مراقبين العالم
دِفء قياسي
كان الخبير بالمناخ جيمس هانسن متأكدا جدا من ان مفعول الجُنَّة greenhouse effect قد بدأ بتسخين جو الارض بحيث راهن علماءَ المناخ الرفقاء على ان احدى السنوات الثلاث الاولى على الاقل من تسعينات الـ ١٩٠٠ ستسجِّل رقما قياسيا في درجة الحرارة. ولم يكن ليتمكن من ربح رهانه في وقت ابكر مما ربحه. فاستنادا الى ثلاثة انظمة قياس مستقلة، كانت السنة ١٩٩٠ اسخن سنة مدوَّنة في السجلات. ومع ذلك، يشعر معظم علماء المناخ بأنه لا يزال باكرا جدا القول ما اذا كان مفعول الجُنَّة مسؤولا عن درجات الحرارة القياسية. فسنة واحدة، يقولون، ليست كافية لبرهان شيء. يوافق هانسن لكنه يصرّ على ان اتجاها اساسيا جعل رهانه رهانا مضمونا. ووفقا لمجلة العلم، يقول انه صار صعبا جدا ان يبرد الجو «لسبب كونه مدفوعا بشدة من غازات الجُنَّة نحو مناخ دافئ اكثر.»
محاولات انتحار في النَّروج
استنادا الى منظمة الصحة العالمية، تضاعفت نسبة الانتحار اربع مرات في النَّروج في السنوات الـ ٣٠ الاخيرة. وفي الوقت الحاضر، ان ١٤ تقريبا من كل ٠٠٠,١٠٠ نَروجي بعمر ١٥ الى ٢٤ سنة يقتلون انفسهم. وتذكر صحيفة أوسلو Aftenposten انه في البلدة الصناعية يُرڤِك، نحو ١٥ في المئة من المرضى الاحداث في المستشفى هم هناك بسبب محاولات الانتحار. ومن السخرية ان تذكر الصحيفة ان النَّروج هي الآن اغنى البلدان الاسكنديناڤية. فبعيدا عن ان يخلق السعادة، ربما زاد الغنى على الشعور العام باليأس. وتقتبس Aftenposten من احد رسميي المستشفى قوله: «قد يكون الامر اننا هجرنا اهتمامنا بالآخرين لنركِّز على المال والامور المادية.»
نمط حياة يقتل
يمكن تجنب نصف جميع الوفيات بتغيير نمط الحياة، يدَّعي الدكتور ايڤان ڠِيَرفاس، رئيس وَحدة المرض القلبي الوعائي في منظمة الصحة العالمية. فسرطان الرئة، ضغط الدم العالي، نوبات القلب، والسكتات الدماغية مسؤولة عن ٧٠ الى ٨٠ في المئة من كل الوفيات في البلدان الصناعية. وغالبا ما يجري ربط هذه الاسقام بعادات التدخين غير الصحية، الغذاء غير الحكيم، والنقص في التمرين — نمط حياة المدعوين اثرياء. ولكن الـ انترناشونال هيرالد تريبيون الپاريسية تخبر بأن «امراض نمط الحياة» هذه تسبب الآن من ٤٠ الى ٥٠ في المئة من كل الوفيات في الامم النامية ايضا. وعلى نحو متناقض، يبدو ان نمط الحياة الذي وسم عموما العلامة الفارقة للتقدم الاقتصادي مرتبط مباشرة بالاسباب الرئيسية للموت حول العالم.
تهجُّم على بولس
اصدر جون س. سپونڠ، اسقف من الكنيسة الاسقفية الاميركية، كتابا مدَّعيا ان الرسول بولس كان مضاجع نظير. وقد كان سپونڠ لزمن طويل شخصية تختلف حولها الآراء. ففي سبعينات الـ ١٩٠٠ قام بحملة لرسم النساء كخادمات. وفي ثمانينات الـ ١٩٠٠ حثَّ الكهنة على مباركة اتحادات مضاجعي النظير وقام برسم مضاجع نظير نشيط كاهنا. والآن، استنادا الى ذا نيويورك تايمز، بالتعليم ان بولس كان مضاجع نظير، سپونڠ «يأمل ان يجعل مضاجعي النظير مرتاحين اكثر في الكنيسة الاسقفية وان يجذب الناس الذين تركوا الكنيسة شاعرين بأنها مؤسسة محتضَرة مقترنة بطرق التفكير القديمة.» ومع ذلك، تذكر تايمز ان «انتقاد فرضيَّته عن بولس قد اتى من كل الجهات، اصدقاء واعداء، متحررين ومحافظين، پروتستانت وكاثوليك.» ولعل الوجه الاكثر غرابة لهذه القصة هو ان سپونڠ يصرّ على ان استنتاجاته مؤسسة على «درس جدّي للكتاب المقدس.»
الجنس والفتاة المراهقة
ربما يكون خوف الأيدز قد عدَّل التصرف الجنسي لبعض الاميركيين، ولكن لم يكن له تأثير كهذا في المراهقات، بحسب دراسة حديثة اجرتها CDC (مراكز مكافحة الامراض) في اتلانتا، جورجيا، الولايات المتحدة الاميركية. ففي سنة ١٩٧٠، عندما كانت «الثورة الجنسية» في اوجها، اخبرت ٦,٢٨ في المئة من الفتيات بين الـ ١٥ والـ ١٩ من العمر في الولايات المتحدة انه كانت لديهن علاقات جنسية قبل الزواج. وبحلول سنة ١٩٨٨، عندما كانت اخبار الأيدز قد اذيعت الى حد بعيد، ارتفع ذلك العدد الى ٥,٥١ في المئة. والزيادة كانت ظاهرة اكثر بين الاصغر سنا، الفتيات البالغات من العمر ١٥ سنة: صعودا من ٦,٤ في المئة في سنة ١٩٧٠ الى ٦,٢٥ في المئة في سنة ١٩٨٨. ووجدت دراسة CDC ايضا انه كلما كانت الفتاة اصغر في السن عندما تصير نشيطة جنسيا، كان من المرجَّح اكثر ان يكون لديها عشراء كثيرون. ومما لا يدعو الى الاستغراب ان يوجد ايضا ان المراهقات يعانين معدَّلات عالية نسبيا من الامراض المنقولة جنسيا.
امومة خطِرة
كل سنة يموت اكثر من نصف مليون امرأة من مضاعفات الحبل والولادة، تخبر منظمة الصحة العالمية. ولكنّ مجلة مراقبة العالم تلاحظ ان خبراء كثيرين يعتقدون ان الرقم الحقيقي هو اعلى من ذلك بمرتين على الاقل. والكارثة هي في اسوإ احوالها في البلدان الاقل نموا. وهذه السنة سوف تقتل ١ من كل ٧٣ امرأة حاملا في اميركا الجنوبية، ١ من ٣٨ في آسيا الجنوبية، و ١ من ٢١ في افريقيا — بالمقارنة مع ١ من ٠٠٠,١٠ في شمال اوروپا. ومراقبة العالم تعتبر عوامل مثل سوء التغذية والتسهيلات البدائية للعناية بالصحة مسؤولة عن جعل الامومة خطِرة الى هذا الحد. والاجهاض وحده مسؤول عن موت ٠٠٠,٢٠٠ أمّ كل سنة. وتظهر الدراسات ان الاولاد المتروكين بدون امهات هم انفسهم في خطر اكبر من سوء التغذية والموت، مشكِّلين بالتالي قسما كبيرا من الـ ٠٠٠,٠٠٠,١٥ ولد دون الخمس سنوات من العمر الذين يموتون كل سنة في البلدان النامية.
اساطيل بحرية عنيفة
لقد كشف تمرُّد عنيف على متن مركب صيد تايواني اتجاها مقلقا في الاسطول البحري التايواني، تخبر مجلة اسبوع آسيا. وكما يُقال، نشب التمرُّد بعد ان حاول رجلان من الطاقم، كانا مضطربين جدا بسبب المعاملة الوحشية على يدي ربّان السفينة، الانتحار بالقفز من على المركب — وعلى اثر ذلك جعلهما الربّان يُصطادان من البحر وعاملهما بوحشية اكثر الى حد ما. والتمرّد التالي، الذي ترك على الاقل ثمانية من الطاقم امواتا، لم يكن حسب الظاهر حادثا فرديا. تخبر اسبوع آسيا، استنادا الى مكتب صيد تايوان، «ان ٠٠٠,٣ صياد سمك على الاقل من المراكب التايوانية أُبلغ انهم اموات او مفقودون في السنوات العشر الماضية.» وثمة عاملة اجتماعية اخبرت المجلة: «ان عدد الاشخاص الذين قُتلوا او أُجبروا على المشي على حافة السفينة ليسقطوا في البحر في مراكب الصيد هذه هو مذهل.»
جعل علم الاحياء مضجرا
اعلنت هيئة من العلماء والمربِّين مؤخرا ان علم الاحياء يدرَّس بطريقة سيئة جدا في الولايات المتحدة حتى ان المنهج يبدو في اغلب الاحيان مصمَّما للقضاء على اهتمام التلاميذ بالعلوم الطبيعية. وفي تقرير صريح على نحو غير اعتيادي، ادَّعت الهيئة ان مدرِّسي علم الاحياء مدرَّبون تدريبا رديئا ويستعملون كتبا دراسية هي غالبا غير مشوِّقة، سطحية، عتيقة، وحتى غير دقيقة. والتلاميذ يخرجون من مناهج علم الاحياء هذه، قالت الهيئة، «مع الاقتناع بأن التعرُّض الاضافي للعلوم الطبيعية هو شيء يجب تجنبه ان كان ذلك ممكنا بأية حال.» والدكتور تيموثي ه. ڠولدسميث، رئيس الهيئة، ألقى اللوم على كل وجه من النظام التربوي.
مشرَّدون في المانيا
اكثر من مليون شخص في المانيا الاتحادية هم مشرَّدون، استنادا الى الجمعية الالمانية للاشخاص الذين لا مقرّ ثابتا لهم. ويذكر هاينريتش هولتمانْشپوتر، امين سرّ الجمعية، ان نحو ٠٠٠,١٣٠ من هؤلاء هم متسكِّعون دون اي دخل ثابت. ومعظم سائر المشرَّدين هم مهاجرون من بلدان اخرى او اشخاص يطلبون ملجأ في المانيا. «ولكن في جميع الحالات تقريبا،» يدَّعي هولتمانْشپوتر، يكون سبب التشرّد «النقص في السَكَن الرخيص.» والصحيفة الالمانية Frankfurter Allgemeine Zeitung تخبر ان المشرَّدين قد ازدادوا كثيرا في السنوات الاخيرة وان المتسكِّعين هم الآن «وجه مميز شائع في كل مدينة المانية تقريبا.»
اخطار ركوب متن الامواج دون لوح
ان ركوب متن الامواج دون لوح، رياضة الماء لامتطاء امواج المحيط، ليس دائما سهلا كما يبدو، تحذِّر المجلة الاميركية إنْ هِلْث. ودِبي ڠوبرت، عالمة الاوبئة في مركز الابحاث والتدريب لاعادة التأهيل لحوض المحيط الپاسيفيكي، فحصت سجلات المستشفى في هاوايي للسنوات ١٩٨٥ الى ١٩٨٨. فوجدت انه من بين الـ ٥٠٠ شخص الذين أُدخلوا الى المستشفيات من اجل اصابات كوبدت في المحيط، كان راكبو متن الامواج دون لوح هم الذين عانوا الاذى الطويل الامد اكثر. واصاباتهم تراوحت بين العظام المكسورة، الظهور المتضررة والشلل وحتى حالات قليلة من اذى الدماغ. ومعظم اولئك المصابين كانوا سيَّاحا قليلي الخبرة. وتحذِّر إنْ هِلْث: «سواء كنتم تقضون العطلة في ساحل هاوايي، كاليفورنيا، ماريلَنْد، او اوستراليا، اسألوا سبَّاحي الانقاذ كم قاسية هي الامواج وما هو عليه حال الشاطئ قبل ان تخوضوا في البحر.»
عمل وحشي لا يُعقَل
اذ هالها عدد الميتات التي تسبِّبها القيادة المتهوِّرة للسيارات في البرازيل كل سنة، ذكرت مقالة افتتاحية في صحيفة او إستادو دي سان پاولو: «انها مسألة عمل وحشي لا يُعقَل، قتل حر، تشهد من جهة اولى على عدم الشعور بالمسؤولية ومن جهة اخرى على الازدراء المروِّع بالحياة البشرية.» وماذا تفعل البرازيل لمحاولة اعادة السائقين المتهاوِنين الى رشدهم؟ ثمة قاضٍ حكم على شاب يبلغ ٢٣ سنة من العمر تسبَّب بمقتل اثنين من اصدقائه في سباق سيارات في الشارع بأن يقضي سنتين يراقب عمليات تشريح جثث ضحايا حوادث السير. وثمة سائق قتل فتاة تبلغ ١٥ سنة من العمر واصاب بضرر خمسة آخرين حُكم عليه «بأن يعمل ثلاث سنوات في مستشفى للطوارئ، مساعدا خصوصا على الاهتمام بضحايا الحوادث.»