مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ش‌ك الفصل ٢١ ص ١٨٨-‏١٩٦
  • ‏«اني طاهر من دم الجميع»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«اني طاهر من دم الجميع»‏
  • اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«خَرَجَ لِيُسَافِرَ إِلَى مَقْدُونِيَةَ» (‏اعمال ٢٠:‏١،‏ ٢‏)‏
  • ‏«خُطَّةٌ خَبِيثَةٌ كَانَتْ تُحَاكُ ضِدَّهُ» (‏اعمال ٢٠:‏٣،‏ ٤‏)‏
  • ‏«كَانَتْ لَهُمْ تَعْزِيَةٌ لَا حَدَّ لَهَا»‏ ‏(‏اعمال ٢٠:‏٥-‏١٢‏)‏
  • ‏«عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ» (‏اعمال ٢٠:‏١٣-‏٢٤‏)‏
  • ‏«اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ» (‏اعمال ٢٠:‏٢٥-‏٣٨‏)‏
  • نادوا بجرأة بملكوت يهوه!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • ‏«واظب على التكلم ولا تسكت»‏
    اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
  • سفر الكتاب المقدس رقم ٤٧:‏ ٢ كورنثوس
    ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»‏
  • سفر الكتاب المقدس رقم ٤٤:‏ اعمال
    ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»‏
المزيد
اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
ش‌ك الفصل ٢١ ص ١٨٨-‏١٩٦

الفصل ٢١

‏«إِنِّي طَاهِرٌ مِنْ دَمِ ٱلْجَمِيعِ»‏

غَيْرَةُ بُولُسَ فِي ٱلْكِرَازَةِ وَمَشُورَتُهُ إِلَى ٱلشُّيُوخِ

مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٢٠:‏١-‏٣٨

١-‏٣ (‏أ)‏ صِفُوا ٱلظُّرُوفَ ٱلْمُحِيطَةَ بِمَوْتِ أَفْتِيخُوسَ.‏ (‏ب)‏ مَاذَا فَعَلَ بُولُسُ،‏ وَمَاذَا تَكْشِفُ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ عَنْهُ؟‏

يَحْتَشِدُ ٱلْإِخْوَةُ فِي عُلِّيَّةٍ بِتَرُوَاسَ مُصْغِينَ إِلَى خِطَابِ بُولُسَ ٱلْوَدَاعِيِّ.‏ إِنَّهَا لَيْلَتُهُ ٱلْأَخِيرَةُ مَعَهُمْ.‏ لٰكِنَّ ٱلْخِطَابَ يَطُولُ .‏ .‏ .‏ وَيَطُولُ .‏ .‏ .‏ حَتَّى يَنْتَصِفَ ٱللَّيْلُ.‏ اَلسُّرُجُ كَثِيرَةٌ تَتَرَاقَصُ شُعَلُهَا يَمِينًا وَيَسَارًا لِتُنِيرَ ٱلْمَكَانَ.‏ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ يَشْتَدُّ ٱلْحَرُّ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ،‏ وَرُبَّمَا تَعْبَقُ بِٱلْغُرْفَةِ رَائِحَةُ ٱلدُّخَانِ أَيْضًا.‏ وَفِيمَا يُطِيلُ ٱلرَّسُولُ ٱلْكَلَامَ،‏ يَغْلِبُ ٱلنُّعَاسُ عَلَى شَابٍّ يُدْعَى أَفْتِيخُوسَ كَانَ جَالِسًا عَلَى حَرْفِ ٱلنَّافِذَةِ.‏ وَفَجْأَةً يَقَعُ مَا لَمْ يَكُنْ فِي ٱلْحُسْبَانِ:‏ فَٱلشَّابُّ أَفْتِيخُوسُ يَهْوِي أَرْضًا مِنَ ٱلطَّبَقَةِ ٱلثَّالِثَةِ!‏

٢ لَا نَسْتَغْرِبُ إِنْ كَانَ لُوقَا ٱلطَّبِيبُ هُوَ أَوَّلَ مَنْ هَبَّ لِتَفَقُّدِ أَفْتِيخُوسَ.‏ إِلَّا أَنَّ حَالَةَ ٱلشَّابِّ وَاضِحَةٌ تَمَامًا:‏ إِنَّهُ «مَيِّتٌ»!‏ (‏اع ٢٠:‏٩‏)‏ فَهَلْ يَرْجِعُ ٱلْإِخْوَةُ إِلَى بُيُوتِهِمْ حَزَانَى؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَهَا بُولُسُ يَرْتَمِي عَلَى أَفْتِيخُوسَ،‏ ثُمَّ يَأْمُرُ ٱلْحُضُورَ قَائِلًا:‏ «كُفُّوا عَنْ إِثَارَةِ ٱلضَّجِيجِ لِأَنَّ نَفْسَهُ فِيهِ».‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ صَنَعَ ٱلرَّسُولُ عَجِيبَةً وَأَعَادَ ٱلشَّابَّ إِلَى ٱلْحَيَاةِ!‏ —‏ اع ٢٠:‏١٠‏.‏

٣ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ،‏ تَجَلَّتْ قُدْرَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَلٰكِنْ لِمَ صَنَعَ بُولُسُ أَسَاسًا هٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةَ؟‏ فَهُوَ أَوَّلًا وَآخِرًا لَمْ يَكُنْ مَلُومًا عَلَى مَوْتِ أَفْتِيخُوسَ.‏ اَلْوَاقِعُ هُوَ أَنَّ ٱلرَّسُولَ لَمْ يُرِدْ أَنْ تُفْسِدَ هٰذِهِ ٱلْفَاجِعَةُ ٱلْمُنَاسَبَةَ ٱلْهَامَّةَ أَوْ أَنْ تُعْثِرَ أَيًّا مِنَ ٱلْحَاضِرِينَ.‏ وَبِإِقَامَةِ أَفْتِيخُوسَ،‏ كَانَتْ لِلْجَمَاعَةِ تَعْزِيَةٌ،‏ وَتَنَشَّطَ أَعْضَاؤُهَا لِمُتَابَعَةِ خِدْمَتِهِمْ بَعْدَ مُغَادَرَةِ بُولُسَ.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلرَّسُولَ لَمْ يَنْظُرْ بِٱسْتِخْفَافٍ إِلَى حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ قَالَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ:‏ «إِنِّي طَاهِرٌ مِنْ دَمِ ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏اع ٢٠:‏٢٦‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلْ إِذًا كَيْفَ يُفِيدُنَا مِثَالُهُ.‏

‏«خَرَجَ لِيُسَافِرَ إِلَى مَقْدُونِيَةَ» (‏اعمال ٢٠:‏١،‏ ٢‏)‏

٤ أَيُّ مِحْنَةٍ شَدِيدَةٍ أَلَمَّتْ بِبُولُسَ؟‏

٤ قَرَأْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ أَنَّ بُولُسَ عَانَى ٱلْأَمَرَّيْنِ فِيمَا كَانَ فِي أَفَسُسَ.‏ فَكِرَازَتُهُ هُنَاكَ أَثَارَتْ ضَجَّةً قَوِيَّةً،‏ إِذْ إِنَّ صَاغَةَ ٱلْفِضَّةِ ٱلَّذِينَ كَسَبُوا مَعِيشَتَهُمْ مِنْ عِبَادَةِ أَرْطَامِيسَ أَثَارُوا ٱضْطِرَابًا ضِدَّهُ.‏ «وَبَعْدَ أَنْ هَمَدَ ٱلشَّغَبُ،‏ ٱسْتَدْعَى بُولُسُ ٱلتَّلَامِيذَ،‏ فَشَجَّعَهُمْ وَوَدَّعَهُمْ،‏ ثُمَّ خَرَجَ لِيُسَافِرَ إِلَى مَقْدُونِيَةَ».‏ —‏ اع ٢٠:‏١‏.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ كَمْ مِنَ ٱلْوَقْتِ رُبَّمَا قَضَى بُولُسُ فِي مَقْدُونِيَةَ،‏ وَمَاذَا فَعَلَ مِنْ أَجْلِ ٱلْإِخْوَةِ هُنَاكَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَوْقِفٍ حَافَظَ عَلَيْهِ بُولُسُ مِنْ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

٥ فِي طَرِيقِهِ إِلَى مَقْدُونِيَةَ،‏ عَرَّجَ ٱلرَّسُولُ عَلَى مَرْفَإِ تَرُوَاسَ آمِلًا أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ تِيطُسُ،‏ مُوْفَدُهُ إِلَى كُورِنْثُوسَ.‏ (‏٢ كو ٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وَلٰكِنْ حِينَ تَأَكَّدَ أَنَّ تِيطُسَ لَنْ يَأْتِيَ،‏ تَابَعَ طَرِيقَهُ إِلَى مَقْدُونِيَةَ حَيْثُ أَمْضَى سَنَةً عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ ‹مُشَجِّعًا ٱلْإِخْوَةَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ›.‏a (‏اع ٢٠:‏٢‏)‏ وَهُنَاكَ ٱلْتَقَى أَخِيرًا بِتِيطُسَ ٱلَّذِي حَمَلَ إِلَيْهِ أَخْبَارًا سَارَّةً عَنْ تَجَاوُبِ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ مَعَ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْأُولَى إِلَيْهِمْ.‏ (‏٢ كو ٧:‏٥-‏٧‏)‏ فَٱنْدَفَعَ ٱلرَّسُولُ إِذَّاكَ إِلَى كِتَابَةِ رِسَالَةٍ أُخْرَى،‏ نُشِيرُ إِلَيْهَا ٱلْيَوْمَ بِٱسْمِ ٢ كُورِنْثُوسَ.‏

٦ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ بُولُسَ ‏«شَجَّعَ»‏ إِخْوَتَهُ فِي أَفَسُسَ وَمَقْدُونِيَةَ،‏ حَسْبَمَا يُخْبِرُنَا لُوقَا.‏ وَهٰذَا ٱلتَّفْصِيلُ يَرْسُمُ صُورَةً وَاضِحَةً عَنْ مَوْقِفِ ٱلرَّسُولِ مِنْ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ فَبِعَكْسِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِينَ ٱزْدَرَوْا بِعَامَّةِ ٱلشَّعْبِ،‏ ٱعْتَبَرَ بُولُسُ ٱلْخِرَافَ رُفَقَاءَ لَهُ فِي ٱلْعَمَلِ.‏ (‏يو ٧:‏٤٧-‏٤٩؛‏ ١ كو ٣:‏٩‏)‏ وَقَدْ حَافَظَ عَلَى هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةِ حَتَّى عِنْدَمَا قَدَّمَ لَهُمْ مَشُورَةً قَوِيَّةً.‏ —‏ ٢ كو ٢:‏٤‏.‏

٧ كَيْفَ يَقْتَدِي ٱلنُّظَّارُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ بِمِثَالِ بُولُسَ؟‏

٧ وَفِي أَيَّامِنَا،‏ يَسْعَى ٱلشُّيُوخُ وَٱلنُّظَّارُ ٱلْجَائِلُونَ لِلِٱقْتِدَاءِ بِبُولُسَ.‏ فَهُمْ يَهْدِفُونَ إِلَى تَقْوِيَةِ مَنْ يَحْتَاجُونَ إِلَى مُسَاعَدَةٍ،‏ حَتَّى عِنْدَ تَوْبِيخِهِمْ.‏ كَمَا يُحَاوِلُونَ أَنْ يَتَعَاطَفُوا مَعَ ٱلْإِخْوَةِ وَيُشَجِّعُوهُمْ،‏ لَا أَنْ يَدِينُوهُمْ.‏ عَلَّقَ أَخٌ خَدَمَ لِسَنَوَاتٍ نَاظِرًا جَائِلًا بِٱلْقَوْلِ:‏ «يَرْغَبُ مُعْظَمُ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا أَنْ يَسْلُكُوا حَسَنًا،‏ لٰكِنَّهُمْ غَالِبًا مَا يُصَارِعُونَ ٱلتَّثَبُّطَ وَٱلْقَلَقَ وَٱلْإِحْسَاسَ بِٱلْعَجْزِ أَمَامَ مَشَاكِلِهِمْ».‏ وَٱلنُّظَّارُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ قَادِرُونَ أَنْ يَمُدُّوا هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ بِٱلتَّشْجِيعِ.‏ —‏ عب ١٢:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

رَسَائِلُ بُولُسَ مِنْ مَقْدُونِيَةَ

فِي رِسَالَةِ بُولُسَ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ،‏ يَذْكُرُ ٱلرَّسُولُ أَنَّهُ كَانَ قَلِقًا عَلَى إِخْوَتِهِ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ بَعْدَ وُصُولِهِ إِلَى مَقْدُونِيَةَ.‏ غَيْرَ أَنَّ تِيطُسَ أَتَاهُ بِأَخْبَارٍ مُفْرِحَةٍ عَنْهُمْ،‏ فَٱطْمَأَنَّ بَالُهُ.‏ وَعَلَى ٱلْأَثَرِ،‏ رَاسَلَ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ لِلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ نَحْوَ ٱلْعَامِ ٥٥ ب‌م،‏ مُشِيرًا فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ أَنَّهُ لَا يَزَالُ فِي مَقْدُونِيَةَ.‏ (‏٢ كو ٧:‏٥-‏٧؛‏ ٩:‏٢-‏٤‏)‏ وَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ ٱنْشَغَلَ فِكْرُهُ فِي كَيْفِيَّةِ ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْ جَمْعِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ مِنْ أَجْلِ ٱلْقِدِّيسِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ (‏٢ كو ٨:‏١٨-‏٢١‏)‏ كَمَا أَقْلَقَهُ وُجُودُ ‹رُسُلٍ دَجَّالِينَ،‏ عَامِلِينَ خَدَّاعِينَ›،‏ فِي كُورِنْثُوسَ.‏ —‏ ٢ كو ١١:‏٥،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ يُحْتَمَلُ أَنَّ بُولُسَ كَتَبَ مِنْ مَقْدُونِيَةَ أَيْضًا رِسَالَتَهُ إِلَى تِيطُسَ ٱلْمَوْجُودِ فِي كِرِيتَ.‏ فَٱلرَّسُولُ كَانَ قَدْ زَارَ هٰذِهِ ٱلْجَزِيرَةَ فِي وَقْتٍ مَا بَيْنَ ٱلْعَامَيْنِ ٦١ وَ ٦٤ ب‌م بَعْدَمَا أَطْلَقَ ٱلرُّومَانُ سَرَاحَهُ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى.‏ إِذَّاكَ تَرَكَ بُولُسُ تِيطُسَ هُنَاكَ لِيُقَوِّمَ بَعْضَ ٱلْمَشَاكِلِ وَيُعَيِّنَ شُيُوخًا فِي ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ (‏تي ١:‏٥‏)‏ ثُمَّ طَلَبَ مِنْهُ فِي رِسَالَتِهِ أَنْ يُلَاقِيَهُ فِي نِيكُوبُولِيسَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ مُدُنًا عِدَّةً حَمَلَتْ هٰذَا ٱلِٱسْمَ فِي حَوْضِ ٱلْمُتَوَسِّطِ قَدِيمًا،‏ وَلٰكِنْ يَبْدُو أَنَّ ٱلرَّسُولَ عَنَى ٱلْمَدِينَةَ ٱلْوَاقِعَةَ شَمَالَ غَرْبِ ٱلْيُونَانِ.‏ فَهُوَ كَانَ يَخْدُمُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ حِينَ كَاتَبَ تِيطُسَ.‏ —‏ تي ٣:‏١٢‏.‏

وَرِسَالَةُ بُولُسَ ٱلْأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ تَعُودُ هِيَ أَيْضًا إِلَى ٱلْفَتْرَةِ ٱلْمُمْتَدَّةِ بَيْنَ سَجْنِهِ ٱلْأَوَّلِ وَٱلثَّانِي فِي رُومَا (‏٦١ إِلَى ٦٤ ب‌م)‏.‏ فَفِي مُقَدِّمَتِهَا،‏ يُشِيرُ ٱلرَّسُولُ أَنَّهُ طَلَبَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ مِنْ تِيمُوثَاوُسَ ٱلْبَقَاءَ فِي أَفَسُسَ،‏ فِيمَا ذَهَبَ هُوَ إِلَى مَقْدُونِيَةَ.‏ (‏١ تي ١:‏٣‏)‏ وَمِنْ هُنَاكَ عَلَى مَا يَبْدُو،‏ رَاسَلَ بُولُسُ ٱلشَّابَّ وَخَاطَبَهُ خِطَابَ ٱلْأَبِ لِٱبْنِهِ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ،‏ قَدَّمَ لَهُ ٱلنُّصْحَ،‏ شَجَّعَهُ،‏ وَأَعْطَاهُ إِرْشَادَاتٍ حَوْلَ إِجْرَاءَاتٍ مُحَدَّدَةٍ يَجِبُ ٱتِّبَاعُهَا فِي ٱلْجَمَاعَاتِ.‏

‏«خُطَّةٌ خَبِيثَةٌ كَانَتْ تُحَاكُ ضِدَّهُ» (‏اعمال ٢٠:‏٣،‏ ٤‏)‏

٨،‏ ٩ (‏أ)‏ مَاذَا عَرْقَلَ خُطَطَ بُولُسَ فِي ٱلْإِبْحَارِ إِلَى سُورِيَّةَ؟‏ (‏ب)‏ مَا بَعْضُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلْمُحْتَمَلَةِ لِلْعَدَاوَةِ ٱلَّتِي أَكَنَّهَا ٱلْيَهُودُ لِبُولُسَ؟‏

٨ مِنْ مَقْدُونِيَةَ تَوَجَّهَ بُولُسُ إِلَى كُورِنْثُوسَ.‏b وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ،‏ هَمَّ بِٱلذَّهَابِ إِلَى كَنْخَرِيَا حَيْثُ كَانَ فِي نِيَّتِهِ أَنْ يُبْحِرَ إِلَى سُورِيَّةَ ثُمَّ يَتَوَجَّهَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُوصِلَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ أَخِيرًا إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمُحْتَاجِينَ.‏c (‏اع ٢٤:‏١٧؛‏ رو ١٥:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ لٰكِنَّ حَدَثًا لَمْ يَكُنْ فِي ٱلْحُسْبَانِ بَدَّلَ خُطَطَهُ.‏ فَٱلْأَعْمَال ٢٠:‏٣ تَكْشِفُ أَنَّ «خُطَّةً خَبِيثَةً كَانَتْ تُحَاكُ ضِدَّهُ مِنَ ٱلْيَهُودِ».‏

٩ وَلَا نَسْتَغْرِبُ أَنَّ ٱلْيَهُودَ أَضْمَرُوا ٱلْعِدَاءَ لِبُولُسَ.‏ فَهُوَ فِي نَظَرِهِمْ مُرْتَدٌّ عَنْ دِيَانَتِهِمْ.‏ وَكِرَازَتُهُ سَابِقًا أَدَّتْ إِلَى ٱهْتِدَاءِ كِرِيسْبُسَ،‏ ٱلْعُضْوِ ٱلْبَارِزِ فِي مَجْمَعِ كُورِنْثُوسَ.‏ (‏اع ١٨:‏٧،‏ ٨؛‏ ١ كو ١:‏١٤‏)‏ وَمَا حَصَلَ لَاحِقًا زَادَهُمْ حَنَقًا عَلَيْهِ.‏ فَقَدْ شَكَوْهُ إِلَى غَالِيُونَ وَالِي أَخَائِيَةَ،‏ غَيْرَ أَنَّ هٰذَا ٱلْأَخِيرَ رَدَّ ٱلدَّعْوَى مُعْتَبِرًا أَنَّهَا غَيْرُ مُبَرَّرَةٍ.‏ (‏اع ١٨:‏١٢-‏١٧‏)‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَلَعَلَّهُمْ عَرَفُوا أَوِ ٱسْتَنْتَجُوا أَنَّ ٱلرَّسُولَ مُوشِكٌ أَنْ يُبْحِرَ مِنْ مَرْفَإِ كَنْخَرِيَا ٱلْمُجَاوِرِ.‏ فَعَمَدُوا إِلَى تَدْبِيرِ مَكِيدَةٍ لِيَكْمُنُوا لَهُ هُنَاكَ.‏ فَمَا عَسَاهُ يَفْعَلُ ٱلْآنَ؟‏

١٠ هَلْ كَانَ تَفَادِي ٱلْمُرُورِ بِكَنْخَرِيَا عَمَلًا جَبَانًا؟‏ أَوْضِحُوا.‏

١٠ تَجَنُّبًا لِلْمَخَاطِرِ ٱلْمُحْتَمَلَةِ وَحِرْصًا عَلَى ٱلْأَمْوَالِ ٱلْمُؤْتَمَنِ عَلَيْهَا،‏ قَرَّرَ بُولُسُ عَدَمَ ٱلذَّهَابِ إِلَى كَنْخَرِيَا.‏ عِوَضَ ذٰلِكَ آثَرَ ٱلرُّجُوعَ عَبْرَ مَقْدُونِيَةَ،‏ مَعَ ٱلْعِلْمِ أَنَّ ٱلسَّفَرَ بَرًّا ٱنْطَوَى هُوَ ٱلْآخَرُ عَلَى مَخَاطِرَ جَمَّةٍ.‏ فَغَالِبًا مَا كَمَنَ قُطَّاعُ ٱلطُّرُقِ لِلْمُسَافِرِينَ؛‏ وَٱلْفَنَادِقُ نَفْسُهَا لَمْ تَكُنْ آمِنَةً.‏ لٰكِنَّ بُولُسَ ٱخْتَارَ أَهْوَنَ ٱلشَّرَّيْنِ وَفَضَّلَ مَخَاطِرَ ٱلسَّفَرِ بَرًّا عَلَى تِلْكَ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُ فِي كَنْخَرِيَا.‏ وَٱلشُّكْرُ لِلّٰهِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُسَافِرًا وَحْدَهُ.‏ فَمِنْ بَيْنِ رُفَقَائِهِ فِي هٰذِهِ ٱلسَّفْرَةِ نَعُدُّ:‏ أَرِسْتَرْخُسَ،‏ تُرُوفِيمُسَ،‏ تِيخِيكُسَ،‏ تِيمُوثَاوُسَ،‏ سَكُونْدُسَ،‏ سُوبَاتَرُسَ،‏ وَغَايُسَ.‏ —‏ اع ٢٠:‏٣،‏ ٤‏.‏

١١ كَيْفَ يَتَّخِذُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ ٱلتَّدَابِيرَ لِحِمَايَةِ أَنْفُسِهِمْ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ،‏ وَأَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟‏

١١ تَشَبُّهًا بِبُولُسَ،‏ يَتَّخِذُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ ٱحْتِيَاطَاتِهِمْ أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ،‏ لَا يَتَنَقَّلُونَ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ مُنْفَرِدِينَ،‏ بَلْ يَخْدُمُونَ فِي فِرَقٍ أَوْ عَلَى ٱلْأَقَلِّ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ.‏ وَمَا نَظْرَتُهُمْ إِلَى ٱلِٱضْطِهَادِ؟‏ يُدْرِكُ ٱلشُّهُودُ أَنْ لَا مَفَرَّ مِنْ أَنْ يُضْطَهَدُوا.‏ (‏يو ١٥:‏٢٠؛‏ ٢ تي ٣:‏١٢‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ هُمْ لَا يَتَعَمَّدُونَ تَعْرِيضَ أَنْفُسِهِمْ لِلْخَطَرِ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ،‏ مِنَ ٱلْمُفِيدِ ٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِ يَسُوعَ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ رَاحَ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي أُورُشَلِيمَ يَرْفَعُونَ حِجَارَةً لِيَرْمُوهُ بِهَا.‏ فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَنْ «تَوَارَى وَخَرَجَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ».‏ (‏يو ٨:‏٥٩‏)‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ حِينَ خَطَّطَ ٱلْيَهُودُ لِقَتْلِهِ،‏ «لَمْ يَعُدْ يَسُوعُ يَتَجَوَّلُ عَلَانِيَةً بَيْنَ ٱلْيَهُودِ،‏ بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى ٱلْكُورَةِ ٱلْقَرِيبَةِ مِنَ ٱلْبَرِّيَّةِ».‏ (‏يو ١١:‏٥٤‏)‏ بِٱخْتِصَارٍ،‏ ٱتَّخَذَ يَسُوعُ ٱلتَّدَابِيرَ لِحِمَايَةِ نَفْسِهِ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ مَا دَامَ ذٰلِكَ لَا يَتَعَارَضُ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ لَهُ.‏ وَهٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا يَفْعَلُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعَصْرِيُّونَ.‏ —‏ مت ١٠:‏١٦‏.‏

بُولُسُ يَنْقُلُ إِعَانَاتٍ

فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي تَلَتْ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ أَلَمَّتْ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أُورُشَلِيمَ مِحَنٌ مُتَنَوِّعَةٌ.‏ فَقَدْ عَانَوُا ٱلْمَجَاعَةَ وَٱلِٱضْطِهَادَ وَخَسَارَةَ مُمْتَلَكَاتِهِمْ،‏ فَوَقَعَ بَعْضُهُمْ فِي ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ.‏ (‏اع ١١:‏٢٧–‏١٢:‏١؛‏ عب ١٠:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا أَوْصَى ٱلشُّيُوخُ فِي أُورُشَلِيمَ بُولُسَ نَحْوَ ٱلْعَامِ ٤٩ ب‌م أَنْ يُرَكِّزَ بِشَارَتَهُ عَلَى ٱلْأُمَمِ،‏ حَثُّوهُ أَيْضًا أَنْ ‹يَذْكُرَ ٱلْفُقَرَاءَ›.‏ وَهٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا فَعَلَهُ ٱلرَّسُولُ حِينَ أَشْرَفَ عَلَى جَمْعِ ٱلْإِعَانَاتِ مِنَ ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ —‏ غل ٢:‏١٠‏.‏

وَفِي عَامِ ٥٥ ب‌م،‏ قَالَ بُولُسُ لِلْكُورِنْثِيِّينَ:‏ «كَمَا أَوْصَيْتُ جَمَاعَاتِ غَلَاطِيَةَ،‏ هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا.‏ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ كُلِّ أُسْبُوعٍ لِيَضَعْ كُلٌّ مِنْكُمْ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا جَانِبًا،‏ مُدَّخِرًا حَسْبَمَا يُوَفَّقُ،‏ حَتَّى مَتَى جِئْتُ لَا يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ.‏ بَلْ مَتَى وَصَلْتُ،‏ فَٱلَّذِينَ تَرْتَضُونَهُمْ بِمُوجَبِ رَسَائِلَ،‏ أُرْسِلُهُمْ لِيَحْمِلُوا إِحْسَانَكُمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ».‏ (‏١ كو ١٦:‏١-‏٣‏)‏ وَبُعَيْدَ ذٰلِكَ،‏ حِينَ كَتَبَ بُولُسُ رِسَالَتَهُ ٱلْمُلْهَمَةَ ٱلثَّانِيَةَ إِلَى ٱلْكُورِنْثِيِّينَ،‏ حَثَّهُمْ أَنْ يُعِدُّوا عَطِيَّتَهُمْ وَذَكَرَ أَنَّ ٱلْمَقْدُونِيِّينَ أَيْضًا مُشَارِكُونَ فِي ٱلتَّبَرُّعِ.‏ —‏ ٢ كو ٨:‏١–‏٩:‏١٥‏.‏

وَأَخِيرًا عَامَ ٥٦ ب‌م،‏ ٱنْضَمَّ ثَمَانِيَةُ مُمَثِّلِينَ عَنْ عِدَّةِ جَمَاعَاتٍ إِلَى بُولُسَ لِنَقْلِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ.‏ وَوُجُودُ هٰؤُلَاءِ ٱلتِّسْعَةِ مَعًا لَمْ يَقِ مِنْ بَعْضِ مَخَاطِرِ ٱلسَّفَرِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ حَمَى بُولُسَ أَيْضًا مِنْ أَيِّ تُهْمَةٍ قَدْ تُوَجَّهُ إِلَيْهِ بِإِسَاءَةِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلْأَمْوَالِ.‏ (‏٢ كو ٨:‏٢٠‏)‏ وَإِيصَالُ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ كَانَ ٱلْهَدَفَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنْ رِحْلَةِ بُولُسَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ (‏رو ١٥:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ فَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ سَبَبَ زِيَارَتِهِ حِينَ قَالَ لِلْحَاكِمِ فِيلِكْسَ:‏ «بَعْدَ سِنِينَ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ،‏ وَصَلْتُ أَحْمِلُ صَدَقَاتٍ إِلَى أُمَّتِي مَعَ قَرَابِينَ».‏ —‏ اع ٢٤:‏١٧‏.‏

‏«كَانَتْ لَهُمْ تَعْزِيَةٌ لَا حَدَّ لَهَا»‏ ‏(‏اعمال ٢٠:‏٥-‏١٢‏)‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ كَيْفَ أَثَّرَتْ قِيَامَةُ أَفْتِيخُوسَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ رَجَاءٍ مُؤَسَّسٍ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُعَزِّي فِي أَيَّامِنَا مَنْ غَيَّبَ ٱلْمَوْتُ عَزِيزًا عَلَى قَلْبِهِمْ؟‏

١٢ اِجْتَازَ بُولُسُ وَرُفَقَاؤُهُ مَقْدُونِيَةَ مَعًا،‏ ثُمَّ ٱفْتَرَقُوا عَلَى مَا يَبْدُو.‏ بَعْدَئِذٍ يُخْبِرُنَا لُوقَا:‏ «أَتَيْنَا إِلَيْهِمْ فِي تَرُوَاسَ فِي غُضُونِ خَمْسَةِ أَيَّامٍ».‏d (‏اع ٢٠:‏٦‏)‏ فَكَمَا يَظْهَرُ،‏ عَادَ ٱلرِّجَالُ وَٱجْتَمَعُوا فِي تَرُوَاسَ.‏e وَكَانَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ أَنَّ ٱلشَّابَّ أَفْتِيخُوسَ أُقِيمَ مِنَ ٱلْمَوْتِ،‏ بِحَسَبِ مَا رَأَيْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْفَصْلِ.‏ وَيَا لَلْفَرْحَةِ ٱلَّتِي غَمَرَتِ ٱلْإِخْوَةَ حِينَ عَادَ رَفِيقُهُمْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ!‏ فَٱلسِّفْرُ يُطْلِعُنَا أَنَّهُمْ تَعَزَّوْا «تَعْزِيَةً لَا حَدَّ لَهَا».‏ —‏ اع ٢٠:‏١٢‏.‏

١٣ طَبْعًا،‏ لَا نَشْهَدُ فِي أَيَّامِنَا عَجَائِبَ كَهٰذِهِ.‏ إِلَّا أَنَّ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُقَدِّمُ «تَعْزِيَةً لَا حَدَّ لَهَا» لِمَنْ يَفْقِدُونَ عَزِيزًا عَلَى قَلْبِهِمْ.‏ (‏يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ فَكِّرْ فِي مَا يَلِي:‏ رَغْمَ أَنَّ بُولُسَ أَقَامَ أَفْتِيخُوسَ،‏ عَادَ هٰذَا ٱلشَّابُّ وَمَاتَ بَعْدَ مُدَّةٍ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ.‏ (‏رو ٦:‏٢٣‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْمُقَامِينَ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ!‏ وَكَذٰلِكَ ٱلْمُقَامُونَ لِيَحْكُمُوا مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ ‹يَلْبَسُونَ ٱلْخُلُودَ› كَمَا تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٥١-‏٥٣‏)‏ لِذٰلِكَ لَدَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ جَمِيعًا،‏ سَوَاءٌ كَانُوا مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَوْ مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›،‏ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَتَعَزَّوْا «تَعْزِيَةً لَا حَدَّ لَهَا».‏ —‏ يو ١٠:‏١٦‏.‏

‏«عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ» (‏اعمال ٢٠:‏١٣-‏٢٤‏)‏

١٤ مَاذَا قَالَ بُولُسُ لِشُيُوخِ أَفَسُسَ عِنْدَمَا ٱلْتَقَاهُمْ فِي مِيلِيتُسَ؟‏

١٤ سَافَرَ بُولُسُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ تَرُوَاسَ إِلَى أَسُّوسَ فَمِيتِيلِينِي فَخِيُوسَ فَسَامُوسَ وُصُولًا إِلَى مِيلِيتُسَ.‏ وَكَانَ ٱلرَّسُولُ يُسْرِعُ لِلْوُصُولِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ.‏ وَهٰذَا مَا يُفَسِّرُ لِمَ «قَرَّرَ أَنْ يُبْحِرَ مُتَجَاوِزًا أَفَسُسَ».‏ غَيْرَ أَنَّهُ رَغِبَ فِي ٱلتَّحَدُّثِ إِلَى شُيُوخِ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ لِذَا طَلَبَ مِنْهُمْ مُوَافَاتَهُ فِي مِيلِيتُسَ.‏ (‏اع ٢٠:‏١٣-‏١٧‏)‏ وَعِنْدَ وُصُولِهِمْ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ جَيِّدًا مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ وَطِئَتْ قَدَمِي إِقْلِيمَ آسِيَا،‏ كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ ٱلزَّمَانِ،‏ عَابِدًا لِلرَّبِّ بِكُلِّ ٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ وَدُمُوعٍ وَمِحَنٍ أَصَابَتْنِي مِنْ خُطَطِ ٱلْيَهُودِ ٱلْخَبِيثَةِ،‏ فِيمَا لَمْ أُمْسِكْ عَنْ إِخْبَارِكُمْ بِكُلِّ مَا هُوَ مُفِيدٌ،‏ وَلَا عَنْ تَعْلِيمِكُمْ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ إِنَّمَا شَهِدْتُ كَامِلًا لِلْيَهُودِ وَٱلْيُونَانِيِّينَ بِٱلتَّوْبَةِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلْإِيمَانِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ».‏ —‏ اع ٢٠:‏١٨-‏٢١‏.‏

١٥ مَا بَعْضُ حَسَنَاتِ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟‏

١٥ وَفِي زَمَنِنَا،‏ يَسْتَعْمِلُ شُهُودُ يَهْوَهَ طُرُقًا مُتَعَدِّدَةً لِإِيصَالِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ.‏ فَعَلَى غِرَارِ بُولُسَ نَقْصِدُهُمْ حَيْثُمَا وُجِدُوا،‏ سَوَاءٌ فِي مَحَطَّاتِ ٱلْبَاصِ أَوِ ٱلشَّوَارِعِ ٱلْمُزْدَحِمَةِ أَوِ ٱلْأَسْوَاقِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّبْشِيرَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ يَبْقَى ٱلطَّرِيقَةَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ ٱلَّتِي نَسْتَعْمِلُهَا.‏ لِمَاذَا؟‏ أَوَّلًا،‏ يَعْكِسُ هٰذَا ٱلْأُسْلُوبُ عَدْلَ ٱللّٰهِ،‏ إِذْ يُهَيِّئُ لِلْجَمِيعِ دُونَ مُحَابَاةٍ فُرْصَةَ سَمَاعِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِٱنْتِظَامٍ.‏ ثَانِيًا،‏ يُتِيحُ لِأَصْحَابِ ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ أَنْ يَنَالُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ إِفْرَادِيًّا،‏ كُلٌّ بِحَسَبِ حَاجَتِهِ.‏ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ تَبْنِي ٱلْكِرَازَةُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ إِيمَانَ وَٱحْتِمَالَ ٱلْمُبَشِّرِينَ.‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ تُصْبِحَ ٱلْغَيْرَةُ فِي ٱلشَّهَادَةِ «عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ» عَلَامَةً فَارِقَةً تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ.‏

١٦،‏ ١٧ كَيْفَ أَعْرَبَ بُولُسُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ،‏ وَكَيْفَ يَقْتَدِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ بِمِثَالِهِ؟‏

١٦ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى حَدِيثِ بُولُسَ مَعَ شُيُوخِ أَفَسُسَ،‏ أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ أَنَّهُ يَجْهَلُ ٱلْمَخَاطِرَ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُ عِنْدَ عَوْدَتِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ لٰكِنَّهُ تَابَعَ:‏ «لَا أَحْسِبُ نَفْسِي ذَاتَ قِيمَةٍ،‏ كَأَنَّمَا هِيَ عَزِيزَةٌ عَلَيَّ،‏ حَسْبِي أَنْ أُنْهِيَ شَوْطِي وَٱلْخِدْمَةَ ٱلَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ،‏ لِأَشْهَدَ كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ».‏ (‏اع ٢٠:‏٢٤‏)‏ فَبُولُسُ مَا كَانَ لِيَسْمَحَ لِأَيِّ عَائِقٍ،‏ كَٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ أَوِ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّرِسَةِ،‏ أَنْ يَمْنَعَهُ مِنْ إِتْمَامِ تَعْيِينِهِ.‏

١٧ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَحْتَمِلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعَصْرِيُّونَ ٱلشَّدَائِدَ مَهْمَا كَانَ نَوْعُهَا.‏ فَبَعْضُهُمْ يُوَاجِهُونَ ٱلِٱضْطِهَادَ وَٱلْحَظْرَ ٱلْحُكُومِيَّ.‏ وَبَعْضُهُمْ يُصَارِعُونَ بِشَجَاعَةٍ أَمْرَاضًا جَسَدِيَّةً أَوْ نَفْسِيَّةً تُنْهِكُ قِوَاهُمْ.‏ أَمَّا ٱلشَّبَابُ فِي ٱلْمَدَارِسِ فَيُضَيِّقُ عَلَيْهِمْ رُفَقَاؤُهُمْ لِكَيْ يُسَايِرُوا فِي إِيمَانِهِمْ.‏ وَلٰكِنْ عَلَى غِرَارِ بُولُسَ يُعْرِبُ شُهُودُ يَهْوَهَ عَنِ ٱلثَّبَاتِ،‏ بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْعَوَائِقِ ٱلَّتِي تَعْتَرِضُ سَبِيلَهُمْ.‏ فَهُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى ‹ٱلشَّهَادَةِ كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللّٰهِ›.‏

‏«اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ» (‏اعمال ٢٠:‏٢٥-‏٣٨‏)‏

١٨ كَيْفَ بَقِيَ بُولُسُ طَاهِرًا مِنْ دَمِ ٱلْجَمِيعِ،‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِشُيُوخِ أَفَسُسَ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِهِ؟‏

١٨ بَعْدَئِذٍ وَجَّهَ بُولُسُ إِلَى شُيُوخِ أَفَسُسَ تَنْبِيهًا صَرِيحًا،‏ مُسْتَشْهِدًا بِمِثَالِهِ هُوَ.‏ فَبَعْدَ أَنْ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُمْ لَنْ يَرَوْهُ ثَانِيَةً عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ قَالَ:‏ «إِنِّي طَاهِرٌ مِنْ دَمِ ٱلْجَمِيعِ،‏ لِأَنِّي لَمْ أُمْسِكْ عَنْ إِخْبَارِكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ ٱللّٰهِ».‏ فَكَيْفَ لِشُيُوخِ أَفَسُسَ أَنْ يَقْتَدُوا بِهِ وَيَبْقَوْا أَطْهَارًا مِنْ دَمِ ٱلْجَمِيعِ؟‏ أَوْصَاهُمُ ٱلرَّسُولُ:‏ «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ ٱلرَّعِيَّةِ ٱلَّتِي عَيَّنَكُمْ فِيهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ نُظَّارًا،‏ لِتَرْعَوْا جَمَاعَةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي ٱشْتَرَاهَا بِدَمِ ٱبْنِهِ».‏ (‏اع ٢٠:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ ثُمَّ حَذَّرَهُمْ مِنْ أَشْخَاصٍ شَبِيهِينَ ‹بِذِئَابٍ جَائِرَةٍ› سَيَنْسَلُّونَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ وَ «يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ».‏ فَمَاذَا عَلَيْهِمْ فِعْلُهُ لِمُوَاجَهَةِ هٰذَا ٱلْخَطَرِ؟‏ حَضَّهُمْ بُولُسُ:‏ «اِبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ،‏ وَٱذْكُرُوا أَنِّي ثَلَاثَ سِنِينَ،‏ لَيْلًا وَنَهَارًا،‏ لَمْ أَكُفَّ عَنْ أَنْ أُنَبِّهَ كُلَّ وَاحِدٍ بِدُمُوعٍ».‏ —‏ اع ٢٠:‏٢٩-‏٣١‏.‏

١٩ أَيُّ ٱرْتِدَادٍ نَشَأَ بِحُلُولِ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ وَإِلَامَ أَدَّى ذٰلِكَ فِي ٱلْقُرُونِ ٱللَّاحِقَةِ؟‏

١٩ بِحُلُولِ نِهَايَةِ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ كَانَتِ ‹ٱلذِّئَابُ ٱلْجَائِرَةُ› قَدْ ظَهَرَتْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَنَحْوَ سَنَةِ ٩٨ ب‌م،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «يُوجَدُ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ .‏ .‏ .‏ مِنَّا خَرَجُوا،‏ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا؛‏ فَإِنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا،‏ لَبَقُوا مَعَنَا».‏ (‏١ يو ٢:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ أَمَّا بِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ،‏ فَكَانَ ٱلِٱرْتِدَادُ قَدْ أَدَّى إِلَى نَشْأَةِ صَفِّ رِجَالِ ٱلدِّينِ.‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلرَّابِعِ،‏ أَضْفَى ٱلْإِمْبَرَاطُورُ قُسْطَنْطِين طَابَعًا رَسْمِيًّا عَلَى هٰذِهِ «ٱلْمَسِيحِيَّةِ» ٱلْفَاسِدَةِ.‏ وَحِينَ تَبَنَّى ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ طُقُوسًا وَثَنِيَّةً وَأَلْبَسُوهَا قِنَاعًا مَسِيحِيًّا،‏ كَانُوا فِي ٱلْحَقِيقَةِ «يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ».‏ وَلَا تَزَالُ آثَارُ هٰذَا ٱلِٱرْتِدَادِ حَيَّةً فِي تَعَالِيمِ وَتَقَالِيدِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏

٢٠،‏ ٢١ كَيْفَ أَعْرَبَ بُولُسُ عَنْ رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ،‏ وَكَيْفَ يَقْتَدِي بِهِ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي زَمَنِنَا؟‏

٢٠ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ عَاشَ بُولُسُ حَيَاةً تَتَبَايَنُ تَبَايُنًا صَارِخًا مَعَ حَيَاةِ مَنْ حَاوَلُوا لَاحِقًا ٱسْتِغْلَالَ ٱلرَّعِيَّةِ.‏ فَقَدْ عَمِلَ لِإِعَالَةِ نَفْسِهِ كَيْ لَا يُثَقِّلَ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَٱلْجُهُودُ ٱلَّتِي بَذَلَهَا مِنْ أَجْلِ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَمْ تَكُنْ بِهَدَفِ ٱلرِّبْحِ ٱلْمَادِّيِّ.‏ وَقَدْ حَضَّ ٱلرَّسُولُ شُيُوخَ أَفَسُسَ عَلَى ٱلتَّشَبُّهِ بِهِ وَإِظْهَارِ رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ عِنْدَمَا ذَكَرَ:‏ «لَا بُدَّ أَنْ تَعْضُدُوا ٱلضُّعَفَاءَ،‏ وَلَا بُدَّ أَنْ تَذْكُرُوا كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ حِينَ قَالَ:‏ ‹اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ›».‏ —‏ اع ٢٠:‏٣٥‏.‏

٢١ وَعَلَى غِرَارِ بُولُسَ،‏ يَتَحَلَّى ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ بِرُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ فَبِخِلَافِ رِجَالِ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلَّذِينَ يَسْتَغِلُّونَ رَعَايَاهُمْ،‏ يُنْجِزُ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُؤْتَمَنُونَ عَلَى ‹رِعَايَةِ جَمَاعَةِ ٱللّٰهِ› مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ مُتَرَفِّعِينَ عَنِ ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ فَلَا مَكَانَ لِلْكِبْرِيَاءِ وَٱلطُّمُوحِ ٱلْأَنَانِيِّ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ لِأَنَّ مَنْ يَطْلُبُونَ «مَجْدَ أَنْفُسِهِمْ» يَفْشَلُونَ عَلَى ٱلْمَدَى ٱلْبَعِيدِ.‏ (‏ام ٢٥:‏٢٧‏)‏ فَعَاقِبَةُ ٱلِٱجْتِرَاءِ ٱلْوَحِيدَةُ هِيَ ٱلْهَوَانُ.‏ —‏ ام ١١:‏٢‏.‏

بولس ورفاقه يركبون سفينة فيما يودعه الشيوخ وهم يبكون

‏«كان بكاء كثير من الجميع».‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٧

٢٢ مَاذَا حَبَّبَ بُولُسَ إِلَى شُيُوخِ أَفَسُسَ؟‏

٢٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ أَحَبُّوا بُولُسَ لِأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّهُمْ أَوَّلًا.‏ فَعِنْدَمَا حَانَتْ لَحْظَةُ ٱلْوَدَاعِ،‏ «كَانَ بُكَاءٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْجَمِيعِ،‏ وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ وَقَبَّلُوهُ».‏ (‏اع ٢٠:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُكِنُّ شُهُودُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ كُلَّ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّقْدِيرِ لِمَنْ يَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَجْلِ ٱلرَّعِيَّةِ.‏ وَخِتَامًا،‏ بَعْدَ ٱلتَّمَعُّنِ فِي مِثَالِ بُولُسَ ٱلرَّائِعِ،‏ أَلَا تُوَافِقُ أَنَّهُ مَا كَانَ يَتَبَجَّحُ أَوْ يُبَالِغُ حِينَمَا قَالَ:‏ «إِنِّي طَاهِرٌ مِنْ دَمِ ٱلْجَمِيعِ»؟‏ —‏ اع ٢٠:‏٢٦‏.‏

a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏رَسَائِلُ بُولُسَ مِنْ مَقْدُونِيَةَ‏».‏

b مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ بُولُسَ كَتَبَ رِسَالَتَهُ إِلَى أَهْلِ رُومَا خِلَالَ زِيَارَتِهِ هٰذِهِ إِلَى كُورِنْثُوسَ.‏

c اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏بُولُسُ يَنْقُلُ إِعَانَاتٍ‏».‏

d يَسْتَعْمِلُ لُوقَا ضَمِيرَ ٱلْمُتَكَلِّمِ فِي ٱلْأَعْمَال ٢٠:‏٥،‏ ٦‏،‏ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى مَا يَبْدُو أَنَّهُ ٱجْتَمَعَ بِبُولُسَ فِي فِيلِبِّي حَيْثُ كَانَ ٱلرَّسُولُ قَدْ تَرَكَهُ قَبْلَ مُدَّةٍ.‏ —‏ اع ١٦:‏١٠-‏١٧،‏ ٤٠‏.‏

e يُحْتَمَلُ أَنَّ ٱلرِّيَاحَ عَاكَسَتِ ٱلسَّفِينَةَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ.‏ فَٱلرِّحْلَةُ مِنْ فِيلِبِّي إِلَى تَرُوَاسَ ٱسْتَغْرَقَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ،‏ فِي حِينِ ٱسْتَلْزَمَتِ ٱلرِّحْلَةُ نَفْسُهَا سَابِقًا يَوْمَيْنِ فَقَطْ.‏ —‏ اع ١٦:‏١١‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة