مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «كُورُش»‏
  • كُورُش

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • كُورُش
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • كورش الكبير
    استيقظ!‏ ٢٠١٣
  • شعب اللّٰه يغادر بابل
    كتابي لقصص الكتاب المقدس
  • كتاب يستحق ثقتك
    استيقظ!‏ ٢٠١١
  • يهوه —‏ «اله بار ومخلّص»‏
    نبوة اشعيا —‏ نور لكل الجنس البشري الجزء ٢
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «كُورُش»‏

كُورُش

مؤسس الامبراطورية الفارسية وفاتح بابل،‏ وهو يُدعى «كورش الكبير» لتمييزه عن جده كورش الاول.‏

بعدما اخضع كورش الامبراطورية البابلية،‏ يوصف في الوثيقة المسمارية المعروفة بأسطوانة كورش انه يقول:‏ «انا كورش،‏ ملك العالم،‏ الملك العظيم،‏ الملك الشرعي،‏ ملك بابل،‏ ملك سومر وأكّاد،‏ ملك الاطراف الاربعة (‏للارض)‏،‏ ابن قمبيز (‏قمبوجيا‏)‏،‏ الملك العظيم،‏ ملك أنْشان،‏ حفيد كورش [الاول]،‏ .‏ .‏ .‏ متحدر من تيسبيس .‏ .‏ .‏ سليل اسرة (‏تربعت على)‏ العرش دوما».‏ (‏نصوص الشرق الادنى القديمة،‏ تحرير ج.‏ پريتشارد،‏ ١٩٧٤،‏ ص ٣١٦)‏ اذا،‏ يُشار الى كورش انه من السلالة الملكية لملوك أنْشان،‏ وهي مدينة او مقاطعة لا يُعرف موقعها بالتحديد،‏ ففي حين يقول البعض انها تقع في الجبال شمال عيلام،‏ يُعتقد عموما انها كانت تقع شرق عيلام.‏ وتُدعى سلالة الملوك هذه سلالة الأخمينيين تيمنا بأخمينيس ابي تيسبيس.‏

ان التاريخ الباكر لكورش الثاني مبهم الى حد ما ويرتكز الى حد بعيد على روايات خيالية لهيرودوتس (‏مؤرخ يوناني في القرن الخامس ق‌م)‏ وزينوفون (‏كاتب يوناني آخر عاش بعد نحو نصف قرن)‏.‏ مع ذلك،‏ يذكر كلا المؤرخين ان كورش هو ابن الحاكم الفارسي قمبيز من زوجته ماندين ابنة أستياجِس ملك الماديين.‏ (‏هيرودوتس،‏ ١:‏١٠٧،‏ ١٠٨؛‏ كيروبيديا لزينوفون،‏ ١،‏ ٢،‏ ١)‏ لكن كتسياس،‏ مؤرخ يوناني آخر عاش في نفس الفترة،‏ رفض صلة الدم هذه بين كورش والماديين وادّعى ان كورش اصبح صهرا لأستياجِس بزواجه من ابنته أميتيس.‏

خلف كورش اباه قمبيز الاول على عرش أنْشان التي كانت آنذاك تحت سلطة الملك المادي أستياجِس.‏ وبدأ يحكم على حد قول ديودورس (‏القرن الاول ق‌م)‏ في السنة الاولى للأولمبياد الـ‍ ٥٥،‏ اي ٥٦٠/‏٥٥٩ ق‌م.‏ ويقول هيرودوتس ان كورش ثار على الحكم المادي،‏ وإنه بسبب انضمام قوات أستياجِس الى صفوف العدو،‏ تمكن من احراز نصر سريع والاستيلاء على احمثا عاصمة الماديين.‏ تذكر تواريخ نبونيد ان الملك إشتوميجو (‏أستياجِس)‏ «استدعى جيوشه وزحف الى كورش،‏ ملك أنْشان،‏ لموا[جهته في المعركة].‏ لكن جيش إشتوميجو ثاروا عليه وس‍[لموه] الى كورش مقيدا بالاكبال».‏ (‏نصوص الشرق الادنى القديمة،‏ ص ٣٠٥)‏ وتمكن كورش من كسب ولاء الماديين،‏ فباتوا هم والفرس منذ ذلك الحين يحاربون معا تحت قيادته.‏ وفي السنوات التالية،‏ شرع يبسط نفوذه على الجزء الغربي للامبراطورية المادية،‏ متقدما حتى الحدود الشرقية للامبراطورية الليدية عند نهر الهايليس في آسيا الصغرى.‏

بعد ذلك،‏ أوقع كورش الهزيمة بكريسوس (‏قارون)‏ ملك ليديا الميسور واستولى على ساردس.‏ ثم اخضع المدن الايونية وضمّ كل آسيا الصغرى الى الامبراطورية الفارسية.‏ وهكذا صار في غضون سنوات قليلة المنافس الرئيسي لبابل وملكها نبونيد.‏

فتح بابل:‏ استعد كورش بعد ذلك لمواجهة بابل الجبارة.‏ وأصبح له،‏ خصوصا من هذه المرحلة فصاعدا،‏ دور في اتمام نبوة الكتاب المقدس.‏ ففي نبوة الرد الموحى بها التي ذكرها اشعيا والمتعلقة بأورشليم وهيكلها،‏ ذُكر هذا الحاكم الفارسي بالاسم بصفته الشخص الذي عينه يهوه اللّٰه ليطيح ببابل ويحرر اليهود الذين سيكونون مسبيين هناك.‏ (‏اش ٤٤:‏٢٦–‏٤٥:‏٧‏)‏ ومع ان هذه النبوة دُونت قبل اكثر من قرن ونصف من امساك كورش بزمام السلطة،‏ ورغم ان دمار يهوذا جرى كما يتضح حتى قبل ان يولد هذا الحاكم،‏ اعلن يهوه ان كورش سيكون ‹راعيّه›،‏ راعيا للشعب اليهودي.‏ (‏اش ٤٤:‏٢٨‏؛‏ قارن رو ٤:‏١٧‏.‏)‏ ونتيجة لهذا التعيين المسبق،‏ دُعي كورش «مسيح» يهوه (‏كلمة «مسيح» هي صيغة للكلمة العبرانية ماشياح،‏ المسيا،‏ وللكلمة اليونانية خريستوس،‏ المسيح)‏.‏ (‏اش ٤٥:‏١‏)‏ و ‹دعوة اللّٰه كورش باسمه› (‏اش ٤٥:‏٤‏)‏ في تلك المرحلة الباكرة لا تعني انه اطلق عليه هذا الاسم عند الولادة،‏ بل تعني ان يهوه عرف مسبقا بظهور رجل سوف يحمل هذا الاسم،‏ وأن دعوته اياه لن تغفل ذكر اسمه بل ستكون دعوة مباشرة ومحددة بالاسم.‏

وهكذا ودون ان يعرف الملك كورش،‏ الذي كان على الارجح وثنيا تابعا للزرادشتية،‏ كان يهوه اللّٰه ‹يمسك بيمينه› بشكل مجازي ليرشده ويقويه،‏ ممنطقا اياه ومهيئا الطريق وممهدا اياها امامه كي يتمم القصد الالهي القاضي بفتح بابل.‏ (‏اش ٤٥:‏​١،‏ ٢،‏ ٥‏)‏ وبصفته «المخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يُفعل»،‏ كيّف اللّٰه القادر على كل شيء الظروف المتعلقة بشؤون البشر لكي يتمم قصده كاملا.‏ فقد دعى كورش «من المشرق»،‏ اي من فارس (‏شرق بابل)‏،‏ حيث شُيدت عاصمته المفضلة پاسارْڠاديه،‏ وكان هذا الحاكم سينقض انقضاضا سريعا على بابل مثل «الطير الجارح».‏ (‏اش ٤٦:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ ومن الجدير بالملاحظة،‏ وفقا لدائرة المعارف البريطانية (‏١٩١٠،‏ المجلد ١٠،‏ ص ٤٥٤)‏،‏ ان «الفرس كانوا يحملون عقابا مثبتا في طرف رمح،‏ وأن الشمس التي اعتبروها الها لهم صُورت ايضا على راياتهم التي .‏ .‏ .‏ كان يحميها بمنتهى الحرص رجال الجيش الاكثر شجاعة».‏

كيف حوّل كورش مجرى مياه نهر الفرات؟‏

انبأت نبوات الكتاب المقدس المتعلقة بفتح كورش لبابل بجفاف انهار المدينة وبقاء بواباتها مفتوحة،‏ وكذلك بحدوث غزو مفاجئ لها وعدم تمكن الجنود البابليين من المقاومة.‏ (‏اش ٤٤:‏٢٧؛‏ ٤٥:‏​١،‏ ٢؛‏ ار ٥٠:‏​٣٥-‏٣٨؛‏ ٥١:‏​٣٠-‏٣٢‏)‏ ويصف هيرودوتس خندقا مائيا عميقا وعريضا يحيط ببابل،‏ ويتحدث عن وجود بوابات برونزية (‏او نحاسية)‏ كثيرة يمكن من خلالها عبور الاسوار الداخلية الممتدة على طول نهر الفرات الذي كان يشطر المدينة.‏ ويضيف هيرودوتس (‏١:‏١٩١،‏ ١٩٢)‏ ان كورش حاصر المدينة،‏ ثم «حوّل مياه النهر عبر قناة الى البحيرة [البحيرة الاصطناعية التي يُقال ان الملكة نيتوكريس حفرتها في وقت سابق] التي كانت مستنقعا آنذاك،‏ فانخفض منسوب النهر حتى بات بالامكان خوض مجراه الفعلي.‏ عندئذ قام الفرس المعينون للدخول الى بابل بولوجها عبر مجرى نهر الفرات،‏ الذي انخفض منسوب مياهه بحيث لم يعد يتعدى مستوى منتصف فخذ الرجل.‏ ولو عرف البابليون مسبقا او اكتشفوا ما كان يخطط له كورش،‏ لتركوا الفرس يدخلون المدينة وأوصلوهم الى نهاية مخزية؛‏ فقد كانوا سيغلقون كل البوابات التي تطل على النهر ويصعدون الاسوار الممتدة على طول ضفافه،‏ موقعين اعداءهم في فخ.‏ غير ان الفرس اخذوا البابليين على حين غرة؛‏ وبسبب حجم المدينة الكبير —‏ على حد قول الساكنين فيها —‏ هُزم الذين يعيشون عند اطرافها،‏ فيما لم يكن القاطنون في وسطها على علم بشيء.‏ فقد كانوا طوال ذلك الوقت يرقصون ويمرحون محتفلين .‏ .‏ .‏ الى ان علموا،‏ انما بعد فوات الاوان،‏ حقيقة ما حل بهم.‏ [قارن دا ٥:‏​١-‏٤،‏ ٣٠؛‏ ار ٥٠:‏٢٤؛‏ ٥١:‏​٣١،‏ ٣٢‏.‏] وهكذا أُخذت بابل آنذاك لأول مرة».‏

تختلف رواية زينوفون قليلا من حيث التفاصيل،‏ لكنها تتضمن نفس العناصر الرئيسية الواردة في رواية هيرودوتس.‏ فعلى حد قول زينوفون،‏ اعتقد كورش ان اقتحام اسوار بابل الضخمة شبه مستحيل.‏ وتابع كلامه ذاكرا ان كورش حاصر المدينة وحوّل مياه نهر الفرات الى خنادق،‏ وأنه اثناء وجود احتفال في بابل ارسل قواته في مجرى النهر بمحاذاة اسوار المدينة.‏ فتمكنت هذه الجيوش بقيادة جوبرياس وجاداتاس من اخذ الحراس على حين غرة وعبرت الى الداخل من خلال بوابات القصر.‏ وهكذا في ليلة واحدة،‏ «أُخذت المدينة وقُتل الملك».‏ اما الجنود البابليون المتمركزون في مختلف الحصون،‏ فاستسلموا في الصباح التالي.‏ —‏ كيروبيديا،‏ ٧،‏ ٥،‏ ٣٣؛‏ قارن ار ٥١:‏٣٠‏.‏

ويدون المؤرخ اليهودي يوسيفوس رواية عن فتح كورش كتبها الكاهن البابلي بِروسوس (‏في القرن الثالث ق‌م)‏.‏ تقول هذه الرواية:‏ «في السنة السابعة عشرة من ملكه [نبونيد]،‏ جاء كورش من فارس ومعه جيش كبير،‏ وبعدما اخضع باقي المملكة زحف الى بابل.‏ ولما علم نبونيدس [نبونيد] بقدومه قاد جيشه لملاقاته،‏ وحارب وهُزم.‏ ثم هرب مع بعض من اتباعه وحبس نفسه في مدينة بورسيپا [التي كانت هي وبابل مدينتين متتائمتين].‏ وأخذ كورش بابل.‏ وبعدما امر بتدمير اسوار المدينة الخارجية لأنها كانت هائلة ومهيبة جدا،‏ اكمل طريقه الى بورسيپا ليحاصر نبونيدس.‏ لكن هذا الاخير استسلم قبل ان يُحاصر.‏ فعومل بإنسانية من قِبل كورش الذي طرده من بلاد بابل لكنه اعطاه كرمان ليسكن فيها.‏ فأمضى نبونيدس بقية حياته في كرمان ومات هناك».‏ (‏ضد أبيون،‏ ١:‏١٥٠-‏١٥٣ [٢٠])‏ ان اختلاف هذه الرواية عن الروايات الاخرى مرده بشكل رئيسي الى العبارات التي تتحدث عما فعله نبونيد وتعاملات كورش معه.‏ لكنها تنسجم مع رواية الكتاب المقدس في قولها ان بيلشاصر،‏ لا نبونيد،‏ كان الملك الذي قُتل ليلة سقوط بابل.‏ —‏ انظر «‏بِيلْشاصَّر‏».‏

تؤكد الالواح المسمارية التي اكتشفها علماء الآثار سقوط بابل المفاجئ في يد كورش،‏ مع انها لا تزود تفاصيل حول الطريقة الصحيحة التي فُتحت بها المدينة.‏ فوفقا لتواريخ نبونيد،‏ وفي ما تبين انه السنة الاخيرة من حكم هذا الملك (‏٥٣٩ ق‌م)‏،‏ في شهر تِشري (‏ايلول-‏تشرين الاول)‏،‏ هاجم كورش الجيوش البابلية في أوپيس وأوقع بها الهزيمة.‏ وتتابع الكتابة قائلة:‏ «في اليوم الـ‍ ١٤،‏ جرى الاستيلاء على سيپار من دون معركة،‏ وهرب نبونيد.‏ وفي اليوم الـ‍ ١٦ دخل جوبرياس (‏أُجبارو‏)‏،‏ والي ڠوتيوم وقائد جيش كورش،‏ الى بابل من دون معركة.‏ وفي ما بعد أُلقي القبض على نبونيد في بابل عندما رجع .‏ .‏ .‏ وفي شهر أرَهشَمنو [مرشيزوان (‏تشرين الاول-‏تشرين الثاني)‏]،‏ في اليوم الثالث،‏ دخل كورش بابل».‏ (‏نصوص الشرق الادنى القديمة،‏ ص ٣٠٦)‏ وبواسطة هذه الكتابة،‏ يمكن التحديد ان سقوط بابل وقع في ١٦ تِشري سنة ٥٣٩ ق‌م وأن دخول كورش اليها بعد ١٧ يوما حدث في ٣ مرشيزوان.‏

بداية الهيمنة الآرية على العالم:‏ انهى كورش بهذا الانتصار هيمنة الحكام الساميين على بلاد ما بين النهرين والشرق الاوسط،‏ وأنشأ اول قوة عالمية مهيمنة من اصل آري.‏ وفي اسطوانة كورش،‏ هذه الوثيقة المسمارية التي يرى المؤرخون انها كُتبت لتُنشر في بابل والتي كانت ذات طابع ديني الى حد كبير،‏ يوصف كورش بأنه ينسب الفضل في انتصاره الى مردوك،‏ كبير آلهة بابل،‏ اذ يقول:‏ «فتش [مردوك] وبحث (‏في)‏ كل الاقطار عن حاكم بار مستعد ان يتولى قيادته .‏ .‏ .‏ (‏في الموكب السنوي)‏.‏ (‏ثم)‏ نطق باسم كورش (‏كوراس‏)‏،‏ ملك أنْشان،‏ ونادى به (‏حرفيا:‏ نطق باسمه)‏ ل‍(‏يكون)‏ حاكما لكل العالم.‏ .‏ .‏ .‏ مردوك،‏ المولى العظيم،‏ حامي شعبه/‏عباده،‏ لاحظ برضى اعماله (‏اي كورش)‏ الصالحة وفكره (‏حرفيا:‏ قلبه)‏ القويم،‏ (‏ولذلك)‏ امره بالزحف الى مدينته بابل (‏كادنجرا)‏.‏ وجعله ينطلق في رحلة الى بابل (‏دين تيركي)‏،‏ مرافقا اياه مثل صديق حقيقي.‏ وكانت جيوشه الواسعة الانتشار،‏ والتي كان عددها لا يُحصى مثل مياه النهر،‏ تمشي الهوينا دون ان تستخدم اسلحتها.‏ ومن غير الدخول في اية معركة جعله يدخل مدينته بابل (‏سوانّا)‏،‏ مجنبا بذلك بابل (‏كادنجرا[كي])‏ اي كارثة قد تحل بها».‏ —‏ نصوص الشرق الادنى القديمة،‏ ص ٣١٥.‏

لماذا تفسر اسطوانة كورش سقوط بابل بشكل يختلف عن الكتاب المقدس؟‏

رغم هذا التفسير الوثني للاحداث،‏ يُظهر الكتاب المقدس انه عندما اصدر كورش بلاغا يجيز لليهود المسبيين العودة الى اورشليم وإعادة بناء الهيكل هناك،‏ اعترف قائلا:‏ «قد اعطاني يهوه اله السموات جميع ممالك الارض،‏ وهو فوض الي ان ابني له بيتا في اورشليم التي في يهوذا».‏ (‏عز ١:‏​١،‏ ٢‏)‏ طبعا،‏ لا يعني ذلك ان كورش اصبح متهودا،‏ بل يعني ببساطة انه كان يعرف الوقائع المؤسسة على الكتاب المقدس التي تتعلق بالنصر الذي احرزه.‏ فنظرا الى المركز الاداري الرفيع الذي شغله دانيال،‏ قبل وبعد سقوط بابل ايضا (‏دا ٥:‏٢٩؛‏ ٦:‏​١-‏٣،‏ ٢٨‏)‏،‏ سيكون غريبا جدا ألا يعلم كورش بالنبوات التي دونها وتفوه بها انبياء يهوه،‏ بما فيها نبوة اشعيا التي تتضمن اسمه الشخصي.‏ اما بالنسبة الى اسطوانة كورش التي اقتُبس منها اعلاه،‏ فمن المتعارف عليه ان اشخاصا آخرين غير الملك ربما كانت لهم يد في اعداد هذه الوثيقة المسمارية.‏ يتحدث كتاب علم آثار الكتاب المقدس بقلم ج.‏ ارنست رايت (‏١٩٦٢،‏ ص ٢٠٣)‏ عن «الملك،‏ او الاداريين الذين صاغوا الوثيقة» (‏قارن الحالة المشابهة ايام داريوس في دا ٦:‏​٦-‏٩‏)‏،‏ في حين يقول الدكتور اميل ج.‏ كريلنغ (‏اطلس الكتاب المقدس راند مكنلي،‏ ١٩٦٦،‏ ص ٣٢٨ ]بالانكليزية[)‏ ان اسطوانة كورش هي «وثيقة دعائية ألّفها الكهنة البابليون».‏ ويُحتمل بالفعل ان تكون هذه الوثيقة قد كُتبت تحت تأثير رجال الدين البابليين (‏نصوص الشرق الادنى القديمة،‏ ص ٣١٥،‏ الحاشية ١ ]بالانكليزية[)‏،‏ خادمة بذلك قصدهم الرامي الى تبرير الفشل الذريع لمردوك (‏يُعرف ايضا بالاسم بيل)‏ والآلهة البابلية الاخرى في انقاذ المدينة،‏ حتى ان الامر بلغ بهم الى حد نسب الامور التي فعلها يهوه الى مردوك.‏ —‏ قارن اش ٤٦:‏​١،‏ ٢؛‏ ٤٧:‏​١١-‏١٥‏.‏

مرسوم كورش المتعلق بعودة المسبيين:‏ بإصدار كورش مرسوما قضى بإنهاء سبي اليهود،‏ تمم تفويضه بصفته ‹الراعي الذي مسحه يهوه› من اجل اسرائيل.‏ (‏٢ اخ ٣٦:‏​٢٢،‏ ٢٣؛‏ عز ١:‏​١-‏٤‏)‏ وقد صدر هذا المرسوم في «السنة الاولى لكورش ملك فارس»،‏ اي سنة حكمه الاولى بالنسبة الى بابل التي جرى اخضاعها.‏ ويشير سجل الكتاب المقدس في دانيال ٩:‏١ الى «السنة الاولى لداريوس» التي ربما وقعت في الفترة الفاصلة بين سقوط بابل و «السنة الاولى لكورش» على هذه المدينة.‏ وإذا كان الامر كذلك،‏ فهذا يعني ان الكاتب ربما اعتبر ان سنة كورش الاولى ابتدأت في اواخر سنة ٥٣٨ ق‌م.‏ ولكن اذا اعتُبر ان داريوس حكم على بابل كنائب عن الملك،‏ بحيث ان حكمه تزامن مع حكم كورش،‏ فسوف يحدد التقليد البابلي سنة ملك كورش الاولى بالسنة التي امتدت من نيسان القمري ٥٣٨ الى نيسان القمري ٥٣٧ ق‌م.‏

على ضوء سجل الكتاب المقدس،‏ يُرجح ان مرسوم كورش القاضي بتحرير اليهود وعودتهم الى اورشليم صدر في اواخر سنة ٥٣٨ او اوائل سنة ٥٣٧ ق‌م.‏ وكان هذا سيتيح الوقت للمسبيين اليهود كي يستعدوا للخروج من بابل ويقوموا بالرحلة الطويلة الى يهوذا وأورشليم (‏رحلة قد تستغرق اربعة اشهر تقريبا بحسب عز ٧:‏٩‏)‏ ويستقروا «في مدنهم» في يهوذا بحلول «الشهر السابع» (‏تِشري)‏ من سنة ٥٣٧ ق‌م.‏ (‏عز ٣:‏​١،‏ ٦‏)‏ وفي هذا التاريخ تنتهي الـ‍ ٧٠ سنة المُنبأ بها عن دمار يهوذا والتي ابتدأت في نفس الشهر،‏ اي تِشري،‏ سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ —‏ ٢ مل ٢٥:‏​٢٢-‏٢٦؛‏ ٢ اخ ٣٦:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

ان تعاون كورش مع اليهود يتباين تباينا صارخا مع المعاملة التي تلقوها من الحكام الوثنيين السابقين.‏ فقد ارجع كورش عتاد الهيكل الثمين الذي كان نبوخذنصر الثاني قد اخذه الى بابل،‏ ومنح اليهود اذنا ملكيا باستيراد خشب ارز من لبنان،‏ كما سمح بإنفاق المال من بيت الملك لتغطية مصاريف البناء.‏ (‏عز ١:‏​٧-‏١١؛‏ ٣:‏٧؛‏ ٦:‏​٣-‏٥‏)‏ ووفقا لأسطوانة كورش (‏الصورة في المجلد ٢،‏ ص X‏)‏،‏ اتّبع هذا الحاكم الفارسي سياسة انسانية متسامحة عموما مع الشعوب المغلوبة الخاضعة لملكه.‏ يذكر النقش كلماته التالية:‏ «اعدت الى [بعض] المدن المقدسة [المذكورة سابقا] على الضفة الاخرى لدجلة،‏ المقادس التي كانت خرائب مدة طويلة،‏ والتماثيل التي (‏كانت)‏ تقيم فيها وأسست لها مقادس دائمة.‏ وجمعت (‏ايضا)‏ كل سكانها (‏السابقين)‏ وأعدت (‏اليهم)‏ مساكنهم».‏ —‏ نصوص الشرق الادنى القديمة،‏ ص ٣١٦.‏

بالاضافة الى البلاغ الملكي المقتبس في عزرا ١:‏​١-‏٤‏،‏ يتحدث سجل الكتاب المقدس عن وثيقة اخرى لكورش،‏ «مذكرة» حُفظت في بيت السجلات في احمثا بمادي واكتُشفت هناك اثناء حكم داريوس الفارسي.‏ (‏عز ٥:‏​١٣-‏١٧؛‏ ٦:‏​١-‏٥‏)‏ يتحدث البروفسور ج.‏ ارنست رايت عن هذه الوثيقة الثانية قائلا:‏ «دعيت [الوثيقة] بالتحديد ديكرونا،‏ مصطلح ارامي رسمي يُطلق على مذكرة يدوَّن فيها قرار شفهي اصدره الملك او احد المسؤولين ويبدأ بموجبها العمل بإجراء اداري.‏ وهذه المذكرة لم تكن مخصصة ابدا للنشر،‏ بل كانت تُعطى فقط للمسؤول المناسب ثم تُحفظ في بيت السجلات الحكومية».‏ —‏ علم آثار الكتاب المقدس،‏ ص ٢٠٣.‏

موته،‏ وأهميته النبوية:‏ يُعتقد ان كورش سقط في معركة سنة ٥٣٠ ق‌م،‏ لكن التفاصيل المتعلقة بذلك مبهمة بعض الشيء.‏ وقبل موته،‏ اصبح ابنه قمبيز الثاني شريكا له في الحكم كما يتضح،‏ لكنه بعد موت ابيه تقلد العرش الفارسي وحكم بمفرده.‏

ان النبوات المدونة في سفر الرؤيا عن السقوط المفاجئ لبابل العظيمة الرمزية توازي من نواح رئيسية الوصف المتعلق بإخضاع كورش مدينة بابل الحرفية.‏ (‏قارن رؤ ١٦:‏١٢؛‏ ١٨:‏​٧،‏ ٨ بـ‍ اش ٤٤:‏​٢٧،‏ ٢٨؛‏ ٤٧:‏​٨،‏ ٩‏.‏)‏ لكن الملك الذي يتقدم الجيوش الجبارة الموصوفة مباشرة بعد الرواية عن سقوط بابل الرمزية ليس ملكا ارضيا،‏ بل هو «كلمة اللّٰه» الذي في السماء،‏ راعي يهوه الممسوح والشرعي،‏ المسيح يسوع.‏ —‏ رؤ ١٩:‏​١-‏٣،‏ ١١-‏١٦‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة