مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٣ ٨/‏٥ ص ٥-‏١٢
  • منتصرون في وجه الموت

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • منتصرون في وجه الموت
  • استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • قصة أَناني ڠْروڠُل من اوكرانيا
  • تعذيب اختي الوحشي
  • العودة الى اوكرانيا والمزيد من الاضطهاد
  • الاستقامة تُمتحَن في افريقيا
  • امام فرقة اعدام
  • ‏«رائحتكما من الآن هي كرائحة الجثث»‏
  • مقابلة جندي متعاطف من المرتزقة
  • ‏«امضيا في سبيلكما،‏ اخدما الهكما»‏
  • رفض التبرع لشراء اسلحة
  • رعاع بقيادة كهنة
  • استشهاد غير متوقع
  • دعم زوجة امينة
  • لماذا هذا العدد الكبير من الشهداء؟‏
  • فيلبس —‏ مبشِّر غيور
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • صمَّمت ان اكون جنديا للمسيح
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٧
  • فِيلِبُّس
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • ‏«كرز لهم بالمسيح»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٣
ع٩٣ ٨/‏٥ ص ٥-‏١٢

منتصرون في وجه الموت

‏«مع ان ذلك مستغرب،‏ فبالنسبة الى النازيين،‏ لم يكن من الممكن ازالة [الشهود] ايضا.‏ فكلما اشتد الضغط عليهم زاد تكاثفهم،‏ صائرين صُلدا في مقاومتهم صلادة الماس.‏ لقد قذف بهم هتلر في معركة أُخْرَوِية،‏ وحافظوا على الايمان.‏ .‏ .‏ .‏ ان اختبارهم مادة قيِّمة لجميع الذين يدرسون عن النجاة تحت الاجهاد الشديد.‏ لانهم نجوا فعلا.‏» —‏ كما نُسب الى الدكتورة كريستين كينڠ،‏ مؤرخة،‏ في الصحيفة Together‏.‏

يجب ان يبرز شهود يهوه في تاريخ القرن الـ‍ ٢٠ بوصفهم اكثر فريق ديني على الارض طُعن فيه واضطُهد في كل مكان.‏ فقد أُسيء فهمهم وغالبا ما اسيئت معاملتهم فقط بسبب موقف حيادهم المسيحي ورفضهم تعلُّم او ممارسة الحرب.‏ وانفصالهم عن كل الارتباطات السياسية جلب عليهم غضب الحكام الكلِّيانيين في بلدان عديدة.‏ ومع ذلك،‏ فإن احدى مساهماتهم في التاريخ العصري هي سجلهم من الحياد التام والاستقامةa التي لا تنثني.‏

كتب المؤرخ البريطاني آرنولد تويْنبي في السنة ١٩٦٦:‏ «في زمننا كان هنالك شهداء مسيحيون في المانيا بذلوا حياتهم بدلا من ان يقدِّموا الإجلال للقومية المتفشية التي مثَّلها هناك الاله الانسان ادولف هتلر.‏» وتظهر الوقائع ان شهود يهوه كانوا بارزين بين هؤلاء الشهداء.‏ ويجب ان يخدم بعض الاختبارات هدف تصوير الطريقة التي بها واجهوا الاضطهاد وحتى الموت بسبب استقامتهم —‏ وهذا ليس فقط خلال فترة النازية.‏ فسجلهم للانتصار في وجه الموت متماثل ولا نظير له في اجزاء كثيرة من العالم.‏

قصة أَناني ڠْروڠُل من اوكرانيا

‏«صار والداي من شهود يهوه خلال الحرب العالمية الثانية،‏ في السنة ١٩٤٢،‏ عندما كنت في الـ‍ ١٣ من عمري.‏ بعد ذلك بوقت قصير،‏ أُوقف ابي،‏ وُضع في السجن،‏ ونُقل لاحقا الى المعسكرات السوڤياتية في جبال الأورال.‏ وعندما كنت في الـ‍ ١٥ من العمر،‏ في السنة ١٩٤٤،‏ استدعتني السلطات العسكرية للخدمة التحضيرية في القوات المسلَّحة.‏ وبما اني كنت امتلك ايمانا راسخا بيهوه،‏ رفضت تعلُّم الحرب.‏ ولهذا السبب،‏ في تلك السن الغضّة،‏ حُكم عليَّ بالسجن خمس سنوات.‏

‏«ثم اتت السنة ١٩٥٠ الصعبة جدا.‏ فقد أُوقفت من جديد وحُكم عليَّ بالسجن ٢٥ سنة بسبب نشاطاتي كشاهد.‏ كنت في الـ‍ ٢١ من عمري.‏ وبقيت حيا بعد سبع سنين وأربعة اشهر في معسكرات العمل.‏ رأيت اناسا كثيرين يموتون،‏ وقد انتفخوا من الجوع وأضنتهم الاشغال الشاقة.‏

‏«بعد موت ستالين في السنة ١٩٥٣،‏ بدأت الاحوال تتغير،‏ وفي السنة ١٩٥٧ اطلقتني السلطات من السجن.‏ لقد اختبرت ‹الحرية› من جديد.‏ ولكن هذه المرة نُفيت الى سيبيريا لعشر سنين.‏»‏

تعذيب اختي الوحشي

‏«في سيبيريا،‏ اتَّحدتُ ثانية بأختي في الجسد،‏ التي كانت قد اصبحت عاجزة.‏ فقد أُوقفَت بعد اسبوعين تماما من ايقافي في السنة ١٩٥٠.‏ وتواصل التحقيق في قضيتها بطريقة غير مشروعة بتاتا.‏ فقد زُجَّ بها في حبس انفرادي ثم أُفلتت جرذان في زنزانتها معها.‏ فصارت تقضمها في قدميها وتدبُّ على جسمها.‏ وفي النهاية،‏ جعلها معذبوها تقف في ماء بارد حتى صدرها فيما كانوا يتفرجون على عذابها.‏ وحُكم عليها بالسجن ٢٥ سنة بسبب نشاطها الكرازي.‏ فشُلَّت رجلاها كلتاهما،‏ ولكنها كانت قادرة على استعمال يديها وذراعيها.‏ وأبقوها خمس سنوات في مستشفى احد المعسكرات وفي النهاية اهملوها كما لو كانت ميتة.‏ ثم نقلوها الى مكان والدَينا اللذين كانا قد نُفيا مدى الحياة الى سيبيريا في السنة ١٩٥١.‏»‏

العودة الى اوكرانيا والمزيد من الاضطهاد

‏«في سيبيريا التقيت ناديا،‏ التي صارت زوجتي وحملت اولادنا.‏ وحتى في سيبيريا استمررنا في عملنا الكرازي.‏ فقد اؤتُمنتُ على انتاج واستنساخ مطبوعات الكتاب المقدس.‏ وكل ليلة كنا اخي ياكوب وأنا مشغولَين في مخبإ محفور في السرداب باستنساخ برج المراقبة.‏ كانت لدينا آلتان كاتبتان ومكنة استنساخ محلية الصنع.‏ وكانت الشرطة تفتش بيتنا قانونيا.‏ وفي كل مرة كانوا يرحلون صفر اليدين.‏

‏«انتهى نفيي.‏ فانتقلت مع كل عائلتي الى اوكرانيا،‏ لكنَّ الاضطهاد لحق بنا.‏ وعُيّنت لاخدم كناظر جائل.‏ وكان عليَّ ان اعمل لكي اعيل عائلتي.‏ وبضع مرات كل شهر،‏ كان اعضاء من امن الدولة يأتون الى مكان عملي ويحاولون اقناعي بالمسايرة على حساب ايماني.‏ وفي احدى المرات شعرت بعون يهوه بطريقة خصوصية جدا.‏ فقد اوقفوني وأخذوني الى مكاتب امن الدولة في كِييڤ،‏ حيث ابقوني ستة ايام.‏ وطوال كل ذلك الوقت حاولوا ان يشوِّشوا عليَّ الامر بالدعاية الالحادية.‏ وبطريقتهم الكافرة،‏ انتقدوا برج المراقبة ومطبوعات جمعية برج المراقبة الاخرى.‏ وكاد الضغط يصير لا يُحتمل.‏ وفي الحمام،‏ كنت أخرُّ على ركبتيَّ وأنفجر بالبكاء،‏ صارخا الى يهوه.‏ لا،‏ ليس من اجل التحرر بل من اجل القوة لأحتمل ولئلا اخون اخوتي.‏

‏«ثم جاء رئيس الشرطة ليراني،‏ وبعد ان جلس قبالتي،‏ سألني ما اذا كنتُ حقا مقتنعا بما كنت ادافع عنه.‏ فأعطيته شهادة موجزة وأعلنت استعدادي للموت من اجل الحق.‏ فكان جوابه:‏ ‹انت شخص سعيد.‏ لو كنتُ انا مقتنعا بأن هذا هو الحق،‏ لكنتُ مستعدا ليس فقط للبقاء في السجن ٣ او ٥ سنوات بل للوقوف على رجل واحدة في السجن ٦٠ سنة.‏› وجلس في صمت مستغرقا في التفكير لوقت قصير ثم تابع:‏ ‹انها قضية حياة ابدية.‏ هل يمكنك ان تتصور ما تعنيه حقا الحياة الابدية؟‏› وبعد توقف قصير،‏ قال:‏ ‹اذهب الى بيتك!‏› لقد اعطتني هذه الكلمات قوة غير متوقَّعة.‏ ولم اعد جائعا.‏ وكل ما اردته هو الرحيل.‏ وشعرت بأني متيقن ان يهوه هو الذي قواني.‏

‏«في السنوات الاخيرة تغيرت الامور في الاتحاد السوڤياتي سابقا.‏ فهنالك الآن وفرة من مطبوعات الكتاب المقدس.‏ ويمكننا ان نحضر محافل دائرية وكورية،‏ ونشترك في جميع انواع النشاطات الكرازية،‏ بما فيها الخدمة من بيت الى بيت.‏ لقد اعطانا يهوه حقا النصر في وجه محن عديدة!‏»‏

الاستقامة تُمتحَن في افريقيا

في وقت متأخر من ستينيات الـ‍ ١٩٠٠،‏ تورطت نَيجيريا في حرب اهلية مدمِّرة.‏ واذ واجهتهم الخسائر المتزايدة،‏ فإن جنود المنطقة المنشقّة،‏ التي اعيدت تسميتها بيافرا في ذلك الوقت،‏ جَنّدوا بالقوة شبانا في جيشهم.‏ وبما ان شهود يهوه هم حياديون سياسيا ويرفضون التورط في الحرب،‏ فقد جرت مطاردة شهود كثيرين في بيافرا،‏ معاملتهم بوحشية،‏ وقتلهم.‏ قال واحد من شهود يهوه:‏ «كنا مثل الجرذان.‏ فكان علينا ان نختبئ كلما سمعنا جنودا قادمين.‏» وفي كثير من الاحيان لم يكن هنالك وقت للاختباء.‏

في صباح يوم جمعة من السنة ١٩٦٨،‏ كان فيليپ،‏ خادم كامل الوقت في الـ‍ ٣٢ من عمره،‏ يكرز في قرية أومُوييمو لرجل عجوز عندما اقتحم جنود بيافريون مجمَّعا سكنيا في حملة تجنيد الزامي.‏

سأل قائد الوحدة:‏ «ماذا تفعل؟‏» فقال فيليپ انه يتكلم عن ملكوت يهوه القادم.‏

‏«هذا ليس وقت تبشير!‏» صرخ جندي آخر.‏ «انه زمن حرب،‏ ولا نريد ان نرى رجالا اقوياء البنية يتمشون دون فعل ايّ شيء.‏» فعرّى الجنود فيليپ،‏ ربطوا يديه معا،‏ وأخذوه بعيدا.‏ ولم يكن لإزرايل،‏ شيخ مسيحي في الـ‍ ٤٣ من العمر،‏ وقت للاختباء ايضا.‏ فأُسر فيما كان يعدّ الطعام لاولاده.‏ وحتى الساعة ٠٠:‏٢ ب‌ظ،‏ كان الجنود قد حشدوا اكثر من مئة رجل.‏ وأجبروا اسراهم على الركض ١٥ ميلا (‏٢٥ كلم)‏ الى المخيَّم العسكري في أُومُواتشا مْبِدِيالا.‏ وكل من تلكأ عن الركض كان يُضرب بالسوط.‏

قيل لإزرايل انه كان سيحمل رشاشا ثقيلا؛‏ وكان فيليپ سيتدرب على استعمال رشاش خفيف.‏ وعندما اوضحا انه لا يمكنهما الالتحاق بالقوات المسلَّحة لأن يهوه يمنع ذلك،‏ امر الآمر باحتجازهما.‏ وفي الساعة ٠٠:‏٤ ب‌ظ،‏ أُمر جميع المجنَّدين الالزاميين،‏ بمن فيهم الذين في غرفة السجن،‏ بالاصطفاف.‏ ثم طلب الجنود من كل رجل ان يوقِّع ورقة تُظهر انه وافق على الالتحاق بالجيش.‏ وعندما جاء دوره ليوقِّع،‏ اشار فيليپ الى كلمات ٢ تيموثاوس ٢:‏٣،‏ ٤ وقال للآمر:‏ «انا من قبْل ‹جندي صالح للمسيح.‏› لا يمكنني ان احارب من اجل المسيح وأحارب ايضا من اجل شخص آخر.‏ فإذا فعلت ذلك،‏ فسيحسبني المسيح خائنا.‏» فضربه الآمر على رأسه،‏ قائلا:‏ «ان تعيينك كجندي للمسيح قد انتهى!‏ انت الآن جندي بيافري.‏»‏

فأجاب فيليپ:‏ «لم يُشعِرني يسوع بعدُ بأن تعييني كجندي له قد انتهى،‏ وتعييني قائم الى ان اتسلَّم اشعارا كهذا.‏» عند هذا،‏ رفع جنود فيليپ وإزرايل في الهواء وطرحوهما ارضا.‏ وجُرَّ الاثنان بعيدا غائبَين عن رشدهما وينزفان من العينين،‏ الانف،‏ والفم.‏

امام فرقة اعدام

في وقت لاحق من ذلك اليوم،‏ وجد إزرايل وفيليپ نفسهما امام فرقة اعدام.‏ لكنَّ الجنود لم يطلقوا النار عليهما.‏ وبدلا من ذلك،‏ ضربوهما بقبضات ايديهم وبأعقاب البنادق.‏ ثم قرر آمر المعسكر ان يُضربا ضربا مبرحا حتى الموت.‏ وعُيِّن ٢٤ جنديا لفعل ذلك.‏ فكان على ستة ان يضربوا فيليپ،‏ وعلى ستة آخرين ان يضربوا إزرايل.‏ وكان على الـ‍ ١٢ جنديا الآخرين ان يزوِّدوا عصيّا بديلة وأن ينوبوا عن الآخرين عندما يتعبون.‏

رُبطت يدا ورجلا فيليپ وإزرايل.‏ يروي إزرايل:‏ «لا يمكنني ان اخبر عن عدد الضربات التي تلقيناها في تلك الليلة.‏ فعندما كان يتعب احد الجنود،‏ كان آخر يتولى الامر.‏ فضربونا حتى بعد ان فقدنا وعينا.‏» ويقول فيليپ:‏ «خطرت متى ٢٤:‏١٣‏،‏ التي تتكلم عن الاحتمال الى المنتهى،‏ ببالي خلال التعذيب،‏ وذلك قوّاني.‏ شعرت بوجع الضرب لثوان قليلة فقط.‏ لقد بدا الامر وكأن يهوه ارسل احد الملائكة لمساعدتنا،‏ كما فعل في زمن دانيال.‏ وإلّا لَما بقينا حيَّين بعد تلك الليلة الرهيبة.‏»‏

عندما انتهى الجنود،‏ تُرك إزرايل وفيليپ اذ ظُنَّ انهما ميِّتان.‏ وكانت السماء تمطر.‏ ولم يستعِد المسيحيان وعيَهما حتى صباح اليوم التالي.‏ وعندما رأى الجنود انهما ما زالا حيَّين،‏ عادوا وجروهما الى غرفة السجن.‏

‏«رائحتكما من الآن هي كرائحة الجثث»‏

ترك الضرب لحمهما احمر ومكشوط الجلد،‏ والجروح تغطي كل جسميهما.‏ يتذكر إزرايل:‏ «لم يُسمح لنا بأن نغسل جروحنا.‏ وبعد بضعة ايام كان الذباب يتلذذ بنا دون انقطاع.‏ وبسبب التعذيب،‏ لم نقوَ على الاكل.‏ ولم يصِر من الممكن لأي شيء غير الماء ان يمر عبر فمَيْنا إلا بعد اسبوع.‏»‏

كل صباح كان الجنود يجلدونهما بسوط —‏ ٢٤ جلدة لكل واحد.‏ وكان الجنود بروح ساديّة يسمّون ذلك «الفطور» او «شاي الصباح الساخن.‏» وعند ظهر كل يوم،‏ كان الجنود يجلبونهما الى الحقل ليواجها الشمس الاستوائية حتى الساعة ٠٠:‏١ ب‌ظ.‏ وبعد ايام قليلة من مثل هذه المعاملة،‏ استدعاهما الآمر وسألهما عما اذا تخليا عن موقفهما.‏ فقالا لا.‏

‏«ستموتان في زنزانتكما،‏» قال الآمر.‏ «وفي الواقع،‏ رائحتكما من الآن هي كرائحة الجثث.‏»‏

فأجاب فيليپ:‏ «حتى لو متنا،‏ فنحن نعرف ان المسيح،‏ الذي نحارب من اجله،‏ سيقيمنا.‏»‏

وكيف بقيا حيَّين بعد هذه الفترة الرهيبة؟‏ يقول إزرايل:‏ «كنا فيليپ وأنا نشجع واحدنا الآخر طوال محنتنا.‏ ففي البداية،‏ قلت له،‏ ‹لا ترتعب.‏ مهما تكن الحال،‏ فيهوه سيساعدنا.‏ وأما انا،‏ فلن يدعني شيء ألتحق بالجيش.‏ حتى لو كان يجب ان اموت،‏ فلن احمل رشاشا بيديَّ هاتين.‏›» وقال فيليپ انه اتخذ القرار عينه.‏ ومعا كانا يتذكران ويناقشان آيات مختلفة.‏

قرر آمر جديد نقلَ نحو مئة من المجنَّدين الالزاميين الى إِبيما،‏ معسكر تدريب في منطقة مْبانو في ما هو الآن ولاية إيمو.‏ ويخبر إزرايل ما حدث عندئذ:‏ «كانت الشاحنة الكبيرة جاهزة،‏ وجميع المجنَّدين الالزاميين كانوا في الداخل.‏ وركضت زوجتي،‏ جون،‏ الى الجنود والتمست منهم بشجاعة ألّا نُنقل.‏ وعندما رُدَّت،‏ ركعت بالقرب من الشاحنة،‏ صلَّت،‏ واختتمت بآ‌مين مسموعة.‏ ثم انطلقت الشاحنة.‏»‏

مقابلة جندي متعاطف من المرتزقة

وصلت شاحنة الجيش الى المعسكر في إِبيما في فترة بعد الظهر التالية.‏ والرجل الذي بدا انه المسؤول هناك كان من المرتزقة.‏ وعندما رأى الى ايّ حد كان فيليپ وإزرايل مضروبَين وضعيفَين،‏ اقترب وسألهما لماذا هما في هذه الحالة الفظيعة.‏ فأوضحا انهما من شهود يهوه وأنهما رفضا التدريب العسكري.‏ فالتفت بغضب الى الضباط العسكريين الآخرين هناك.‏ «بيافرا ستخسر هذه الحرب بالتأكيد،‏» قال.‏ «فكل بلد متورط في حرب يضايق شهود يهوه يخسر بالتأكيد.‏ لا يجب ان تجنِّدوا شهود يهوه إلزاميا.‏ اذا وافق شاهد على الذهاب الى الحرب،‏ فلا بأس.‏ أما اذا رفض،‏ فدعوه وشأنه.‏»‏

سأل طبيبُ المعسكر عما اذا كان الشاهدان قد أُعطيا طعوما وشهادتَي اهلية طبية.‏ وبما انهما لم يحصلا على ذلك،‏ رفض جندي المرتزقة جميع المجنَّدين الالزاميين وأمر بأن يُعادوا الى أُومُواتشا.‏

‏«امضيا في سبيلكما،‏ اخدما الهكما»‏

في وقت لاحق،‏ قررت زوجة إزرايل ووالدة فيليپ ان تزورا معسكر أُومُواتشا على أمل سماع الاخبار.‏ وفيما كانتا تقتربان،‏ سمعتا جلبة في المعسكر.‏ وعند البوابة،‏ قال الحارس:‏ «يا شاهدة يهوه!‏ لقد استجيبت صلاتكِ.‏ فالمجموعة التي نُقلت منذ ثلاثة ايام جرى ارجاعها.‏»‏

في اليوم نفسه،‏ أُطلق سراح فيليپ وإزرايل من المعسكر.‏ وقال الآمر لجون:‏ «هل تعلمين ان الصلاة التي صليتِها هي التي جعلت مناورتنا غير مثمرة؟‏» ثم قال لإزرايل وفيليپ:‏ «امضيا في سبيلكما،‏ اخدما الهكما،‏ واستمرا في المحافظة على استقامتكما لالهكما يهوه.‏»‏

أما إزرايل وفيليپ،‏ فقد تعافيا واستمرا في النشاط المسيحي.‏ وبعد الحرب،‏ انخرط إزرايل في عمل الكرازة كامل الوقت لسنتين واستمر يخدم كشيخ مسيحي.‏ وخدم فيليپ كناظر جائل لعشر سنين ولا يزال منخرطا في عمل الكرازة كامل الوقت.‏ وهو ايضا شيخ في احدى الجماعات.‏

رفض التبرع لشراء اسلحة

زبولان نْكومالو وپولايْت موڠانه هما حدثان خادمان كامل الوقت في جنوب افريقيا.‏ يوضح زبولان:‏ «في صبيحة يوم احد،‏ اتت مجموعة من الرجال الى بيتنا وطلبوا ٢٠ رَنْدًا (‏نحو ٧ دولارات اميركية)‏ لشراء الاسلحة.‏ فطلبنا اليهم باحترام ان يعودوا في ذلك المساء،‏ لأن برنامجنا ليوم الاحد كان مليئا اكثر من ان نناقش القضية في ذلك الحين.‏ والمدهش انهم وافقوا.‏ وفي ذلك المساء،‏ جاء ١٥ رجلا.‏ والتعبير على وجوههم اظهر بوضوح انهم جِديون في هذه المسألة.‏ وبعد ان عرَّفناهم بنفسنا بتهذيب،‏ سألناهم ماذا يريدون.‏ فأوضحوا انهم بحاجة الى المال لشراء اسلحة اكبر وأفضل لينافسوا الحزب السياسي المعارض.‏

‏«فسألتُهم:‏ ‹هل من الممكن اطفاء النار بالوقود؟‏›‏

اجابوا:‏ ‹لا،‏ هذا غير ممكن.‏›‏

‏«فأوضحنا لهم انه بطريقة مشابهة،‏ لن يعمل العنف إلا على تشجيع العنف والاعمال الانتقامية.‏

‏«وبدا ان هذا القول ضايق عددا من الرجال الحاضرين.‏ فأصبح طلبهم الآن تهديدا متَّسما بالتحدي.‏ ‹ان تبادل الآراء هذا مضيعة للوقت،‏› قالوا بغضب شديد.‏ ‹ان التبرع الاجباري غير قابل للتفاوض فيه.‏ فإما ان تدفعا كل ما عليكما وإما ان تواجها العواقب!‏›‏

‏«عندئذ،‏» يتذكر زبولان،‏ «تماما عندما بدأت الامور تخرج عن السيطرة،‏ دخل قائدهم.‏ وأراد ان يعرف ما هي المشكلة.‏ فشرحنا موقفنا،‏ وأصغى بانتباه.‏ واستعملنا اخلاصهم لاقتناعهم السياسي كايضاح.‏ فسألناهم كيف يتوقعون ردّ فعل جندي مدرَّب من منظمتهم اذا أُسر وأُجبر على المسايرة في موقفه.‏ فأجابوا ان شخصا كهذا يجب ان يكون مستعدا للموت من اجل اقتناعاته.‏ وابتسموا فيما كنا نمدحهم على جوابهم؛‏ ولم يدركوا انهم كانوا قد أعطونا فرصة ذهبية لنوضح حالتنا.‏ فشرحنا لهم اننا مختلفون عن كنائس العالم المسيحي.‏ وكمؤيدين لملكوت اللّٰه،‏ فإن ‹دستورنا› مؤسس على الكتاب المقدس،‏ الذي يدين كل اشكال القتل.‏ ولهذا السبب،‏ لم نكن مستعدَّين للتبرع حتى بفلس واحد من اجل شراء اسلحة.‏

‏«خلال هذا الوقت،‏ فيما بلغت المناقشة الذروة،‏ كان المزيد من الناس يتوافدون علينا في البيت،‏ بحيث صرنا في آخر الامر نخاطب حضورا كبيرا.‏ ولم يدركوا كم كنا نصلي بحرارة لتكون نتيجة المناقشة مؤاتية.‏

‏«بعد ان اوضحنا موقفنا،‏ تبع ذلك صمت طويل.‏ وأخيرا،‏ كلَّم القائد مجموعته:‏ ‹ايها السادة،‏ انا افهم موقف هذين الرجلين.‏ فلو اردنا المال لبناء دار للعجزة،‏ او لو احتاج احد جيراننا الى المال ليذهب الى المستشفى،‏ لنَقَّب هذان الرجلان عميقا في جيوبهما.‏ ولكنهما ليسا مستعدَّين لاعطاء المال للقتل.‏ شخصيا،‏ انا لست ضد معتقداتهما.‏›‏

‏«عند هذا،‏ وقف الجميع.‏ فتصافحنا وشكرناهم على صبرهم.‏ فما بدأ كوضع يهدد بالخطر وكان من الممكن ان يكلفنا حياتنا انتهى الى انتصار كبير.‏»‏

رعاع بقيادة كهنة

كما رواها الشاهد الپولندي يرْجا كوليشا:‏

‏«في ما يتعلق بالغيرة وبوضع مصالح الملكوت اولا،‏ كان والدي،‏ الكساندر كوليشا،‏ مثالا يُقتدى به.‏ فبالنسبة اليه،‏ كانت خدمة الحقل،‏ الاجتماعات المسيحية،‏ والدرس الشخصي والعائلي امورا مقدسة بالفعل.‏ فلا عاصفة ثلجية ولا صقيع ولا ريح قوية ولا حر كانت تعيقه.‏ في الشتاء كان يضع زلاجتيه،‏ يحمل حقيبة ظهر تحتوي على مطبوعات للكتاب المقدس،‏ ويغادر الى بعض مقاطعات پولندا المعزولة لبضعة ايام.‏ وكان يواجه اخطارا متنوعة،‏ بما فيها مجموعات العصابات العنيفة.‏

‏«وكان الكهنة احيانا يثيرون المقاومة ضد الشهود بتحريضهم الرعاع.‏ فكانوا يهزأون بهم،‏ يرشقونهم بالحجارة،‏ او يضربونهم.‏ لكنهم كانوا يعودون الى بيوتهم سعداء لانهم احتملوا الاهانات من اجل المسيح.‏

‏«خلال تلك السنوات الاولى بعد الحرب العالمية الثانية،‏ لم تكن السلطات قادرة على صون القانون والنظام في البلد.‏ فعمَّت الفوضى والخراب.‏ وكانت الشرطة وقوى الامن تسيطر في النهار،‏ في حين كانت العصابات والزمر المختلفة تعمل في الليل.‏ وتفشت السرقة والسطو،‏ ووقعت حوادث اعدام متكررة من دون محاكمة قانونية.‏ وكان شهود يهوه الذين لا دفاع لهم فريسة سهلة،‏ وخصوصا فيما كان بعض المجموعات التي يقودها كهنة يركِّز على الشهود.‏ وكانوا يبررون اغارتهم على بيوتنا بحجة انهم يدافعون عن ايمان آبائهم الكاثوليكي.‏ وفي مناسبات كهذه،‏ كانوا يحطمون النوافذ،‏ يسرقون الدواجن،‏ ويتلفون الثياب،‏ الاطعمة،‏ والمطبوعات.‏ وحتى الكتب المقدسة رموا بها في البئر.‏»‏

استشهاد غير متوقع

‏«وذات يوم،‏ في حزيران ١٩٤٦،‏ قبل ان نلتقي للذهاب على الدراجات الى مقاطعة معزولة،‏ زارنا اخ حدث،‏ كاجيمِيَرْش كونْدْجيلا،‏ وكلَّم ابي بصوت خفيض.‏ فأرسلنا ابي في سبيلنا،‏ ولكنه لم يذهب معنا،‏ الامر الذي ادهشنا.‏ وكنا سنعرف السبب لاحقا.‏ فعند عودتنا الى البيت،‏ علمنا انه في الليلة السابقة تعرضت عائلة كونْدْجيلا لضرب وحشي،‏ فذهب ابي ليهتم بالاخوة والاخوات الذين جُرحوا على نحو خطير.‏

‏«بعد ذلك عندما دخلت الغرفة حيث كانوا مستلقين،‏ أثر فيَّ المنظر حتى البكاء.‏ فكانت الجدران والسقف تحمل بقع دم.‏ وكان الاشخاص المعصوبون بضمائد مستلقين على الاسرّة،‏ وقد ازرقَّت كدومهم من الضرب،‏ متورِّمين،‏ بأضلع وأطراف مكسورة.‏ وكان من الصعب التعرف بهم.‏ والاخت كونْدْجيلا،‏ ربة العائلة،‏ ضُربت على نحو فظيع.‏ وكان والدي يساعدهم،‏ وقبل ان يغادر المكان تلفظ بكلمات ذات مغزى:‏ ‹آه يا الهي،‏ انا رجل يتمتع بالصحة ومقتدر [كان آنذاك في الـ‍ ٤٥ من عمره ولم يمرض قط]،‏ ولم يكن لي امتياز التألم من اجلك.‏ فلماذا يحدث ذلك لهذه الاخت المسنّة؟‏› ولكنه لم يعرف ما كان ينتظره.‏

‏«عندما غربت الشمس،‏ عدنا الى منزلنا الذي يبعد ميلين (‏٣ كلم)‏.‏ وكانت مجموعة من ٥٠ رجلا مسلَّحا تحاصر بيتنا.‏ وأُحضرت عائلة ڤنْسَنْتْشوك ايضا،‏ فكان هنالك تسعة منا.‏ وسئل كل واحد منا:‏ ‹هل انت شاهد ليهوه؟‏› وعندما اجبنا بنعم،‏ ضُربنا.‏ ثم ضَرب اثنان من هؤلاء الجزارين ابي،‏ كل بدوره،‏ فيما كانا يسألانه عما اذا كان سيتوقف عن قراءة الكتاب المقدس والكرازة به.‏ وأرادا ان يعرفا ما اذا كان سيذهب الى الكنيسة ويعترف بخطاياه.‏ وكانا يتهكمان به،‏ قائلَين:‏ ‹اليوم،‏ سنرسمك اسقفا.‏› فلم ينبس والدي بكلمة،‏ ولم يتفوَّه بأنَّة واحدة.‏ واحتمل تعذيبهما بسُكوت كخروف.‏ وعند الفجر،‏ بعد ١٥ دقيقة تقريبا من رحيل المستأسدين الدينيين على الاضعف،‏ مات،‏ اذ ضُرب الى درجة مميتة.‏ ولكن قبل ان يغادروا المكان،‏ اختاروني لاكون ضحيتهم التالية.‏ كنت آنذاك في الـ‍ ١٧ من عمري.‏ وفيما كنت أُضرب،‏ فقدتُ وعيي بضع مرات.‏ وامتلأ جسمي كدوما من الخصر وما فوق بسبب الضربات.‏ واسيئت معاملتنا طوال ست ساعات.‏ كل ذلك لاننا شهود ليهوه!‏»‏

دعم زوجة امينة

‏«كنت بين مجموعة من ٢٢ شاهدا سُجنوا لشهرين في زنزانة مظلمة مساحتها اقل من مئة قدم مربعة [١٠ م٢‏].‏ وعند نهاية تلك الفترة،‏ خُفِّضت حصص طعامنا.‏ فكنا نُعطى يوميا قطعة صغيرة من الخبز وفنجانا صغيرا من القهوة المرّة.‏ وكان من الممكن فقط الاستلقاء للنوم على الارضية الاسمنتية الباردة عندما يؤخذ شخص ما للاستجواب خلال الليل.‏

‏«سُجنت من اجل النشاط المسيحي خمس مرات،‏ ما مجموعه ثماني سنوات.‏ وكنت اعامَل كسجين مميّز.‏ فكانت هنالك ملاحظة على سجلي الشخصي لهذا القصد:‏ ‹أَزعجوا كوليشا كثيرا جدا حتى يفقد رغبته في مواصلة النشاط يوما ما.‏› ولكن،‏ في كل مرة كان يُطلق سراحي فيها،‏ كنت أُبدي استعدادي للاشتراك في الخدمة المسيحية.‏ وجعلت السلطات الحياة صعبة ايضا على زوجتي أُرشولا وابنتيَّ الصغيرتين.‏ مثلا،‏ طوال عشر سنوات وضع مأمور التنفيذ يده على بعض اجور زوجتي المكتسبة بالكد.‏ وقيل ان ذلك هو ضريبة عليَّ بسبب الإعداد لنشر مطبوعات سرية للكتاب المقدس.‏ وصودر كل شيء ما عدا الاشياء التي اعتُبرت من ضروريات الحياة.‏ وأنا شاكر ليهوه على زوجتي الشجاعة،‏ التي احتملت معي بصبر كل هذا العذاب والتي كانت دعما حقيقيا لي في كل وقت.‏

‏«لقد شهدنا انتصارا روحيا هنا في پولندا؛‏ فلدينا الآن مكتب فرع شرعي لجمعية برج المراقبة في نَداجِن،‏ قرب وارسو.‏ وبعد عقود من الاضطهاد،‏ هنالك الآن اكثر من ٠٠٠‏,١٠٨ شاهد يقترنون بـ‍ ٣٤٨‏,١ جماعة.‏»‏

لماذا هذا العدد الكبير من الشهداء؟‏

ان سجل استقامة شهود يهوه في هذا القرن الـ‍ ٢٠ يملأ مجلَّدات حرفيا —‏ فالآلاف ماتوا شهداء او عانوا السجن والتعذيب الذي لا يوصف،‏ الاغتصاب،‏ والسلب،‏ في اماكن مثل ملاوي وموزَمبيق،‏ في اسپانيا تحت حكم الفاشية،‏ في اوروپا تحت حكم النازية،‏ في اوروپا الشرقية تحت حكم الشيوعية،‏ وفي الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.‏ وينشأ السؤال،‏ لماذا؟‏ لأن القادة السياسيين والدينيين المتشبثين بمواقفهم كانوا يرفضون احترام ضمير المسيحيين المخلصين المدرَّب على الكتاب المقدس الذين يرفضون تعلُّم القتل والذين يعزلون انفسهم عن كل نشاط سياسي.‏ وذلك تماما كما قال المسيح انه سيكون،‏ كما هو مسجَّل في يوحنا ١٥:‏١٧-‏١٩‏:‏ «بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا.‏ ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم.‏ لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته.‏ ولكن لأنكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم.‏»‏

وعلى الرغم من كل هذا الاضطهاد العالمي النطاق،‏ ازداد شهود يهوه —‏ من ٠٠٠‏,١٢٦ في ٥٤ بلدا في السنة ١٩٤٣ الى نحو ٠٠٠‏,٥٠٠‏,٤ في ٢٢٩ بلدا في السنة ١٩٩٣.‏ لقد ذاقوا طعم الانتصار حتى في وجه الموت.‏ وهم مصمِّمون على الاستمرار في عملهم التثقيفي الفريد بإعلان بشارة الملكوت الى ان يقضي يهوه انه انتهى.‏ —‏ اشعياء ٦:‏١١،‏ ١٢؛‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏.‏

‏[الحاشية]‏

a ان الكلمة الانكليزية المنقولة هنا الى استقامة هي «التصاق راسخ بمجموعة قوانين ادبية وأخلاقية صارمة.‏» —‏ قاموس التراث الاميركي،‏ الطبعة الثالثة.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٦]‏

الاستشهاد في المانيا

كان أوغست دِكمان في الـ‍ ٢٣ من عمره عندما امر قائد وحدات الحماية SS هاينريخ هِملر بإعدامه رميا بالرصاص امام جميع الشهود الآخرين في معسكر زاكسنهاوزن للاعتقال.‏ أخبر شاهد عيان،‏ ڠوستاڤ أوشنر:‏ «أطلقوا النار على الاخ دِكمان وأخبرونا اننا سنُعدم جميعا رميا بالرصاص ان لم نوقِّع البيان منكرين ايماننا.‏ وكنا سنؤخذ الى حفرة الرمل ٣٠ او ٤٠ شخصا كل مرة،‏ وكانوا سيطلقون علينا جميعا النار.‏ وفي اليوم التالي،‏ جلب الـ‍ SS لكل منا مذكِّرة لنوقِّعها او نُعدَم.‏ كان يجب ان تروا تعابير وجوههم الكئيبة عندما رحلوا دون ايّ توقيع.‏ فقد أملوا ان يرعبونا بالاعدام العلني.‏ ولكننا كنا نخاف عدم ارضاء يهوه اكثر من رصاصاتهم.‏ ولم يعدموا بعد ذلك ايا منا رميا بالرصاص علانية.‏»‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

الثمن الأغلى

احيانا،‏ يشمل الانتصار في وجه الموت دفع الثمن الاغلى.‏ وقد جرى تسلُّم رسالة من جماعة نْسِلِني في الجزء الشمالي من مقاطعة ناتال في جنوب افريقيا،‏ وهي تروي قصة مأساوية:‏ «نكتب اليكم هذه الرسالة لنُعلمكم بخسارة اخينا العزيز موسِس نْياموسُوا.‏ فقد كان يعمل في لحْم وتصليح السيارات.‏ وفي احدى المناسبات طلبت منه مجموعة سياسية ان يلحم بنادقهم المحلية الصنع،‏ الامر الذي رفض فعله.‏ ثم،‏ في ١٦ شباط ١٩٩٢،‏ كانوا في تجمعهم الشعبي السياسي حيث وقع قتال بينهم وبين المنتمين الى المجموعة المعارضة.‏ وفي مساء اليوم نفسه عند رجوعهم من معركتهم،‏ وجدوا الاخ وهو في طريقه الى مركز التسوُّق التجاري.‏ فقتلوه هناك بحِرابهم.‏ وماذا كانت حجتهم؟‏ ‹لقد رفضتَ لحْم بنادقنا،‏ ورفاقنا ماتوا الآن في القتال.‏›‏

«كان ذلك صدمة عظيمة جدا للإخوة،‏» كما يقول الاخ دوماكوده،‏ كاتب الجماعة.‏ «ولكننا،‏» يضيف،‏ «سنواصل خدمتنا.‏»‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ١١]‏

الاستشهاد في پولندا

في السنة ١٩٤٤،‏ عندما كانت الجيوش الالمانية تنسحب بسرعة وجبهة القتال تقترب من بلدة في الجزء الشرقي من پولندا،‏ اجبرت سلطات الاحتلال المدنيين على حفر خنادق مضادة للدبابات.‏ فرفض شهود يهوه الاشتراك.‏ وأُجبر ستيفان كَيرَيْوو شاهد حدث —‏ وقد اعتمد قبل شهرين فقط —‏ على الانضمام الى فرقة عاملة،‏ لكنه اتخذ الموقف الحيادي نفسه بشجاعة.‏ واتُّخذت اجراءات مختلفة لكسر استقامته.‏

فربطوه وهو عارٍ بشجرة في منطقة مستنقعية ليقع ضحية البعوض والحشرات الاخرى.‏ فاحتمل ذلك وأنواعا اخرى من التعذيب،‏ فتركوه وشأنه.‏ ولكن،‏ عندما جاء ضابط ذو رتبة عالية ليتفقد الفرقة،‏ اخبره احد الاشخاص انه يوجد رجل لن يطيع امره على الاطلاق.‏ فأُمر ستيفان ثلاث مرات بحفر الخندق.‏ فرفض حتى ان يحمل الرفش في يده.‏ فأُطلقت النار عليه وقُتل.‏ وكان مئات من الذين يراقبون الحادثة يعرفونه شخصيا.‏ فصار استشهاده شهادة للقوة العظيمة التي يمكن ان يزوِّدها يهوه.‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

أَناني ڠْروڠُل

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

يرْجا كوليشا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة