مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٠٥ ٢٢/‏١٢ ص ١٢-‏١٥
  • حُكِم عليّ مرتين بخمس وعشرين سنة من الاشغال الشاقة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حُكِم عليّ مرتين بخمس وعشرين سنة من الاشغال الشاقة
  • استيقظ!‏ ٢٠٠٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تعلُّم حق الكتاب المقدس
  • الاحتمال رغم التثبط
  • المعمودية في حفرة احدثتها قنبلة
  • الحرية اخيرا!‏
  • الى المنفى في سيبيريا
  • نجوت من الموت في ڤوركوتا
  • الاستفادة كاملا من حريتنا
  • العودة الى مولدوفا
  • خدمتُ اللّٰه رغم التحديات
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥
  • وعد قطعت العهد ان أفيَ به
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • همِّي الرئيسي —‏ ان ابقى وليًّا
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠
  • مدعومة خلال المحن الشديدة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
المزيد
استيقظ!‏ ٢٠٠٥
ع٠٥ ٢٢/‏١٢ ص ١٢-‏١٥

حُكِم عليّ مرتين بخمس وعشرين سنة من الاشغال الشاقة

كما رواه إفرام پلاتون

نحو نهاية سنة ١٩٥١،‏ حُكِم عليّ مرة ثانية بخمس وعشرين سنة في معسكر للاشغال الشاقة.‏ وهذه المرة أُرسلتُ الى المعسكر السوفياتي الرديء السمعة في ڤوركوتا التي تقع ضمن الدائرة القطبية.‏ سأوضح الآن كيف انتهى بي المطاف الى هذا المكان وكيف نجوت بشقّ النفس من نهاية مفجعة.‏

وُلدتُ يوم ١٦ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٢٠ في عائلة فقيرة تعيش في بسارابيا التي تُعرَف اليوم باسم جمهورية مولدوفا.‏ وقد مات والدي قبيل ولادتي ثم ماتت والدتي حين كنت في الرابعة من عمري،‏ فتركا بذلك وراءهما ستة ايتام يحتاجون الى العناية.‏ وأنا اشكر اخوتي الاكبر سنا الذين كانوا بمثابة والدَين لنا نحن الاولاد الاصغر سنا.‏

خلال حداثتي استحوذت المسائل الدينية على الكثير من اهتمامي،‏ فانهمكت في نشاطات الكنيسة الارثوذكسية المحلية.‏ إلّا ان املي في الكنيسة خاب مع مرور الوقت،‏ وخصوصا في كهنتها الذين باركوا الامم المشاركة في الحرب العالمية الثانية التي بدأت في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٣٩.‏

وفي اوائل سنة ١٩٤٠،‏ نشبت الحرب بين رومانيا والاتحاد السوفياتي،‏ وعلقت بسارابيا وسط الصراع.‏ فاحتلها من جديد الجنرال أيون انتونيسكو الذي حكم رومانيا في تلك الفترة.‏ وسنّت السلطات قانونا يقضي بأن ينال كل الرجال الذين يبلغون من العمر ٢٠ سنة وما فوق تدريبا تمهيديا للخدمة العسكرية.‏ وكنت بين الذين اختيروا للقيام بهذا التدريب الذي جرى في قرية بوروسِن الواقعة بالقرب من القرية حيث كنا نعيش انا وزوجتي اولڠا.‏

تعلُّم حق الكتاب المقدس

في احد الايام اثناء فترة التدريب وفيما كنا نتناول طعام الغداء،‏ لاحظتُ مجموعة من الرجال غارقين في مناقشة حامية.‏ وعرفت لاحقا ان هؤلاء الرجال هم شهود ليهوه.‏ فدار بيننا العديد من المحادثات المشوِّقة.‏ ومع الوقت،‏ ادركت انني وجدت حق الكتاب المقدس.‏ فغمر الفرح قلبي واندفعت الى اخبار اولڠا ووالدَيها عن الامر.‏

كانت المحادثة التي لفتت انتباهي في ذلك اليوم تتعلّق بمسألة الحياد.‏ فقد ادرك الشهود يومها ان عليهم اتخاذ موقف حيال هذه المسألة.‏ فقرروا ان يشاركوا في التدريب دون ان يؤدوا قسم الولاء الذي فُرض على الشبان المجنَّدين في الجيش.‏

ابلغتُ اولڠا ووالديها انني انوي رفض تأدية هذا القسم،‏ فدعموني في قراري.‏ وفي ٢٤ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤٣،‏ حان وقت التجنيد الفعلي حين وجب على المجنَّدين ان يؤدوا قسم الولاء،‏ فتقدم ثمانية منا نحو الكهنة الذين كانوا يجنِّدون الرجال.‏ ولكن عوضا عن تأدية القسم،‏ اخبرناهم اننا لن نشترك في الحرب لأننا اشخاص محايدون.‏

فأُلقي القبض علينا وأُخذنا الى مخفر الشرطة في بوروسِن.‏ وهناك ضربونا ضربا مبرّحا لدرجة ان زوجتي لم تعرفني للوهلة الاولى.‏ ثم نُقلنا الى العاصمة كيشيناو (‏سابقا كيشينڤ)‏ حيث مثَلْنا امام محكمة عسكرية.‏

كان علينا ان نسير مسافة ١٤٠ كيلومترا تقريبا استغرقت ٢١ يوما بسبب البرد القارس.‏ وقام بمرافقتنا نحن الثمانية المقيدين معا جنود مسلَّحون لم يقدِّموا لنا الطعام ولا الشراب.‏ وكنا نُضرَب في كل مرة نصل الى مخفر شرطة جديد،‏ وقد توقفنا خلال رحلتنا في ١٣ مخفرا للشرطة!‏ لكننا تمكّنا من البقاء على قيد الحياة لأن الناس في كل المناطق زوّدونا بالطعام والشراب فيما كنا نمضي الليل في المخافر.‏ وقد لمسنا عناية اللّٰه بنا من خلال اللطف الذي اظهروه نحونا.‏

الاحتمال رغم التثبط

بينما كنا نحن الثمانية في كيشيناو ننتظر انعقاد المحكمة العسكرية،‏ عاملتنا السلطات من جديد بوحشية كبيرة.‏ وفي محاولة لتقويض ايماننا،‏ اخبرونا ان شهودا في زايكان،‏ قرية في شمالي مولدوفا،‏ انكروا ايمانهم وسُمح لهم بالعودة الى بيوتهم.‏ لكننا علمنا لاحقا انهم أُرسلوا الى بيوتهم لينتظروا انعقاد جلسات الاستماع في المحكمة.‏ وقال لنا ضابط في الشرطة،‏ مقتبِسا من احدى الصحف،‏ ان محكمة عسكرية في اوكرانيا حكمت بالموت على ٨٠ شاهدا هناك.‏

تثبطت عزيمة البعض منا نحن الثمانية حين راحوا يفكرون انهم لن يروا اولادهم مرة اخرى.‏ وقد وعدتنا السلطات انها ستخلي سبيلنا اذا انكرنا ايماننا.‏ وبعد ذلك،‏ ارسلونا الى بيوتنا لنقضي اسبوعا مع عائلاتنا ونفكر في مستقبلنا.‏ فبقي ثلاثة منا فقط مصممين على البقاء محايدين.‏

في ٢٠ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٤٣،‏ أُخذتُ الى مركز الشرطة ذاته في بوروسِن حيث ضربوني سابقا بقسوة شديدة.‏ وهناك التقيت برفيقيّ الشاهدَين اللذين حافظا على موقفهما.‏ وكانت فرحتنا بهذا اللقاء تفوق الوصف.‏ ولاحقا،‏ نُقلنا الى بلتسي في عربة يجرها الخيل.‏ وخلال الرحلة،‏ تدهورت صحتي كثيرا.‏ لكنّ ذلك كان لخيرنا لأننا تابعنا رحلتنا الى كيشيناو بالباص.‏

عندما وصلنا الى وجهتنا،‏ عرف حراس السجن اننا الاشخاص الثلاثة الذين بقوا على موقفهم.‏ فكان الاستقبال الذي هيأوه لنا عبارة عن جلسة من الضرب المبرّح.‏ وبعد شهر،‏ حُكم علينا بخمس وعشرين سنة في معسكر للاشغال الشاقة برومانيا.‏

المعمودية في حفرة احدثتها قنبلة

في آخر الامر،‏ أُرسلنا الى بلدة كوجير برومانيا حيث أُمرنا ان نقطع الاخشاب في احدى الغابات.‏ وكنا ننال المزيد من الطعام اذا قطعنا عددا معيّنا من الاشجار خلال عملنا.‏ ولأن فريقنا المؤلف من عشرة شهود كان مجتهدا،‏ فقد نلنا من الطعام حصصا اكثر مما حصلنا عليه عندما كنا مسجونين.‏

في سنة ١٩٤٤،‏ ابتدأت القوات الاميركية تقصف المنطقة المحيطة بمعسكرنا.‏ وفي يوم من الايام،‏ احدثت احدى القنابل حفرة كبيرة قرب جدول مياه صغير.‏ فامتلأت الحفرة بالماء وأصبحت في وقت قصير بركة كبيرة.‏ وفي هذه البركة،‏ اعتمدت في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٤٤ بالتغطيس في الماء رمزا الى انتذاري ليهوه اللّٰه الذي قمت به قبل اكثر من سنة ونصف.‏

الحرية اخيرا!‏

بعد عدة اسابيع،‏ حرّر الجيش الروسي مئات الشهود في منطقتنا،‏ فتمكّنا من العودة الى بيوتنا.‏ وكانت تلك المرة الاولى التي أرى فيها ابني ڤاسيل،‏ لأنه وُلِد سنة ١٩٤٣ عندما كنتُ في معسكر الاشغال الشاقة.‏

وبحلول ايار (‏مايو)‏ ١٩٤٥ حين انتهت الحرب العالمية الثانية في اوروبا،‏ كان الاتحاد السوفياتي قد استولى على بسارابيا فأصبحت تُدعى جمهورية مولداڤيا الاشتراكية السوفياتية.‏ لم تتخذ السلطات السوفياتية اجراءات فورية ضد نشاطاتنا المسيحية.‏ لكنها لاحظت اننا لا ننتخب وكان ذلك في نظرها جرما خطيرا.‏

في سنة ١٩٤٦ رُزقنا بابننا الثاني پاڤيل،‏ ثم وُلدت ابنتنا ماريا في سنة ١٩٤٧.‏ وكم تمتعنا بحياتنا العائلية!‏ ولكن بعد نحو سنتين،‏ حلّت بنا فاجعة كبيرة،‏ لأن صغيرتنا ماريا مرضت وماتت فجأة،‏ فدفناها في ٥ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٤٩.‏ لكنَّ هذه الحادثة لم تكن الا بداية احزاننا.‏

الى المنفى في سيبيريا

بعد ساعات قليلة من دفن ماريا وقبل ان يبزغ الفجر،‏ ايقظَنا من النوم ثلاثة جنود.‏ وأعلمونا انه سيجري ترحيلنا بسبب «سلوكنا المناهض للحكم السوفياتي»،‏ وسمحوا لنا بأخذ بعض الطعام واللباس.‏ وفي ٦ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٤٩،‏ رُحِّلنا مسافة ٠٠٠‏,٤ كيلومتر تقريبا الى مدينة كورڠان السيبيرية التي لا تبعد كثيرا عن الحدود الشمالية لقازاخستان.‏

استغرقت الرحلة ١٨ يوما حُشرنا خلالها كالماشية في مقطورات مغلقة ضمن قطارات مخصصة للشحن.‏ واقتصر الطعام الذي زوّدونا به خلال كل الرحلة على حصتين فقط.‏ وقد حرصنا على تقسيم مؤننا بعناية كبيرة بحيث لم ينفد طعامنا طوال الرحلة.‏ وكان كل الذين في مقطورتنا شهودا ليهوه.‏ فبقينا نشاطى روحيا اذ كنا نناقش كل يوم مواضيع عديدة من الكتاب المقدس.‏ وكان اثمن مقتنى لدينا نسخة من هذا الكتاب.‏

عندما وصلنا اخيرا الى كورڠان،‏ وجدنا ان تحركاتنا لم تكن مقيّدة للغاية رغم اننا نعيش في معسكر للاشغال الشاقة.‏ وقد وجدت عملا في محل للحدادة وتمكنت من التكلم مع زملائي في العمل عن رجائي المؤسس على الكتاب المقدس.‏ ولكن بعد سنتين،‏ في ٢٧ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٥١،‏ أُلقي القبض علي مجددا وأُخذتُ الى المحكمة.‏ وهناك قدّم الادعاء للشهادة ١٨ شخصا زعموا انني تنبّأت بدمار الدولة.‏ لكنَّ الجرم الذي كنت قد اقترفته هو انني اقتبست النبوة في دانيال ٢:‏٤٤ لأُظهر ان كل الحكومات البشرية ستُستبدَل بملكوت اللّٰه.‏

بالاضافة الى ذلك،‏ فتشت السلطات مكان سكننا ووجدت عددا من مجلة برج المراقبة كان قد أُرسل الينا سرا من مولدوفا.‏ عموما،‏ كانت السلطات تعثر على نسخ من المجلات مكتوبة باليد او مصنوعة محليا،‏ إلا ان هذه النسخة أُنتجت خارج الاتحاد السوفياتي.‏ لذلك حُكم علي مرة ثانية بخمس وعشرين سنة من الاشغال الشاقة.‏ وهذه المرة أُرسلت للعمل في مناجم الفحم بمعسكر ڤوركوتا السيئ السمعة الذي يقع في الطرف الشمالي لجبال الاورال ضمن الدائرة القطبية.‏

نجوت من الموت في ڤوركوتا

تضمنت ڤوركوتا سجنا كبيرا يحتوي على ٦٠ معسكرا للأشغال الشاقة.‏ وفي المعسكر حيث وضعوني،‏ كان هنالك اكثر من ٠٠٠‏,٦ عامل.‏ وقد مات كثيرون نتيجة الانخفاض الشديد في درجات الحرارة،‏ ظروف المعيشة غير الانسانية،‏ والعمل تحت الارض في استخراج الفحم.‏ فكان عدد من العمال يوارَون الثرى يوميا.‏ ومع الوقت،‏ تدهورت صحتي كثيرا فلم يعد بإمكاني ان اقوم بالاعمال التي تتطلب مجهودا جسديا كبيرا.‏ فعُيِّن لي عمل ارحم:‏ ان أجرف الفحم وأضعه في عربات صغيرة للنقل.‏

كانت الاحوال في سجن ڤوركوتا صعبة للغاية،‏ الامر الذي دفع عمال المنجم هناك الى تنظيم اضراب سرعان ما تحول الى ثورة حقيقية.‏ وقد أنشأ هؤلاء العمال ادارتهم الخاصة ونظّموا قوة مقاتلة مؤلفة من ١٥٠ رجلا تقريبا هدفها مقاومة الجيش عند وصوله.‏ وأرادوا مني ومن حوالي ٣٠ شاهدا آخر ان ننضم الى «جيشهم»،‏ لكننا رفضنا ذلك.‏

استمرت الثورة مدة اسبوعين الى ان حضرت قوات من الجيش وقامت بقتل الثوار عن بكرة ابيهم.‏ وقد علمنا ان هؤلاء المتمردين كانوا يخططون لشنقنا في المشغل،‏ ولكن من المفرح انهم لم ينجحوا في مسعاهم.‏ وبالنظر الى الخطط المدروسة التي نفّذها السوفيات لكسر استقامتنا،‏ لا عجب ان ننسب الفضل في نجاتنا الى إلهنا العظيم يهوه.‏

الاستفادة كاملا من حريتنا

احدث موت ستالين في آذار (‏مارس)‏ ١٩٥٣ تغييرا ايجابيا في حالتنا.‏ فقد أُطلق سراحي سنة ١٩٥٥ من ڤوركوتا،‏ وسُمِح لي بأن اجتمع ثانية بعائلتي التي كانت لا تزال تعيش في المعسكر الذي يقع في غابة بكورڠان.‏ وهناك استمررنا بالشهادة للسكان المحليين عن رجائنا الرائع.‏

بحلول سنة ١٩٦١،‏ رغبنا في الانتقال الى مقاطعة جديدة حيث يمكننا ايصال بشارة الملكوت الى اشخاص آخرين ايضا.‏ لذلك بعثنا برسالة الى رئيس البلاد في تلك الحقبة،‏ نيكيتا خروتشيف،‏ طالبين منه ان يُسمح لنا بالانتقال الى مكان آخر.‏ وكانت الحجة التي قدّمناها ان كورڠان ليس فيها مدارس لأولادنا.‏ ورغم ان هذه الحجة لم تكن السبب الرئيسي لطلبنا فقد كانت صحيحة.‏ فمُنحنا اذنا بالانتقال الى بلدة صغيرة تدعى ماكوشينو حيث وُجد ايضا معسكر للأشغال الشاقة.‏ ويا للفرح الذي غمرَنا لأننا تمكّنا من مساعدة اربع عائلات كبيرة ان يصبحوا خداما منتذرين ليهوه!‏

اخيرا،‏ في سنة ١٩٦٥،‏ أُطلق سراحي من معسكر الاعتقال هذا.‏ ورغم انه لم يُسمح لنا بالعودة الى مولدوفا،‏ كان بإمكاننا السفر اينما رغبنا في بلدان الاتحاد السوفياتي.‏ فانتقلنا في السنة التالية الى كوستاناي بقازاخستان حيث كان هنالك جماعتان من الشهود.‏ وبما ان هذه المقاطعة كانت تُغطَّى مرارا وتكرارا،‏ فقد انتقلنا بعد ثلاث سنوات الى تشرتشيك بأوزبكستان.‏ بحلول هذا الوقت كان ابنانا ڤاسيل وپاڤيل قد تزوجا،‏ لذلك ركّزنا انتباهنا على النمو الروحي لابننا دوميترو (‏١٠ سنوات)‏ وابنتنا ليوبا (‏٧ سنوات)‏.‏

اقمنا في اوزبكستان عشر سنوات استطعنا خلالها ان نساعد عددا من الاشخاص على التعرّف بيهوه.‏ وانتقلنا سنة ١٩٧٩ اكثر من الف وست مئة كيلومتر غربا الى مدينة كراسنودار قرب البحر الاسود في جنوبي روسيا.‏ وهناك انخرطنا انا وأولڠا مدة سنتين في خدمة الفتح كامل الوقت،‏ وساعدنا كثيرين على الصيرورة شهودا.‏

العودة الى مولدوفا

اخيرا،‏ خلال صيف ١٩٨٩ وبعد ٤٠ سنة في المنفى،‏ قررنا ان نعود الى موطننا مولدوفا.‏ وفور وصولنا،‏ انخرطنا في خدمة الفتح من جديد حتى سنة ١٩٩٣.‏ وقد ساعدنا اكثر من ٣٠ شخصا ان يصبحوا شهودا فعالين ليهوه.‏ كم ينشرح قلبي عندما اتأمل في البركات الوافرة التي اغدقها يهوه على عائلتنا!‏ ولكن من المؤسف ان زوجتي توفيت في ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٤.‏

ما يعزيني هو ان اولادي الاربعة،‏ فضلا عن ١٤ من احفادي و ١٨ من أولاد احفادي،‏ هم خدام نشاطى ليهوه.‏ صحيح اننا عانينا الكثير خلال حياتنا،‏ لكننا نشعر بالفرح لأن يهوه ساعدنا على البقاء امناء له رغم كل المحن.‏

فيما اتقدم في السن،‏ تحدّ الصحة الرديئة والشيخوخة مما يمكنني فعله في الخدمة.‏ مع ذلك فأنا ابذل ما في وسعي في هذا المجال.‏ وقد تعلّمت ان يهوه يزوّدنا دائما بالقوة والتشجيع اللازمين مهما كانت التحديات التي نواجهها في الحياة.‏a

‏[الحاشية]‏

a مات الاخ إفرام پلاتون في ٢٨ تموز (‏يوليو)‏ ٢٠٠٥ فيما كانت هذه المقالة قيد الاعداد.‏

‏[الصورة في الصفحتين ١٤ و ١٥]‏

شهود ليهوه في معسكر الاشغال الشاقة بڤوركوتا

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

مع اولڠا سنة ٢٠٠٢

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة