مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ش‌ك الفصل ٢٣ ص ٢٠٦-‏٢١٥
  • ‏«اسمعوا دفاعي»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«اسمعوا دفاعي»‏
  • اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏«أَخَذُوا يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ» (‏اعمال ٢١:‏١٨-‏٢٠أ‏)‏
  • ‏«غَيُورُونَ لِلشَّرِيعَةِ» (‏اعمال ٢١:‏٢٠ب،‏ ٢١‏)‏
  • ‏«لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا يُشَاعُ .‏ .‏ .‏ صَحِيحًا» (‏اعمال ٢١:‏٢٢-‏٢٦‏)‏
  • ‏«لَيْسَ بِجَدِيرٍ أَنْ يَحْيَا!‏» (‏اعمال ٢١:‏٢٧–‏٢٢:‏٣٠‏)‏
  • ‏«أَنَا فَرِّيسِيٌّ» (‏اعمال ٢٣:‏١-‏١٠‏)‏
  • الدفاع عن البشارة امام الحكام
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٦
  • اسئلة من القراء
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٥
  • نادوا بجرأة بملكوت يهوه!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • المسيحيون الاولون والشريعة الموسوية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
المزيد
اشهدوا كاملا عن ملكوت اللّٰه
ش‌ك الفصل ٢٣ ص ٢٠٦-‏٢١٥

الفصل ٢٣

‏«اِسْمَعُوا دِفَاعِي»‏

بُولُسُ يُدَافِعُ عَنِ ٱلْحَقِّ أَمَامَ ٱلرَّعَاعِ وَٱلسَّنْهَدْرِيمِ

مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٢١:‏١٨–‏٢٣:‏١٠

١،‏ ٢ مَاذَا أَتَى بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ وَأَيَّ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُ هُنَاكَ؟‏

وَأَخِيرًا .‏ .‏ .‏ يَصِلُ ٱلرَّسُولُ مَدِينَةَ أُورُشَلِيمَ.‏ أُورُشَلِيمُ،‏ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةُ ٱلَّتِي خَطَّتْ فُصُولًا فِي تَارِيخِ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ هَا هُوَ ٱلْآنَ يَمْشِي فِي شَوَارِعِهَا ٱلضَّيِّقَةِ ٱلْمُزْدَحِمَةِ،‏ مُفْتَكِرًا فِي شَعْبِهَا ٱلْعَائِشِ عَلَى ٱلْأَمْجَادِ ٱلْغَابِرَةِ.‏ وَمَعَ ٱلْأَسَفِ،‏ يَعْرِفُ بُولُسُ أَنَّ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ عَالِقُونَ هُمْ أَيْضًا فِي شِبَاكِ ٱلْمَاضِي وَعَاجِزُونَ عَنْ مُوَاكَبَةِ مَقَاصِدِ يَهْوَهَ ٱلتَّقَدُّمِيَّةِ.‏ فِي ٱلْأَصْلِ،‏ صَمَّمَ ٱلرَّسُولُ لَمَّا كَانَ فِي أَفَسُسَ عَلَى زِيَارَةِ أُورُشَلِيمَ لِمُسَاعَدَةِ إِخْوَتِهِ ٱلْمُعْوِزِينَ رَغْمَ ٱلْمَخَاطِرِ ٱلْمُحْدِقَةِ بِهِ.‏ (‏اع ١٩:‏٢١‏)‏ لٰكِنَّهُ ٱلْآنَ يَلْمُسُ حَاجَةً أَقْوَى وَأَشَدَّ.‏ فَإِخْوَتُهُ يُعَانُونَ مِنْ عَوَزٍ رُوحِيٍّ!‏

٢ وَمَاذَا تُخَبِّئُ ٱلْأَيَّامُ لِلرَّسُولِ فِي أُورُشَلِيمَ؟‏ مِنْ نَاحِيَةٍ،‏ سَيُوَاجِهُ تَحَدِّيًا مَصْدَرُهُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ أَنْفُسُهُمْ.‏ فَبَعْضُهُمْ مُضْطَرِبٌ جَرَّاءَ مَا يُشَاعُ عَنْهُ.‏ لٰكِنَّ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلْكُبْرَى سَتَأْتِي مِنْ أَعْدَاءِ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَهٰؤُلَاءِ سَيَتَّهِمُونَهُ ٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً وَيَضْرِبُونَهُ وَيُهَدِّدُونَ بِقَتْلِهِ.‏ لَا رَيْبَ إِذًا أَنَّ ٱلرَّسُولَ فِي وَضْعٍ لَا يُحْسَدُ عَلَيْهِ.‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ يَسْتَغِلُّ ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُهُ لِلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ وَفِي وَجْهِ هٰذِهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ،‏ يَرْسُمُ بُولُسُ مِثَالًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلشَّجَاعَةِ وَٱلْإِيمَانِ لِجَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ سَوِيًّا فِي مُجْرَيَاتِ ٱلْأَحْدَاثِ.‏

‏«أَخَذُوا يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ» (‏اعمال ٢١:‏١٨-‏٢٠أ‏)‏

٣-‏٥ (‏أ)‏ أَيَّ ٱجْتِمَاعٍ حَضَرَ بُولُسُ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ وَمَاذَا نُوقِشَ خِلَالَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنِ ٱجْتِمَاعِ بُولُسَ مَعَ ٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ؟‏

٣ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي تَلَا وُصُولَ بُولُسَ وَرِفَاقِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ ذَهَبُوا لِمُقَابَلَةِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُشْرِفِينَ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَهُنَا لَا يَأْتِي ٱلسِّجِلُّ عَلَى ذِكْرِ أَيٍّ مِنَ ٱلرُّسُلِ ٱلْبَاقِينَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَلَعَلَّهُمْ سَافَرُوا جَمِيعًا لِلْخِدْمَةِ فِي مَنَاطِقَ أُخْرَى.‏ غَيْرَ أَنَّ يَعْقُوبَ أَخَا يَسُوعَ كَانَ لَا يَزَالُ فِي ٱلْمَدِينَةِ.‏ (‏غل ٢:‏٩‏)‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ تَرَأَّسَ هُوَ ٱلِٱجْتِمَاعَ ٱلَّذِي حَضَرَهُ «ٱلشُّيُوخُ كُلُّهُمْ»،‏ إِضَافَةً إِلَى بُولُسَ.‏ —‏ اع ٢١:‏١٨‏.‏

٤ بِدَايَةً،‏ سَلَّمَ بُولُسُ عَلَى ٱلشُّيُوخِ «وَشَرَعَ يَرْوِي بِٱلتَّفْصِيلِ مَا فَعَلَهُ ٱللّٰهُ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ».‏ (‏اع ٢١:‏١٩‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ تَشَجَّعُوا جِدًّا بِمَا سَمِعُوهُ كَمَا نَتَشَجَّعُ نَحْنُ أَيْضًا حِينَ نَسْمَعُ عَنْ تَقَدُّمِ ٱلْعَمَلِ فِي بُلْدَانٍ أُخْرَى.‏ —‏ ام ٢٥:‏٢٥‏.‏

٥ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ ذَكَرَ بُولُسُ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ أَنَّهُ يَحْمِلُ تَبَرُّعَاتٍ مِنْ أُورُوبَّا.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱهْتِمَامَ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْمَنَاطِقِ ٱلْبَعِيدَةِ بَثَّ ٱلْفَرَحَ وَٱلِٱمْتِنَانَ فِي قُلُوبِ سَامِعِي بُولُسَ.‏ فَلَمَّا سَمِعُوا تَقْرِيرَهُ،‏ «أَخَذُوا يُمَجِّدُونَ ٱللّٰهَ».‏ (‏اع ٢١:‏٢٠أ‏)‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَتَأَثَّرُ مَنْ يُعَانُونَ ٱلْيَوْمَ جَرَّاءَ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ أَوِ ٱلْأَمْرَاضِ ٱلْخَطِيرَةِ مِنْ كَلِمَاتِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُشَجِّعَةِ وَٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُونَهَا فِي حِينِهَا.‏

‏«غَيُورُونَ لِلشَّرِيعَةِ» (‏اعمال ٢١:‏٢٠ب،‏ ٢١‏)‏

٦ أَيُّ مُشْكِلَةٍ أُطْلِعَ عَلَيْهَا بُولُسُ؟‏

٦ أَطْلَعَ ٱلشُّيُوخُ بُولُسَ عَلَى مُشْكِلَةٍ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ تَعْنِيهِ مُبَاشَرَةً.‏ قَالُوا:‏ «أَنْتَ تَرَى،‏ أَيُّهَا ٱلْأَخُ،‏ كَمْ أَلْفٍ مِنَ ٱلْيَهُودِ قَدْ آمَنُوا،‏ وَكُلُّهُمْ غَيُورُونَ لِلشَّرِيعَةِ.‏ وَقَدْ سَمِعُوا مَا يُشَاعُ عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ كُلَّ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ ٱلِٱرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى،‏ قَائِلًا لَهُمْ أَلَّا يَخْتِنُوا أَوْلَادَهُمْ وَلَا يَسِيرُوا فِي ٱلْعَوَائِدِ ٱلْمُتَّبَعَةِ».‏a —‏ اع ٢١:‏٢٠ب،‏ ٢١‏.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ أَيُّ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ تَبَنَّاهَا مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ لَمْ يُعْتَبَرِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ ٱلَّذِينَ تَبَنَّوْا نَظْرَةً خَاطِئَةً أَيَّامَ بُولُسَ مُرْتَدِّينَ؟‏

٧ بَادِئَ ذِي بَدْءٍ،‏ لِمَ ظَلَّ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ غَيُورِينَ لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ حَتَّى بَعْدَ مُضِيِّ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ سَنَةً عَلَى إِبْطَالِهَا؟‏ (‏كو ٢:‏١٤‏)‏ أَوَلَمْ يَبْعَثِ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمُجْتَمِعُونَ فِي أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٤٩ ب‌م بِرِسَالَةٍ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ تُوضِحُ أَنْ لَا حَاجَةَ لِلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ إِلَى ٱلِٱخْتِتَانِ وَٱتِّبَاعِ ٱلشَّرِيعَةِ؟‏!‏ (‏اع ١٥:‏٢٣-‏٢٩‏)‏ هٰذَا صَحِيحٌ،‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ لَمْ تَأْتِ عَلَى ذِكْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ ٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَوْعِبْ جُزْءٌ كَبِيرٌ مِنْهُمْ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ مَا عَادَتْ سَارِيَةَ ٱلْمَفْعُولِ.‏

٨ فَهَلْ جَرَّدَتْ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْخَاطِئَةُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ مِنْ أَهْلِيَّتِهِمْ أَنْ يُدْعَوْا مَسِيحِيِّينَ؟‏ كَلَّا.‏ فَنَحْنُ لَا نَتَكَلَّمُ عَنْ أَشْخَاصٍ كَانُوا عَبَدَةَ أَصْنَامٍ وَلَا يَزَالُونَ يُرِيدُونَ ٱتِّبَاعَ عَادَاتِهِمِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْوَثَنِيَّةِ.‏ فَيَهْوَهُ نَفْسُهُ هُوَ مَنْ وَضَعَ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلَّتِي يُجِلُّونَهَا.‏ وَهِيَ لَا تَشْتَمِلُ عَلَى أَيَّةِ عَنَاصِرَ شَيْطَانِيَّةٍ أَوْ سَيِّئَةٍ بِحَدِّ ذَاتِهَا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ٱرْتَبَطَتْ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةُ بِٱلْعَهْدِ ٱلْقَدِيمِ.‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ فَهُمْ تَحْتَ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ.‏ وَمَا عَادَ حِفْظُ ٱلشَّرِيعَةِ يُجْدِي ٱلْعُبَّادَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ نَفْعًا.‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْغَيُورِينَ لِلشَّرِيعَةِ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ وَٱفْتَقَرُوا إِلَى ٱلثِّقَةِ بِٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ لِذَا وَجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَوْلِبُوا تَفْكِيرَهُمْ وَفْقَ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْجَدِيدِ.‏b —‏ ار ٣١:‏٣١-‏٣٤؛‏ لو ٢٢:‏٢٠‏.‏

‏«لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا يُشَاعُ .‏ .‏ .‏ صَحِيحًا» (‏اعمال ٢١:‏٢٢-‏٢٦‏)‏

٩ مَاذَا عَلَّمَ بُولُسُ بِشَأْنِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟‏

٩ وَمَاذَا عَنِ ٱلْإِشَاعَاتِ ٱلْقَائِلَةِ إِنَّ بُولُسَ يُعَلِّمُ ٱلْيَهُودَ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ «أَلَّا يَخْتِنُوا أَوْلَادَهُمْ وَلَا يَسِيرُوا فِي ٱلْعَوَائِدِ ٱلْمُتَّبَعَةِ»؟‏ كَانَ بُولُسُ رَسُولًا لِلْأُمَمِ.‏ وَٱنْسِجَامًا مَعَ قَرَارِ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ،‏ بَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ غَيْرُ مُلْزَمِينَ بِٱلْخُضُوعِ لِلشَّرِيعَةِ.‏ كَمَا خَطَّأَ كُلَّ مَنْ حَاوَلَ إِقْنَاعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ بِٱلِٱخْتِتَانِ دَلَالَةً عَلَى خُضُوعِهِمْ لَهَا.‏ (‏غل ٥:‏١-‏٧‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ كَرَزَ ٱلرَّسُولُ لِلْيَهُودِ فِي ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي زَارَهَا.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّهُ فَسَّرَ لِلْمُتَجَاوِبِينَ بَيْنَهُمْ أَنَّ مَوْتَ يَسُوعَ عَتَّقَ ٱلشَّرِيعَةَ،‏ وَأَنَّ ٱلْمَرْءَ يَتَبَرَّرُ بِٱلْإِيمَانِ وَلَيْسَ بِأَعْمَالِ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ —‏ رو ٢:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ٣:‏٢١-‏٢٦‏.‏

١٠ أَيُّ مَوْقِفٍ مُتَّزِنٍ تَبَنَّاهُ بُولُسُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْخِتَانِ؟‏

١٠ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ تَفَهَّمَ بُولُسُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ ٱرْتَاحُوا لِحِفْظِ بَعْضِ ٱلْعَوَائِدِ ٱلْيَهُودِيَّةِ،‏ كَٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْعَمَلِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ أَوِ ٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْ بَعْضِ ٱلْأَطْعِمَةِ.‏ (‏رو ١٤:‏١-‏٦‏)‏ وَفِي مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ،‏ لَمْ يَضَعِ ٱلرَّسُولُ قَوَاعِدَ مُحَدَّدَةً.‏ حَتَّى إِنَّهُ طَلَبَ مِنْ تِيمُوثَاوُسَ ٱلَّذِي كَانَ أَبُوهُ يُونَانِيًّا أَنْ يَخْتَتِنَ،‏ لِكَيْلَا يَتَحَفَّظَ ٱلْيَهُودُ فِي ٱلتَّعَامُلِ مَعَهُ.‏ (‏اع ١٦:‏٣‏)‏ فَٱلْخِتَانُ مَسْأَلَةٌ شَخْصِيَّةٌ يَعُودُ لِكُلِّ ٱمْرِئٍ حُرِّيَّةُ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارِ بِشَأْنِهَا.‏ قَالَ بُولُسُ لِلْغَلَاطِيِّينَ:‏ «لَا قِيمَةَ لِلْخِتَانِ وَلَا لِلْغَلَفِ،‏ بَلْ لِلْإِيمَانِ ٱلْعَامِلِ بِٱلْمَحَبَّةِ».‏ (‏غل ٥:‏٦‏)‏ وَلٰكِنْ فِي حَالِ ٱعْتَبَرَ أَحَدٌ ٱلْخِتَانَ شَرْطًا لِنَيْلِ ٱلرِّضَى ٱلْإِلٰهِيِّ أَوْ أَقْدَمَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ ٱنْصِيَاعًا لِلشَّرِيعَةِ،‏ فَذٰلِكَ يَكُونُ دَلَالَةً عَلَى قِلَّةِ إِيمَانِهِ.‏

١١ أَيُّ إِرْشَادٍ قَدَّمَهُ ٱلشُّيُوخُ لِبُولُسَ،‏ وَعَلَامَ ٱشْتَمَلَ كَمَا يَبْدُو؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

١١ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّائِعَاتِ كَانَتْ مُلَفَّقَةً بِٱلْكَامِلِ،‏ إِلَّا أَنَّهَا أَزْعَجَتِ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ.‏ لِذَا قَدَّمَ ٱلشُّيُوخُ لِبُولُسَ ٱلِٱقْتِرَاحَ ٱلتَّالِيَ:‏ «عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ.‏ خُذْ هٰؤُلَاءِ وَتَطَهَّرْ مَعَهُمْ بِحَسَبِ ٱلطُّقُوسِ وَٱهْتَمَّ بِنَفَقَاتِهِمْ لِكَيْ يَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ.‏ وَهٰكَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا يُشَاعُ عَنْكَ صَحِيحًا،‏ بَلْ أَنَّكَ تَسْلُكُ بِتَرْتِيبٍ،‏ وَأَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا تَحْفَظُ ٱلشَّرِيعَةَ».‏c —‏ اع ٢١:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

١٢ كَيْفَ أَعْرَبَ بُولُسُ عَنِ ٱلْمُرُونَةِ وَٱلتَّعَاوُنِ فِي تَجَاوُبِهِ مَعَ مَشُورَةِ شُيُوخِ أُورُشَلِيمَ؟‏

١٢ كَانَ فِي وِسْعِ بُولُسَ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَى ٱلنَّصِيحَةِ،‏ مُشِيرًا أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ لَمْ تَكْمُنْ فِي ٱلشَّائِعَاتِ،‏ بَلْ فِي غَيْرَةِ أُولٰئِكَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ مُسْتَعِدًّا لِلتَّحَلِّي بِٱلْمُرُونَةِ شَرْطَ أَلَّا يُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ.‏ كَتَبَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ:‏ «صِرْتُ .‏ .‏ .‏ لِلَّذِينَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ كَأَنِّي تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ مَعَ أَنَّنِي شَخْصِيًّا لَسْتُ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ لِأَرْبَحَ ٱلَّذِينَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ».‏ (‏١ كو ٩:‏٢٠‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ تَعَاوَنَ ٱلرَّسُولُ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ مَعَ شُيُوخِ أُورُشَلِيمَ ‹كَأَنَّهُ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ›.‏ وَمِثَالُهُ ٱلْحَسَنُ يَدْفَعُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلشُّيُوخِ وَلَا نُصِرَّ عَلَى آرَائِنَا.‏ —‏ عب ١٣:‏١٧‏.‏

بولس يذعن لطلب الشيوخ؛‏ اجتماع شيوخ في ايامنا

أذعن بولس عندما لم ينتهك اي من مبادئ الكتاب المقدس،‏ فهل تتمثل به؟‏

اَلْقَانُونُ وَٱلْمُوَاطِنِيَّةُ فِي ٱلدَّوْلَةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ

قَلَّمَا تَدَخَّلَ ٱلرُّومَانُ فِي ٱلشُّؤُونِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ لِلْوِلَايَاتِ ٱلتَّابِعَةِ لَهُمْ.‏ لِذٰلِكَ أُدِيرَتِ ٱلشُّؤُونُ ٱلْيَهُودِيَّةُ عُمُومًا وَفْقًا لِشَرَائِعِ ٱلْيَهُودِ.‏ مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ،‏ مَا كَانَ ٱلرُّومَانُ لِيَتَدَخَّلُوا فِي قَضِيَّةِ بُولُسَ لَوْ لَمْ يُؤَدِّ ظُهُورُهُ فِي ٱلْهَيْكَلِ إِلَى بَلْبَلَةٍ هَدَّدَتِ ٱلنِّظَامَ ٱلْعَامَّ.‏

وَمَاذَا عَنْ عَلَاقَةِ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلرُّومَانِيَّةِ بِسُكَّانِ ٱلْوِلَايَاتِ؟‏ اِسْتَبَدَّتِ ٱلسُّلُطَاتُ بِمَنْ لَا يَحْمِلُونَ ٱلْجِنْسِيَّةَ ٱلرُّومَانِيَّةَ،‏ إِلَّا أَنَّهَا عَامَلَتِ ٱلْمُوَاطِنِينَ ٱلرُّومَانَ بِطَرِيقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏f فَقَدْ كَفَلَتِ ٱلْجِنْسِيَّةُ لِحَامِلِهَا ٱمْتِيَازَاتٍ مَصُونَةً وَمُعْتَرَفًا بِهَا فِي كَافَّةِ أَرْجَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حَرَّمَ ٱلْقَانُونُ تَقْيِيدَ أَوْ ضَرْبَ رُومَانِيٍّ غَيْرِ مَحْكُومٍ عَلَيْهِ عَلَى ٱعْتِبَارِ أَنَّ مُعَامَلَةً كَهٰذِهِ لَا تَلِيقُ إِلَّا بِٱلْعَبِيدِ.‏ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ تَمَتَّعَ ٱلْمُوَاطِنُونَ بِحَقِّ ٱسْتِئْنَافِ ٱلْأَحْكَامِ ٱلصَّادِرَةِ عَنِ ٱلْوُلَاةِ إِلَى ٱلْإِمْبَرَاطُورِ فِي رُومَا.‏

وَكَانَتْ ٱلْجِنْسِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ تُنْقَلُ مِنْ جِيلٍ إِلَى آخَرَ بِٱلْوِرَاثَةِ.‏ كَمَا مَنَحَهَا ٱلْأَبَاطِرَةُ أَحْيَانًا لِأَفْرَادٍ مُعَيَّنِينَ أَوْ لِجَمِيعِ ٱلسُّكَّانِ ٱلْأَحْرَارِ فِي مَدِينَةٍ أَوْ إِقْلِيمٍ مُكَافَأَةً عَلَى خِدْمَاتٍ أَسْدَوْهَا لِلدَّوْلَةِ.‏ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ ٱكْتَسَبَ هٰذِهِ ٱلْجِنْسِيَّةَ ٱلْجُنُودُ ٱلَّذِينَ سُرِّحُوا مِنَ ٱلْجَيْشِ ٱلرُّومَانِيِّ بَعْدَمَا حَارَبُوا مَعَهُ،‏ وَٱلْعَبِيدُ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوْا حُرِّيَّتَهُمْ مِنْ مُوَاطِنٍ رُومَانِيٍّ أَوِ ٱلَّذِينَ أَعْتَقَهُمْ أَشْخَاصٌ رُومَانِيُّونَ.‏ وَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ كَانَ مُمْكِنًا فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ شِرَاءُ ٱلْجِنْسِيَّةِ،‏ كَمَا فَعَلَ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاسُ.‏ قَالَ لِبُولُسَ:‏ «إِنِّي بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ ٱشْتَرَيْتُ حُقُوقَ ٱلْمُوَاطِنِيَّةِ هٰذِهِ».‏ أَمَّا بُولُسُ فَقَدْ «وُلِدَ» رُومَانِيًّا.‏ (‏اع ٢٢:‏٢٨‏)‏ لِذٰلِكَ لَا بُدَّ أَنَّ أَحَدَ آبَائِهِ ٱكْتَسَبَ ٱلْجِنْسِيَّةَ بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى.‏

f مَا كُنَّا لِنَجِدَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمُوَاطِنِينَ ٱلرُّومَانِيِّينَ بَيْنَ سُكَّانِ ٱلْيَهُودِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِلْمِيلَادِ.‏ فَٱلْجِنْسِيَّةُ لَمْ تُمْنَحْ لِجَمِيعِ سُكَّانِ ٱلْوِلَايَاتِ إِلَّا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ.‏

‏«لَيْسَ بِجَدِيرٍ أَنْ يَحْيَا!‏» (‏اعمال ٢١:‏٢٧–‏٢٢:‏٣٠‏)‏

١٣ (‏أ)‏ لِمَ أَثَارَ بَعْضُ ٱلْيَهُودِ جَلَبَةً فِي ٱلْهَيْكَلِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أُنْقِذَتْ حَيَاةُ بُولُسَ؟‏

١٣ لَمْ تَسِرِ ٱلْأُمُورُ عَلَى مَا يُرَامُ فِي ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَلَمَّا أَوْشَكَتْ أَيَّامُ ٱلتَّطْهِيرِ أَنْ تَنْتَهِيَ،‏ رَأَى يَهُودٌ مِنْ آسِيَا بُولُسَ وَٱتَّهَمُوهُ زُورًا بِإِدْخَالِ أُمَمِيِّينَ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ،‏ مِمَّا أَوْقَعَ ٱلْمَدِينَةَ فِي ٱضْطِرَابٍ كَبِيرٍ.‏ وَلَوْ لَمْ يَتَدَخَّلْ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيُّ،‏ لَضُرِبَ ٱلرَّسُولُ حَتَّى ٱلْمَوْتِ.‏ فَهَلِ ٱنْتَهَتِ ٱلْقِصَّةُ هُنَا؟‏ كَلَّا.‏ فَقَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱعْتَقَلَ بُولُسَ ٱلَّذِي لَمْ يَسْتَعِدْ حُرِّيَّتَهُ إِلَّا بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ سَنَوَاتٍ.‏ وَظَلَّ ٱلرَّسُولُ فِي دَائِرَةِ ٱلْخَطَرِ حَتَّى وَهُوَ مُعْتَقَلٌ.‏ فَعِنْدَمَا سَأَلَ ٱلْقَائِدُ ٱلرُّومَانِيُّ ٱلْيَهُودَ عَنْ سَبَبِ ٱلْهُجُومِ عَلَى بُولُسَ،‏ رَاحَ كُلٌّ يَصِيحُ مُجِيبًا بِشَيْءٍ.‏ وَبِسَبَبِ ٱلْجَلَبَةِ،‏ لَمْ تَتَوَضَّحْ لَهُ ٱلْمَسْأَلَةُ.‏ ثُمَّ تَفَاقَمَ ٱلْوَضْعُ حَتَّى ٱضْطُرَّ ٱلْجُنُودُ أَنْ يَحْمِلُوهُ بَعِيدًا عَنِ ٱلْمَكَانِ.‏ وَلٰكِنْ قُبَيْلَ دُخُولِ ٱلثُّكْنَةِ،‏ قَالَ بُولُسُ لِلْقَائِدِ ٱلرُّومَانِيِّ:‏ «أَرْجُو مِنْكَ أَنْ تَسْمَحَ لِي بِأَنْ أُكَلِّمَ ٱلشَّعْبَ».‏ (‏اع ٢١:‏٣٩‏)‏ فَوَافَقَ ٱلْقَائِدُ وَٱبْتَدَأَ ٱلرَّسُولُ يُدَافِعُ عَنْ إِيمَانِهِ بِشَجَاعَةٍ.‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ مَاذَا أَوْضَحَ بُولُسُ لِلْيَهُودِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا فَعَلَ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيُّ لِيَكْتَشِفَ سَبَبَ غَضَبِ ٱلْيَهُودِ؟‏

١٤ اِسْتَهَلَّ بُولُسُ كَلَامَهُ بِٱلْقَوْلِ:‏ «اِسْمَعُوا دِفَاعِي».‏ (‏اع ٢٢:‏١‏)‏ وَقَدِ ٱخْتَارَ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ،‏ فَهَدَأَ رَوْعُهُمْ وَرَاحُوا يُصْغُونَ إِلَيْهِ.‏ ثُمَّ شَرَحَ لَهُمْ صَرَاحَةً لِمَ أَصْبَحَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ،‏ ذَاكِرًا وَقَائِعَ يُمْكِنُهُمُ ٱلتَّحَقُّقُ مِنْهَا إِذَا مَا شَاءُوا.‏ فَرَوَى أَنَّهُ دَرَسَ عِنْدَ قَدَمَيِ ٱلْمُعَلِّمِ ٱلشَّهِيرِ غَمَالَائِيلَ وَأَنَّهُ ٱضْطَهَدَ أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي عَرَفَهُ بَعْضُ حُضُورِهِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ.‏ ثُمَّ قَصَّ عَلَيْهِمْ مَا حَدَثَ مَعَهُ وَهُوَ مُتَّجِهٌ إِلَى دِمَشْقَ.‏ فَقَدْ تَرَاءَى لَهُ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمُقَامُ وَتَحَدَّثَ إِلَيْهِ.‏ أَمَّا رِفَاقُهُ فِي ٱلسَّفَرِ فَرَأَوْا نُورًا سَاطِعًا وَسَمِعُوا صَوْتًا لٰكِنَّهُمْ لَمْ «يُمَيِّزُوا» مَا يَسْمَعُونَ.‏ (‏اع ٩:‏٧؛‏ ٢٢:‏٩‏،‏ الترجمة العربية المبسطة‏)‏ وَبِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا،‏ فَقَدَ بُولُسُ نَظَرَهُ وَلَزِمَ أَنْ يَقُودَهُ رِفَاقُهُ إِلَى دِمَشْقَ.‏ وَهُنَاكَ أَعَادَ إِلَيْهِ بَصَرَهُ رَجُلٌ مَعْرُوفٌ عِنْدَ يَهُودِ تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ يُدْعَى حَنَانِيَّا.‏

١٥ بِعْدَئِذٍ تَابَعَ بُولُسُ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ يَسُوعَ تَرَاءَى لَهُ فِي ٱلْهَيْكَلِ بَعْدَ عَوْدَتِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ وَمَا إِنْ سَمِعَ ٱلْيَهُودُ ذٰلِكَ حَتَّى ثَارَتْ ثَائِرَتُهُمْ وَشَرَعُوا يَصِيحُونَ:‏ «اِنْزِعْ مِثْلَ هٰذَا مِنَ ٱلْأَرْضِ،‏ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِجَدِيرٍ أَنْ يَحْيَا!‏».‏ (‏اع ٢٢:‏٢٢‏)‏ إِذَّاكَ طَلَبَ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ إِدْخَالَهُ إِلَى ٱلثُّكْنَةِ خَوْفًا عَلَى حَيَاتِهِ.‏ ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يَسْتَجْوِبُوهُ تَحْتَ ٱلْجَلْدِ لِيَعْرِفَ مَا سَبَبُ غَضَبِ ٱلْيَهُودِ.‏ غَيْرَ أَنَّ بُولُسَ ٱسْتَعَانَ بِحِمَايَةٍ يَكْفِلُهَا لَهُ ٱلْقَانُونُ،‏ إِذْ كَشَفَ أَنَّهُ مُوَاطِنٌ رُومَانِيٌّ.‏ وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَسْتَفِيدُ عُبَّادُ يَهْوَهَ عَصْرِيًّا مِنَ ٱلْحِمَايَةِ ٱلَّتِي يُوَفِّرُهَا لَهُمُ ٱلْقَانُونُ لِلدِّفَاعِ عَنْ إِيمَانِهِمْ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَيْنِ «‏اَلْقَانُونُ وَٱلْمُوَاطِنِيَّةُ فِي ٱلدَّوْلَةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ‏»،‏ وَ«‏مَعَارِكُ قَانُونِيَّةٌ فِي أَيَّامِنَا‏».‏)‏ وَحِينَ عَلِمَ ٱلْقَائِدُ أَنَّ بُولُسَ مُوَاطِنٌ رُومَانِيٌّ،‏ أَدْرَكَ أَنَّهُ مُضْطَرٌّ أَنْ يَلْجَأَ إِلَى وَسِيلَةٍ أُخْرَى لِٱسْتِقَاءِ ٱلْمَعْلُومَاتِ.‏ فَأَمَرَ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلْيَهُودِيَّةَ ٱلْعُلْيَا،‏ ٱلْمَعْرُوفَةَ بِٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ بِعَقْدِ جَلْسَةٍ ٱسْتِثْنَائِيَّةٍ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي لِيَمْثُلَ بُولُسُ أَمَامَهَا.‏

مَعَارِكُ قَانُونِيَّةٌ فِي أَيَّامِنَا

عَلَى غِرَارِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ،‏ يَلْجَأُ شُهُودُ يَهْوَهَ ٱلْعَصْرِيُّونَ إِلَى جَمِيعِ ٱلْوَسَائِلِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلْمُتَاحَةِ لِمُحَارَبَةِ ٱلْقُيُودِ ٱلْمَفْرُوضَةِ عَلَى عَمَلِهِمِ ٱلْكِرَازِيِّ.‏ لِذَا تَرَاهُمْ مُنْهَمِكِينَ «فِي ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ وَتَثْبِيتِهَا قَانُونِيًّا».‏ —‏ في ١:‏٧‏.‏

فَخِلَالَ عِشْرِينَاتِ وَثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي،‏ ٱعْتُقِلَ ٱلْمِئَاتُ بِتُهْمَةِ تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَانَتْ هُنَاكَ ٨٩٧ قَضِيَّةً مُعَلَّقَةً فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ بِحُلُولِ عَامِ ١٩٢٦.‏ وَقَدْ بَلَغَ عَدَدُ ٱلدَّعَاوَى حَدًّا ٱسْتَوْجَبَ تَأْسِيسَ قِسْمِ ٱلْقَضَايَا ٱلْقَانُونِيَّةِ فِي فَرْعِ أَلْمَانِيَا.‏ وَفِي ٱلثَّلَاثِينَاتِ،‏ وَصَلَ عَدَدُ ٱلِٱعْتِقَالَاتِ بِسَبَبِ ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ وَحْدَهَا إِلَى ٱلْمِئَاتِ سَنَوِيًّا.‏ حَتَّى إِنَّ هٰذَا ٱلْعَدَدَ بَلَغَ ١٤٩‏,١ عَامَ ١٩٣٦.‏ فَتَأَسَّسَ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ أَيْضًا قِسْمُ ٱلْقَضَايَا ٱلْقَانُونِيَّةِ بِهَدَفِ تَأْمِينِ ٱلِٱسْتِشَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱللَّازِمَةِ.‏ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٥٣٠ دَعْوَى رُفِعَتْ ضِدَّ ٱلشُّهُودِ فِي رُومَانِيَا بَيْنَ ٱلْعَامَيْنِ ١٩٣٣ وَ ١٩٣٩.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَحْكَمَةَ ٱلرُّومَانِيَّةَ ٱلْعُلْيَا حَكَمَتْ لِصَالِحِ ٱلشُّهُودِ فِي دَعَاوَى ٱسْتِئْنَافٍ كَثِيرَةٍ.‏ وَقَدْ شَهِدَتْ بُلْدَانٌ عَدِيدَةٌ تَطَوُّرَاتٍ مُمَاثِلَةً.‏

وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى،‏ تَنْشَأُ مَشَاكِلُ قَانُونِيَّةٌ عِنْدَمَا يَمْتَنِعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِسَبَبِ ضَمِيرِهِمْ عَنِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي نَشَاطَاتٍ تَنْتَهِكُ حِيَادَهُمْ.‏ (‏اش ٢:‏٢-‏٤؛‏ يو ١٧:‏١٤‏)‏ كَمَا يَتَّهِمُهُمُ ٱلْمُقَاوِمُونَ زُورًا بِٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْفِتْنَةِ،‏ مِمَّا يُؤَدِّي أَحْيَانًا إِلَى حَظْرِ نَشَاطَاتِهِمْ بِٱلْكَامِلِ.‏ وَلٰكِنْ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ أَدْرَكَتْ حُكُومَاتٌ كَثِيرَةٌ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ لَا يُشَكِّلُونَ أَيَّ خَطَرٍ عَلَيْهَا.‏g

g لِمَعْلُومَاتٍ مُفَصَّلَةٍ عَنِ ٱنْتِصَارَاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْقَانُونِيَّةِ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ،‏ اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٣٠ مِنْ كِتَابِ شُهُودُ يَهْوَهَ —‏ مُنَادُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏

‏«أَنَا فَرِّيسِيٌّ» (‏اعمال ٢٣:‏١-‏١٠‏)‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ صِفُوا مَا حَدَثَ حِينَ خَاطَبَ بُولُسُ ٱلسَّنْهَدْرِيمَ.‏ (‏ب)‏ كَيْفَ رَسَمَ بُولُسُ مِثَالًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ عِنْدَمَا ضُرِبَ؟‏

١٦ اِسْتَهَلَّ بُولُسُ مُرَافَعَتَهُ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ لَقَدْ سَلَكْتُ أَمَامَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ ضَمِيرٍ نَقِيٍّ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».‏ (‏اع ٢٣:‏١‏)‏ وَمَا كَادَ يُنْهِي كَلَامَهُ حَتَّى «أَمَرَ حَنَانِيَّا،‏ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ،‏ ٱلْوَاقِفِينَ بِجَانِبِهِ أَنْ يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ».‏ (‏اع ٢٣:‏٢‏)‏ إِهَانَةٌ سَافِرَةٌ لَا تَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي تَحَيُّزِهِمْ.‏ فَقَدْ حَسَمُوا قَرَارَهُمْ وَٱعْتَبَرُوهُ كَاذِبًا حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَتَفَوَّهَ بِكَلِمَةٍ لِيُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ!‏ لَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يَرُدَّ قَائِلًا:‏ «سَيَضْرِبُكَ ٱللّٰهُ،‏ أَيُّهَا ٱلْحَائِطُ ٱلْمُكَلَّسُ!‏ أَتَجْلِسُ لِتُحَاكِمَنِي بِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَأْمُرُ بِضَرْبِي،‏ مُتَعَدِّيًا عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ؟‏».‏ —‏ اع ٢٣:‏٣‏.‏

١٧ صُدِمَ بَعْضُ ٱلْحَاضِرِينَ مِمَّا حَدَثَ؛‏ وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يَسْتَهْجِنُوا ضَرْبَ بُولُسَ،‏ ٱسْتَنْكَرُوا رَدَّةَ فِعْلِهِ!‏ سَأَلُوهُ:‏ «أَتَشْتُمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ ٱللّٰهِ؟‏».‏ فَجَاءَ جَوَابُ ٱلرَّسُولِ دَرْسًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱحْتِرَامِ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ أَجَابَ:‏ «لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ،‏ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ.‏ لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:‏ ‹رَئِيسُ شَعْبِكَ لَا تَقُلْ فِيهِ سُوءًا›».‏d (‏اع ٢٣:‏٤،‏ ٥؛‏ خر ٢٢:‏٢٨‏)‏ ثُمَّ تَبَنَّى بُولُسُ إِسْتِرَاتِيجِيَّةً مُخْتَلِفَةً كُلِّيًّا.‏ فَإِذْ لَاحَظَ أَنَّ ٱلسَّنْهَدْرِيمَ مُؤَلَّفٌ مِنْ فَرِّيسِيِّينَ وَصَدُّوقِيِّينَ،‏ قَالَ:‏ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ،‏ أَنَا فَرِّيسِيٌّ ٱبْنُ فَرِّيسِيِّينَ.‏ وَعَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ».‏ —‏ اع ٢٣:‏٦‏.‏

اخ يفتح آية لرجل دين في كتابه المقدس

على غرار بولس،‏ نبحث عن قاسم مشترك في حديثنا مع اشخاص من خلفية دينية اخرى

١٨ لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُ فَرِّيسِيٌّ،‏ وَكَيْفَ نَتَّبِعُ أُسْلُوبًا مُمَاثِلًا فِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ؟‏

١٨ قَدْ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا سُؤَالَانِ.‏ اَلسُّؤَالُ ٱلْأَوَّلُ:‏ لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُ فَرِّيسِيٌّ؟‏ اَلْجَوَابُ:‏ لِأَنَّهُ كَانَ «ٱبْنَ فَرِّيسِيِّينَ»،‏ أَيْ مُتَحَدِّرًا مِنْ عَائِلَةٍ تَنْتَمِي إِلَى هٰذِهِ ٱلْبِدْعَةِ.‏ وَعَلَيْهِ،‏ يُحْتَمَلُ أَنَّ كَثِيرِينَ ظَلُّوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةَ.‏e اَلسُّؤَالُ ٱلثَّانِي:‏ كَيْفَ قَالَ بُولُسُ إِنَّهُ يُشَاطِرُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ إِيمَانَهُمْ بِٱلْقِيَامَةِ؟‏ فَهُمْ عَلَى مَا يُقَالُ آمَنُوا أَنَّ نَفْسًا وَاعِيَةً تَبْقَى حَيَّةً بَعْدَ ٱلْمَوْتِ،‏ وَأَنْفُسَ ٱلْأَبْرَارِ تَعِيشُ ثَانِيَةً فِي أَجْسَامٍ بَشَرِيَّةٍ.‏ اَلْجَوَابُ:‏ لَمْ يَتَبَنَّ بُولُسُ بِٱلطَّبْعِ مَفَاهِيمَ كَهٰذِهِ.‏ فَقَدْ آمَنَ بِعَقِيدَةِ ٱلْقِيَامَةِ كَمَا عَلَّمَهَا يَسُوعُ.‏ (‏يو ٥:‏٢٥-‏٢٩‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ وَافَقَ ٱلرَّسُولُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ أَنَّ هُنَاكَ حَيَاةً بَعْدَ ٱلْمَوْتِ،‏ خِلَافًا لِلصَّدُّوقِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلْقِيَامَةِ.‏ وَبِإِمْكَانِنَا نَحْنُ كَذٰلِكَ أَنْ نَتَّبِعَ نَهْجًا مُمَاثِلًا فِي مُنَاقَشَاتِنَا مَعَ مَنْ يُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ،‏ فَنُخْبِرُهُمْ أَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا مُؤْمِنُونَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ إِيمَانَهُمْ بِٱللّٰهِ يَخْتَلِفُ عَنْ إِيمَانِنَا ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَلٰكِنْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ كِلَانَا يُؤْمِنُ بِوُجُودِ خَالِقٍ.‏

١٩ مَا سَبَبُ ٱلْبَلْبَلَةِ ٱلَّتِي ٱنْتَهَى إِلَيْهَا ٱجْتِمَاعُ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ؟‏

١٩ اِنْقَسَمَ ٱلسَّنْهَدْرِيمُ بِسَبَبِ كَلَامِ بُولُسَ.‏ يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ:‏ «حَدَثَ صِيَاحٌ عَالٍ،‏ وَقَامَ بَعْضُ ٱلْكَتَبَةِ مِنْ فَرِيقِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَشَرَعُوا يُخَاصِمُونَ بِحِدَّةٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ ‹لَا نَجِدُ خَطَأً فِي هٰذَا ٱلْإِنْسَانِ.‏ أَمَّا إِنْ كَانَ قَدْ كَلَّمَهُ رُوحٌ أَوْ مَلَاكٌ .‏ .‏ .‏›».‏ (‏اع ٢٣:‏٩‏)‏ إِذَّاكَ تَفَاقَمَتِ ٱلْبَلْبَلَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ فَٱلصَّدُّوقِيُّونَ لَمْ يَقْبَلُوا بَتَاتًا ٱلْفَرْضِيَّةَ ٱلْقَائِلَةَ بِأَنَّ مَلَاكًا تَكَلَّمَ مَعَ بُولُسَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا أَسَاسًا بِوُجُودِ مَلَائِكَةٍ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏اَلصَّدُّوقِيُّونَ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ‏».‏)‏ فَٱضْطُرَّ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱلرُّومَانِيُّ أَنْ يَتَدَخَّلَ مُجَدَّدًا لِيُنْقِذَ ٱلرَّسُولَ.‏ (‏اع ٢٣:‏١٠‏)‏ وَهَلْ بَلَغَ بُولُسُ إِذَّاكَ بَرَّ ٱلْأَمَانِ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ فَلْنُتَابِعْ مُجْرَيَاتِ ٱلْأَحْدَاثِ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلتَّالِي.‏

a لِلِٱهْتِمَامِ بِرُوحِيَّاتِ هٰذَا ٱلْعَدَدِ ٱلْغَفِيرِ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَهُودِيِّي ٱلْأَصْلِ،‏ لَا بُدَّ أَنَّ جَمَاعَاتٍ عَدِيدَةً تَشَكَّلَتْ وَكَانَتْ تَجْتَمِعُ فِي بُيُوتِ ٱلْإِخْوَةِ.‏

b بَعْدَ بِضْعِ سَنَوَاتٍ،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رِسَالَتَهُ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ مُبَرْهِنًا تَفَوُّقَ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ.‏ وَفِي تِلْكَ ٱلرِّسَالَةِ،‏ أَبْرَزَ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَهْدَ عَتَّقَ ٱلْعَهْدَ ٱلسَّابِقَ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ قَدَّمَ بُولُسُ بِتَحْلِيلِهِ ٱلْمُقْنِعِ لِلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ حُجَجًا مُفْحِمَةً تُسَاعِدُهُمْ فِي ٱلرَّدِّ عَلَى ٱلْقَائِلِينَ إِنَّ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ لَا تَزَالُ سَارِيَةَ ٱلْمَفْعُولِ.‏ كَمَا قَوَّتْ كَلِمَاتُهُ دُونَ شَكٍّ إِيمَانَ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ شَدَّدُوا فَوْقَ ٱللُّزُومِ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ —‏ عب ٨:‏٧-‏١٣‏.‏

c يَقْتَرِحُ بَعْضُ ٱلْعُلَمَاءِ أَنَّ ٱلرِّجَالَ كَانَ عَلَيْهِمْ نَذْرُ نَذِيرٍ.‏ (‏عد ٦:‏١-‏٢١‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ ٱلَّتِي قُطِعَ بِمُوجَبِهَا نَذْرٌ كَهٰذَا أُبْطِلَتْ،‏ وَلٰكِنْ لَرُبَّمَا فَكَّرَ بُولُسُ أَنْ لَا ضَيْرَ فِي إِيفَاءِ نَذْرٍ قُطِعَ لِيَهْوَهَ،‏ فَلَا خَطَأَ بِٱلتَّالِي إِنْ دَفَعَ نَفَقَاتِ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ وَرَافَقَهُمْ.‏ وَفِي حِينِ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ بِٱلتَّحْدِيدِ نَوْعَ ٱلنَّذْرِ ٱلْمَقْصُودِ،‏ فَمِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ فِي مُطْلَقِ ٱلْأَحْوَالِ أَنْ يَكُونَ ٱلرَّسُولُ قَدْ وَافَقَ عَلَى تَقْدِيمِ ذَبِيحَةٍ (‏كَمَا فِي نَذْرِ ٱلنَّذِيرِ)‏ لِتَطْهِيرِ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ فَبَعْدَ تَقْدِيمِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْكَامِلَةِ،‏ لَمْ تَعُدْ ذَبَائِحُ كَهٰذِهِ تُكَفِّرُ عَنِ ٱلْخَطَايَا.‏ وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَمْلِكُ كَامِلَ ٱلْمُعْطَيَاتِ،‏ فَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ بُولُسَ مَا كَانَ لِيَقْبَلَ بِفِعْلِ أَمْرٍ يَنْتَهِكُ ضَمِيرَهُ.‏

d يَقْتَرِحُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ بَصَرَ بُولُسَ ٱلشَّحِيحَ حَالَ دُونَ تَعَرُّفِهِ إِلَى رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ.‏ أَوْ رُبَّمَا أَطَالَ ٱلْغَيْبَةَ عَنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَنْ يَشْغَلُ حَالِيًّا مَرْكَزَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ.‏ أَوْ لَعَلَّهُ بِبَسَاطَةٍ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ مُلَاحَظَةِ مَنْ أَصْدَرَ ٱلْأَمْرَ بِضَرْبِهِ بِسَبَبِ ٱلزَّحْمَةِ فِي ٱلْقَاعَةِ.‏

e حِينَ ٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ عَامَ ٤٩ ب‌م لِيُنَاقِشُوا هَلْ يَجِبُ أَنْ يَخْضَعَ ٱلْأُمَمِيُّونَ لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ عَرَّفَ لُوقَا بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَاضِرِينَ آنَذَاكَ عَلَى أَنَّهُمْ «مِنْ بِدْعَةِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا».‏ (‏اع ١٥:‏٥‏)‏ فَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ قَرَنَ ٱلنَّاسُ إِلَى حَدٍّ مَا هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِخَلْفِيَّتِهِمْ كَفَرِّيسِيِّينَ.‏

اَلصَّدُّوقِيُّونَ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ

كَانَ ٱلسَّنْهَدْرِيمُ،‏ ٱلْمَجْلِسُ ٱلْإِدَارِيُّ ٱلْمَرْكَزِيُّ وَٱلْمَحْكَمَةُ ٱلْيَهُودِيَّةُ ٱلْعُلْيَا،‏ تَحْتَ سَيْطَرَةِ بِدْعَتَيْنِ مُتَنَافِسَتَيْنِ،‏ هُمَا:‏ اَلصَّدُّوقِيُّونَ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ.‏ وَقَدْ أَشَارَ ٱلْمُؤَرِّخُ ٱلْيَهُودِيُّ فِلَافِيُوس يُوسِيفُوسُ ٱلَّذِي عَاشَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ إِلَى ٱلْفَارِقِ ٱلرَّئِيسِيِّ بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْفِئَتَيْنِ.‏ فَوَفْقًا لَهُ،‏ سَعَى ٱلْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى فَرْضِ عَدَدٍ هَائِلٍ مِنَ ٱلتَّقَالِيدِ عَلَى ٱلشَّعْبِ،‏ فِيمَا لَمْ يَقْبَلِ ٱلصَّدُّوقِيُّونَ إِلَّا بِوَصَايَا ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا أَجْمَعَا عَلَى مُقَاوَمَةِ يَسُوعَ.‏

عَلَى مَا يَظْهَرُ،‏ ٱرْتَبَطَ فَرِيقُ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ ٱلْمُحَافِظُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلْكَهَنُوتِ.‏ وَيَبْدُو أَنَّ حَنَّانَ وَقَيَافَا،‏ ٱللَّذَيْنِ شَغَلَا كِلَاهُمَا مَرْكَزَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ،‏ ٱنْتَمَيَا إِلَى هٰذِهِ ٱلْبِدْعَةِ ٱلنَّافِذَةِ.‏ (‏اع ٥:‏١٧‏)‏ لٰكِنَّ تَعَالِيمَ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ «لَمْ تَرُقْ إِلَّا ٱلْأَغْنِيَاءَ فَقَطْ»،‏ عَلَى حَدِّ قَوْلِ يُوسِيفُوس.‏

مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ كَانَ لِلْفَرِّيسِيِّينَ سُلْطَةٌ كَبِيرَةٌ عَلَى عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ.‏ غَيْرَ أَنَّ آرَاءَهُمْ،‏ وَمِنْهَا ٱلتَّشْدِيدُ عَلَى ٱلطَّهَارَةِ ٱلطَّقْسِيَّةِ،‏ جَعَلَتْ مِنْ حِفْظِ ٱلشَّرِيعَةِ عِبْئًا أَثْقَلَ كَاهِلَ ٱلنَّاسِ.‏ وَبِخِلَافِ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ،‏ ٱعْتَقَدَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَنَّ ٱلْقَدَرَ يَتَحَكَّمُ بِكُلِّ كَبِيرَةٍ وَصَغِيرَةٍ فِي حَيَاةِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ كَمَا آمَنُوا أَنَّ ٱلنَّفْسَ تَبْقَى حَيَّةً بَعْدَ ٱلْمَوْتِ وَتَلْقَى مَا تَسْتَحِقُّ مِنْ عِقَابٍ أَوْ ثَوَابٍ جَزَاءَ سَيِّئَاتِهَا أَوْ حَسَنَاتِهَا.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة