الفصل ١٤
الاحترام لهبة الحياة
١، ٢ لماذا يجب ان نظهر الاحترام العميق لهبة الحياة؟
الاحترام العميق لهبة الحياة هو اساس السلام والامن الحقيقيين. ولكنّ مثل هذا الاحترام ناقص بشكل محزن بين كثيرين من الناس. وكما هو معروف جيدا، يمكن للناس ان يأخذوا الحياة بالقتل. ولكن لا يمكن لانسان ان يردّ الحياة اذا ذهبت.
٢ ويجب ان نظهر الاحترام للحياة كالتزام مقدس. لمن؟ لمانح الحياة، الشخص الذي قال له المرنم الملهم: «لانّ عندك،» اي يهوه اللّٰه، «ينبوع الحياة.» (مزمور ٣٦:٩) فنحن مدينون له بحياتنا، ليس فقط لانه خلق الانسان، بل ايضا لانه يسمح للجنس البشري بالاستمرار في التكاثر حتى الآن ويزوّد الوسيلة لدعم الحياة. (اعمال ١٤:١٦، ١٧) وفضلا عن ذلك، جعل ابنه يشتري ثانية او يفتدي العائلة البشرية بدم حياته الكريم. (رومية ٥:٦-٨؛ افسس ١:٧) ونتيجة ذلك يقدم الآن لجميع الذين يقبلون رجاء الحياة العظيم في نظامه الجديد البار. أليس هذا ما نريده حقا؟ ونظرا الى كل ذلك، ألا يجب ان نحترم بعمق ونقدر هبة الحياة من اللّٰه؟ فكيف يمكن ان نفعل ذلك؟
٣ كيف تؤثر مراقبة المرء العنف لمجرد التسلية في موقفه من الحياة؟
٣ اولا، اذا كنا جادّين في اظهار الاحترام للحياة لا نشترك مع الذين لمجرد التسلية يغذّون عقولهم بالبرامج التي تبرز العنف. فقبول العنف كشيء «مسلّ» جعل الكثيرين قساة وعديمي الشعور تجاه الالم البشري وخسارة الحياة. وهم يتعلمون العيش لمجرد الحاضر ويظهرون عدم الاهتمام بالخير المقبل لهم او لاي شخص آخر. اما اذا كنا شاكرين على صلاح اللّٰه والرجاء الذي يعطيه فاننا نقاوم مثل هذه الروح. ونطوّر التقدير للحياة كهبة من اللّٰه. وسيؤثر ذلك في كيفية استعمال حياتنا، وكيفية معاملة الآخرين، وحتى كيفية النظر الى الذين لم يولدوا بعد.
محترمين حياة غير المولودين
٤ (أ) متى يجري نقل الحياة الى ذرية المرء؟ (ب) ماذا يظهر ما اذا كان اللّٰه يهتم بالحياة البشرية قبل الولادة؟
٤ ان القدرة على نقل الحياة امتياز عظيم معطى من اللّٰه. وهذه الحياة يجري نقلها، لا وقت الولادة، بل وقت الحبل. وكما تذكر دائرة المعارف البريطانية، فحينئذ «يبتدئ تاريخ حياة الفرد، ككيان متميز وأحيائي.»٣٧ وبشكل مماثل، يبتدئ اهتمام اللّٰه بالحياة البشرية قبل الولادة. كتب المرنم الملهم داود قائلا للّٰه: «نسجتني في بطن أمي. . . رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كتبت.» — مزمور ١٣٩:١٣-١٦؛ جامعة ١١:٥.
٥ لماذا تكون الحجج المقدمة في محاولة لتبرير الاجهاض غير سليمة؟
٥ في الازمنة الحديثة يجري عمدا انهاء حياة الملايين من الاولاد غير المولودين بالاجهاض. فهل هذا صحيح؟ يحتج البعض بان الطفل غير المولود لا يملك التقدير الواعي لماهية الحياة وهو غير قادر على الوجود المنفصل خارج الرحم. ولكنّ ذلك يصح ايضا من حيث الاساس في الطفل المولود حديثا. فوقت الولادة لا يدرك معنى الحياة ولا يستطيع ان يستمر في الوجود بمعزل عن العناية الدائمة للابوين او الآخرين. والخلية الحية التي تتشكل في الرحم وقت الحبل لديها كل امكانية لتصير طفلا ان لم تجر اعاقتها. وأخذ حياة الطفل المولود حديثا يعتبر جريمة في كل مكان تقريبا. وحتى حيثما يولد الاطفال قبل الاوان تبذل جهود كبيرة لانقاذهم. فلمَ لا يعتبر ايضا جريمة ان يأخذ احد حياة الطفل غير المولود لمنع تطوره الاضافي وولادته؟ ولماذا تعتبر الحياة مقدسة فقط بعد ان تترك الرحم وليس ايضا عندما تكون داخل الرحم؟
٦ كيف يدل الكتاب المقدس على نظرة اللّٰه الى الاخذ العمدي لحياة الولد غير المولود؟
٦ والشيء المهم ليس كيف ينظر الناس الى الامور بل ما يقوله اللّٰه، مانح الحياة. فحياة الولد غير المولود ثمينة عند يهوه اللّٰه ولا يجب الاستهانة بها. وقد اعطى اسرائيل قديما شريعة تحمي خصوصا حياة الولد غير المولود. فاذا تخاصم رجلان فأصيبت امرأة حبلى بأذية او نتج الاجهاض فقد وضعت هذه الشريعة عقوبات شديدة. (خروج ٢١:٢٢، ٢٣) ومن الواضح ان الاخذ العمدي لحياة الولد غير المولود اكثر خطورة ايضا. فحسب شريعة اللّٰه، عند اخذ الحياة البشرية عمدا، يجري الحكم على المذنب بالموت كقاتل. (عدد ٣٥:٣٠، ٣١) ويحافظ اللّٰه على نفس الاعتبار السامي للحياة الآن.
٧ من اي شيء تجري حمايتنا عندما نحترم مشيئة اللّٰه في ما يتعلق بحياة الولد غير المولود؟
٧ والاحترام العميق لمشيئة اللّٰه في ما يتعلق بحياة الولد غير المولود يجلب فائدة حقيقية. فيجعله الآباء مسؤولين كاملا عن حياة الولد غير المولود يردع عن الاختلاط الجنسي بكل نتائجه الرديئة — المرض التناسلي، والحبل غير المرغوب فيه، والاولاد غير الشرعيين، والعائلات الخربة، والشدة العقلية لضمير غير طاهر. ويمكن ان يساهم ذلك في السلام العائلي الآن وهو عامل مهم في نيلنا البركات المقبلة.
الاحترام لحياتكم الخاصة
٨ لماذا يجب ان نظهر الاحترام لمشيئة اللّٰه بالطريقة التي نعامل بها جسدنا الخاص؟
٨ وما القول في الطريقة التي تعاملون بها جسدكم الخاص، ما تفعلونه بحياتكم الخاصة؟ يقول البعض، «لم اختر ان اولد. فما افعله بحياتي يرجع اليّ. وسأفعل ما اريد.» ولكن هل يلزم طلب الهبة لكي يقدّرها النائل؟ ولا ينكر احد ان الحياة ذاتها صالحة. فشر الانسان والنقص البشري هو الذي يسلب الحياة كثيرا من فرحها. ولا يجب لوم يهوه اللّٰه على ذلك. فهو يعد بتقويمه بحكومة ملكوته. ولذلك، فيما نحيا، يجب ان نفعل ذلك بطريقة تظهر الاحترام لمشيئته وقصده. — رومية ١٢:١.
٩ ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشراهة والسكر؟
٩ واحدى الطرائق التي يمكن بها ان نظهر مثل هذا التقدير هي الاعتدال في الطعام والشراب. فالشراهة والسكر يدينهما اللّٰه. (امثال ٢٣:٢٠، ٢١) ومن جهة اخرى، كما يليق الاكل باعتدال، كذلك استعمال المشروبات الكحولية باعتدال. وهنالك آيات مقدسة كثيرة تظهر ذلك. — تثنية ١٤:٢٦؛ اشعياء ٢٥:٦؛ لوقا ٧:٣٣، ٣٤؛ ١ تي ٥:٢٣.
١٠ (أ) كيف يظهر السكير الاحتقار للحياة؟ (ب) كما يظهر في ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠، لماذا من المهم تجنب السكر؟
١٠ فليس الشرب بل السكر هو ما يدينه الكتاب المقدس. وذلك لسبب وجيه. فالسكر يضر الجسد، ويجعل الناس يتصرفون بحماقة ويمكن ان يجعلهم ايضا خطرا على الآخرين. (امثال ٢٣:٢٩-٣٥؛ افسس ٥:١٨) ويمكن ان يقصّر الحياة، مؤديا على الغالب الى تليّف الكبد. وفي الولايات المتحدة وحدها، حيث يظهر نحو تسعة ملايين شخص شكلا من اشكال الكحولية، يجري تقدير مجموع الخسارة كل سنة في الاجور المحتملة والحوادث والعناية الطبية والجريمة بما يزيد على ٧٥٠ مليون دولار. والكلفة في البيوت الخربة والحياة الهالكة والالم البشري «تفوق الحساب.» («الاساس الصيدلي لفنّ العلاج،» ١٩٧٠، الصفحة ٢٩١) فلا عجب اذا قال الرسول بولس: «لا تضلّوا. لا زناة. . . ولا سكّيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت اللّٰه.» — ١ كو ٦:٩، ١٠.
١١ هل تعقل محاولة الهرب من المشاكل الشخصية بالافراط في الشرب؟
١١ صحيح ان البعض يشعرون بعمق بالاثر المحزن لحالة العالم. فحروبه وجريمته وتضخمه المالي وفقره وشدته وضغوطه تساهم في المشاكل الشخصية المتضايقة. ولكن لا يربح المرء شيئا بمحاولة الهرب من ذلك بالافراط المضر. فلا يخلق ذلك الا مزيدا من المشاكل له وللاخرين، وعلى مر الوقت، يدمر وقاره وقصده في الحياة.
استعمال المخدرات
١٢ لماذا يلتفت كثيرون من الناس الى استعمال المخدرات؟
١٢ في محاولة للهرب من مشاكل الحياة تلتفت اعداد متزايدة من الناس الى المخدرات. وطبعا، للكثير من المخدرات استعمال طبي. فالاشخاص المرضى قد يحتاجون الى استعمالها للمساعدة على الشفاء من المرض. ولكن ما القول في استعمال المخدرات حيث لا توجد معالجة للمرض، حيث يرغب المستعمل في مجرد شعور وهمي او حتى نوع من الغيبة؟ كيف تتأثر حياة المستعمل؟
١٣ اية آثار هنالك لبعض هذه المخدرات في المستعمل، ولذلك على ماذا تدل مبادئ الكتاب المقدس في ما يتعلق باستعمالها؟
١٣ يستعمل اليوم كثيرون من الناس الذين يطلبون هذه الملذات مخدرات «ثقيلة،» كالهروين والكوكايين، او يستعملون ما يدعى مخدرات «سيكيدليك» مثل «ل س د.» ويأخذ البعض جرعات كبيرة من حبوب «امفيتامين» و «بربيتوريت.» فماذا تكون النتيجة؟ ان استعمالهم هذه المخدرات يؤدي بسهولة الى خسارة ضبط النفس، منتجا آثارا مماثلة لتلك التي ترى في السكير. (١ كو ٦:٩، ١٠؛ امثال ٢٣:٣٣) ويجري الاعتراف عموما، حتى من اغلب المستعملين، ان هذه المخدرات يمكن ان تكون خطرة. ففي مدينة نيويورك، مثلا، يكون ادمان الهروين السبب الرئيسي للموت بين الاشخاص من عمر ١٨ الى ٣٥ سنة. فيا له من احتقار كبير لهبة الحياة!
١٤، ١٥ رغم اعتبار المرهوانة عموما مخدرا غير مسبب للادمان، لماذا لا يظهر الذين يدخنونها الاحترام الحقيقي لهبة الحياة؟
١٤ ولكن ما القول في استعمال المرهوانة، التي تعتبر عموما مخدرا غير مسبب للادمان؟ يمكن ان تكون ايضا خطرة بطرائق عديدة. واحدى الطرائق يجري ذكرها في نشرة لدائرة الصحة والتربية والصالح العام للولايات المتحدة. فهي توضح ان «مستعملي احد المخدرات الممنوعة شرعا قد يتعرضون لعدد منها بالاتصال بباعة المخدرات وغيرهم من المستعملين.» وكذلك يقول تقرير صادر في «اخبار الولايات المتحدة وانباء العالم،» عدد ١ شباط ١٩٧١، تحت عنوان «آخر المكتشفات عن المرهوانة،» بانه «يوجد دليل على ان الناس الذين يعتمدون على المخدر لاسباب نفسية — معتقدين انه يخفف التوتر والضيق — يذهبون على الارجح الى مخدرات اقوى.»
١٥ ولكن حتى لو لم يحدث ذلك فان تدخين المرهوانة ذاته يمكن ان يكون خطرا. وفيما تختلف الآراء نوعا ما فمن الجدير بالاعتبار ان يكشف احد الابحاث عما يلي: «ان الجرعات العالية بشكل كاف. . . يمكن ان تسبب أعراضا عقلية حادة — رغم كونها وقتية — لا يمكن التنبؤ بها، تظهر بشكل اوهام وهذيانات وجنون عظمة وكآبة وفزع.»٣٨ ويقول ايضا هذا التقرير عينه ان الاستعمال القانوني المستمر للمرهوانة يمكن ان يسبب تأثيرات جسدية مضادة «كتلف الكبد، والعيوب الوراثية، وتلف الدماغ، والمرض التنفسي العلوي.» ونظرا الى امثال هذه الاخطار المحتملة، هل يظهر من يستعمل المرهوانة الاحترام لهبة الحياة؟
١٦ لاي خطر كبير آخر يمكن لاستعمال المخدرات ان يعرض المرء، وكيف يجب ان يؤثر ذلك في نظرتنا الى الامر؟
١٦ وهنالك سبب قوي آخر لتجنب استعمال المخدرات لنيل شعور باطل بالخير. فيمكن ان تفسح المجال لوقوع المرء تحت سيطرة الابالسة. ويعترف كثيرون من مستعملي المخدرات انفسهم بان استعمال المخدرات كثيرا ما يرافقه التورط في الممارسات السحرية. وارتباط المخدرات هذا في السحر ليس جديدا. فالعرّافون في الماضي استعملوا المخدرات. يقول «القاموس التفسيري لكلمات العهد الجديد،» لمؤلفه فاين: «في العرافة كان استعمال المخدرات، بسيطا كان ذلك ام فعالا، يقترن عموما بالرقى واللجوء الى القوى السحرية. . . للتأثير في الطالب بالوسائل والقوى الخفية للعرّاف.» وجرت هذه التعليقات في ما يختص بالكلمة اليونانية المنقولة الى «ممارسة الارواحية» («فارماكيا،» حرفيا «مستودع المخدرات») في غلاطية ٥:٢٠، عج. (انظر ايضا رؤيا ٩:٢١؛ ١٨:٢٣.) ولذلك فان المخدرات اليوم، كما في الازمنة الماضية، يمكن ان تعرض المرء لنفوذ الابالسة. فكيف يمكن لمن يريد ان يكون خادما امينا ليهوه ان يعرض نفسه لمثل هذا الخطر لمجرد الشعور الوقتي بالابتهاج؟
١٧، ١٨ (أ) اي ثمر رديء آخر يقترن باستعمال المخدرات؟ (ب) ولذلك كيف ينظر شهود يهوه المسيحيون الى استعمال المخدرات؟
١٧ واستعمال المخدرات، كما هو معروف جيدا، يرتبط ارتباطا وثيقا بالجريمة والانحطاط الادبي في المجتمع. فالبيع غير الشرعي للمخدرات مصدر دخل رئيسي للجريمة المنظمة. وهنالك نسبة مئوية كبيرة من مدمني المخدرات يرتكبون السرقة واللصوصية لدعم عادتهم. ويلتفت غيرهم الى العهارة. وتتمزق العائلات بالآلاف اذ يصير احد اعضائها مدمنا. والامهات الحبالى ينقلن الادمان الى اطفالهنّ، الذين يموتون احيانا اثناء اختبار آلام الانقطاع عن المخدر. وفي اغلب البلدان يعتبر امتلاك واستعمال امثال هذه المخدرات الخطرة لاسباب غير طبية ممنوعا شرعا. — متى ٢٢:١٧-٢١.
١٨ فهل تريدون ان تكون لكم علاقة بممارسة تقترن بكل هذا الثمر الرديء؟ شهود يهوه المسيحيون لا يريدون ذلك! ولا يريدون ان يشتركوا في استعمال المخدرات من اجل الطرب او الهرب من الواقع. فهم يملكون الاعتبار السامي للحياة ويريدون ان يستعملوا حياتهم بطريقة تنسجم مع مشيئة اللّٰه.
استعمال التبغ والمنتجات المماثلة
١٩ لماذا يؤثر الاحترام لهبة الحياة في نظرة المرء الى استعمال التبغ وبزرة الفوفل واوراق نبات الكوكة؟
١٩ والامر الشائع اليوم اكثر هو استعمال التبغ، وفي بعض البلدان، بزرة الفوفل واوراق نبات الكوكة. ورغم استعمالها من الملايين حول العالم فمن المعروف ان كلّا من هذه الامور مضر للجسم وفي بعض الحالات للعقل. وتحذر الحكومات من علاقة التبغ بأمراض كسرطان الرئة ومرض القلب والنزلة الصدرية المزمنة وانتفاخ الرئة. فهل يظهر الاحترام لهبة الحياة ان يستعمل المرء امثال مواد الادمان هذه؟
٢٠، ٢١ (أ) هل يعني عدم حكم الكتاب المقدس على امثال هذه العادات بالتخصيص انها حسنة؟ (ب) اية مبادئ للكتاب المقدس تظهر ان امثال هذه العادات ليس لها مكان في حياة من يريد بجد ان يفعل مشيئة اللّٰه؟
٢٠ قد يقول احد بان هذه الاشياء كلها خليقة اللّٰه. هذا صحيح، ولكنّ الفطر ايضا كذلك، ومع ذلك فبعض انواعه قتال للانسان اذا اكل. وقد يقول آخر بان الكتاب المقدس لا يذكر او يدين بالتخصيص امثال هذه العادات. كلا، ولكن هنالك كما رأينا امور كثيرة لا يدينها الكتاب المقدس بالتخصيص وهي خاطئة بوضوح. فلا يوجد مكان في الكتاب المقدس يمنع المرء بالتخصيص من استعمال باحة جاره مكانا لالقاء النفاية، ومع ذلك يجب ان تكون الوصية، «تحب قريبك كنفسك،» كافية لندرك جميعا خطأ ذلك. — متى ٢٢:٣٩.
٢١ وفي ٢ كورنثوس ٧:١ تأمرنا كلمة اللّٰه بان «نطهّر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف اللّٰه.» وان يكون الشيء «مقدسا» يعني ان يكون «صافيا، طاهرا، غير ملطخ، غير فاسد.» ويهوه اللّٰه يحفظ نفسه طاهرا بعيدا عن الفساد دون ان ينحط ابدا ليعمل بطريقة غير مقدسة. ويتوقع اللّٰه بحق ان نبقى «مكمّلين القداسة» الى الحد الممكن لنا نحن البشر. (رومية ١٢:١) وايضا يتوقع ان نحبه من كل قلبنا ونفسنا وفكرنا وقدرتنا، ولكن كيف يمكن للمرء ان يفعل ذلك اذا انهمك في الممارسات التي تدنس جسده وتضر صحته وتقصّر حياته؟ — مرقس ١٢:٢٩، ٣٠.
٢٢ ماذا يمكن ان يساعد المرء على التخلص من السيطرة التي قد تكون لمثل هذه العادة عليه؟
٢٢ ومع ان مثل هذه العادة او تلك قد تبدو مسيطرة على المرء فيمكن ان يتغلب عليها ويتحرر منها. ومعرفة اللّٰه ومقاصده العظيمة تزوّد دافعا قويا الى ذلك. فيمكن للمرء ان يتجدد بالقوة التي تحرك ذهنه. (افسس ٤:٢٣) وسيفسح ذلك المجال لطريقة جديدة في الحياة، طريقة تنتج الاكتفاء الشخصي وتكرم اللّٰه.
الاحترام للحياة كما يمثلها الدم
٢٣ (أ) ما هو الاستعمال الوحيد للدم الذي وافق عليه اللّٰه في شريعته لاسرائيل؟ (ب) لماذا يجب ان يحملنا معنى هذه الذبائح على الانتباه الجيد لمشيئة اللّٰه من هذا القبيل؟
٢٣ ودمنا ايضا يستحق الاعتبار اذ نتكلم عن الحياة. فقد صنع اللّٰه الدم، دم الانسان والحيوانات، رمز الحياة. ويظهر ذلك في الشريعة التي اعطاها لنوح وبنيه، الذين تحدرنا منهم جميعا، وفي شريعته بعد ذلك لامة اسرائيل. والاستعمال الوحيد للدم الذي وافق عليه اللّٰه هنالك هو في الذبائح المقدمة على المذبح انسجاما مع ارشاداته. (تكوين ٩:٣، ٤؛ لاويين ١٧:١٠-١٤) وهذه الذبائح كلها رمزت الى الذبيحة الواحدة لابن اللّٰه، التي سكب بها دم حياته لاجل الجنس البشري. (عبرانيين ٩:١١-١٤) وهذا الامر بحد ذاته يجب ان يحملنا على الانتباه الجيد لمشيئة اللّٰه من هذا القبيل.
٢٤ ماذا تقول الاعمال ١٥:٢٨، ٢٩ عن النظرة التي يجب ان يملكها المسيحيون الى استعمال الدم؟
٢٤ وهل ينطبق ايضا حظر اللّٰه المتعلق باستعمال الدم على المسيحيين الحقيقيين؟ نعم، كما يظهر البيان الرسمي الذي اصدره الرسل وغيرهم من شيوخ الجماعة المسيحية في القرن الاول. فقد كتبوا بارشاد روح اللّٰه: «قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة أن تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق (وبالتالي، لم يستنزف دمه) والزنا التي ان حفظتم انفسكم منها فنعمّا تفعلون.» — اعمال ١٥:٢٨، ٢٩.
٢٥ باية ممارسات يظهر العالم الاحتقار لمشيئة اللّٰه في ما يتعلق بالدم؟
٢٥ ولكنّ كثيرين من الناس اليوم يظهرون احتقارا تاما لمشيئة اللّٰه في ما يتعلق بعنصر الحياة الحيوي هذا. فيستعملون الدم بلا تمييز في الطعام ولمقاصد طبية وحتى كمادة اساسية في المنتجات التجارية، بما فيها السماد. ألا يميّز ذلك عالما يكثر فيه الاحتقار لهبة الحياة ذاتها؟ أما اذا كنا باخلاص نقدّر الحياة ومسؤوليتنا امام اللّٰه فلا نتجاهل مشيئته او نحتقره بمخالفة وصاياه الواضحة.
٢٦، ٢٧ لماذا محاولة حفظ الحياة الحاضرة بالعصيان على اللّٰه لا تظهر الاحترام الاصيل لهبة الحياة من اللّٰه؟
٢٦ وهكذا، فيما يجب ان نهتم بصحتنا ونطلب حماية حياتنا كهبة من اللّٰه، فحتى هنا توجد حدود معيّنة يجب ان نلاحظها. وقد اوضح ابن اللّٰه ذلك اذ قال: «من يحب نفسه (او حياته) يهلكها ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية.» — يوحنا ١٢:٢٥.
٢٧ فماذا يعني ذلك؟ يعني انه اذا كانت المسألة مسألة مواجهة الموت لسبب اطاعة اللّٰه، او العصيان عليه لحفظ الحياة الحاضرة، يفضل خادم اللّٰه الحقيقي الموت على العصيان. وكان يسوع المسيح نفسه يستطيع ان ينجو من الموت على الخشبة بالعصيان على اللّٰه، ولكنه لم يفعل ذلك. وهنالك رجال قبله اظهروا نفس الولاء الثابت لمشيئة اللّٰه. (متى ٢٦:٣٨، ٣٩، ٥١-٥٤؛ عبرانيين ١١:٣٢-٣٨) فلم يدعوا حياتهم الحاضرة تقف في سبيل اهليتهم للحياة الابدية.
٢٨ بتنمية التقدير لنظرة الكتاب المقدس الى الحياة، لاي شيء نستعد؟
٢٨ فهل تنظرون انتم ايضا الى الحياة على هذا النحو؟ وهل تقدّرون ان الحياة لكي يكون لها معنى حقيقي يجب ان تحيوها بانسجام مع مشيئة اللّٰه؟ ان تنمية وجهة النظر هذه الآن جزء من الاستعداد للحياة في نظام اللّٰه الجديد. وكم يشعر المرء آنذاك بالطمأنينة والامان، في كل مكان وزمان، عارفا ان جميع الاحياء على الارض يملكون الاحترام الاصيل لهبة الحياة من اللّٰه.