هل من مصمِّم؟
قدرة جسم الانسان على شفاء الجروح
عمليات عديدة تضمن استمرار حياة الانسان. وإحداها هي قدرة الجسم على مداواة الجروح وتجديد النسيج المتضرر. وتبدأ هذه العملية حالما يصاب الجسم بجرح.
تأمل في ما يلي: ان عملية الشفاء عبارة عن سلسلة من الخطوات المعقدة التي تقوم بها الخلايا:
تقترب الصفيحات من الانسجة المحيطة بالجرح، تكوِّن جلطة دموية، وتغلق الاوعية الدموية المتضررة.
تمنع كريات الدم البيضاء في مرحلة الالتهاب ظهور الاخماج وتنظِّف اي «قذارة» خلَّفها الجرح.
خلال ايام، يبدأ الجسم بالاستعاضة عن الانسجة المصابة وتقليص حجم الجرح وإصلاح الاوعية الدموية المتضررة.
اخيرا، يتكوَّن النسيج النَّدبي ويقوِّي المنطقة التي أصيبت بأذى.
وإذ يستوحي الباحثون من عملية تجلُّط الدم، يبتكرون ألواحا بلاستيكية «تشفي» نفسها حينما تتضرَّر. فهذه المواد البلاستيكية المتجددة مجهَّزة بأنابيب صغيرة متوازية تحتوي على مادتين كيميائيتين «تنزفان» عند حدوث اصابة ثم تمتزجان معا. فتتشكل مادة هلامية (جلّ) تنتشر في المنطقة المتضررة وتسد الشقوق والثقوب. وبعد ان يجمد الجلّ، يشكِّل مادة صلبة بنفس صلابة البلاستيك. يعترف احد الباحثين ان عملية الشفاء الاصطناعية هذه التي ما زالت قيد البحث تحاكي ما يحدث اصلا في الطبيعة.
فما رأيك؟ هل قدرة جسم الانسان على شفاء الجروح من نتاج التطور، ام انها دليل على وجود مصمِّم؟