مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٥ ٨/‏٥ ص ٤-‏٧
  • مفاتيح لحلِّ لغز رجل الجليد

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مفاتيح لحلِّ لغز رجل الجليد
  • استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • كيف حُفظ؟‏
  • ‏‹فارس من القرون الوسطى يحمل بندقية›‏
  • أوتزي وعالمه
  • فهم فكر رجل الجليد وعالمه
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • ‏«المومياء» القادمة من البرد
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • ‏«من جبالها تستخرج نحاسا»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٥
ع٩٥ ٨/‏٥ ص ٤-‏٧

مفاتيح لحلِّ لغز رجل الجليد

طوال قرون،‏ كان أوتزي في مثوى جيد.‏ فقد رقد على ارتفاع ٥٠٠‏,١٠ قدم (‏٢٠٠‏,٣ م)‏ فوق سطح البحر في وادٍ عميق وضيق يغمره الثلج في حفرة حمته من حركات النهر الجليدي المجاور.‏ فلو تجمد جسمه في الكتلة الجليدية،‏ لَتحطم إرْبا إرْبا وانجرف.‏ ومن المحتمل جدا ان يكون وضعه المحمي قد ابقاه على حاله.‏

وعلى بُعد امتار قليلة من الجثة وُجدت اشياء كانت على ما يظهر جزءا من حياته اليومية:‏ قوس من خشب الطقسوس لا وتر لها،‏ جعبة من جلد الغزال فيها ١٤ سهما (‏اثنان جاهزان للاستعمال والاخرى غير مكتملة الصنع بعد)‏،‏ خنجر ذو نصل من الصوان،‏ فأس،‏ شيء يُعتقد انه هيكل لصُرَّة بدائية توضع على الظهر،‏ جِراب جلدي،‏ وعاء من لحاء شجر القضبان،‏ وقطع من الملابس،‏ بالاضافة الى آنية وأشياء اخرى.‏

عندما وُجد «انسان سيميلاون» (‏وهو اسم آخر من اسمائه)‏،‏ كانت بعض ملابسه لا تزال عليه وفي رجليه حذاء جلدي حُشِيَ بالقش اتقاء للبرد.‏ وكان قرب رأسه «حصير» مَحُوك من القش.‏ كان الامر وكأن التعب والبرد غلبا على رجل الجليد في مساء يوم من الايام،‏ فنام بهدوء ولم «يبصر» نور النهار إلا بعد آلاف السنين.‏ كان الاكتشاف بمثابة «صورة التُقطت لعهد ما،‏ لمجتمع ما ولجماعة سكانية احيائية،‏» كما يقول عالم الآثار فرانتشيسكو فيديلي،‏ الذي عرَّف «انسان سيميلاون» بأنه اشبه بالكبسولة التي تحتوي امورا تتعلق بعصرها وتُحفظ ليكتشفها جيل ما في المستقبل.‏

كيف حُفظ؟‏

لا يتفق الجميع على الطريقة التي حُفظ بها أوتزي على حاله طوال هذه المدة في تلك الظروف.‏ تقول مجلة الطبيعة:‏ «ان حفظه امر شبه عجائبي،‏ حتى عندما تؤخذ بعين الاعتبار الحماية المزعومة التي امَّنها التجويف الذي وُجد فيه.‏» والنظرية التي يُعتقد حاليا انها الاقرب الى المعقول هي ان الحفظ حدث بسبب اقتران «ثلاثة حوادث غير محتمَلة»:‏ (‏١)‏ عملية تخشُّب طبيعي (‏تجفاف)‏ سريعة،‏ نتيجة تأثيرات البرد،‏ الشمس،‏ والفُونة (‏ريح دافئة وجافة)‏؛‏ (‏٢)‏ تغطية سريعة بالثلج الذي اخفى الجثة عن الضواري؛‏ و(‏٣)‏ الحماية من الانهر الجليدية المتحركة التي زوَّدتها الوهدة.‏ لكنَّ البعض لا يجدون حتى هذا التفسير مقنعا،‏ مؤكدين ان الفُونة لا تصل الى هذا الارتفاع في هذا الجزء من جبال الألپ.‏

ولكن ثمة امور اكيدة حول رجل الجليد.‏ فقد امكن الجزم ان عمره تراوح بين ٢٥ و ٤٠ سنة،‏ ان طوله بلغ خمس اقدام وإنشين (‏١٦٠ سم)‏،‏ وأن وزنه بلغ نحو ١١٠ پاوندات (‏٥٠ كلغ)‏.‏ كان نحيلا انما قوي العضلات،‏ وكان يهتم بشعره البني جيدا وكان يُقصُّ كما يَظهر بانتظام.‏ وأثبتت دراسات أُجريت مؤخرا على الـ‍ DNA لعيِّنات من الانسجة انه يملك التركيبة الوراثية نفسها لسكان اوروپا الوسطى والشمالية المعاصرين.‏ وتدل اسنانه المتحاتة على انه كان يأكل خبزا خشنا،‏ مما قد يشير الى انتمائه الى مجتمع زراعي،‏ كما تدل على ذلك حبوب القمح التي وُجدت في ثيابه.‏ ومن المثير للاهتمام انه امكن تحديد وقت موته نحو نهاية الصيف او بداية الخريف.‏ كيف؟‏ لقد وُجدت في جِرابه بقايا صنف من البرقوق البري الذي ينضج في اواخر الصيف؛‏ فربما كانت جزءا من زاده الاخير.‏

‏‹فارس من القرون الوسطى يحمل بندقية›‏

ولكن عمَّ يكشف أوتزي؟‏ اوجزت المجلة الايطالية أرْكيو عددا من الاسئلة التي اثارها الاكتشاف بهذه الطريقة:‏ «هل كان محاربا ام صيادا؟‏ هل كان شخصا منعزلا،‏ هل كان يسافر مع مجموعته،‏ ام هل كان من ناحية اخرى يعبر هذه الجبال برفقة نخبة قليلة من مجموعته؟‏ .‏ .‏ .‏ هل كان وحده،‏ محاطا بكل هذا الجليد،‏ ام يمكننا ان نتوقع وجود جثث اخرى؟‏» سعى العلماء الى تبيُّن الاجوبة بشكل رئيسي من خلال فحص الاشياء التي وُجدت على جبل سيميلاون ومحاولة فكِّ رموز معناها.‏ وقُدِّمت نظريات متنوعة بشأن سبب تنقُّل أوتزي على ارتفاع يزيد على ٥٠٠‏,١٠ قدم (‏٢٠٠‏,٣ م)‏،‏ ولكنَّ كل واحدة منها تناقضها حقيقة ما.‏ فلنتأمل في امثلة قليلة.‏

ان القوس،‏ التي لم يكن لها وتر قط،‏ مع السهام تدل بسرعة انه كان صيادا.‏ فهل يحل ذلك اللغز؟‏ ربما،‏ لكنَّ القوس التي يبلغ طولها ست اقدام (‏٨‏,١ م)‏ «هي كبيرة جدا بالنسبة الى رجل بهذه القامة،‏» كما يقول عالم الآثار كريستوفر بيرڠمان،‏ و«لا شك انها اكبر من تلك المستعملة لصيد حيوانات جبال الألپ.‏» فلماذا يحمل قوسا لا يمكنه استعمالها؟‏ وعلاوة على ذلك،‏ يلزم ان يتخلص المسافر في الجبال من كل وزن زائد،‏ «مما يجعل الامر محيِّرا خصوصا لأن قوس الرجل و ١٢ سهما من سهامه الـ‍ ١٤ لم تكن مكتملة الصنع،‏ في حين ان سلاحيه الآخرين (‏الخنجر والفأس)‏ قد ابلاهما طول الاستعمال،‏» كما تلاحظ مجلة الطبيعة.‏

وماذا عن الفأس التي وُجدت على بُعد امتار قليلة منه؟‏ اعتُقد في البداية انها من البُرُنْز،‏ لكنَّ الفحوص كشفت في الواقع انها مصنوعة من النحاس.‏ ولهذا السبب ولأسباب اخرى يميل كثيرون من علماء الآثار الى إرجاع أوتزي الى بداية ما يدعى العصر النحاسي،‏ اي الالف الرابع-‏الثالث ق‌م.‏ وذكرت مجلة أودُبُن:‏ «ان فحوص الكربون ١٤ .‏ .‏ .‏ اكدت انه عاش قبل ما بين ٨٠٠‏,٤ و ٥٠٠‏,٥ سنة.‏»‏a ولكنَّ اشياء اخرى تجعل بعض الخبراء يميلون الى إرجاع رجل الجليد الى فترة اقدم بقليل.‏ وكما يظهر،‏ لا يمكن نسب «انسان سيميلاون» الى حضارة قديمة معينة.‏ وبالاشارة الى الفأس النحاسية،‏ يعتقد احد علماء الآثار ان أوتزي «امتلك سلاحا متقدما جدا من الناحية التكنولوجية بالنسبة الى الحقبة التي عاش فيها.‏ لقد كان ذلك كما لو اننا وجدنا فارسا من القرون الوسطى يحمل بندقية.‏ وفي الواقع،‏ كان النحاس في تلك الحقبة معروفا فقط لدى الحضارات الشرقية.‏»‏

وبالاضافة الى ذلك،‏ كما سبق ورأينا،‏ لعل الفأس كانت اداة ثمينة جدا بين معاصري رجل الجليد.‏ وكانت مصنوعات يدوية اخرى،‏ كغمد خنجره،‏ مصقولة ايضا للغاية ومن الواضح انها كانت «اشياء فاخرة.‏» ولكن اذا كان أوتزي شخصية رفيعة المقام،‏ رئيسا،‏ فلماذا كان وحده عندما مات؟‏

استنادا الى مجلة العلم المبسَّط،‏ عبَّر كونرات شپيندلر من جامعة إنزبروك عن رأيه قائلا:‏ «ما اعتُقد اصلا انه وُشوم غير مفهومة انما هو ركبة ومفصل كاحل باليان وفقرات منحلة من عموده الفقري.‏ فعلى الارجح،‏ كان طبيب رجل الجليد يعالج حالته بِكَيِّ الجلد فوق موقع الالم،‏ ثم بفرك الجرح برماد عشب طبي.‏»‏

ومؤخرا،‏ في اجتماع لخبراء بالطب الشرعي في شيكاڠو،‏ طُرحت الفكرة القائلة ان أوتزي ربما كان شخصا هاربا سبق فضُرب وأُدمي ثم مات في مخبئه فيما الآخرون يطاردونه.‏ فقد وُجد ان له عدة ضلوع محطمة وفكًّا مكسورا.‏ ولكن لا يمكن تحديد متى عانى هذه الاصابات —‏ قبل موته او بعده.‏ وإذا كان ضحية العنف،‏ تسأل أركيو،‏ «فلماذا لا تزال كل ادواته معه،‏ حتى ‹الثمينة› منها؟‏» كالفأس النحاسية.‏

يعتقد المحقِّقون ان الوقائع الموجودة ليست كافية لتكتمل الصورة،‏ ولا تزال اسئلة كثيرة بلا جواب.‏ ولكن من الواضح ان الحضارة التي انتمى أوتزي اليها كانت منظمة جيدا ومعقدة.‏

أوتزي وعالمه

عند وصف عالَم «انسان سيميلاون،‏» يبني العلماء آراءهم على اساس اكتشافات مصدرها مواقع في جبال الألپ يُعتقد ان معاصريه سكنوها.‏ وحتى في ذلك الوقت،‏ كما يخبرنا علماء الآثار،‏ كانت بعض المناطق اكثر تقدما من غيرها،‏ أما الابتكارات التقنية،‏ كالشغل بالنحاس،‏ فمعظمها كان من الشرق الاوسط.‏

واستنادا الى احدى المحاولات لجمع تفاصيل ما حدث،‏ ربما كان أوتزي يعيش في احدى القرى الزراعية الواقعة عند حوض نهر أديج.‏ كان هذا النهر طريقا تجارية مهمة تربط شبه الجزيرة الايطالية بأوروپا الوسطى.‏ وقد وُجد العديد من المستوطنات في اماكن مختلفة من هذا الجزء من جبال الألپ،‏ حتى على ارتفاع نحو ٥٠٠‏,٦ قدم ‏(‏٠٠٠‏,٢ م)‏.‏ وكانت القرى الزراعية في تلك الفترة مؤلفة كما كان معهودا من ثلاثة او اربعة بيوت،‏ وربما عشرات قليلة كأبعد تقدير.‏ وأيّ نوع من البيوت؟‏ لم تكشف الحفريات إلا عن الارضيات،‏ وكانت دائما من التراب المرصوص.‏ وكانت للمساكن غرفة واحدة،‏ ولها عموما ارضية مدفأة في الوسط وفرن احيانا.‏ وربما كان السطح منحدِر الجانبين،‏ مشابها للمساكن المعاصرة المبنية على دعائم والتي وُجدت بالقرب من عدد من بحيرات جبال الألپ.‏ وكل كوخ من الأكواخ المؤلفة من غرفة وحيدة كان يؤوي على الارجح عائلة واحدة.‏

وماذا كان نوع العلاقات بين هذه المجتمعات من مربِّي الماشية والمزارعين؟‏ لا شك انها تجارية.‏ مثلا،‏ ان الفأس التي وُجدت على جبل سيميلاون تشبه الفؤوس المصنوعة بعيدا في الجنوب،‏ على شواطئ بحيرة ڠاردا،‏ وربما كانت جزءا من صفقة تجارية.‏ وبين معدات أوتزي ايضا،‏ وُجد بعض الصوان الذي كان يُعتبر ثمينا في التعاملات التجارية على طول طريق وادي أديج.‏ وأحد النشاطات التي استلزمت تنقلات على نطاق اوسع هو الارتحال الموسمي للماشية.‏ فكما لا يزال الرعاة يفعلون في التيرول اليوم،‏ كان الرعاة يقودون قطعانهم عبر ممرات جبال الألپ بحثا عن مراعٍ جديدة.‏ وما هي الاستنتاجات الاخرى التي جرى التوصل اليها حول اصل رجل الجليد؟‏

‏[الحاشية]‏

a من اجل معلومات حول عدم امكانية الاعتماد على فحص الكربون-‏١٤،‏ انظروا استيقظ!‏ عدد ٢٢ ايلول ١٩٨٦،‏ الصفحات ٢١-‏٢٦،‏ بالانكليزية،‏ وكتاب الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوُّر ام بالخَلق؟‏ صفحة ٩٦‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

‏[الخريطة في الصفحة ٥]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

وُجد رجل الجليد داخل الحدود الايطالية تماما عند نهر سيميلاون الجليدي

المانيا

النمسا

إنزبروك

سويسرا

سلوڤينيا

ايطاليا

بولزانو

نهر سيميلاون الجليدي

البحر الادرياتي

‏[الصور في الصفحة ٧]‏

تسم العلامة X الموقع حيث وُجد أوتزي.‏ الصور المدرجة:‏ ١-‏ الفأس النحاسية،‏ ٢-‏ الخنجر الصوَّاني،‏ ٣-‏ ربما تعويذة،‏ ٤-‏ الطرف الحاد لقرن الوعل في مقبض خشبي

‏[مصدر الصورة]‏

Foto: Prof.‎ Dr.‎ Gernot Patzelt/Innsbruck

Fotos 1-4: Archiv Österreichischer Alpenverein/Innsbruck,‎ S.‎N.‎S.‎ Pressebild GmbH

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة