مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٩ ٨/‏١٢ ص ٢٤-‏٢٧
  • العالم تحت سطح پاريس

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • العالم تحت سطح پاريس
  • استيقظ!‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • دخول «الامعاء»‏
  • الرومان هم البادئون
  • تنظيم شبكة المجارير
  • الكنائس تسمّم الهواء
  • زيارة دياميس پاريس
  • الدياميس ماذا كانت؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • ايجاد شيء دائما لفعله من اجل يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٩
  • الحروب الدينية في فرنسا
    استيقظ!‏ ١٩٩٧
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٩
ع٩٩ ٨/‏١٢ ص ٢٤-‏٢٧

العالم تحت سطح پاريس

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في فرنسا

أطلبُ الرقم الهاتفي عساني اسمع جوابا من الطرف الآخر.‏ ثم اقول:‏ «آلو!‏ آلو!‏ لقد سقطت مفاتيح سيارتي في مصرف المياه!‏ من فضلكم تعالوا بسرعة!‏».‏ فتصل على الفور فرقة من عمال المجارير.‏ عملُ هذه الفرقة هو فتح المجارير المسدودة،‏ تصريف المياه الفائضة في السراديب،‏ انتشال المفاتيح والنظارات والمحافظ،‏ حتى انقاذ الحيوانات الاليفة التي تختفي دائما في مصارف پاريس البالغ عددها ٠٠٠‏,١٨.‏ وبعد ان ينتشلوا مفاتيحي،‏ اشعر بالارتياح وأشكرهم جزيل الشكر.‏

أقرر في اليوم التالي ان ازور متحف المجارير Musée des Égouts الواقع في الضفة اليسرى لنهر السين،‏ قبالة المراكب السياحية الشهيرة التي تجوبه وفي جوار برج ايفل.‏ فطوال ١٣٠ سنة تقريبا تعرض پاريس باعتزاز عالمها القائم تحت الارض.‏ وأكتشف السبب عندما افعل ما يفعله اكثر من ٠٠٠‏,٩٠ شخص فضولي يزور هذا المتحف الفريد كل سنة.‏ فتعالوا معي لنلقي نظرة عن كثب على ما دعاه الكاتب الفرنسي الشهير ڤيكتور هوڠو،‏ الذي عاش في القرن الـ‍ ١٩:‏ «أمعاء اللوياثان»،‏ اي مجارير پاريس.‏

دخول «الامعاء»‏

بعد النزول مسافة ٥ امتار (‏٢٠ قدما)‏ تحت الارض،‏ ارى اول معروضات المتحف:‏ جرذا مصبَّرا.‏ انه لَمنظر يقشعر منه البدن!‏ ويقال انه مقابل كل شخص يسكن پاريس توجد ثلاثة جرذان لها قدرة عجيبة على هضم حتى اقوى السموم.‏ وهي لا تعاني نقصا في التغذية.‏ فكل يوم تلتهم الجرذان ١٠٠ طن من الفضلات،‏ ما يساوي ثلث فضلات المجارير.‏

تختلط الحجارة والمسامير والمفاتيح وغيرها من الاشياء الثقيلة بمياه الصرف والامطار،‏ فتتراكم في المجارير.‏ وعلى صوت تقاطر الماء،‏ أُمعن النظر في الآلات التي تفرِّغ هذه «الامعاء» الضخمة البالغ طولها ١٠٠‏,٢ كيلومتر (‏٣٠٠‏,١ ميل)‏.‏ وكل سنة يقوم نحو الف عامل مجارير بإفراغ ٠٠٠‏,١٥ متر مكعب (‏٠٠٠‏,٥٠٠ قدم٣‏)‏ من الفضلات.‏ والجو المعتم ورذاذ المياه القذرة والجدران اللزجة والارتفاع المفاجئ في مستوى الماء تصعّب جميعها العمل الذي يقوم به عمال المجارير.‏

وألاحظ وجود انابيب قرب سقف المجارير،‏ وفيها تمتد شبكة واسعة من مواسير المياه،‏ الاسلاك الهاتفية،‏ وكبلات اشارات المرور.‏

الرومان هم البادئون

كان الرومان اول مَن مدَّ المجارير في پاريس.‏ ولا يزال نحو ١٨ مترا (‏٦٠ قدما)‏ من المجارير الرومانية موجودا تحت انقاض الحمّامات الرومانية الساخنة في الحي اللاتيني.‏ ولكن عندما سقطت الامبراطورية الرومانية،‏ أُهملت النظافة.‏ فبقيت پاريس قذرة وغير صحية طوال قرون،‏ بوجود بعض المجارير الاساسية القليلة (‏مصارف في وسط الشوارع)‏ او القنوات التي تصرَّف فيها الفضلات السائلة.‏ وكانت القنوات تنتن وتصير مرتعا للامراض.‏ وفي سنة ١١٣١ مات الابن البكر للملك لويس السادس بعدما مرض من جراء سقوطه في مجرور مفتوح.‏

كانت المصارف المفتوحة تُستعمل لإلقاء النفايات،‏ وكذلك المصارف المغطاة القليلة الحديثة العهد التي لم تلبث ان انسدَّت بدورها.‏ وما زاد الطين بلة هو انه عند ارتفاع مستوى مياه نهر السين،‏ كانت المجارير تقذف نفايات ووحلا كريه الرائحة.‏ في ذلك الوقت،‏ كان الجهاز الهضمي لپاريس صغيرا جدا.‏ ففي سنة ١٦٣٦ بلغ طول هذه الامعاء ٢٣ كيلومترا (‏١٤ ميلا)‏ فقط،‏ وكانت تلبي حاجات ٠٠٠‏,٤١٥ نسمة.‏ وبعد قرن ونصف،‏ زاد طولها ٣ كيلومترات (‏ميلَين)‏ فقط.‏ وفي زمن ناپوليون كانت تعاني عُسر هضم شديدا.‏

في القرن الـ‍ ١٩ أُجريت دراسة حول المجارير الموجودة ورُسمت الخرائط لها.‏ فتبيَّن انها تتألف من مئتي نفق تقريبا،‏ والكثير منها لم يكن معروفا.‏ وكيف أُزيلت اطنان الوحول التي تراكمت على مر القرون؟‏ ذاع خبر مفاده وجود اشياء قيِّمة تحت شوارع پاريس.‏ فتحرك حشد من الباحثين الجشعين عن الكنوز.‏ وخاضوا في الوحل مستخرجين القطع النقدية والمجوهرات والاسلحة.‏

تنظيم شبكة المجارير

وأخيرا جرى تنظيم المجارير وتحديثها وتوسيعها وربطها بكل بيت.‏ واستُخدمت انابيب كبيرة لتستوعب ايّ فيضان غير متوقع للمياه.‏ وفي سنة ١٨٧٨ صارت ٦٥٠ كيلومترا (‏٤٠٠ ميل)‏ من القنوات الواسعة تمتد في سراديب ضخمة.‏ كتب ڤيكتور هوڠو:‏ «المجرور نظيف .‏ .‏ .‏ في ابهى حلّة».‏

خلال القرن الـ‍ ٢٠ بلغ طول الشبكة الضعف.‏ وصارت المجارير صورة منعكسة عن المدينة.‏ كيف؟‏ كل مجرور يحمل اسم الشارع الذي يمتد على طوله ورقم البناء فوقه.‏ واستمرت التحسينات مع البدء سنة ١٩٩١ بمشروع تجديد تبلغ كلفته ٣٣٠ مليون دولار اميركي،‏ ومدته عشر سنوات.‏ وتجديد هذا المرفق الحيوي،‏ الذي يعالج ٢‏,١ مليون متر مكعب (‏٤٠ مليون قدم٣‏)‏ من الماء كل يوم،‏ يشمل تركيب تجهيزات تنظيف اوتوماتيكية وآليات تحكّم بالكمپيوتر.‏

تنتهي الزيارة وأنا اتوق الى تنشق هواء پاريس في الخارج.‏ لكنَّ جولتي تحت الارض لم تنتهِ بعد.‏ فأحد باعة التذكارات نصحني بالقول:‏ «اذا اردت ان ترى اعماق پاريس،‏ فاذهب الى الدياميس.‏ فتحت الارض على عمق عشرين مترا [٦٦ قدما]،‏ تتكدس عظام ستة ملايين شخص».‏ فمن اين اتت؟‏

الكنائس تسمّم الهواء

لم تُجلب العظام الى دياميس پاريس —‏ مدافن تحت الارض (‏«كَتاكومب»)‏ —‏ الا في القرن الـ‍ ١٨.‏ في القرون الوسطى،‏ كان الناس يُدفنون في الكنائس او قربها.‏ وكان ذلك يدرّ المال على الكنيسة؛‏ لكنَّ الامر لم يكن صحيا البتة،‏ لأن المدافن كانت في قلب المدينة.‏ وبالنسبة الى جيران اكبر مدفن في پاريس،‏ مدفن سان-‏زينوسان،‏ كان ذلك كالكابوس لأن ارض المدفن التي تبلغ مساحتها ٠٠٠‏,٧ متر مربع (‏٧‏,١ اكرا)‏ كانت تستقبل الجثث من نحو ٢٠ كنيسة،‏ هذا بالاضافة الى جثث الاشخاص المجهولين وضحايا الاوبئة.‏

وفي سنة ١٤١٨ قدّم الطاعون الاسود نحو ٠٠٠‏,٥٠ جثة.‏ وفي سنة ١٥٧٢ حُشرت آلاف الجثث من مذبحة عيد القديس برثولماوس في مدفن سان-‏زينوسان.‏a فارتفعت الاصوات مطالبة بإغلاق هذا المدفن.‏ وبسبب وجود نحو مليونَي جثة،‏ مكدسة في بعض الاماكن اكداسا يصل ارتفاعها احيانا الى ١٠ امتار (‏٣٠ قدما)‏،‏ ارتفع مستوى الارض اكثر من مترين (‏٦ اقدام)‏.‏ وكان المدفن مرتعا للامراض،‏ وكانت تنبعث منه رائحة كريهة قيل انها تجعل الحليب او الخمر محمَّضا.‏ لكنَّ رجال الدين اعترضوا على اغلاق مدافن المدينة.‏

في سنة ١٧٨٠ تصدَّعت مقبرة عامة وقذفت الجثث الى أقباء البيوت المجاورة.‏ لقد طفح الكيل!‏ فأُغلق المدفن ومُنع الدفن في پاريس.‏ وأُفرغت المقابر الجماعية وأُخذت الى مقالع تومب-‏إيسوار المهجورة.‏ فعلى مدى ١٥ شهرا كانت قوافل مخيفة تنقل العظام كل ليلة.‏ وما لبث ان شمل ذلك ١٧ مدفنا آخر و ٣٠٠ مركز عبادة.‏ وكانت العظام تُلقى عبر مهوى ارتفاعه ٥‏,١٧ مترا (‏٥٧ قدما)‏،‏ حيث يوجد اليوم درج يمتد من الشارع الى الدياميس.‏

زيارة دياميس پاريس

من ساحة دَنفير-‏روشرو الواقعة جنوب الحي اللاتيني في پاريس،‏ أنزل الـ‍ ٩١ درجة لأصل الى الدياميس.‏ في سنة ١٧٨٧ كانت سيدات البلاط الملكي بين اول الاشخاص الذين رأوا هذا المدفن المحفور تحت الارض على ضوء المشاعل.‏ واليوم يأتي الى هذا المكان ٠٠٠‏,١٦٠ زائر كل سنة.‏

بعد الدرج تظهر سلسلة طويلة جدا من الدهاليز التي تودَع فيها الجثث.‏ فأسير بحذر شديد وأنا افكر في مساحة الدياميس التي تزيد على ٠٠٠‏,١١ متر مربع (‏٠٠٠‏,١٠٠ قدم٢‏)‏.‏ وثمة رجل يدعى فيليبير أسپير اكتسب شهرة لم يكن يسعى وراءها عندما حاول ان يشق طريقه عبر مئات الكيلومترات من الدهاليز.‏ فضاع في هذه المتاهة سنة ١٧٩٣.‏ ووُجد هيكله العظمي بعد ١١ سنة،‏ وقد عُرف من مفاتيحه وثيابه.‏

اقتُلعت الحجارة من حوالي ٣٠ في المئة من مساحة الارض تحت پاريس.‏ وكان العمل يُنفَّذ دون رقابة لوقت طويل.‏ وهكذا في سنة ١٧٧٤،‏ هبط ٣٠٠ متر (‏٠٠٠‏,١ قدم)‏ من شارع رو دَنفير (‏شارع الجحيم وهو الآن دَنفير-‏روشرو)‏ في هوة بلغ عمقها ٣٠ مترا (‏١٠٠ قدم)‏.‏ فصارت پاريس مهدَّدة بالانهيار.‏ لذلك قال احد الكتّاب ان الحجارة «التي نراها فوق الارض تُقلع من تحت اقدامنا».‏ ولتدعيم الدهاليز المحفورة تحت الارض،‏ بُنيت قناطر ضخمة.‏

بعد رؤية حذائي الملطّخ بالوحل اقول في نفسي:‏ «من المؤسف انهم لم يرصُفوا الارض خلال عملهم».‏ وفيما أنزلق في بركة وحل أتمكن من التمسك بباب برونزي ثقيل.‏ ووراء الباب يمتد رواق بُنيت جدرانه بالعظام البشرية.‏ فالجماجم المخيفة وعظام الفخذ الهشة وكذلك العظام الكبرى في الساق مرتبة في صفوف وفي شكل صلبان وأكاليل،‏ مما يجعل المنظر مرعبا حقا.‏ والبلاطات منقوشة بآ‌يات من الكتاب المقدس وبقصائد تعكس تأمل الانسان في معنى الحياة والموت.‏

عند مغادرة الدياميس،‏ انظف حذائي من الوحل في قناة لمياه المطر،‏ وأحرص على عدم اسقاط مفاتيحي من جديد في مجارير پاريس.‏ ان جولتي في عالم پاريس المدهش تحت الارض هي تجربة مميزة لن انساها بسهولة.‏ فلا شك ان في پاريس اكثر بكثير مما تراه العين على سطحها.‏

‏[الحاشية]‏

a انظروا استيقظ!‏ عدد ٢٢ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٩٧،‏ الصفحتين ٧-‏٨‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

فتحة جزء من مجارير پاريس

‏[مصدر الصورة]‏

Valentin,‎ Musée Carnavalet,‎ © Photothèque des Musées de la Ville de Paris/Cliché: Giet

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

زيارة المجارير

‏[مصدر الصورة]‏

J.‎ Pelcoq,‎ The Boat,‎ Musée Carnavalet,‎ © Photothèque des Musées de la Ville de Paris/Cliché: Giet

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

مقطع عَرْضي لمجارير پاريس

‏[مصدر الصورة]‏

Ferat,‎ Musée Carnavalet,‎ © Photothèque des Musées de la Ville de Paris/Cliché: Briant

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

الجماجم المخيفة والعظام الكبرى الهشة للساق مرتبة في صفوف وفي شكل صلبان وأكاليل

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

كتابة قبل المخرج:‏ «شوكة الموت هي الخطية».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٦‏،‏ «ترجمة الملك جيمس»‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

آلات لتنظيف المجارير

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٢٤]‏

‏(1899) 9th Edition‏/Encyclopædia Britannica :24-7 Map background on pages

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة