هل يمكنكم ان تغلبوا السرطان؟
«لذلك يظهر ان معظم السرطانات البشرية يحتمل منعها.» — «مسببات السرطان.»
«ان نمط حياة المريض ورغبته في المساهمة في عملية الشفاء يمكن ان يؤثرا بطريقة هامة في مجرى صحته او صحتها.» — «الطب الكمالي.»
كيف يمكن غلب السرطان؟ سنبحث ما يجري فعله الآن لمعالجة المرض او لتجنب نتائجه المتلفة. غير ان هنالك مثلا يقول بأن الوقاية خير من العلاج. فلنتأمل اولا في امكانيات الوقاية بواسطة النظام الغذائي.
هل يمكن للنظام الغذائي ان يصنع تباينا؟
هل يمكن لبعض ما نتناوله من الطعام ان يُحدث السرطان؟ يذكر الكتاب «اهمال مميت»: «تُعزى نوعا ما النسب المرتفعة لسرطان القولون والثدي في الولايات المتحدة الى النظام الغذائي.» فما تأكلونه على مر السنين يمكن ان يؤثر في امكانيات ابتداء السرطان. ولذلك يجب على المهتم بصحة جيدة ان يكون مميزا في ما يأكله ويشربه.
يشمل النظام الغذائي ايضا ما يؤخذ من سوائل. وبما ان اساءة استعمال الكحول قد تؤدي الى سرطانات متعددة فان المشورة الواضحة انما هي الشرب باعتدال. ولكن ماذا يعتبره الاطباء «اعتدالا»؟ قد يدهش الجواب كثيرين ممن يظنون انهم يشربون باعتدال: «كأسان من المسكر او اقل يوميا، وخصوصا اذا كنتم تدخنون.» («النظام الغذائي، التغذية والوقاية من السرطان»). وبموجب هذا التعريف، اذا كنتم تتناولون اكثر من كأسين من المسكر يوميا لا تكونون بعدُ معتدلين حسب هذه القرينة للوقاية من السرطان.
والنقطة الحيوية هي أنه يمكننا فعل شيء ما بشأن السرطان اذا اتخذنا افراديا الاجراء الوقائي. ولكن ماذا يلزم لكي يكون للتدابير الوقائية تأثير في العموم؟ يقول جراح السرطان بلايك كادي بصراحة: «ان برنامجا ثقافيا عاما . . . يُبعد الناس عن اللحوم الغنية بالدهنيات الى الاقل دهنا، الى انظمة غذائية بنسبة اقل من الكولسترول، سينجز اكثر مما ينجزه الطب على الاطلاق بالتدخل لتخفيض النسبة السرطانية.» («الهدف: السرطان») وفي هذه الحالة، اية مأكولات يمكن ان تساعد على منع السرطان؟
توصي احدى وكالات الصحة الحكومية بأن يزوّد نظامكم الغذائي على الاقل ٢٥-٣٥ غراما (نحو آونس) من الألياف الطبيعية كل يوم. ويساعد ذلك على ابقاء الامعاء نظيفة طبيعيا. ولكن كيف تحصلون على الألياف في طعامكم؟ كلوا الكثير من الفواكه والخُضر والبسلَّى واللوبيا والخبز الاسمر والحبوب. وكلوا اطعمة كالبطاطا والتفاح والأجاص والدراق بقشورها. وقد تقلّل ايضا خضر من فصيلة الملفوف خطر التعرض لسرطان القولون.
والتوصية الاخرى هي تجنب الدهنيات الحيوانية. وتفضَّل الطيور الداجنة والسمك على اللحم الاحمر. واذا اخترتم اللحم تيقنوا ان فيه او عليه القليل من الدهنيات. اختاروا منتجات الالبان القليلة الدسم او المقشودة. اشملوا المأكولات التي تحتوي على فيتامين أ و ج، كالخضر ذات الورق الاخضر القاتم — البروكولي (نوع من القرنبيط) واللفت والسبانخ والهندباء والقرّة، والشمندر، وحتى اوراق الهندباء البرية الخضراء. واللون الآخر للطعام الجيد الذي يكشف عن فيتامين أ و ج هو البرتقالي الصفرة: الخضر — الجزر والبطاطا الحلوة واليقطين والقرع؛ الفواكه — المشمش والشمَّام والببّايا والدراق والاناناس والبطيخ، هذا اذا ذكرنا بعضها.
وتذكر ايضا مطبوعة «النظام الغذائي، التغذية والوقاية من السرطان»: «تتزايد البراهين على ان اكل الكثير من الدهن (المشبع وغير المشبع على حد سواء) قد يزيد من احتمال الاصابة بسرطانات القولون والثدي والبروستات وبطانة الرحم.» فماذا نستنتج؟ ان نظامكم الغذائي يمكن ان يصنع تباينا في سرطانات كثيرة.
وأية منتجات اخرى يجب ان نتجنبها اذا اردنا ان نقلل من تعرضنا لخطر السرطان؟ مع ان هذه التوصية ربما لا تكون مستحبة عند البعض يجب ان نفحص دور التبغ.
ما يقولونه عن التبغ هو صحيح
كتب الخبيران من جامعة اكسفورد، دول وبيتو: «لا يُعرف تدبير فردي يكون له تأثير كبير في عدد الوفيات المنسوبة الى السرطان كالتقليل من استعمال التبغ. . . . والتأثير الرئيسي يكون في حدوث سرطان الرئة الذي، في اواخر خريف العمر، هو اكبر عند المدخنين المنتظمين اكثر من عشرة اضعاف مما هو عند غير المدخنين طوال حياتهم.»
ان الانقطاع عن التدخين يقلل ايضا من تكرر سرطانات اخرى. «يَنتج ايضا اثر هام في حدوث سرطانات الفم والبلعوم والحنجرة والمريء والمثانة، ومن المحتمل البنكرياس، وربما الكلية.» — «مسببات السرطان.»
كيميائيات تقتل
هل تستنشقون مواد كيميائية في مكان عملكم او يحتكّ بها جلدكم؟ يبرهن البحث الحديث ان بعض الكيميائيات قد تُحدث تفاعلا سرطانيا. وبحسب دايفد ب. رول، مدير برنامج علم السموم القومي للولايات المتحدة، تقترح الادلة ان «١٨ مادة كيميائية قادرة على تسبيب السرطان في الانسان، ويُشتبه في ١٨ مادة اخرى.» وتذكر المطبوعة الصحية للولايات المتحدة «عقد من الاكتشاف»: «تستطيع مادة كيميائية واحدة ان تعمل كمبدئ ومعزّز على حد سواء، او تستطيع مادتان كيميائيتان او اكثر ان تتفاعل لانتاج ورم خبيث.» وفي هذه الحال، ما هي بعض المواد الكيميائية والمهن الخطرة؟
وضعت المطبوعة «مسببات السرطان» قائمة بعوامل الألْكلة، مركبات الامين الاروماتيّ، الأسبستوس، البنزين، كلوريد الفينيل، وبعض المركبات او حالات الاكسدة للزرنيخ والكادميوم والكروم والنيكل. وتدل ايضا ان المهن الخطرة هي صناعة الاثاث من الخشب الصلد والسلع الجلدية بالاضافة الى انتاج كحول الايزوبروبيل. فماذا يمكن فعله اذا تضمن عملكم احد هذه العوامل؟
يتخذ عادة اصحاب الاعمال المسؤولون خطوات لازالة خطر التلوث. ففي بعض الحالات عملت زيادة التهوية على ازالة الأبخرة من منطقة العمل بأكثر سرعة. وفي حالات اخرى يصرف العمال فترات اقصر في منطقة الخطر. وتُستخدم ثياب واقية وكمامات. ومع ذلك فان كلمة التحذير ملائمة هنا.
«لا تعلَم معظم هذه الشركات حتى بوجود هذه المواد الكيميائية، او ان كانت على علم بوجودها فليست لديها اية فكرة عن وجود شيء كمسرطن.» («عقد من الاكتشاف») وفي حالات كهذه ماذا يمكنكم فعله؟ ان لم يكن صاحب العمل على استعداد لحمايتكم، حينئذ قد تضطرون الى النظر في ملاءمة تغيير العمل. فصحتكم، رغم كل شيء، هي من اثمن ما تملكون.
فهل يمكنكم انتم عمل شيء لغلب السرطان؟ اجيبوا اولا عن هذه الاسئلة: هل تحبون الحياة والصحة الجيدة والنشاط؟ هل انتم متأثرون بالهبة الرائعة لجسد سليم؟ هل تريدون ان تغلبوا السرطان؟ اذا كنتم تجيبون بنعَم، حينئذ يمكنكم ان تطوروا دافعا كافيا لصنع تغييرات في نمط حياتكم، تغييرات تعمل على خفض احتمالات ابتداء السرطان في جسدكم. (انظروا الرسم البياني على الصفحة ٦.)
التشخيص المبكر — خطوة اولى نحو الشفاء
ماذا اذا كانت الوقاية متأخرة؟ يذكر الكاتب العلمي ادوارد ج. سيلفستر انه «لا تزال هنالك اخبار سارة للخائفين من ان يصابوا بالسرطان . . .، ولكن . . . معظم التقدم في معالجة السرطان يتعلق بالتشخيص المبكر.» ولذلك ينصح جميع الخبراء في هذا الحقل بالانتباه لعلامات الانذار المحتملة للسرطان. وماذا يمكنكم الانتباه له كعلامات انذار مبكرة؟ اليكم بعضها:
١- تغيير في نماذج او عادات الامعاء او المثانة.
٢- قرح لا يُشفى.
٣- نزف او تصريف غير عاديين.
٤- تغلّظ او تكتّل في الثدي او في ايّ مكان آخر.
٥- عسر هضم قانوني او صعوبة في البلع.
٦- تغيير واضح في ثُؤْلُول او شامة.
٧- سعال مزعج دائم او بُحَّة.
٨- نقصان حديث في الوزن غير معلَّل.
عند الظهور الاول لايّ من هذه الاعراض يجب استشارة الطبيب. وطبعا، ربما لا يدل العرض على السرطان. ولكن كلما اكتشفتم ذلك اسرع كان افضل.
أُنجز تقدم حديث في الكشف المبكر عن الاورام بواسطة رسم الثدي بالاشعة، مخططات الحرارة، المخططات الصوتية (صور فوق السمعيَّة)، مَسْح اضطراب الجو الصافي، مسحات بابانيكولاو وفحص المُبْرزات. والآن يزوّد الخبراء التقنيون ايضا نظام تشخيص مبكر اكثر دقة يُسمّى MRI (التصوير بالرنين المغناطيسي). وكما يوضح الكاتب جون بول، ان مَسْح الـ MRI هو «اجراء لا يتفشى، خال من الاشعاع، وغير مؤلم.» وهو فعال الى حد انه «في دراسة حديثة في هانتنغتن ماديكال وُجدت اورام دماغيّة في ٩٣ مريضا لم يجد فيهم مَسْح اضطراب الجو الصافي ايّ شذوذ دماغي.» («اميريكان واي») ومع انه جهاز غال جدا كان يُنتظر ان يُقام منه نحو ٣٠٠ جهاز في مستشفيات الولايات المتحدة حتى نهاية سنة ١٩٨٦.
موقفكم واقتراحات الطبيب
غالبا ما يكون التجاوب الاول عند إخبار المرء بأنه مصاب بالسرطان هو الإنكار، رفض تصديق ذلك. وفي كتابه «الوقائع عن السرطان» يذكر الدكتور ماكهان ان الإنكار هو «آليّة دفاع طبيعية وصحية هامة جدا ضد الحالات او المعلومات التي تهدد الحياة. لقد وُصف ‹بمورفين النفس› وهو الطريقة التي نرفض بها الافكار التي تؤلم اكثر مما نستطيع احتماله. نحن في الواقع نفتدي الوقت لجمع قوتنا العاطفية لمجابهة الحقيقة، وغالبا ما نسمح للحقيقة بأن تتسرب ببطء كي لا تسحقنا.»
غير انه يقدم انذارا: «الإنكار الشديد المطوَّل يمكن ان يمنعكم من طلب العناية الطبية المبكرة او يجعلكم ترفضون النصيحة والمعالجة الطبيتين بالفشل في قبول التشخيص.»
والتجاوب الآخر قد يكون الخوف او الغضب. ومن المساعد ان يفهم الجميع ان «هدف الغضب قد يكون . . . العائلة، اللّٰه، القدر، الاطباء، الممرضات، المستشفى او المرض نفسه.»
والشعور بالذنب غالبا ما يجتاح تفكير المريض. فالزوج المريض يشعر بالذنب لانه ربما لا يكون قادرا في ما بعد على اعالة عائلته كما يجب؛ والزوجة لانها لا تتمكن في ما بعد من الاعتناء ببيتها كما كانت تفعل سابقا. وكما ينصح الدكتور ماكهان: «ستجدون انه مريح اكثر ان تأسفوا على عدم تمكنكم من عمل شيء بدلا من الشعور بالذنب فيه».
والتجاوب الشائع الاضافي لمرضى السرطان هو الاكتئاب، الذي يمكن ان يؤدي الى مشاعر اليأس والغم. فكيف ينظر الدكتور ماكهان الى كل هذه التجاوبات؟ «مع انها غير مُرضية فان كل هذه التجاوبات الشديدة طبيعية تماما. . . . انها تمثل استجابات للمرض وليست جزءا من المرض نفسه.»
ويقترح: «مجابهتكم السرطان تستلزم ان تخوضوا معارك كثيرة. ستكسبون بعضها ولكن يجب ان تتوقعوا خسارة عدد قليل منها. . . . ولمعرفة ما يلزم يجب ان تدرسوا عدوّكم. وهذا يعني معرفة الطريقة التي يهاجم بها السرطان جسدكم، ولكن الاهم من ذلك، الطريقة التي يهاجم بها شخصكم، انتم ذاتكم.»
مواجهة معالجة السرطان
من نواح معيَّنة تُنتج الحملة ضد السرطان بعض النجاح ببطء، وفي العقود الاخيرة كانت النتائج اكثر تشجيعا. ويشعر الاطباء والعلماء والباحثون بأنه يمكنهم رؤية ضوء ضعيف في نهاية النفق. فأدخل هذا عاملا حيويا في الحرب ضد السرطان — الامل. وكما يقول الدكتور ماكهان: «ربما كان المطلب الواحد الاكثر اهمية للعيش مع السرطان هو الامل . . .، احدى القيم الاكثر غموضا ودعما في الحياة.» يتغذى الشفاء بالامل فيما يزدهر السرطان باليأس. ولكن من اين يستطيع ان يحصل مريض السرطان على الامل؟
هنالك مصادر متعددة، ولكنّ المصادر الثلاثة البارزة هي (أ) اطباء وممرضات ودّيون ومتفائلون، (ب) احباؤكم، وخصوصا رفيق زواج يفكر بطريقة ايجابية، (ج) ايمان ديني راسخ الاساس. وستعلق مقالتنا الاخيرة في هذه السلسلة على ناحية الايمان وعلى الاساس الحقيقي للرجاء في المستقبل.
بلغة المصطلحات الطبية يوجد اساس متين للامل في ثلاث معالجات رئيسية مألوفة للسرطان — الجراحة والمعالجة الكيميائية والاشعاع. فما هي هذه الوسائل الثلاث؟
الجراحة تشمل ازالة جراحية للنماء الورمي وربما للنسيج المحيط.
المعالجة الكيميائية هي معالجة السرطان بعقاقير يمكن ان تنتشر في الجسد وتهاجم خلايا الورم. «يُستعمل ما يزيد على ٥٠ مادة كيميائية لمعالجة السرطان، وبعض الاورام يمكن شفاؤها.» — «الوقائع عن السرطان.»
المعالجة بالاشعاع هي استعمال اشعاع عالي الطاقة من الاشعة السينية، الكوبَلْت، الراديوم، وغيرها من المصادر لاجل اتلاف الخلايا الخبيثة.
مواجهة المضاعفات الجانبية
لا يصح التكلم عن النجاح في معالجة السرطان دون ذكر المخاطر او المضاعفات الجانبية ايضا. واذ نوجز ذلك بأبسط تعبير، «ان عقاقير المعالجة الكيميائية هي سموم،» و «بعض تدابير العقاقير هذه سامة الى حد ان المرضى يموتون من مضاعفاتها الجانبية.» («الهدف: السرطان») وهكذا بما أن المعالجة الكيميائية هي تسميم الجهاز فهي سيف ذو حدين. ومما يوحي بالامل هو انها تقضي على الخلايا الخبيثة اكثر مما على الخلايا الصحيحة. ولكن يمكن ان تؤدي ايضا الى مضاعفات ثانوية عنيفة اخرى، كالغثيان والاستفراغ وخسارة الشعر الموقتة. إلا ان كثيرين من المرضى شعروا بأن المضاعفات الجانبية الموقتة غير المرغوب فيها افضل من خسارة الحياة قبل الاوان.
والمعالجة بالاشعاع هي بالحقيقة عملية حرق تُدمّر كل الخلايا التي تلمسها. غير انه يمكن تركيزها على مكان الورم تماما. ومع ذلك يقول احد المراجع ان «المعالجة بالاشعاع تورطت بشدة في تسبيب سرطانات لاحقة.» وهذا يقدم حالة مقايضة يجب على المريض ان يقرر فيها.
يعترف بعض الاطباء بأنهم يستعملون احيانا هذه المعالجات حتى عندما، من وجهة نظرهم، لا يكون هنالك امل للمريض. وكما يعترف الجراح الشيلي الدكتور فيلار: «معالجة السرطان هي احيانا شكل باهظ جدا — باهظ جدا — للمعالجة النفسية.» ويبين الكاتب العلمي سيلفستر ان «تبصّر فيلار يشترك فيه كثيرون من اطباء السرطان القلقين من انه حتى المعالجات السامة جدا توصف دون دليل على أنها تساعد.» فلماذا يوصى بها؟ «لان الطبيب يشعر، بحسب كلمات طبيب في علم الاورام: ‹لا يمكنني ان ادع المرأة المسكينة تموت.›» — «الهدف: السرطان.»
ومع ذلك يفضل كثيرون ان يحيوا حياتهم دون علاج يطيل فقط آلامهم. وبصورة خاصة تكون الحال هكذا عندما لا تستطيع المعالجة ان تساعدهم وقد تزيد ايضا آلامهم.
هل يمكن غلب سرطان الثدي؟
لعل احد السرطانات الاكثر اخافة للنساء، وحتى لبعض الرجال، هو سرطان الثدي — ليس فقط بسبب معدل وفياته بل ايضا بسبب تأثيراته الجمالية والنفسانية. فماذا يمكنكم فعله لتجنب استئصال الثدي؟ ان التشخيص المبكر عامل جوهري.
رغم نصح النساء بالقيام بفحص ذاتي للثدي في ما يتعلق بظهور ايّ تكتّل، يُقترح على النساء ذوات الثدي الاكبر حجما اجراء رسم شعاعي او فحص بالاشعة السينية للثدي سنويا. ولماذا ذلك؟ لانه تصعب ملاحظة تكتّل في اعماق النسيج بمجرد الجسّ البسيط. وكما نصح الدكتور كوري سرفاس: «ان احتمالات احتسابكن بين المحظوظات تكون افضل بكثير اذا ذهبتنّ لاجراء اول رسم شعاعي للثدي عند بلوغ الـ ٣٥ او الـ ٤٠ من العمر.» ولماذا الحال هي كذلك؟ «في ما يتعلق بأغلب انواع سرطان الثدي فان نسبة النجاة للخمس السنوات هي اكثر من ٨٥ في المئة للسرطانات المكتشفة في مرحلتها الاولى.»
وفي الوقت الحاضر هنالك آلات للاشعة السينية تستطيع القيام برسم شعاعي للثدي بمستوى منخفض جدا من الاشعاع. وهذا يقلل جدا من احتمال اثارة سرطان بالاشعاع الزائد.
والمساعد الآخر على التشخيص المبكر جدا هو مخطط الحرارة، الذي يمسح درجة حرارة الثدي. «تُطوِّر الاورام امداداتها الخاصة من الدم اذ تحتاج الى كميات ضخمة من طاقة اكسيجين الدم من اجل نموها. . . . [وهي] تكوِّن بُقَعا حارة تقذف الطاقة بكميات اكثر بكثير من الخلايا العادية.» («الهدف: السرطان») ويسمح ذلك بالاكتشاف المبكر «للبقعة الحارة» بواسطة مخطط الحرارة.
في الماضي غالبا ما تضمنت العمليات الجراحية لسرطان الثدي استئصالا جذريا — ازالة تشويهية للثدي ونسيج العضلات المحيطة والعُقد اللِّمفية. فهل يُعتبر ذلك بعدُ جوهريا؟ وصل الدكتور برنارد فيشر، خبير في حقل سرطان الثدي، الى الاستنتاج ان الاستئصال الجذري للثدي لم يكن فقط بلا مبرر عادة بل ان «الاستئصال البسيط، ازالة كل نسيج الثدي، لم يَظهر انه يُحسِّن النجاة اكثر من مجرد استئصال التكتّل [ازالة التكتّل فقط] بالمعالجة الاشعاعية او بدونها.»
هل هنالك اختيار آخر للمعالجة؟
حتى الآن تأملنا فقط في الاقترابات الطبية المألوفة لمعالجة السرطان. ويحسن بنا ان نذكر ان بعض المرضى لجأوا الى وسائل اخرى بدرجات مختلفة من النجاح والفشل. وأمثلة ذلك هي المعالجة باللاتريل (فيتامين ب ١٧)، معالجة هوكسي باستعمال الاعشاب وبعض الكيميائيات، ووسيلة اخرى انشأها الدكتور وليم د. كيلي، طبيب اسنان، مؤسسة على الاعتقاد ان السرطان «يدل على نقص فعلي في الانزيمات البنكرياسية.» — «رد واحد على السرطان.»
وبالاضافة الى ذلك، كما هو مذكور في «الهدف: السرطان»: «هنالك عدد كبير من الناس، وبينهم بعض الاطباء، يؤيدون فكرة ‹الكمالية› للسبب والعلاج والوقاية من السرطان وغيره من الامراض: فالسرطان مرض ‹يسببه› كامل الجسد العامل بطريقة غير صحيحة، ويستطيع الجهد الواعي من جهة الانسان استعادة الصحة. كثيرون من الناس المشهورين يؤمنون بذلك، وكثيرون من ضحايا السرطان السابقين يؤكدون انهم قد شُفوا باتّباعهم وصفات مؤسسة على النظرة الكمالية بدلا من النظرة الاختزالية الى الصحة.»
واحدى الضحايا السابقين هؤلاء هي أليس، سيدة مرحة في الخمسينات من عمرها، من كولومبيا البريطانية في كندا. لقد اجرت اول عملية جراحية منذ ٣٧ سنة لورم خبيث صغير في يدها. وبعد ست سنوات اجرت عملية جراحية لسرطان المبيض. ثم، في سنة ١٩٦٠، أُجريت عملية لاستئصال الرحم.
رجع السرطان في سنة ١٩٦٥، ومرة اخرى اقتُرحت الجراحة. تقول أليس: «ارادوا اجراء عمليتين لتفميم القولون واستئصال الثدي، ولم أُرد ذلك. فحتى ذلك الوقت كانت لي كفاية من العمليات الجراحية. ولذلك ذهبت الى المكسيك للمعالجة على طريقة هوكسي. واتَّبعت طريقتهم لمدة ١١ سنة. لقد نجحت فيَّ، مع أنني اعلم انها لا تنجح دائما في الآخرين. ولم يرجع اليَّ السرطان منذ ذلك الحين.»
والشخص الآخر الذي نجح في جهاده ضد السرطان هو روز ماري. وهي تخبر قصتها في المقالة التالية.
[الاطار في الصفحة ١٣]
بالرغم من ان «استيقظ!» تذكر مختلف الخطط هذه فنحن لا نتخذ موقفا ازاء فعاليتها. وكما اعترف الدكتور كيلي: «يجب ان تتذكروا دوما ان هنالك مجازفة كبيرة في ايّ برنامج تختارونه [مألوفا كان ام غير مألوف] او في اية مجموعة مؤتلفة من البرامج.» ولذلك فاننا نحاول ان نُعلم بالوضع الحاضر ولكننا ندع كل فرد، ذكرا كان ام انثى، يتخذ قراره الخاص بعد الدرس واستشارة اطباء اكفاء.
[الرسم البياني في الصفحة ١٠]
(اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)
مقارنة نموذجية للوفيات الناشئة عن السرطان في الذكور المدخنين بالمقابلة مع العدد المتوقع لغير المدخنينa
كل رجل يمثل ١٠٠ وفاة
سرطان الرئة
غير المدخنين يُتوقع ٢٣١ وفاة
المدخنون لوحظ ٦٠٩,٢ وفيات
سرطان الفم والحنجرة
غير المدخنين يُتوقع ٦٥ وفاة
المدخنين لوحظ ٤٥٢ وفاة
[الحاشية]
a مؤسسة على وفيات الرجال نحو منتصف سنة ١٩٧٠ في الولايات المتحدة الذين كانوا يدخنون السجاير في خمسينات الـ ١٩٠٠. — انظروا «مسببات السرطان،» الصفحة ١٢٢١.
[الصور في الصفحة ٩]
تزوّد هذه الاطعمة أليافا طبيعية وفيتامينات للحماية من السرطان