مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٦ ٢٢/‏١ ص ٣-‏٦
  • ما يفسِّره الانفجار العظيم —‏ وما لا يفسِّره

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ما يفسِّره الانفجار العظيم —‏ وما لا يفسِّره
  • استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ما «يفسِّره» الانفجار العظيم
  • اسئلة لا يجيب عنها الانفجار العظيم
  • ‏«ثمة عامل جوهري ينقصنا»‏
  • هل كانت له بداية فعلا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
  • دروس يجري تعلُّمها من الكون
    استيقظ!‏ ١٩٩٢
  • كوننا المَهيب:‏ هل هو وليد الصدفة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠
  • كيف ظهر كونُنا؟‏ —‏ الخلاف
    هل يوجد خالق يهتم بامركم؟‏
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٦
ع٩٦ ٢٢/‏١ ص ٣-‏٦

الكون المهيب

ما يفسِّره الانفجار العظيم —‏ وما لا يفسِّره

كل صباح هو اعجوبة.‏ ففي باطن شمس الصباح يندمج الهيدروجين ليتحوَّل الى هليوم في درجات حرارة تصل الى الملايين.‏ ومن لُبِّ الشمس الى الطبقات المحيطة به تتدفق الاشعة السينية وأشعة ڠاما بشدّة تفوق الخيال.‏ ولو كانت الشمس شفّافة لَشقَّت هذه الاشعة طريقها الى السطح خلال ثوانٍ قليلة حارقة.‏ ولكنها عوضا عن ذلك تثب من ذرّة الى ذرّة ضمن الذرّات المتراصة لهذا «العازل» الشمسي،‏ فتفقد طاقتها تدريجيا.‏ وتمرُّ الايام والاسابيع والقرون.‏ وبعد آلاف السنين ينبعث اخيرا هذا الاشعاع،‏ الذي كان مميتا،‏ من سطح الشمس منتشرا في شكل ضوء اصفر جميل.‏ لقد زال الخطر منه وصار مناسبا تماما ليغمر الارض بدفئه.‏

وكل ليلة هي اعجوبة ايضا.‏ فالشموس الاخرى تنتشر في رحاب مجرَّتنا وتغمزنا بتلألُئها.‏ انها نجوم بألوان وأحجام ودرجات حرارة وكثافات مختلفة جدا.‏ بعضها من فئة النجوم فوق العملاقة supergiants،‏ وهي كبيرة جدا الى حد انه لو وُضع واحد منها مكان شمسنا لَاستقرَّ ما يتبقى من كوكبنا داخل سطح هذا النجم الهائل الحجم.‏ وبعض النجوم صغيرة الحجم،‏ وهي تدعى الاقزام البيض white dwarfs.‏ انها اصغر حجما من ارضنا،‏ لكنَّ ثقلها يضاهي ثقل شمسنا.‏ البعض لن يعكِّر صفو وجوده شيء لبلايين السنين.‏ والبعض الآخر واقف على شفير الزوال لينفجر ويسطع نوره لفترة وجيزة الى حدّ يفوق سطوع مجرَّات بكاملها،‏ وعندئذ يكون مستعِرا فائقا supernova.‏

تحدَّث القدماء عن وحوش بحرية وآلهة متحاربة،‏ عن تنانين وسلاحف وفيَلة،‏ عن ازهار لوطس وآلهة حالمة.‏ وبعد ذلك،‏ خلال ما سُمِّي عصر العقل،‏ حلَّ محلَّ الآلهة «السحرُ» المكتشف حديثا،‏ سحرُ حساب التفاضل والتكامل calculus وقانونَي نيوتن.‏ ونحن اليوم نعيش في عصر تجرَّد عن الشِّعر القديم والاسطورة.‏ ولكي يفسِّر ابناء العصر الذرّي في ايامنا كيف نشأ الكون،‏ لم يختاروا الوحش البحري القديم،‏ ولا نموذج نيوتن للمجموعة الشمسية،‏ بل ذلك الرمز الابرز للقرن الـ‍ ٢٠ —‏ القنبلة الذرّية.‏ فالذي «خلقهم» هو انفجار.‏ وقد دعوا تلك الكرة النارية الكونية «الانفجار العظيم big bang.‏»‏

ما «يفسِّره» الانفجار العظيم

ان الصيغة الاكثر شيوعا لنظرة هذا الجيل الى نشأة الكون تذكر انه منذ ١٥ الى ٢٠ بليون سنة تقريبا لم يكن الكون موجودا،‏ ولا حتى الفضاء الخالي.‏ ولم يكن هنالك زمن ولا مادة —‏ الّا نقطة متناهية الصغر والكثافة دُعيت نقطة فريدة singularity،‏ وانفجار هذه النقطة انتج الكون الحالي.‏ وإبان هذا الانفجار مرَّت فترة قصيرة جدا خلال الجزء الصغير الاول من الثانية توسَّع او تمدَّد فيها الكون الطفل بسرعة تفوق سرعة الضوء بكثير.‏

وخلال الدقائق القليلة الاولى للانفجار العظيم حدث اندماج نووي على نطاق كوني،‏ مما انتج التراكيز التي يجري قياسها حاليا من الهيدروجين والهليوم وعلى الاقل جزء من الليثيوم في الفضاء الممتد بين النجوم.‏ وربما بعد ٠٠٠‏,٣٠٠ سنة،‏ انخفضت درجة حرارة الكرة النارية الكونية وصارت ادنى بقليل من درجة الحرارة على سطح الشمس،‏ مما اتاح للالكترونات ان تستقر في مداراتها حول الذرّات وأطلق وميضا من الفوتونات،‏ او الضوء.‏ ومع ان درجة حرارة هذا الوميض الابتدائي صارت منخفضة جدا،‏ يمكننا قياسه اليوم بصفته اشعاع الخلفية background radiation الكوني ذا التردُّدات الصغرية الموجة microwave frequencies الذي يقابل درجة حرارة تبلغ ٧‏,٢ كلڤن.‏a وفي الواقع،‏ كان اكتشاف اشعاع الخلفية هذا سنة ١٩٦٤-‏١٩٦٥ هو ما اقنع معظم العلماء بوجود بعض الصحة في نظرية الانفجار العظيم.‏ وتدَّعي النظرية ايضا انها تفسِّر لماذا يبدو الكون وكأنه يتمدَّد في كل الاتجاهات،‏ بحيث يظهر ان المجرَّات البعيدة تجري مبتعدة عنا وعن بعضها البعض بسرعة كبيرة.‏

بما ان نظرية الانفجار العظيم تفسِّر امورا كثيرة كما يَظهر،‏ فلماذا يُشَكُّ فيها؟‏ لأنه ثمة امور كثيرة ايضا لا تفسِّرها.‏ لإيضاح ذلك،‏ اطلق الفلكيّ القديم بطليموس نظرية تقول ان الشمس والكواكب تدور حول الارض في دوائر كبيرة،‏ وهي في الوقت نفسه ترسم دوائر صغيرة تدعى افلاك التدوير epicycles.‏ وبدا ان النظرية تفسِّر حركة الكواكب.‏ وكلما كان الفلكيّون يجمعون معطيات اضافية خلال القرون التالية،‏ كان بإمكان علماء الكون من مدرسة بطليموس ان يضيفوا المزيد من افلاك التدوير الى افلاك التدوير الاخرى التي رسموها و «يفسِّروا» المعطيات الجديدة.‏ لكنَّ ذلك لم يعنِ ان النظرية صحيحة.‏ وفي النهاية،‏ صارت هنالك معطيات كثيرة بحيث لم يعد من الممكن تفسيرها،‏ في حين ان نظريات اخرى،‏ كفكرة كوپرنيكوس القائلة ان الارض تدور حول الشمس،‏ فسَّرت الامور بشكل افضل وأبسط.‏ ومن الصعب اليوم ايجاد فلكيّ من مدرسة بطليموس!‏

ان هذه الجهود التي بذلها علماء الكون من مدرسة بطليموس لترقيع نظريتهم الفاشلة التي خرَّقتها الاكتشافات الجديدة شبَّهها الپروفسور فرِد هُويْل بجهود المؤمنين بالانفجار العظيم لإبقاء نظريتهم قابلة للتصديق.‏ وذكر في كتابه الكون الذكي:‏ «تركَّزت جهود المحقِّقين على اخفاء التناقضات في نظرية الانفجار العظيم،‏ فتكوَّنت فكرة صارت معقدة ومعرقِلة اكثر من ذي قبل.‏» وبعد ان اشار هُويْل الى افلاك تدوير بطليموس التي لم يُجْدِ استخدامها نفعا لإنقاذ نظريته،‏ تابع قائلا:‏ «لا اتردد في القول انه نتيجةً لذلك يهدِّد الآن نظريةَ الانفجار العظيم مصيرٌ اسود.‏ وكما ذكرتُ سابقا،‏ عندما تتعارض وقائع محدَّدة مع نظرية ما،‏ يُظهر الاختبار انه نادرا ما تسترد [النظرية] مصداقيتها.‏» —‏ الصفحة ١٨٦.‏

وعبَّرت مجلة العالِم الجديد،‏ عدد ٢٢/‏٢٩ كانون الاول ١٩٩٠،‏ عن افكار مشابهة عندما ذكرت:‏ «طُبِّق اسلوب بطليموس بشكل مبالغ فيه على .‏ .‏ .‏ شرح الانفجار العظيم للكون.‏» ثم سألت:‏ «كيف يمكننا ان نحقق تقدما حقيقيا في فيزياء الجُسيمات particle physics وعلم الكون؟‏ .‏ .‏ .‏ يجب ان نكون صادقين وصرحاء اكثر عندما تكون بعض الافتراضات العزيزة على قلوبنا ذات طبيعة تخمينية محض.‏» وتنهال علينا الآن ملاحظات جديدة.‏

اسئلة لا يجيب عنها الانفجار العظيم

احد التحديات الكبيرة في وجه الانفجار العظيم اتى من المراقبين الذين يستخدمون الاجهزة البصرية المصحَّحة في مقراب هابل الفضائي لقياس البُعد عن المجرَّات الاخرى.‏ فالمعطيات الجديدة تجعل واضعي النظريات في حيرة من امرهم!‏

استعانت مؤخرا الفلكيّة وندي فريدمان مع افراد آخرين بمقراب هابل الفضائي لقياس المسافة الى مجرَّة تقع في كوكبة العذراء،‏ وتدل قياساتها على ان الكون يتمدَّد بسرعة اكبر مما كان يُعتقد سابقا،‏ وبذلك يكون اصغر سنًّا.‏ وفي الواقع،‏ كما اخبرت مجلة العلمية الاميركية في حزيران الماضي،‏ «يشير [ذلك] الى ان عمر الكون يبلغ ثمانية بلايين سنة.‏» وفي حين ان ثمانية بلايين سنة تبدو فترة طويلة جدا،‏ فهي ليست سوى نصف العمر المقدَّر للكون حاليا.‏ ويؤدي ذلك الى مشكلة خصوصية،‏ لأنه كما يمضي التقرير ملاحظا،‏ «تشير معطيات اخرى الى ان عمر بعض النجوم يبلغ ١٤ بليون سنة على الاقل.‏» وإذا كانت ارقام فريدمان صحيحة،‏ فهذا يعني ان تلك النجوم المسنّة هي اقدم من الانفجار العظيم نفسه!‏

واعترضت الانفجار العظيم مشكلة اخرى ايضا اتت من البراهين المتزايدة باستمرار عن وجود «فقاقيع» في الكون تمتد مسافة ١٠٠ مليون سنة ضوئية،‏ بحيث تمتد المجرَّات خارجها وينتشر الفراغ داخلها.‏ وقد وجدت مرڠريت ڠلر وجون هكرا وغيرهما في مركز هارڤرد-‏سميثْسونيان للفيزياء الفلكية ما يدعونه سورًا عظيما من المجرَّات يمتد نحو ٥٠٠ مليون سنة ضوئية عبر السماء الشمالية.‏ ووجد فريق آخر من الفلكيين،‏ الذين صاروا يُعرَفون بالساموراي السبعة،‏ دليلا على وجود تكتُّل كوني مختلف يدعونه «الجاذب العظيم» قرب كوكبتَي الشجاع وقنطورس الجنوبيتَين.‏ ويعتقد الفلكيّان مارك پوستمان وتود لاوِر ان هنالك دون شك جاذبا اكبر ايضا وراء كوكبة الجبار،‏ وهو يجعل مئات المجرَّات،‏ بما فيها مجرَّتنا،‏ تجري في ذلك الاتجاه كأخشاب طافية مندفعة على سطح «نهر فضائي.‏»‏

كل هذه البنى تُوقع المرء في الحيرة.‏ فعلماء الكون يقولون ان الانفجار العظيم كان منتظما ومتناسقا للغاية،‏ على اساس اشعاع الخلفية الذي يُزعم انه خلَّفه.‏ فكيف يمكن ان تؤدي بداية منتظمة كهذه الى تكوين بنى ضخمة ومعقَّدة الى هذا الحد؟‏ تعترف العلمية الاميركية:‏ «ان المكتشَفات الكثيرة الاخيرة من اسوار وجواذب تزيد غموض السؤال:‏ كيف يمكن ان يتشكَّل هذا العدد من البنى في غضون الـ‍ ١٥ بليون سنة التي تؤلف عمر الكون» —‏ مشكلة تزداد صعوبة ايضا عندما يؤخذ بعين الاعتبار تقليص العمر المقدَّر للكون كما ذكرت فريدمان وغيرها.‏

‏«ثمة عامل جوهري ينقصنا»‏

ان الخرائط الثلاثية الابعاد التي وضعتها ڠلر لآلاف التكتُّلات المجرِّيَّة الملتفَّة والمتشابكة والمنتفخة غيَّرت طريقة تصوُّر العلماء للكون.‏ وهي لا تدَّعي انها تفهم ما تراه.‏ فالجاذبية وحدها لا تعلِّل كما يَظهر وجود السور العظيم الذي رأته.‏ تعترف:‏ «غالبا ما اشعر بأنه ثمة عامل جوهري ينقصنا في محاولاتنا لفهم هذه البنية.‏»‏

وأسهبت ڠلر في الكلام عن ارتيابها وقالت:‏ «من الواضح اننا لا نعرف كيف نفسِّر وجود بنى ضخمة في ضوء الانفجار العظيم.‏» والتفاسير للبنى الكونية على اساس الخرائط المرسومة حاليا للسموات ليست قاطعة على الاطلاق —‏ كمحاولة رسم خريطة للعالم كله على اساس مسح جغرافي لجزيرة صغيرة.‏ ثم تابعت ڠلر قائلة:‏ «قد نجد يوما ما اننا لم نكن نفسِّر الامور بطريقة صحيحة،‏ وعندئذٍ،‏ لا شك اننا سنتساءل لماذا لم نفكِّر في ذلك من قبل.‏»‏

يقودنا كل ذلك الى اهم سؤال:‏ ما هو الامر الذي يُفترض انه سبَّب الانفجار العظيم نفسه؟‏ يعترف بصراحة اندريه ليندِه،‏ احد واضعي الصيغة التضخمية inflationary الشائعة جدا لنظرية الانفجار العظيم والمعتبَر مرجعا بارزا في هذا المجال،‏ ان هذه النظرية لا تتطرَّق الى هذه المسألة الجوهرية.‏ يقول:‏ «ان المشكلة الاولى والرئيسية هي حدوث الانفجار العظيم نفسه.‏ فقد يسأل المرء،‏ ماذا كان هنالك قبلا؟‏ وإذا لم يكن المكان-‏الزمان موجودا آنذاك،‏ فكيف يمكن ان يظهر كل شيء من لا شيء؟‏ .‏ .‏ .‏ ان تفسير هذه النقطة الفريدة الاولى —‏ اين ومتى ابتدأ كل شيء —‏ لا يزال المشكلة الاصعب في علم الفلك الحديث.‏»‏

استنتجت مؤخرا مقالة في مجلة ديسْكَڤر انه «ما من عالِم كون منطقي يدَّعي ان الانفجار العظيم هو خاتمة النظريات.‏»‏

لنخرج الآن الى العراء ونتأمل في جمال القبَّة المنجمة وغموضها.‏

‏[الحاشية]‏

a كلڤن هي الوحدة في سلَّمٍ لدرجات الحرارة تساوي الدرجةُ فيه الدرجةَ في سلَّم درجات الحرارة المئوي،‏ الّا ان سلَّم كلڤن يبتدئ عند الصفر المطلق،‏ اي صفر ك —‏ ما يعادل -‏١٦‏,٢٧٣ درجة مئوية.‏ وهكذا يتجمد الماء في درجة ١٦‏,٢٧٣ ك ويغلي في درجة ١٦‏,٣٧٣ ك.‏

‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

السنة الضوئية —‏ مقياس كوني

ان الكون كبير جدا حتى ان قياسه بالاميال او الكيلومترات هو كقياس المسافة بين لندن وطوكيو بالميكرومتر.‏ لذلك تُستعمل وحدة قياس ملائمة اكثر،‏ السنة الضوئية،‏ التي تمثِّل المسافة التي يقطعها الضوء في سنة،‏ اي ما يعادل ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨٨٠‏,٥ ميل (‏٠٠٠‏,٠٠٠‏,٠٠٠‏,٤٦٠‏,٩ كلم)‏ تقريبا.‏ وبما ان الضوء هو اسرع شيء في الكون ويلزمه ٣‏,١ ثانية فقط ليصل الى القمر ونحو ٨ دقائق الى الشمس،‏ فالسنة الضوئية هي فعلا مسافة هائلة!‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة