مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٠١ ٢٢/‏٤ ص ٤-‏٩
  • هدفٌ للهجوم السوڤياتي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • هدفٌ للهجوم السوڤياتي
  • استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • زيادة مفاجئة
  • بداية الهجمات
  • حادثة جديرة بالتذكر
  • ما حققه النفي
  • جهود لمحاربة النمو
  • لمَ استهدفهم الهجوم؟‏
  • نمو مذهل
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • كيف نجا الدين
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
  • خدمتُ اللّٰه رغم التحديات
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥
  • الهجوم السوڤياتي على الدين
    استيقظ!‏ ٢٠٠١
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠١
ع٠١ ٢٢/‏٤ ص ٤-‏٩

هدفٌ للهجوم السوڤياتي

رغم التنازلات التي قام بها الاتحاد السوڤياتي للكنيسة الارثوذكسية الروسية في سبيل ربح الحرب العالمية الثانية،‏ ظل يضيّق الخناق على نشاطاتها.‏ فكما ورد في كتاب السيف والترس (‏بالانكليزية)‏ الموضوع سنة ١٩٩٩ والذي يتحدث عن تاريخ الـ‍ KGB (‏لجنة امن الدولة السوڤياتية)‏:‏ «كان اعضاء الـ‍ KGB قلقين خصوصا بشأن النشاطات ‏‹المدمِّرة› التي يقوم بها المسيحيون غير الخاضعين مباشرة لسلطتهم».‏ فأية فرق دينية كانت هذه؟‏

كانت الكنيسة الكاثوليكية اليونانية في اوكرانيا،‏ المعروفة اليوم بالكنيسة الكاثوليكية الاوكرانية،‏ اكبر تلك الفرق الدينية.‏ فقد كانت تضم نحو ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٤ عضو.‏ يذكر كتاب السيف والترس ان «ثمانية من الاساقفة العشرة،‏ بالاضافة الى آلاف عديدة من الكهنة والمؤمنين،‏ ماتوا بسبب ايمانهم في معسكرات الاشغال الشاقة في سيبيريا».‏ وكانت الكنائس الپروتستانتية غير المسجلة،‏ التي لم تكن ايضا خاضعة مباشرة لسيطرة الدولة،‏ اهدافا اخرى للـ‍ KGB.‏ وفي اواخر خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ قدّرت الـ‍ KGB ان هذه الفرق الپروتستانتية تضم ما مجموعه ٠٠٠‏,١٠٠ عضو.‏

اعتبرت الـ‍ KGB شهود يهوه فرقة من الفرق الپروتستانتية،‏ وقدرت عددهم في سنة ١٩٦٨ بحوالي ٠٠٠‏,٢٠ في الاتحاد السوڤياتي.‏ وحتى بداية الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٣٩ لم يلفت الشهود الانظار لأن عددهم كان قليلا.‏ لكنَّ الوضع تغيّر بشكل جذري عندما ظهر آلاف الشهود فجأة في الاتحاد السوڤياتي.‏ فكيف حدث ذلك؟‏

زيادة مفاجئة

ذكر والتر كولارس في كتابه الدين في الاتحاد السوڤياتي (‏بالانكليزية)‏ الصادر سنة ١٩٦١ عاملَين سبَّبا هذا الازدياد المفاجئ.‏ اولا،‏ يقول ان «الاراضي التي ضمها الاتحاد السوڤياتي بين سنتي ١٩٣٩ و ١٩٤٠» —‏ لاتڤيا،‏ ليتوانيا،‏ أستونيا،‏ ومولداڤيا —‏ وُجد فيها العديد من «فرق شهود يهوه الناشطة».‏ بالاضافة الى ذلك،‏ ضم الاتحاد السوڤياتي ايضا اجزاء من شرق پولندا وتشيكوسلوڤاكيا،‏ فصارت جزءا من اوكرانيا،‏ وكان فيها اكثر من الف شاهد.‏ وهكذا بدا كما لو ان كل هؤلاء الشهود نُقلوا بين ليلة وضحاها الى الاتحاد السوڤياتي.‏

والمصدر الآخر للزيادة «غير القابل للتصديق»،‏ كما كتب كولارس،‏ كان «معسكرات الاعتقال الالمانية».‏ فقد سجن النازيون آلاف الشهود لرفضهم دعم هتلر وحربه العدوانية.‏ وأوضح كولارس ان السجناء الروس في هذه المعسكرات «أُعجبوا بشجاعة وثبات ‹الشهود› ولهذا السبب على الارجح وجدوا لاهوتهم جذابا».‏ ونتيجة ذلك،‏ عاد شباب روس كثيرون من هذه المعسكرات الى الاتحاد السوڤياتي بإيمان جديد بيهوه اللّٰه ومقاصده الرائعة للارض.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

بسبب هذين العاملين،‏ صار هنالك آلاف الشهود في الاتحاد السوڤياتي.‏ فبحلول اوائل سنة ١٩٤٦ كانوا على الاقل ٦٠٠‏,١ شاهد،‏ لكن مع نهاية العقد صاروا اكثر من ٠٠٠‏,٨ شاهد.‏ وقد توجس اعضاء الـ‍ KGB شرا من هذا النمو الذي يلحظونه اذ انهم كانوا،‏ كما ذُكر سابقا،‏ قلقين خصوصا بشأن «النشاطات ‹المدمِّرة› التي يقوم بها المسيحيون غير الخاضعين مباشرة لسلطتهم».‏

بداية الهجمات

رغم عدد الشهود القليل نسبيا في الاتحاد السوڤياتي،‏ سرعان ما شنت السلطات السوڤياتية هجوما على نشاطهم الكرازي الغيور.‏ في أستونيا،‏ بدأ الهجوم في آب (‏اغسطس)‏ ١٩٤٨ فاعتُقل الاشخاص الخمسة الذين كانوا يرأسون العمل وزُّج بهم في السجن.‏ و «سرعان ما صار واضحا ان الـ‍ KGB تريد اعتقال الجميع»،‏ كما ذكر الشاهد الأستوني لمبت توم.‏ وشمل ذلك كل الشهود الموجودين في الاتحاد السوڤياتي.‏

صوَّر السوڤيات الشهود كأسوإ المجرمين وكتهديد خطير للدولة السوڤياتية الإلحادية.‏ لذلك طورد الشهود في كل مكان،‏ اعتُقلوا،‏ وسُجنوا.‏ ذكر كتاب السيف والترس:‏ «ربما كان هاجس اتباع يهوه الذي سيطر على المسؤولين في الـ‍ KGB اكبر مَثل لافتقارهم الى حس تمييز الامور الاكثر اهمية،‏ حتى عندما يعالجون اكثر المعارضات تفاهة».‏

وقد كان الهجوم المحكم الذي شُنَّ على الشهود في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٥١ برهانا قاطعا على هذا الهاجس.‏ ومنذ سنتين فقط،‏ اي سنة ١٩٩٩،‏ ذكر الپروفسور سيرڠيي إيڤانْيَنكو،‏ وهو عالم روسي له مكانته،‏ في كتابه شعب لا تفارقهم كتبهم المقدسة (‏بالروسية)‏،‏ انه في اوائل نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٥١ «اكثر من ٠٠٠‏,٥ عائلة من شهود يهوه من الجمهوريات السوڤياتية:‏ اوكرانيا،‏ بيلوروسيا،‏ مولداڤيا،‏ والبلطيق،‏ أُرسلوا الى ‹مستوطنات دائمة› في سيبيريا،‏ وفي اقصى شرقيها،‏ وفي قازاخستان».‏

حادثة جديرة بالتذكر

هل يمكنكم تصوُّر الجهد الذي بُذل في ذلك الهجوم؟‏ ففي يوم واحد،‏ تم اعتقال آلاف العائلات من الشهود في هذه المنطقة الواسعة.‏ تخيلوا فكرة تنظيم مئات،‏ اذا لم يكن آلاف الاشخاص،‏ اولا من اجل معرفة مَن هم من شهود يهوه،‏ ثم الهجوم بشكل فجائي تحت جنح الليل على بيوتهم جميعا في نفس الوقت.‏ وقد تلا ذلك نقل الناس في عربات ومركبات اخرى الى محطات السكك الحديدية،‏ ووضعهم في عربات الشحن.‏

فكروا ايضا في معاناة الضحايا.‏ هل يمكنكم ان تتصوروا نفسكم مجبَرين على السفر آلاف الكيلومترات —‏ طوال ثلاثة اسابيع او اكثر —‏ في عربات شحن مكتظة وغير صحية إذ لا يوجد فيها حمام،‏ بل دلو عوضا عنه؟‏ وحاولوا ان تتخيلوا نفسكم مرميين في مجاهل سيبيريا،‏ عالمين ان عليكم ان تكافحوا كثيرا لتستمروا في العيش في تلك البيئة القاسية.‏

يوافق هذا الشهر الذكرى الخمسين لنفي شهود يهوه في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٥١.‏ ولإخبار قصة ولائهم رغم عقود من الاضطهاد،‏ صُوِّرت اختبارات الذين نجوا على اشرطة ڤيديو.‏ وتظهر هذه الاختبارات ان محاولات منع الناس من عبادة اللّٰه تبوء في النهاية بالفشل —‏ تماما كما كانت الحال مع المسيحيين في القرن الاول.‏

ما حققه النفي

سرعان ما عرف السوڤيات ان منع الشهود من عبادة يهوه سيكون اصعب بكثير مما ظنوا.‏ فقد رنم الشهود فيما كانوا يؤخذون قسرا الى المنفى تسابيح ليهوه،‏ رغم ممانعة معتقِليهم،‏ وعلَّقوا لافتات على عربات السكك الحديدية التي كانت تقلهم كُتب عليها:‏ «شهود يهوه على متن القطار».‏ اوضح احد الشهود:‏ «على طول الطريق كنا نلتقي عند محطات السكك الحديدية قُطرا اخرى تنقل المنفيين،‏ وكنا نرى اللافتات المعلَّقة على عربات السكك الحديدية».‏ فيا للتشجيع الذي كان ذلك يزوِّده!‏

وعوض ان يتثبط المنفيون عكسوا روح رسل يسوع.‏ فالكتاب المقدس يقول انه بعدما جُلد الرسل وأُمروا بالتوقف عن الكرازة،‏ «كانوا لا ينفكون .‏ .‏ .‏ يعلّمون ويبشرون بالمسيح».‏ (‏اعمال ٥:‏٤٠-‏٤٢‏)‏ فعلا،‏ كما قال كولارس عن نفيهم،‏ «لم يكن هذا نهاية ‹الشهود› في روسيا،‏ بل مجرد البداية لفصل جديد في نشاطات هدايتهم.‏ فقد حاولوا ان ينشروا ايمانهم حتى عندما توقفوا في المحطات في طريقهم الى المنفى».‏

عندما وصل الشهود الى اماكنهم المختلفة وتُركوا هناك،‏ اكتسبوا صيتا حسنا لكونهم عمّالا مطيعين ومجتهدين جدا.‏ لكن في الوقت نفسه،‏ وعلى غرار رسل المسيح،‏ قالوا فعليا لمضطهديهم:‏ ‹لا نقدر أن نكف عن التكلم عن اللّٰه›.‏ (‏اعمال ٤:‏٢٠‏)‏ واستمع كثيرون الى ما علَّمه الشهود وانضموا اليهم في خدمة اللّٰه.‏

والنتيجة كانت تماما كما اوضح كولارس:‏ «بنفيهم لم تتمكن الحكومة السوڤياتية من فعل شيء افضل لنشر ايمانهم.‏ فمن قراهم المنعزلة [في الجمهوريات السوڤياتية الغربية] أُحضر ‹الشهود› الى عالم اوسع رغم انه لم يكن الا العالم الرهيب لمعسكرات الاعتقال وعمل الرِّقّ».‏

جهود لمحاربة النمو

على مر الوقت،‏ اعتمد السوڤيات طرائق مختلفة لمحاربة شهود يهوه.‏ فإثر فشل الاضطهاد الوحشي في اعطاء النتائج المرغوب فيها،‏ بدأت حملة من الدعاية المغرضة مخطط لها جيدا.‏ وجُرِّبت وسائل كثيرة منها الكتب،‏ الافلام،‏ والبرامج الاذاعية،‏ اضافة الى اندساس عملاء مدربين جيدا من الـ‍ KGB في الجماعات.‏

وقد بيَّنت مقالة نُشرت في عدد آب (‏اغسطس)‏ ١٩٨٢ من ريدرز دايجست،‏ الطبعة الكندية،‏ ان نشر حقائق مشوَّهة عن الشهود على صعيد واسع جعل اشخاصا كثيرين ينظرون اليهم نظرة خاطئة،‏ وصاروا يخافون منهم ويرتابون بشأنهم.‏ قال كاتب المقالة ڤلاديمير بوكوڤسكي،‏ وهو روسي سُمح له بالهجرة الى انكلترا سنة ١٩٧٦:‏ «في احدى الامسيات في لندن،‏ صادف ان لاحظت لافتة على احد المباني كُتب عليها:‏ شهود يهوه .‏ .‏ .‏ لم اتمكن من قراءة المزيد،‏ فقد صُعقت الى درجة الذعر».‏

اوضح ڤلاديمير سبب خوفه غير المبرَّر:‏ «هؤلاء هم اعضاء البدعة الذين كانت السلطات في بلدنا تستعملهم ‹كبعبع› لكي تخيف الاطفال .‏ .‏ .‏ ففي الاتحاد السوڤياتي،‏ لا يمكن ان تلتقوا ‹شهودا› من لحم ودم إلّا في السجون او معسكرات الاعتقال.‏ اما هنا فقد وجدت نفسي امام مبنى،‏ امام لافتة.‏ فهل يمكن لأي شخص ان يدخل ويتناول معهم فنجان شاي؟‏».‏ وللتشديد على سبب ذعره،‏ ختم ڤلاديمير:‏ «يُلاحَق ‹الشهود› في بلدنا بضراوة كما تلاحَق عصابات المافيا في هذا البلد،‏ واللغز الذي يحيط بهم هو نفسه».‏

لكنَّ الشهود ثابروا وازدادوا عددا رغم الاضطهاد الوحشي والدعاية المغرضة.‏ والكتب السوڤياتية مثل كتاب الحقائق عن شهود يهوه الذي طُبع منه ٠٠٠‏,١٠٠ نسخة بالروسية سنة ١٩٧٨،‏ اشارت الى الحاجة الى زيادة الدعايات ضد الشهود.‏ نصح الكاتب ڤ.‏ ڤ.‏ كونيك الذي وصف كيف كان الشهود يتابعون كرازتهم رغم القيود القاسية:‏ «ينبغي ان يتعلم الباحثون في الدين السوڤيات طرائق اكثر فعالية لمحاربة تعاليم شهود يهوه».‏

لمَ استهدفهم الهجوم؟‏

بكل بساطة،‏ كان شهود يهوه الهدف الرئيسي للهجوم السوڤياتي لأنهم اقتدوا بأتباع يسوع الاولين.‏ ففي القرن الاول،‏ أُمر الرسل ‹الّا يعلِّموا باسم يسوع بعد›.‏ رغم ذلك احتج مضطهدوهم لاحقا:‏ «ها إنكم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم».‏ ولم ينكر الرسل انهم كانوا يبشرون رغم انهم أُمروا الّا يفعلوا ذلك،‏ لكنهم اجابوا باحترام:‏ «ينبغي أن يطاع اللّٰه حاكما لا الناس».‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٧-‏٢٩‏.‏

واليوم ايضا يأخذ شهود يهوه على محمل الجد وصية يسوع لأتباعه ‹ان يكرزوا للشعب ويشهدوا كاملا›.‏ (‏اعمال ١٠:‏٤٢‏)‏ اوضح موريس هِندُس في كتابه ورطة الكرملين البشرية (‏بالانكليزية)‏ ان «الغيرة المتقدة للبشارة» التي اظهرها الشهود هي التي جعلت منهم «عبئا خصوصيا على موسكو ووضعتهم في تصادم مستمر مع الشرطة السوڤياتية».‏ وأضاف:‏ «لا يوجد ما يوقفهم.‏ وإذ يجري قمعهم في مكان يبرزون في آخر».‏

كتب المؤرخ الروسي سيرڠيي إيڤانْيَنكو:‏ «على حد علمي،‏ كانت منظمة شهود يهوه المنظمة الدينية الوحيدة في الاتحاد السوڤياتي التي ازدادت في العدد رغم الحظر والاضطهاد».‏ ودون شك واصلت اديان اخرى ايضا نشاطها،‏ بما فيها الكنيسة الارثوذكسية الروسية التي هي الابرز بينها.‏ وستجدون انه من المثير ان تعرفوا كيف نجت الكنيسة والشهود على السواء من الهجوم السوڤياتي.‏

‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

‏‹‏عانوا اقسى انواع الاضطهاد›‏

ذكرت دائرة معارف موجزة عن روسيا (‏بالانكليزية)‏ الصادرة سنة ١٩٦٤ ان شهود يهوه كانوا «نشاطى جدا في عمل الهداية» وهم «المجموعة الدينية التي عانت اقسى انواع الاضطهاد في الاتحاد السوڤياتي».‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

واحد من آلاف —‏ فيودور كالين يصف نفي عائلته

كانت عائلتنا تعيش في قرية ڤيلشانيتسا غربي اوكرانيا.‏ فجر يوم ٨ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٥١،‏ داهم رجال الشرطة بيتنا مع كلابهم،‏ ايقظونا من النوم،‏ وقالوا لنا اننا سنُرسَل الى سيبيريا بموجب مرسوم صادر عن الحكومة في موسكو.‏ وذكروا أن بقاءنا مشروط بتوقيع وثيقة نصرِّح فيها اننا لم نعد من شهود يهوه.‏ لكن عائلتنا المؤلفة من سبعة اعضاء،‏ بمن فيهم والداي،‏ كانت مصمِّمة ان تبقى من شهود يهوه.‏ كان عمري آنذاك ١٩ سنة.‏

قال احد رجال الشرطة:‏ «خذوا معكم فاصولياء،‏ ذرة،‏ طحينا،‏ مخللات،‏ وملفوفا لكي تطعموا الاولاد».‏ وسُمح لنا ايضا ان نذبح بعض الدجاج وخنزيرا وأن نأخذ لحمها معنا.‏ ثم جُلبت عربتان تجرهما الاحصنة،‏ وُضعت عليهما كل الاغراض وأُخذت الى بلدة خريپلن.‏ وهناك حُشر حوالي ٤٠ او ٥٠ منا في عربة شحن للسكك الحديدية،‏ وأُغلق الباب.‏

كان يوجد في عربة الشحن بضعة الواح خشبية،‏ غير كافية لنا جميعا،‏ لننام عليها،‏ وموقد مع بعض الفحم والخشب.‏ فطبخنا على الموقد،‏ مستعملين اوعية الطبخ التي جلبناها معنا.‏ لم يكن هنالك حمام،‏ فاستعملنا دلوا.‏ ولاحقا صنعنا فتحة في ارض العربة،‏ ثبتنا فيها الدلو،‏ وعلقنا اغطية حواليها لتأمين بعض العزلة.‏

عجت العربة بنا وهي تقطع ببطء آلاف الكيلومترات متجهة نحو مكان مجهول.‏ شعرنا في البداية بالكآ‌بة نوعا ما.‏ لكن عندما بدأنا نرنم ترانيم الملكوت كلنا معا —‏ بحماس شديد بحيث لم نتمكن من التكلم لاحقا —‏ غمرنا الفرح.‏ كان القائد يفتح الباب ويأمرنا بالسكوت،‏ لكننا لم نكن نكفّ حتى ننتهي من الترنيم.‏ وعندما كنا نتوقف في المحطات على طول الطريق،‏ كان كثيرون يعرفون ان شهود يهوه في طريقهم الى المنفى.‏ وأخيرا بعد ١٧ او ١٨ يوما في تلك العربة،‏ أُنزلنا في سيبيريا قرب بحيرة بيكال.‏

‏[الصورة]‏

انا واقف في الصف الخلفي،‏ الى اليمين

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٨]‏

هرمجدون —‏ فيلم دعائي سوڤياتي

انتج السوڤيات فيلم هرمجدون بهدف تشويه سمعة شهود يهوه.‏ صوَّر الفيلم قصة مختلَقة عن علاقة غرامية بين شاب في الجيش السوڤياتي وفتاة أُغريت بالانضمام الى صفوف الشهود.‏ وفي نهاية الفيلم،‏ ماتت الشقيقة الصغرى للفتاة في حادث سببه ناظر من شهود يهوه،‏ صُوِّر كجاسوس يعمل لحساب اميركا.‏

علَّقت الصحيفة الأوكرانية الراية الحمراء الصادرة في تاريخ ١٤ ايار (‏مايو)‏ ١٩٦٣ على الفيلم الذي حرك مشاعر الجماهير،‏ فقالت:‏ «بهذه الطريقة تكون الدعاية الإلحادية فعَّالة ومقنعة،‏ ويمكن ان تُستخدم في قرى اخرى من البلد حيث تُعرض ايضا افلام من هذا النوع».‏

‏[الصورة في الصفحة ٦]‏

نُقل الآلاف في عربات شحن السكك الحديدية الى سيبيريا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة