الفصل ٣
مَاذَا يُرِيدُ ٱللّٰهُ لِلْبَشَرِ؟
١ مَاذَا أَرَادَ ٱللّٰهُ لِلْبَشَرِ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ؟
يُرِيدُ ٱللّٰهُ أَنْ يَعِيشَ ٱلْبَشَرُ حَيَاةً رَائِعَةً. فَقَدْ خَلَقَ آدَمَ وَحَوَّاءَ، أَوَّلَ رَجُلٍ وَٱمْرَأَةٍ، لِيَعِيشَا فِي جَنَّةٍ جَمِيلَةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَأَرَادَ أَنْ يُنْجِبَا ٱلْأَوْلَادَ، يُحَوِّلَا ٱلْأَرْضَ بِكَامِلِهَا إِلَى جَنَّةٍ، وَيَهْتَمَّا بِٱلْحَيَوَانَاتِ. — تكوين ١:٢٨؛ ٢:٨، ٩، ١٥؛ اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٦.
٢ (أ) مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُنَفِّذُ قَصْدَهُ؟ (ب) لِمَنْ سَيَسْمَحُ ٱللّٰهُ بِأَنْ يَعِيشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَإِلَى مَتَى؟
٢ هَلْ مُمْكِنٌ بِرَأْيِكَ أَنْ نَعِيشَ فِي جَنَّةٍ يَوْمًا مَا؟ يَقُولُ يَهْوَهُ: «تَكَلَّمْتُ بِذٰلِكَ . . . وَسَأَفْعَلُهُ». (اشعيا ٤٦:٩-١١؛ ٥٥:١١) فَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيُنَفِّذُ قَصْدَهُ وَلَا شَيْءَ سَيَقِفُ فِي طَرِيقِهِ. وَيَهْوَهُ أَخْبَرَنَا أَنَّهُ خَلَقَ ٱلْأَرْضَ لِسَبَبٍ مُحَدَّدٍ. (اشعيا ٤٥:١٨) فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ تَمْتَلِئَ بِٱلْبَشَرِ. وَلِمَنْ سَيَسْمَحُ ٱللّٰهُ بِأَنْ يَعِيشَ عَلَيْهَا؟ وَإِلَى مَتَى؟ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْأَبْرَارُ [أَيِ ٱلطَّائِعُونَ] يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ، وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ». — مزمور ٣٧:٢٩؛ رؤيا ٢١:٣، ٤.
٣ مَاذَا نَسْأَلُ عِنْدَمَا نَرَى ٱلنَّاسَ يَمْرَضُونَ وَيَمُوتُونَ؟
٣ لٰكِنَّ ٱلنَّاسَ ٱلْيَوْمَ يَمْرَضُونَ وَيَمُوتُونَ. وَنَرَى ٱلْحَرْبَ وَٱلْقَتْلَ فِي أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ. وَهٰذَا بَعِيدٌ جِدًّا عَنْ مَا أَرَادَهُ ٱللّٰهُ فِي ٱلْبِدَايَةِ. فَمَاذَا حَصَلَ؟ وَلِمَاذَا؟ وَحْدَهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُعْطِينَا ٱلْجَوَابَ.
عَدُوُّ ٱللّٰهِ
٤، ٥ (أ) مَنْ كَلَّمَ حَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ؟ (ب) كَيْفَ يَتَغَيَّرُ شَخْصٌ أَمِينٌ وَيُصْبِحُ لِصًّا؟
٤ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ عَدُوٍّ لِلّٰهِ يُسَمَّى «إِبْلِيسَ وَٱلشَّيْطَانَ». وَفِي جَنَّةِ عَدْنٍ، ٱسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ حَيَّةً لِيُكَلِّمَ حَوَّاءَ. (رؤيا ١٢:٩؛ تكوين ٣:١) وَجَعَلَ حَوَّاءَ تَظُنُّ أَنَّ ٱلْحَيَّةَ هِيَ ٱلَّتِي تُكَلِّمُهَا. — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٧.
٥ وَهَلْ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ؟ كَلَّا. فَأَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱلَّذِينَ كَانُوا فِي ٱلسَّمَاءِ حِينَ هَيَّأَ ٱللّٰهُ ٱلْأَرْضَ، تَغَيَّرَ وَأَصْبَحَ ٱلشَّيْطَانَ. (ايوب ٣٨:٤، ٧) وَلٰكِنْ هَلْ ذٰلِكَ مُمْكِنٌ؟ فَكِّرْ: كَيْفَ يَتَغَيَّرُ شَخْصٌ أَمِينٌ وَيُصْبِحُ لِصًّا؟ لَا يَكُونُ هٰذَا ٱلرَّجُلُ فِي ٱلْأَسَاسِ سَارِقًا. لٰكِنَّهُ يَشْتَهِي شَيْئًا لَيْسَ لَهُ. ثُمَّ يُفَكِّرُ فِيهِ بِٱسْتِمْرَارٍ، فَتَقْوَى رَغْبَتُهُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَيْهِ. وَعِنْدَمَا تَتَهَيَّأُ لَهُ ٱلْفُرْصَةُ، يَسْرِقُهُ. وَهٰكَذَا يَكُونُ هُوَ مَنْ حَوَّلَ نَفْسَهُ إِلَى سَارِقٍ. — اقرأ يعقوب ١:١٣-١٥؛ اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٨.
٦ كَيْفَ أَصْبَحَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ عَدُوَّ ٱللّٰهِ؟
٦ اَلْأَمْرُ نَفْسُهُ حَصَلَ مَعَ ذٰلِكَ ٱلْمَلَاكِ. فَيَهْوَهُ خَلَقَ آدَمَ وَحَوَّاءَ، وَقَالَ لَهُمَا أَنْ يُنْجِبَا ٱلْأَوْلَادَ وَيَمْلَأَا ٱلْأَرْضَ. (تكوين ١:٢٧، ٢٨) وَرُبَّمَا فَكَّرَ هٰذَا ٱلْمَلَاكُ: ‹لِمَاذَا لَا يَعْبُدُنِي ٱلنَّاسُ أَنَا بَدَلَ أَنْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ؟›. وَكُلَّمَا فَكَّرَ فِي ذٰلِكَ، قَوِيَتْ رَغْبَتُهُ فِي شَيْءٍ يَحِقُّ لِيَهْوَهَ فَقَطْ. لَقَدْ رَغِبَ أَنْ يَعْبُدَهُ ٱلنَّاسُ هُوَ. لِذٰلِكَ كَذَبَ عَلَى حَوَّاءَ وَخَدَعَهَا. (اقرإ التكوين ٣:١-٥.) وَهٰكَذَا تَحَوَّلَ هٰذَا ٱلْمَلَاكُ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ إِبْلِيسَ، عَدُوِّ ٱللّٰهِ.
٧ (أ) لِمَاذَا مَاتَ آدَمُ وَحَوَّاءُ؟ (ب) لِمَاذَا نَكْبُرُ فِي ٱلْعُمْرِ وَنَمُوتُ؟
٧ مَنَعَ ٱللّٰهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يَأْكُلَا مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ فِي ٱلْجَنَّةِ. وَقَالَ لَهُمَا إِنَّهُمَا سَيَمُوتَانِ إِذَا أَكَلَا مِنْهَا. لٰكِنَّهُمَا لَمْ يُطِيعَاهُ وَأَكَلَا. (تكوين ٢:١٧؛ ٣:٦) وَهٰكَذَا أَخْطَأَا إِلَى يَهْوَهَ، وَبَعْدَ فَتْرَةٍ مَاتَا مِثْلَمَا حَذَّرَهُمَا. (تكوين ٣:١٧-١٩) أَوْلَادُهُمَا أَيْضًا كَانُوا خُطَاةً، لِذٰلِكَ مَاتُوا. (اقرأ روما ٥:١٢.) وَلِنَفْهَمَ لِمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَوْلَادَهُمَا خُطَاةٌ، لِنُنَاقِشْ هٰذَا ٱلْمَثَلَ. تَخَيَّلْ أَنَّ ٱلْقَالَبَ ٱلَّذِي تَسْتَعْمِلُهُ لِتَخْبِزَ ٱلْحَلْوَى وَقَعَ مِنْكَ وَتَغَيَّرَ شَكْلُهُ. لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ نَفْسَهَا سَتَظْهَرُ فِي ٱلْحَلْوَى وَيَكُونُ شَكْلُهَا مِثْلَ شَكْلِ ٱلْقَالَبِ. عِنْدَمَا تَمَرَّدَ آدَمُ عَلَى ٱللّٰهِ، أَصْبَحَ خَاطِئًا. وَبِمَا أَنَّنَا أَوْلَادُهُ، وَرِثْنَا عَنْهُ ٱلْمُشْكِلَةَ نَفْسَهَا. فَصِرْنَا جَمِيعًا مِثْلَهُ خُطَاةً. وَلِأَنَّنَا خُطَاةٌ، نَكْبُرُ فِي ٱلْعُمْرِ وَنَمُوتُ. — روما ٣:٢٣؛ اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٩.
٨، ٩ (أ) بِمَاذَا أَرَادَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُقْنِعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ؟ (ب) لِمَاذَا لَمْ يَقْتُلْ يَهْوَهُ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فَوْرًا؟
٨ بَدَأَ ٱلشَّيْطَانُ تَمَرُّدًا عَلَى يَهْوَهَ عِنْدَمَا شَجَّعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ لَا يُطِيعَاهُ. فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يُقْنِعَهُمَا أَنَّ يَهْوَهَ حَاكِمٌ سَيِّئٌ يَكْذِبُ عَلَيْهِمَا وَلَا يُرِيدُ مَصْلَحَتَهُمَا. وَكَانَ يَقُولُ لَهُمَا إِنَّهُمَا لَا يَحْتَاجَانِ إِلَى تَوْجِيهِ ٱللّٰهِ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يُقَرِّرَا هُمَا مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ. فَمَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ؟ كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَقْتُلَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ وَيُنْهِيَ تَمَرُّدَهُمْ. وَلٰكِنْ هَلْ كَانَ ذٰلِكَ سَيُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَذَّابٌ؟ كَلَّا.
٩ لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، لَمْ يَقْتُلْ يَهْوَهُ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فَوْرًا. بَدَلًا مِنْ ذٰلِكَ، سَمَحَ لِلْبَشَرِ أَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. وَهٰكَذَا يَظْهَرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَذَّابٌ وَأَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ مَا هُوَ لِخَيْرِ ٱلْبَشَرِ. وَسَنَتَعَلَّمُ أَكْثَرَ عَنْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ فِي ٱلْفَصْلِ ١١. وَلٰكِنْ مَا رَأْيُكَ فِي قَرَارِ آدَمَ وَحَوَّاءَ؟ هَلْ أَخَذَا قَرَارًا جَيِّدًا عِنْدَمَا صَدَّقَا ٱلشَّيْطَانَ وَتَمَرَّدَا عَلَى ٱللّٰهِ؟ يَهْوَهُ هُوَ مَنْ أَعْطَاهُمَا كُلَّ مَا لَدَيْهِمَا: حَيَاةً كَامِلَةً، مَكَانًا جَمِيلًا يَسْكُنَانِ فِيهِ، وَعَمَلًا يُفَرِّحُهُمَا. أَمَّا ٱلشَّيْطَانُ فَلَمْ يَرَيَا مِنْهُ أَيَّ أَمْرٍ جَيِّدٍ. فَلَوْ كُنْتَ أَنْتَ هُنَاكَ، فَمَاذَا كُنْتَ سَتَفْعَلُ؟
١٠ أَيُّ قَرَارٍ مُهِمٍّ أَمَامَنَا كُلِّنَا؟
١٠ أَمَامَنَا كُلِّنَا ٱلْيَوْمَ قَرَارٌ مُشَابِهٌ، وَحَيَاتُنَا تَتَوَقَّفُ عَلَى هٰذَا ٱلْقَرَارِ. فَإِمَّا أَنْ نَخْتَارَ يَهْوَهَ حَاكِمًا عَلَيْنَا وَنُطِيعَهُ وَنُبَرْهِنَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَذَّابٌ، أَوْ نَخْتَارَ ٱلشَّيْطَانَ حَاكِمًا عَلَيْنَا. (مزمور ٧٣:٢٨؛ اقرإ الامثال ٢٧:١١.) لٰكِنَّ أَشْخَاصًا قَلِيلِينَ جِدًّا فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ يُطِيعُونَ ٱللّٰهَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، لَيْسَ ٱللّٰهُ حَاكِمَ ٱلْعَالَمِ. فَمَنْ يَحْكُمُهُ إِذًا؟
مَنْ يَحْكُمُ ٱلْعَالَمَ حَقًّا؟
لَوْ لَمْ تَكُنْ مَمَالِكُ ٱلْعَالَمِ فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ، فَهَلْ كَانَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِضَهَا عَلَى يَسُوعَ؟
١١، ١٢ (أ) مَاذَا تُظْهِرُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا ٱلشَّيْطَانُ لِيَسُوعَ؟ (ب) أَيُّ آيَاتٍ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَحْكُمُ ٱلْعَالَمَ؟
١١ كَانَ يَسُوعُ يَعْرِفُ مَنْ يَحْكُمُ ٱلْعَالَمَ حَقًّا. فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، أَرَاهُ ٱلشَّيْطَانُ «جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ وَمَجْدَهَا». ثُمَّ وَعَدَهُ قَائِلًا: «أُعْطِيكَ هٰذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ [أَيْ سَجَدْتَ] وَقُمْتَ بِعَمَلِ عِبَادَةٍ لِي». (متى ٤:٨، ٩؛ لوقا ٤:٥، ٦) فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹لَوْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ ٱلْمَمَالِكُ تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ، فَهَلْ كَانَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِضَهَا عَلَى يَسُوعَ؟›. كَلَّا. إِذًا، كُلُّ ٱلْحُكُومَاتِ هِيَ فِي يَدِ ٱلشَّيْطَانِ.
١٢ رُبَّمَا تَتَسَاءَلُ: ‹كَيْفَ يَكُونُ ٱلشَّيْطَانُ حَاكِمَ ٱلْعَالَمِ؟ أَلَيْسَ يَهْوَهُ هُوَ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْكَوْنَ؟›. (رؤيا ٤:١١) بَلَى. لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ بِوُضُوحٍ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ «حَاكِمُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ». (يوحنا ١٢:٣١؛ ١٤:٣٠؛ ١٦:١١) وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ ذَكَرَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ هُوَ «إِلٰهُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا». (٢ كورنثوس ٤:٣، ٤) كَمَا أَنَّ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا كَتَبَ أَنَّ ‹ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ›. — ١ يوحنا ٥:١٩.
كَيْفَ سَيَنْتَهِي عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ؟
١٣ لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى عَالَمٍ جَدِيدٍ؟
١٣ يَصِيرُ هٰذَا ٱلْعَالَمُ أَخْطَرَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. فَنَحْنُ نَرَى ٱلْحُرُوبَ وَٱلْفَسَادَ وَٱلْخِدَاعَ وَٱلْعُنْفَ فِي كُلِّ مَكَانٍ. وَٱلْبَشَرُ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَحُلُّوا هٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلَ مَهْمَا حَاوَلُوا. لٰكِنَّ ٱللّٰهَ سَيُدَمِّرُ قَرِيبًا هٰذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ فِي حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ لِيَحِلَّ مَحَلَّهُ عَالَمٌ جَدِيدٌ لَا شَرَّ فِيهِ. — رؤيا ١٦:١٤-١٦؛ اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ١٠.
١٤ مَنْ سَيَحْكُمُ كَمَلِكٍ عَلَى مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ بِمَاذَا أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ يَسُوعَ؟
١٤ كَيْفَ سَيَجْلُبُ ٱللّٰهُ هٰذَا ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ؟ مِنْ خِلَالِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَهُوَ مَمْلَكَةٌ أَوْ حُكُومَةٌ سَمَاوِيَّةٌ. وَيَهْوَهُ ٱخْتَارَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ لِيَحْكُمَ كَمَلِكٍ عَلَى هٰذَا ٱلْمَلَكُوتِ. وَقَبْلَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ، أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَسُوعَ سَيَكُونُ «رَئِيسَ ٱلسَّلَامِ» وَحُكْمَهُ لَنْ يَنْتَهِيَ. (اشعيا ٩:٦، ٧) كَمَا عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُصَلُّوا لِيَأْتِيَ حُكْمُهُ عِنْدَمَا قَالَ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». (متى ٦:١٠) وَسَنَتَعَلَّمُ فِي ٱلْفَصْلِ ٨ كَيْفَ سَيَحِلُّ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ مَحَلَّ حُكُومَاتِ ٱلْعَالَمِ. (اقرأ دانيال ٢:٤٤.) وَهٰذَا ٱلْمَلَكُوتُ سَيُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ إِلَى جَنَّةٍ جَمِيلَةٍ. — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ١١.
اَلْحَيَاةُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ
١٥ مَا هِيَ ‹ٱلْأَرْضُ ٱلْجَدِيدَةُ›؟
١٥ يَعِدُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «نَنْتَظِرُ بِحَسَبِ وَعْدِهِ سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فِيهَا يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ». (٢ بطرس ٣:١٣؛ اشعيا ٦٥:١٧) أَحْيَانًا عِنْدَمَا يَتَكَلَّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ «ٱلْأَرْضِ»، يَقْصِدُ بِذٰلِكَ ٱلنَّاسَ ٱلْعَائِشِينَ عَلَيْهَا. (تكوين ١١:١) لِذَا تُشِيرُ ‹ٱلْأَرْضُ ٱلْجَدِيدَةُ› ٱلَّتِي يَسْكُنُ فِيهَا ٱلْبِرُّ إِلَى كُلِّ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَ ٱللّٰهَ وَيَنَالُونَ بَرَكَتَهُ.
١٦ أَيُّ هَدِيَّةٍ رَائِعَةٍ سَيُقَدِّمُهَا ٱللّٰهُ لِلنَّاسِ فِي عَالَمِهِ ٱلْجَدِيدِ، وَمَاذَا نَفْعَلُ لِنَنَالَهَا؟
١٦ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلنَّاسَ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ سَيَعِيشُونَ «حَيَاةً أَبَدِيَّةً». (مرقس ١٠:٣٠) فَمَاذَا نَفْعَلُ لِنَنَالَهَا؟ مِنْ فَضْلِكَ ٱقْرَأْ يُوحَنَّا ٣:١٦ و١٧َ:٣ لِتَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ. لِنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ يَصِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
١٧، ١٨ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْبَشَرَ سَيَعِيشُونَ فِي سَلَامٍ وَأَمَانٍ فِي ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا؟
١٧ لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ شَرٌّ أَوْ حُرُوبٌ أَوْ جَرَائِمُ أَوْ عُنْفٌ. لَنْ يَبْقَى أَيُّ أَشْرَارٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (مزمور ٣٧:١٠، ١١) وَٱللّٰهُ سَيُوقِفُ ٱلْحُرُوبَ فِي كُلِّ مَكَانٍ. (مزمور ٤٦:٩؛ اشعيا ٢:٤) وَسَتَمْتَلِئُ ٱلْأَرْضُ بِأَشْخَاصٍ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ وَيُطِيعُونَهُ. وَسَيَعِيشُونَ بِسَلَامٍ إِلَى ٱلْأَبَدِ. — مزمور ٧٢:٧.
١٨ سَيَعِيشُ شَعْبُ يَهْوَهَ فِي أَمَانٍ. قَدِيمًا، حَمَى ٱللّٰهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَمَا أَطَاعُوهُ، فَعَاشُوا فِي أَمَانٍ. (لاويين ٢٥:١٨، ١٩) وَفِي ٱلْفِرْدَوْسِ لَنْ نَخَافَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَوْ أَيِّ أَحَدٍ، بَلْ سَنَكُونُ مُطْمَئِنِّينَ دَائِمًا. — اقرأ اشعيا ٣٢:١٨؛ ميخا ٤:٤.
١٩ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱلطَّعَامَ سَيَتَوَفَّرُ لِلْجَمِيعِ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ؟
١٩ سَيَكُونُ هُنَاكَ طَعَامٌ كَافٍ لِلْجَمِيعِ. «تَكُونُ وَفْرَةٌ مِنَ ٱلْقَمْحِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَعَلَى رُؤُوسِ ٱلْجِبَالِ فَيْضٌ». (مزمور ٧٢:١٦) سَيُبَارِكُنَا يَهْوَهُ إِلٰهُنَا وَ «ٱلْأَرْضُ تُعْطِي غَلَّتَهَا». — مزمور ٦٧:٦.
٢٠ لِمَاذَا نَقُولُ إِنَّ ٱلْأَرْضَ سَتَصِيرُ جَنَّةً؟
٢٠ سَتَتَحَوَّلُ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا إِلَى جَنَّةٍ. سَتَكُونُ لِكُلِّ ٱلنَّاسِ بُيُوتٌ وَحَدَائِقُ جَمِيلَةٌ. (اقرأ اشعيا ٦٥:٢١-٢٤؛ رؤيا ١١:١٨.) وَتَصِيرُ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا جَمِيلَةً كَجَنَّةِ عَدْنٍ. وَيَهْوَهُ سَيُعْطِينَا دَائِمًا مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ. يَقُولُ عَنْهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «تَفْتَحُ يَدَكَ فَتُشْبِعُ رَغْبَةَ كُلِّ حَيٍّ». — مزمور ١٤٥:١٦.
٢١ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْحَيَوَانَاتِ لَنْ تُؤْذِيَ ٱلْبَشَرَ؟
٢١ اَلْحَيَوَانَاتُ لَنْ تُؤْذِيَ ٱلْبَشَرَ. سَيَعِيشُ ٱلْبَشَرُ فِي سَلَامٍ مَعَ ٱلْحَيَوَانَاتِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. وَسَيَشْعُرُ ٱلْأَوْلَادُ ٱلصِّغَارُ بِٱلْأَمَانِ حَتَّى مَعَ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي تُعْتَبَرُ ٱلْيَوْمَ خَطِرَةً. — اقرأ اشعيا ١١:٦-٩؛ ٦٥:٢٥.
٢٢ مَاذَا سَيَفْعَلُ يَسُوعُ لِلْمَرْضَى؟
٢٢ لَنْ يَمْرَضَ أَحَدٌ. عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، شَفَى أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ. (متى ٩:٣٥؛ مرقس ١:٤٠-٤٢؛ يوحنا ٥:٥-٩) وَبِمَا أَنَّهُ ٱلْمَلِكُ فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، فَسَيَشْفِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ كُلَّ ٱلنَّاسِ. وَلَنْ يَقُولَ أَحَدٌ: «أَنَا مَرِيضٌ». — اشعيا ٣٣:٢٤؛ ٣٥:٥، ٦.
٢٣ مَاذَا سَيَفْعَلُ ٱللّٰهُ لِلْمَوْتَى؟
٢٣ سَيَقُومُ ٱلْمَوْتَى. يَعِدُ ٱللّٰهُ أَنَّهُ سَيُقِيمُ ٱلْمَلَايِينَ مِنَ ٱلْمَوْتِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ». — اقرأ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩؛ اعمال ٢٤:١٥.
٢٤ مَا رَأْيُكَ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي نَنْتَظِرُهَا فِي ٱلْفِرْدَوْسِ؟
٢٤ أَمَامَنَا جَمِيعًا قَرَارٌ مُهِمٌّ. فَإِمَّا أَنْ نَتَعَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ وَنَخْدُمَهُ، أَوْ نَتَجَاهَلَهُ وَنَفْعَلَ مَا نُرِيدُهُ نَحْنُ. وَإِذَا ٱخْتَرْنَا أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَعِيشَ حَيَاةً رَائِعَةً فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. عِنْدَمَا طَلَبَ رَجُلٌ مِنْ يَسُوعَ أَنْ يَتَذَكَّرَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «سَتَكُونُ مَعِي فِي ٱلْفِرْدَوْسِ». (لوقا ٢٣:٤٣) لِنَتَعَلَّمْ أَكْثَرَ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَنَرَ كَيْفَ سَيُحَقِّقُ وُعُودَ ٱللّٰهِ ٱلْمُفْرِحَةَ.