مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٤ ٨/‏٩ ص ١٦-‏١٩
  • تدرَّبتُ على القتل،‏ أما الآن فأقدِّم رسالة حياة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تدرَّبتُ على القتل،‏ أما الآن فأقدِّم رسالة حياة
  • استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • لماذا غادرتُ اسرائيل
  • ايجاد الحق عن المسيَّا
  • سماع الاسم يهوه
  • ايجاد الحق
  • مقارنة الكتب المقدسة والمؤمنين
  • نتعرَّف بإخوة فلسطينيين
  • والداي يواجهان الحق
  • الجزء ٤ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • الكتاب المقدس يغيِّر حياة الناس
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
استيقظ!‏ ١٩٩٤
ع٩٤ ٨/‏٩ ص ١٦-‏١٩

تدرَّبتُ على القتل،‏ أما الآن فأقدِّم رسالة حياة

‏«ارهابيون يحتجزون رهائن في بيت في شمال اسرائيل.‏»‏

عندما سمعتُ النبأ على الراديو،‏ كنت في مأذونية لنهاية اسبوع من الجيش الاسرائيلي،‏ وكنت اخيِّم قرب بحر الجليل.‏ وكنت اعلم تماما ما تعنيه هذه الكلمات.‏ فقد كنت ضابط جيش في وحدة خاصة مدرَّبة تدريبا احترافيا على مواجهة الارهاب.‏ وكنت اعلم ايضا انه ينبغي ان اكون بين الذين سيقتحمون البيت،‏ يقتلون الارهابيين،‏ ويطلقون سراح الرهائن.‏ وبدون تردُّد ركبتُ سيارتي وقدتُها بأسرع ما يمكن نحو مكان الحادثة.‏

وبما ان الضباط في الجيش الاسرائيلي يدخلون دائما اولا،‏ كنت اعلم انه ينبغي ان اكون بين اول مَن يواجهون الارهابيين،‏ لكنَّ التفكير في انني قد أُقتل او أُصاب لم يردعني.‏ ووصلتُ الى مكان الحادثة بعدما تمَّم اصدقائي في وحدتنا المهمة بدقائق قليلة،‏ قاتلين الارهابيين الخمسة ومطلقين سراح الرهائن.‏ فخاب املي كثيرا لأن تلك العملية فاتتني.‏

ولماذا شعرتُ على هذا النحو؟‏ لأني كنت وطنيا جدا،‏ وأردت ان اثبت حبي لبلدي.‏ ولكن كيف دخلتُ هذه الوحدة المتخصصة في مكافحة الارهاب؟‏

وُلدتُ في طبريّة سنة ١٩٥٨ وتربَّيت في بيت فيه غيرة وطنية كبيرة.‏ كنت أومن ان بلدي دائما على حق.‏ لذلك عندما انخرطتُ في الجيش في السنة ١٩٧٧،‏ تطوعتُ لأخدم في اكثر وحدات القتال احترافا في الجيش الاسرائيلي.‏ ولم تُقبَل الا نسبة ضئيلة جدا من الذين قدموا طلباتهم للابتداء ببرنامج التدريب الشديد الصعوبة.‏ ولا ينهي الجميع البرنامج،‏ ومن الذين ينهونه،‏ يجري اختيار اثنين فقط ليصيرا ضابطَين.‏ وأنا كنت واحدا منهما.‏

كان نجاحي فعلا انعكاسا لحبي لبلدي.‏ وكان عندي سبب وجيه لأفتخر.‏ فقد كنت ضابطا في وحدة قتال خاصة تقوم بأمور لا يراها الانسان العادي،‏ ولا حتى في الافلام.‏ لكنَّ النجاح،‏ الشهرة،‏ والسرّيّة رافقها فراغ روحي استمر ينمو الى ان بدأت ادرك انه لا بد ان يكون للحياة معنى اكثر من هذا.‏ لذلك بعد اكثر من اربع سنوات صعبة جدا،‏ تركتُ الجيش لكي اسافر وأرى العالم.‏

لماذا غادرتُ اسرائيل

انتهت اسفاري حول العالم عندما التقيت في تايلند كُنْلايا،‏ التي كانت ستصير زوجتي،‏ والتي كانت آنذاك تدرس الفنون في جامعة بانكوك.‏ لم يكن ايّ منا يخطط للزواج،‏ لكنَّ حبَّنا كان اقوى مما ادركنا.‏ لذلك توقفت كُنْلايا عن متابعة دراستها،‏ وأنا لم اعد اسافر،‏ وقررنا ان يشارك واحدنا الآخر في حياته.‏ اين؟‏ في اسرائيل طبعا.‏ فقد قلت لها:‏ «يجب ان اساعد على حماية وطني.‏»‏

في اسرائيل لا يمكن ان يتزوج الرجل اليهودي الا يهودية؛‏ لذلك كنت مدركا تماما انه يجب على كُنْلايا،‏ التي كانت آنذاك بوذية،‏ ان تتحول الى الدين اليهودي،‏ وقد وافقَت على ذلك.‏ لكنَّ اليهود المتديِّنين المسؤولين عن اتمام تهويد كهذا لم يريدوها.‏ فحيثما توجهنا طلبا للمساعدة،‏ اعترضَنا الجواب السلبي نفسه:‏ «ان شخصا مثلك يجب ان يجد فتاة يهودية جميلة ولا يتزوج هذه الاممية.‏» لم تكن كُنْلايا اممية فقط بل من عرق مختلف ايضا.‏

بعد ستة اشهر من المحاولات،‏ دُعينا اخيرا الى المحكمة الدينية لمقابلة ثلاثة حاخامات كانوا سيقرِّرون ما اذا كانت كُنْلايا ستُهوَّد ام لا.‏ وهناك وجدتُ نفسي أُوَبَّخ لأني اردت التزوُّج بأممية.‏ وطلبوا مني ان ارسلها الى وطنها.‏ وعندئذ اقترح احد الحاخامات:‏ «لِمَ لا تتخذها جاريةً لك!‏» ورفضوا طلبنا.‏

لقد طفح الكيل.‏ وبينما كانوا لا يزالون يتكلمون،‏ امسكتُ بيد كُنْلايا وغادرنا المحكمة وأنا اقول ان كُنْلايا لن تصير يهودية ابدا حتى لو سُمح لها بذلك وإنني لا ارغب في ان ابقى يهوديا.‏ وفكَّرت في نفسي:‏ ‹ان الدين الذي يعامل الناس بهذه الطريقة لا قيمة له على اية حال!‏› والآن،‏ بعد ان اتخذتُ قراري،‏ بُذلت جهود خصوصية لفصلنا احدنا عن الآخر.‏ وحتى والداي العزيزان تورَّطا في كل ذلك بسبب المشاعر الدينية القوية والضغط الذي وُضع علينا ليترك واحدنا الآخر.‏

خلال ذلك الوقت اشتعلت الحرب في لبنان بين القوات الاسرائيلية والفلسطينية.‏ واستُدعيتُ طبعا للاشتراك في القتال،‏ وفيما انا اعرِّض حياتي للخطر من اجل وطني داخل ارض اواجه فيها اعداء بلدي،‏ أُخذ من كُنْلايا جواز سفرها وطُلب اليها ان تغادر البلاد.‏ كل ذلك كان جزءا من محاولة فصل واحدنا عن الآخر.‏ وفي اللحظة التي اكتشفتُ فيها ما قد حصل،‏ مات حبي لوطني.‏ ولأول مرة،‏ بدأت ادرك المعنى الحقيقي للقومية.‏ لقد كنت على استعداد لأعطي الكثير من اجل بلدي،‏ والآن لم يُسمح لي حتى بأن اتزوج المرأة التي احب!‏ فشعرت بأن مشاعري جُرحت،‏ وبأنه جرت خيانتي.‏ فبالنسبة اليَّ،‏ عنى التخلُّص من كُنْلايا التخلُّصَ مني.‏ وهكذا فإن الصراع لربح تلك القضية كان في الواقع صراعا لأحافظ على حقي في العيش في اسرائيل،‏ الامر الذي لم اكن مستعدا لفعله.‏

لم يبقَ امامنا ايّ خيار سوى السفر الى الخارج لنتزوج ثم نعود الى اسرائيل لإكمال الترتيبات النهائية قبل مغادرة البلد.‏ فغادرنا اسرائيل في تشرين الثاني ١٩٨٣،‏ انما ليس قبل ان نتصالح مع والديَّ.‏ لقد كنتُ دائما ارى ان الرياء في الدين هو السبب الرئيسي لمشاكلنا نحن اليهود،‏ لكني لم اكن قط بعيدا جدا عن الدين كما كنتُ آنذاك.‏

ايجاد الحق عن المسيَّا

دهشنا كثيرا عندما علمنا انه بسبب قانون هجرة معيَّن،‏ لم يكن من الممكن ان نعيش في بلد زوجتي.‏ فاضطررنا الى البحث عن بلد ثالث لنعيش فيه!‏ ووُلد ابننا الاول في اوستراليا،‏ لكننا لم نتمكن من البقاء هناك ايضا.‏ وتابعنا التنقل من بلد الى آخر.‏ ومرت سنتان،‏ وبدأنا نفقد الامل تدريجيا في ايجاد مكان نعيش فيه بشكل دائم.‏ وفي تشرين الاول ١٩٨٥،‏ وصلنا الى نيوزيلندا.‏ ‹انه مجرد بلد آخر نمرّ به.‏› هذا ما فكَّرنا فيه ونحن نوقف السيارات للانتقال مجانا نحو الشمال مع ابننا البالغ من العمر ١١ شهرا.‏ لكن كم كنا مخطئَين!‏

في احدى الامسيات دعانا زوجان لطيفان الى تناول الطعام.‏ وبعد ان استمعا الى قصتنا،‏ عرضت الزوجة ان تساعدنا في طلبنا المقدَّم من اجل الحصول على اقامة دائمة في نيوزيلندا.‏ وفي اليوم التالي،‏ قُبيل التوديع،‏ اعطتني كتابا صغيرا يحمل العنوان العهد الجديد (‏الاسفار اليونانية)‏.‏ وقالت:‏ «اقرأه،‏ فكلّ كَتَبَتِه كانوا يهودا.‏» فوضعتُه في حقيبتي ووعدتُها بتفحُّصه.‏ ولم اكن اعرف ما يحتويه ذلك الكتاب —‏ فاليهود لا يقرأون عادةً مطبوعات مسيحية.‏ ولاحقا اشترينا سيارة قديمة وبدأنا نسافر جنوبا،‏ وجعلنا السيارة بيتنا.‏

في احدى محطات التوقف،‏ تذكرتُ وعدي.‏ فأخرجتُ الكتاب وبدأت اقرأه.‏ فوجدت نفسي اتعلم عن الانسان الذي علَّمني الدينُ اليهودي ان لا احبه،‏ لا بل ان ابغضه.‏ ودهشت عندما قرأت ان يسوع قضى معظم حياته حيث قضيتُ انا معظم حياتي،‏ حول بحر الجليل.‏ ودهشت اكثر عندما عرفت الامور التي قالها.‏ فلم اسمع قط شخصا يتكلم مثله.‏

حاولت ايجاد عيب في هذا الانسان،‏ لكني فشلت.‏ وعوضا عن ذلك،‏ صرتُ احب ما كان يعلِّمه،‏ وكلما قرأتُ عنه زاد تساؤلي عن السبب الذي من اجله كذب اليهود عليَّ بشأنه.‏ وبدأت ادرك انه مع اني لم اكن متديِّنا قط،‏ فقد غسل الدين دماغي كما غسلته القومية ايضا.‏ وتساءلت:‏ ‹لماذا يكرهه اليهود الى هذا الحد؟‏›‏

حصلتُ على جواب جزئي عن سؤالي عندما قرأتُ الاصحاح ٢٣ في متى‏.‏ فقد قفزت حرفيا من مقعدي وأنا اقرأ كيف شهَّر يسوع بشجاعة رياء القادة الدينيين اليهود في زمنه ومسلكهم الشرير.‏ وقلت في نفسي:‏ ‹لم يتغيَّر شيء.‏ فهذه الكلمات نفسها التي قالها يسوع تنطبق تماما على القادة الدينيين اليهود اليوم.‏ فقد رأيتُ ذلك واختبرته انا بنفسي!‏› ولم يكن بإمكاني الا ان احترم احتراما عميقا هذا الانسان الذي تكلَّم بالحق بلا خوف.‏ لم اكن ابحث عن دين آخر،‏ لكني لم اقوَ على تجاهل قوة تعليم يسوع.‏

سماع الاسم يهوه

كنت قد انتهيت من قراءة نحو نصف الاسفار اليونانية عندما وصلنا الى مِلْفورْد ساوْند في منطقة الفيوردْلَنْد من الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا.‏ وأوقفنا سيارتنا الى جانب سيارة اخرى تجلس قربها امرأة آسيوية.‏ فابتدأت زوجتي بالتحدث اليها.‏ وعندما جاء زوجها البريطاني،‏ اخبرناهما قصتنا باختصار.‏ فابتدأ الزوج يخبرنا انه في المستقبل القريب،‏ سيهلك اللّٰه الحكومات الحاضرة وسيجعل حكومته تحكم عالما بارا.‏ ومع ان ذلك بدا جميلا بالنسبة اليَّ،‏ قلت في نفسي:‏ ‹هذا الرجل يحلم.‏›‏

وتابع الرجل كلامه،‏ مخبرا ايانا عن الرياء الديني والتعاليم الباطلة في كنائس العالم المسيحي.‏ ثم قالت زوجته:‏ «نحن من شهود يهوه.‏» فقلت في نفسي:‏ ‹وما علاقة هذين الامميين بإله اليهود؟‏ وبذلك الاسم يهوه!‏› كنت اعرف الاسم،‏ لكنها كانت المرة الاولى التي اسمعه شفهيا.‏ فاليهود لا يُسمح لهم بأن يتلفظوا بهذا الاسم.‏ وأعطانا الزوجان عنوانهما وبعض مطبوعات الكتاب المقدس،‏ ورحلنا.‏ ولم نكن نعلم ان لقاءنا هذين الشخصين سيغيِّر حياتنا.‏

ايجاد الحق

بعد اسبوعين كنا في مدينة كرايْستْتشرْش.‏ وصُنعت ترتيبات لكي نمكث هناك ونساعد في مزرعة للخراف يملكها اعضاء في كنيسة خمسينية.‏ وفي المزرعة اتممتُ قراءة الاسفار اليونانية وابتدأت اقرأها من جديد.‏ ولاحظت كم كان وجود اللّٰه جليّا في نظر يسوع.‏ ولأول مرة في حياتي تساءلت:‏ ‹هل اللّٰه موجود حقا؟‏› وابتدأت ابحث عن جواب.‏ وتمكنتُ من الحصول على نسخة من الكتاب المقدس الكامل بلغتي الخاصة،‏ العبرانية،‏ وابتدأت اقرأه لكي اكتشف المزيد عن يهوه الذي يدَّعي انه الاله القادر على كل شيء.‏

وسرعان ما ادركنا زوجتي وأنا ان التعاليم التي تعلَّمناها من اصحاب المزرعة لم تكن منسجمة مع ما نقرأه في كتابنا المقدس.‏ ولا كان سلوكهم منسجما ايضا.‏ وفي الواقع،‏ كنا في احدى المراحل مستائَين جدا من الطريقة التي نعامَل بها في المزرعة حتى انني كتبت رسالة عن هذا الموضوع الى السيدة التي اعطتنا الاسفار اليونانية.‏ «حتى الآن،‏ كما اعتقد،‏ اظهر لنا اللّٰه اية ‹مسيحية› هي باطلة،‏ وإذا كان اللّٰه موجودا حقا،‏ فسيظهر لنا الآن المسيحية الحقيقية.‏» لقد كتبتُ اليها دون ان اعرف الى ايّ حد كنت على حق.‏ وحينئذ تذكرتُ ما قاله لنا الشاهدان عن رياء الكنائس.‏ فقررنا الاجتماع بالشهود من جديد.‏

بعد ايام قليلة،‏ رتَّب هذان الزوجان الامور لكي يزورنا شاهدان آخران ليهوه يعيشان في الجوار.‏ فدعَوَانا الى العشاء.‏ وفي بيتهما ناقشنا الكتاب المقدس،‏ وأحببنا ما سمعناه.‏ وفي اليوم التالي دُعينا من جديد،‏ وجرت مناقشة طويلة اخرى.‏ وكان ما اظهراه لنا من الكتاب المقدس منطقيا جدا حتى اننا شعرنا زوجتي وأنا بأننا اكتشفنا شيئا رائعا،‏ نعم،‏ الحق!‏

لاقينا صعوبة في النوم في تلك الليلة.‏ فقد ادركنا ان حياتنا لن تبقى كما هي عليه.‏ وابتدأت اقرأ كتاب يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض،‏ الذي اصدره الشهود،‏ وفيما كنت اقرأه،‏ شعرت كما لو اني كنت اعمى انما صار بإمكاني ان ارى الآن!‏ فقد صرت قادرا على فهم القصد من الحياة،‏ لماذا وُضع الانسان على الارض،‏ لماذا نموت،‏ لماذا يسمح اللّٰه بالكثير من الالم،‏ وكيف تتمم احداث العالم نبوات الكتاب المقدس.‏ واستعرتُ اكبر عدد ممكن من الكتب من شهود يهوه وقضيت ساعات كثيرة اقرأها.‏ وصار بإمكاني ان ارى بسهولة بُطل تعاليم الثالوث،‏ نار الهاوية،‏ وخلود النفس.‏ وأحببت المنطق والمحاجَّة القوية المؤسسة على الكتاب المقدس كما تستعملهما المطبوعات.‏

مقارنة الكتب المقدسة والمؤمنين

حاول اصحاب المزرعة ان يثنونا عن الدرس مع شهود يهوه.‏ فقد قالوا لنا:‏ «لديهم كتاب مقدس مختلف،‏ ترجمة خاطئة.‏» فقلت:‏ «حسنا،‏ سأتحقق الامر.‏» فاستعرت بعض ترجمات الكتاب المقدس من اصحاب المزرعة وحصلت ايضا على نسخة من ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة وقارنتها جميعا بنسخة للكتاب المقدس باللغة العبرانية.‏ وفرحت جدا عندما اكتشفت ان ترجمة العالم الجديد هي الترجمة الادق والاصح.‏ فنَمَت ثقتي بمطبوعات جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏

في المرة الاولى التي حضرنا فيها اجتماعا في قاعة الملكوت،‏ لم نفهم كل ما كان يُناقَش هناك،‏ لكننا لم نعانِ مشقة في فهم المحبة الرائعة التي اظهرتها لنا الجماعة.‏ وتأثرنا بذكْر الاسم يهوه بشكل متكرِّر.‏ وفي طريق عودتنا من الاجتماع،‏ كنت اردِّد «يهوه،‏ يهوه،‏» مرة بعد اخرى.‏ وقلت لزوجتي:‏ «انه ليس مجرد ‹اللّٰه› الآن،‏ انه ‹يهوه اللّٰه.‏›»‏

وانتقلنا اخيرا الى مدينة كرايْستْتشرْش لكي نعاشر شهود يهوه اكثر ونحضر كل الاجتماعات.‏ ولم تترك المطبوعة الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوُّر ام بالخَلق؟‏ مجالا للشك في فكري في ان يهوه اللّٰه موجود حقا وأنه هو الخالق.‏

نتعرَّف بإخوة فلسطينيين

بعد ان اتصلت ببعض شهود يهوه في اسرائيل،‏ تسلَّمت رسائل من الشهود هناك.‏ وقد وصلتني رسالة من فلسطينية تعيش في الضفة الغربية،‏ واستهلت رسالتها بالكلمتين:‏ «اخي رامي.‏» فقلت في نفسي ان ذلك غير معقول،‏ لأن الفلسطينيين كانوا اعدائي وها هي واحدة منهم تدعوني «اخي.‏» فابتدأت اقدِّر المحبة والوحدة الفريدتين العالميتين الموجودتين بين شهود يهوه.‏ وقرأتُ انه خلال الحرب العالمية الثانية،‏ وُضع شهود يهوه في معسكرات الاعتقال،‏ اختبروا الآلام،‏ وأُعدموا لأنهم لا يريدون ان يتعلموا محاربة اخوتهم الروحيين في بلدان اخرى.‏ نعم،‏ هذا ما توقعته من أتباع يسوع الحقيقيين.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

استمررنا في التقدم في درسنا.‏ وفي خلال ذلك الوقت سمح لنا مكتب الهجرة النيوزيلندي بلطف ان نعيش هناك بشكل دائم،‏ مما زاد فرحنا.‏ والآن بإمكاننا ان نستقر ونعبد يهوه في احد اجمل البلدان في العالم.‏

والداي يواجهان الحق

طبعا،‏ ما إن تعلمتُ حقائق الكتاب المقدس الرائعة هذه حتى ابتدأت اكتب الى والديَّ عنها.‏ وكانا قد عبَّرا عن رغبتهما في المجيء لزيارتنا.‏ فكتبتُ اليهما:‏ «لقد وجدتُ شيئا يساوي مال الدنيا،‏» وذلك لكي اشوِّقهما.‏ حطَّت طائرتهما في نيوزيلندا نحو نهاية السنة ١٩٨٧،‏ وابتدأنا نتحدَّث عن حق الكتاب المقدس فورا تقريبا.‏ فاعتقد ابي انني جننت بسبب ايماني بيسوع،‏ وحاول كثيرا ان يثبت لي اني مخطئ.‏ وكانت تدور مجادلات بيننا كل يوم تقريبا.‏ ولكن،‏ على مر الايام،‏ تحولت هذه المجادلات الى مناقشات،‏ والمناقشات الى درس في الكتاب المقدس.‏ ومع المحبة الاصيلة التي اظهرها الشهود لهما،‏ رأى والداي جمال ومنطق الحق.‏

كم فرحتُ عندما رأيت والديَّ يتحرران من عبودية الدين الباطل ثم من القومية ايضا!‏ وبعد زيارة دامت اربعة اشهر،‏ عادا الى بلدتهما الواقعة قرب بحر الجليل ومعهما حق الكتاب المقدس.‏ واستمرا يدرسان هناك مع شاهدين من الجماعة الاقرب،‏ التي هي على بُعد ٤٠ ميلا (‏٦٥ كلم)‏.‏ وسرعان ما بدأا يخبران الآخرين عن يهوه وكلمته.‏ وقبل اندلاع حرب الخليج العربي بأيام قليلة،‏ رمزا الى انتذارهما ليهوه.‏

وفي خلال ذلك الوقت كنا زوجتي وأنا قد انضممنا الى عائلة شهود يهوه العالمية عندما رمزنا علنا الى انتذارنا ليهوه اللّٰه في حزيران ١٩٨٨.‏ وكنت ادرك تماما انه بالنسبة اليّ توجد طريقة واحدة فقط لخدمة يهوه،‏ وهي كخادم ديني كامل الوقت،‏ لذلك انتهزت اول فرصة لأنخرط في الخدمة كامل الوقت.‏ لن انسى ابدا كم كنت مستعدا لأقوم بأمور من اجل بلدي،‏ حتى لأنْ اخاطر بحياتي.‏ فكم بالأكثر يجب ان اكون مستعدا لفعل ذلك من اجل يهوه اللّٰه،‏ عالما انه لن يخذلني ابدا!‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

نشكر يهوه على الرجاء الرائع الذي يمنحنا اياه،‏ الرجاء بأن كوكب الارض سيصير قريبا موطنا جميلا للذين يحبون البر حقا —‏ موطنا سيكون خاليا من القومية والدين الباطل،‏ وبالتالي خاليا من الحرب،‏ الالم،‏ والظلم.‏ (‏مزمور ٤٦:‏٨،‏ ٩‏)‏ —‏ كما رواها رامي اوڤد.‏

‏[الخريطة في الصفحة ١٧]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

لبنان

سوريا

طبريّة

الاراضي المحتلة

اريحا

القدس

قطاع غزة

الاردن

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

رامي اوڤد مع عائلته اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة