«دانْتيلّا نسيج العنكبوت» — رائعة الاشغال اليدوية في پاراڠواي
بواسطة مراسل استيقظ! في پاراڠواي
آسنسيون، پاراڠواي. كنا ننتظر انزال حقائب سفرنا، فتسنَّى لنا ان نطوف في المطار دقائق معدودة. وفجأة جذبتني زوجتي الى احد المعروضات على الحائط وقالت منفعلة: «أليس رائعا؟!». كانت تشير الى غطاء طاولة مخرَّم جميل ذي تصميم معقد جدا، وما لبثت ان تساءلَت عن كيفية صنعه.
يعود اصل «دانْتيلّا نسيج العنكبوت» الى شبه الجزيرة العربية. وبحسب كتاب پاراڠواي، معلومات سياحية وعامة (بالاسپانية)، «أُدخلت الى جزر كاناري واسپانيا، ثم جيء بها بين القرنين الـ ١٧ والـ ١٨ الى پاراڠواي، حيث صارت دانْتيلّا خيوط الشمس من تينيريف تُعرف باسم دانْتيلّا پاراڠواي، او نياندوتي». وفي پاراڠواي، صارت كل حائكة تضفي لمستها الخاصة على نسيج الدانْتيلّا الدقيق الذي طُبع بأشكال النباتات والحيوانات المحلية. ورغم ان الدانْتيلّا ليست اختراعا محليا، فقد طورها سكان پاراڠواي بإدخال قُطَب جديدة. وصارت حياكة الدانْتيلّا مصدر رزق لكثيرين من سكان البلد.
وكيف يصنعون هذه الدانْتيلّا المعقدة التي تشبه نسيج العنكبوت؟ لمساعدتنا على نيل الجواب، اخذنا مرشدنا الى بلدة ايتاوڠوا الصغيرة التي تبعد ٣٠ كيلومترا شرق آسنسيون. وأخبرنا ان دانْتيلّا نسيج العنكبوت تُصنع معظمها في هذه المنطقة. وبالفعل، على طول الطريق الرئيسية تعرض المتاجر الكثير من هذه المنسوجات.
رحبت بنا صاحبة احد المتاجر بحرارة وأرتنا بعض الاشغال اليدوية الجميلة. اوضحت: «تُصنَّف الدانْتيلّا اليدوية حسب طريقة صنعها. ودانْتيلّا نسيج العنكبوت هي نسيج مخرَّم مشغول بالابرة. ومعظم صانعات الدانْتيلّا في پاراڠواي ينفذن تصاميمهن بالاعتماد على ذاكرتهن، رغم ان البعض الآخر يستعملن النماذج. ويستعملن كلهن قطعة قماش قطني في اطار خشبي ويصنعن الدانْتيلّا بالابرة والخيط. وهن يتعلمن هذه الحرفة من امهاتهن في سن باكرة ويعلمنها لبناتهن».
في حين تحتاج العنكبوت الى ساعتين او ثلاث ساعات فقط لصنع نسيجها، قالت مضيفتنا انه «يلزم شهران الى ثلاثة اشهر لصنع غطاء طاولة بثمانية مقاعد اذا استُعمل الخيط الثخين، وستة الى ثمانية اشهر لصنع الغطاء نفسه اذا استُعمل الخيط الرفيع». وأضافت: «كلما كان الخيط ارفع، زاد جمال القطعة».
ثم أرتنا منديل مائدة ابيض مخرَّما وقالت: «في وسطه شكل زهرة شجرة الڠوافة. وتنفيذ هذا التصميم الذي يقتضي عدّ الخيوط هو الاصعب، ويلزم اسبوعان لإنجازه بالخيط الرفيع. سابقا، كانت صانعات الدانْتيلّا يستعملن الخيط الرفيع فقط، فكانت كل أشغال الدانْتيلّا غالية جدا. لذلك صارت كثيرات يستعملن الخيط الثخين لتسريع العمل وترخيص السعر».
كان معروضا في المتجر قطع توضع تحت الصحون على المائدة، اغطية للطاولات، مناديل للمائدة، قطع توضع تحت الاواني لحماية المائدة، وغيرها من القطع المنزلية البيضاء أو المتعددة الالوان. وعندما سألنا عن الثياب، أسرعت مضيفتنا وأحضرت ثوبا نموذجيا يخص ابنتها، من الواضح انها كانت تعتز به. فقد كان ثوبا فضفاضا جميلا بألوان قوس القزح. وفي متاجر اخرى، وجدنا بطاقات بريدية متقنة الصنع فيها تخريم ناعم. فلا عجب ان تُعتبر دانْتيلّا نسيج العنكبوت اشهر الاشغال اليدوية في پاراڠواي.
[صورة تغطي كامل الصفحة ١٨]