي».‏ فأجابَه:‏ «لا حاجَةَ لِذلِك.‏ يَكْفيني أن يَرْضى عنِّي سَيِّدي».‏ ١٦ فانطَلَقَ عِيسُو في ذلِكَ اليَومِ عائِدًا إلى سَعِير.‏

١٧ أمَّا يَعْقُوب فذَهَبَ إلى سُكُّوت،‏ + وبَنى بَيتًا لِنَفْسِهِ وعَمِلَ خِيامًا لِقَطيعِه.‏ لِذلِك سَمَّى المَكان «سُكُّوت».‏ *

١٨ وهكَذا،‏ بَعدَ أنِ انطَلَقَ يَعْقُوب مِن فَدَّان أَرَام،‏ + وَصَلَ بِالسَّلامَةِ إلى مَدينَةِ شَكِيم + في أرضِ كَنْعَان،‏ + وخَيَّمَ قُربَ المَدينَة.‏ ١٩ ثُمَّ اشتَرى قِطعَةً مِنَ الحَقلِ الَّذي نَصَبَ فيهِ خَيمَتَهُ مِن أبناءِ حَمُور،‏ والِدِ شَكِيم.‏ ودَفَعَ ثَمنَهُ ١٠٠ قِطعَةٍ مِنَ المال.‏ + ٢٠ وبَنى هُناك مَذبَحًا وسَمَّاه «اللّٰهُ هو إلهُ إسْرَائِيل».‏ +

٣٤ وكانَ مِن عادَةِ دِينَة،‏ بِنتِ يَعْقُوب مِن زَوجَتِهِ لَيْئَة،‏ + أن تَخرُجَ لِتَقضِيَ وَقتًا مع بَناتِ المِنطَقَة.‏ + ٢ فرَآها شَكِيم بْنُ حَمُور الحِوِّيّ،‏ + زَعيمٍ في تِلكَ الأرض.‏ وفي أحَدِ الأيَّام،‏ أخَذَها واغتَصَبَها.‏ ٣ وتَعَلَّقَ * شَكِيم كَثيرًا بِدِينَة بِنتِ يَعْقُوب وأُغرِمَ بها.‏ وحاوَلَ أن يَكسِبَ حُبَّها * بِكَلامِهِ الرَّقيق.‏ ٤ وأخيرًا قالَ لِأبيهِ حَمُور:‏ + «أُطلُبْ لي يَدَ هذِهِ الصَّبِيَّةِ لِتَصيرَ زَوجَتي».‏

٥ وسَمِعَ يَعْقُوب أنَّ شَكِيم تَعَدَّى على شَرَفِ * بِنتِهِ دِينَة.‏ وكانَ أبناؤُهُ مع قَطيعِهِ في الحَقل،‏ فسَكَتَ حتَّى رَجَعوا.‏ ٦ وذَهَبَ حَمُور أبو شَكِيم لِيَتَكَلَّمَ مع يَعْقُوب.‏ ٧ لكنَّ أبناءَ يَعْقُوب سَمِعوا بِما حَصَل،‏ فرَجَعوا مِنَ الحَقلِ بِسُرعَة.‏ وكانوا غاضِبينَ جِدًّا ويَشعُرونَ بِالإهانَة،‏ لِأنَّ شَكِيم جَلَبَ العارَ على إسْرَائِيل عِندَما اغتَصَبَ بِنتَ يَعْقُوب.‏ + وما فَعَلَهُ لا يَجوزُ أبَدًا.‏ +

٨ فقالَ لهُم حَمُور:‏ «إبْني شَكِيم مُتَعَلِّقٌ جِدًّا * بِابْنَتِكُم.‏ أرْجوكُم زَوِّجوها له.‏ ٩ ولْنُصبِحْ أقرِباء،‏ * تُعْطونَنا بَناتِكُم وتَأخُذونَ بَناتِنا.‏ + ١٠ وتَسكُنونَ معنا وتَستَفيدونَ مِن أرضِنا.‏ أُسكُنوا وتاجِروا وتَمَلَّكوا فيها».‏ ١١ ثُمَّ قالَ شَكِيم لِوالِدِ دِينَة وإخوَتِها:‏ «إقبَلوني صِهرًا لكُم،‏ وسَأُعْطيكُم كُلَّ ما تَطلُبونَهُ مِنِّي.‏ ١٢ إفرِضوا علَيَّ مَهْرًا عالِيًا جِدًّا وهَدايا كَثيرَة.‏ + وأنا مُستَعِدٌّ أن أُعْطِيَكُم كُلَّ ما تَأمُرونَني به.‏ لا أُريدُ إلَّا أن تُزَوِّجوني بِنتَكُم».‏

١٣ فقَرَّرَ أبناءُ يَعْقُوب أن يَخدَعوا شَكِيم وأباهُ حَمُور،‏ لِأنَّ شَكِيم تَعَدَّى على شَرَفِ أُختِهِم دِينَة.‏ ١٤ فقالوا لهُما:‏ «هذا مُستَحيل.‏ لا نَقدِرُ أن نُعْطِيَ أُختَنا لِرَجُلٍ غَيرِ مَختون.‏ + عارٌ علَينا أن نَفعَلَ ذلِك.‏ ١٥ لكنَّنا نُوافِقُ بِشَرطٍ واحِد:‏ أن تَختِنوا كُلَّ ذُكورِكُم لِتَصيروا مِثلَنا.‏ + ١٦ عِندَئِذٍ نُزَوِّجُكُم بَناتِنا ونَتَزَوَّجُ بَناتِكُم،‏ ونَسكُنُ معكُم ونَصيرُ شَعبًا واحِدًا.‏ ١٧ ولكنْ إذا لم تَسمَعوا لنا وتُختَنوا،‏ نَأخُذُ بِنتَنا ونَذهَب».‏

١٨ فأعجَبَ كَلامُهُم حَمُور + وابْنَهُ شَكِيم.‏ + ١٩ ولم يَتَأخَّرِ الشَّابُّ عن تَنفيذِ شَرطِهِم.‏ + فقد كانَ مُغرَمًا بِابْنَةِ يَعْقُوب،‏ وكانَ مُحتَرَمًا أكثَرَ مِنَ الكُلِّ في بَيتِ أبيه.‏

٢٠ فذَهَبَ حَمُور وابْنُهُ شَكِيم إلى بَوَّابَةِ مَدينَتِهِما،‏ + وقالا لِرِجالِ المَدينَة:‏ ٢١ ‏«هؤُلاءِ النَّاسُ يُريدونَ أن يَكونوا في سَلامٍ معنا.‏ فلْنَسمَحْ لهُم أن يَسكُنوا في أرضِنا ويُتاجِروا فيها لِأنَّها كَبيرَةٌ وتَسَعُهُم.‏ فنَتَزَوَّجُ بَناتِهِم ونُزَوِّجُهُم بَناتِنا.‏ + ٢٢ لكنَّهُم لن يَقبَلوا أن يَسكُنوا معنا ونَصيرَ شَعبًا واحِدًا إلَّا بِهذا الشَّرط:‏ أن يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنَّا مِثلَهُم.‏ + ٢٣ وعِندَئِذٍ تَصيرُ مُمتَلَكاتُهُم وثَروَتُهُم وكُلُّ مَواشيهِم لنا.‏ فلْنُوافِقْ على شَرطِهِم كَي يَسكُنوا معنا».‏ ٢٤ فوافَقَ كُلُّ المُجتَمِعينَ عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَةِ على كَلامِ حَمُور وابْنِهِ شَكِيم.‏ وخُتِنَ كُلُّ الذُّكورِ في المَدينَة.‏

٢٥ ولكنْ في اليَومِ الثَّالِث،‏ حينَ كانوا لا يَزالونَ مَوْجوعينَ جِدًّا،‏ قامَ ابْنَا يَعْقُوب،‏ شَمْعُون ولَاوِي أخَوَا دِينَة،‏ + وأخَذَ كُلُّ واحِدٍ سَيفَه،‏ ودَخَلا المَدينَةَ دونَ أن يَشُكَّ فيهِما أحَد،‏ وقَتَلا كُلَّ ذَكَرٍ فيها.‏ + ٢٦ وقَتَلا أيضًا حَمُور وابْنَهُ شَكِيم بِالسَّيف.‏ ثُمَّ أخَذا دِينَة مِن بَيتِ شَكِيم وغادَرا.‏ ٢٧ وأتى أبناءُ يَعْقُوب الآخَرونَ الى المَدينَة،‏ حَيثُ كانَ الرِّجالُ مَقتولين،‏ ونَهَبوها لِأنَّهُم تَعَدَّوْا على شَرَفِ أُختِهِم.‏ + ٢٨ فأخَذوا غَنَمَهُم وبَقَرَهُم وحَميرَهُم وكُلَّ ما في المَدينَةِ وما في الحُقول.‏ ٢٩ كُلُّ مُمتَلَكاتِهِم أخَذوها.‏ وأسَروا كُلَّ أطفالِهِم وزَوجاتِهِم،‏ ونَهَبوا كُلَّ ما في البُيوت.‏

٣٠ فقالَ يَعْقُوب لِشَمْعُون ولَاوِي:‏ + «جَلَبتُما علَيَّ مُصيبَةً كَبيرَة.‏ * فقد جَعَلتُماني مَكروهًا بَينَ سُكَّانِ الأرض،‏ الكَنْعَانِيِّينَ والفَرْزِيِّين.‏ نَحنُ قَليلون،‏ فلا شَكَّ أنَّهُم سيَجتَمِعونَ لِيَهجُموا علَينا ويُبيدونا أنا وعائِلَتي».‏ ٣١ لكنَّهُما أجاباه:‏ «هل أُختُنا عاهِرَة لِتُعامَلَ هكَذا؟‏!‏».‏

٣٥ ثُمَّ قالَ اللّٰهُ لِيَعْقُوب:‏ «قُمْ واصعَدْ إلى بَيْت إيل + واسكُنْ هُناك،‏ وابْنِ مَذبَحًا لِلّٰهِ الَّذي ظَهَرَ لكَ حينَ كُنتَ هارِبًا مِن أخيكَ عِيسُو».‏ +

٢ فقالَ يَعْقُوب لِعائِلَتِهِ ولِكُلِّ الَّذينَ كانوا معه:‏ «تَخَلَّصوا مِنَ الآلِهَةِ المُزَيَّفَة الَّتي عِندَكُم + وطَهِّروا أنفُسَكُم وغَيِّروا ثِيابَكُم.‏ ٣ سنَقومُ ونَصعَدُ إلى بَيْت إيل.‏ وهُناك سأبْني مَذبَحًا لِلّٰهِ الَّذي استَجابَ لي في يَومِ ضيقَتي،‏ وكانَ معي أينَما ذَهَبت».‏ *+ ٤ فأعْطَوْا يَعْقُوب كُلَّ الآلِهَةِ المُزَيَّفَة الَّتي لَدَيهِم والحَلَقَ الَّذي في آذانِهِم.‏ فطَمَرَها تَحتَ الشَّجَرَةِ الكَبيرَة القَريبَة مِن شَكِيم.‏

٥ وحينَ انطَلَقوا،‏ أرعَبَ اللّٰهُ المُدُنَ الَّتي حَولَهُم.‏ فلم يُلاحِقوا أبناءَ يَعْقُوب.‏ ٦ وفي النِّهايَة،‏ وَصَلَ يَعْقُوب هو وكُلُّ الَّذينَ معهُ إلى لُوز،‏ + أي بَيْت إيل،‏ في أرضِ كَنْعَان.‏ ٧ وبَنى يَعْقُوب مَذبَحًا هُناك وسَمَّى المَكان «إيل بَيْت إيل»،‏ * لِأنَّ اللّٰهَ ظَهَرَ لهُ هُناك عِندَما كانَ هارِبًا مِن أخيه.‏ + ٨ ثُمَّ ماتَت دَبُّورَة + الَّتي أرضَعَت رِفْقَة ودُفِنَت قُربَ بَيْت إيل تَحتَ شَجَرَةِ سِنْدِيَان.‏ فسَمَّاها يَعْقُوب «أَلُّون بَاكُوت».‏ *

٩ وظَهَرَ اللّٰهُ لِيَعْقُوب مَرَّةً أُخْرى خِلالَ رِحلَةِ رُجوعِهِ مِن فَدَّان أَرَام وبارَكَه.‏ ١٠ وقالَ لهُ اللّٰه:‏ «إسْمُكَ يَعْقُوب.‏ + ولكنْ لن يَكونَ اسْمُكَ بَعدَ الآنَ يَعْقُوب،‏ بل إسْرَائِيل».‏ وبَدَأ يَدْعوهُ إسْرَائِيل.‏ + ١١ وقالَ لهُ اللّٰهُ أيضًا:‏ «أنا اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيء.‏ + لِيَكثُرْ نَسلُكَ ويَتَزايَد.‏ ستَأتي مِنكَ شُعوب،‏ جَماعَةٌ مِنَ الشُّعوب،‏ + ويَخرُجُ مِنكَ * مُلوك.‏ + ١٢ وسَأُعْطيكَ الأرضَ الَّتي أعْطَيتُها لِإبْرَاهِيم وإسْحَاق،‏ وسَأُعْطيها لِنَسلِكَ مِن بَعدِكَ أيضًا».‏ + ١٣ ثُمَّ تَرَكَ اللّٰهُ يَعْقُوب وغادَرَ المَكانَ الَّذي كَلَّمَهُ فيه.‏

١٤ فأوْقَفَ يَعْقُوب حَجَرًا لِيَكونَ تَذكارًا في المَكانِ الَّذي كَلَّمَهُ فيهِ اللّٰه،‏ وسَكَبَ علَيهِ تَقدِمَةَ خَمرٍ ثُمَّ صَبَّ علَيهِ زَيتًا.‏ + ١٥ وظَلَّ يَعْقُوب يُسَمِّي المَكانَ الَّذي كَلَّمَهُ فيهِ اللّٰه «بَيْت إيل».‏ +

١٦ ثُمَّ رَحَلوا مِن بَيْت إيل.‏ وعِندَما كانوا على مَسافَةٍ مِن أَفْرَاتَة،‏ شَعَرَت رَاحِيل بِأوْجاعِ الولِادَةِ وكانَت وِلادَتُها صَعبَةً جِدًّا.‏ ١٧ وفيما كانَت تَتَعَذَّبُ لِتَلِد،‏ قالَت لها المَرأةُ الَّتي تُوَلِّدُها:‏ «لا تَخافي،‏ هذا صَبِيٌّ آخَرُ لكِ».‏ + ١٨ وفي آخِرِ لَحَظاتٍ مِن حَياةِ رَاحِيل * (‏لِأنَّها كانَت تَموت)‏،‏ سَمَّتِ الوَلَدَ بِنْ أُونِي،‏ * أمَّا أبوهُ فسَمَّاهُ بِنْيَامِين.‏ *+ ١٩ وماتَت رَاحِيل ودُفِنَت في الطَّريقِ الَّتي تُؤَدِّي إلى أَفْرَاتَة،‏ أي بَيْت لَحْم.‏ + ٢٠ فأوْقَفَ يَعْقُوب حَجَرًا كَبيرًا على قَبرِها.‏ إنَّهُ عَلامَةٌ على قَبرِ رَاحِيل إلى هذا اليَوم.‏

٢١ ثُمَّ رَحَلَ إسْرَائِيل ونَصَبَ خَيمَتَهُ وَراءَ بُرجِ عِدْر.‏ ٢٢ وفيما كانَ إسْرَائِيل ساكِنًا في تِلكَ الأرض،‏ ذَهَبَ رَأُوبِين وأقامَ عَلاقَةً مع بِلْهَة زَوجَةِ * أبيه.‏ فسَمِعَ إسْرَائِيل بِذلِك.‏ +

وكانَ عِندَ يَعْقُوب ١٢ ابْنًا.‏ ٢٣ أبناءُ لَيْئَة:‏ رَأُوبِين بِكرُ يَعْقُوب + ثُمَّ شَمْعُون ولَاوِي ويَهُوذَا ويَسَّاكِر وزَبُولُون.‏ ٢٤ إبْنَا رَاحِيل:‏ يُوسُف وبِنْيَامِين.‏ ٢٥ إبْنَا بِلْهَة خادِمَةِ رَاحِيل:‏ دَان ونَفْتَالِي.‏ ٢٦ إبْنَا زَلْفَة خادِمَةِ لَيْئَة:‏ جَاد وأَشِير.‏ هؤُلاء هُم أبناءُ يَعْقُوب الَّذينَ أنجَبَهُم في فَدَّان أَرَام.‏

٢٧ وأخيرًا وَصَلَ يَعْقُوب عِندَ أبيهِ إسْحَاق في مَمْرَا،‏ + في قِرْيَة أَرْبَع،‏ أي حَبْرُون،‏ حَيثُ تَغَرَّبَ إبْرَاهِيم وإسْحَاق.‏ *+ ٢٨ وعاشَ إسْحَاق ١٨٠ سَنَة.‏ + ٢٩ ثُمَّ تَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخيرَ ومات،‏ وانضَمَّ إلى آبائِهِ * بَعدَ أن عاشَ حَياةً طَويلَة وسَعيدَة.‏ * ودَفَنَهُ ابْناهُ عِيسُو ويَعْقُوب.‏ +

٣٦ وهذا تاريخُ عِيسُو،‏ أي أَدُوم.‏ +

٢ تَزَوَّجَ عِيسُو مِن بَناتِ كَنْعَان:‏ عَادَة + بِنتَ إيلُون الحِثِّيّ،‏ + وأَهُولِيبَامَة + بِنتَ عَنَى،‏ وهي حَفيدَةُ صَبْعُون الحِوِّيّ.‏ ٣ وتَزَوَّجَ أيضًا بَسْمَة + بِنتَ إسْمَاعِيل،‏ أُختَ نَبَايُوت.‏ +

٤ فوَلَدَت لهُ عَادَة أَلِيفَاز،‏ ووَلَدَت بَسْمَة رَعُوئِيل.‏

٥ ووَلَدَت أَهُولِيبَامَة يَعُوش ويَعْلَام وقُورَح.‏ +

هؤُلاء هُم أبناءُ عِيسُو الَّذينَ أنجَبَهُم في أرضِ كَنْعَان.‏ ٦ ثُمَّ أخَذَ عِيسُو زَوجاتِهِ وأبناءَهُ وبَناتِهِ وكُلَّ السَّاكِنينَ * في بَيتِهِ وغَنَمِهِ وبَقَرِهِ وكُلَّ حَيَواناتِهِ الأُخْرى وكُلَّ ثَروَتِهِ الَّتي جَمَعَها + في أرضِ كَنْعَان،‏ وانتَقَلَ إلى أرضٍ أُخْرى بَعيدًا عن أخيهِ يَعْقُوب.‏ + ٧ فقد كانَت مُمتَلَكاتُهُما كَثيرَةً ولم يَعُدْ مُمكِنًا أن يَسكُنا معًا.‏ والأرضُ الَّتي عاشا فيها * لم تَكُنْ تَكْفيهِما بِسَبَبِ كَثرَةِ مَواشيهِما.‏ ٨ فسَكَنَ عِيسُو،‏ الَّذي يُدْعى أيضًا أَدُوم،‏ + في مِنطَقَةِ سَعِير الجَبَلِيَّة.‏ +

٩ وهذا تاريخُ عِيسُو أبي الأَدُومِيِّينَ السَّاكِنينَ في مِنطَقَةِ سَعِير الجَبَلِيَّة.‏ +

١٠ هذِه أسماءُ أبناءِ عِيسُو:‏ أَلِيفَاز مِن زَوجَتِهِ عَادَة،‏ ورَعُوئِيل مِن زَوجَتِهِ بَسْمَة.‏ +

١١ وأبناءُ أَلِيفَاز هُم تِيمَان + وأُومَار وصَفُو وجَعْثَام وقِنَاز.‏ + ١٢ وتَزَوَّجَ أَلِيفَاز بْنُ عِيسُو خادِمَةً * اسْمُها تِمْنَاع،‏ ووَلَدَت لهُ عَمَالِيق.‏ + هؤُلاء هُم أحفادُ عَادَة زَوجَةِ عِيسُو.‏

١٣ وأبناءُ رَعُوئِيل هُم نَحَث وزَارَح وشَمَّة ومِزَّة.‏ هؤُلاء هُم أحفادُ بَسْمَة + زَوجَةِ عِيسُو.‏

١٤ أمَّا أَهُولِيبَامَة،‏ بِنتُ عَنَى وحَفيدَةُ صَبْعُون،‏ زَوجَةُ عِيسُو،‏ فوَلَدَت لهُ يَعُوش ويَعْلَام وقُورَح.‏

١٥ وشُيوخُ القَبائِلِ الَّذينَ أتَوْا مِن أبناءِ عِيسُو + هُم:‏ مِن أَلِيفَاز بِكرِ عِيسُو:‏ الشَّيخ تِيمَان،‏ الشَّيخ أُومَار،‏ الشَّيخ صَفُو،‏ الشَّيخ قِنَاز،‏ + ١٦ الشَّيخ قُورَح،‏ الشَّيخ جَعْثَام،‏ والشَّيخ عَمَالِيق.‏ أبناءُ أَلِيفَاز + هؤُلاء هُم شُيوخُ قَبائِلَ في أرضِ أَدُوم.‏ وهُم أحفادُ عَادَة زَوجَةِ عِيسُو.‏

١٧ ومِن رَعُوئِيل بْنِ عِيسُو:‏ الشَّيخ نَحَث،‏ الشَّيخ زَارَح،‏ الشَّيخ شَمَّة،‏ والشَّيخ مِزَّة.‏ أبناءُ رَعُوئِيل هؤُلاء هُم شُيوخُ قَبائِلَ في أرضِ أَدُوم.‏ + وهُم أحفادُ بَسْمَة زَوجَةِ عِيسُو.‏

١٨ وأبناءُ أَهُولِيبَامَة زَوجَةِ عِيسُو:‏ الشَّيخ يَعُوش،‏ الشَّيخ يَعْلَام،‏ والشَّيخ قُورَح.‏ هؤُلاء هُم شُيوخُ القَبائِلِ مِن أَهُولِيبَامَة بِنتِ عَنَى،‏ زَوجَةِ عِيسُو.‏

١٩ هؤُلاء هُم أبناءُ عِيسُو،‏ أي أَدُوم،‏ + وهؤُلاء هُم شُيوخُ القَبائِلِ الَّذينَ أتَوْا مِنهُم.‏

٢٠ وأبناءُ سَعِير الحُورِيّ،‏ سُكَّانُ تِلكَ الأرضِ الأصلِيُّون،‏ + هُم:‏ لُوطَان وشُوبَال وصَبْعُون وعَنَى + ٢١ ودِيشُون وإيصَر ودِيشَان.‏ + هؤُلاء هُم أبناءُ سَعِير،‏ شُيوخُ قَبائِلِ الحُورِيِّينَ في أرضِ أَدُوم.‏

٢٢ وابْنَا لُوطَان هُما حُورِي وهِيمَام،‏ وأُختُ لُوطَان هي تِمْنَاع.‏ +

٢٣ وأبناءُ شُوبَال هُم عَلْوَان ومَنَاحَة وعِيبَال وشَفُو وأُونَام.‏

٢٤ وابْنَا صَبْعُون + هُما أَيَّة وعَنَى.‏ وعَنَى هوَ الَّذي وَجَدَ يَنابيعَ المِياهِ السَّاخِنَة في البَرِّيَّةِ فيما كانَ يَرْعى حَميرَ أبيهِ صَبْعُون.‏

٢٥ ووَلَدَ عَنَى ابْنًا اسْمُهُ دِيشُون وبِنتًا اسْمُها أَهُولِيبَامَة.‏

٢٦ وأبناءُ دِيشُون هُم حَمْدَان وأَشْبَان ويَثْرَان وكَرَان.‏ +

٢٧ وأبناءُ إيصَر هُم بِلْهَان وزَعْوَان وعَقَان.‏

٢٨ وابْنَا دِيشَان هُما عُوص وأَرَان.‏ +

٢٩ وشُيوخُ قَبائِلِ الحُورِيِّينَ هُم:‏ الشَّيخ لُوطَان،‏ الشَّيخ شُوبَال،‏ الشَّيخ صَبْعُون،‏ الشَّيخ عَنَى،‏ ٣٠ الشَّيخ دِيشُون،‏ الشَّيخ إيصَر،‏ والشَّيخ دِيشَان.‏ + هؤُلاء هُم شُيوخُ قَبائِلِ الحُورِيِّينَ في أرضِ سَعِير.‏

٣١ وهؤُلاء هُمُ المُلوكُ الَّذينَ حَكَموا في أرضِ أَدُوم + قَبلَ أن يَحكُمَ أيُّ مَلِكٍ على الإسْرَائِيلِيِّين:‏ + ٣٢ بَالَع بْنُ بَعُور صارَ مَلِكًا في أَدُوم،‏ واسْمُ مَدينَتِه «دِنْهَابَة».‏ ٣٣ وماتَ بَالَع،‏ فمَلَكَ مَكانَهُ يُوبَاب بْنُ زَارَح مِن بُصْرَة.‏ ٣٤ وماتَ يُوبَاب،‏ فمَلَكَ مَكانَهُ حُوشَام مِن أرضِ التِّيمَانِيِّين.‏ ٣٥ وماتَ حُوشَام،‏ فمَلَكَ مَكانَهُ هَدَد بْنُ بَدَاد،‏ الَّذي هَزَمَ المِدْيَانِيِّينَ + في بِلادِ مُوآب،‏ وكانَ اسْمُ مَدينَتِه «عَوِيت».‏ ٣٦ وماتَ هَدَد،‏ فمَلَكَ مَكانَهُ سَمْلَة مِن مَسْرِيقَة.‏ ٣٧ وماتَ سَمْلَة،‏ فمَلَكَ مَكانَهُ شَؤُول مِن رَحُوبُوت النَّهْر.‏ ٣٨ وماتَ شَؤُول،‏ فمَلَكَ مَكانَهُ بَعْل حَانَان بْنُ عَكْبُور.‏ ٣٩ وماتَ بَعْل حَانَان بْنُ عَكْبُور،‏ فمَلَكَ مَكانَهُ هَدَار.‏ وكانَ اسْمُ مَدينَتِه «فَاعُو»،‏ واسْمُ زَوجَتِهِ مَهِيطَبْئِيل بِنتَ مَطْرِد بِنتِ مِيزَهَب.‏

٤٠ وهذِه أسماءُ شُيوخِ القَبائِلِ الَّذينَ أتَوْا مِن عِيسُو،‏ وهي أيضًا أسماءُ عَشائِرِهِم ومَناطِقِهِم:‏ تِمْنَاع وعَلْوَة ويَتِيت + ٤١ وأَهُولِيبَامَة وإيلَة وفِينُون ٤٢ وقِنَاز وتِيمَان ومِبْصَار ٤٣ ومَجْدِيئِيل وعِيرَام.‏ هؤُلاء هُم شُيوخُ قَبائِلِ الأَدُومِيِّين،‏ وهُم مَذكورونَ بِحَسَبِ المَناطِقِ الَّتي حَكَموا علَيها في أرضِهِم.‏ + هؤُلاء هُمُ الأَدُومِيُّونَ نَسلُ عِيسُو.‏ +

٣٧ وسَكَنَ يَعْقُوب في أرضِ كَنْعَان الَّتي تَغَرَّبَ فيها أبوه.‏ *+

٢ هذِه قِصَّةُ عائِلَةِ يَعْقُوب.‏

حينَ كانَ ابْنُهُ يُوسُف + شابًّا بِعُمرِ ١٧ سَنَة،‏ كانَ يَرْعى الغَنَمَ + مع أبناءِ بِلْهَة + وأبناءِ زَلْفَة،‏ + زَوجَتَيْ أبيه.‏ فأتى يُوسُف وأخبَرَ أباهُ عن أعمالِهِمِ السَّيِّئَة.‏ ٣ وكانَ إسْرَائِيل يُحِبُّ يُوسُف أكثَرَ مِن باقي أبنائِهِ + لِأنَّهُ أنجَبَهُ وهو كَبيرٌ في العُمر.‏ فأهْداهُ ثَوبًا مُمَيَّزًا.‏ * ٤ ولمَّا رأى إخوَتُهُ أنَّ أباهُم يُحِبُّهُ أكثَرَ مِنهُم جَميعًا،‏ كَرِهوهُ وصاروا يُكَلِّمونَهُ بِقَسوَة.‏

٥ ثُمَّ رأى يُوسُف حُلْمًا وحَكاهُ لِإخوَتِه،‏ + فكَرِهوهُ أكثَر.‏ ٦ قالَ لهُم:‏ «إسمَعوا ما حَلَمتُ به:‏ ٧ كُنَّا في وَسَطِ الحَقلِ نَجمَعُ السَّنابِلَ في رَبطات.‏ فقامَت رَبطَتي ووَقَفَت بِشَكلٍ مُستَقيم،‏ فأحاطَت رَبطاتُكُم بِرَبطَتي وسَجَدَت أمامَها».‏ + ٨ فقالَ لهُ إخوَتُه:‏ «هل تَظُنُّ أنَّكَ ستَصيرُ مَلِكًا علَينا وتَتَحَكَّمُ بنا؟‏».‏ + فزادَ كُرْهُهُم لهُ بِسَبَبِ أحلامِهِ وكَلامِه.‏

٩ بَعدَ ذلِك رأى حُلْمًا آخَرَ أيضًا،‏ فأخبَرَ إخوَتَهُ عنهُ قائلًا:‏ «حَلَمتُ حُلْمًا آخَر،‏ ورَأيتُ هذِهِ المَرَّةَ الشَّمسَ والقَمَرَ و ١١ نَجمًا تَسجُدُ أمامي».‏ + ١٠ وحَكاهُ لِأبيهِ بِحُضورِ إخوَتِه،‏ فوَبَّخَهُ أبوهُ وقالَ له:‏ «ما مَعْنى حُلْمِكَ هذا؟‏ هل نَأتي أنا وأُمُّكَ وإخوَتُكَ ونَسجُدُ أمامَك؟‏».‏ ١١ فغارَ مِنهُ إخوَتُه،‏ + أمَّا أبوهُ فأبْقى هذا الكَلامَ في بالِه.‏

١٢ ثُمَّ ذَهَبَ إخوَتُهُ لِيَرْعَوْا غَنَمَ أبيهِم قُربَ شَكِيم.‏ + ١٣ ولاحِقًا،‏ قالَ إسْرَائِيل لِيُوسُف:‏ «إخوَتُكَ يَرْعَوْنَ الغَنَمَ قُربَ شَكِيم،‏ وأُريدُ أن أُرسِلَكَ إلَيهِم».‏ فأجابَه:‏ «حاضِر يا أبي».‏ ١٤ فقالَ له:‏ «مِن فَضلِك،‏ اذهَبْ واطمَئِنَّ على إخوَتِكَ والغَنَمِ ورُدَّ لي خَبَرًا».‏ فذَهَبَ يُوسُف مِن وادي حَبْرُون *+ بِاتِّجاهِ شَكِيم.‏ ١٥ وفيما كانَ ماشِيًا في أحَدِ الحُقول،‏ وَجَدَهُ رَجُلٌ وسَألَه:‏ «عمَّن تُفَتِّش؟‏».‏ ١٦ فأجاب:‏ «أُفَتِّشُ عن إخوَتي.‏ هل تَعرِفُ أينَ يَرْعَوْنَ الغَنَم؟‏».‏ ١٧ فقالَ الرَّجُل:‏ «لقد رَحَلوا مِن هُنا لِأنِّي سَمِعتُهُم يَقولون:‏ ‹سنَذهَبُ إلى دُوثَان›».‏ فذَهَبَ يُوسُف إلى دُوثَان ووَجَدَ إخوَتَهُ هُناك.‏

١٨ فرَأَوْهُ مِن بَعيد.‏ وقَبلَ أن يَصِلَ إلَيهِم،‏ اتَّفَقوا علَيهِ كَي يَقتُلوه.‏ ١٩ فقالَ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «أُنظُروا،‏ أتى صاحِبُ الأحلام!‏ + ٢٠ تَعالَوْا نَقتُلُهُ ونَرْميهِ في بِئر،‏ ونَقولُ إنَّ حَيَوانًا شَرِسًا أكَلَه.‏ ولْنَرَ كَيفَ ستَتَحَقَّقُ أحلامُه».‏ ٢١ فسَمِعَ رَأُوبِين + ذلِك وحاوَلَ أن يُنقِذَهُ مِنهُم.‏ فقال:‏ «لا نَقتُلْه».‏ *+ ٢٢ وقالَ لهُم أيضًا:‏ «لا تُلَوِّثوا أيْدِيَكُم بِالدَّم.‏ + إرْموهُ في هذا البِئرِ في البَرِّيَّةِ ولا تَمُدُّوا يَدَكُم علَيه».‏ + وكانَ هَدَفُهُ أن يُنقِذَهُ كَي يَرُدَّهُ إلى أبيه.‏

٢٣ ولمَّا جاءَ يُوسُف إلى إخوَتِه،‏ خَلَعوا عنهُ ثَوبَهُ المُمَيَّزَ الَّذي كانَ يَلبَسُه،‏ + ٢٤ وأخَذوهُ ورَمَوْهُ في البِئر.‏ وكانَ البِئرُ في ذلِكَ الوَقتِ فارِغًا لَيسَ فيهِ ماء.‏

٢٥ ثُمَّ جَلَسوا لِيَأكُلوا.‏ ورَفَعوا عُيونَهُم فرَأَوْا مَجموعَةً مِنَ التُّجَّارِ الإسْمَاعِيلِيِّينَ + آتينَ مِن جِلْعَاد ونازِلينَ إلى مِصْر،‏ وكانَت جِمالُهُم تَحمِلُ مَوادَّ طِبِّيَّة وعِطرِيَّة.‏ *+ ٢٦ فقالَ يَهُوذَا لِإخوَتِه:‏ «ما الفائِدَةُ إذا قَتَلنا أخانا وأخْفَينا ما فَعَلناه؟‏ + ٢٧ تَعالَوْا نَبيعُهُ + لِلإسْمَاعِيلِيِّين،‏ ولا نَمُدُّ يَدَنا علَيه.‏ فهو أخونا مِن لَحمِنا ودَمِنا».‏ فسَمِعوا لِيَهُوذَا.‏ ٢٨ وعِندَما مَرَّ التُّجَّارُ المِدْيَانِيُّون،‏ *+ أخرَجَ إخوَةُ يُوسُف أخاهُم مِنَ البِئر،‏ وباعوهُ لهُم مُقابِلَ ٢٠ قِطعَةً مِنَ الفِضَّة.‏ + فأخَذَهُ هؤُلاءِ التُّجَّارُ إلى مِصْر.‏

٢٩ ولاحِقًا،‏ رَجَعَ رَأُوبِين إلى البِئرِ ولم يَجِدْ يُوسُف فيه.‏ فمَزَّقَ ثِيابَه.‏ ٣٠ ورَجَعَ إلى إخوَتِهِ وصَرَخ:‏ «إختَفى الوَلَد!‏ ماذا سأفعَلُ الآن؟‏».‏

٣١ فأخَذوا ثَوبَ يُوسُف وذَبَحوا تَيسًا وغَمَّسوا الثَّوبَ في الدَّم.‏ ٣٢ وأرسَلوهُ إلى أبيهِم وقالوا:‏ «وَجَدنا هذا.‏ تَفَحَّصْهُ لِتَتَأكَّدَ هل هو ثَوبُ ابْنِكَ أم لا».‏ + ٣٣ فتَفَحَّصَهُ وصَرَخ:‏ «هذا ثَوبُ ابْني!‏ حَيَوانٌ شَرِسٌ هَجَمَ علَيهِ ومَزَّقَه!‏».‏ ٣٤ فمَزَّقَ يَعْقُوب ثِيابَه،‏ ولَفَّ ثَوبَ الحُزنِ حَولَ خَصرِه،‏ وبَكى على ابْنِهِ أيَّامًا كَثيرَة.‏ ٣٥ وظَلَّ كُلُّ أبنائِهِ وبَناتِهِ يُحاوِلونَ أن يُعَزُّوه،‏ لكنَّهُ رَفَضَ أن يَتَعَزَّى وقال:‏ «سأظَلُّ حَزينًا على ابْني إلى أن أنزِلَ إلى القَبر».‏ *+ وبَقِيَ أبوهُ يَبْكي علَيه.‏

٣٦ أمَّا المِدْيَانِيُّونَ فباعوا يُوسُف في مِصْر لِفُوطِيفَار،‏ وهو مَسؤولٌ في قَصرِ فِرْعَوْن + ورَئيسُ الحَرَسِ المَلَكِيّ.‏ +

٣٨ في ذلِكَ الوَقت،‏ تَرَكَ يَهُوذَا إخوَتَهُ ونَصَبَ خَيمَتَهُ قُربَ رَجُلٍ عَدُلَّامِيٍّ اسْمُهُ حِيرَة.‏ ٢ وهُناك رَأى يَهُوذَا ابْنَةَ رَجُلٍ كَنْعَانِيٍّ + اسْمُهُ شُوع.‏ فأخَذَها وتَزَوَّجَها.‏ ٣ فحَبِلَت ووَلَدَتِ ابْنًا،‏ فسَمَّاهُ عِير.‏ + ٤ وحَبِلَت مَرَّةً ثانِيَة ووَلَدَتِ ابْنًا وسَمَّتهُ أُونَان.‏ ٥ ثُمَّ وَلَدَتِ ابْنًا آخَرَ وسَمَّتهُ شِيلَة.‏ وكانوا في أَكْزِيب *+ حينَ وَلَدَته.‏

٦ ومعَ الوَقت،‏ أخَذَ يَهُوذَا لِابْنِهِ البِكرِ عِير زَوجَةً اسْمُها ثَامَار.‏ + ٧ لكنَّ عِير،‏ بِكرَ يَهُوذَا،‏ كانَ يَفعَلُ الشَّرَّ في نَظَرِ يَهْوَه.‏ فأماتَهُ يَهْوَه.‏ ٨ لِذلِك قالَ يَهُوذَا لِأُونَان:‏ «تَزَوَّجْ أرمَلَةَ أخيك.‏ * أقِمْ عَلاقَةً معها كَي يَصيرَ لِأخيكَ نَسل».‏ + ٩ لكنَّ أُونَان عَرَفَ أنَّ النَّسلَ لن يُعتَبَرَ نَسلَه.‏ + لِذلِك كُلَّما كانَ يُقيمُ عَلاقَةً مع زَوجَةِ أخيه،‏ كانَ يَقذِفُ على الأرضِ كَي لا يُنجِبَ ابْنًا لِأخيه.‏ + ١٠ وكانَ ما فَعَلَهُ سَيِّئًا في نَظَرِ يَهْوَه،‏ فأماتَهُ هو أيضًا.‏ + ١١ عِندَئِذٍ قالَ يَهُوذَا لِكَنَّتِهِ ثَامَار:‏ «أُسكُني في بَيتِ أبيكِ ولا تَتَزَوَّجي إلى أن يَكبَرَ ابْني شِيلَة»،‏ لِأنَّهُ خافَ أن يَموتَ شِيلَة أيضًا مِثلَ أخَوَيْه.‏ + فذَهَبَت ثَامَار وعاشَت في بَيتِ أبيها.‏

١٢ ومَرَّتِ الأيَّامُ وماتَت زَوجَةُ يَهُوذَا بِنتُ شُوع.‏ + وبَعدَما انتَهَت فَترَةُ الحِداد،‏ ذَهَبَ يَهُوذَا إلى الَّذينَ كانوا يَجُزُّونَ صوفَ خِرافِهِ في تِمْنَة،‏ + وذَهَبَ معهُ صاحِبُهُ العَدُلَّامِيُّ حِيرَة.‏ + ١٣ فقيلَ لِثَامَار:‏ «أبو زَوجِكِ ذاهِبٌ إلى تِمْنَة كَي يَجُزَّ صوفَ خِرافِه».‏ ١٤ فخَلَعَت ثَامَار الثِّيابَ الَّتي تَلبَسُها الأرامِلُ عادَةً،‏ وتَغَطَّت بِشالٍ وأخْفَت وَجهَها،‏ وجَلَسَت عِندَ مَدخَلِ عَيْنَايِم الَّتي على طَريقِ تِمْنَة.‏ فهي رَأت أنَّ شِيلَة كَبِرَ وأنَّ حَماها لم يُزَوِّجْها له.‏ +

١٥ ولمَّا رَآها يَهُوذَا،‏ ظَنَّ أنَّها عاهِرَةٌ لِأنَّها كانَت تُغَطِّي وَجهَها.‏ ١٦ فاقتَرَبَ مِنها عِندَ جانِبِ الطَّريقِ وقالَ لها:‏ «دَعيني أنامُ معكِ».‏ فهو لم يَعرِفْ أنَّها كَنَّتُه.‏ + فقالَت له:‏ «ماذا تُعْطيني مُقابِلَ ذلِك؟‏».‏ ١٧ أجابَها:‏ «سأُرسِلُ لكِ تَيسًا صَغيرًا مِن قَطيعي».‏ فقالَت:‏ «أعْطِني ضَمانَةً إلى أن تُرسِلَه».‏ ١٨ قال:‏ «ما هيَ الضَّمانَةُ الَّتي تُريدينَها؟‏».‏ أجابَت:‏ «خاتِمُكَ + والشَّريطُ الَّذي يُعَلَّقُ بهِ وعَصاكَ الَّتي في يَدِك».‏ فأعْطاها ما طَلَبَتهُ ونامَ معها،‏ فحَبِلَت مِنه.‏ ١٩ ثُمَّ قامَت وذَهَبَت وخَلَعَت شالَها ولَبِسَتِ الثِّيابَ الَّتي تَلبَسُها الأرامِل.‏

٢٠ فأرسَلَ يَهُوذَا التَّيسَ مع صاحِبِهِ العَدُلَّامِيِّ + كَي يَستَرجِعَ الضَّمانَةَ مِنَ المَرأة،‏ إلَّا أنَّهُ لم يَجِدْها.‏ ٢١ فسَألَ أهلَ تِلكَ المِنطَقَة:‏ «أينَ العاهِرَةُ * الَّتي كانَت في عَيْنَايِم عِندَ جانِبِ الطَّريق؟‏».‏ فأجابوا:‏ «لم يَكُنْ هُنا أيُّ عاهِرَة».‏ ٢٢ فرَجَعَ إلى يَهُوذَا وقالَ له:‏ «لم أجِدْها،‏ وأهلُ المِنطَقَةِ قالوا:‏ ‹لم يَكُنْ هُنا أيُّ عاهِرَة›».‏ ٢٣ فقالَ يَهُوذَا:‏ «لِتَأخُذِ الضَّمانَةَ لِنَفْسِها.‏ إذا بَقينا نُفَتِّشُ عنها،‏ يَسخَرُ النَّاسُ مِنَّا.‏ أنا أرسَلتُ لها التَّيسَ معكَ لكنَّكَ لم تَجِدْها».‏

٢٤ وبَعدَ ثَلاثَةِ أشهُرٍ تَقريبًا،‏ قيلَ لِيَهُوذَا:‏ «كَنَّتُكَ ثَامَار صارَت عاهِرَة،‏ وهي أيضًا حُبْلى نَتيجَةَ ذلِك».‏ فقالَ يَهُوذَا:‏ «أَخرِجوها لِتُقتَلَ ثُمَّ تُحرَق».‏ + ٢٥ وبَينَما كانوا يُخرِجونَها،‏ أرسَلَت خَبَرًا إلى والِدِ زَوجِها قائِلَة:‏ «أنا حامِلٌ مِنَ الرَّجُلِ الَّذي لهُ هذِهِ الأشياء.‏ تَأكَّدْ لِمَنِ الخاتِمُ والشَّريطُ والعَصا».‏ + ٢٦ فمَيَّزَ يَهُوذَا أنَّها لهُ وقال:‏ «هي على حَقّ.‏ أنا المُخطِئُ لِأنِّي لم أُزَوِّجْها ابْني شِيلَة».‏ + ولم يُقِمْ معها عَلاقَةً مَرَّةً أُخْرى.‏

٢٧ وعِندَما جاءَ وَقتُ وِلادَتِها،‏ كانَ في رَحِمِها تَوْأم.‏ ٢٨ وفيما كانَت تَلِد،‏ أخرَجَ أحَدُهُما يَدَه.‏ فأخَذَتِ المَرأةُ الَّتي تُوَلِّدُها خَيطًا أحمَرَ قِرمِزِيًّا ورَبَطَتهُ حَولَ يَدِهِ وقالَت:‏ «هذا خَرَجَ أوَّلًا».‏ ٢٩ لكنَّهُ سَحَبَ يَدَه،‏ فخَرَجَ أخوه.‏ فقالَت:‏ «ما هذا التَّمَزُّقُ الَّذي سَبَّبتَهُ كَي تَخرُج!‏».‏ لِذلِك سُمِّيَ فَارِص.‏ *+ ٣٠ بَعدَ ذلِك خَرَجَ أخوهُ الَّذي حَولَ يَدِهِ خَيطٌ أحمَرُ قِرمِزِيّ،‏ وسُمِّيَ زَارَح.‏ +

٣٩ وأنزَلَ الإسْمَاعِيلِيُّونَ + يُوسُف إلى مِصْر.‏ + فاشتَراهُ مِنهُم رَجُلٌ مِصْرِيٌّ اسْمُهُ فُوطِيفَار،‏ + وهو مَسؤولٌ في قَصرِ فِرْعَوْن ورَئيسُ الحَرَسِ المَلَكِيّ.‏ ٢ وكانَ يَهْوَه مع يُوسُف.‏ + نَتيجَةً لِذلِك،‏ نَجَحَ وتَوَلَّى مَسؤولِيَّاتٍ في بَيتِ سَيِّدِهِ المِصْرِيّ.‏ ٣ ورَأى سَيِّدُهُ أنَّ يَهْوَه معه،‏ وأنَّ يَهْوَه يُوَفِّقُهُ في كُلِّ ما يَفعَلُه.‏

٤ فنالَ يُوسُف رِضى فُوطِيفَار وأصبَحَ خادِمَهُ الشَّخصِيّ.‏ فعَيَّنَهُ مُشرِفًا على بَيتِهِ وعلى كُلِّ ما يَملِكُه.‏ ٥ ومُنذُ ذلِكَ الوَقت،‏ بارَكَ يَهْوَه بَيتَ المِصْرِيِّ بِسَبَبِ يُوسُف.‏ وكانَت بَرَكَةُ يَهْوَه على كُلِّ ما لَدَيهِ في البَيتِ وفي الحَقل.‏ + ٦ وأخيرًا،‏ تَرَكَ فُوطِيفَار يُوسُف يَهتَمُّ بِكُلِّ ما لَدَيه،‏ ولم يَشغَلْ بالَهُ بِشَيءٍ إلَّا بِالطَّعامِ الَّذي يَأكُلُه.‏ وكانَ يُوسُف جَميلًا وقَوِيَّ البِنْيَة.‏

٧ ووَضَعَت زَوجَةُ فُوطِيفَار عَيْنَها على يُوسُف وصارَت تَقولُ له:‏ «نَمْ معي».‏ ٨ لكنَّهُ كانَ يَرفُضُ ويَقولُ لها:‏ «سَيِّدي لا يَشغَلُ بالَهُ بِشَيءٍ لِأنِّي مَوْجودٌ في البَيت،‏ وقد أمَّنَني على كُلِّ ما لَدَيه.‏ ٩ لا أحَدَ في هذا البَيتِ أعظَمُ مِنِّي،‏ وسَيِّدي لم يَمنَعْ عنِّي شَيئًا غَيرَكِ لِأنَّكِ زَوجَتُه.‏ فكَيفَ أفعَلُ هذا الشَّرَّ العَظيمَ وأُخطِئُ إلى اللّٰه؟‏».‏ +

١٠ وظَلَّت يَومًا بَعدَ يَومٍ تُحاوِلُ أن تُقنِعَ يُوسُف،‏ لكنَّهُ لم يَقبَلْ أبَدًا أن يَنامَ معها أو يَتَواجَدَ معها.‏ ١١ ولكنْ في أحَدِ الأيَّام،‏ دَخَلَ البَيتَ كعادَتِهِ لِيَقومَ بِعَمَلِه،‏ ولم يَكُنْ أحَدٌ مِنَ الخَدَمِ في البَيت.‏ ١٢ فأمسَكَت بِثَوبِهِ وقالَت:‏ «نَمْ معي!‏».‏ فتَرَكَ ثَوبَهُ في يَدِها وهَرَبَ إلى الخارِج.‏ ١٣ وعِندَما رَأت أنَّهُ تَرَكَ ثَوبَهُ في يَدِها وهَرَبَ إلى الخارِج،‏ ١٤ صَرَخَت إلى خَدَمِ البَيتِ وقالَت:‏ «أُنظُروا!‏ هذا الرَّجُلُ العِبْرَانِيُّ الَّذي أحضَرَهُ إلَينا زَوجي يُريدُ أن يَجعَلَنا مَسخَرَة.‏ لقد حاوَلَ أن يَغتَصِبَني،‏ فصَرَختُ بِأعْلى صَوتي.‏ ١٥ ولمَّا سَمِعَني أصرُخ،‏ تَرَكَ ثَوبَهُ بِجانِبي وهَرَبَ إلى الخارِج».‏ ١٦ وتَرَكَت ثَوبَهُ بِجانِبِها إلى أن رَجَعَ سَيِّدُهُ إلى البَيت.‏

١٧ فحَكَت لهُ القِصَّةَ نَفْسَها قائِلَة:‏ «الخادِمُ العِبْرَانِيُّ الَّذي أحضَرتَهُ أتى إلَيَّ لِيَجعَلَني مَسخَرَة.‏ ١٨ ولكنْ عِندَما بَدَأتُ أصرُخ،‏ تَرَكَ ثَوبَهُ بِجانِبي وهَرَبَ إلى الخارِج».‏ ١٩ فلمَّا سَمِعَ فُوطِيفَار ما أخبَرَتهُ بهِ زَوجَتُهُ قائِلَة:‏ «هذا ما فَعَلَهُ بي خادِمُك»،‏ غَضِبَ جِدًّا.‏ ٢٠ فأخَذَ يُوسُف ووَضَعَهُ في السِّجنِ الَّذي كانَ سُجَناءُ المَلِكِ مَحبوسينَ فيه.‏ وبَقِيَ هُناك في السِّجن.‏ +

٢١ لكنَّ يَهْوَه كانَ مع يُوسُف وظَلَّ يُظهِرُ لهُ الوَلاء،‏ * وجَعَلَهُ يَكسِبُ رِضى مُديرِ السِّجن.‏ + ٢٢ وعَيَّنَهُ مُديرُ السِّجنِ مَسؤولًا عن جَميعِ السُّجَناء.‏ فصارَ يُشرِفُ على كُلِّ ما يَفعَلونَه.‏ + ٢٣ ولم يَقلَقْ مُديرُ السِّجنِ بِخُصوصِ أيِّ شَيءٍ يَهتَمُّ بهِ يُوسُف لِأنَّ يَهْوَه كانَ معه.‏ وكانَ يَهْوَه يُوَفِّقُ يُوسُف في كُلِّ ما يَفعَلُه.‏ +

٤٠ بَعدَ ذلِك،‏ أخطَأَ رَئيسُ السُّقاةِ + ورَئيسُ الخَبَّازينَ إلى سَيِّدِهِما مَلِكِ مِصْر.‏ ٢ فغَضِبَ فِرْعَوْن جِدًّا مِن هذَيْنِ المُوَظَّفَيْن،‏ + ٣ ووَضَعَهُما في الحَبسِ في بَيتِ رَئيسِ الحَرَسِ المَلَكِيّ،‏ + حَيثُ كانَ يُوسُف مَسجونًا.‏ + ٤ فعَيَّنَ رَئيسُ الحَرَسِ المَلَكِيِّ يُوسُفَ لِيَكونَ معهُما ويَهتَمَّ بهِما.‏ + وبَقِيا في الحَبسِ فَترَةً مِنَ الوَقت.‏ *

٥ وفي السِّجن،‏ رَأى كُلٌّ مِن ساقي مَلِكِ مِصْر وخَبَّازِهِ حُلْمًا في نَفْسِ اللَّيلَة.‏ وكانَ لِكُلِّ حُلْمٍ تَفسيرُه.‏ ٦ وحينَ دَخَلَ يُوسُف إلَيهِما في الصَّباح،‏ لاحَظَ أنَّهُما مُكتَئِبان.‏ ٧ فسَألَهُما:‏ «لِماذا يَظهَرُ الحُزنُ على وَجهَيْكُما اليَوم؟‏».‏ ٨ فأجاباه:‏ «لقد حَلَمَ كُلٌّ مِنَّا حُلْمًا ولا يوجَدُ مَن يُفَسِّرُهُ لنا».‏ فقالَ لهُما يُوسُف:‏ «ألَيسَتِ التَّفسيراتُ لِلّٰه؟‏ + أَخبِراني ماذا حَلَمتُما».‏

٩ فحَكى رَئيسُ السُّقاةِ حُلْمَهُ لِيُوسُف قائِلًا:‏ «رَأيتُ في حُلْمي كَرمَةَ عِنَب.‏ ١٠ وكانَ على الكَرمَةِ ثَلاثَةُ أغصان.‏ وحالَما طَلَعَ وَرَقُها،‏ ظَهَرَت أزهارُها ونَضِجَت عَناقيدُها وصارَت عِنَبًا.‏ ١١ وكُنتُ أحمِلُ كَأسَ فِرْعَوْن،‏ فأخَذتُ العِنَبَ وعَصَرتُهُ في الكَأس.‏ ثُمَّ ناوَلتُ الكَأسَ لِفِرْعَوْن».‏ ١٢ فقالَ لهُ يُوسُف:‏ «هذا تَفسيرُ الحُلْم:‏ الأغصانُ الثَّلاثَة هي ثَلاثَةُ أيَّام.‏ ١٣ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّام،‏ يُطلِقُ فِرْعَوْن سَراحَكَ * ويَرُدُّكَ إلى وَظيفَتِك.‏ + فتُناوِلُ فِرْعَوْن كَأسَه،‏ مِثلَما تَعَوَّدتَ أن تَفعَلَ حينَ كُنتَ ساقِيًا عِندَه.‏ + ١٤ ولكنْ تَذَكَّرْني حينَ يَتَحَسَّنُ وَضعُك،‏ وأَظهِرْ لي الرَّحمَةَ * واذكُرْني عِندَ فِرْعَوْن وأَخرِجْني مِن هذا المَكان.‏ ١٥ فقد خُطِفتُ مِن أرضِ العِبْرَانِيِّين.‏ + ولم أفعَلْ شَيئًا هُنا حتَّى يَضَعوني في السِّجن».‏ *+

١٦ ولمَّا رأى رَئيسُ الخَبَّازينَ أنَّ تَفسيرَ الحُلْمِ كانَ خَيرًا،‏ قالَ لِيُوسُف:‏ «أنا أيضًا حَلَمتُ حُلْمًا.‏ فقد رَأيتُ ثَلاثَ سَلَّاتٍ مِنَ الخُبزِ الفاخِرِ على رَأسي.‏ ١٧ وكانَ في السَّلَّةِ العُلْيا كُلُّ أنواعِ الأطعِمَةِ المَخبوزَة لِفِرْعَوْن،‏ وكانَتِ الطُّيورُ تَأكُلُها مِنَ السَّلَّةِ فَوقَ رَأسي».‏ ١٨ فأجابَ يُوسُف:‏ «هذا تَفسيرُ الحُلْم:‏ السَّلَّاتُ الثَّلاثُ هي ثَلاثَةُ أيَّام.‏ ١٩ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ يَقطَعُ فِرْعَوْن رَأسَكَ * ويُعَلِّقُكَ على خَشَبَة،‏ فتَأكُلُ الطُّيورُ لَحمَك».‏ +

٢٠ وكانَ اليَومُ الثَّالِثُ يَومَ ميلادِ فِرْعَوْن،‏ + فعَمِلَ وَليمَةً لِكُلِّ خُدَّامِهِ وأحضَرَ * رَئيسَ السُّقاةِ ورَئيسَ الخَبَّازينَ أمامَهُم.‏ ٢١ ورَدَّ فِرْعَوْن رَئيسَ السُّقاةِ إلى وَظيفَتِه،‏ فصارَ يُقَدِّمُ لهُ الكَأس.‏ ٢٢ أمَّا رَئيسُ الخَبَّازينَ فعَلَّقَه،‏ مِثلَما فَسَّرَ لهُما يُوسُف.‏ + ٢٣ لكنَّ رَئيسَ السُّقاةِ لم يَتَذَكَّرْ يُوسُف بل نَسِيَهُ كُلِّيًّا.‏ +

٤١ وبَعدَ سَنَتَيْنِ كامِلَتَيْن،‏ حَلَمَ + فِرْعَوْن أنَّهُ واقِفٌ عِندَ نَهرِ النِّيل.‏ ٢ فرَأى سَبعَ بَقَراتٍ سَمينَة ومَنظَرُها جَيِّدٌ تَخرُجُ مِنَ النَّهر،‏ وصارَت تَرْعى بَينَ أعشابِ النِّيل.‏ + ٣ ثُمَّ خَرَجَت بَعدَها مِنَ النِّيل سَبعُ بَقَراتٍ نَحيفَة وبَشِعَة.‏ فوَقَفَت بِجانِبِ البَقَراتِ السَّمينَة على ضِفَّةِ نَهرِ النِّيل.‏ ٤ فأكَلَتِ البَقَراتُ النَّحيفَة والبَشِعَة البَقَراتِ السَّبعَ السَّمينَة والجَيِّدَةَ المَنظَر.‏ عِندَئِذٍ استَيقَظَ فِرْعَوْن.‏

٥ ثُمَّ عادَ إلى النَّومِ وحَلَمَ حُلْمًا ثانِيًا.‏ فرَأى سَبعَ سَنابِلَ جَيِّدَة ومُمتَلِئَة طَلَعَت في نَفْسِ السَّاق.‏ + ٦ ثُمَّ نَبَتَت بَعدَها سَبعُ سَنابِلَ رَفيعَة أحرَقَتها الرِّيحُ الشَّرقِيَّة.‏ ٧ فبَلَعَتِ السَّنابِلُ الرَّفيعَة السَّنابِلَ السَّبعَ الجَيِّدَة والمُمتَلِئَة.‏ عِندَئِذٍ استَيقَظَ فِرْعَوْن وعَرَفَ أنَّهُ يَحلُم.‏

٨ وفي الصَّباح،‏ شَعَرَ بِانزِعاجٍ شَديد.‏ * فدَعا كُلَّ كَهَنَةِ مِصْر الَّذينَ يُمارِسونَ السِّحرَ وكُلَّ الحُكَماءِ فيها،‏ وحَكى لهُم حُلْمَيْه.‏ ولكنْ لم يَقدِرْ أحَدٌ أن يُفَسِّرَهُما له.‏

٩ عِندَئِذٍ قالَ رَئيسُ السُّقاةِ لِفِرْعَوْن:‏ «اليَومَ تَذَكَّرتُ خَطاياي.‏ ١٠ حينَ كُنتَ يا سَيِّدي فِرْعَوْن غاضِبًا مِن خادِمَيْك،‏ أنا ورَئيسِ الخَبَّازين،‏ وَضَعتَنا في الحَبسِ في بَيتِ رَئيسِ الحَرَسِ المَلَكِيّ.‏ + ١١ فحَلَمَ كُلٌّ مِنَّا حُلْمًا في نَفْسِ اللَّيلَة.‏ وكانَ لِكُلِّ حُلْمٍ تَفسيرُه.‏ + ١٢ وكانَ معنا شابٌّ عِبْرَانِيّ،‏ وهو خادِمٌ لِرَئيسِ الحَرَسِ المَلَكِيّ.‏ + وحينَ أخبَرناهُ ماذا حَلَمنا،‏ + فَسَّرَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا حُلْمَه.‏ ١٣ وحَدَثَ تَمامًا كما فَسَّرَ لنا.‏ فقد أعَدتَني أنا إلى وَظيفَتي،‏ أمَّا رَئيسُ الخَبَّازينَ فعَلَّقتَه».‏ +

١٤ عِندَئِذٍ استَدْعى فِرْعَوْن يُوسُف،‏ + فأحضَروهُ بِسُرعَةٍ مِنَ السِّجن.‏ *+ فحَلَقَ وغَيَّرَ ثِيابَهُ ودَخَلَ إلى فِرْعَوْن.‏ ١٥ فقالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف:‏ «رَأيتُ حُلْمًا ولا يوجَدُ مَن يُفَسِّرُه.‏ وأنا سَمِعتُ أنَّكَ تَقدِرُ أن تُفَسِّرَ الأحلام».‏ + ١٦ فأجابَهُ يُوسُف:‏ «لَستُ أنا!‏ اللّٰهُ هوَ الَّذي يُعْطي فِرْعَوْن تَفسيرًا يُطَمئِنُه».‏ +

١٧ فقالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف:‏ «كُنتُ في حُلْمي واقِفًا على ضِفَّةِ نَهرِ النِّيل.‏ ١٨ فخَرَجَت مِنَ النِّيل سَبعُ بَقَراتٍ سَمينَة ومَنظَرُها جَيِّد،‏ وصارَت تَرْعى بَينَ أعشابِ النِّيل.‏ + ١٩ ثُمَّ خَرَجَت بَعدَها سَبعُ بَقَراتٍ هَزيلَة وبَشِعَة جِدًّا ونَحيفَة.‏ لم أرَ بَقَراتٍ بَشِعَة مِثلَها في كُلِّ أرضِ مِصْر.‏ ٢٠ فأكَلَتِ البَقَراتُ النَّحيفَة والبَشِعَة البَقَراتِ السَّبعَ السَّمينَة الَّتي رَأيتُها أوَّلًا.‏ ٢١ وعِندَما بَلَعَتها،‏ لم يَعرِفْ أحَدٌ ذلِك لِأنَّ شَكلَها ظَلَّ بَشِعًا كما في الأوَّل.‏ عِندَئِذٍ استَيقَظت.‏

٢٢ ‏«بَعدَ ذلِك،‏ رَأيتُ في حُلْمي سَبعَ سَنابِلَ جَيِّدَة ومُمتَلِئَة طَلَعَت في نَفْسِ السَّاق.‏ + ٢٣ ثُمَّ نَبَتَت بَعدَها سَبعُ سَنابِلَ ذابِلَة ورَفيعَة أحرَقَتها الرِّيحُ الشَّرقِيَّة.‏ ٢٤ فبَلَعَتِ السَّنابِلُ الرَّفيعَة السَّنابِلَ السَّبعَ الجَيِّدَة.‏ فحَكَيتُ حُلْمي لِلكَهَنَةِ الَّذينَ يُمارِسونَ السِّحر،‏ + ولكنْ لم يَقدِرْ أحَدٌ أن يُفَسِّرَهُ لي».‏ +

٢٥ فقالَ يُوسُف لِفِرْعَوْن:‏ «إنَّ حُلْمَيْ فِرْعَوْن لهُما نَفْسُ المَعْنى.‏ لقد كَشَفَ اللّٰهُ لِفِرْعَوْن ما سيَفعَلُه.‏ + ٢٦ البَقَراتُ السَّبعُ الجَيِّدَة هي سَبعُ سِنين.‏ والسَّنابِلُ السَّبعُ الجَيِّدَة هي أيضًا سَبعُ سِنين.‏ فالحُلْمانِ هُما حُلْمٌ واحِد.‏ ٢٧ والبَقَراتُ السَّبعُ النَّحيفَة والبَشِعَة الَّتي خَرَجَت بَعدَها،‏ وكَذلِكَ السَّنابِلُ السَّبعُ الفارِغَة الَّتي أحرَقَتها الرِّيحُ الشَّرقِيَّة هُما سَبعُ سِنينٍ مِنَ الجوع.‏ ٢٨ فمِثلَما قُلتُ لكَ يا سَيِّدي فِرْعَوْن،‏ إنَّ اللّٰهَ كَشَفَ لكَ ما سيَفعَلُه.‏

٢٩ ‏«ستَأتي سَبعُ سِنينٍ فيها طَعامٌ كَثيرٌ جِدًّا في كُلِّ أرضِ مِصْر.‏ ٣٠ ولكنْ ستَأتي بَعدَها سَبعُ سِنينٍ مِنَ الجوع،‏ فيَنْسى النَّاسُ سِنينَ الشَّبَعِ في أرضِ مِصْر وتَقْضي المَجاعَةُ على الأرض.‏ + ٣١ ولن يَتَذَكَّرَ أحَدٌ الشَّبَعَ الَّذي كانَ في الأرض،‏ لِأنَّ المَجاعَةَ بَعدَهُ ستَكونُ شَديدَةً جِدًّا.‏ ٣٢ وقد رَأى فِرْعَوْن الحُلْمَ مَرَّتَيْنِ لِأنَّ اللّٰهَ اتَّخَذَ قَرارًا نِهائِيًّا،‏ وهو سيُنَفِّذُهُ قَريبًا.‏

٣٣ ‏«لِذلِك،‏ لِيَبحَثْ فِرْعَوْن الآنَ عن رَجُلٍ فَهيمٍ * وحَكيمٍ ويُعَيِّنْهُ مَسؤولًا عن كُلِّ أرضِ مِصْر.‏ ٣٤ ولْيُعَيِّنْ فِرْعَوْن أيضًا نُظَّارًا على الأرضِ كَي يَجمَعوا خُمسَ المَحاصيلِ في مِصْر خِلالَ السِّنينِ السَّبعِ الَّتي فيها طَعامٌ كَثير.‏ + ٣٥ فيَجمَعونَ الحُبوبَ خِلالَ سِنينِ الخَيرِ الآتِيَة،‏ ويَضَعونَها في مَخازِنِ فِرْعَوْن في المُدُن،‏ ويُحافِظونَ علَيها هُناك.‏ + ٣٦ فيَكونُ الطَّعامُ مَؤونَةً خِلالَ سِنينِ الجوعِ السَّبعِ الَّتي تَأتي على مِصْر،‏ كَي لا تَهلَكَ الأرضُ مِنَ الجوع».‏ +

٣٧ فأعجَبَ الاقتِراحُ فِرْعَوْن وجَميعَ خُدَّامِه.‏ ٣٨ وقالَ فِرْعَوْن لِخُدَّامِه:‏ «هل يوجَدُ رَجُلٌ مِثلُ يُوسُف لَدَيهِ روحُ اللّٰه؟‏».‏ ٣٩ ثُمَّ قالَ لِيُوسُف:‏ «بِما أنَّ اللّٰهَ كَشَفَ لكَ كُلَّ ذلِك،‏ لا يوجَدُ شَخصٌ فَهيمٌ وحَكيمٌ مِثلُك.‏ ٤٠ أنتَ تَكونُ مَسؤولًا عن بَيتي،‏ وكُلُّ شَعبي يُطيعونَ جَميعَ أوامِرِك.‏ + وأنا فَقَط أكونُ أعظَمَ مِنكَ لِأنِّي المَلِك».‏ * ٤١ وقالَ لهُ أيضًا:‏ «لقد عَيَّنتُكَ مُشرِفًا على كُلِّ أرضِ مِصْر».‏ + ٤٢ عِندَئِذٍ خَلَعَ فِرْعَوْن خاتِمَهُ مِن يَدِهِ ووَضَعَهُ في يَدِ يُوسُف،‏ وألبَسَهُ ثِيابًا كَتَّانِيَّة فاخِرَة،‏ ووَضَعَ قِلادَةً مِن ذَهَبٍ حَولَ رَقَبَتِه.‏ ٤٣ وأركَبَهُ أيضًا في عَرَبَتِهِ المَلَكِيَّة الثَّانِيَة،‏ وكانوا يُنادونَ أمامَه:‏ ‏«أَبْرِكْ!‏».‏ * وهكَذا عَيَّنَهُ مُشرِفًا على كُلِّ أرضِ مِصْر.‏

٤٤ وقالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف:‏ «صَحيحٌ أنِّي أنا المَلِك،‏ ولكنْ مِن دونِ إذْنِكَ لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَفعَلَ شَيئًا * في كُلِّ أرضِ مِصْر».‏ + ٤٥ ثُمَّ سَمَّاهُ فِرْعَوْن صَفْنَات فَعْنِيح،‏ وزَوَّجَهُ أَسْنَات + بِنتَ فُوطِيفَارَع كاهِنِ مَدينَةِ أُون.‏ * وصارَ يُوسُف مُشرِفًا على أرضِ مِصْر.‏ *+ ٤٦ وكانَ عُمرُ يُوسُف ٣٠ سَنَةً + حينَ بَدَأ يَخدُمُ * فِرْعَوْن مَلِكَ مِصْر.‏

وخَرَجَ يُوسُف مِن عِندِ فِرْعَوْن وتَنَقَّلَ في كُلِّ أرضِ مِصْر.‏ ٤٧ وخِلالَ سِنينِ الخَيرِ السَّبع،‏ أنتَجَتِ الأرضُ طَعامًا كَثيرًا جِدًّا.‏ ٤٨ واستَمَرَّ يُوسُف خِلالَ هذِهِ السِّنينِ يَجمَعُ كُلَّ الطَّعامِ مِن أرضِ مِصْر ويُخَزِّنُهُ في المُدُن.‏ فكانَ يُخَزِّنُ في كُلِّ مَدينَةٍ الطَّعامَ المَأخوذَ مِنَ الحُقولِ حَولَها.‏ ٤٩ وكَدَّسَ يُوسُف كَمِّيَّاتٍ كَبيرَة جِدًّا مِنَ الحُبوبِ كرَملِ البَحر،‏ لِدَرَجَةِ أنَّهُم تَوَقَّفوا عن حِسابِها لِأنَّها كانَت بِلا عَدَد.‏

٥٠ وقَبلَ أن تَأتِيَ السَّنَةُ الأُولى مِنَ الجوع،‏ أنجَبَ يُوسُف ابْنَيْنِ + مِن زَوجَتِهِ أَسْنَات بِنتِ فُوطِيفَارَع كاهِنِ مَدينَةِ أُون.‏ * ٥١ فسَمَّى ابْنَهُ البِكرَ مَنَسَّى،‏ *+ قائِلًا:‏ «اللّٰهُ نَسَّاني كُلَّ مُعاناتي وكُلَّ بَيتِ أبي».‏ ٥٢ وسَمَّى ابْنَهُ الثَّاني أَفْرَايِم،‏ *+ قائِلًا:‏ «اللّٰهُ جَعَلَني مُثمِرًا في الأرضِ الَّتي تَألَّمتُ فيها».‏ +

٥٣ ثُمَّ انتَهَت سِنينُ الخَيرِ السَّبعُ في أرضِ مِصْر،‏ + ٥٤ وبَدَأَت سِنينُ الجوعِ السَّبع،‏ تَمامًا كما قالَ يُوسُف.‏ + فكانَت هُناك مَجاعَةٌ في جَميعِ الأراضي،‏ أمَّا كُلُّ أرضِ مِصْر فكانَ فيها خُبز.‏ + ٥٥ وأخيرًا،‏ انتَشَرَتِ المَجاعَةُ في كُلِّ أرضِ مِصْر،‏ فصَرَخَ الشَّعبُ إلى فِرْعَوْن كَي يُعْطِيَهُم خُبزًا.‏ + فقالَ فِرْعَوْن لِكُلِّ المِصْرِيِّين:‏ «إذهَبوا إلى يُوسُف وافعَلوا كُلَّ ما يَقولُهُ لكُم».‏ + ٥٦ واستَمَرَّتِ المَجاعَةُ في كُلِّ الأرض.‏ + ففَتَحَ يُوسُف جَميعَ المَخازِنِ وباعَ الحُبوبَ لِلمِصْرِيِّين،‏ + لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت شَديدَةً في مِصْر.‏ ٥٧ وجاءَ النَّاسُ مِن كُلِّ البِلادِ إلى مِصْر لِيَشتَروا الحُبوبَ مِن يُوسُف،‏ لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت شَديدَةً في الأرضِ كُلِّها.‏ +

٤٢ وعِندَما عَرَفَ يَعْقُوب أنَّ هُناك حُبوبًا في مِصْر،‏ + قالَ لِأبنائِه:‏ «لِماذا تَنظُرونَ بَعضُكُم إلى بَعضٍ ولا تَفعَلونَ شَيئًا؟‏ ٢ سَمِعتُ أنَّهُ توجَدُ حُبوبٌ في مِصْر.‏ فانزِلوا إلى هُناك واشتَروا لنا القَليلَ مِنها كَي نَعيشَ ولا نَموتَ مِنَ الجوع».‏ + ٣ فنَزَلَ عَشَرَةٌ مِن إخوَةِ يُوسُف + لِيَشتَروا حُبوبًا مِن مِصْر.‏ ٤ إلَّا أنَّ يَعْقُوب لم يُرسِلْ معهُم بِنْيَامِين + أخا يُوسُف،‏ لِأنَّهُ قال:‏ «رُبَّما يَحصُلُ لهُ حادِثٌ مُميت».‏ +

٥ فجاءَ أبناءُ إسْرَائِيل إلى مِصْر معَ الَّذينَ جاؤُوا لِيَشتَروا حُبوبًا،‏ لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت قد أصابَت أرضَ كَنْعَان أيضًا.‏ + ٦ وكانَ يُوسُف هوَ الحاكِمَ في مِصْر + والمَسؤولَ عن بَيعِ الحُبوبِ لِكُلِّ شُعوبِ الأرض.‏ + فأتى إخوَتُهُ وسَجَدوا أمامَه.‏ + ٧ ولمَّا رَأى يُوسُف إخوَتَهُ عَرَفَهُم فَوْرًا،‏ لكِنَّهُ لم يُخبِرْهُم مَن هو.‏ + وكَلَّمَهُم بِقَسوَةٍ وقال:‏ «مِن أينَ أتَيتُم؟‏»،‏ فأجابوا:‏ «مِن أرضِ كَنْعَان لِنَشتَرِيَ طَعامًا».‏ +

٨ ومع أنَّ يُوسُف عَرَفَ إخوَتَه،‏ فهُم لم يَعرِفوه.‏ ٩ وفي الحال،‏ تَذَكَّرَ الأحلامَ الَّتي رَآها عنهُم.‏ + وقالَ لهُم:‏ «أنتُم جَواسيس!‏ جِئتُم لِتَرَوْا نِقاطَ الضُّعفِ في أرضِنا».‏ ١٠ فقالوا له:‏ «لا يا سَيِّدي.‏ لقد أتى خُدَّامُكَ لِيَشتَروا طَعامًا.‏ ١١ نَحنُ كُلُّنا أبناءُ رَجُلٍ واحِد،‏ ونَحنُ أشخاصٌ مُستَقيمون.‏ خُدَّامُكَ لَيسوا جَواسيس».‏ ١٢ لكنَّهُ قالَ لهُم:‏ «كَلَّا!‏ أنتُم جِئتُم لِتَرَوْا نِقاطَ الضُّعفِ في أرضِنا».‏ ١٣ عِندَئِذٍ قالوا له:‏ «خُدَّامُكَ ١٢ أخًا.‏ + ونَحنُ أبناءُ رَجُلٍ واحِدٍ + يَعيشُ في أرضِ كَنْعَان.‏ أخونا الأصغَرُ هوَ الآنَ عِندَ أبينا،‏ + والآخَرُ غَيرُ مَوْجود».‏ +

١٤ فقالَ لهُم يُوسُف:‏ «لا،‏ بل كما قُلتُ لكُم:‏ ‹أنتُم جَواسيس!‏›.‏ ١٥ وحَياةِ فِرْعَوْن لن تَخرُجوا مِن هذا المَكانِ حتَّى يَأتِيَ أخوكُمُ الأصغَرُ إلى هُنا.‏ بِهذِهِ الطَّريقَةِ أعرِفُ هل تَقولونَ الحَقيقَة.‏ + ١٦ فأَرسِلوا واحِدًا مِنكُم لِيَجلُبَ أخاكُم،‏ وأنتُم تَبْقَوْنَ مُحتَجَزينَ هُنا.‏ وهكَذا تُبَرهِنونَ أنَّكُم صادِقون.‏ ولكنْ في حالِ كُنتُم تَكذِبون،‏ وحَياةِ فِرْعَوْن أنتُم جَواسيس».‏ ١٧ فوَضَعَهُم معًا في الحَبسِ ثَلاثَةَ أيَّام.‏

١٨ وفي اليَومِ الثَّالِث،‏ قالَ لهُم يُوسُف:‏ «أنا رَجُلٌ يَخافُ اللّٰه.‏ فافعَلوا ما أقولُهُ لكُم كَي تَحْيَوْا.‏ ١٩ إذا كُنتُم صادِقين،‏ فلْيَظَلَّ واحِدٌ مِنكُم في الحَبسِ هُنا.‏ أمَّا الباقونَ فيَذهَبونَ ويَأخُذونَ الحُبوبَ لِيَسُدُّوا جوعَ أهلِ بَيتِكُم.‏ + ٢٠ ثُمَّ أَحضِروا أخاكُمُ الأصغَرَ إلَيَّ كَي تُثبِتوا أنَّ كَلامَكُم صادِقٌ ولا تَموتوا».‏ فوافَقوا على ذلِك.‏

٢١ وقالَ بَعضُهُم لِبَعض:‏ «لا شَكَّ أنَّ هذا عِقابٌ لنا بِسَبَبِ ما فَعَلناهُ لِأخينا.‏ + فقد رَأينا مُعاناتَهُ * وهو يَتَرَجَّانا،‏ لكنَّنا لم نُشفِقْ علَيه.‏ لِذلِك نَحنُ نُعاني هذِهِ المُصيبَةَ الآن».‏ ٢٢ فأجابَهُم رَأُوبِين:‏ «ألَمْ أقُلْ لكُم:‏ ‹لا تُؤْذوا * الوَلَد› لكنَّكُم لم تَسمَعوا؟‏ + نَحنُ الآنَ نُحاسَبُ على دَمِه».‏ + ٢٣ لكنَّهُم لم يَعرِفوا أنَّ يُوسُف يَفهَمُ كَلامَهُم،‏ لِأنَّهُ كانَ يَتَحَدَّثُ معهُم بِواسِطَةِ مُتَرجِم.‏ ٢٤ فابتَعَدَ عنهُم وبَكى.‏ + وعِندَما رَجَعَ إلَيهِم وكَلَّمَهُم مُجَدَّدًا،‏ أخَذَ مِنهُم شَمْعُون + وقَيَّدَهُ أمامَ عُيونِهِم.‏ + ٢٥ ثُمَّ أمَرَ يُوسُف خُدَّامَهُ أن يَملَأوا شِوالاتِ الرِّجالِ بِالحُبوب،‏ ويَرُدُّوا مالَ كُلِّ واحِدٍ إلى شِوالِه،‏ ويُعْطوهُم طَعامًا لِلسَّفَر.‏ ففَعَلوا كما أمَرَهُم.‏

٢٦ فحَمَّلَ الإخوَةُ حُبوبَهُم على حَميرِهِم ورَحَلوا مِن هُناك.‏ ٢٧ وعِندَما وصَلوا إلى مَكانٍ يَنامونَ فيه،‏ فَتَحَ أحَدُهُم شِوالَهُ لِيُعْطِيَ عَلَفًا لِحِمارِه.‏ فرَأى مالَهُ عِندَ فَتحَةِ الشِّوال.‏ ٢٨ فقالَ لِإخوَتِه:‏ «لقد أُعيدَ إلَيَّ مالي!‏ إنَّهُ في شِوالي!‏».‏ فهَبَطَت قُلوبُهُم،‏ وقالوا بَعضُهُم لِبَعضٍ وهُم يَرجُفون:‏ «ماذا فَعَلَ اللّٰهُ بنا؟‏».‏

٢٩ وعِندَما وَصَلوا إلى أبيهِم يَعْقُوب في أرضِ كَنْعَان،‏ أخبَروهُ بِكُلِّ ما حَدَثَ لهُم وقالوا:‏ ٣٠ ‏«الرَّجُلُ الَّذي هو سَيِّدُ البِلادِ تَكَلَّمَ معنا بِقَسوَة،‏ + واتَّهَمَنا بِأنَّنا جَواسيس.‏ ٣١ لكنَّنا قُلنا له:‏ ‹نَحنُ رِجالٌ مُستَقيمونَ ولَسنا جَواسيس.‏ + ٣٢ نَحنُ ١٢ أخًا + مِن نَفْسِ الأب.‏ واحِدٌ مِنَّا غَيرُ مَوْجود،‏ + والأصغَرُ بَينَنا هوَ الآنَ مع أبينا في أرضِ كَنْعَان›.‏ + ٣٣ فقالَ لنا سَيِّدُ البِلاد:‏ ‹كَي أتَأكَّدَ أنَّكُم مُستَقيمون،‏ اترُكوا أحَدَ إخوَتِكُم عِندي.‏ + وخُذوا طَعامًا يَسُدُّ جوعَ أهلِ بَيتِكُم واذهَبوا.‏ + ٣٤ وأَحضِروا إلَيَّ أخاكُمُ الأصغَر،‏ فأتَأكَّدَ أنَّكُم مُستَقيمونَ ولَستُم جَواسيس.‏ عِندَئِذٍ أُعيدُ إلَيكُم أخاكُم وتَشتَرونَ مِن أرضِنا ما تَحتاجونَ إلَيه›».‏

٣٥ وبَينَما كانوا يُفرِغونَ شِوالاتِهِم،‏ وَجَدَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم كيسَ مالِهِ في شِوالِه.‏ فلمَّا رَأَوْا هُم وأبوهُمُ المال،‏ خافوا جِدًّا.‏ ٣٦ فقالَ لهُم أبوهُم يَعْقُوب:‏ «حَرَمتُموني مِن أوْلادي!‏ + خَسِرتُ يُوسُف،‏ + وخَسِرتُ شَمْعُون،‏ + والآنَ تَأخُذونَ بِنْيَامِين!‏ ما كُلُّ هذِهِ المَصائِبِ الَّتي تَحصُلُ لي؟‏!‏».‏ ٣٧ فقالَ رَأُوبِين لِأبيه:‏ «أُقتُلِ ابْنَيَّ الاثنَيْنِ إذا لم أُرجِعْهُ إلَيك.‏ + سَلِّمْهُ إلَيَّ وأنا أهتَمُّ بهِ وأرُدُّهُ إلَيك».‏ + ٣٨ لكنَّهُ أجاب:‏ «لن يَنزِلَ ابْني معكُم،‏ لِأنَّ أخاهُ ماتَ وهوَ الَّذي بَقِيَ لي مِن أُمِّه.‏ + فإذا حَصَلَ لهُ حادِثٌ مُميتٌ خِلالَ سَفَرِكُم،‏ تُنزِلونَني حَزينًا * إلى القَبر».‏ *+

٤٣ وكانَتِ المَجاعَةُ شَديدَةً في الأرض.‏ + ٢ فلمَّا انتَهَت كَمِّيَّةُ الحُبوبِ الَّتي أحضَروها مِن مِصْر،‏ + قالَ لهُم أبوهُم:‏ «إرجِعوا واشتَروا لنا القَليلَ مِنَ الطَّعام».‏ ٣ فقالَ لهُ يَهُوذَا:‏ «لقد حَذَّرَنا الرَّجُلُ بِشِدَّةٍ قائِلًا:‏ ‹لن تَرَوْا وَجهي مَرَّةً ثانِيَة إلَّا وأخوكُم معكُم›.‏ + ٤ فإذا أرسَلتَ أخانا معنا،‏ نَنزِلُ ونَشتَري لكَ طَعامًا.‏ ٥ ولكنْ إذا لم تُرسِلْه،‏ لا نَنزِلُ لِأنَّ الرَّجُلَ قالَ لنا:‏ ‹لن تَرَوْا وَجهي مَرَّةً ثانِيَة إلَّا وأخوكُم معكُم›».‏ + ٦ فسَألَ إسْرَائِيل:‏ + «لِماذا جَلَبتُم علَيَّ هذِهِ المُصيبَةَ وأخبَرتُمُ الرَّجُلَ أنَّ لَدَيكُم أخًا آخَر؟‏».‏ ٧ فأجابوه:‏ «الرَّجُلُ سَألَ بِالتَّحديدِ عنَّا وعن عائِلَتِنا قائِلًا:‏ ‹هل أبوكُم حَيّ؟‏ هل لَدَيكُم أخٌ آخَر؟‏›،‏ فقُلنا لهُ الحَقيقَة.‏ + فكَيفَ لنا أن نَعرِفَ أنَّهُ سيَقول:‏ ‹أَحضِروا أخاكُم إلى هُنا›؟‏».‏ +

٨ عِندَئِذٍ ألَحَّ يَهُوذَا على أبيهِ إسْرَائِيل قائِلًا:‏ «أَرسِلِ الصَّبِيَّ معي + ودَعْنا نَذهَبُ في طَريقِنا،‏ فنَعيشَ ولا نَموتَ مِنَ الجوعِ + نَحنُ وأنتَ وأوْلادُنا.‏ + ٩ أنا أضمَنُ سَلامَتَه.‏ *+ حَمِّلْني أنا المَسؤولِيَّة.‏ فإذا لم أُرجِعْهُ إلَيكَ وأُحضِرْهُ أمامَك،‏ أكونُ مُخطِئًا إلَيكَ طولَ العُمر.‏ ١٠ فلَو لم نَتَأخَّر،‏ كُنَّا الآنَ ذَهَبنا وعُدنا مَرَّتَيْن».‏

١١ فقالَ لهُم أبوهُم إسْرَائِيل:‏ «إذا لم يَكُنْ هُناك حَلٌّ آخَر،‏ فافعَلوا هذا:‏ خُذوا مِن أفخَرِ مَنتوجاتِ الأرضِ في شِوالاتِكُم،‏ وأَنزِلوها معكُم هَدِيَّةً + لِلرَّجُل:‏ قَليلًا مِنَ البَلْسَمِ + وقَليلًا مِنَ العَسَلِ وفُسْتُقًا ولَوْزًا ومَوادَّ طِبِّيَّة وعِطرِيَّة.‏ *+ ١٢ وخُذوا معكُم ضِعفَ المَال،‏ وأَرجِعوا أيضًا المالَ الَّذي أُعيدَ إلى شِوالاتِكُم.‏ *+ فرُبَّما حَدَثَ ذلِك بِالخَطَإ.‏ ١٣ وخُذوا أخاكُم واذهَبوا إلى الرَّجُل.‏ ١٤ ولْيُحَنِّنِ اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ قَلبَ هذا الرَّجُلِ علَيكُم،‏ فيُطلِقَ لكُم أخاكُمُ الآخَرَ وبِنْيَامِين.‏ أمَّا أنا فإذا خَسِرتُ أوْلادي،‏ أكونُ قد خَسِرتُهُم!‏».‏ +

١٥ فأخَذَ الإخوَةُ هذِهِ الهَدِيَّةَ وضِعفَ المال،‏ وأخَذوا بِنْيَامِين ونَزَلوا إلى مِصْر ووَقَفوا أمامَ يُوسُف.‏ + ١٦ فلمَّا رَأى يُوسُف بِنْيَامِين معهُم،‏ قالَ فَوْرًا لِلرَّجُلِ المُشرِفِ على بَيتِه:‏ «خُذِ الرِّجالَ إلى البَيتِ واذبَحْ ذَبائِحَ وحَضِّرِ الطَّعَام،‏ لِأنَّ الرِّجالَ سيَأكُلونَ معي عِندَ الظُّهر».‏ ١٧ فنَفَّذَ الرَّجُلُ فَوْرًا كَلامَ يُوسُف + وأخَذَ الرِّجالَ إلى بَيتِه.‏ ١٨ لكنَّ الرِّجالَ خافوا عِندَما أُخِذوا إلى بَيتِ يُوسُف،‏ وقالوا:‏ «أحضَرونا إلى هُنا بِسَبَبِ المالِ الَّذي أُعيدَ إلى شِوالاتِنا المَرَّةَ الماضِيَة.‏ الآنَ سيَهجُمونَ علَينا ويَجعَلونَنا عَبيدًا ويَأخُذونَ حَميرَنا!‏».‏ +

١٩ لِذلِك،‏ عِندَما وَصَلوا إلى مَدخَلِ البَيت،‏ اقتَرَبوا مِنَ المُشرِفِ على بَيتِ يُوسُف،‏ ٢٠ وقالوا له:‏ «عَفْوًا يا سَيِّدي!‏ لقد نَزَلنا أوَّلَ مَرَّةٍ كَي نَشتَرِيَ طَعامًا.‏ + ٢١ ولمَّا وَصَلنا إلى مَكانٍ نَنامُ فيهِ وفَتَحنا شِوالاتِنا،‏ وَجَدَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا مالَهُ في شِوالِه،‏ كُلَّ المالِ الَّذي دَفَعَه.‏ + لِذلِك نُريدُ أن نُعيدَهُ بِأيْدينا.‏ ٢٢ فنَحنُ لا نَعرِفُ مَن وَضَعَهُ في شِوالاتِنا.‏ وقد أحضَرنا أيضًا المَزيدَ مِنَ المالِ كَي نَشتَرِيَ طَعامًا».‏ + ٢٣ فقالَ لهُم:‏ «إطمَئِنُّوا،‏ لا تَخافوا.‏ لقدِ استَلَمتُ مالَكُم.‏ إلهُكُم وإلهُ أبيكُم هوَ الَّذي وَضَعَ كَنزًا في شِوالاتِكُم».‏ ثُمَّ أخرَجَ إلَيهِم شَمْعُون.‏ +

٢٤ وأدخَلَهُمُ الرَّجُلُ إلى بَيتِ يُوسُف وقَدَّمَ لهُم ماءً كَي يَغسِلوا أرجُلَهُم،‏ وأعْطى عَلَفًا لِحَميرِهِم.‏ ٢٥ ثُمَّ جَهَّزوا الهَدِيَّةَ + كَي يُقَدِّموها لِيُوسُف عِندَما يَأتي ظُهرًا،‏ لِأنَّهُم سَمِعوا أنَّهُم سيَتَناوَلونَ الطَّعامَ هُناك.‏ + ٢٦ ولمَّا جاءَ يُوسُف إلى البَيت،‏ أحضَروا إلَيهِ الهَدِيَّةَ وسَجَدوا أمامَه.‏ + ٢٧ بَعدَ ذلِك سَألَهُم عن أحوالِهِم وقال:‏ «كَيفَ هو أبوكُمُ المُسِنُّ الَّذي خَبَّرتُموني عنه؟‏ هل هو حَيّ؟‏».‏ + ٢٨ فأجابوه:‏ «خادِمُكَ أبونا بِخَير،‏ وهو لا يَزالُ حَيًّا».‏ ثُمَّ رَكَعوا وسَجَدوا أمامَه.‏ +

٢٩ وعِندَما رَأى يُوسُف بِنْيَامِين،‏ أخاهُ مِن أبيهِ وأُمِّه،‏ + قال:‏ «هل هذا هو أخوكُمُ الأصغَرُ الَّذي خَبَّرتُموني عنه؟‏».‏ + وأضاف:‏ «اللّٰهُ يُبارِكُكَ يا ابْني».‏ ٣٠ ثُمَّ خَرَجَ يُوسُف بِسُرعَةٍ لِأنَّهُ لم يَقدِرْ أن يُسَيطِرَ على مَشاعِرِهِ تِجاهَ أخيه،‏ وبَحَثَ عن مَكانٍ يَبْكي فيه.‏ فدَخَلَ غُرفَةً وبَكى هُناك.‏ + ٣١ وبَعدَما ضَبَطَ نَفْسَه،‏ غَسَلَ وَجهَهُ وخَرَجَ وقال:‏ «قَدِّموا الطَّعام».‏ ٣٢ فقَدَّموا لهُ الطَّعامَ وَحْدَه،‏ ولِإخوَتِهِ وَحْدَهُم،‏ ولِلمِصْرِيِّينَ الَّذينَ عِندَهُ وَحْدَهُم.‏ فالمِصْرِيُّونَ لا يُمكِنُهُم أن يَتَناوَلوا الطَّعامَ معَ العِبْرَانِيِّين،‏ لِأنَّ ذلِك كَريهٌ عِندَهُم.‏ +

٣٣ وأجلَسَ الإخوَةَ قُدَّامَهُ بِالتَّرتيب،‏ الكَبيرَ *+ أوَّلًا والصَّغيرَ آخِرًا.‏ فنَظَرَ الرِّجالُ بَعضُهُم إلى بَعضٍ بِدَهشَة.‏ ٣٤ وأرسَلَ إلَيهِم مِن طاوِلَتِهِ حِصَصًا مِنَ الطَّعام،‏ لكنَّهُ أعْطى بِنْيَامِين أكثَرَ مِنهُم بِخَمسِ مَرَّات.‏ + فأكَلوا وشَرِبوا معهُ حتَّى شَبِعوا وارتَوَوْا.‏

٤٤ ثُمَّ أمَرَ يُوسُف الرَّجُلَ المُشرِفَ على بَيتِهِ قائِلًا:‏ «إملَأْ شِوالاتِ الرِّجالِ بِالطَّعامِ قَدْرَ ما يَستَطيعونَ أن يَحمِلوا،‏ وضَعْ مالَ كُلِّ واحِدٍ في شِوالِه.‏ *+ ٢ وضَعْ كَأسي،‏ كَأسَ الفِضَّة،‏ في شِوالِ الأخِ الأصغَرِ معَ المالِ الَّذي دَفَعَه».‏ فنَفَّذَ الرَّجُلُ ما أمَرَهُ بهِ يُوسُف.‏

٣ ولمَّا طَلَعَ الصَّباح،‏ أخَذَ الرِّجالُ حَميرَهُم ورَحَلوا.‏ ٤ وقَبلَ أن يَبتَعِدوا عنِ المَدينَة،‏ قالَ يُوسُف لِلمُشرِفِ على بَيتِه:‏ «قُمِ اذهَبْ وَراءَ الرِّجال.‏ وحينَ تَلحَقُ بهِم قُلْ لهُم:‏ ‹لِماذا تَرُدُّونَ الخَيرَ بِالشَّرّ؟‏ ٥ ألَيسَ هذا هوَ الكَأسَ الَّذي يَشرَبُ فيهِ سَيِّدي ويَستَخدِمُهُ لِيَرى الغَيب؟‏ * لقد تَصَرَّفتُم تَصَرُّفًا شِرِّيرًا›».‏

٦ فلَحِقَ بهِم وقالَ لهُم هذا الكَلام.‏ ٧ لكنَّهُم قالوا له:‏ «لِماذا يَقولُ سَيِّدي ذلِك؟‏ مُستَحيلٌ أن يَفعَلَ خُدَّامُكَ شَيئًا كهذا.‏ ٨ فالمالُ الَّذي وَجَدناهُ في شِوالاتِنا أعَدناهُ إلَيكَ مِن أرضِ كَنْعَان.‏ + فكَيفَ نَسرِقُ فِضَّةً أو ذَهَبًا مِن بَيتِ سَيِّدِك؟‏ ٩ إذا وَجَدتَ الكَأسَ مع واحِدٍ مِنَّا فلْيَمُت،‏ والباقونَ يَصيرونَ عَبيدًا لِسَيِّدي».‏ ١٠ فقال:‏ «لِيَكُنْ كما قُلتُم.‏ ولكنْ فَقَطِ الَّذي يوجَدُ معهُ الكَأسُ يَصيرُ عَبدًا لي،‏ أمَّا الباقونَ فيَكونونَ أبرِياء».‏ ١١ فأسرَعوا وأنزَلَ كُلُّ واحِدٍ شِوالَهُ إلى الأرضِ وفَتَحَه.‏ ١٢ ففَتَّشَ تَفتيشًا دَقيقًا،‏ بَدْءًا مِنَ الأكبَرِ وُصولًا إلى الأصغَر.‏ وأخيرًا وُجِدَ الكَأسُ في شِوالِ بِنْيَامِين.‏ +

١٣ فمَزَّقوا ثِيابَهُم ووَضَعَ كُلُّ واحِدٍ شِوالَهُ على حِمارِهِ ورَجَعوا إلى المَدينَة.‏ ١٤ وعِندَما دَخَلَ يَهُوذَا + وإخوَتُهُ إلى بَيتِ يُوسُف،‏ كانَ لا يَزالُ هُناك.‏ فرَمَوْا أنفُسَهُم أمامَهُ على الأرض.‏ + ١٥ فقالَ لهُم يُوسُف:‏ «ما هذا العَمَلُ الَّذي عَمِلتُموه؟‏ ألَا تَعرِفونَ أنَّ رَجُلًا مِثلي يَرى الغَيب؟‏».‏ *+ ١٦ فأجابَ يَهُوذَا:‏ «ماذا نَقولُ لكَ يا سَيِّدي؟‏ بِماذا نُجيبُك؟‏ وكَيفَ نُثبِتُ بَراءَتَنا؟‏ إنَّ اللّٰهَ يُحاسِبُنا على خَطَئِنا.‏ + نَحنُ الآنَ عَبيدٌ لكَ يا سَيِّدي،‏ نَحنُ والَّذي وُجِدَ معهُ الكَأس».‏ ١٧ لكنَّهُ قال:‏ «مُستَحيلٌ أن أفعَلَ هذا!‏ الرَّجُلُ الَّذي وُجِدَ معهُ الكَأسُ هو يَصيرُ عَبدًا لي.‏ + أمَّا أنتُمُ الباقونَ فاصعَدوا بِسَلامٍ إلى أبيكُم».‏

١٨ فاقتَرَبَ مِنهُ يَهُوذَا وقال:‏ «أتَرَجَّاكَ يا سَيِّدي،‏ اسمَحْ لي أن أقولَ لكَ شَيئًا ولا تَغضَبْ مِن عَبدِك،‏ لِأنَّ سُلطَتَكَ مِثلُ سُلطَةِ فِرْعَوْن.‏ + ١٩ لقد سَألَ سَيِّدي عَبيدَهُ قائِلًا:‏ ‹هل أبوكُم حَيّ؟‏ وهل لَدَيكُم إخوَةٌ آخَرون؟‏›.‏ ٢٠ فأجَبنا سَيِّدي:‏ ‹أبونا رَجُلٌ عَجوز،‏ ولَدَينا أخٌ صَغيرٌ أنجَبَهُ وهو كَبيرٌ في العُمر.‏ + أخوهُ ماتَ + وهوَ الَّذي بَقِيَ مِن أُمِّه،‏ + وأبوهُ يُحِبُّهُ كَثيرًا›.‏ ٢١ فقُلتَ لنا:‏ ‹أَحضِروهُ إلَيَّ كَي أراه›.‏ + ٢٢ لكنَّنا قُلنا لك:‏ ‹لا يَقدِرُ الصَّبِيُّ أن يَترُكَ أباه.‏ فإذا فَعَلَ ذلِك،‏ يَموتُ أبوه›.‏ + ٢٣ عِندَئِذٍ قُلتَ لنا:‏ ‹إذا لم يَنزِلْ أخوكُمُ الأصغَرُ معكُم،‏ فلن تَرَوْا وَجهي مَرَّةً ثانِيَة›.‏ +

٢٤ ‏«فصَعِدنا إلى عَبدِكَ أبينا وأخبَرناهُ بِكَلامِكَ يا سَيِّدي.‏ ٢٥ ثُمَّ قالَ لنا أبونا:‏ ‹إرجِعوا واشتَروا لنا القَليلَ مِنَ الطَّعام›.‏ + ٢٦ فأجَبناه:‏ ‹لا نَقدِرُ أن نَنزِل،‏ ولكنْ إذا كانَ أخونا الأصغَرُ معنا نَنزِل.‏ فنَحنُ لا نَقدِرُ أن نَرى وَجهَ الرَّجُلِ مِن دونِه›.‏ + ٢٧ فقالَ لنا أبي:‏ ‹أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا أنَّ زَوجَتي وَلَدَت لي ابْنَيْنِ فَقَط.‏ + ٢٨ تَرَكَني أحَدُهُما ولم أرَهُ إلى الآن،‏ فقُلت:‏ «حَيَوانٌ شَرِسٌ هَجَمَ علَيهِ ومَزَّقَه».‏ + ٢٩ فإذا أخَذتُم هذا أيضًا مِنِّي وحَصَلَ لهُ حادِثٌ مُميت،‏ تُنزِلونَني مُتَألِّمًا * إلى القَبر›.‏ *+

٣٠ ‏«فإذا عُدتُ الآنَ إلى أبي مِن دونِ الصَّبِيّ،‏ وهو مُتَعَلِّقٌ بهِ جِدًّا،‏ * ٣١ فسَيَموتُ حينَ يَرى أنَّ الصَّبِيَّ لَيسَ معنا.‏ فنُنزِلُ أبانا حَزينًا * إلى القَبر.‏ * ٣٢ فأنا ضَمِنتُ لِأبي سَلامَتَهُ قائِلًا:‏ ‹إذا لم أُرجِعْهُ إلَيك،‏ أكونُ مُخطِئًا إلَيكَ إلى الأبَد›.‏ + ٣٣ لِذلِك دَعْني مِن فَضلِكَ أصيرُ عَبدًا عِندَكَ بَدَلًا مِنَ الصَّبِيِّ كَي يَعودَ مع إخوَتِه.‏ ٣٤ فكَيفَ أرجِعُ إلى أبي والصَّبِيُّ لَيسَ معي؟‏ فأنا لا أتَحَمَّلُ رُؤيَةَ ما سيَحصُلُ له».‏

٤٥ عِندَئِذٍ لم يَقدِرْ يُوسُف أن يَضبُطَ نَفْسَهُ أمامَ كُلِّ خُدَّامِه.‏ + فصَرَخ:‏ «أَخرِجوا الجَميعَ مِن هُنا!‏».‏ وحينَ لم يَبْقَ معهُ أحَد،‏ عَرَّفَ إخوَتَهُ بِنَفْسِه.‏ +

٢ وبَكى بِصَوتٍ عالٍ،‏ فسَمِعَهُ المِصْرِيُّونَ ووَصَلَ الخَبَرُ إلى بَيتِ فِرْعَوْن.‏ ٣ وأخيرًا قالَ يُوسُف لِإخوَتِه:‏ «أنا يُوسُف.‏ هل أبي حَيّ؟‏».‏ لكنَّ إخوَتَهُ لم يَقدِروا أن يُجاوِبوهُ لِأنَّهُم كانوا مَصدومين.‏ ٤ فقالَ لِإخوَتِه:‏ «إقتَرِبوا مِنِّي»،‏ فاقتَرَبوا.‏

فقالَ لهُم:‏ «أنا أخوكُم يُوسُف الَّذي بِعتُموهُ إلى مِصْر.‏ + ٥ والآنَ لا تَتَضايَقوا ولا تَلوموا واحِدُكُمُ الآخَرَ لِأنَّكُم بِعتُموني إلى هُنا.‏ فاللّٰهُ أرسَلَني قُدَّامَكُم لِنَبْقى أحياء.‏ + ٦ لقد مَرَّت سَنَتانِ على المَجاعَةِ في الأرض،‏ + وهُناك بَعدُ خَمسُ سَنَواتٍ لن تَكونَ فيها فِلاحَةٌ ولا حَصاد.‏ ٧ لِذلِك أرسَلَني اللّٰهُ قُدَّامَكُم لِيُخَلِّصَكُم بِطَريقَةٍ مُدهِشَة،‏ فيَبْقى لكُم نَسلٌ *+ على الأرض.‏ ٨ فلَستُم أنتُم مَن أرسَلَني إلى هُنا بلِ اللّٰه،‏ كَي يَجعَلَني أهَمَّ مُستَشارٍ * عِندَ فِرْعَوْن وسَيِّدًا على كُلِّ بَيتِهِ وحاكِمًا على كُلِّ أرضِ مِصْر.‏ +

٩ ‏«إرجِعوا بِسُرعَةٍ إلى أبي وقولوا له:‏ ‹هذا ما يَقولُهُ ابْنُكَ يُوسُف:‏ «اللّٰهُ جَعَلَني سَيِّدًا على كُلِّ مِصْر.‏ + إنزِلْ إلَيَّ ولا تَتَأخَّر.‏ + ١٠ وسَتَسكُنُ في أرضِ جَاسَان + وتَكونُ قَريبًا مِنِّي،‏ أنتَ وأبناؤُكَ وأحفادُكَ وغَنَمُكَ وبَقَرُكَ وكُلُّ ما لَدَيك.‏ ١١ وسَأُزَوِّدُكَ هُناك بِالطَّعام،‏ أنتَ وأهلَ بَيتِكَ وكُلَّ ما لَدَيك،‏ كَي لا تَخسَروا كُلَّ شَيءٍ وتَجوعوا.‏ فالمَجاعَةُ ستَستَمِرُّ خَمسَ سَنَواتٍ أُخْرى»›.‏ + ١٢ إنَّكُم تَرَوْنَ بِعُيونِكُم أنتُم وأخي بِنْيَامِين أنِّي أنا الَّذي يُكَلِّمُكُم.‏ + ١٣ فأَخبِروا أبي بِكُلِّ مَجدي في مِصْر وبِكُلِّ ما رَأيتُم.‏ والآنَ أَسرِعوا وأَحضِروا أبي إلى هُنا».‏

١٤ ثُمَّ عانَقَ * أخاهُ بِنْيَامِين وبَكى،‏ وبِنْيَامِين أيضًا بَكى على كِتفِه.‏ + ١٥ وقَبَّلَ جَميعَ إخوَتِهِ وبَكى.‏ بَعدَ ذلِك،‏ تَحَدَّثَ إخوَتُهُ معه.‏

١٦ ووَصَلَ الخَبَرُ إلى بَيتِ فِرْعَوْن أنَّ إخوَةَ يُوسُف جاؤُوا،‏ ففَرِحَ فِرْعَوْن وخُدَّامُه.‏ ١٧ فقالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف:‏ «قُلْ لِإخوَتِك:‏ ‹حَمِّلوا حَيَواناتِكُم واذهَبوا إلى أرضِ كَنْعَان،‏ ١٨ وأَحضِروا أباكُم وعائِلاتِكُم وتَعالَوْا إلَيَّ.‏ وسَأُعْطيكُم خَيراتِ أرضِ مِصْر،‏ وتَأكُلونَ أفضَلَ ما تُنتِجُهُ * الأرض›.‏ + ١٩ وآمُرُكَ أيضًا أن تَقولَ لهُم:‏ + ‹خُذوا عَرَباتٍ + مِن مِصْر لِأوْلادِكُم وزَوجاتِكُم،‏ وأَحضِروا أباكُم على واحِدَةٍ مِنها وتَعالَوْا.‏ + ٢٠ ولا تَقلَقوا بِخُصوصِ مُمتَلَكاتِكُم،‏ + لِأنَّ خَيراتِ كُلِّ أرضِ مِصْر تَكونُ لكُم›».‏

٢١ ففَعَلَ أبناءُ إسْرَائِيل كما قيلَ لهُم.‏ وأعْطاهُم يُوسُف عَرَباتٍ بِحَسَبِ أوامِرِ فِرْعَوْن،‏ وأعْطاهُم طَعامًا لِلطَّريق.‏ ٢٢ وقَدَّمَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنهُم ثَوبًا جَديدًا،‏ لكنَّهُ قَدَّمَ لِبِنْيَامِين ٣٠٠ قِطعَةٍ مِنَ الفِضَّةِ وخَمسَةَ أثوابٍ جَديدَة.‏ + ٢٣ وأرسَلَ إلى أبيهِ عَشَرَةَ حَميرٍ مُحَمَّلَة بِخَيراتِ مِصْر،‏ وعَشَرَةَ حَميرٍ مُحَمَّلَة بِحُبوبٍ وخُبزٍ وأطعِمَةٍ أُخْرى لِأبيهِ مِن أجْلِ الطَّريق.‏ ٢٤ فوَدَّعَ إخوَتَه،‏ وقالَ لهُم فيما هُم ذاهِبون:‏ «لا تَتَشاجَروا في الطَّريق».‏ +

٢٥ فصَعِدوا مِن مِصْر وجاؤُوا إلى أبيهِم يَعْقُوب في أرضِ كَنْعَان.‏ ٢٦ وأخبَروهُ قائِلين:‏ «يُوسُف لا يَزالُ حَيًّا!‏ وهوَ الحاكِمُ على كُلِّ أرضِ مِصْر».‏ + فلم يُظهِرْ أيَّ رَدَّةِ فِعلٍ لِأنَّهُ لم يُصَدِّقْهُم.‏ + ٢٧ ولكنْ عِندَما أخبَروهُ بِكُلِّ ما قالَهُ لهُم يُوسُف،‏ وعِندَما رَأى العَرَباتِ الَّتي أرسَلَها يُوسُف لِتَحمِلَه،‏ انتَعَشَت روحُه.‏ ٢٨ فصَرَخَ إسْرَائِيل:‏ «كَفى،‏ الآنَ صَدَّقتُ!‏ إبْني يُوسُف حَيّ!‏ سأذهَبُ وأراهُ قَبلَ أن أموت».‏ +

٤٦ فأخَذَ إسْرَائِيل عائِلَتَهُ وكُلَّ مُمتَلَكاتِهِ ورَحَل.‏ وحينَ وَصَلَ إلى بِئْر سَبْع،‏ + قَدَّمَ ذَبائِحَ لِإلهِ أبيهِ إسْحَاق.‏ + ٢ ثُمَّ كَلَّمَ اللّٰهُ إسْرَائِيل في رُؤيا بِاللَّيلِ وقالَ له:‏ «يَعْقُوب،‏ يَعْقُوب!‏».‏ فأجابَه:‏ «نَعَم يا رَبّ».‏ ٣ فقال:‏ «أنا اللّٰهُ إلهُ أبيك.‏ + لا تَخَفْ أن تَنزِلَ إلى مِصْر لِأنِّي سأجعَلُكَ هُناك شَعبًا عَظيمًا.‏ + ٤ أنا أنزِلُ معكَ إلى مِصْر،‏ وأنا أيضًا أُرجِعُكَ مِن هُناك.‏ + ويُوسُف يُغمِضُ عَيْنَيْكَ عِندَما تَموت».‏ +

٥ فتَرَكَ يَعْقُوب بِئْر سَبْع.‏ وحَمَلَ أبناءُ إسْرَائِيل أباهُم يَعْقُوب وأوْلادَهُم وزَوجاتِهِم في العَرَباتِ الَّتي أرسَلَها فِرْعَوْن.‏ ٦ وأخَذوا معهُم قُطعانَهُم ومُمتَلَكاتِهِمِ الَّتي جَمَعوها في أرضِ كَنْعَان.‏ ودَخَلَ يَعْقُوب إلى مِصْر هو وكُلُّ نَسلِه.‏ ٧ أحضَرَ معهُ إلى مِصْر أبناءَهُ وبَناتِه،‏ أحفادَهُ وحَفيداتِه،‏ كُلَّ نَسلِه.‏

٨ وهذِه أسماءُ أبناءِ إسْرَائِيل،‏ أي أبناءِ يَعْقُوب،‏ الَّذينَ جاؤُوا إلى مِصْر:‏ + رَأُوبِين بِكرُ يَعْقُوب.‏ +

٩ أبناءُ رَأُوبِين:‏ حَنُوك وفَلُّو وحَصْرُون وكَرْمِي.‏ +

١٠ أبناءُ شَمْعُون:‏ + يَمُوئِيل ويَامِين وأُوهَد ويَاكِين وصُوحَر وشَؤُول + الَّذي أُمُّهُ كَنْعَانِيَّة.‏

١١ أبناءُ لَاوِي:‏ + جَرْشُون وقَهَات ومَرَارِي.‏ +

١٢ أبناءُ يَهُوذَا:‏ + عِير وأُونَان وشِيلَة + وفَارِص + وزَارَح.‏ + لكنَّ عِير وأُونَان ماتا في أرضِ كَنْعَان.‏ +

وابْنَا فَارِص:‏ حَصْرُون وحَامُول.‏ +

١٣ أبناءُ يَسَّاكِر:‏ تُولَاع وفُوَّة ويُوب وشِمْرُون.‏ +

١٤ أبناءُ زَبُولُون:‏ + سَارَد وإيلُون ويَحْلَئِيل.‏ +

١٥ هؤُلاء هُم أبناءُ لَيْئَة الَّذينَ وَلَدَتهُم لِيَعْقُوب في فَدَّان أَرَام،‏ بِالإضافَةِ إلى بِنتِهِ دِينَة.‏ + فكانَ عَدَدُ أبنائِهِ وبَناتِهِ * ٣٣ شَخصًا.‏

١٦ أبناءُ جَاد:‏ + صِفْيُون وحَجِّي وشُونِي وأَصْبُون وعِيرِي وأَرُودِي وأَرْئِيلِي.‏ +

١٧ أبناءُ أَشِير:‏ + يِمْنَة ويِشْوَة ويِشْوِي وبَرِيعَة،‏ وأُختُهُم سَارَح.‏

وابْنَا بَرِيعَة:‏ حَابَر ومَلْكِيئِيل.‏ +

١٨ هؤُلاء هُم أبناءُ * زَلْفَة،‏ + الخادِمَةِ الَّتي أعْطاها لَابَان لِابْنَتِهِ لَيْئَة.‏ فكانَ عَدَدُ الَّذينَ أتَوْا لِيَعْقُوب مِن زَلْفَة ١٦ شَخصًا.‏

١٩ وابْنَا رَاحِيل زَوجَةِ يَعْقُوب:‏ يُوسُف + وبِنْيَامِين.‏ +

٢٠ وأنجَبَ يُوسُف في أرضِ مِصْر مَنَسَّى + وأَفْرَايِم + مِن أَسْنَات + بِنتِ فُوطِيفَارَع كاهِنِ مَدينَةِ أُون.‏ *

٢١ أبناءُ بِنْيَامِين:‏ + بَالَع وبَاكَر وأَشْبِيل وجِيرَا + ونَعْمَان وإيحِي ورُوش ومُفِّيم وحُفِّيم + وأَرْد.‏ +

٢٢ فكانَ عَدَدُ أبناءِ * يَعْقُوب مِن رَاحِيل ١٤ شَخصًا.‏

٢٣ إبْنُ * دَان:‏ + حُوشِيم.‏ +

٢٤ أبناءُ نَفْتَالِي:‏ + يَحْصَئِيل وجُونِي ويَصَر وشَلِّيم.‏ +

٢٥ هؤُلاء هُم أبناءُ * بِلْهَة،‏ الخادِمَةِ الَّتي أعْطاها لَابَان لِابْنَتِهِ رَاحِيل.‏ فكانَ عَدَدُ الَّذينَ أتَوْا لِيَعْقُوب مِن بِلْهَة سَبعَةَ أشخاص.‏

٢٦ فكانَ كُلُّ نَسلِ يَعْقُوب الَّذي ذَهَبَ معهُ إلى مِصْر ٦٦ شَخصًا،‏ ما عَدا كَنَّاتِه.‏ + ٢٧ ولِيُوسُف أيضًا ابْنانِ أنجَبَهُما في مِصْر.‏ وهكَذا يَكونُ مَجموعُ الأشخاصِ في بَيتِ يَعْقُوب الَّذينَ جاؤُوا إلى مِصْر ٧٠ شَخصًا.‏ +

٢٨ وأرسَلَ يَعْقُوب يَهُوذَا + قَبلَهُ إلى يُوسُف لِيُخبِرَهُ أنَّه في طَريقِهِ إلى جَاسَان.‏ وعِندَما وَصَلوا إلى أرضِ جَاسَان،‏ + ٢٩ جَهَّزَ يُوسُف مَركَبَتَهُ وصَعِدَ لِيُلاقِيَ أباهُ إسْرَائِيل في جَاسَان.‏ ولمَّا رَآه،‏ عانَقَهُ * وبَكى وَقتًا طَويلًا.‏ ٣٠ وقالَ إسْرَائِيل لِيُوسُف:‏ «أنا الآنَ مُستَعِدٌّ أن أموتَ بَعدَ أن رَأيتُ وَجهَكَ وعَرَفتُ أنَّكَ حَيّ».‏

٣١ ثُمَّ قالَ يُوسُف لِإخوَتِهِ وعائِلَةِ أبيه:‏ «سأصعَدُ إلى فِرْعَوْن + وأُخبِرُه.‏ سأقولُ له:‏ ‹جاءَ إلَيَّ إخوَتي وكُلُّ عائِلَةِ أبي الَّذينَ كانوا في أرضِ كَنْعَان.‏ + ٣٢ إنَّهُم رُعاةٌ + يُرَبُّونَ المَواشي،‏ + وقد أحضَروا غَنَمَهُم وبَقَرَهُم وكُلَّ ما عِندَهُم›.‏ + ٣٣ فعِندَما يَستَدْعيكُم فِرْعَوْن ويَسألُكُم:‏ ‹ماذا تَشتَغِلون؟‏›،‏ ٣٤ أجيبوا:‏ ‹يا سَيِّدي،‏ نَحنُ نُرَبِّي المَواشي مُنذُ صِغَرِنا،‏ مِثلَما كانَ آباؤُنا›.‏ + وهكَذا يَدَعُكُم فِرْعَوْن تَسكُنونَ في أرضِ جَاسَان،‏ + لِأنَّ المِصْرِيِّينَ يَكرَهونَ كُلَّ رُعاةِ الغَنَم».‏ +

٤٧ فذَهَبَ يُوسُف إلى فِرْعَوْن وقالَ له:‏ + «أتى أبي وإخوَتي مِن أرضِ كَنْعَان،‏ هُم وغَنَمُهُم وبَقَرُهُم وكُلُّ ما يَملِكونَه.‏ وهُمُ الآنَ في أرضِ جَاسَان».‏ + ٢ وأخَذَ خَمسَةً مِن إخوَتِهِ وأحضَرَهُم أمامَ فِرْعَوْن.‏ +

٣ فسَألَ فِرْعَوْن إخوَةَ يُوسُف:‏ «ماذا تَشتَغِلون؟‏».‏ فأجابوه:‏ «خُدَّامُكَ رُعاةُ غَنَم،‏ مِثلَما كانَ آباؤُنا».‏ + ٤ ثُمَّ قالوا له:‏ «جِئنا نَتَغَرَّبُ * في هذِهِ الأرض.‏ + ففي أرضِ كَنْعَان،‏ لا توجَدُ مَراعٍ لِغَنَمِ خُدَّامِكَ لِأنَّ المَجاعَةَ شَديدَة.‏ + فاسمَحْ مِن فَضلِكَ أن يَسكُنَ خُدَّامُكَ في أرضِ جَاسَان».‏ + ٥ عِندَئِذٍ قالَ فِرْعَوْن لِيُوسُف:‏ «أبوكَ وإخوَتُكَ جاؤُوا إلَيك،‏ ٦ وأرضُ مِصْر تَحتَ تَصَرُّفِك.‏ فدَعْ أباكَ وإخوَتَكَ يَسكُنونَ في أفضَلِ مَكانٍ فيها.‏ + لِيَسكُنوا في أرضِ جَاسَان.‏ وإذا كُنتَ تَعرِفُ أنَّ بَينَهُم رِجالًا ماهِرين،‏ فأمِّنْهُم على قُطعاني».‏

٧ ثُمَّ أدخَلَ يُوسُف أباهُ يَعْقُوب وأحضَرَهُ أمامَ فِرْعَوْن،‏ وبارَكَ يَعْقُوب فِرْعَوْن.‏ ٨ وسَألَ فِرْعَوْن يَعْقُوب:‏ «كم عُمرُك؟‏».‏ ٩ فأجابَ يَعْقُوب:‏ «عُمري ١٣٠ سَنَة،‏ وقَضَيتُهُ كُلَّهُ أتَنَقَّلُ مِن مَكانٍ إلى آخَر.‏ * كانَت سِنينُ حَياتي صَعبَةً وقَليلَة،‏ + وهي لم تَصِلْ إلى عَدَدِ السَّنَواتِ الَّتي قَضاها آبائي وهُم يَتَنَقَّلون».‏ *+ ١٠ ثُمَّ بارَكَ يَعْقُوب فِرْعَوْن وخَرَجَ مِن أمامِه.‏

١١ وهكَذا أسكَنَ يُوسُف أباهُ وإخوَتَهُ في أرضِ مِصْر وأعْطاهُم مِلْكًا في أفضَلِ مَكانٍ فيها،‏ في أرضِ رَعْمَسِيس،‏ + تَمامًا كما أمَرَ فِرْعَوْن.‏ ١٢ وزَوَّدَ يُوسُف أباهُ وإخوَتَهُ وكُلَّ بَيتِ أبيهِ بِالطَّعامِ * بِحَسَبِ عَدَدِ أوْلادِهِم.‏

١٣ ولم يَكُنْ هُناك طَعامٌ في كُلِّ الأرضِ لِأنَّ المَجاعَةَ كانَت شَديدَةً جِدًّا.‏ فتَعِبَت أرضُ مِصْر وكَنْعَان مِنَ المَجاعَة.‏ + ١٤ وكانَ يُوسُف يَجمَعُ كُلَّ المالِ المَوْجودِ في أرضِ مِصْر وأرضِ كَنْعَان،‏ الَّذي كانَ النَّاسُ يَدفَعونَهُ لِيَشتَروا الحُبوب،‏ + ويَضَعُهُ في خَزينَةِ فِرْعَوْن.‏ ١٥ ومعَ الوَقت،‏ لم يَعُدْ هُناك مالٌ في أرضِ مِصْر وأرضِ كَنْعَان.‏ فجاءَ كُلُّ المِصْرِيِّينَ إلى يُوسُف وقالوا له:‏ «أعْطِنا طَعامًا!‏ هل ستَترُكُنا نَموتُ أمامَ عَيْنَيْكَ لِأنَّنا لم نَعُدْ نَملِكُ مالًا؟‏!‏».‏ ١٦ فقالَ يُوسُف:‏ «إذا لم يَعُدْ معكُم مال،‏ فهاتوا مَواشِيَكُم وسَأُعْطيكُم طَعامًا مُقابِلَها».‏ ١٧ فأحضَروا مَواشِيَهُم إلى يُوسُف.‏ فأعْطاهُم طَعامًا مُقابِلَ أحصِنَتِهِم وغَنَمِهِم وبَقَرِهِم وحَميرِهِم.‏ وظَلَّ تِلكَ السَّنَةَ يُزَوِّدُهُم بِالطَّعامِ مُقابِلَ كُلِّ مَواشيهِم.‏

١٨ ولمَّا انتَهَت تِلكَ السَّنَة،‏ جاؤُوا إلَيهِ في السَّنَةِ التَّالِيَة وقالوا:‏ «لا نُخْفي عنكَ يا سَيِّدي أنَّ كُلَّ مالِنا وكُلَّ مَواشينا صارَت لك.‏ ولم يَبْقَ شَيءٌ نُعْطيهِ لِحَضرَتِكَ إلَّا أجسادُنا وأراضينا.‏ ١٩ لِماذا نَموتُ أمامَ عَيْنَيْكَ وتَصيرُ أراضينا خِرْبَة؟‏ إشتَرِنا نَحنُ وأراضِيَنا مُقابِلَ الطَّعام،‏ فنَصيرَ عَبيدًا لِفِرْعَوْن وتَصيرَ أراضينا له.‏ وأعْطِنا بُذورًا لِنَزرَعَها كَي لا نَموتَ ولا تُصبِحَ أراضينا خالِيَة».‏ ٢٠ فاشتَرى يُوسُف جَميعَ أراضي المِصْرِيِّينَ لِفِرْعَوْن،‏ لِأنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم باعَ حَقلَهُ مِن شِدَّةِ الجوع.‏ فصارَت كُلُّ الأراضي لِفِرْعَوْن.‏

٢١ ثُمَّ أمَرَ كُلَّ الشَّعبِ مِن أوَّلِ مِصْر إلى آخِرِها أن يَنتَقِلوا إلى المُدُن.‏ + ٢٢ لكنَّهُ لم يَشتَرِ أرضَ الكَهَنَة.‏ + فهُم لم يُضطَرُّوا أن يَبيعوا أرضَهُم لِأنَّهُم كانوا يَأخُذونَ حِصَصَ الطَّعامِ مِن فِرْعَوْن ويَعيشونَ مِنها.‏ ٢٣ ثُمَّ قالَ يُوسُف لِلشَّعب:‏ «أنا اشتَرَيتُكُمُ اليَومَ أنتُم وأراضِيَكُم لِفِرْعَوْن.‏ خُذوا بُذورًا وازرَعوا الأرض.‏ ٢٤ وعِندَ الحَصاد،‏ تُعْطونَ خُمسَ المَحصولِ لِفِرْعَوْن.‏ + أمَّا الباقي فتَحتَفِظونَ بهِ لِيَكونَ بُذورًا لِلحَقلِ وطَعامًا لكُم ولِأوْلادِكُم ولِمَن في بُيوتِكُم».‏ ٢٥ فقالوا:‏ «أنقَذتَ حَياتَنا يا سَيِّدي!‏ + يا لَيتَكَ تَرْضى عنَّا فنَصيرَ عَبيدًا لِفِرْعَوْن».‏ + ٢٦ فوَضَعَ يُوسُف قانونًا على أرضِ مِصْر إلى هذا اليَوم،‏ وهو أن يَكونَ خُمسُ المَحصولِ لِفِرْعَوْن.‏ لكنَّ أرضَ الكَهَنَةِ فَقَط لم تُصبِحْ لِفِرْعَوْن.‏ +

٢٧ وسَكَنَ الإسْرَائِيلِيُّونَ في مِصْر،‏ في أرضِ جَاسَان،‏ + وتَمَلَّكوا فيها وأنجَبوا أوْلادًا وتَزايَدوا جِدًّا.‏ + ٢٨ وعاشَ يَعْقُوب في أرضِ مِصْر ١٧ سَنَة،‏ فكانَ مَجموعُ السَّنَواتِ الَّتي عاشَها يَعْقُوب ١٤٧ سَنَة.‏ +

٢٩ ولمَّا أوْشَكَ إسْرَائِيل أن يَموت،‏ + استَدْعى ابْنَهُ يُوسُف وقالَ له:‏ «إذا أرَدتَ أن تَعمَلَ معي مَعروفًا،‏ فضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخْذي واحلِفْ أنَّكَ ستُظهِرُ لي المَحَبَّةَ والوَلاء.‏ أرْجوكَ لا تَدفِنِّي في مِصْر.‏ + ٣٠ حينَ أموت،‏ * احمِلْني مِن مِصْر وادفِنِّي في مَقبَرَةِ آبائي».‏ + فقالَ لهُ يُوسُف:‏ «سأفعَلُ كما قُلت».‏ ٣١ فقالَ إسْرَائِيل:‏ «إحلِفْ لي».‏ فحَلَفَ لهُ يُوسُف.‏ + عِندَئِذٍ،‏ سَجَدَ إسْرَائِيل عِندَ رَأسِ سَريرِه.‏ +

٤٨ وبَعدَ فَترَةٍ مِنَ الوَقت،‏ قيلَ لِيُوسُف:‏ «أبوكَ مَريض».‏ فأخَذَ ابْنَيْهِ مَنَسَّى وأَفْرَايِم وذَهَبوا عِندَ يَعْقُوب.‏ + ٢ ولمَّا قيلَ لِيَعْقُوب إنَّ ابْنَهُ يُوسُف أتى لِيَراه،‏ استَجمَعَ قُوَّتَهُ * وجَلَسَ على سَريرِه.‏ ٣ وقالَ يَعْقُوب لِيُوسُف:‏

‏«اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ ظَهَرَ لي في لُوز،‏ في أرضِ كَنْعَان،‏ وبارَكَني.‏ + ٤ وقالَ لي:‏ ‹سأُكَثِّرُ نَسلَكَ وأَزيدُه،‏ وأجعَلُكَ أبًا لِجَماعَةٍ مِنَ الشُّعوب.‏ + وسَأُعْطي هذِهِ الأرضَ مِلْكًا دائِمًا لِنَسلِكَ مِن بَعدِك›.‏ + ٥ والآن،‏ إنَّ ابْنَيْكَ اللَّذَيْنِ أنجَبتَهُما في أرضِ مِصْر قَبلَ أن آتِيَ إلَيكَ يَكونانِ لي.‏ + أَفْرَايِم ومَنَسَّى سيَصيرانِ ابْنَيَّ مِثلَ رَأُوبِين وشَمْعُون.‏ + ٦ لكنَّ الأوْلادَ الَّذينَ تَلِدُهُم بَعدَهُما يَكونونَ لك،‏ ويَكونُ ميراثُهُم جُزْءًا مِن حِصَّةِ أخَوَيْهِم.‏ + ٧ أمَّا أنا فلمَّا كُنتُ قادِمًا مِن فَدَّان أَرَام،‏ * ماتَت أُمُّكَ رَاحِيل + بِقُربي في أرضِ كَنْعَان،‏ قَبلَ مَسافَةٍ مِن وصولِنا إلى أَفْرَاتَة.‏ + فدَفَنتُها هُناك في الطَّريقِ إلى أَفْرَاتَة،‏ أي بَيْت لَحْم».‏ +

٨ ثُمَّ رَأى إسْرَائِيل ابْنَيْ يُوسُف وسَأل:‏ «مَن هذان؟‏».‏ ٩ فأجابَ يُوسُف أباه:‏ «إنَّهُما ابْنايَ اللَّذانِ أعْطاني إيَّاهُما اللّٰهُ هُنا».‏ + فقالَ أبوه:‏ «أَحضِرْهُما إلَيَّ لِأُبارِكَهُما».‏ + ١٠ وكانَ نَظَرُ إسْرَائِيل ضَعيفًا لِأنَّهُ كَبِرَ في العُمر،‏ وبِالكادِ كانَ يَرى.‏ فقَرَّبَ يُوسُف ابْنَيْهِ إلى أبيه،‏ فقَبَّلَهُما وعانَقَهُما.‏ ١١ وقالَ إسْرَائِيل لِيُوسُف:‏ «لم أتَخَيَّلْ أبَدًا أنِّي سأرى وَجهَكَ مَرَّةً أُخْرى.‏ + لكنَّ اللّٰهَ أراني نَسلَكَ أيضًا».‏ ١٢ ثُمَّ أبعَدَ يُوسُف ابْنَيْهِ عن أبيه،‏ * وسَجَدَ أمامَه.‏

١٣ وأخَذَ يُوسُف بِيَدِهِ اليَمينِ ابْنَهُ أَفْرَايِم،‏ + وبِيَدِهِ الشِّمالِ ابْنَهُ مَنَسَّى،‏ + وقَرَّبَهُما كِلَيْهِما إلى إسْرَائِيل:‏ أَفْرَايِم إلى شِمالِ إسْرَائِيل ومَنَسَّى إلى يَمينِه.‏ ١٤ لكنَّ إسْرَائِيل مَدَّ يَدَهُ اليَمينَ ووَضَعَها على رَأسِ أَفْرَايِم،‏ مع أنَّهُ الأصغَر،‏ ويَدَهُ الشِّمالَ على رَأسِ مَنَسَّى.‏ وَضَعَ يَدَيْهِ هكَذا قَصدًا،‏ مع أنَّهُ كانَ يَعرِفُ أنَّ مَنَسَّى هوَ الابْنُ البِكر.‏ + ١٥ ثُمَّ بارَكَ يُوسُف وقال:‏ +

‏«اللّٰهُ الَّذي سارَ معهُ أبَوايَ إبْرَاهِيم وإسْحَاق،‏ +

اللّٰهُ الَّذي كانَ راعِيَّ كُلَّ حَياتي إلى هذا اليَوم،‏ +

١٦ اللّٰهُ الَّذي خَلَّصَني بِواسِطَةِ مَلاكِهِ مِن كُلِّ ضيقَة،‏ + يُبارِكُ الصَّبِيَّيْن.‏ +

ولْيَحمِلا اسْمي واسْمَ أبَوَيَّ إبْرَاهِيم وإسْحَاق،‏

ولْيَكثُرا جِدًّا في الأرض».‏ +

١٧ فلمَّا رَأى يُوسُف أنَّ أباهُ وَضَعَ يَدَهُ اليَمينَ على رَأسِ أَفْرَايِم،‏ لم يُعجِبْهُ ذلِك.‏ فحاوَلَ أن يُمسِكَ بِيَدِ أبيهِ لِيَنقُلَها مِن رَأسِ أَفْرَايِم إلى رَأسِ مَنَسَّى.‏ ١٨ وقالَ لِأبيه:‏ «لَيسَ هكَذا يا أبي،‏ لِأنَّ هذا هوَ الابْنُ البِكر.‏ + ضَعْ يَدَكَ اليَمينَ على رَأسِهِ هو».‏ ١٩ فرَفَضَ أبوهُ وقال:‏ «أعرِفُ يا ابْني،‏ أعرِف.‏ هو أيضًا يَصيرُ شَعبًا وهو أيضًا يَصيرُ عَظيمًا.‏ لكنَّ أخاهُ الأصغَرَ يَكونُ أعظَمَ مِنه،‏ + ونَسلُهُ يَكثُرُ جِدًّا ويُشَكِّلُ شُعوبًا بِكامِلِها».‏ + ٢٠ وتابَعَ كَلامَهُ وبارَكَهُما في ذلِكَ اليَومِ + قائِلًا:‏

‏«لِيَذكُرْكَ الإسْرَائِيلِيُّونَ حينَ يَدْعونَ بِالبَرَكَةِ لِأحَد،‏ فيَقولون:‏

‏‹يا لَيتَ اللّٰهَ يَجعَلُكَ مِثلَ أَفْرَايِم ومَنَسَّى!‏›».‏

وهكَذا بَقِيَ إسْرَائِيل يُقَدِّمُ أَفْرَايِم على مَنَسَّى.‏

٢١ ثُمَّ قالَ إسْرَائِيل لِيُوسُف:‏ «سأموتُ قَريبًا،‏ + لكنَّ اللّٰهَ سيَبْقى معكُم ويَرُدُّكُم إلى أرضِ آبائِكُم.‏ + ٢٢ وأنا سأُعْطيكَ حِصَّةً واحِدَة * زِيادَةً عن إخوَتِكَ مِنَ الأرضِ الَّتي أخَذتُها بِسَيفي وقَوْسي مِنَ الأَمُورِيِّين».‏

٤٩ ثُمَّ استَدْعى يَعْقُوب أبناءَهُ وقال:‏ «إجتَمِعوا لِأُخبِرَكُم ماذا سيَحدُثُ لكُم في آخِرِ الأيَّام.‏ ٢ إجتَمِعوا واسمَعوا يا أبناءَ يَعْقُوب،‏ اسمَعوا لِأبيكُم إسْرَائِيل.‏

٣ ‏«رَأُوبِين،‏ + أنتَ ابْني البِكر،‏ + أنتَ قُوَّتي وأوَّلُ ثَمَرَةٍ لِرُجولَتي.‏ كُنتَ مُتَفَوِّقًا في الكَرامَةِ والقُوَّة.‏ ٤ لكنَّكَ لن تَظَلَّ مُتَفَوِّقًا لِأنَّكَ مِثلُ المِياهِ الهائِجَة لا تُضبَط.‏ فأنتَ صَعِدتَ على سَريرِ أبيكَ *+ ونَجَّستَه.‏ نَعَم،‏ هذا ما فَعَلَهُ رَأُوبِين!‏

٥ ‏«شَمْعُون ولَاوِي أخَوان.‏ + سُيوفُهُما أسلِحَةٌ لِلعُنف.‏ + ٦ لا تَتَواجَدُ نَفْسي معهُما،‏ ولا يَرتَبِطُ صيتي * بِجَماعَتِهِما.‏ فهُما قَتَلا أُناسًا حينَ غَضِبا،‏ + وشَلَّا * ثيرانًا لِيَتَسَلَّيا.‏ ٧ مَلعونٌ غَضَبُهُما لِأنَّهُ وَحشِيّ،‏ وغَيظُهُما لِأنَّهُ شَرِس.‏ + أُفَرِّقُهُما في أرضِ يَعْقُوب وأُشَتِّتُهُما في أرضِ إسْرَائِيل.‏ +

٨ ‏«أمَّا أنتَ يا يَهُوذَا،‏ + فيَمدَحُكَ * إخوَتُك.‏ + تَكونُ يَدُكَ على رَقَبَةِ أعدائِك.‏ + وأبناءُ أبيكَ يَسجُدونَ أمامَك.‏ + ٩ يَهُوذَا هوَ ابْنُ أسَد.‏ + أنتَ تَأكُلُ الفَريسَةَ وتَقومُ يا ابْني.‏ يَتَمَدَّدُ ويَرتاحُ مِثلَ أسَد.‏ ومَن يَتَجَرَّأُ أن يُزعِجَ أسَدًا؟‏!‏ ١٠ لا تَزولُ عَصا المُلْكِ * مِن يَهُوذَا + ولا عَصا القِيادَةِ مِن عِندِ قَدَمَيْه،‏ إلى أن يَأتِيَ شِيلُوه *+ الَّذي يَحِقُّ لهُ أن تُطيعَهُ الشُّعوب.‏ + ١١ يَربُطُ حِمارَهُ بِالكَرمَةِ وجَحشَهُ بِأفضَلِ الكُروم.‏ يَغسِلُ مَلابِسَهُ بِالنَّبيذ،‏ وثِيابَهُ بِعَصيرِ العِنَب.‏ ١٢ عَيْناهُ مُحْمَرَّتانِ مِنَ النَّبيذ،‏ وأسنانُهُ مُبْيَضَّة مِنَ الحَليب.‏

١٣ ‏«زَبُولُون + يَسكُنُ عِندَ شاطِئِ البَحر،‏ عِندَ مَرفَإ السُّفُن،‏ + وحُدودُهُ تَمتَدُّ صَوبَ صَيْدُون.‏ +

١٤ ‏«يَسَّاكِر + حِمارٌ قَوِيّ،‏ يَجلِسُ لِيَرتاحَ وهو مُحَمَّلٌ مِنَ الجِهَتَيْن.‏ ١٥ يَرى أنَّ مَكانَ إقامَتِهِ جَيِّدٌ وأنَّ أرضَهُ جَميلَة،‏ فيَحْني كِتفَهُ لِيَحمِلَ الأثقالَ ويَقبَلُ أعمالَ السُّخرَة.‏

١٦ ‏«دَان + يَكونُ قاضِيًا لِشَعبِه؛‏ سِبطٌ في إسْرَائِيل سيَفعَلُ ذلِك.‏ + ١٧ دَان يَكونُ حَيَّةً على جانِبِ الطَّريق،‏ حَيَّةً لها قَرنانِ على طَرَفِ الطَّريق،‏ تَلدَغُ الحِصانَ في كَعْبِ رِجلِهِ فيَقَعُ راكِبُهُ إلى الوَراء.‏ + ١٨ لكنِّي أنتَظِرُ الخَلاصَ مِنكَ أنتَ يا يَهْوَه.‏

١٩ ‏«جَاد + تَهجُمُ علَيهِ العِصابات،‏ لكنَّهُ يَصُدُّهُم ويَهجُمُ علَيهِم فيما هُم يَتَراجَعون.‏ +

٢٠ ‏«أَشِير + خُبزُهُ كَثير،‏ * ويُزَوِّدُ طَعامًا يَليقُ بِمُلوك.‏ +

٢١ ‏«نَفْتَالِي + غَزالَةٌ * رَشيقَة.‏ يَقولُ كَلامًا جَميلًا.‏ +

٢٢ ‏«يُوسُف + غُصنُ شَجَرَةٍ مُثمِرَة،‏ شَجَرَةٍ مُثمِرَة على نَبعِ ماء،‏ امتَدَّت أغصانُها * فَوقَ السُّور.‏ ٢٣ لكنَّ الَّذينَ يَرْمونَ السِّهامَ حَقَدوا علَيهِ وضايَقوهُ ورَمَوْهُ بِسِهامِهِم.‏ + ٢٤ مع ذلِك،‏ بَقِيَ قَوْسُهُ ثابِتًا في مَكانِه،‏ + وظَلَّت يَداهُ قَوِيَّتَيْنِ تَرْمِيانِ السِّهامَ بِسُرعَة.‏ + هذا بِفَضلِ يَدَيِ القَديرِ الَّذي ساعَدَ يَعْقُوب؛‏ هوَ الرَّاعي،‏ صَخرَةُ إسْرَائِيل.‏ ٢٥ إنَّهُ * هَدِيَّةٌ مِن إلهِ أبيه،‏ الإلهِ الَّذي سيُساعِدُه.‏ وهو قَريبٌ مِنَ القادِرِ على كُلِّ شَيءٍ الَّذي سيُبارِكُهُ بِبَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ مِن فَوق،‏ بِبَرَكاتٍ مِن عُمقِ الأرضِ مِن تَحت،‏ + بِبَرَكاتٍ مِنَ الرَّحِمِ والثَّدْيَيْن.‏ ٢٦ بَرَكاتُ أبيهِ أعظَمُ مِن خَيراتِ الجِبالِ الَّتي تَبْقى إلى الأبَد،‏ وأعظَمُ مِن جَمالِ التِّلالِ الَّتي لا تَزول.‏ + ستَبْقى هذِهِ البَرَكاتُ على رَأسِ يُوسُف،‏ على أعْلى رَأسِ يُوسُف المُختارِ مِن بَينِ إخوَتِه.‏ +

٢٧ ‏«بِنْيَامِين + يُمَزِّقُ فَريسَتَهُ كالذِّئب.‏ + في الصَّباحِ يَأكُلُ الفَريسَة،‏ وفي المَساءِ يُقَسِّمُ أرباحَ الحَرب».‏ +

٢٨ جَميعُ هؤُلاء هُم أسباطُ إسْرَائِيل الـ‍ ١٢،‏ وهذا ما قالَهُ لهُم أبوهُم حينَ بارَكَهُم.‏ أعْطى كُلَّ واحِدٍ البَرَكَةَ المُناسِبَة له.‏ +

٢٩ ثُمَّ أوْصاهُم قائِلًا:‏ «أنا سأنضَمُّ إلى آبائي.‏ *+ إدفِنوني مع آبائي في المَغارَةِ الَّتي في حَقلِ عَفْرُون الحِثِّيّ،‏ + ٣٠ المَغارَةِ الَّتي في حَقلِ المَكْفِيلَة قُربَ مَمْرَا في أرضِ كَنْعَان؛‏ إنَّهُ الحَقلُ الَّذي اشتَراهُ إبْرَاهِيم مِن عَفْرُون الحِثِّيِّ لِيَكونَ مَدفِنًا خاصًّا به.‏ ٣١ هُناك دَفَنوا إبْرَاهِيم وزَوجَتَهُ سَارَة.‏ + هُناك دَفَنوا إسْحَاق + وزَوجَتَهُ رِفْقَة،‏ وهُناك دَفَنتُ لَيْئَة.‏ ٣٢ الحَقلُ والمَغارَةُ الَّتي فيهِ اشتَراهُما إبْرَاهِيم مِنَ الحِثِّيِّين».‏ +

٣٣ وهكَذا انتَهى يَعْقُوب مِن إعطاءِ وَصِيَّتِهِ لِأبنائِه.‏ ثُمَّ تَمَدَّدَ على السَّريرِ وتَنَفَّسَ نَفَسَهُ الأخيرَ وانضَمَّ إلى آبائِه.‏ *+

٥٠ فرَمى يُوسُف نَفْسَهُ على أبيهِ + وبَكى علَيهِ وقَبَّلَه.‏ ٢ ثُمَّ أمَرَ يُوسُف الأطِبَّاءَ الَّذينَ في خِدمَتِهِ أن يُحَنِّطوا + أباه.‏ فحَنَّطَ الأطِبَّاءُ إسْرَائِيل.‏ ٣ واستَغرَقَ ذلِك ٤٠ يَومًا كامِلًا،‏ وهيَ الفَترَةُ اللَّازِمَة لِلتَّحنيط.‏ وبَكى علَيهِ المِصْرِيُّونَ ٧٠ يَومًا.‏

٤ ولمَّا انتَهَت أيَّامُ الحِدادِ علَيه،‏ كَلَّمَ يُوسُف المَسؤولينَ عِندَ * فِرْعَوْن وقالَ لهُم:‏ «لي طَلَبٌ عِندَكُم.‏ أوْصِلوا هذِهِ الرِّسالَةَ إلى فِرْعَوْن:‏ ٥ ‏‹حَلَّفَني أبي + قائِلًا:‏ «سأموتُ قَريبًا.‏ + إدفِنِّي في القَبرِ الَّذي جَهَّزتُهُ لِنَفْسي + في أرضِ كَنْعَان».‏ + فاسمَحْ لي مِن فَضلِكَ أن أصعَدَ وأدفِنَ أبي ثُمَّ أعود›».‏ ٦ فرَدَّ فِرْعَوْن:‏ «إذهَبْ وادفِنْ أباكَ مِثلَما حَلَّفَك».‏ +

٧ فصَعِدَ يُوسُف لِيَدفِنَ أباه،‏ ورافَقَهُ كُلُّ خُدَّامِ فِرْعَوْن،‏ الشُّيوخُ + في قَصرِهِ وكُلُّ شُيوخِ أرضِ مِصْر ٨ وكُلُّ أهلِ بَيتِ يُوسُف وإخوَتُهُ وأهلُ بَيتِ أبيه.‏ + ولم يَترُكوا في أرضِ جَاسَان إلَّا أطفالَهُم وغَنَمَهُم وبَقَرَهُم.‏ ٩ ورافَقَهُ أيضًا فُرسانٌ ومَركَبات،‏ + فكانَ المَوْكِبُ عَظيمًا جِدًّا.‏ ١٠ ثُمَّ جاؤُوا إلى بَيدَرِ * أَطَاد الَّذي في مِنطَقَةِ نَهرِ الأُرْدُنّ.‏ وهُناك نَدَبوا يَعْقُوب وبَكَوْا علَيهِ بِحُزنٍ شَديدٍ جِدًّا.‏ وعَمِلَ يُوسُف جَنازَةً لِأبيهِ سَبعَةَ أيَّام.‏ ١١ ورَأى سُكَّانُ الأرضِ الكَنْعَانِيُّونَ الجَنازَةَ في بَيدَرِ أَطَاد فقالوا:‏ «ما أعظَمَ هذِهِ المَناحَةَ عِندَ المِصْرِيِّين!‏».‏ لِذلِك سُمِّيَ المَكان «آبِل مِصْرَايِم»،‏ * وهو في مِنطَقَةِ نَهرِ الأُرْدُنّ.‏

١٢ وعَمِلَ أبناءُ يَعْقُوب مِثلَما أوْصاهُم أبوهُم بِالضَّبط.‏ + ١٣ فحَمَلوهُ إلى أرضِ كَنْعَان ودَفَنوهُ في مَغارَةِ حَقلِ المَكْفِيلَة،‏ الحَقلِ الَّذي قُربَ مَمْرَا.‏ وهوَ الَّذي اشتَراهُ إبْرَاهِيم مِن عَفْرُون الحِثِّيِّ لِيَكونَ مَدفِنًا خاصًّا به.‏ + ١٤ وبَعدَ أن دَفَنَ يُوسُف أباه،‏ رَجَعَ إلى مِصْر هو وإخوَتُهُ وجَميعُ الَّذينَ ذَهَبوا معهُ لِدَفنِ أبيه.‏

١٥ ولمَّا رَأى إخوَةُ يُوسُف أنَّ أباهُم مات،‏ قالوا:‏ «رُبَّما يُوسُف حاقِدٌ علَينا وسَيَجعَلُنا نَدفَعُ ثَمَنَ الشَّرِّ الَّذي فَعَلناهُ به».‏ + ١٦ فأرسَلوا خَبَرًا إلى يُوسُف قائِلين:‏ «أبوكَ أعْطى هذِهِ الوَصِيَّةَ قَبلَ مَوتِه:‏ ١٧ ‏‹قولوا لِيُوسُف:‏ «إخوَتُكَ آذَوْكَ كَثيرًا.‏ أتَوَسَّلُ إلَيكَ أن تُسامِحَهُم على ذَنْبِهِم وخَطِيَّتِهِم»›.‏ والآنَ نَرْجوكَ أن تُسامِحَ خُدَّامَ إلهِ أبيكَ على ذَنْبِهِم».‏ فبَكى يُوسُف حينَ سَمِعَ ذلِك.‏ ١٨ ثُمَّ أتى إخوَتُهُ ورَمَوْا أنفُسَهُم أمامَهُ وقالوا:‏ «نَحنُ عَبيدُك!‏».‏ + ١٩ فقالَ لهُم يُوسُف:‏ «لا تَخافوا.‏ هل أنا مَكانَ اللّٰه؟‏!‏ ٢٠ أنتُم أرَدتُم أن تُؤْذوني،‏ + ولكنْ كما هو واضِحٌ اليَوم،‏ استَخدَمَ اللّٰهُ ذلِك لِلخَيرِ ولِيُنقِذَ حَياةَ كَثيرين.‏ + ٢١ والآنَ لا تَخافوا.‏ سأظَلُّ أُعْطيكُم طَعامًا أنتُم وأطفالَكُم».‏ + وهكَذا طَمَّنَهُم وأراحَ قَلبَهُم بِكَلامِه.‏

٢٢ وبَقِيَ يُوسُف ساكِنًا في مِصْر،‏ هو وكُلُّ عائِلَةِ * أبيه.‏ وعاشَ يُوسُف ١١٠ سِنين.‏ ٢٣ ورَأى يُوسُف أبناءَ أَفْرَايِم وأحفادَه،‏ *+ وأيضًا أبناءَ مَاكِير بْنِ مَنَسَّى.‏ + وكانوا بِالنِّسبَةِ إلى يُوسُف مِثلَ أوْلادِه.‏ * ٢٤ وفي النِّهايَة،‏ قالَ يُوسُف لِإخوَتِه:‏ «سأموتُ قَريبًا،‏ لكنَّ اللّٰهَ سيُوَجِّهُ انتِباهَهُ إلَيكُم + ويُصعِدُكُم مِن هذِهِ الأرضِ إلى الأرضِ الَّتي حَلَفَ أن يُعْطِيَها لِإبْرَاهِيم وإسْحَاق ويَعْقُوب».‏ + ٢٥ وقالَ يُوسُف لِأبناءِ إسْرَائِيل:‏ «إحلِفوا لي أن تَأخُذوا عِظامي مِن هُنا حينَ يُوَجِّهُ اللّٰهُ انتِباهَهُ إلَيكُم».‏ + ٢٦ ثُمَّ ماتَ يُوسُف في مِصْر بِعُمرِ ١١٠ سِنين،‏ فحَنَّطوهُ + ووَضَعوهُ في تابوت.‏

أو:‏ «العظيمة».‏

أو:‏ «وقوة اللّٰه العاملة».‏

أو:‏ «غلاف جوي؛‏ الجو».‏ حرفيًّا:‏ «جَلَد».‏

أو:‏ «غلافًا جويًّا؛‏ الجو».‏ حرفيًّا:‏ «الجَلَد».‏

أو:‏ «الغلاف الجوي؛‏ الجو».‏ حرفيًّا:‏ «الجَلَد».‏

أو:‏ «الغلاف الجوي؛‏ الجو».‏ حرفيًّا:‏ «الجَلَد».‏

أو:‏ «مصادر النور».‏

أو:‏ «الغلاف الجوي؛‏ الجو».‏ حرفيًّا:‏ «جَلَد السماء».‏

أو:‏ «الغلاف الجوي؛‏ الجو».‏ حرفيًّا:‏ «جَلَد السماء».‏

أو:‏ «ليَحكم».‏

أو:‏ «ليَحكم».‏

أو:‏ «الغلاف الجوي؛‏ الجو».‏ حرفيًّا:‏ «جَلَد السماء».‏

أو:‏ «تَحكم».‏

حرفيًّا:‏ «نفوس».‏

أو:‏ «الغلاف الجوي؛‏ الجو».‏ حرفيًّا:‏ «جَلَد السماء».‏

حرفيًّا:‏ «التنانين».‏

حرفيًّا:‏ «النفوس».‏

حرفيًّا:‏ «كل طير له جناح».‏

حرفيًّا:‏ «نفوسًا».‏

كما يتضح،‏ تشمل هذه الكلمة بالعبرانية مخلوقات تزحف على الأرض أو تمشي عليها مثل الحيوانات الصغيرة والحشرات والقوارض كالفئران وغيرها.‏

حرفيًّا:‏ «نفس حيَّة».‏

حرفيًّا:‏ «وكل جيشها».‏

هذه أول مرة يرد فيها اسم اللّٰه،‏ יהוה (‏ي ه‍ و ه‍)‏،‏ الذي يميِّزه عن كل الآلهة الأخرى.‏

أو:‏ «ضبابًا».‏

أو:‏ «كائنًا».‏ بالعبرانية نيفيش،‏ كلمة تعني حرفيًّا «مخلوقًا يتنفس».‏

حرفيًّا:‏ «أربعة رؤوس».‏

حرفيًّا:‏ «حِدَّاقِل».‏

أو:‏ «مساعِدًا مشابهًا له».‏

حرفيًّا:‏ «نفس».‏

الكلمتان اللتان تُنقلان إلى «رجل» و «امرأة» متشابهتان بالعبرانية:‏ إيش (‏إمرُؤ)‏ و إيشَّاه (‏إمرأة)‏.‏

أو:‏ «ويبقى مع زوجته».‏

أو:‏ «ذكية؛‏ ماكرة».‏

حرفيًّا:‏ «شهية للعيون».‏

حرفيًّا:‏ «زَرْعكِ؛‏ بزرتكِ».‏

أو:‏ «تسحقين؛‏ تؤذين».‏

حرفيًّا:‏ «العَقِب [أي كعب الرِّجل]».‏

معناه:‏ «إنسان من تراب؛‏ ناس؛‏ بشر».‏

الحسك هو نبات شائك.‏

أو:‏ «وجهك».‏

معناه:‏ «حيَّة [أي التي فيها حياة]».‏

حرفيًّا:‏ «وسقط وجهه».‏

أو:‏ «أفَلَن تُرفَع؟‏».‏

أو:‏ «تنتظر عند الباب كي تصطادك».‏

حرفيًّا:‏ «قوَّتها».‏

حرفيًّا:‏ «من وجه الأرض».‏

أو:‏ «أرض نود».‏

أو:‏ «المزمار».‏

معناه:‏ «معيَّن».‏

أو:‏ «عيَّن لي».‏

أو:‏ «آدم؛‏ البشر».‏

معناه على الأرجح:‏ «راحة؛‏ تعزية».‏

أو:‏ «يعزِّينا».‏

هذا التعبير في اللغة العبرانية يشير إلى الملائكة.‏

أو:‏ «لأنه يتصرَّف كما يريد الجسد».‏

ربما معناه «المُسقِطون»،‏ أي الذين يسبِّبون سقوط الآخرين.‏

أو:‏ «ندم؛‏ حزن».‏

كما يتضح،‏ تشمل هذه الكلمة بالعبرانية مخلوقات تزحف على الأرض أو تمشي عليها مثل الحيوانات الصغيرة والحشرات والقوارض كالفئران وغيرها.‏

حرفيًّا:‏ «تامًّا؛‏ كاملًا».‏

حرفيًّا:‏ «كل جسد».‏

حرفيًّا:‏ «صندوقًا»؛‏ سفينة كبيرة.‏

أو:‏ «قَطراني».‏

تقريبًا طوله ١٣٤ م وعرضه ٢٢ م وارتفاعه ١٣ م.‏ ١ ذراع = ٥‏,٤٤ سم تقريبًا.‏

بالعبرانية صوهار.‏ رأي آخر يقول إن كلمة صوهار لا تشير إلى نافذة أو فتحة للإضاءة،‏ بل إلى سقف مائل،‏ ومقدار ميلانه ذراع.‏

حرفيًّا:‏ «كل جسد فيه روح حياة».‏

أو:‏ «معاهدة؛‏ اتفاقًا».‏

أو ربما:‏ «سبعة أزواج من كل حيوان طاهر».‏

أو ربما:‏ «سبعة أزواج من كل طيور السماء».‏

حرفيًّا:‏ «انفجرت ينابيع المياه العميقة العظيمة وانفتحت طاقات السماء».‏

كما يتضح،‏ تشمل هذه الكلمة بالعبرانية مخلوقات تزحف على الأرض أو تمشي عليها مثل الحيوانات الصغيرة والحشرات والقوارض كالفئران وغيرها.‏

حرفيًّا:‏ «كل جسد فيه روح حياة».‏

حرفيًّا:‏ «كل جسد».‏

‏٥‏,٦ م تقريبًا.‏ ١ ذراع = ٥‏,٤٤ سم تقريبًا.‏

حرفيًّا:‏ «كل جسد».‏

إشارة كما يتضح إلى الحيوانات الصغيرة التي تعيش في مجموعات.‏

حرفيًّا:‏ «كل ما في أنفه نسمة روح الحياة».‏

حرفيًّا:‏ «تذكَّر اللّٰه».‏

حرفيًّا:‏ «انسدت ينابيع المياه العميقة وطاقات السماء».‏

حرفيًّا:‏ «كل مخلوق حيٍّ من كل جسد».‏

كما يتضح،‏ تشمل هذه الكلمة بالعبرانية مخلوقات تزحف على الأرض أو تمشي عليها مثل الحيوانات الصغيرة والحشرات والقوارض كالفئران وغيرها.‏

أو:‏ «ترضيه؛‏ تهدِّئه».‏ حرفيًّا:‏ «مريحة».‏

حرفيًّا:‏ «دُفعَت إلى يدكم».‏

حرفيًّا:‏ «لحمًا بنفسه».‏

أو:‏ «يسفك دم نفوسكم».‏

أو:‏ «معاهدة؛‏ اتفاقًا».‏

حرفيًّا:‏ «كل نفس حيَّة».‏

حرفيًّا:‏ «كل جسد».‏

حرفيًّا:‏ «كل نفس حيَّة».‏

حرفيًّا:‏ «كل نفس حيَّة من كل جسد».‏

حرفيًّا:‏ «كل جسد».‏

حرفيًّا:‏ «كل نفس حيَّة من كل جسد».‏

أو:‏ «محاربًا».‏

حرفيًّا:‏ «كانت بداية مملكته».‏

أو ربما:‏ «هذه المدن تؤلِّف المدينة العظيمة».‏

أو ربما:‏ «وهو الأخ الأكبر ليافث».‏

معناه:‏ «إنقسام».‏

أو:‏ «سكان الأرض».‏

أو:‏ «لِبنًا؛‏ طوبًا».‏

أو:‏ «ونبلبل لغتهم».‏

معناه:‏ «بلبلة».‏

أو:‏ «لأن يهوه هناك بلبل لغة كل الأرض».‏

حرفيًّا:‏ «النفوس».‏

أو:‏ «ليتغرَّب هناك؛‏ ليعيش كأجنبي».‏

أو:‏ «وتبقى نفسي حيَّة».‏

أو:‏ «سهل سدِّيم المنخفض».‏

أي:‏ البحر الميت.‏

أو:‏ «البرية».‏

أو:‏ «مخيِّمًا».‏

حرفيًّا:‏ «أخاه».‏

أو:‏ «سهل شوى المنخفض».‏

حرفيًّا:‏ «النفوس».‏

حرفيًّا:‏ «ابن».‏

حرفيًّا:‏ «الذي يخرج من أحشائك».‏

حرفيًّا:‏ «فحَسِب له ذلك برًّا».‏

حرفيًّا:‏ «عِجلة».‏ المقصود هنا بقرة لم تلد.‏

أو:‏ «تِرغلَّة؛‏ قُمريَّة».‏

أو:‏ «سيسكن كأجنبي».‏

حرفيًّا:‏ «تذهب إلى آبائك».‏

أو:‏ «لأن وقت معاقبة الأموريين لم يأتِ بعد».‏

أو:‏ «معاهدة؛‏ اتفاقًا».‏

حرفيًّا:‏ «وضعتُ خادمتي في حضنك».‏

حرفيًّا:‏ «وتواضعي تحت يدها».‏

معناه:‏ «اللّٰه يسمع».‏

أو:‏ «أخدري»،‏ وهو نوع من الحمير الوحشية مع أن البعض يعتقدون أنه يشير إلى حمار الزَّرد (‏المخطَّط)‏.‏ ويشير هذا الوصف على الأرجح إلى ميل إلى الاستقلالية.‏

حرفيًّا:‏ «يده على الجميع ويد الجميع عليه».‏

أو ربما:‏ «يعيش في عداوة مع كل إخوته».‏

حرفيًّا:‏ «دعت».‏

معناه:‏ «بئر الحيِّ الذي يراني».‏

حرفيًّا:‏ «تامًّا؛‏ كاملًا».‏

أو:‏ «معاهدتي؛‏ اتفاقي».‏

معناه:‏ «أب عالٍ (‏مرفَّع)‏».‏

معناه:‏ «أب لجمهور (‏لجمع)‏؛‏ أب لكثيرين».‏

حرفيًّا:‏ «تُقطَع تلك النفس من شعبها».‏

ربما معناه:‏ «مشاكِسة».‏

معناه:‏ «أميرة».‏

معناه:‏ «ضِحْك».‏

حرفيًّا:‏ «ثلاثة أصواع».‏ كمية تعادل ١٠ كلغ تقريبًا من الطحين.‏ ١ صاع = ٣٣‏,٧ ل.‏

أو:‏ «وقد انقطعت الدورة الشهرية عن سارة».‏

حرفيًّا:‏ «عرفتُه».‏

حرفيًّا:‏ «خبزًا بلا خميرة».‏

حرفيًّا:‏ «لأنهما لهذا دخلا تحت ظل سقفي».‏

أو:‏ «وتدافعوا حول لوط».‏

أو:‏ «سمع صراخًا عاليًا».‏

أو:‏ «تعاطف مع لوط».‏

حرفيًّا:‏ «نفسك».‏

أو:‏ «ولائك؛‏ محبتك الثابتة».‏

حرفيًّا:‏ «نفسي».‏

حرفيًّا:‏ «تحيا نفسي».‏

معناه:‏ «صغير».‏

حرفيًّا:‏ «دخان الأتون».‏

أو:‏ «متغرِّبًا؛‏ يعيش كأجنبي».‏

حرفيًّا:‏ «مِلك».‏

أي:‏ لم يُقم معها علاقة جنسية.‏

أو:‏ «فعلتُ ذلك بقلب صادق ويدين طاهرتين».‏

أو:‏ «وأن محبتكِ ثابتة».‏

حرفيًّا:‏ «إنها لكِ غطاء للعيون».‏

أو:‏ «كان قد أغلق تماما كل رحم في بيت أبيمالك».‏

أو ربما:‏ «يضحك عليَّ».‏

حرفيًّا:‏ «لصوتها».‏

أو:‏ «نسلك».‏

حرفيًّا:‏ «قِربة؛‏ زِقًّا».‏

حرفيًّا:‏ «على بُعد رمية قوس».‏

أو:‏ «وأنك ستُظهِر محبة ثابتة».‏

ربما معناه:‏ «بئر الحَلْف» أو «بئر السبعة».‏

أو:‏ «تغرَّب إبراهيم؛‏ سكن كأجنبي».‏

حرفيًّا:‏ «أيامًا كثيرة».‏

حرفيًّا:‏ «ذبيحة مُحرقة».‏

معناه:‏ «يهوه يدبِّر؛‏ يهوه يرى».‏

حرفيًّا:‏ «زَرْعك؛‏ بزرتك».‏

حرفيًّا:‏ «بوابة».‏

حرفيًّا:‏ «وسُرِّيَّته واسمها رؤومة».‏

أو:‏ «نزيل».‏

أو ربما:‏ «زعيم عظيم».‏

‏٦‏,٤ كلغ تقريبًا.‏ ١ شاقل = ٤‏,١١ غ.‏

‏٦‏,٤ كلغ تقريبًا.‏

أو:‏ «محبتك الثابتة».‏

أو:‏ «محبتك الثابتة».‏

‏٧‏,٥ غ.‏ ١ شاقل = ٤‏,١١ غ.‏

‏١١٤ غ.‏

إشارة على الأرجح إلى لابان.‏

حرفيًّا:‏ «الذي سرتُ أمامه».‏

حرفيًّا:‏ «أتَّجه يمينًا أو شمالًا».‏

أو:‏ «لا نقدر أن نُكلِّمك بشرٍّ أو بخير».‏

حرفيًّا:‏ «مُرضعتها».‏ المرأة التي أرضعت رفقة أصبحت الآن خادمتها.‏

حرفيًّا:‏ «لآلاف الرِّبوات».‏ ١ رِبوة = ٠٠٠‏,١٠.‏

حرفيًّا:‏ «بوابات».‏

حرفيًّا:‏ «السُّرِّيَّتين».‏

تعبير شعري يشير إلى الموت.‏

أو:‏ «ومخيَّماتهم المسوَّرة».‏

تعبير شعري يشير إلى الموت.‏

أو ربما:‏ «وعاشوا في عداوة مع جميع إخوتهم».‏

معناه:‏ «أشعَر».‏

معناه:‏ «مَن يمسك بالعَقِب [أي بكعب الرِّجل]؛‏ مَن يأخذ مكان غيره».‏

حرفيًّا:‏ «من الأحمر،‏ هذا الأحمر».‏

معناه:‏ «أحمر».‏

أو:‏ «يعانق».‏

معناه:‏ «نزاع».‏

معناه:‏ «شكوى».‏

معناه:‏ «أماكن رَحْبة [أي واسعة]».‏

حرفيًّا:‏ «مرارة روح».‏

حرفيًّا:‏ «تباركك نفسي».‏

حرفيًّا:‏ «تباركني نفسك».‏

حرفيًّا:‏ «تباركك نفسي».‏

حرفيًّا:‏ «تباركني نفسك».‏

معناه:‏ «مَن يمسك بالعَقِب [أي بكعب الرِّجل]؛‏ مَن يأخذ مكان غيره».‏

حرفيًّا:‏ «تكسر نيره عن رقبتك».‏

حرفيًّا:‏ «أيام مناحة».‏

أو:‏ «أخوك عيسو يعزِّي نفسه بفكرة قتلك».‏

أو:‏ «سُلَّمًا».‏

معناه:‏ «بيت اللّٰه».‏

حرفيًّا:‏ «أنه أخو أبيها».‏

حرفيًّا:‏ «أنت فعلا عظمي ولحمي».‏

حرفيًّا:‏ «أخي».‏

أو:‏ «كي أُقيم معها علاقة».‏

أو:‏ «ليُقيم معها علاقة».‏

أو:‏ «فأقام يعقوب علاقة مع راحيل».‏

حرفيًّا:‏ «مكروهة».‏

حرفيًّا:‏ «فتح رحمها».‏

معناه:‏ «أُنظروا،‏ إنه ابن!‏».‏

معناه:‏ «سَماع».‏

معناه:‏ «إلتصاق؛‏ متعلِّق».‏

أو:‏ «سأحمد».‏

معناه:‏ «مَن ينال التسبيح أو الحمْد».‏

حرفيًّا:‏ «منع عنكِ ثمرة البطن».‏

حرفيًّا:‏ «تلد على ركبتيَّ».‏

معناه:‏ «ديَّان؛‏ قاضٍ».‏

معناه:‏ «مصارعاتي».‏

معناه:‏ «توفيق».‏

معناه:‏ «سعيد؛‏ سعادة».‏

نبات له ثمر أصفر.‏ وكان يُعتقد أنه يساعد المرأة أن تحبل.‏

معناه:‏ «هو أُجرة».‏

معناه:‏ «تقبُّل».‏ أو ربما:‏ «سكن».‏

حرفيًّا:‏ «وسمع اللّٰه لها وفتح رحمها».‏

إختصار يوسَفيا،‏ ومعناه:‏ «يا ليت ياه يزيد (‏يُضيف)‏».‏

أو ربما:‏ «رأيت أدلة».‏

حرفيًّا:‏ «عشر مرات».‏

حرفيًّا:‏ «مسحتَ».‏

أو:‏ «آلهة المنزل؛‏ الأصنام».‏

أي:‏ نهر الفرات.‏

أو:‏ «أقرباءه».‏ حرفيًّا:‏ «إخوته».‏

حرفيًّا:‏ «إنتبه لنفسك من أن تُكلِّم يعقوب بخير أو شر».‏

حرفيًّا:‏ «أبنائي».‏

حرفيًّا:‏ «عشر مرات».‏

حرفيًّا:‏ «وهيبة إسحاق».‏

حرفيًّا:‏ «يكون شاهدًا بيني وبينك».‏

أو:‏ «لأقربائه».‏ حرفيًّا:‏ «لإخوته».‏

تعبير أرامي معناه:‏ «كومة الشهادة».‏

تعبير عبراني معناه:‏ «كومة الشهادة».‏

أو:‏ «المصفاة».‏

حرفيًّا:‏ «بهيبة أبيه إسحاق».‏

حرفيًّا:‏ «أبناءه».‏

معناه:‏ «معسكَران».‏

أو:‏ «سكنتُ كأجنبي».‏

أو:‏ «الوادي».‏

معناه:‏ «مجاهِد (‏مثابِر)‏ مع اللّٰه» أو «اللّٰه يجاهد».‏

معناه:‏ «وجه اللّٰه».‏

حرفيًّا:‏ «نجت نفسي».‏

أو:‏ «فنيئيل».‏

حرفيًّا:‏ «وتر العصب الوركي (‏عِرق النَّسا)‏».‏

حرفيًّا:‏ «بركتي».‏

معناه:‏ «مظلات؛‏ خيام؛‏ أماكن للحماية».‏

حرفيًّا:‏ «تعلَّقت نفس».‏

حرفيًّا:‏ «وخاطب قلب الفتاة».‏

حرفيًّا:‏ «نجَّس».‏

حرفيًّا:‏ «إبني شكيم نفسه متعلِّقة».‏

حرفيًّا:‏ «صاهرونا».‏

أو:‏ «جعلتماني منبوذًا».‏

أو:‏ «وكان معي في الطريق الذي ذهبت فيه».‏

معناه:‏ «إله بيت إيل».‏

معناه:‏ «سنديانة البكاء».‏

حرفيًّا:‏ «من صُلبك».‏

حرفيًّا:‏ «وكان في خروج نفسها».‏

معناه:‏ «إبن مناحتي».‏

معناه:‏ «إبن اليد اليمين».‏

حرفيًّا:‏ «سُرِّيَّة».‏

أو:‏ «سكن إبراهيم وإسحاق كأجنبيَّين».‏

تعبير شعري يشير إلى الموت.‏

حرفيًّا:‏ «عجوزًا وشبعان أيامًا».‏

حرفيًّا:‏ «كل النفوس».‏

أو:‏ «تغرَّبا فيها؛‏ عاشا كأجنبيَّين».‏

حرفيًّا:‏ «وكان لأليفاز بن عيسو سُرِّيَّة».‏

أو:‏ «سكن فيها أبوه كأجنبي».‏

أو:‏ «ثوبًا طويلًا جميلًا».‏

أو:‏ «سهل حبرون المنخفض».‏

حرفيًّا:‏ «نقتل نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «لاذَنًا وبلسمًا ولحاءً صمغيًّا».‏

كما يبدو،‏ المديانيون هم نفسهم ‹الإسماعيليون› في الآيتين ٢٥ و ٢٧.‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

أو:‏ «كَزيب»،‏ بحسب النص الماسوري.‏

أو:‏ «تمِّم واجب أخي الزوج مع أرملة أخيك».‏

أو:‏ «بغي الهيكل».‏

معناه:‏ «إقتحام؛‏ تمزُّق»،‏ إشارة على الأرجح إلى تمزُّق عند الأم بسبب الولادة.‏

أو:‏ «المحبة الثابتة».‏

حرفيًّا:‏ «أيامًا».‏

حرفيًّا:‏ «يرفع فرعون رأسك».‏

أو:‏ «الولاء؛‏ المحبة الثابتة».‏

حرفيًّا:‏ «الجب؛‏ الحفرة».‏

حرفيًّا:‏ «يرفع فرعون رأسك عنك».‏

حرفيًّا:‏ «رفع رأس».‏

حرفيًّا:‏ «اضطربت روحه».‏

حرفيًّا:‏ «الجب؛‏ الحفرة».‏

أو:‏ «فطين».‏

أو:‏ «لا أكون أعظم منك إلَّا بالعرش».‏

كلمة تعني كما يبدو أن على الناس إظهار الإكرام له.‏

حرفيًّا:‏ «أن يرفع يده أو قدمه».‏

أي:‏ هِليوبوليس.‏

أو:‏ «تنقَّل يوسف في أرض مصر».‏

حرفيًّا:‏ «وقف أمام».‏

أي:‏ هِليوبوليس.‏

معناه:‏ «يُنسِّي».‏

معناه:‏ «ثمر مضاعَف».‏

حرفيًّا:‏ «معاناة نفسه».‏

حرفيًّا:‏ «تُخطئوا إلى».‏

حرفيًّا:‏ «تُنزِلون شيبتي بحزن».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

أو:‏ «أكفله».‏

حرفيًّا:‏ «لاذَنًا ولحاءً صمغيًّا».‏

حرفيًّا:‏ «فم شوالاتكم».‏

حرفيًّا:‏ «البكر بحسب حقوق الابن البكر».‏

حرفيًّا:‏ «فم شواله».‏

أو:‏ «ليقرأ الفال».‏

أو:‏ «يقرأ الفال».‏

حرفيًّا:‏ «تُنزِلون شيبتي بالبليَّة».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

حرفيًّا:‏ «نفسه متعلِّقة بنفسه».‏

حرفيًّا:‏ «فنُنزِل شيبة عبدك أبينا بحزن».‏

بالعبرانية شِئول،‏ المكان المجازي حيث يرقد الأموات.‏

حرفيًّا:‏ «بقيَّة».‏

حرفيًّا:‏ «يجعلني أبًا».‏

حرفيًّا:‏ «وقع على عنق».‏

أو:‏ «دسَم».‏

أو:‏ «نسله».‏

أو:‏ «نسل».‏

أي:‏ هِليوبوليس.‏

أو:‏ «نسل».‏

حرفيًّا:‏ «أبناء».‏

أو:‏ «نسل».‏

حرفيًّا:‏ «وقع على عنقه».‏

أو:‏ «نسكن كأجانب».‏

أو:‏ «متغرِّبًا؛‏ أسكن كأجنبي».‏

أو:‏ «وهم متغرِّبون؛‏ يسكنون كأجانب».‏

حرفيًّا:‏ «الخبز».‏

أو:‏ «أرقد مع آبائي».‏

حرفيًّا:‏ «استجمع إسرائيل قوَّته».‏

حرفيًّا:‏ «فدَّان».‏

حرفيًّا:‏ «أخرجهما من ركبتَيه».‏

أو:‏ «سفح جبل».‏ حرفيًّا:‏ «كتفًا واحدة».‏

أو:‏ «أقمتَ علاقة مع زوجة أبيك».‏

أو ربما:‏ «ميل قلبي».‏

حرفيًّا:‏ «عَرقَبا»،‏ أي قَطَعا وترًا بين ساق الحيوان وفخذه يُسمَّى العرقوب.‏

أو:‏ «فيحمدك».‏

أو:‏ «الصولجان».‏

معناه:‏ «ذاك الذي له؛‏ مَن يحق له».‏

حرفيًّا:‏ «دسِم».‏

حرفيًّا:‏ «أُيَّلة».‏

أو:‏ «أغصانه».‏

أي:‏ يوسف.‏

تعبير شعري يشير إلى الموت.‏

تعبير شعري يشير إلى الموت.‏

حرفيًّا:‏ «كلَّم يوسف بيت».‏

المكان الذي تُفصَل فيه الحبوب عن القش.‏

معناه:‏ «مناحة المصريين».‏

حرفيًّا:‏ «بيت».‏

حرفيًّا:‏ «أبناء الجيل الثالث لأفرايم».‏

حرفيًّا:‏ «وُلدوا على ركبتَي يوسف».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة