مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩١ ٢٢/‏١١ ص ٣-‏٧
  • الكتاب المقدس حارب المرض قبل ان يفعل العلم ذلك

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الكتاب المقدس حارب المرض قبل ان يفعل العلم ذلك
  • استيقظ!‏ ١٩٩١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الكتاب المقدس يركِّز على الوقاية
  • ‏«كتاب علمي دقيق جدا»‏
  • المشاكل النفسية الجسدية
  • دور الطبيب
  • كلمة تحذيرية
  • الطب الحديث —‏ أي آفاق سيبلغ بعد؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • هل يهمّ اية معالجة طبية تختارون؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • الصحة
    استيقظ!‏ ٢٠١٣
  • كتاب من اللّٰه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩١
ع٩١ ٢٢/‏١١ ص ٣-‏٧

الكتاب المقدس حارب المرض قبل ان يفعل العلم ذلك

كلما جرت الاشارة الى الكتاب المقدس اليوم صرف كثيرون من الناس غير العارفين النظر عنه آليا بصفته غير جدير بانتباههم.‏ وهم يرفضون ان يفتحوا اذهانهم ليكتشفوا انه ذكر منذ آلاف السنين ما تعلَّمه الانسان العصري مؤخرا فقط او ما لديه بعد ليتعلمه.‏ ويصحُّ ذلك بشأن الاحداث العالمية،‏ الحكومة،‏ علم الفلك،‏ البيئة،‏ التاريخ الطبيعي،‏ علم وظائف الاعضاء،‏ وعلم النفس.‏ ويصحُّ ايضا في المرض.‏

ان الكتاب المقدس كتاب حياة.‏ وما من نص آخر او مجموعة من المطبوعات لها تطبيق واسع كهذا على اوجه كثيرة جدا من الحياة.‏ والصحة الجيدة والحياة بينهما علاقة،‏ ولذلك لا يجب ان يكون مدهشا ان يحتوي الكتاب المقدس على مبادىء كثيرة لها صلة مباشرة بالصحة.‏ ويشير الكتاب المقدس الى امراض متعددة،‏ مثل البرص،‏ البواسير،‏ الاستسقاء (‏التوذُّم)‏،‏ ومرض المعدة.‏ —‏ تثنية ٢٤:‏٨؛‏ ٢٨:‏٢٧؛‏ لوقا ١٤:‏٢؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢٣‏.‏

لم يُكتب الكتاب المقدس في الاصل ليعلِّمنا عن المرض الجسدي.‏ ولكنَّ اية معلومات يزوِّدها دقيقة علميا ونافعة للمراجعة.‏ وكان الجسم البشري موحيا بالرهبة بالنسبة الى صاحب المزمور قديما،‏ وفي ما يتعلق به كتب:‏ «لانك [يهوه] اقتنيت كليتيَّ.‏ (‏سترتَني)‏ في بطن امي.‏ احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا.‏ عجيبة هي اعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا.‏ لم تختفِ عنك عظامي حينما صُنعت في الخفاء ورُقِمْتُ في اعماق الارض.‏ رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورتْ اذ لم يكن واحد منها.‏» —‏ مزمور ١٣٩:‏١٣-‏١٦‏.‏

على الرغم من ان الجنين يُستر في ظلمة الرحم،‏ فإن يهوه يراه وهو يتشكَّل والعظام تنمو.‏ فعنده ‹تكون الظلمة كالنور.‏› (‏العدد ١٢‏)‏ وليس هنالك مخبأ من يهوه.‏ واذ نتكلم من الناحية الطبية،‏ يُحجب الجنين عن الام بواسطة المشيمة وينجو بهذه الوسيلة من الرفض بصفته جسما غريبا.‏ لكنَّ الحقيقة التي يعبِّر عنها هذا المزمور ليست طبية وانما روحية،‏ اي ان يهوه يرى كل شيء،‏ حتى في ظلمة الرحم.‏

منذ لحظة الحمل،‏ ‹كل اعضاء جسمنا تُكتب› في الشَّفرة الوراثية في الخلية البيضة المخصَبَة في رحم الام.‏ وكذلك فإن توقيت ‹يوم تصوُّرها،‏› كلٌّ في ترتيبه المناسب،‏ تحدِّده الساعات البيولوجية الكثيرة المبرمجة في المورثات.‏

لم يكن صاحب المزمور داود يعرف كل هذا التفصيل العلمي،‏ لكنَّ يهوه،‏ الذي اوحى اليه ان يكتب المزمور،‏ يعرف ذلك،‏ لانه خلق الانسان اولا.‏ وينكر اصحاب النقد العالي كون داود الكاتب،‏ ولكن عليهم ان يعيِّنوا مع ذلك وقت كتابة المزمور قرونا قبل المسيح.‏

الكتاب المقدس يركِّز على الوقاية

بمراجعة شرائع اللّٰه المعطاة لاسرائيل بواسطة موسى ١٥ قرنا قبل المسيح،‏ يجري الادراك ان التشديد الاولي لذلك الناموس في ما يتعلق بالصحة كان يتركَّز على نحو واضح على الوقاية.‏ مثلا،‏ يقول في التثنية ٢٣:‏١٣‏:‏ «ويكون لك وتد مع عدتك لتحفر به عندما تجلس خارجا وترجع وتغطي برازك.‏» كانت هذه الشريعة عن طمر الفضلة الغائطية اجراء وقائيا متقدما على نحو بالغ للحماية من داء السَّلمونيلات salmonellosis،‏ داء الشيغِلاّت shigellosis،‏ التيفوئيد،‏ وعدد كبير من امراض الزُّحار dysenteries الاخرى المحمولة بالذباب التي ما زالت تهلك آلاف الاشخاص اليوم في المناطق حيث لا يجري الالتصاق بهذا المبدإ.‏

يبرهن اللاويين الاصحاح ١١ من حيث المبدأ ان المرض يمكن ان ينتشر بواسطة حشرة،‏ بواسطة قاضم،‏ والاكثر اهمية،‏ بواسطة الماء الملوَّث.‏ ويشهد هذا الاخير بصمت على المبدإ ان المرض تسببه العضويات الدقيقة،‏ مظهرا ان الكتاب المقدس قد سبق آلاف السنين لَيْوانهوك (‏١٦٨٣)‏ او پاستور (‏القرن الـ‍ ١٩)‏.‏ ويمكن قول الامر نفسه عن الحجز في حجر صحي،‏ الذي يجري الامر به في اللاويين الاصحاح ١٣ في حالات البرص.‏

ان التحريمات المتعلقة بالغذاء المسجَّلة في اللاويين ١١:‏١٣-‏٢٠‏،‏ ع‌ج‏،‏ شملت الطيور الكاسرة،‏ مثل العُقاب،‏ الشِّماط،‏ والبوم،‏ والطيور القمّامة،‏ مثل الغراب والنسر.‏ واذ تحتلّ اعلى السلسلة الغذائية،‏ فهي تجمع في جسمها كميات كبيرة من السموم.‏ والحيوانات الادنى في السلسلة الغذائية تتناول هذه السموم بمقادير ضئيلة بحد ذاتها،‏ في حين ان تلك الحيوانات في اعلى السلسلة الغذائية تكدِّسها بكميات مركَّزة.‏ وسمح الناموس الموسوي بأكل بعض الحيوانات النباتية والتي ليست في سلسلة غذائية تجمع في جسمها السموم.‏ وبعض اللحوم المحرَّمة كانت تخفي طُفَيليّات مكيَّسة كتلك التي تسبب داء الشَّعرينات (‏تريشينوز)‏.‏

ان تحريم الكتاب المقدس لاساءة استعمال الدم،‏ المشمول بالناموس الموسوي في اماكن متعددة،‏ يتبرهن الآن بعد ٥٠٠‏,٣ سنة.‏ انه صحيح طبيا.‏ (‏تكوين ٩:‏٤؛‏ لاويين ٣:‏١٧؛‏ ٧:‏٢٦؛‏ ١٧:‏١٠-‏١٦؛‏ ١٩:‏٢٦؛‏ تثنية ١٢:‏١٦؛‏ ١٥:‏٢٣‏)‏ ويجري تكرار التقييد في الاسفار اليونانية المسيحية في الاعمال ١٥:‏٢٠،‏ ٢٩ و ٢١:‏٢٥‏.‏ فالممارسة الطبية تحاول ان تخفض الى الحد الادنى او تتخلص كاملا من استعمال دم المتبرعين في التحالّ الكلوي kidney dialysis،‏ آلات القلب-‏الرئة،‏ والعملية الجراحية عموما.‏ والتهاب الكبد بأشكاله الكثيرة،‏ الأيدز،‏ خمج الڤيروس المضخِّم للخلايا،‏ وعدد ضخم من العلل الاخرى المحمولة بالدم تكون كمذكِّرات مخيفة لحكماء العالم الذين يتجاهلون شرائع اللّٰه.‏

ان التمرين حيوي للصحة الجيدة،‏ ويعترف الكتاب المقدس بمنافعه.‏ فالتمرين النشيط ثلاث مرات في الاسبوع لوقت قليل من ٢٠ دقيقة للفترة الواحدة يمكن ان يقلِّل الاخطار بالنسبة الى القلب وجهاز الدوران.‏ وهو يزيد الشكل الواقي HDL للكولسترول،‏ يحسِّن مستوى طاقتكم،‏ ويضيف الى ليونتكم وشعوركم بالعافية.‏ والكتاب المقدس،‏ فيما يعترف بقيمة التمرين،‏ يضعه في درجة ثانوية بالنسبة الى النمو الاكثر اهمية للروحيات:‏ «الرياضة الجسدية نافعة لقليل ولكنَّ التقوى نافعة لكل شيء اذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة.‏» —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏٨‏.‏

وتخدم الشرائع الادبية للكتاب المقدس كحماية رئيسية من الامراض المنقولة جنسيا،‏ التي كانت دون شك موجودة ولكن حتى ذلك الحين مجهولة او ربما ايضا غير مشتبه فيها من قبل العلماء لقرون.‏ —‏ خروج ٢٠:‏١٤؛‏ رومية ١:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٨؛‏ غلاطية ٥:‏١٩‏.‏

‏«كتاب علمي دقيق جدا»‏

كان أبقراط طبيبا يونانيا للقرنين الرابع والخامس ق‌م صار يُعرف بـ‍ «ابي الطب،‏» لكنَّ الكثير مما يقوله الكتاب المقدس عن الامراض كتبه موسى،‏ الف سنة تقريبا قبل ذلك الحين.‏ ولكن،‏ على نحو ذي مغزى،‏ نشرت The AMA News رسالة من طبيب قال:‏ «ان الباحثين الطبيين ذوي المعرفة الافضل الذين يقومون الآن بالعمل الافضل يصلون الى الاستنتاج ان الكتاب المقدس كتاب علمي دقيق جدا.‏ .‏ .‏ .‏ ووقائع الحياة،‏ التشخيص،‏ المعالجة،‏ والطب الوقائي كما هي معطاة في الكتاب المقدس متقدمة وموثوق بها اكثر بكثير من نظريات أبقراط،‏ التي لا يزال الكثير منها غير مبرهن،‏ والبعض منها وُجد غير دقيق على نحو فادح.‏»‏

قال الدكتور ا.‏ رَندِل شورت في كتابه الكتاب المقدس والطب الحديث،‏ بعد الاشارة الى ان الشرائع الصحية بين الامم المحيطة باسرائيل القديمة كانت بدائية جدا هذا اذا وُجدت على الاطلاق:‏ «لذلك من المدهش اكثر ان تكون هنالك على الاطلاق في كتاب مثل الكتاب المقدس،‏ الذي يُزعم انه غير علمي،‏ مجموعة قوانين صحية،‏ ومن المدهش على نحو مساو ان تكون لأمة قد نجت من العبودية،‏ يغزوها الاعداء تكرارا ويحملونها الى العبودية من وقت الى آخر،‏ في كتبها التشريعية مجموعة من القوانين الصحية الحكيمة والمعقولة الى حد بعيد.‏»‏

المشاكل النفسية الجسدية

اثبت الكتاب المقدس انه متقدِّم طبيا في معرفته للصلة النفسية الجسدية لبعض اضطرابات الصحة قبل وقت طويل من قبول ذلك عموما في الحقل الطبي.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يبقى ايضاح الكتاب المقدس لدور الفكر في ظهور المرض الجسدي نموذجا للفهم الواضح.‏ تذكر الامثال ١٧:‏٢٢‏:‏ «القلب الفرحان يطيِّب الجسم والروح المنسحقة تجفف العظم.‏» لاحظوا انه ليس هنالك ما يتضمن الادانة هنا،‏ وانما عرض للواقع.‏ وليس هنالك نصح يقول للشخص المنسحق ان يتوقف عن الاكتئاب،‏ كما لو ان ذلك سهل الى هذا الحد.‏

ان الموقف الايجابي مساعِد؛‏ والقلق سلبي ومضرّ.‏ «الغم في قلب الرجل يحنيه والكلمة الطيبة تفرّحه.‏» (‏امثال ١٢:‏٢٥‏)‏ والاصحاح ١٨،‏ العدد ١٤،‏ من الامثال يستحق التأمل:‏ «روح الانسان تحتمل مرضه.‏ اما الروح المكسورة فمن يحملها.‏» تقترح هذه الآية ان مقدرة المرء على مقاومة درجة معيَّنة من السقم (‏العلّة)‏ الجسدي يمكن تعزيزها بالحصول على الدعم من قوى المرء الروحية.‏

كان لدى جيمس ت.‏ فيشَر،‏ طبيب نفساني،‏ هذا ليقوله عن القيمة النفسية في موعظة يسوع على الجبل:‏ «اذا كنتم ستأخذون المجموع الاجمالي لكل ما كتبه في ايّ وقت مضى علماء النفس والاطباء النفسانيون الاكثر كفاءة من مقالات موثوق بها عن موضوع الصحة النفسية —‏ اذا كنتم ستجمعونها،‏ وتنقِّحونها،‏ وتشذِّبون الحشو الزائد —‏ اذا كنتم ستأخذون كل المعلومات الجوهرية ولا شيء من اللغو،‏ واذا كنتم ستحصلون على هذه المقادير الضئيلة الصافية من المعرفة العلمية البحتة معبَّرا عنها باختصار من قِبل اقدر الشعراء المعاصرين،‏ تحصلون على موجز ركيك ناقص للموعظة على الجبل.‏ وبالمقارنة بالموعظة يكون ذلك غير ملائم الى ابعد حد.‏» —‏ ازرار قليلة ناقصة،‏ الصفحة ٢٧٣.‏

يمكن ان تؤثر المشاعر النفسية الجسدية في حالتنا الجسدية،‏ لكنَّ ذلك لا يعني بحد ذاته انه لا يوجد اعتلال جسدي.‏ ولذلك من المهم اولا محاولة الاعانة في الحاجات الجسدية وعلى الاقل ادراك الداء،‏ فيما يجري التشجيع في الوقت نفسه على الحالة الايجابية للفكر والروح،‏ التي ستساعد الشخص على التحمُّل.‏ ويكون ذلك مهما على نحو خصوصي عندما لا تكون هنالك معالجة محدَّدة متوافرة في نظام الاشياء الحاضر هذا.‏

بعد خطية آدم،‏ صار الموت حقيقة وراثية محتومة على كل الجنس البشري.‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ لهذا السبب فانه غير ملائم عادة نسب المرض المحدَّد للفرد الى حالته الروحية.‏ وذلك من المهم تذكُّره عند معالجة مشاكل الافراد الذين هم في حالة مضعَفة عاطفيا.‏

دور الطبيب

كيف يجب ان يفكِّر المسيحيون في الاطباء والممارسة العصرية للطب؟‏ في فحص الكتاب المقدس،‏ لا نجد اساسا مبنيا على الاسفار المقدسة لوضع الاطباء في منزلة عالية او للنظر الى التقنية الطبية بصفتها الرجاء الاخير للصحة الجيدة.‏ وبدلا من ذلك،‏ هنالك دليل على العكس.‏ فمرقس يخبرنا عن «امرأة بنزف دم» لسنوات كثيرة «تألمت كثيرا من اطباء كثيرين وانفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئا بل صارت الى حال اردأ.‏» (‏مرقس ٥:‏٢٥-‏٢٩‏)‏ وعلى الرغم من ان هذا الاضطراب الشائع غالبا ما تجري معالجته اليوم بنجاح،‏ فإن امراضا كثيرة تبقى بدون معالجة،‏ والعدد الكبير من الامراض الجديدة التي لا تعالَج يجري اكتشافه باستمرار.‏

لكنَّ الكتاب المقدس لا يدعم الاجراء المتطرِّف المعاكِس الذي يتخذه بعض الذين ينظرون الى الممارسة الطبية التقليدية بصفتها قليلة او عديمة القيمة.‏ ويحطّ البعض من منزلة الطبيب ويضعون مكانه انفسهم او وسيلة اخرى غير طبية قد تكون بدعة ذلك الوقت.‏ ان وصف لوقا،‏ في كولوسي ٤:‏١٤‏،‏ بصفته الطبيب «الحبيب» لا شك انه اشار الى مؤهلاته الروحية بدلا من مقدراته الطبية.‏ لكنَّ الامتياز الذي تمتع به في كتابة جزء من الاسفار المقدسة بالوحي ليس محتملا منحه لامرىء تكون ممارسته الطبية غير اخلاقية او معارِضة للاسفار المقدسة.‏

هنالك دليل على الاقتراح ان لوقا مارس الطب الذي كان عصريا في وقته،‏ مستعملا المصطلحات والوصف الطبي الذي يقترح تأثير أبقراط.‏ وعلى الرغم من ان أبقراط لم يكن دقيقا دائما،‏ فقد حاول ان يضع المنطق قيد التطبيق وندّد بالخرافة والنظريات الدينية الزائفة للطب.‏ وايضاح يسوع البسيط ايضا في لوقا ٥:‏٣١‏،‏ «لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى،‏» يكون له معنى قليل إن لم يجرِ القبول ان ذوي الخبرة الطبية لهم بعض القيمة في معالجة الاسقام.‏

ليس هنالك اساس مبني على الاسفار المقدسة لاتخاذ نظرة متطرِّفة لادانة استعمال المضادات الحيوية،‏ المطهِّرات،‏ والمسكِّنات عند اقتراح ضرورة استعمالها.‏ ويصف ارميا ٤٦:‏١١ و ٥١:‏٨ بَلَسانا في جلعاد قد تكون له خصائص مسكِّنة مهدِّئة اضافة الى قيمة مطهِّرة.‏ وليس هنالك موقف مبنيٌّ على الاسفار المقدسة او عقائديٌّ ضد اخذ ادوية داخليا.‏

ومع ذلك لم تتمكن الكميات الكبيرة من المضادات الحيوية من ان تجاري التعرُّض المتواصل للمرض المُعدي الذي ينقله الذباب،‏ البعوض،‏ والحلزون —‏ السبب الاول للموت عالميا.‏ فكان على العاملين الصحيين ان يعودوا ويبدأوا بمبادىء الكتاب المقدس الاساسية للتخلص الآمن من مياه المجارير،‏ حماية مخزون الماء،‏ السيطرة على الحشرات الناقلة،‏ والاحتراس في اتصال الشخص بالشخص واليد بالفم.‏ ومؤخرا في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ جرى تذكير الممرضين والاطباء تكرارا بواسطة لافتات ملصَقة فوق مغاسل المستشفيات وفوق أسرّة المرضى تقول:‏ «اغسلوا ايديكم» —‏ الطريقة الفضلى لمنع انتشار المرض.‏

كلمة تحذيرية

ان اولئك الذين يعطون نصيحة صحية —‏ سواء كانوا الطبيب،‏ المعالِج اليدوي chiropractor،‏ المعالِج المثليّ homeopath،‏ او صديقا حسَن النية ولكن ربما عديم المعرفة —‏ يتحمَّلون مسؤولية كبيرة عندما يقدِّمون المشورة لشخص بصحة غير سليمة.‏ وهذه هي الحال على نحو خصوصي اذا كانت النصيحة التي يقدِّمونها مؤذية او تلهي،‏ تستهوي،‏ او تؤخِّر المساعدة التي تكون غالبا فعّالة.‏ وهنالك تحذيرات مسهَبة في الكتاب المقدس لممارسي المهنة الصحية بالاضافة الى الزُبُن ليحاذروا من الشعوذة والارواحية في ما يمكن ان يكون بحثا شخصيا عن المساعدة متَّسما بالتهوُّر.‏ وتذكَّروا الامثال ١٤:‏١٥‏:‏ «الغبي يصدِّق كل كلمة والذكي ينتبه الى خطواته.‏»‏

هل المبادىء الموجَزة في الاسفار المقدسة عملية للحفاظ على الصحة اليوم؟‏ تماما كما ان التركيز الاولي للناموس الموسوي كان الوقاية،‏ كذلك اليوم فان الوسيلة الوقائية للاعتناء بالصحة تبرهن انها ذات قيمة اعظم بكثير من تلك المؤسسة اولا على المعالجة.‏ والعبرة العصرية لمنظمة الصحة العالمية في محاولة تحقيق المعالجة الصحية العصرية في البلدان غير المتطورة هي هذه:‏ «درهم وقاية خير من قنطار علاج.‏»‏

وفي الختام،‏ يجب ان تكون للمسيحي نظرة احترام بعيدة المدى للصحة بهدف استعمال الصحة الجيدة لمجد اللّٰه في تعزيز عمل الملكوت المفرِح.‏ والوعد في ظل ذلك الحكم للملكوت هو:‏ «لا يقول ساكن انا مرضت.‏» —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٤]‏

‏«لم تختفِ عنك عظامي حينما صُنعت في الخفاء»‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة