مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٥ ٨/‏١٠ ص ١٦-‏٢٠
  • سباق أيديتَرود —‏ عشرة قرون لإعداده

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • سباق أيديتَرود —‏ عشرة قرون لإعداده
  • استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تراث التنقل بمزالج تجرّها الكلاب
  • ولادة السباق العصري للكلاب التي تجرُّ المزالج
  • رحلة نقل المصل الى نوم سنة ١٩٢٥
  • الكلاب القائدة
  • الكلب الألاسكي المستخدم في جرّ المزالج
  • اربع فئات من الكلاب
  • خط النهاية
  • هل الاولاد في امان مع كلبكم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • كيف تدرِّب كلبك
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤
  • الكَلْب
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • حاسة الشم عند الكلب
    هل من مصمِّم؟‏
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٥
ع٩٥ ٨/‏١٠ ص ١٦-‏٢٠

سباق أيديتَرود —‏ عشرة قرون لإعداده

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في ألاسكا

بأعناق ممدودة،‏ ننظر الى الشارع الرئيسي في المدينة.‏ فهنالك حشد،‏ آلات تصوير،‏ وتجهيزات اعلامية.‏ أنظار الجميع مصوَّبة نحو آخر الشارع.‏ فنحن ننتظر إطلالة الفائز في «أيديتَرود —‏ السباق العظيم الاخير» هنا عند خط النهاية في نوم،‏ ألاسكا.‏

ان هذا السباق للمزالج التي تجرّها الكلاب،‏ الذي يُعتبر اشهر هذه السباقات في العالم ويبلغ طوله نحو ١٠٠‏,١ ميل (‏٨٠٠‏,١ كلم)‏،‏ دام في الواقع اكثر من عشرة ايام.‏ ان الوقت الذي سُجِّل في السنة الماضية كان اكثر من تسعة ايام بساعات قليلة.‏ وبما ان الـ‍ ٢٤ ساعة الاولى من السباق،‏ وهي فترة احتفالية للانطلاق،‏ لم تُحسب ضمن الوقت الرسمي هذه السنة،‏ فلا مجال للمقارنة بين الوقتين.‏ وقد دخل السباق عشرات سائقي المزالج من مختلف البلدان،‏ بمَن فيهم اشخاص متمرِّسون بسباقات اخرى.‏

تخيلوا قضاء عشرة ايام او اكثر،‏ وحدكم معظم الوقت،‏ في ارض مقفرة قاسية.‏ وعليكم ان تجتازوا ممرات جبلية،‏ خوانق جليدية،‏ تُندرا،‏ انهارا واسعة متجمدة تخدم كطرقات عريضة،‏ وجليدا بحريا وعرا وأن تتحملوا درجات حرارة دون الصفر فيما تواصلون تقدُّمكم نحو وجهتكم هنا في نوم.‏

وعند ملاحظة الاثارة التي يولِّدها هذا الاعراب عن الشجاعة والتعاون بين الانسان والكلب،‏ نتساءل:‏ ‹اين ابتدأ كل ذلك؟‏›‏

تراث التنقل بمزالج تجرّها الكلاب

من اين تأتي الكلمة الانكليزية ماش mush التي تشير الى التنقل بمزلج تجرّه الكلاب؟‏ عندما استُوطنت المناطق الشمالية الغربية من كندا،‏ كان الكنديون الفرنسيون الذين يسوقون الكلاب يصرخون:‏ ‏«مارش!‏»‏ وكانت الكلمة تبدو لآذان المستوطنين الانكليز وكأنها ‏«ماش!‏»‏

وفي حين ان سباق الكلاب التي تجرُّ المزالج هو سلوى جديدة نسبيا،‏ إلا ان الكلاب التي تجرُّ المزالج كانت تُستخدم طوال الف سنة على الاقل.‏ في البداية كانت الكلاب والمزالج تُستخدم بشكل رئيسي لنقل البضائع في الشمال على طول المساحات الثلجية القاحلة.‏ وأول سجل مكتوب عن استخدام الكلاب لجرّ المزالج موجود في الادب العربي ويرجع تاريخه الى القرن العاشر.‏ ويرى بعض المراجع ان شعب تشوكْشي في سَيبيريا هم اول من اعتمدوا على الكلب والمزلج.‏

كان الذهب هو ما مهَّد السبيل لانشاء طريق أيديتَرود الاصلية.‏ ففي سنة ١٩٠٨ عُثر على الذهب في منطقة كان هنود الأثَپاسكَن يصطادون فيها الرَّنَّة الاميركية.‏ وأطلقوا على المنطقة اسم هايديتَرود،‏ اي «المكان البعيد،‏» ثم صار الاسم يُلفظ بالانكليزية أيديتَرود.‏ وهكذا تشكلت طريق الى نوم طولها ١٠٠‏,١ ميل (‏٨٠٠‏,١ كلم)‏ تمرُّ عبر بلدة أيديتَرود.‏ وعلى مرِّ الوقت صارت معروفة بطريق أيديتَرود.‏

اثناء التهافت على الذهب في ألاسكا وكندا،‏ كانت المزالج التي تجرُّها الكلاب تنقل المعدات،‏ البريد،‏ والذهب عبر القفر الشاسع.‏ ويقول احد التقارير انه في اواخر سنة ١٩١١،‏ نقلت اربع مجموعات من الكلاب ٦٠٠‏,٢ پاوند (‏٢٠٠‏,١ كلغ)‏ من الذهب دفعة واحدة على طول طريق أيديتَرود وبلغت كينيك،‏ ألاسكا،‏ في ١٠ كانون الثاني ١٩١٢.‏

ولادة السباق العصري للكلاب التي تجرُّ المزالج

في عصر التهافت على الذهب،‏ وبوجود الكثير من مجموعات الكلاب المستخدَمة،‏ كان من الشائع ان يعتقد ساسة الكلاب ان كلبهم القائد هو الاقوى او الاسرع او الاذكى.‏ ولذلك كثيرا ما كانت تجري مباريات.‏ ثم أُقيم في نوم سنة ١٩٠٨ اول سباق منظَّم للكلاب التي تجرُّ المزالج،‏ ودُعي «مسابقة كل ألاسكا.‏» وهذه المسابقة التي مهدت السبيل للسباق العصري للكلاب التي تجرُّ المزالج اعدَّت سائقي المزالج هؤلاء لسباق آخر ايضا —‏ ليس لربح جائزة من ذهب بل لانقاذ حياة اشخاص.‏

رحلة نقل المصل الى نوم سنة ١٩٢٥

كانت رحلة نقل المصل التاريخية الى نوم سباقا مع الموت اجرته الكلاب التي تجرُّ المزالج.‏ ففي كانون الثاني ١٩٢٥ ظهرت الدفْتِريا (‏الخانوق)‏ في نوم.‏ وبسبب تهديد تفشّي الوباء،‏ لزم ان يصل مخزون من المصل الى نوم بسرعة.‏ فنُظِّم ٢٠ من ساسة الكلاب مع مجموعاتهم للتناوب على نقل المواد.‏ فانطلقت المجموعة الاولى من نينانا،‏ حيث كانت درجة الحرارة ٥٠ درجة فهرنهايت تحت الصفر (‏-‏٤٦° م)‏،‏ مستهِلةً بالتالي سلسلة من الرحلات كانت تُستبدل فيها المجموعات في قرى تبعد احداها عن الاخرى اجمالا ٣٠ الى ٥٠ ميلا (‏٥٠-‏٨٠ كلم)‏.‏ وجرى معظم ذلك في الظلام،‏ لأن طول النهار القطبي الشمالي في ذلك الوقت من السنة يبلغ ثلاث او اربع ساعات فقط.‏

قُطِعت المسافة،‏ التي تزيد على ٦٧٤ ميلا (‏٠٨٠‏,١ كلم)‏،‏ الى نوم في ٣/‏١ ٥ ايام —‏ علما بأن هذه الرحلة تستغرق عادةً ٢٥ يوما.‏ لقد قاد هؤلاء مزالجهم عبر العواصف الثلجية الشديدة حيث بلغت عوامل برودة الرياح windchill ٧٠ درجة فهرنهايت تحت الصفر (‏-‏٥٧° م)‏ او اقل.‏ وكان هذا عملا بطوليا جدا حتى ان الرئيس الاميركي كالڤن كولِدْج منح وساما وشهادة لكل مشترك.‏

الكلاب القائدة

ان الكلب الذي يقود المجموعة مهم جدا.‏ فعدد قليل جدا من الكلاب مؤهَّل للقيادة.‏ واذكروا ان الكلب القائد،‏ حسب عدد الكلاب في المجموعة،‏ قد يكون امام سائق المزلج على بُعد ٥٠ الى ٧٠ قدما (‏١٥-‏٢٠ م)‏ او اكثر.‏ وفي الظلام او في احوال الضباب القطبي،‏ او عند الانعطاف حول الزوايا،‏ قد يغيب الكلب القائد عن نظر سائق المزلج تماما.‏ لذلك يعود الى هذا الكلب ان يتشمم الطريق ويسلكه او ان يختار الطريق الآمن اكثر ويقوم باختيارات اخرى كلما دعت الحاجة،‏ وذلك بشكل مستقل عن صاحبه.‏

في السنة الماضية اضطرت سائقة المزلج ديدي جانْرو من ألاسكا،‏ وقد احتلت المرتبة الثانية في السباق في السنة التي سبقت،‏ ان تتخلى عن باركلي،‏ كلبها القائد الذي كانت تعتمد عليه كثيرا.‏ وكان ذلك ضربة قاسية لمجموعة كلابها.‏ ومنذ سنتين اضطر لاڤن بَرڤ،‏ الذي اشترك عشر مرات في سباق أيديتَرود،‏ الى ترك السباق قبل ان يصل الى نوم بـ‍ ٢٢٩ ميلا (‏٣٦٩ كلم)‏،‏ وقد بحَّ صوته من الصراخ باستمرار وهو يوجِّه الاوامر الى كلبَيه القائدَين العديمَي الخبرة.‏

ان نسب الفضل الى الكلب القائد لا يعني ان سائق المزلج لا يقوم بدور مهم في توجيه مجموعة كلابه.‏ على العكس،‏ انه الآمر الناهي،‏ اذ يوجِّهها بواسطة تعابير يصرخ بها مثل ‏«جي gee» (‏الى اليمين)‏،‏ ‏«هو haw» (‏الى اليسار)‏،‏ او ‏«وو whoa» (‏توقف)‏.‏ وكلمة ‏«ماش»‏ التي كانت تُستعمل في الماضي القريب حلت محلَّها عموما الكلمة الشائعة في مباريات كرة القدم الاميركية ‏«هايْك hike» او مجرد «هيّا.‏» ان هذه التعابير وغيرها من التعابير المماثلة تجعل المجموعة تنطلق وتوجِّه تحرُّكها.‏ وبواسطة اوامر كهذه،‏ بالاضافة الى خُطَّاف ثلجي كبير الى ح‍دّ ما،‏ وهو اداة تُثبَّت في الثلج لمنع الكلاب المتحمسة جدا من الانطلاق قبل ان يحين الوقت،‏ تبقى المجموعة عادةً تحت سيطرة السائق.‏

ان الكلمة «عادةً» مستعملة هنا لأن سائق المزلج مارك نوردمان من مينيسوتا،‏ الولايات المتحدة،‏ قد يكون لديه ما يقوله حول امكانية الاعتماد على الكلب القائد او حول استجابة المجموعة للاوامر.‏ ففي سباق جرى مؤخرا،‏ قُبيل الوصول الى احدى محطات الاستراحة،‏ اوقف مجموعته ليسوِّي بعض الحبال المتشابكة.‏ وفيما هو يعمل جعلت الكلاب الحبال تفتل،‏ ففلت السلكُ المعدني الذي يقطر المزلج والموصول بكل كلب،‏ وابتدأت الكلاب تجري.‏ وفيما اخذت الكلاب تبتعد عن المزلج قفز مارك ليتلقط السلك،‏ فأمسك به خلف كلاب المؤخرة تماما.‏ (‏ان فقدان المجموعة في هذا القفر امر خطير جدا.‏)‏ وعلى طول الربع ميل (‏نحو ٢/‏١ كلم)‏ التالي،‏ لعب دور جرّافة ثلج ومتزلِّج على الماء ايضا فيما كانت كلابه تجرُّه عبر الركام الثلجي والمفيض النهري.‏ فتجمع الماء في معطفه وتكدس الجليد تحت ذقنه وهو ينزلق خلف كلابه،‏ وطوال كل ذلك الوقت كان يصيح بها لكي تتوقف.‏ وأخيرا امتثلت الكلاب،‏ فعاد سيرا على الاقدام ليستعيد مزلجه الذي تركه خلفه.‏ فيا للطاعة التي اظهرها آنذاك كلبه القائد!‏

ولكن في بعض الظروف هنالك فوائد جيدة تأتي من امكانية الاعتماد على الكلب القائد.‏ فالنوم اثناء أيديتَرود امر عزيز.‏ وعندما تكون الطريق مستقيمة ومنبسطة،‏ يسلِّم سائق المزلج في بعض الاحيان دفَّة القيادة الى الكلب القائد وينام في المزلج.‏ وفي اثناء ذلك تواصل الكلاب سيرها بسرعة نحو وجهتها،‏ نوم.‏

احيانا،‏ يمكن ان تصل سرعة مجموعة الكلاب،‏ على الطريق الجيدة،‏ الى ١١ و ١٢ ميلا في الساعة (‏١٨ الى ١٩ كلم/‏سا)‏ او حتى الى ٢٠ ميلا في الساعة (‏٣٠ كلم/‏سا)‏ للفترات الاقصر.‏ أما معدل السرعة فهو اقل بكثير،‏ ولكنها غالبا ما تجتاز مسافة ١٠٠ ميل (‏١٦٠ كلم)‏ في اليوم.‏ وقد بلغ معدل سرعة احدى مجموعات الكلاب الفائزة نحو ٥‏,٤ اميال في الساعة (‏٧ كلم/‏سا)‏ طوال الايام العشرة من السباق.‏

الكلب الألاسكي المستخدم في جرّ المزالج

يتساءل البعض عما اذا كان الانسان يسيء معاملة الكلاب التي تجرُّ مزلجا ويستغلها.‏ وعندما يفكر المرء في المعاملة السيئة التي تلْقاها الحيوانات،‏ لا يعود هذا القلق غير منطقي.‏

ولكن يبدو ان الكلاب التي تجرُّ مزلجا تقوم بعملها بحماسة،‏ اذ لا يُسمع عند خط الانطلاق سوى اصوات نباحها —‏ فكل كلب يعبِّر عن رغبته في الانطلاق.‏ ويبلغ اندفاع بعض الكلاب حدًّا هائلا حتى ان مجموعة من عشرة كلاب شدَّت بقوة حبال عُدَّة الجرّ الموضوعة حولها وسحبت الشاحنة الصغيرة التي كانت مربوطة اليها —‏ علما بأن مغيِّر السرعة كان موضوعا على احدى السرعات ومكبح اليد كان مشدودا!‏

يهتم سائقو المزالج كثيرا بخير حيواناتهم.‏ فعند محطات التوقف يُصرف جزء كبير من الوقت في إعداد الطعام للكلاب وفَرش القش تحتها لعزلها عن الثلج الذي تنام عليه،‏ وهم يفحصون ايضا احذيتها التي تحمي اقدامها ويعالجون ايّ جرح اصيبت به.‏ وراحة السائق في سباق أيديتَرود قد تكون فترات قصيرة طول كل منها ساعة ونصف الى ساعتين في ايّ وقت،‏ مع انه هنالك توقف الزامي لمدة ٢٤ ساعة ينام فيها سائقو المزالج ست او سبع ساعات.‏ أما الكلاب فهي تحصل،‏ لسعادتها،‏ على راحة اكثر من السائق.‏

يعرف سائق المزلج بالخبرة انه لا يجب ان يجرّ الكلب اكثر من وزنه.‏ ويزن المزلج العادي في سباق أيديتَرود،‏ مع سائقه،‏ بين ٣٠٠ و ٥٠٠ پاوند (‏١٤٠ و ٢٣٠ كلغ)‏.‏ فإذا كانت مجموعة الكلاب المتسابقة تتألف من ١٥ كلبا،‏ يجرُّ كل واحد من الكلاب نحو ٣٣ پاوندا (‏١٥ كلغ)‏ او اقل،‏ وهذا اقل بكثير من معدل وزن الكلب البالغ ٥٠ پاوندا (‏٢٥ كلغ)‏.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ لا يركب السائقُ المزلجَ معظم الوقت بل يركض وراءه ويدفعه،‏ ربما مساعدا على تسلقِ مرتفع او اجتياز امتداد لأرض وعرة.‏

ولكن،‏ على الرغم من العناية التي يمنحها سائقو المزالج لكلابهم،‏ ثمة مَن يقول ان السباقات تؤذي بعضها.‏ وقد ذكرت رسالة الى ذا نيويورك تايمز ان جمعية الرفق بالحيوان في الولايات المتحدة تدَّعي ان بعض الكلاب لا يتمكن من انهاء السباق،‏ حتى ان البعض يموت لأنه يُجبر على بذل جهد يفوق طاقته.‏ وذُكر ان سبب ذلك يعود الى حدّ كبير الى قيمة الجائزة المالية الكبيرة التي تقدِّمها الشركات التي ترعى السباق.‏

اربع فئات من الكلاب

ايّ نوع من الكلاب هو ذاك الذي يستطيع ان يستمر في الجري بسرعة ويتمتع بذلك كما يَظهر؟‏ كلّ كلب مدرَّب على الجرّ يمكن ان يُستخدم لجرِّ المزالج.‏ لكنَّ الكلب الذي يجرُّ مزلجا في السباقات في ألاسكا هو عادةً من احدى الفئات الرئيسية الاربع التالية:‏ المَلَموت الألاسكي،‏ الهَسْكي السَّيبيري،‏ الهَسْكي الألاسكي،‏ او الكلب القروي او الهندي،‏ وذلك استنادا الى المؤلفة لورنا كوپنڠر في كتابها عالَم الكلاب التي تجرُّ المزالج.‏

١)‏ المَلَموت الألاسكي سلالة محلية مطوَّرة تعيش في المناطق القطبية الشمالية.‏ وقد وجد المستكشفون الروس المَلَموت عند قبيلة الإنوِت الاصلية في كاتسيبيو ساوند،‏ وكان هؤلاء يُعرفون آنذاك بالمَلِموت او المَلِميوت.‏ هذا الكلب ضخم الجسم،‏ وهو قوي جدا.‏ وقد تبين انه ممتاز لنقل الاحمال الثقيلة خلال فترة التهافت على الذهب.‏ وهو يعوِّض عن سرعته الابطإ بقوته الهائلة واحتماله.‏

٢)‏ الهَسْكي السَّيبيري،‏ الذي له غالبا عينان زرقاوان باردتان،‏ يُعتبر هو ايضا سلالة مطوَّرة.‏ وهو صغير الحجم،‏ ذكي،‏ وسريع ويحمل علامات مميِّزة جدا.‏ جلبه الى ألاسكا للمرة الاولى سنة ١٩٠٩ تاجر فرو روسي ادخل مجموعته المؤلفة من عشرة كلاب من نوع الهَسْكي السَّيبيري في «مسابقة كل ألاسكا» الثانية.‏

٣)‏ لا يُعتبر الهَسْكي الألاسكي سلالة مطوَّرة انما يُنظر اليه كنوع منفصل له سمات مميِّزة عديدة.‏ انه مزيج من الكلاب الشمالية،‏ ويُشتق اسمه من الكلمة المحلية التي تقابل الكلمة اسكيمو،‏ وهي كلمة «هَسْكي» التي تعني «آكل اللحم النيء.‏» وهذا الاسم ملائم له،‏ لأن سائقي المزالج الشماليين في السنوات الماضية كانوا يعتمدون كثيرا على السمك المجفَّف لاطعام مجموعات كلابهم.‏

٤)‏ الكلب الهندي او القروي اكثر الكلاب المستخدَمة عموما اليوم في جرّ المزالج في السباقات،‏ وهو غالبا لا يمتاز بسمة خاصة.‏ انه حصيلة سنوات من الإنسال الانتقائي للجميعة الوراثية الموجودة في المنطقة القروية حيث ينمو.‏ يمكن لهذا الكلب ان يجتاز مسافة ميل في ثلاث دقائق تقريبا (‏كيلومتر واحد في نحو دقيقتين)‏،‏ ويمكنه ان يكمل سباقا طوله ٢٠ ميلا (‏٣٠ كلم)‏ بسرعة ١٧ ميلا في الساعة (‏٢٧ كلم/‏سا)‏ وتبقى لديه الطاقة الكافية للتطلع بتوق الى سباق اليوم التالي.‏ ومع انه ليس محط اعجاب البعض،‏ لأن لديه مشية خاصة به،‏ إلا انه جميل في نظر سائق المزلج.‏

خط النهاية

ان وصول الفائز لا ينهي سباق أيديتَرود.‏ فقد تمرُّ ثمانية الى عشرة ايام اخرى قبل ان ينتهي السباق رسميا وتُقدَّم جائزة المصباح الاحمر الى آخر سائق مزلج يعبر خط النهاية.‏ ان رمز المصباح الاحمر مأخوذ من ايام السكك الحديدية عندما كان مصباح احمر يعلَّق على «السِّبنْسة،‏» وهي عربة في آخر القطار.‏

عند التأمل في أيديتَرود،‏ يثير اعجابنا التعاون بين الانسان والكلب الذي يمكِّنهما من اجتياز اكثر من ١٠٠‏,١ ميل (‏٨٠٠‏,١ كلم)‏ من الاراضي التي يصعب جدا اجتيازها في طقس غير مؤاتٍ البتة.‏ لكنَّ بعض المجموعات تجتازها في غضون عشرة ايام ونصف تقريبا.‏ وتثير اعجابنا ايضا القدرات الجسدية والعقلية المدهشة التي وضعها الخالق في الانسان والحيوان التي تمكِّنهما من انجاز عمل بطولي كهذا.‏

‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٧]‏

Photos: © Jeff Schultz/ Alaska Stock Images

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة