مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٣ ٢٢/‏١٠ ص ١٢-‏١٦
  • العمل الاستعراضي كان الهي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • العمل الاستعراضي كان الهي
  • استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تمهيد لحياة السيرك
  • تغيير الى الاستعراض المسرحي
  • الزواج
  • العمل في بلدان اخرى
  • العودة الى اوستراليا
  • تحدي الدين
  • حربي ضد الحق
  • مساعدتي من قِبَل مسيحي حقيقي
  • لا نقص في البركات
  • بركة يهوه أغنت حياتي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٥
  • الحياة تحت خيمة السيرك
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤
  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • وجدت الغنى الحقيقي في اوستراليا
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٣
ع٩٣ ٢٢/‏١٠ ص ١٢-‏١٦

العمل الاستعراضي كان الهي

كان التصفيق المدوي الداعم بمثابة موسيقى لأذنيّ.‏ وكان يبهجني،‏ جاعلا كل ساعات التمرين التي لا تحصى تبدو جديرة بالعناء.‏ كنت اقوم بألعاب بهلوانية على ارجوحة البهلوان،‏ وكنت اشعر بنشوة النجاح.‏

وكان جزءا من أدائي ايضا القيام بقفزات انقلابية على ظهر الفيلة،‏ الوقوف على رأسي على خشبة طويلة مثبَّتة بشكل غير آمن على كتفَي رجل آخر،‏ أداء لعبة خفة اليد المعقَّدة،‏ وجعل الجمهور يقهقه ضحكا فيما اقوم بأدائي كمهرِّج.‏

كان ذلك منذ اكثر من ٤٥ سنة،‏ عندما كنت بعمر ١٧ سنة فقط.‏ وتدهشني الآن الاعمال البارعة التي يمكن ان يؤديها جسم فتي رشيق بالتمرين التأديبي والحمية الصارمة لحياة تتسم بالاحتراز.‏ وفي الواقع،‏ صار العمل الاستعراضي حياتي كلها،‏ الهي،‏ وبقي كذلك اكثر من ٢٠ سنة.‏

تمهيد لحياة السيرك

ولدت في كِمپسي،‏ نيو سَوث ويلز،‏ اوستراليا.‏ كنا فقراء —‏ كان لبيتنا حيطان من اكياس الخيش المطلية بالكلس وسقف من قطع تنك قديمة.‏ وبعد سنوات قليلة،‏ انتقلنا الى اقصى الجنوب،‏ الى تاري.‏ ولم تكن عائلتنا عائلة متدينة،‏ على الرغم من اننا كنا اعضاء اسميين في كنيسة المسيح.‏

في سنة ١٩٣٩ انخرط ابي في سلك الجيش.‏ فحزمت امي آنذاك الاشياء الوحيدة التي كنا نملكها،‏ ثيابنا،‏ وانتقلنا مع اخواتي الثلاث الى سيدني.‏ وهناك ذهبت الى مدرسة للَّاعبين البهلوانيين وأظهرت مقدرة طبيعية مذهلة.‏ وفي مجرد اشهر قليلة،‏ صرت لاعبا بهلوانيا ماهرا.‏ ثم في السنة ١٩٤٦،‏ عُرض عليَّ عمل في سيرك لأتعلم ان اقوم بألعاب بهلوانية على ارجوحة البهلوان.‏

كان السيرك يجري في بلدات مختلفة كل ليلة تقريبا.‏ وأتت الحشود لترى روعة السيرك،‏ ولكنَّ ما لم يروه،‏ طبعا،‏ كان المعارك وشجار السكارى خلف الكواليس.‏ ولم يعرفوا السلوك الادبي المنحط للعديدين من المؤدِّين الذين أُعجبوا بهم كثيرا.‏

كنت اذهب باستمرار الى الحفلات وأتورط دائما في مشاجرات.‏ وأنا شاكر على ان الافراط في الشرب لم يكن يروقني قط.‏ وتجنَّبت ايضا عادة استعمال لغة بذيئة ولم اتمكن من تحمُّل سماع ايّ شخص يشتم في وجود امرأة.‏ وهذا كان سبب الكثير من مشاجراتي.‏

وفي كل بلدة كبيرة كنا نقوم فيها بأدائنا،‏ كان يُرسل شخص الى الكاهن الكاثوليكي المحلي ومعه بطاقات دخول مجانية له وتبرُّع للكنيسة.‏ وكان يُعتقَد ان ذلك يجلب الحظ السعيد ويضمن حضورا جيدا للسيرك.‏

تغيير الى الاستعراض المسرحي

في السنة ١٩٥٢،‏ قال لي بعض مؤدِّي الاستعراضات المسرحية ان الطريقة لكسب المزيد من المال واحراز نجاح اكبر هي بأداء استعراضات مسرحية.‏ لذلك ابتدأت بالقيام باستعراضات مسرحية جوَّالة كثيرة.‏ ثم قمت بالأداء لفترة من الوقت في ناد ليلي بعد آخر وأخيرا قمت بأداء في مسارح رئيسية كثيرة في اوستراليا ونيوزيلندا.‏ وكنت اظهر مع مؤدِّين مشهورين،‏ فيما كنت في الوقت نفسه اصنع في الواقع اسما لنفسي كلاعب ألعاب خفة اليد ولاعب بهلواني.‏

شعرت بأن التغيير الى الاستعراض المسرحي كان الاختيار الصائب،‏ ولكنَّ ما خيَّبني هو ان الحفلات،‏ الفساد الادبي،‏ والافراط في الشرب كانت في الاستعراض المسرحي اسوأ ايضا مما في السيرك.‏ وصرت الآن على اتصال بمضاجعي النظير والسحاقيَّات.‏ وابتدأت المخدرات ايضا تظهر على المسرح،‏ ولكنني مسرور لأنني لم اتورط معهم قط.‏

وكل ما كنت افكر فيه هو صنع اسم لي وتحسين أدائي.‏ فالعمل الاستعراضي والاطراء اللذان نلتهما كانا كل ما اريد.‏ لقد منحاني كل مشاعر الغبطة التي احتجت اليها.‏ وصممت ايضا ان لا اتزوج ابدا.‏ فلم تكن لديَّ مسؤولية —‏ كنت استمتع بوقت طيب جدا.‏ والعمل الاستعراضي كان الهي.‏ ولكنَّ افضل الخطط المرسومة يمكن ان يفشل.‏

الزواج

ذات يوم،‏ فيما كنت ابحث عن راقصات باليه موهوبات ليشتركن في استعراض مسرحي جوَّال،‏ التقيت احدى اجمل الفتيات اللواتي رأيتهن على الاطلاق.‏ كان اسمها رابِن.‏ ولم تكن راقصة باليه بارعة فحسب بل كانت ايضا لاعبة بهلوانية ذات موهبة في لوي جسمها.‏ ولبهجتي قبِلت العمل بسرعة وصارت رفيقتي في أداء ناجح لشخصين.‏ وبعد خمسة اشهر،‏ في حزيران ١٩٥٧،‏ تزوجنا.‏ وطوال السنوات الثلاث التالية،‏ عملنا في النوادي،‏ جلنا في استعراضات،‏ وظهرنا على التلفزيون.‏

وبعد ان تزوجنا،‏ بقينا قدر الامكان منعزلَين،‏ اذ تجنبنا قدر المستطاع ان نخالط على صعيد اجتماعي مؤدِّين آخرين.‏ وحتى عندما كنا نشترك في النوادي،‏ كنت اتأكد من بقاء رابِن في غرفة الملابس حتى نظهر على خشبة المسرح.‏ كان الممثِّلون الهزليون يقولون نكاتا بذيئة،‏ وبعض الموسيقيين يتعاطون المخدرات.‏ ومعظمهم كانوا يشربون الكحول باستمرار ويستعملون لغة بذيئة.‏

العمل في بلدان اخرى

في السنة ١٩٦٠ عُرض علينا عقد لنقوم بأداء في الخارج.‏ واعتقدت ان ‹هذه فرصتنا الكبيرة.‏› ولكن،‏ بحلول ذلك الوقت،‏ كان لنا ابنة صغيرة،‏ جولي،‏ لنفكر فيها.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ جررت عائلتي في كل انحاء الشرق الاقصى،‏ متدبرين امرنا بأيّ شيء يمكننا حمله في حقائب السفر،‏ وأحيانا كنا نقوم بأداء حتى خمسة استعراضات في الليلة.‏ ودام ذلك اكثر من سنة،‏ ثم عدنا الى اوستراليا.‏

والآن اذ احرزنا مرتبة أداء دولي،‏ كان على استعراضنا طلب شديد.‏ ولكن كانت هنالك فرص محدودة في اوستراليا بسبب عدد سكانها القليل نسبيا.‏ لذلك ذهبنا في السنة ١٩٦٥ الى الخارج من جديد.‏ وهذه المرة لم يكن لدينا جولي فقط بل ابنة صغيرة اخرى،‏ امندا.‏ وخلال السنوات الخمس التالية،‏ عملنا في ١٨ بلدا مختلفا.‏

والمصاعب التي جعلتُ عائلتي تعانيها بسبب هاجسي لكي اكون الافضل كانت رهيبة.‏ فذات مرة دفعت مالا لرجل لكي يقوم بالحراسة ومعه بندقية لحماية ولدَينا،‏ اللذين كانا يبعدان ٢٠٠ قدم (‏٦٠ م)‏ فقط عن المكان الذي فيه نقوم بالأداء.‏ وغالبا ما كنت اتجادل مع اصحاب النوادي الذين كانوا يريدون ان تجلس رابِن مع الزبائن لتشجعهم على الشرب،‏ ولكنَّ هؤلاء المعربدين توقعوا المزيد.‏ وقد عملنا في نوادٍ مع المتعرِّيات،‏ العاهرات،‏ ومضاجعي النظير،‏ الذين كان بعضهم يقدمون عروضا فاسقة إما لي او لزوجتي.‏ وموسيقيو فرقة الروك غالبا ما كانوا تحت تأثير المخدرات.‏

وخلال رحلاتنا،‏ كانت لي وفرة من الوقت خلال النهار لارتياد الاماكن المهمة.‏ كنت ازور دائما حدائق الحيوانات،‏ الجوامع،‏ الهياكل،‏ الكنائس،‏ او احضر الاعياد الدينية.‏ وكنت ازور هذه بدافع الفضول،‏ اذ لم يكن لديّ حقا ميل ديني.‏ وأدهشني ان اشياء مختلفة كثيرة جدا كانت تُعبَد.‏ فكانت هنالك تماثيل لرجال برؤوس حيوانات،‏ وحيوانات برؤوس رجال ونساء.‏ وفي احد البلدان،‏ كان الناس يعبدون ايضا الاعضاء التناسلية للرجال والنساء،‏ معتقدين كما يظهر ان ذلك يزيد من القدرات الجنسية والتناسلية عند العبَّاد.‏

وفي بلد آخر،‏ يضرب الصبيان والرجال انفسهم في الظهر بسكاكين من ثلاث شفرات حتى يسيل الدم.‏ ويوم كنت هناك،‏ خسر ثلاثة رجال حياتهم بسبب فقدان الكثير جدا من الدم.‏ وفي احدى الكاتدرائيات الشهيرة،‏ ازعجني ان ارى على صناديق الاعتراف هذه الاشارة:‏ «اعتراف واحد،‏ فرنك؛‏ اعترافان،‏ فرنكان؛‏ ثلاثة اعترافات،‏ ٥٠‏,٢ فرنك.‏» ففكرت في نفسي:‏ ‹اذا كان هذا هو الدين،‏ يمكنهم الاحتفاظ به!‏›‏

العودة الى اوستراليا

في السنة ١٩٦٨ ارسلنا جولي الى الموطن،‏ ولكن كان يلزمنا ١٨ شهرا آخر لتوفير مال يكفي لدفع اجرة السفر لكي يعود الباقون منا.‏ وفي السنة ١٩٧٠ وصلنا الى الموطن مع القليل جدا من المال او الشهرة حصيلة كل عملنا الشاق.‏ فمعظم مالنا أُنفق على الملابس،‏ النوتة الموسيقية المطبوعة،‏ السفر،‏ المبيت،‏ والوكلاء الفاسدين.‏ وكل ما كنا نملكه هو امتعتنا التي كنا نستعملها على المسرح وما تمكَّنا من حمله في حقائب سفرنا.‏

وبعد العودة الى اوستراليا،‏ وسَّعتُ نشاطاتي وصرت ايضا وكيلا مسرحيا.‏ وحصلت على عقد كمهرِّج في استعراض تلفزيوني طويل يدعى البيت الاصفر.‏ وكنت اكتب وأنتج تمثيليات الاولاد الصامتة واستعراضات المهرِّجين لنوادٍ مختلفة،‏ فيما استمررت مع رابِن في أدائنا.‏ والعمل الاستعراضي كان لا يزال الهي.‏ وابتدأت رابِن والولدان بالمعاناة؛‏ فكان الامر كما لو انني لست زوجا ولا ابا.‏

تحدي الدين

ذات يوم أرتْ حماتي،‏ التي كانت تسكن معنا،‏ رابِن كتاب الحق الذي يقود الى الحياة الابدية.‏ «اقرأي هذا،‏» قالت.‏ «انه عن الدين،‏ ولكنه مختلف.‏» ورفضت رابِن قائلة انه بعد الذي رأيناه في الخارج،‏ لم تعد مهتمة بالدين.‏ ولكنَّ امها لم تستسلم.‏ وكانت تلاحق رابِن طوال اسبوع،‏ ملحَّة عليها ان تقرأ الكتاب.‏ وأخيرا استسلمت رابِن،‏ إرضاء لأمها في الدرجة الاولى.‏

وكان كما لو ان عيني رابِن قد تفتَّحتا فجأة،‏ كما اوضحت في ما بعد.‏ لقد تأثرت جدا بالأجوبة عن الكثير جدا من اسئلتها بحيث ارادت ان تعرف المزيد.‏ وبعد اسبوعين رتبت امها ان يزور بيتنا اثنان من شهود يهوه.‏ وبعد زيارتين،‏ قاما بدعوتنا الى احد محافلهما التي تُعقَد في الجوار.‏ فقبلتُ الذهاب على مضض.‏ وفي الواقع،‏ تأثرت جدا بحيث ابتدأنا بحضور الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏

ولكنَّ العمل الاستعراضي كان لا يزال الهي،‏ لذلك ادركت بسرعة انه ما من مستقبل لي مع الشهود.‏ ولكنَّ رابِن ارادت ان تستمر في تعلُّم حقائق الكتاب المقدس،‏ حتى لو لم استمر انا.‏ فغضبتُ.‏ وشعرتُ:‏ ‹ايّ حق لهؤلاء الناس في ان يتدخَّلوا بيني وبين زوجتي،‏ مالئين ذهنها بكلام ديني تافه؟‏›‏

وحتى تهديداتي بإنهاء زواجنا كانت دون جدوى.‏ وبقيت رابِن ثابتة واستمرت في الدرس.‏ حتى انها ابتدأت بالخروج والتكلم الى الآخرين من باب الى باب عن معتقداتها.‏ والامر المزعج اكثر كان عندما اخبرتني انها تريد ان تعتمد وتصير شاهدة منتذرة.‏ ولكن،‏ نُصحتْ بأن تنتظر الى ما بعد توقُّفها عن العمل الاستعراضي.‏

وفكرتُ:‏ ‹لقد ربحتُ.‏ لن يحصلوا عليها.‏ فهي لن تتوقف ابدا عن أدائها.‏› ولكنني كنت على خطإ.‏ لقد اعطتني رابِن سنة واحدة،‏ وقالت انها ستتوقف بعد ذلك.‏ فضحكتُ معتقدا انها لن تترك ابدا الأداء الذي احبته كثيرا جدا.‏ ولكن من جديد كنت على خطإ.‏ وبعد سنة تركت العمل الاستعراضي واعتمدت.‏ وكذلك ابنتنا جولي وأم رابِن.‏

حربي ضد الحق

وبعد ذلك كنت اسيء شفهيا الى رابِن،‏ قائلا لها انها خذلتني،‏ انها لم تأبه بي.‏ «العمل الاستعراضي هو حياتي كلها.‏ ليس هنالك شيء آخر يمكنني فعله،‏» رثيت.‏ «مشاكلي كلها بسبب غلطتك.‏» حتى انني هدَّدت بإشباع الشهود ضربا،‏ الذين لمتهم على تحطيم أدائنا واثارة كل مشاكلنا.‏

وابتدأت رابِن بترك مجلات الكتاب المقدس في كل ارجاء البيت،‏ راجية ان اقرأها.‏ وهذا لم ينجح،‏ فاستسلمتْ اخيرا.‏ ولكنها لم تتوقف قط عن الصلاة الى يهوه لكي اتعلم الحق بطريقة ما ولكي نتمكن جميعا من ان نكون معا كعائلة في العالم الجديد.‏

وعلى مر الوقت،‏ ابتدأتُ احتمل الشهود عندما يزورون البيت،‏ وسمحت احيانا للولدَين بأن يقنعاني بالذهاب معهم الى اجتماع.‏ ولكنني كنت انتقاديا لكل ما اسمعه هناك.‏ إلّا انني اعترفت لنفسي بأن الناس في قاعة الملكوت،‏ الذين يشملون قوميات كثيرة —‏ العرب،‏ اليونانيين،‏ الايطاليين،‏ الانكليز،‏ والاوستراليين ايضا —‏ يبدون كلهم منسجمين معا بشكل جيد.‏ لقد كانوا دائما وديين،‏ ولم يستعمل احد لغة بذيئة او يسترسل في حديث فاسد ادبيا.‏

مساعدتي من قِبَل مسيحي حقيقي

وأخيرا وافقتُ على درس قانوني في الكتاب المقدس مع تِد ڤيلند،‏ رجل لطيف ومتواضع على نحو بارز.‏ كان يخدم في البتل،‏ مكتب فرع شهود يهوه.‏ وذات مرة عندما كنت قاسيا بشكل خصوصي مع رابِن،‏ دعاني تِد الى سيارته،‏ ومدَّ يده الى صندوق السيارة،‏ وأعطاني صندوقا من المنڠا.‏ وصادف ان كانت المنڠا الفاكهة المفضَّلة لديّ،‏ ولكن لا اعتقد ان تِد كان يعرف ذلك.‏ واستمر ذلك طوال اسابيع:‏ صندوق من المنڠا كلما اتى تِد لزيارتنا.‏ وذات يوم مدَّ يده الى صندوق السيارة ليتناول ما اعتقدت انه صندوق الفاكهة العادي،‏ ثم التفت بهدوء وقال:‏ «هل تعتقد انه بامكانك ان تعلِّق هذه على الحائط؟‏» لقد كانت آية الكتاب المقدس السنوية،‏ التي يعرضها الشهود في بيوتهم.‏ فماذا كان بامكاني القول؟‏ لقد علَّقتها على الحائط.‏

واذ تقدَّم درسي في الكتاب المقدس مع تِد،‏ اظهر لي من الكتاب المقدس ان العمل الاستعراضي لا يمنح مستقبلا حقيقيا.‏ وأوضح ان الرجاء الاكيد والوحيد لمستقبل سعيد هو في اتمام نبوات الكتاب المقدس في ما يتعلق بالملكوت الذي علَّمنا المسيح ان نصلّي من اجله.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وعلى الرغم من انه كانت لا تزال لديَّ عقود للعمل الاستعراضي يجب تنفيذها،‏ ابتدأت بحضور اجتماعات الجماعة بشكل قانوني.‏ وانخرطت في مدرسة الخدمة الثيوقراطية وابتدأت ايضا بالاشتراك في الخدمة من بيت الى بيت.‏

ابتدأت ارى ان العمل الاستعراضي لم يكن لديه شيء ليقدمه.‏ ولم اكسب شيئا ماديا في كل السنوات التي خصَّصتها لما كان الهي.‏ وتألمت عائلتي —‏ اذ جُرَّت في مختلف انحاء العالم وتدبَّرت امرها بأيّ شيء يمكنها حمله في حقائب السفر.‏ حقا،‏ لقد حطَّم العمل الاستعراضي تقريبا زواجي.‏ أما الآن فكان الكائن الاسمى للكون يقدم لي فرصة العيش الى الابد على الارض الفردوسية في ظل حكم ملكوته.‏

لذلك اتخذت اهم قرار في حياتي.‏ وعندما انهيت عقودي للعمل الاستعراضي،‏ قطعت كاملا كل الروابط مع عالم التسلية.‏ ولم ارجع قط الى ايّ نادٍ او اعاشر من جديد اولئك الذين جعلوا هذا العمل طريقة حياتهم.‏ وراجع معي تِد الاسئلة التي يتأمل فيها المرشحون للمعمودية.‏ ولكنَّ تِد مات،‏ وبعد ذلك بوقت قصير اعتمدت،‏ في ٢٦ تموز ١٩٧٥.‏ وأتطلع بشوق الى لقاء هذا الرجل الرائع في العالم الجديد عندما يُقام.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

لا نقص في البركات

لقد زوَّدنا يهوه بأكثر مما نلناه على الاطلاق من كل سنواتنا في العمل الاستعراضي.‏ لقد حرَّرني من عالم التسلية المنحرف والفاسد ادبيا.‏ لقد كافأ صلوات زوجتي الامينة،‏ التي اخلصت لي ولم تستسلم قط‍.‏ لقد باركنا بصيرورة ام زوجتي وابنتينا الكبيرتين وزوجيهما نشاطى جميعا في الخدمة المسيحية.‏ وابنتنا الصغرى،‏ لِتيشا،‏ وأكبر حُفدائنا الثلاثة،‏ ميخا،‏ كلاهما مُناديان بالبشارة غير معتمدين.‏ وباركني يهوه ايضا بامتياز الخدمة كشيخ في الجماعة المسيحية.‏

لا يمكننا رابِن وأنا ان نرد ليهوه من اجل ما فعله لنا.‏ ولكن يمكننا ان نحذِّر الآخرين —‏ وخصوصا الاحداث —‏ من مخاطر عالم العمل الاستعراضي ونوع التسلية الرديء.‏ ويمكننا،‏ من خلال ملاحظتنا الشخصية،‏ ان نحذِّرهم من الاسى الذي يتبع الفساد الادبي،‏ المخدرات،‏ الافراط في الشرب،‏ النوع الرديء من الموسيقى،‏ الاغاني التي تشدِّد على الجنس المحرَّم،‏ والمخاطر المشمولة عندما يتردد المرء الى النوادي او حفلات الروك الموسيقية.‏ كل هذه الامور هي جزء من عالم تحت سيطرة الشيطان ابليس بشكل كامل.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏.‏

من السهل ان نقع في شرك عبادة الشيطان دون ان ندري،‏ كما كنت عندما جعلت العمل الاستعراضي الهي.‏ ولكن يسعدنا الآن زوجتي وأنا ان نشجع كل الاحداث على عبادة يهوه،‏ الاله الواحد الذي يمكنه ان يشبع كل رغبات القلب —‏ الاله الذي يهتم بنا حقا بكل طريقة.‏ —‏ كما رواها ڤيڤيِن أ.‏ ويكس.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٤]‏

الفتاة التي تزوجتها كانت لاعبة بهلوانية تلوي جسمها

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

رابِن وأنا اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة