مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٠٣ ٢٢/‏١٠ ص ١٩-‏٢٣
  • تربيتي منحتني قصدا في الحياة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تربيتي منحتني قصدا في الحياة
  • استيقظ!‏ ٢٠٠٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الخدمة في كيبك
  • التكيف مع الحياة في افريقيا
  • ضيافة الافريقيين ومهارتهم
  • اختبار جدير بالذكر
  • التجاوب مع فيلم رائع
  • تعيينات جديدة في افريقيا
  • العودة الى كندا
  • ‏«يهديني في سبل البر»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • الجزء ٤ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • خيارات صائبة وحياة مليئة بالبركات
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • عشت حياة مليئة بالبركات لأني تعلمت من امثلة رائعة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٠
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠٣
ع٠٣ ٢٢/‏١٠ ص ١٩-‏٢٣

تربيتي منحتني قصدا في الحياة

كما رواه أرنست پانداتشوك

وُلدتُ وترعرعت في مروج مقاطعة ساسكاتشيوان الكندية.‏ وعندما بلغت الـ‍ ٢٣ من العمر ذهبت الى افريقيا،‏ حيث قضيت كمرسل ٣٥ سنة رائعة.‏ فكيف اتّخذت حياتي هذا المنحى؟‏ لم يكن ذلك صدفة.‏ وسأوضح السبب.‏

كان البيت الذي نشأت فيه مبنيا من اعمدة وطين وأعشاب،‏ وبالكاد كان يحمي عائلتنا من شتاء المروج القارس.‏ في عام ١٩٢٨،‏ قبل ان يولد معظمنا نحن الاولاد التسعة،‏ قَبِل ابي وأمي مطبوعات الكتاب المقدس من شخص قام بزيارتنا.‏ ودرسا الكتاب المقدس بمساعدة هذه المطبوعات خلال الشتاء الطويل الذي تلا.‏ وبحلول الربيع،‏ كانا قد توصَّلا الى القناعة بأنهما وجدا الحق.‏ فتحدَّثا عنه مع العائلة والاصدقاء والجيران،‏ وبشكل خصوصي مع اولادهما.‏

وُلدت سنة ١٩٣١،‏ ثم وُلد بعدي اشقائي الخمسة الآخرون.‏ وكانت قراءة ودرس الكتاب المقدس جزءا من روتين عائلتنا.‏ اتذكّر بحنين جلساتنا الصباحية معا.‏ فقد كان ابي يأخذ القيادة في مناقشة آية من الكتاب المقدس معنا،‏ حتى عندما يكون لدينا زوّار.‏ وكان ابي وأمي،‏ بالاضافة الى الاولاد الاكبر،‏ يقرأون بالدَّور وبصوت عال من المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس.‏

فضلا عن تعليمنا القراءة والكتابة،‏ علّمنا ابي ايضا ان نقوم بالبحث باستخدام فهارس الكتاب المقدس.‏ وسرعان ما صرنا نعرف كيف نستعمل الكتاب المقدس لشرح معتقداتنا للآخرين.‏ وبفضل هذه المناقشات الممتعة اصبحت قادرا على المباحثة في مواضيع الكتاب المقدس المختلفة.‏ فمع مرور الوقت تمكنت من استخدام الكتاب المقدس لدحض التعاليم الدينية الباطلة.‏ وصار بإمكاني ان ابرهن ان النفس تموت،‏ ان نار الهاوية غير موجودة،‏ وأن اللّٰه ويسوع ليسا متساويين او جزءا مما يُدعى ثالوثا.‏ —‏ جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠؛‏ حزقيال ١٨:‏٤؛‏ يوحنا ١٤:‏٢٨‏.‏

علَّمنا ابي وأمي ايضا بالمثال وشجّعانا ان نقف بثبات الى جانب ما هو حق،‏ حتى لو لم نلقَ استحسان الآخرين.‏ على سبيل المثال،‏ لم يدخِّنا التبغ قط،‏ وحذَّرانا من تأثيراته المدنِّسة ومن الضغط الذي سنواجهه في المدرسة لإقناعنا بالتدخين.‏ اتذكر كلمات ابي:‏ «قد يدعونكم مخنَّثين اذا رفضتم ان تدخِّنوا.‏ ولكن اسألوا الشخص:‏ ‹مَن هو الرجل الحقيقي؟‏ الشخص الذي تتحكم فيه السيجارة ام الشخص الذي يتحكم هو في السيجارة؟‏›».‏

واجهت امتحانا آخر بعمر ١١ سنة.‏ فكان علي ان اختار هل سأبقى وفيًّا للتدريب المؤسس على الكتاب المقدس الذي نلته منذ صغري ام لا.‏ آنذاك كانت الحرب العالمية الثانية مشتعلة وكان متوقَّعا من الاولاد في المدرسة ان يتعهَّدوا بالولاء للعَلَم.‏ ولأنني ادركت من درسي للكتاب المقدس ان هذا التعهُّد هو عمل عبادة،‏ رفضت الاشتراك.‏ فطُردت من المدرسة طوال ستة اشهر.‏

لكنني اكملت لاحقا تعليمي المدرسي،‏ وفي آذار (‏مارس)‏ ١٩٤٧ رمزت الى انتذاري ليهوه اللّٰه بمعمودية الماء.‏ وبعد ستة اشهر صرت فاتحا،‏ اي مناديا كامل الوقت بالبشارة.‏ خدمت اولا في جنوب ساسكاتشيوان،‏ شاهدًا للمزارعين ومربّي الماشية في هذه المقاطعة الشاسعة.‏ وكنت في الصيف اسافر على صهوة جواد،‏ اما في الشتاء فأستخدم عربة غير مكشوفة يجرها حصان ندعوها «كابوس».‏ وكانت مجهّزة بموقد على الفحم للتدفئة،‏ لذلك لزِم ان احذر لئلا تنقلب العربة.‏

تميّز الناس في الريف بودّهم وضيافتهم.‏ وغالبا ما دعوني الى قضاء الليل عندهم حين كنت ازورهم في وقت متأخر من بعد الظهر.‏ وكم احببت مناقشات الكتاب المقدس الحيوية التي كانت تنشأ لاحقا!‏ وعائلة پيترسون هي احدى العائلات التي تجاوبت بعد مناقشة دامت الليل بطوله.‏ فقد صار إيرل وأمه شاهدَين غيورين ليهوه.‏

الخدمة في كيبك

في سنة ١٩٤٩،‏ لبَّيت الدعوة التي وُجِّهت الى الفاتحين للمساعدة في عمل الكرازة في مقاطعة كيبك.‏ وقد تجاوب مع الدعوة نحو ٢٠٠ فاتح من غرب كندا.‏ فوصلوا الى مدينة مونتريال في ايلول (‏سبتمبر)‏،‏ مستعدين لقبول التعيينات في كل انحاء كيبك.‏ كان ذلك في عهد رئيس الوزراء الكاثوليكي موريس دوپلِسّي،‏ الذي أقسم ان يحرِّر المقاطعة من الشهود.‏

كانت تلك الفترة حافلة بالنشاط،‏ مثيرة،‏ وزاخرة بالتحديات.‏ وقد شملت التحديات تعلّم اللغة الفرنسية بالاضافة الى مواجهة الاعتقال،‏ اعمال الرعاع،‏ ومقاطعة المتطفلين المتعصبين لمحافلنا المسيحية.‏ لكنّ هذا التعصب لم يروِّعني او يجعلني اتردّد في القيام بعملي كخادم للّٰه.‏ فوالداي غرسا فيَّ المحبة لما هو حق والاقتناع بأن عمل الكرازة العالمي الذي انبأ به يسوع سيُنجَز بالرغم من المقاومة.‏ —‏ متى ٢٤:‏٩،‏ ١٤‏.‏

اثناء وجودي في كيبك،‏ التقيت إميلي هوريش،‏ فاتحة امينة من ساسكاتشيوان.‏ ومنذ زفافنا في ٢٧ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٥١،‏ كانت إميلي شريكي الوليّ في الخدمة ورفيقي المشجِّع.‏ ولأن هدفنا كان الاشتراك على نحو اكمل في الخدمة،‏ قدَّمنا طلبا وقُبلنا كتلميذَين في مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس،‏ التي تزوِّد مقرَّرا يدوم عدة اشهر يُعِدّ الخدام للعمل الارسالي.‏ وقد تخرَّجنا من الصف الـ‍ ٢٠ لجلعاد في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٥٣.‏

بينما كنا ننتظر الوثائق التي تجيز لنا دخول افريقيا،‏ دُعينا الى تقديم المساعدة لجماعات شهود يهوه في ألبرتا وأونتاريو،‏ كندا.‏ في تلك الايام،‏ انتقلنا من جماعة الى اخرى بوسائل النقل العامة.‏ فتعلَّمنا ان نبسِّط حياتنا ونحمل كل امتعتنا في حقيبة واحدة.‏ وبعد اشهر قليلة،‏ عندما صارت وثائق السفر جاهزة،‏ غادرنا كندا الى روديسيا الجنوبية،‏ التي تُدعى الآن زمبابوي.‏

التكيف مع الحياة في افريقيا

في غضون الاشهر الخمسة التي تلت وصولنا،‏ عُيِّنا لزيارة فِرَق شهود يهوه في زمبابوي وأيضا في بوتسوانا والانحاء الجنوبية لروديسيا الشمالية (‏الآن زامبيا)‏.‏ كنا قد شُجِّعنا في مدرسة جلعاد ألّا نقارن البلد الاجنبي الذي عُيِّنا فيه ببلدنا الام وأن نتذكر انه مهما كانت الاوضاع التي نجد انفسنا فيها،‏ يمكننا تعلّم شيء مما نختبره.‏ فساعدتنا الكلمات الحكيمة هذه على تعديل تفكيرنا.‏ وإلى هذا اليوم،‏ نجد انا وإميلي هذا القول صحيحا:‏ «استفِد قدر المستطاع من كل فرصة؛‏ فقد لا تتكرر مرة اخرى».‏

كنا ننتقل من مكان الى آخر بالقطار،‏ الباص،‏ الشاحنة،‏ الدراجة،‏ او اية وسيلة تتوفَّر لنا.‏ كان ذلك شاقا دون شك،‏ غير ان ظروفا اخرى امتحنت عزمنا ان ‹نستفيد قدر المستطاع من كل فرصة›.‏ فطوال السنتين الاوليين،‏ مُنعت زوجتي من السفر معي في المقاطعات القَبَلية بسبب القيود القانونية.‏ وكان على إميلي،‏ التي لم يمض على زواجي بها سوى سنوات قليلة،‏ ان تبقى في بلدات قريبة من نهاية خط السكة الحديدة،‏ حيث لا يوجد شهود في اغلب الاحيان.‏ لكنّ ايمان إميلي،‏ شجاعتها،‏ وتصميمها لم تملأني فقط حبا وإعجابا بها بل نشرت ايضا بذار الملكوت في هذه المجتمعات.‏

كانت إميلي،‏ فور ايجادها مكانا للمكوث به مع امرأة من السكان المحليين،‏ تذهب للشهادة في الجوار منتظرةً عودتي من المنطقة القَبَلية.‏ وأحيانا كانت تخدم وحدها طوال شهر.‏ لقد وجدت القوة والحماية بالاتكال على يد يهوه القديرة،‏ فأنتجت خدمتها ثمرا.‏ مثلا،‏ تجاوبت ريتا هانكوك مع حق الكتاب المقدس ولاحقا تجاوب زوجها،‏ وصار اخا امينا خدم كشيخ مسيحي حتى مماته.‏ والآن هنالك جماعات نشيطة في بعض البلدات حيث نثرت إميلي بذار حق الكتاب المقدس.‏

ضيافة الافريقيين ومهارتهم

في المقاطعات القَبَلية،‏ كان تقدير الشهود الافريقيين العميق لهيئة يهوه وممثِّليها الجائلين مؤثِّرا جدا.‏ فقد اعتنى بي جيدا هؤلاء الاخوة المسيحيون المحبون.‏ كنت كل يوم اثنين انتقل من موقع محفل الى آخر.‏ وكان مكان اقامتي كوخا من العشب مبنيا حديثا اعاد اليَّ ذكريات منزل عائلتنا في ساسكاتشيوان.‏ كما كان سريري حصيرة من العشب سُمكها ٣٠ سنتيمترا فُرشت على الارض ووُضع فوقها شرشف.‏

في المناطق القَبَلية،‏ كانت المحافل تُعقد عموما في الغابات.‏ فكان الحضور يزيلون الشجيرات الخفيضة ويتركون الاشجار المورقة للتظليل.‏ كما كانوا يشدّون بإحكام رزما من العشب ويرتِّبونها في صفوف لتكون مقاعد.‏ وأخيرا كانوا يطوِّقون المكان بسياج من العشب.‏ في هذه المواقع الطبيعية،‏ كنت دائما اتأثر بأصوات اخوتنا وأخواتنا الافريقيين الرخيمة فيما يرنّمون تسابيح ليهوه بتناغم لا يمكن نسيانه.‏

اختبار جدير بالذكر

ذات مرة،‏ التقيت في خدمتي ڠيدين زندا،‏ وهو رئيس مفتِّشي المدارس الارسالية التابعة للكنيسة الانڠليكانية.‏ كان زندا قد حصَّل تعليمه،‏ بما في ذلك التدريب الجامعي،‏ على نفقة الكنيسة.‏ لكنه لم يحصل على اجوبة مُرضِية عن اسئلته الكثيرة من الكتاب المقدس.‏ لذلك طلب ان اجتمع معه ومع عدد من زملائه للاجابة عن هذه الاسئلة.‏ بلغ عدد الحاضرين في هذه الجلسة نحو ٥٠ شخصا،‏ بمن فيهم مفتِّشو مدارس ومدراء ومعلِّمون.‏ ترأس ڠيدين الجلسة،‏ وناقشنا كل المواضيع بالترتيب،‏ الواحد تلو الآخر.‏ كنت اتحدث ١٥ دقيقة عن كل موضوع ثم اجيب عن الاسئلة.‏ ودامت هذه الجلسة عدة ساعات.‏

نتيجة هذا الاجتماع الفريد صار ڠيدين،‏ عائلته،‏ وعدد كبير من زملائه خداما منتذرين ومعتمدين ليهوه.‏ فصرفهم القسيس المحلي من عملهم في جهاز التعليم الانڠليكاني.‏ ولكن لم يتثبط ايّ منهم بل بقوا جميعا ثابتين في خدمة يهوه،‏ حتى ان البعض انخرطوا في خدمة الفتح.‏

التجاوب مع فيلم رائع

في سنة ١٩٥٤،‏ اصدر شهود يهوه الفيلم مجتمع العالم الجديد وهو يعمل.‏ وفي السنة التالية رُفعت القيود القانونية التي كانت تمنع قبلا مرافقة الزوجة لزوجها في المناطق القَبَلية.‏ فأُتيح لإميلي ان ترافقني في المقاطعات القَبَلية.‏ في هذه الاثناء زُوِّدنا بسيارة،‏ مولِّد كهربائي،‏ وآلة لعرض الافلام من اجل عرض الفيلم في كل المجتمعات القَبَلية.‏ لم يكن كثيرون من الافريقيين قد شاهدوا فيلما من قبل،‏ لذلك جذب عرضنا انتباه اعداد كبيرة.‏ لقد اظهر الفيلم خطوةً فخطوة كيف تُنتَج الكتب المقدسة والمطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس في مطبعتنا الضخمة في بروكلين،‏ نيويورك.‏

تضمّن الفيلم ايضا مشاهد لمعشر الاخوة العالمي لشهود يهوه وهم يشتركون في العبادة في مدرَّج يانكي ستاديوم،‏ نيويورك،‏ سنة ١٩٥٣.‏ لم يكن هؤلاء الافريقيون قد رأوا في حياتهم مثل هذا الاعراب عن الوحدة والمحبة بين عروق مختلفة.‏ فدفع الفيلم عائلات زمبابوية كثيرة الى درس الكتاب المقدس والاقتران بالشهود.‏ ولا نبالغ في القول ان الطلبات لعرض الفيلم تدفقت من مدراء المدارس في كل انحاء البلد،‏ بعد ان ادركوا القيمة التربوية التي يحملها هذا المساعِد البصري لتلامذتهم.‏

وذات ليلة ايقظني الشهود في وقت متأخر،‏ طالبين مني ان اعرض الفيلم.‏ ولدهشتي كان هنالك نحو ٥٠٠ شخص قد ساروا على اقدامهم ساعات لمشاهدته.‏ لقد سمعوا انني في المنطقة اعرض الفيلم فسارعوا في المجيء.‏ وما ان ذهبوا حتى وصل فريق آخر من ٣٠٠ شخص.‏ لذلك عرضت الفيلم مرة اخرى.‏ ولم يغادر فريق المشاهدين الاخير إلا عند الساعة الثالثة صباحا!‏ وعلى مدى اكثر من ١٧ سنة،‏ شاهد هذا الفيلم الفعّال في زامبيا وحدها اكثر من مليون شخص!‏

تعيينات جديدة في افريقيا

بعد ان خدمنا اكثر من خمس سنوات ونصف في زمبابوي،‏ نُقلنا الى جنوب افريقيا.‏ وذلك عنى انه يلزم ان نتعلم اللغة الافريقانية.‏ ولاحقا،‏ تعلّمنا ايضا ان نتكلم السيسوتو والزولوِية.‏ لقد زادت مقدرتنا على تعليم كلمة اللّٰه بلغات اضافية من فعّاليتنا في الخدمة ومنحتنا شعورا بالانجاز.‏

في اوائل سنة ١٩٦٠ عُيِّنا للخدمة في العمل الجائل في افريقيا الجنوبية.‏ وطوال السنوات الـ‍ ٢٧ التالية،‏ سافرنا كثيرا في كل انحاء جنوب افريقيا،‏ سْوازيلند،‏ ليسوتو،‏ وناميبيا،‏ بالاضافة الى جزيرتي أسَنْسيون وسانت هيلانة في المحيط الاطلسي الجنوبي.‏ فقطعنا مئات آلاف الكيلومترات لنتمكن من خدمة اخوتنا وأخواتنا المسيحيين.‏ وأعمال الايمان والولاء التي اظهروها تحت ظروف غير مؤاتية شجعتنا ألا نستسلم ابدا.‏

مثلا،‏ تعرَّفتُ شخصيا بشهود في سْوازيلند لم يسايروا على حساب ايمانهم عندما مات الملك سوبوزا الثاني.‏ ولانهم رفضوا الاشتراك في الشعائر غير المؤسسة على الكتاب المقدس التي أُجريت عند موت هذه الشخصية الرفيعة،‏ طُردوا من اماكن عملهم وحُرموا من حقوقهم كمواطنين.‏ ولكنهم لم يتخلّوا قط عن ايمانهم،‏ رغم سنوات الحرمان والشقاء.‏ ان التعرّف بهؤلاء الاخوة والاخوات المسيحيين الرائعين والتحدث معهم وجها لوجه امتياز عظيم سأشكر يهوه دائما عليه.‏

هنالك ايضا فليمون مافريكا،‏ فاتح من قرية موكوتلونڠ،‏ ليسوتو،‏ الواقعة في الجبال على ارتفاع اكثر من ٠٠٠‏,٣ متر.‏ فبسبب عدم توفّر وسائل النقل،‏ سار هو وزوجته العزيزة وولداهما وأربعة مرشّحين للمعمودية مسافة ١٠٠ كيلومتر للوصول الى محفل يُعقد على ارتفاع ٠٠٠‏,١ متر.‏ وفي الجزء الاكبر من الطريق كان عليهم ان يجتازوا طرقات شديدة الانحدار.‏ وقد تسلَّقوا ونزلوا المنحدرات الجبلية وخاضوا جداول وأنهرا عديدة.‏

في طريق العودة الى منزلهم بعد المحفل،‏ حملوا معهم مئات النسخ من كتاب الحق الذي يقود الى الحياة الابدية بهدف توزيعها على الناس في قريتهم موكوتلونڠ.‏ ولكن بسبب الاهتمام الكبير بمطبوعات الكتاب المقدس الذي لاقوه في طريقهم،‏ نفد مخزونهم من الكتب قبل ان يصلوا الى قريتهم.‏ ان رؤيتنا بأم اعيننا غيرة وتفاني الاخوة والاخوات المسيحيين مثل فليمون وزوجته هي امتياز لنا انا وإميلي نعزّه حتى هذا اليوم.‏

خلال خدمتنا واجهنا احيانا خطر الافاعي السامة،‏ كالكوبرا،‏ وخطر الفيضانات المفاجئة وغيرها.‏ لكنّ هذه الحالات المخيفة تصير عديمة الاهمية مقارنةً مع مكافآ‌ت وأفراح العمل في خدمة يهوه.‏ وقد لمسنا لمس اليد انه لا يتخلّى ابدا عن اوليائه.‏

عندما عانت إميلي مشاكل صحية جسيمة،‏ اعطانا يهوه الحكمة لنعالج الوضع بطريقة متزنة.‏ فإجراء تغيير في النظام الغذائي وتوفير اوضاع صحية افضل سهَّلا شفاءها.‏ لقد بنينا على ظهر شاحنة صغيرة مسكنا متنقِّلا يوفر لإميلي محيطا صحّيا ملائما اثناء تنقّلنا.‏ ومع الوقت استعادت عافيتها.‏

العودة الى كندا

في سنة ١٩٨٨،‏ بعد ٣٥ سنة من العمل الارسالي في قارة افريقيا الجميلة،‏ عُيِّنا في كندا.‏ ثم في سنة ١٩٩١،‏ بدأت مرة اخرى اخدم كناظر جائل.‏ غير انني عانيت بعد ثماني سنوات سكتة دماغية.‏ ومع ان نشاطي صار محدودا جدا مذّاك،‏ لا ازال استمتع بالخدمة كشيخ في احدى الجماعات في لندن،‏ اونتاريو.‏

اشعر اليوم باكتفاء كبير عندما اتطلع الى الوراء الى بداية خدمتي في الفتح على صهوة جواد في جنوب ساسكاتشيوان قبل نحو ٥٦ سنة.‏ وكم انا شاكر ان ابي ثابر على تعليمنا كيف نفكِّر كأشخاص روحيين،‏ وألّا نخاف ابدا من الوقوف الى جانب الحق والبر!‏ لقد علَّمني كلمة اللّٰه التي منحتني حياة ذات قصد.‏ وهذا الميراث افادني كل ايام حياتي.‏ فلا يمكن ابدا ان استبدل حياتي في خدمة يهوه بأي شيء يقدِّمه هذا العالم الزائل.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٩]‏

عائلتنا المؤلفة من تسعة اولاد عام ١٩٤٩،‏ مع امي حاملة الولد الاصغر وأنا اقف خلفها

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

بنيت هذه «الكابوس» لأستخدمها في خدمتي

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

نساء اعتُقلن من اجل الكرازة في كيبك

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

اشتركت في تدريب هؤلاء النظار الجائلين في زمبابوي

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

بنينا هذا المسكن المتنقِّل لشفاء إميلي

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

صورة حديثة مع إميلي

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة