مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ارم الفصل ١٠ ص ١١٤-‏١٢٧
  • هل تسأل يوميا «اين يهوه»؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • هل تسأل يوميا «اين يهوه»؟‏
  • رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ارميا التفت الى يهوه في الصلاة
  • ارميا غذّى قلبه بالمعرفة
  • ارميا تعلّم من التجارب
  • هل تسأل شخصيا كل يوم «اين يهوه»؟‏
  • ‏«جعلتُ كلامي في فمك»‏
    رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • ‏«لا استطيع السكوت»‏
    رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • ‏‹قلْ لهم هذه الكلمة›‏
    رسالة من اللّٰه بفم ارميا
  • مَن هم اصدقاؤك؟‏
    رسالة من اللّٰه بفم ارميا
المزيد
رسالة من اللّٰه بفم ارميا
ارم الفصل ١٠ ص ١١٤-‏١٢٧

الفصل العاشر

هل تسأل يوميا «اين يهوه»؟‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف كانت حالة اليهود الروحية زمن ارميا؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان يُفترض ان يفعل شعب يهوذا بشأن حالتهم الروحية؟‏

انهمرت الدموع من عيني ارميا.‏ فقد تملّكه الحزن على حالة شعبه آنذاك والمستقبل القاتم الذي كان ينتظرهم بحسب النبوات.‏ فتمنى لو ان رأسه ملآن بالمياه وعينيه ينبوع دموع ليبكي دونما توقف.‏ ولم تكن مشاعر حزنه في غير محلها.‏ (‏ار ٩:‏​١-‏٣‏؛‏ اقرأ ارميا ٨:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏‏)‏ فشعب يهوذا استمروا في رفض الشريعة الالهية ولم يطيعوا قول يهوه،‏ جالبين بالتالي البلية على انفسهم.‏ —‏ ار ٦:‏١٩؛‏ ٩:‏١٣‏.‏

٢ فهؤلاء اليهود لم يهمهم حقا رأي يهوه في مسلكهم.‏ فقد احبوا سماع قادتهم الدينيين يطمئنونهم ان كل شيء على ما يرام.‏ (‏ار ٥:‏٣١؛‏ ٦:‏١٤‏)‏ فكانوا اشبه بمرضى يفتشون عن طبيب يخفف عنهم،‏ انما يتجاهل الاعراض الخطيرة الظاهرة عليهم.‏ ولكن أليس منطقيا ان تُشخَّص حالة المصاب بمرض شديد تشخيصا دقيقا كي يتلقى العلاج قبل فوات الاوان؟‏ في الواقع،‏ وجب على اليهود زمن ارميا ان يبحثوا عن تقييم صادق لحالتهم الروحية.‏ فكان يُفترض ان يسألوا «اين يهوه؟‏».‏ —‏ ار ٢:‏​٦،‏ ٨‏.‏

٣ (‏أ)‏ كيف كان بإمكان اليهود الاجابة عن السؤال «اين يهوه»؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت احدى الطرائق التي طلب اليهود من خلالها يهوه؟‏

٣ ان سؤال اليهود «اين يهوه؟‏» عنى طلب توجيهه في القرارات الكبيرة والصغيرة على السواء.‏ الا انهم في ذلك الوقت لم يكلّفوا انفسهم هذا العناء.‏ ولكن بعد دمار اورشليم ورجوعهم من بابل،‏ ‹طلبوا يهوه› و ‹بحثوا عنه› فوجدوه وعرفوا طرقه.‏ (‏اقرأ ارميا ٢٩:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏‏)‏ فكيف بلغوا هذا الهدف؟‏ احدى الطرائق كانت رفع صلوات مخلصة اليه من اجل نيل الارشاد.‏ وهذا ما سبق وفعله الملك داود الذي سأل اللّٰه:‏ «طرقك يا يهوه عرّفني،‏ سبلك علّمني».‏ (‏مز ٢٥:‏٤‏)‏ لاحظ الدعوة التي وجّهها سامع الصلاة عبر ارميا في السنة العاشرة من حكم الملك صدقيا،‏ قائلا:‏ «ادعني فأجيبك وأخبرك بعظائم وأمور عسيرة الفهم لم تعرفها».‏ (‏ار ٣٣:‏٣‏)‏ فلو دعا الملك والامة المرتدة يهوه اللّٰه،‏ لكشف لهم امورا «عسيرة الفهم» عن دمار اورشليم وردّها بعد ٧٠ سنة.‏

٤،‏ ٥ بأية طريقتين اخريين طلب اليهود يهوه؟‏

٤ ثمة طريقة ثانية استطاع اليهود طلب يهوه من خلالها،‏ ألا وهي التنقيب في صفحات التاريخ والتأمل في تعاملاته مع شعبه.‏ فبذلك استعادوا في اذهانهم ما حاز رضاه وما اثار سخطه.‏ وكان في متناول ايديهم كتابات موسى وعدد من السجلات التاريخية الموحى بها فضلا عن حوليّات ملوك اسرائيل ويهوذا.‏ فتأملهم في كل هذه المراجع وإصغاؤهم الى انبياء اللّٰه الحقيقيين اوصلاهم الى جواب السؤال «اين يهوه؟‏».‏

٥ اما الطريقة الثالثة لطلب يهوه فكانت الاستفادة من تجاربهم الشخصية وتجارب الآخرين.‏ طبعا،‏ لم يعنِ ذلك انهم تعلّموا كل شيء بالتجربة والخطإ،‏ لكنهم استفادوا من تفحص سيرتهم في الماضي والتأمل في نظرة يهوه الى تصرفاتهم.‏ فقد كانوا يقظين ومنتبهين،‏ لذا عرفوا رأي اللّٰه في مسلكهم.‏ —‏ ام ١٧:‏١٠‏.‏

الصورة في الصفحة ١١٦

٦ اي تشجيع نستمده من مثال ايوب؟‏

٦ لنطبق الآن هذه الافكار في ايامنا.‏ هل تسأل دوما «اين يهوه؟‏» عندما تتخذ قرارا ما او تختار مسلكا معيّنا في الحياة؟‏ يشعر البعض انهم يقصّرون احيانا في الاخذ برأي يهوه.‏ فإذا صحّ ذلك فيك بطريقة او بأخرى،‏ فلا تحزن او تتثبط.‏ حتى الاب الجليل الامين ايوب خاض صراعا في هذا الخصوص.‏ فمن كثرة الضغوطات والشدائد التي ألمّت به،‏ صار اهتمامه متمحورا حول ذاته.‏ فقال له أليهو مذكرا اياه بميل الانسان عموما:‏ «لم يقل احد:‏ ‹اين اللّٰه صانعي العظيم؟‏›».‏ (‏اي ٣٥:‏١٠‏)‏ ثم شجعه ان ‹يولي انتباهه لأعاجيب اللّٰه›.‏ (‏اي ٣٧:‏١٤‏)‏ فقد لزم ان يتأمل ايوب اعمال يهوه الجبارة المتجلية في الخليقة وفي تعاملاته مع البشر.‏ وهكذا فهِم طرق اللّٰه من خلال اختباره الخاص.‏ فبعدما تخطى محنته وعدّل طريقة تفكيره بمساعدة إلهه،‏ اعترف قائلا:‏ «تكلّمت من غير ان افهم بأمور عجيبة تفوقني،‏ ولا اعرفها.‏ قد سمعت عنك سماع الاذن،‏ اما الآن فإني اراك بأمّ عيني».‏ —‏ اي ٤٢:‏​٣،‏ ٥‏.‏

٧ ماذا سنناقش في هذا الفصل بناء على الصورة في الصفحة ١١٦؟‏

٧ من جهة اخرى،‏ واظب ارميا على طلب يهوه وتمكّن من ايجاده.‏ فطوال عقود من الخدمة الامينة،‏ ظل يسأل «اين يهوه؟‏» بخلاف ابناء بلده.‏ وسنرى في هذا الفصل كيف يعلّمنا مثاله ان نطلب يهوه ونجده بواسطة الصلاة،‏ الدرس،‏ والتجارب الشخصية.‏ —‏ ١ اخ ٢٨:‏٩‏.‏

ماذا يعني السؤال «اين يهوه»؟‏ وبأية طرائق كان في وسع اليهود زمن ارميا ان يطرحوا هذا السؤال؟‏

ارميا التفت الى يهوه في الصلاة

٨ في اية ظروف صلّى ارميا الى اللّٰه؟‏

٨ طوال السنين التي خدم فيها ارميا ناطقا بلسان اللّٰه في امة يهوذا،‏ طلب يهوه من خلال صلواته القلبية.‏ فقد التفت اليه حين لزم ان ينادي برسائل غير مستحبّة،‏ لمّا شعر برغبة في الاستسلام،‏ وعندما نشأت لديه اسئلة محيرة.‏ فأجابه اللّٰه عن اسئلته وأرشده كيف يواصل عمله.‏ اليك امثلة على ذلك.‏

٩ (‏أ)‏ كيف عبّر ارميا عن نفسه في ارميا ١٥:‏​١٥،‏ ١٦‏،‏ وكيف تجاوب يهوه معه؟‏ (‏ب)‏ لمَ من المهم ان نعبّر عن مشاعرنا في الصلاة؟‏

٩ حين عُهد الى ارميا ذات مرة ان ينادي برسالة دينونة،‏ راح الجميع يسبّونه.‏ فطلب من اللّٰه ان يذكره.‏ تأمل في صلاته المدونة في ارميا ١٥:‏​١٥،‏ ١٦ حيث عبّر عن عذابه وحزنه،‏ ثم وصف مشاعره حيال المساعدة الالهية التي تلقّاها.‏ (‏اقرأها.‏‏)‏ فعندما وجد كلام اللّٰه ووضعه في فمه،‏ اذا جاز التعبير،‏ أشرق وجهه وابتهج.‏ فيهوه ساعده ان يقدّر امتياز حمل اسمه وإعلان رسالته.‏ وقد ادرك ارميا بوضوح نظرة اللّٰه الى هذين الامتيازين.‏ فماذا نتعلم من ذلك؟‏

١٠ ماذا فعل يهوه حين قال النبي انه لن يتكلم باسمه بعد؟‏

١٠ في مناسبة اخرى،‏ قال ارميا انه لن يتكلم بعد باسم يهوه بعدما ضربه الكاهن فشحور بن إمير.‏ فكيف خفف اللّٰه من انزعاجه الذي افصح عنه في الصلاة؟‏ (‏اقرأ ارميا ٢٠:‏​٨،‏ ٩‏.‏‏)‏ لا يخبرنا الكتاب المقدس انه استجابه متحدثا اليه من السماء.‏ لكنّ كلمة اللّٰه اصبحت كنار متقدة قد حُبست في عظامه،‏ فلم يسعه الا ان يعلنها.‏ نعم،‏ حين كشف ارميا بصدق عن احاسيسه امام اللّٰه وسمح لما يعرفه عن مشيئته بالتأثير فيه،‏ اندفع الى الاستمرار في انجاز العمل الموكل اليه.‏

١١،‏ ١٢ كيف نال ارميا جوابا عن سؤاله حول نجاح الاشرار الظاهري؟‏

١١ شغل سؤال محيّر بال ارميا حين رأى نجاح الاشرار.‏ (‏اقرأ ارميا ١٢:‏​١،‏ ٣‏.‏‏)‏ وهو لم يقصد اطلاقا التشكيك في بر يهوه،‏ بل اراد جوابا على ‹شكواه› ليس الا.‏ وبيّنت صراحته هذه ان علاقة وثيقة ربطته باللّٰه،‏ تماما مثل علاقة الولد بأبيه المحب.‏ فإرميا تساءل لمَ عاش يهود كثيرون حياة مزدهرة رغم كونهم اشرارا.‏ وهل حصل على جواب شافٍ؟‏ لقد اكد له يهوه انه سيستأصل الاشرار.‏ (‏ار ١٢:‏١٤‏)‏ وفيما رأى النبي كيف عالج اللّٰه المسائل التي رفعها اليه في الصلاة،‏ توطدت دون شك ثقته بالعدل الالهي.‏ ومن المؤكد انه صار يُكثر من الصلاة مفضيا بدخائل نفسه الى ابيه السماوي.‏

١٢ قرابة نهاية حكم صدقيا،‏ وفيما كان البابليون يحاصرون اورشليم،‏ تحدث ارميا عن يهوه قائلا:‏ «عيناك مفتوحتان على جميع طرق بني البشر،‏ لتعطي كل واحد على حسب طرقه وعلى حسب ثمر اعماله».‏ (‏ار ٣٢:‏١٩‏)‏ فقد ادرك النبي موقف يهوه من العدل:‏ انه يراقب افعال كل واحد ويسمع صلوات خدامه الحارة.‏ ومع الوقت،‏ كان خدامه هؤلاء سيرون المزيد من الادلة انه يعطي «كل واحد على حسب طرقه وعلى حسب ثمر اعماله».‏

١٣ لمَ نحن واثقون من تحقق مشيئة اللّٰه؟‏

١٣ قد لا تخالجنا اية شكوك حول عدل يهوه وحكمته في انجاز مشيئته الآن وفي المستقبل.‏ مع ذلك،‏ من المفيد ان نتأمل في اختبار ارميا ونعبّر في صلواتنا عن مشاعرنا القلبية.‏ فهذا يرسخ ثقتنا بيهوه وبأن قصده سيتم لا محالة.‏ حتى لو لم نفهم كاملا في الوقت الحاضر لمَ تسير الامور بطريقة ما،‏ او لمَ تتقدم مشيئة يهوه بوتيرة معيّنة،‏ فلنخبره في صلواتنا اننا واثقون من امساكه بزمام الامور.‏ فمشيئته ستتحقق بالطريقة الامثل والسرعة الانسب في نظره.‏ وهذا واقع اكيد لا مجال للشك فيه.‏ فلنسأل دوما «اين يهوه؟‏» بمعنى ان نسعى بروح الصلاة الى فهم مشيئته ورؤية الادلة على اتمامها.‏ —‏ اي ٣٦:‏​٥-‏٧،‏ ٢٦‏.‏

اية طمأنة ننالها مما حصل مع ارميا حين طلب يهوه في الصلاة؟‏

ارميا غذّى قلبه بالمعرفة

١٤ كيف نعرف ان ارميا نقّب في صفحات تاريخ شعب اللّٰه؟‏

١٤ ادرك ارميا جيدا ان السؤال «اين يهوه؟‏» تطلّب نيل ‹المعرفة› عن اللّٰه.‏ (‏ار ٩:‏٢٤‏)‏ فلا بد انه درس تاريخ شعب اللّٰه فيما اخذ يعدّ السفرين المعروفين اليوم بملوك الاول والثاني.‏ فقد اتى على ذكر «سفر اخبار سليمان»،‏ «سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل»،‏ و «سفر اخبار الايام لملوك يهوذا».‏ (‏١ مل ١١:‏٤١؛‏ ١٤:‏١٩؛‏ ١٥:‏٧‏)‏ ونتيجة درسه هذا،‏ فهِم كيف تصرف يهوه في مختلف الظروف.‏ وعرف ايضا ماذا كان يرضيه وكيف نظر الى قرارات البشر.‏ فضلا عن ذلك،‏ كان باستطاعته الرجوع الى الكتابات الملهمة المتوفرة في زمنه،‏ كالتي خطّها موسى،‏ يشوع،‏ صموئيل،‏ داود،‏ وسليمان.‏ فلا شك اذًا ان ارميا اطّلع على كتابات الانبياء الذين سبقوه وعاصروه.‏ فكيف استفاد من درسه الشخصي هذا؟‏

١٥ كيف انتفع ارميا من التعمّق في نبوة ايليا؟‏

١٥ دوّن ارميا الرواية عن ايزابل الشريرة،‏ زوجة اخآ‌ب ملك السامرة.‏ وتضمنت روايته اعلان ايليا ان الكلاب ستأكل تلك المرأة في كرم نابوت اليزرعيلي.‏ (‏١ مل ٢١:‏٢٣‏)‏ ولا بد انك تعرف انه بعد ١٨ سنة تقريبا،‏ وانسجاما مع كلمات ايليا،‏ رُميت ايزابل من احدى النوافذ،‏ داستها خيل ياهو،‏ وأكلتها الكلاب.‏ (‏٢ مل ٩:‏​٣١-‏٣٧‏)‏ ومن المؤكد ان تعمُّق ارميا في هذه النبوة وإتمامها حتى بأدق تفاصيلها قوّى ايمانه بكلمة اللّٰه.‏ وفي الواقع،‏ واظب هذا النبي على خدمته بفضل ايمانه الذي بناه بدرس اعمال يهوه في الماضي.‏

١٦،‏ ١٧ لمَ استطاع ارميا ان يثابر على تحذير الملكَين الشريرين يهوياقيم وصدقيا؟‏

١٦ لنأخذ مثالا آخر.‏ ماذا ساعد ارميا برأيك الا يتوقف،‏ رغم تعرّضه للاضطهاد،‏ عن تحذير الملكَين الشريرين يهوياقيم وصدقيا؟‏ احد الاسباب الرئيسية ان يهوه جعله «مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس».‏ (‏ار ١:‏​١٨،‏ ١٩‏)‏ ولكن لا ننسَ هذه الحقيقة المهمة.‏ فالنبي سبق وأجرى بحثا موسّعا حول ملوك سابقين حكموا يهوذا وإسرائيل.‏ فهو الذي كتب ان منسى «بنى مذابح لكل جند السموات في دارَي بيت يهوه»،‏ أمرّ ابنه بالنار،‏ وأراق دما بريئا كثيرا جدا.‏ (‏٢ مل ٢١:‏​١-‏٧،‏ ١٦‏؛‏ اقرأ ارميا ١٥:‏٤‏.‏‏)‏ لكنه عرف حتما انه حين تواضع هذا الملك امام يهوه وصلّى اليه دون انقطاع،‏ «استجاب له» وردّه الى ملكه.‏ —‏ اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٣:‏​١٢،‏ ١٣‏.‏

١٧ ومع ان ارميا لم يورد في كتاباته كيف رحم يهوه منسى،‏ من الجدير بالذكر ان هذا الملك مات قبل نحو ١٥ سنة فقط من تسلّم النبي تعيينه.‏ لذا لا بد ان ارميا علم بما حدث حين تاب منسى عن شروره السابقة.‏ وبتأمله كيف غيّر مسلكه الفظيع وحاز اخيرا رضى يهوه،‏ ادرك كم هو مهم ان يحث يهوياقيم وصدقيا على طلب رحمة اللّٰه ولطفه الحبي.‏ فيهوه مستعد ان يسامح حتى الملك المشهور بترويج الصنمية وإراقة الدماء.‏ تخيّل انك مكان ارميا.‏ هل كانت قصة منسى ستحفزك ان تثابر على تحذير ملوك اشرار آخرين؟‏

ارميا تعلّم من التجارب

١٨ اي درس تعلّمه ارميا من مثال يوريا،‏ ولماذا تجيبون هكذا؟‏

١٨ لا شك ان ارميا استفاد خلال خدمته النبوية من تجارب معاصريه.‏ وأحدهم كان النبي يوريا الذي تنبأ ضد اورشليم ويهوذا في عهد يهوياقيم.‏ لكنّ هذا النبي خاف وهرب الى مصر حين طلب الملك قتله.‏ فما كان من الملك الا ان ارسل رجالا وراءه وأحضره من هناك،‏ ثم قضى على حياته.‏ (‏ار ٢٦:‏​٢٠-‏٢٣‏)‏ فهل تعتقد ان ارميا تعلّم درسا من اختبار يوريا؟‏ بما انه واظب على حضّ اليهود،‏ حتى في منطقة الهيكل،‏ محذرا اياهم من دينونتهم الوشيكة،‏ فهذا يثبت انه اتعظ بما حدث ليوريا.‏ فقد ظل يكرز بجرأة،‏ ويهوه لم يتخلَّ عنه.‏ فهو الذي دفع اخيقام بن شافان الى حماية نبيّه الشجاع من الخطر.‏ —‏ ار ٢٦:‏٢٤‏.‏

١٩ ماذا ادرك ارميا حين رأى مواظبة يهوه على ارسال انبياء الى شعبه؟‏

١٩ كما ان ارميا تعلّم من تجربته الخاصة عندما استخدمه يهوه في تحذير شعبه.‏ ففي السنة الرابعة للملك يهوياقيم،‏ امره يهوه بكتابة كل الكلام الذي كلّمه به من ايام يوشيا حتى ذلك الوقت.‏ وما سبب هذا التوجيه الالهي؟‏ تحريض الافراد على الرجوع عن فعل الشر ونيل الغفران.‏ (‏اقرأ ارميا ٣٦:‏​١-‏٣‏.‏‏)‏ حتى ان ارميا،‏ الذي كان يستيقظ باكرا لينقل رسائل اللّٰه التحذيرية،‏ توسل ايضا الى الشعب كي يتوقفوا عن ممارسة المكرهات.‏ (‏ار ٤٤:‏٤‏)‏ فمن الواضح انه ادرك من تجربته الخاصة ان رأفة اللّٰه هي التي دفعته الى ارسال انبياء الى شعبه.‏ أوَلم يزرع ذلك في قلبه هو ايضا شعورا بالرأفة والحنان؟‏ (‏٢ اخ ٣٦:‏١٥‏)‏ لذلك لا عجب انه قال بعدما نجا من دمار اورشليم:‏ «مِن ألطاف يهوه الحبية اننا لم نفنَ،‏ لأن مراحمه لن تنتهي.‏ جديدة هي كل صباح».‏ —‏ مرا ٣:‏​٢٢،‏ ٢٣‏.‏

الصورة في الصفحة ١٢٣

كيف استفاد ارميا دون شك من تفحص تعاملات اللّٰه في الماضي والتأمل في تجاربه هو والآخرين؟‏ وماذا نتعلّم من ذلك؟‏

هل تسأل شخصيا كل يوم «اين يهوه»؟‏

٢٠ كيف نقتدي بإرميا في طلب يهوه؟‏

٢٠ حين تتخذ القرارات كل يوم،‏ هل تحرص ان تطلب مشيئة اللّٰه،‏ اي تسأل «اين يهوه»؟‏ (‏ار ٢:‏​٦-‏٨‏)‏ لطالما التفت ارميا،‏ بعكس اليهود في زمنه،‏ الى إلهه الكلي القدرة طالبا مساعدته على تمييز الطريق الصحيح.‏ فكم من الحكمة ان يقتدي كل منا بمثاله ويستشير يهوه يوميا عند اتخاذ القرارات!‏

٢١ كيف تساعدنا الصلاة في خدمتنا،‏ كما حين نلتقي شخصا يبدي ردة فعل قاسية؟‏

٢١ لا نقصد هنا مجرد القرارات الكبيرة او التي تُحدث انعطافة مهمة في الحياة.‏ لنفرض مثلا انك قررت الاشتراك في خدمة الحقل في يوم معيّن.‏ فتستيقظ في صباح ذلك اليوم وترى السماء ملبدة بالغيوم،‏ فتخفّ حماستك للكرازة.‏ ثم تفكر ان مقاطعتك غُطّيت تكرارا وتتذكر ان بعض اصحاب البيوت صدّوك بلطف زائف او وقاحة شديدة.‏ فهل يخطر لك في هذا الوقت الباكر من النهار ان تسأل في الصلاة «اين يهوه»؟‏ هذا يساعدك ان تتأمل في جمال الرسالة التي تحملها وتدرك بشكل اعمق ان مناداتك بها اتمام لمشيئة اللّٰه.‏ وقد تشعر بعد ذلك ان كلمة يهوه صارت بهجة وفرحا لقلبك،‏ كما كانت لإرميا.‏ (‏ار ١٥:‏​١٦،‏ ٢٠‏)‏ وإذا التقيت خلال الخدمة شخصا ابدى ردة فعل قاسية او لجأ الى التهديد والوعيد،‏ فهل تعبّر مجددا عن مشاعرك ليهوه في الصلاة؟‏ لا تنسَ ان في وسعه تزويدك بالروح القدس كي تتصرف بالطريقة المناسبة،‏ فتطغى رغبتك في اعلان رسالته على اية مشاعر سلبية.‏ —‏ لو ١٢:‏​١١،‏ ١٢‏.‏

٢٢ لمَ تُعاق بعض الصلوات؟‏

٢٢ ولكن لنبقِ في بالنا ان بعض الصلوات تُعاق ولا تصل الى يهوه.‏ (‏اقرإ المراثي ٣:‏٤٤‏.‏‏)‏ فهو لم يُصغِ الى صلوات اليهود المتمردين لأنهم ‹حوّلوا آذانهم عنه› واستمروا يتعدون على الشريعة.‏ (‏ام ٢٨:‏٩‏)‏ يعلّمنا ذلك درسا واضحا تعلّمه ارميا ايضا:‏ إن لم يعمل المرء بمقتضى صلواته،‏ يخيب امل اللّٰه فيه وقد يتوقف بالتالي عن سماع تضرعاته.‏ وبالطبع،‏ نحن لا نريد ان يصمّ يهوه أذنيه عن صلواتنا مهما كان الثمن.‏

٢٣،‏ ٢٤ (‏أ)‏ اي امر هو ضروري لمعرفة مشيئة يهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف نحصد فوائد اكبر من الدرس الشخصي؟‏

٢٣ بالاضافة الى تقديم الصلوات المخلصة،‏ يلزم ان نواظب على الدرس الشخصي.‏ فهو مفتاح رئيسي لمعرفة مشيئة يهوه.‏ وفي هذا المجال،‏ نحن اكثر حظوة من ارميا لأن في متناولنا الكتاب المقدس بكامله.‏ وعلى غرار النبي الذي اجرى بحثا معمّقا كي يخطّ روايته التاريخية الملهمة،‏ يمكنك ان تغوص في كلمة اللّٰه وتبحث عن الارشاد الالهي سائلا «اين يهوه؟‏».‏ فبسعيك الى تعلّم مشيئته،‏ تتكل عليه وتصير حتما «كشجرة مغروسة على المياه،‏ ترسل عند مجرى الماء اصولها».‏ —‏ اقرأ ارميا ١٧:‏​٥-‏٨‏.‏

الصورة في الصفحة ١٢٥

٢٤ وفيما تقرأ وتتفكر في الاسفار المقدسة،‏ حاول ان تستشف كيف يريدك يهوه ان تتصرف في مختلف الاوضاع.‏ ابحث عن المبادئ التي تودّ استذكارها وتطبيقها في حياتك.‏ وأثناء قراءتك الروايات التاريخية،‏ وصايا اللّٰه ومبادئه،‏ والاقوال الحكيمة في كلمته،‏ تأمل كيف ينبغي لما تقرأه ان يؤثّر في قراراتك اليومية.‏ فحين تسأل «اين يهوه؟‏»،‏ يبيّن لك إلهنا المحب من خلال كلمته المكتوبة السبيل الى معالجة حتى احلك الظروف.‏ حقا،‏ ستجد ان الكتاب المقدس يلقي الضوء على «امور عسيرة الفهم لم تعرفها» او تدركها قط.‏ —‏ ار ٣٣:‏٣‏.‏

٢٥،‏ ٢٦ لمَ تفيدنا الاختبارات؟‏

٢٥ علاوة على ذلك،‏ في وسعك التفكير مليا في اختباراتك انت والآخرين.‏ فقد تجد ان البعض ما عادوا يتكلون على يهوه،‏ كما فعل يوريا.‏ (‏٢ تي ٤:‏١٠‏)‏ وتأملك في تجاربهم يساعدك ان تتعظ بمسلكهم وتتجنب نهايتهم المأساوية.‏ استذكر ايضا كيف يتعامل يهوه معك بلطف حبي،‏ مبقيا في بالك ان ارميا كذلك قدّر مراحم يهوه ورأفته.‏ ومهما تأزم وضعك،‏ فلا تحسب ان العليّ لا يبالي بأمرك،‏ بل هو مهتم بك مثلما اهتم بإرميا.‏

٢٦ وفيما تطّلع على تعاملات يهوه مع الافراد في زمننا هذا،‏ تدرك انه يزود الارشاد يوميا بشتى الوسائل.‏ اليك اختبار اخت شابة في اليابان اسمها أكي.‏ فبينما كانت ترافق زوجة ناظر الدائرة في خدمة الحقل،‏ افصحت لها عن شعورها ان يهوه ليس راضيا عن خدمتها وأنه سيرفضها عما قريب مع انها تبذل جهدها في خدمته.‏ فقالت مشيرة الى كلمات يسوع في سفر الرؤيا:‏ «احسّ ان يهوه يوشك ان يتقيأني من فمه،‏ لكني اتوسل اليه ان يمنحني بعض الوقت».‏ فتطلعت زوجة ناظر الدائرة في عينيها وشجعتها قائلة:‏ «لم اشعر ولا مرة انك اخت فاترة روحيا».‏ ففكرت أكي مطوّلا في هذه الكلمات المطمئنة.‏ وفي الواقع،‏ ما من اشارة دلّت حقا ان يهوه نظر اليها يوما بهذه الطريقة.‏ بعد ذلك،‏ صلّت الى يهوه:‏ «ارسلني حيثما تريد وسأفعل ما تشاء».‏ نحو تلك الفترة،‏ زارت أكي بلدا آخر ضمّ فريقا يابانيا صغيرا احتاج الى شخص يتكلم اليابانية كي يبقى ويخدم معهم.‏ وبما ان أكي وُلدت في هذا البلد،‏ سهُل عليها الانتقال اليه.‏ ولكن اين كانت ستسكن؟‏ عرضت عليها اخت ان تقيم معها بعدما انتقلت ابنتها الى مكان آخر.‏ عبّرت أكي:‏ «بدا الامر وكأن قطع احجيّة الصور المقطوعة تأخذ مكانها الصحيح.‏ فيهوه كان يفتح الطريق امامي».‏

٢٧ لمَ من المهم ان نسأل «اين يهوه؟‏» قبل فعل اي امر؟‏

٢٧ في جعبة العديد من اخوتنا وأخواتنا اختبارات لمسوا فيها شخصيا توجيه يهوه،‏ ربما خلال قراءتهم الكتاب المقدس او قيامهم بالدرس الشخصي.‏ انت ايضا قد تمرّ باختبارات مماثلة.‏ وينبغي لهذه كلها ان تقوّي علاقتك بيهوه وتدفعك ان تصلي اليه بانتظام وحرارة اكثر من قبل.‏ ثِق انه سيدلّك على الطريق الصحيح إن انت سألت يوميا «اين يهوه؟‏».‏ —‏ اش ٣٠:‏٢١‏.‏

ماذا يعني لكم شخصيا السؤال «اين يهوه»؟‏ وبأية طرائق يمكننا طلب ارشاده؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة