مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ي‌ي الفصل ١٢ ص ١٥٢-‏١٦٤
  • ‏«ترقَّب» يوم يهوه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«ترقَّب» يوم يهوه
  • ابق يوم يهوه في ذهنك
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ابقَ ‹مترقِّبا› و ‹مستعدا›‏
  • هل ‹تترقَّب› يوم يهوه ام تشعر ‹بالشبع›؟‏
  • ترقب امورا جديرة بالثقة
  • إن تأخَّرت فترقَّبها!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٥
  • يوم يهوه —‏ محور مهمّ
    ابق يوم يهوه في ذهنك
  • انبياء رسائلهم تؤثر فينا
    ابق يوم يهوه في ذهنك
  • ‏«انتظروني»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
المزيد
ابق يوم يهوه في ذهنك
ي‌ي الفصل ١٢ ص ١٥٢-‏١٦٤

الفصل الثاني عشر

‏«ترقَّب» يوم يهوه

١،‏ ٢ (‏أ)‏ اية اسئلة قد تطرحها على نفسك؟‏ (‏ب)‏ في اية ظروف عاش بعض الانبياء الاثني عشر،‏ وأيّ موقف امتلكه ميخا؟‏

منذ متى تنتظر مجيء يوم يهوه ليحرِّر الارض من الشرّ؟‏ كم من الوقت انت مستعدّ لانتظاره؟‏ وفي هذه الاثناء،‏ ايّ موقف تتّخذه وكيف يؤثر موقفك في طريقة حياتك؟‏ لا شك ان اجوبتك ستكون مختلفة عن اجوبة مرتادي الكنائس الذين يعيشون الآن كما يحلو لهم،‏ راجين الذهاب الى السماء.‏

٢ وفيما تنتظر ذلك اليوم العظيم،‏ يمكن ان تكون اسفار الانبياء الاثني عشر مصدر عون كبير لك.‏ فعدد كبير من هؤلاء الانبياء عاش حين كان اللّٰه على وشك تنفيذ الدينونة.‏ مثلا،‏ خدم ميخا حين كان يدنو عقاب السامرة على ايدي الاشوريين سنة ٧٤٠ ق‌م.‏ (‏انظر الخط الزمني في الصفحتين ٢٠ و ٢١‏)‏ ولاحقا،‏ كان يوم يهوه سيأتي حتما على يهوذا ايضا.‏ وبما ان ميخا لم يعرف بالضبط متى سيتدخل اللّٰه،‏ فهل استنتج ان ما عليه سوى الانتظار مكتوف اليدين على امل ان يتدخل اللّٰه في القريب العاجل؟‏ كلا.‏ فقد قال:‏ «اما انا فأراقب يهوه،‏ وأنتظر إله خلاصي.‏ يسمعني إلهي».‏ (‏ميخا ٧:‏٧‏)‏ فإذ كان ميخا واثقا مما سيحدث،‏ كان اشبه بحارس نشيط على برج المراقبة.‏ —‏ ٢ صموئيل ١٨:‏​٢٤-‏٢٧؛‏ ميخا ١:‏​٣،‏ ٤‏.‏

الصورة في الصفحة ١٥٣

صفنيا

٣ ايّ موقف اعرب عنه حبقوق وصفنيا اللذان عاشا في فترة قريبة من دمار اورشليم؟‏

٣ والآن،‏ حدِّد الوقت الذي عاش فيه صفنيا وحبقوق باستعمال الخط الزمني.‏ لاحِظ ان هذين النبيَّين خدما في فترة اقرب الى دمار اورشليم سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ رغم ذلك،‏ لم يعرفا هل كان اللّٰه سينفذ دينونته عمّا قريب او بعد عدة عقود.‏ (‏حبقوق ١:‏٢؛‏ صفنيا ١:‏​٧،‏ ١٤-‏١٨‏)‏ كتب صفنيا:‏ «‹انتظروني›،‏ يقول يهوه،‏ ‹الى يوم اقوم الى الغنيمة،‏ لأن حكمي هو ان .‏ .‏ .‏ اسكب عليهم إدانتي،‏ كل اتقاد غضبي›».‏ (‏صفنيا ٣:‏٨‏)‏ وماذا عن حبقوق الذي عاش بعيد زمن صفنيا؟‏ كتب هو بنفسه قائلا:‏ «الرؤيا بعد الى الوقت المعيَّن،‏ وتسرع الى النهاية ولا تكذب.‏ إنْ تأخرت فترقَّبها،‏ لأنها تتم إتماما ولن تتأخر».‏ —‏ حبقوق ٢:‏٣‏.‏

٤ اية حالة كانت سائدة عندما تنبأ صفنيا وحبقوق،‏ وأيّ موقف كان لديهما؟‏

٤ من المفيد لنا ان نطّلع على الحالة التي كانت سائدة عند كتابة الكلمات في صفنيا ٣:‏٨ وحبقوق ٢:‏٣‏.‏ فعندما كان بعض اليهود يقولون:‏ «يهوه لا يحسن ولا يسيء»،‏ اعلن صفنيا عن مجيء «يوم غضب يهوه».‏ ففي ذلك اليوم،‏ كانت الامم المعادية واليهود العصاة سيشعرون بسخط اللّٰه.‏ (‏صفنيا ١:‏​٤،‏ ١٢؛‏ ٢:‏​٢،‏ ٤،‏ ١٣؛‏ ٣:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وهل تعتقد ان صفنيا كان خائفا من إدانة اللّٰه وغضبه؟‏ على العكس،‏ فقد قيل له ان ينتظر ويبقى ‹مترقِّبا›.‏ ولكن قد تتساءل:‏ ‹ماذا كانت حال حبقوق؟‏›.‏ كان عليه هو ايضا ان يبقى ‹مترقِّبا› ليوم يهوه.‏ فصفنيا وحبقوق لم يكونا لامباليَين بما يكمن امامهما،‏ عائشَين حياتهما وكأن شيئا لن يتغير ابدا.‏ (‏حبقوق ٣:‏١٦؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٤‏)‏ فكما ذُكر،‏ كان هنالك امر مشترك بارز بين هذين النبيَّين:‏ ‹الترقّب›.‏ ولا شك انك تعلم ان ما ترقَّبه هذان النبيّان تحقق وصار لاحقا واقعة تاريخية حدثت سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ وهكذا،‏ تبرهن انهما تصرفا بحكمة حين بقيا ‹مترقِّبَين›.‏

الصورة في الصفحة ١٥٤

‏«‹انتظروني›،‏ يقول يهوه».‏ —‏ صفنيا ٣:‏٨

٥،‏ ٦ اذ نعرف اين نحن في مجرى الزمن في ما يتعلق بإتمام قصد اللّٰه،‏ ايّ موقف ينبغي ان نمتلكه؟‏

٥ يمكنك انت ايضا ان تثق ان «يوم غضب يهوه» على نظام الاشياء الحاضر سيأتي؛‏ فسيأتي في وقته المحدَّد وسيكون حقيقة واقعة.‏ وطبعا،‏ انت لا تشك في ذلك.‏ وكصفنيا وحبقوق،‏ أنت لا تعرف بالضبط متى سيأتي هذا اليوم.‏ (‏مرقس ١٣:‏٣٢‏)‏ ولكنه آتٍ لا محالة،‏ وإتمام نبوات الكتاب المقدس في ايامنا هو دليل دامغ انه سيأتي عمّا قريب.‏ لذلك فإن تشديد يهوه لهذين النبيَّين ان ‹يترقَّبا› يومه ينطبق عليك ايضا.‏ وتذكَّر هذه الحقيقة المطلقة:‏ ان إلهنا هو الاله الوحيد الذي «يعمل لمَن يترقَّبه».‏ —‏ اشعيا ٦٤:‏٤‏.‏

٦ ويمكنك ان تُعرِب عن موقف الترقُّب عندما تبرهن بأعمالك انك تثق بأن «يوم غضب يهوه» سيأتي في وقته المحدَّد.‏ وهذا الاقتناع المقرون بالاعمال ينسجم مع ما قاله يسوع حين حثّ رسله وكل المسيحيين الممسوحين:‏ «لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة،‏ وكونوا انتم مثل اناس ينتظرون سيدهم .‏ .‏ .‏ يا لسعادة اولئك العبيد الذين متى جاء السيد وجدهم ساهرين!‏ الحق اقول لكم:‏ انه يتمنطق ويُتكِئهم الى المائدة ويتقدم ويخدمهم».‏ (‏لوقا ١٢:‏​٣٥-‏٣٧‏)‏ نعم،‏ ان امتلاك الموقف الملائم،‏ موقف الانتظار،‏ يُعرب عن ثقتنا بأن يوم يهوه العظيم سيأتي تماما في الوقت المحدَّد له.‏

ابقَ ‹مترقِّبا› و ‹مستعدا›‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ماذا يُنتِج صبر اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ايّ موقف يحثنا بطرس على امتلاكه؟‏

٧ قبل تأسيس ملكوت اللّٰه في السماء سنة ١٩١٤،‏ كان خدام اللّٰه العصريون مترقِّبين،‏ وهم لا يزالون يمتلكون هذا الموقف حتى الآن.‏ لكنَّ ترقُّبهم هذا لا يعني البتة انهم خاملون.‏ بالعكس،‏ فهم يقومون بنشاط بعمل الشهادة الذي عيّنه اللّٰه لهم.‏ (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ ولكن فكِّر في ما يلي:‏ ماذا لو اتى يوم يهوه العظيم سنة ١٩١٤ او حتى منذ ٤٠ سنة؟‏ هل كنت آنذاك شخصا لديه «تصرفات مقدسة وأعمال تعبّد للّٰه»؟‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١١‏)‏ وماذا عن افراد عائلتك الشهود او اصدقائك الاحماء في الجماعة؟‏ من الواضح ان فترة الترقُّب هذه فتحت امامك وأمام كثيرين غيرك طريق الخلاص،‏ كما تُظهِر ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏ فعدم تدمير يهوه لنظام الاشياء الشرير بكامله فورا بعد تأسيس الملكوت أتاح لكثيرين فرصة التوبة،‏ تماما كما أُتيحت لأهل نينوى فرصة التوبة والخلاص.‏ لذلك لدينا جميعا سبب وجيه لمشاطرة الرسول بطرس مشاعره حين كتب:‏ «اعتبروا صبر ربنا خلاصا».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٥‏)‏ ولا تزال فترة الترقُّب الحاضرة تتيح للبعض فرصة التوبة او القيام بالتعديلات في طريقة حياتهم وتفكيرهم.‏

٨ قد يشعر احد المسيحيين ان الحالة السائدة في ايام ميخا وصفنيا وحبقوق لا تهمّه كثيرا،‏ قائلا:‏ «كان ذلك منذ زمن بعيد!‏».‏ ولكن هنالك دروس يمكننا تعلّمها مما حدث آنذاك.‏ فما هي؟‏ لقد ذكرنا سابقا مشورة بطرس ان المسيحيين يجب ان يكونوا في «تصرفات مقدسة وأعمال تعبد للّٰه».‏ لكنَّ بطرس شدَّد على امر آخر مباشرة بعد هذه الكلمات:‏ ضرورة ‹الانتظار وإبقاء حضور يوم يهوه قريبا في الذهن›.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ وهذا يعني انه ينبغي ان ‹نبقي ذلك اليوم قريبا في الذهن›،‏ وذلك بأن ‹نترقَّبه›.‏

٩ لماذا من الملائم البقاء ‹مترقِّبين›؟‏

٩ سواء كنا نخدم يهوه لسنوات قليلة او طوال عقود عديدة،‏ فهل نحافظ على موقف ‹الترقُّب والانتظار› كما فعل ميخا؟‏ (‏روما ١٣:‏١١‏)‏ لا شك اننا نحن البشر نتوق الى معرفة وقت مجيء النهاية والوقت المتبقي من هذا النظام.‏ ولكن علينا تقبُّل الفكرة انه ليس بإمكاننا معرفة ذلك.‏ تذكّر كلمات يسوع:‏ «لو عرف رب البيت في ايّ هزيع يأتي السارق،‏ لبقي مستيقظا ولم يدَع بيته يُقتحَم.‏ من اجل هذا كونوا انتم ايضا مستعدين،‏ لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان».‏ —‏ متى ٢٤:‏​٤٣،‏ ٤٤‏.‏

١٠ ايّ درس تتعلمه من حياة الرسول يوحنا وموقفه؟‏

١٠ ان كلمات يسوع شبيهة بما كتبه ميخا وصفنيا وحبقوق.‏ لكنَّ كلماته هذه ليست موجّهة الى اشخاص في الازمنة الغابرة،‏ بل الى أتباعه،‏ اي الينا.‏ ومسيحيون مخلصون كثيرون يطبقون مشورة يسوع هذه،‏ وذلك بالبقاء «مستعدين» ومترقِّبين.‏ وأحد الامثلة الرائعة في هذا المجال هو الرسول يوحنا.‏ فقد كان احد الرسل الاربعة الذين كانوا مع يسوع سنة ٣٣ ب‌م على جبل الزيتون والذين سألوه عن اختتام نظام الاشياء.‏ (‏متى ٢٤:‏٣؛‏ مرقس ١٣:‏​٣،‏ ٤‏)‏ ولكن رغم انه لم يستطع ان يعرف اين هو في مجرى الزمن ليحدِّد متى ستحدث الامور،‏ لم يتعب او يتوقف عن الترقُّب حتى عندما اصبح في سن الشيخوخة بعد مرور ٦٠ سنة تقريبا.‏ بالاحرى،‏ عندما سمع يسوع يقول:‏ «نعم،‏ انا آتٍ سريعا»،‏ اجاب قائلا:‏ «آمين!‏ تعالَ،‏ ايها الرب يسوع».‏ فلم يندم قط انه قضى حياته بهذه الطريقة.‏ بل كان مقتنعا بأنه حين ينفذ يهوه الدينونة،‏ سوف يجازي ايضا كل واحد بحسب اعماله.‏ (‏رؤيا ٢٢:‏​١٢،‏ ٢٠‏)‏ لقد اراد يوحنا ان يكون ‹مستعدا› كما اوصى الرب يسوع بغض النظر عن وقت مجيء الدينونة.‏ فهل هذا هو موقفك انت ايضا؟‏

هل ‹تترقَّب› يوم يهوه ام تشعر ‹بالشبع›؟‏

١١ كيف كان ميخا وهوشع مختلفَين عن معاصريهما؟‏

١١ تأمل في درس آخر يمكننا ان نستخلصه من الانبياء الذين عاشوا حين كان يدنو تنفيذ دينونة يهوه على اسرائيل اولا ثم على يهوذا.‏ مثلا،‏ في حين ان ميخا كان ‹يراقب وينتظر›،‏ فإن كثيرين حوله لم يتبنوا هذا الموقف.‏ فكانوا ‹يبغضون الصلاح ويحبون الشر›.‏ وقد حذّرهم ميخا انهم اذا لم يتغيروا،‏ فسوف «يستغيثون بيهوه،‏ فلا يجيبهم».‏ (‏ميخا ٣:‏​٢،‏ ٤؛‏ ٧:‏٧‏)‏ كما ان هوشع،‏ احد معاصري ميخا،‏ استخدم مفردات زراعية حين حثّ سكان مملكة اسرائيل الشمالية،‏ قائلا:‏ «ازرعوا لأنفسكم بالبر،‏ واحصدوا باللطف الحبي.‏ افلحوا لأنفسكم ارضا صالحة للزراعة،‏ ما دام يوجد وقت لتطلبوا يهوه».‏ رغم ذلك،‏ لم يصغِ معظم الشعب.‏ فقد ‹حرثوا للشر›،‏ لذلك حصدوا الاثم.‏ (‏هوشع ١٠:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ كما انهم تغاضوا او شاركوا في الممارسات الفاسدة،‏ ‹متّكلين على طريقهم› بدلا من الاتكال على طرق يهوه.‏ ولكن ربما يتساءل البعض اليوم:‏ ‹كيف يُعقل ان يحدث ذلك للعبّاد الحقيقيين الساكنين في ارض الموعد؟‏›.‏ اظهر هوشع ان وضعهم هذا سببه الرئيسي هو موقف يلزم ان نحترز منه اذا اردنا ان نبقى مترقِّبين يوم يهوه العظيم.‏ فما هو؟‏ لقد رضي الشعب عن طريقة حياتهم و «شبعوا».‏

١٢ (‏أ)‏ ايّ موقف غير مرغوب فيه قال هوشع انه ساد بين الاسرائيليين قبل سنة ٧٤٠ ق‌م؟‏ (‏ب)‏ اية امور اظهرت ان الشعب «شبعوا»؟‏

١٢ بعدما دخل شعب اللّٰه ارض الموعد،‏ ارضا تفيض حليبا وعسلا،‏ نعموا بازدهار كبير.‏ فكيف تجاوبوا؟‏ نقل هوشع كلمات يهوه عنهم،‏ قائلا:‏ «رعوا فشبعوا.‏ شبعوا وارتفع قلبهم،‏ لذلك نسوني».‏ (‏هوشع ١٣:‏٦‏)‏ وكان اللّٰه قبل قرون قد حذّر شعبه من هذا الخطر.‏ (‏تثنية ٨:‏​١١-‏١٤؛‏ ٣٢:‏١٥‏)‏ إلا ان الاسرائيليين بحلول زمن هوشع وعاموس نسوا يهوه ومطالبه و «شبعوا»،‏ اي شعروا بالاكتفاء.‏ وقد اعطانا عاموس تفاصيل محدّدة.‏ فذكر ان كثيرين امتلكوا اثاثا فاخرا في بيوتهم،‏ حتى ان بعض العائلات كان لديها بيت ثانٍ.‏ كما انهم تناولوا افضل المأكولات،‏ شربوا اجود انواع الخمر في آنية مميزة،‏ وادّهنوا «بأفخر الزيوت»،‏ ربما كمستحضرات تجميلية معطَّرة.‏ ‏(‏عاموس ٣:‏​١٢،‏ ١٥؛‏ ٦:‏​٤-‏٦‏)‏ انت تعرف حتما ان هذه الامور لم تكن خاطئة بحدّ ذاتها،‏ لكنَّ الخطأ كان يكمن في إعطائها اهمية اكثر من اللازم.‏

١٣ ايّ عيب اساسي كان موجودا بين الاسرائيليين،‏ اغنياء كانوا ام فقراء؟‏

١٣ لا شك انه ليس جميع سكان المملكة الشمالية عاشوا في رخاء و «شبعوا».‏ فالبعض كانوا فقراء واضطروا ان يناضلوا لتأمين لقمة عيشهم وإطعام عائلتهم.‏ (‏عاموس ٢:‏٦؛‏ ٤:‏١؛‏ ٨:‏​٤-‏٦‏)‏ اليوم ايضا،‏ يصح الامر نفسه في انحاء كثيرة من الارض.‏ فهل انطبقت مشورة اللّٰه الموجودة في هوشع ١٣:‏٦ حتى على الفقراء في اسرائيل القديمة،‏ وهل تنطبق على الفقراء اليوم؟‏ بكل تأكيد.‏ فيهوه كان يُظهِر ان على عبّاده الحقيقيين،‏ اغنياء كانوا ام لا،‏ ان يحترزوا من التركيز على الامور المادية بحيث ‹ينسون اللّٰه›.‏ —‏ لوقا ١٢:‏​٢٢-‏٣٠‏.‏

١٤ لماذا من الملائم ان يفحص كلٌّ منا نفسه في ما يتعلق بترقُّب يوم يهوه؟‏

١٤ لأننا نعيش في هذه الفترة من الزمن ولأن الكثير من نبوات الكتاب المقدس قد تمّ،‏ لدينا سبب اضافي لنكون متيقظين،‏ مستعدين،‏ ومترقِّبين.‏ ولكن ماذا لو كنا نترقَّب يوم يهوه منذ فترة طويلة،‏ ربما منذ عقود؟‏ فقد كنا في الماضي نبذل قصارى جهدنا في الخدمة ونتّخذ قرارات تعكس اقتناعنا بأن يوم يهوه قريب.‏ لكنَّ يوم يهوه لم يأتِ بعد.‏ فهل ما زلنا نترقَّبه؟‏ يمكن لكلٍّ منا ان يطرح على نفسه السؤال التالي:‏ ‹هل ما زلت اترقَّب يوم يهوه بنفس اللهفة،‏ ام ان حماستي فترت كثيرا؟‏›.‏ —‏ رؤيا ٢:‏٤‏.‏

١٥ ما هي بعض الدلائل على ان حماستنا في ترقّب يوم يهوه قد خبت؟‏

١٥ بإمكاننا ان نقيِّم انفسنا في هذا المجال بطرائق عديدة.‏ ولكن لمَ لا نستخدم الوصف الذي ذكره عاموس للناس الذين شعروا ‹بالشبع› في ايامه؟‏ فيما نتفحص هذا الوصف،‏ يمكننا ان نعرف هل صار لدينا اي ميل الى الشعور ‹بالشبع›.‏ فالمسيحي الذي برهن في ما مضى من خلال طريقة تفكيره وأعماله انه يترقَّب يوم يهوه قد يبدأ بالسعي الى الحصول على بيت او سيارة أفخم،‏ آخر صيحات الموضة في الثياب،‏ مستحضرات تجميلية غالية وجواهر نفيسة،‏ او اجود انواع المشروبات الكحولية والمأكولات.‏ من المؤكد انه ما من مكان في الكتاب المقدس يذكر ان علينا العيش حياة تقشف وحرمان من القيام باعتدال بأمور ممتعة.‏ فالانسان الذي يعمل بكدّ «ينبغي ان يأكل ويشرب ويرى الخير من كل كدّه».‏ ‏(‏جامعة ٣:‏١٣‏)‏ لكنَّ الخطر يكمن في تركيز المسيحي اهتمامه اكثر فأكثر على الطعام والشراب والمظهر الشخصي.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٣‏)‏ وقد ذكر يسوع ان اهتمامات بعض الممسوحين في آسيا الصغرى تغيّرت،‏ مما يثبت ان هذا شرك قد يقع فيه المسيحيون.‏ (‏رؤيا ٣:‏​١٤-‏١٧‏)‏ فهل حدث امر مماثل لنا؟‏ هل صرنا نشعر ‹بالشبع› والاكتفاء،‏ اذ ننشغل ربما بالمساعي المادية؟‏ وهل خبَت حماستنا في ترقّب يوم يهوه؟‏ —‏ روما ٨:‏​٥-‏٨‏.‏

١٦ لماذا لن يستفيد اولادنا اذا شجّعناهم ان يعيشوا حياة مريحة يشعرون فيها ‹بالشبع›؟‏

١٦ يمكن ان يَظهَر فتور الحماسة في ترقّب يوم يهوه العظيم من خلال المشورة التي نقدِّمها لأولادنا او للآخرين.‏ فقد يفكر المسيحي:‏ ‹انا لم اتابع تحصيلي العلمي او فوَّتُّ على نفسي فرصا في مجال العمل لأنني شعرت ان النهاية قريبة جدا.‏ لذلك انا حريص الآن ان ينال اولادي التدريب اللازم الذي يؤهلهم للعيش حياة مريحة›.‏ لربما فكّر البعض في ايام هوشع بهذه الطريقة.‏ في هذه الحال،‏ هل كان سيستفيد اولادهم من هذه النصيحة الابوية التي تشجع على العيش حياة مريحة يشعرون فيها ‹بالشبع›؟‏ ولو اطاع الاولاد هذه النصيحة،‏ فماذا كان سيحلّ بهم سنة ٧٤٠ ق‌م،‏ حين دُمِّرت السامرة على ايدي الاشوريين؟‏ —‏ هوشع ١٣:‏١٦؛‏ صفنيا ١:‏​١٢،‏ ١٣‏.‏

الصورة في الصفحة ١٦٠

ايّ نمط حياة تشجِّع اولادك على اتِّباعه؟‏

ترقب امورا جديرة بالثقة

١٧ كيف يمكننا ان نتمثَّل بميخا؟‏

١٧ تماما مثل العبّاد الحقيقيين في الماضي،‏ يمكننا الثقة بأن ما وعد به اللّٰه سيتحقق في الوقت المعيّن.‏ (‏يشوع ٢٣:‏١٤‏)‏ مثلا،‏ كان النبي ميخا حكيما حين انتظر إله خلاصه.‏ وبما ان بإمكاننا الآن معرفة تسلسل الحوادث بالترتيب الزمني،‏ فنحن نعرف كم كانت الفترة التي عاش فيها ميخا قريبة من سقوط السامرة.‏ ولكن ماذا عنا وعن الوقت الذي نعيش فيه؟‏ عندما نسترجع الذكريات،‏ هل يتبين اننا قمنا بالخيارات الحكيمة في مجالات مثل العمل الدنيوي،‏ نمط الحياة،‏ والخدمة كامل الوقت؟‏ دون شك،‏ نحن لا نعرف «ذلك اليوم وتلك الساعة».‏ (‏متى ٢٤:‏​٣٦-‏٤٢‏)‏ ولكننا حتما سنكون حكماء اذا اعربنا عن موقف ميخا وبرهنّا عنه من خلال اعمالنا.‏ وعندما سيُكافأ ميخا بالحياة في ارض فردوسية مسترَدة،‏ كم سيفرح حين يعلم اننا استفدنا من رسالته النبوية ومثاله الامين!‏ فسنكون آنذاك برهانا حيّا ان يهوه هو إله الخلاص.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ الى اية كارثة وشيكة اشار عوبديا؟‏ (‏ب)‏ كيف اعطى عوبديا بصيص امل لإسرائيل؟‏

١٨ وثقتنا هذه مبنية على اساس راسخ.‏ تأمل مثلا في السفر النبوي القصير عوبديا.‏ فهو يتمحور حول ادوم قديما،‏ اذ يعلن دينونة يهوه على ذلك الشعب الذي اساء معاملة ‹اخيه› اسرائيل.‏ (‏عوبديا ١٢‏)‏ وكما رأينا في الفصل ١٠ من هذا الكتاب،‏ حدث فعلا الخراب المنبأ به.‏ ففي اواسط القرن السادس قبل الميلاد،‏ هزم البابليون بقيادة نبونيد امة ادوم ومحوها من الوجود.‏ ولكن هنالك نقطة مهمة اخرى في رسالة عوبديا،‏ نقطة تتعلق ببقائنا مترقِّبين يوم يهوه العظيم.‏

١٩ انت تعرف ان امة بابل المعادية التي خرّبت ادوم نفَّذت ايضا دينونة اللّٰه في شعبه الخائن.‏ ففي سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ دمّر البابليون اورشليم وأخذوا اليهود الى السبي.‏ وصارت الارض قفرا.‏ فهل انتهى الامر عند هذا الحد؟‏ كلا.‏ فبواسطة عوبديا،‏ انبأ يهوه ان الاسرائيليين سيستردون ارضهم.‏ ويمكنك ان تقرأ هذا الوعد المشجع في عوبديا ١٧‏:‏ «اما جبل صهيون ففيه يكون الناجون،‏ ويصير مقدسا.‏ ويمتلك بيت يعقوب املاكهم».‏

٢٠،‏ ٢١ لماذا تعزِّينا الآية في عوبديا ١٧‏؟‏

٢٠ يثبت التاريخ ان ما قاله يهوه بفم عوبديا قد حدث.‏ فاللّٰه انبأ بهذا الامر،‏ وما انبأ به قد تم.‏ فآ‌لاف المسبيين من يهوذا وإسرائيل عادوا سنة ٥٣٧ ق‌م.‏ وببركة يهوه،‏ حوّل هؤلاء العائدون الارض القاحلة الى جنة غنّاء.‏ ولا شك انك قرأت في اشعيا ١١:‏​٦-‏٩ و ٣٥:‏​١-‏٧ نبوات عن هذا التحوّل الرائع.‏ والامر الاهم هو إعادة تأسيس العبادة الحقة التي كان مقرّها هيكل يهوه المُعاد بناؤه.‏ وهكذا،‏ تزوِّد عوبديا ١٧ برهانا آخر ان وعود يهوه جديرة بالثقة.‏ فهي تتحقق دائما.‏

٢١ اختتم عوبديا نبوته بهذه الكلمات التأكيدية:‏ «يصير الملك ليهوه».‏ (‏عوبديا ٢١‏)‏ وبما انك تثق بهذا الوعد،‏ فأنت تنتظر الوقت المجيد حين يحكم يهوه بواسطة يسوع المسيح دون منازِع الكون بأسره،‏ بما في ذلك كوكبنا.‏ وسواء كنت تترقَّب يوم يهوه العظيم والبركات الناجمة عنه منذ فترة قصيرة او منذ عقود عديدة،‏ بإمكانك ان تكون على ثقة بأن الامور المؤسسة على الكتاب المقدس التي تترقَّبها ستتحقق.‏

الصورة في الصفحة ١٦٣

نحن نخدم يهوه بفرح واضعين الحياة الابدية نصب اعيننا

٢٢ لماذا ينبغي ان تمتلك الموقف المعبَّر عنه في حبقوق ٢:‏٣ وميخا ٤:‏٥‏؟‏

٢٢ من الملائم اذًا ان نردِّد تأكيد حبقوق الذي ينطبق دون شك على ايامنا:‏ «الرؤيا بعد الى الوقت المعيّن،‏ وتسرع الى النهاية ولا تكذب.‏ إنْ تأخرت فترقَّبها،‏ لأنها تتم إتماما ولن تتأخر».‏ (‏حبقوق ٢:‏٣‏)‏ فحتى لو بدا من وجهة نظر بشرية ان يوم يهوه العظيم قد تأخر،‏ فسيأتي في وقته المعين لا محالة.‏ فيهوه هو الذي يعِدنا بهذا الامر.‏ لذلك فإن الذين يخدمون اللّٰه منذ سنوات طويلة وكذلك الذين صاروا مؤخرا عبّادا له يمكنهم المضي قُدُما بثقة،‏ كما هو موصوف في ميخا ٤:‏٥‏:‏ «اما نحن فنسير باسم يهوه إلهنا الى الدهر والابد».‏

نقاط للتأمل فيها

  • اية نقطة رئيسية متعلقة بموقفك تتعلمها من ميخا ٧:‏٧؛‏ حبقوق ٢:‏٣؛‏ وصفنيا ٣:‏٨‏؟‏

  • لماذا المشورة الموجودة في يعقوب ٥:‏​١٠،‏ ١١ مهمة ومفيدة لك؟‏

  • كيف يمكن ان تستفيد من التأمل في ٢ بطرس ٣:‏​٩،‏ ١١،‏ ١٢،‏ ١٤‏؟‏

كيف تستفيد؟‏

  • اية دروس تستخلصها من عاموس ٣:‏١٥؛‏ ٥:‏١١؛‏ وحجاي ١:‏​٤-‏٧‏،‏ سواء كنت غنيا ام فقيرا؟‏

  • ايّ تناقض هنالك بين الشعور بالشبع وبين موقف الترقُّب؟‏ —‏ حبقوق ٣:‏​١٧،‏ ١٨‏.‏

  • لماذا من الضروري جدا ان تبقى في حالة ترقُّب شديد؟‏ —‏ صفنيا ١:‏​١٢-‏١٥‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة