مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٨٦ ١/‏٨ ص ٢٢-‏٢٤
  • مصمما ان اكون راسخا وغير متزعزع

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مصمما ان اكون راسخا وغير متزعزع
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الحق يسبب «اعصارا»‏
  • خيبة امل — ثم بركات
  • مشاكل وتقدّم في بريتوريا
  • حظر خلال فترة الحرب
  • راسخا وغير متزعزع رغم الشيخوخة
  • النمو مع هيئة يهوه في جنوب افريقيا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • وجدت الاكتفاء في خدمة اللّٰه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • مشاركة في الفتح مدى الحياة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٨
  • الجزء ٤ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
ب٨٦ ١/‏٨ ص ٢٢-‏٢٤

مصمما ان اكون راسخا وغير متزعزع

كما رواها بول سميث

في ثلاثينات الـ‍ ١٨٠٠ كان الكثير من المزارعين البيض في اقليم الكاب في جنوب افريقيا قلقين.‏ واذ كانوا من اصل هولندي وجدوا القانون البريطاني مضايقا.‏ فرحل الآلاف شمالا الى الجزء الداخلي من البلاد،‏ المعروف قليلا.‏ وبعد تخطي الكثير من العقبات استقرّ البعض شمالي نهر اورانج في ما اصبح في ما بعد دولة اورانج الحرّة.‏ وعبر آخرون نهر فال واستقرّوا في ما يُدعى الآن الترانسفال.‏ ومن بينهم كان اجدادي الناطقون باللغة الافريقانية الذين استقرّوا في الترانسفال الشمالية في ستينات الـ‍ ١٨٠٠.‏ وُلدت انا بالقرب من بلدة نيلستروم الصغيرة سنة ١٨٩٨.‏

اسلوب حياة سكان المنطقة القليلين كان بسيطا جدا في تلك الايام.‏ فكانت الطرائد الوافرة المصدر الرئيسي للعيش،‏ ملحقة ببعض الانتاج الزراعي.‏ ثم في سنة ١٨٩٩ اتت الحرب — حرب جنوب افريقيا او حرب «البوير.‏» فقد قرر البريطانيون ان يبسطوا سلطتهم على الجمهوريتين الافريقيتين،‏ دولة اورانج الحرّة والترانسفال.‏ لذلك تحارب البريطاني والبويري (‏«مزارع» في اللغة الافريقانية)‏ بعنف لثلاث سنوات من اجل السيادة.‏ وفي غضون تلك الفترة كانت عائلتنا معتقلة في معسكر اعتقال.‏

عندما توقفت الاعمال العدائية،‏ رجعنا لنجد مزرعتنا متضررة على نحو رديء ومنهوبة.‏ لقد كان هنالك الم شديد.‏ فآ‌لاف الرجال كانوا قد ماتوا وهم يقاتلون،‏ وآلاف النساء والاولاد كان قد قُضي عليهم في معسكرات الاعتقال.‏ كان البلد مصابا بالفقر.‏ وهكذا كنا نحن.‏ ومع ذلك ساعدتنا هبة حكومية من القمح على البقاء احياء،‏ وعمل والداي بكدّ في المزرعة،‏ منمّين الخضار ومحاصيل اخرى.‏

الحق يسبب «اعصارا»‏

بعدئذ جاءت سنة ١٩١٥ البارزة.‏ فكتلميذ مدرسة عمره ١٦ سنة تسلَّمتُ بواسطة البريد كراسة بعنوان «‏ماذا تقول الاسفار المقدسة عن الهاوية؟‏‏» نشرها شهود يهوه في ذلك الوقت.‏ فقرأناها معا،‏ صديق المدرسة ابراهام ستروه وانا،‏ ووافقنا على ان ذلك هو الحق.‏ وكان مثيرا ان نتعلم ان اللّٰه لا يعذب الناس الى الابد،‏ وان الاموات هم في حالة عدم وعي،‏ نيام في الموت،‏ ومنتظرون وعد يسوع بالقيامة.‏ (‏جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠،‏ حزقيال ١٨:‏٤،‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وكنا متحمسين للعمل.‏ فأصبحت نيلستروم مركزا للهيجان،‏ وكأنها أُصيبت باعصار،‏ اذ اننا نحن تلميذَي المدرسة جعلناه معروفا،‏ بكل تأكيد وبلا خوف،‏ انّ عقائد الكنيسة البروتستانتية الهولندية كانت باطلة.‏ كان رجال الدين دون شك منزعجين وشجبوا هذا «الدين الجديد» من على منابر الوعظ في كنائسهم.‏

ونتيجة لذلك لم يعد ابراهام وأنا مرحبا بنا في بيوت اصدقائنا.‏ وحتى والدي هدَّد بطردي من البيت.‏ لكن والدتي،‏ وهي شخص شبيه حقا بخروف،‏ لم تقل قط كلمة غير لطيفة.‏ وبعد مدة اعتاد والدي العزيز المتقدم في السن،‏ الذي كان يملك احتراما عميقا للكتاب المقدس،‏ على «الدين الجديد،‏» فجرى الترحيب بالشهود بكرم في بيتنا.‏ وفي تلك الايام الباكرة لم نعلم شيئا عن الجمعية واتكلنا كليا على يهوه.‏ وفي ما بعد قام موزعو المطبوعات الجائلون (‏يُدعون الآن فاتحين)‏ بزيارتنا وأتوا بنا الى اتصال بالجمعية ومكتبها على بعد ٠٠٠‏,١ ميل (‏٦٠٠‏,١ كلم)‏ في بلدة الكاب.‏ وهذا ادّى الى معموديتي سنة ١٩١٨.‏

بعد سنتين حضرت محفلا في بريتوريا.‏ كان حاضرا نحو ٢٣ اخا واختا،‏ والاخ انكيتيل،‏ ممثل الجمعية،‏ كان مشرفا.‏ كم كان رائعا ان اكون مع رفقاء مؤمنين حتى وان كان هنالك القليل جدا منا!‏ وكان البرنامج مؤلفا بشكل رئيسي من مواضيع عقائدية و«شهادات،‏» او اختبارات،‏ لكنه كان حافزا لي على نحو كافٍ لأبقى ثابتا.‏ لقد كنت بحاجة الى ذلك.‏

خيبة امل — ثم بركات

ان الصدمة الاكبر في حياتي اتت عندما جرى لاحقا تهديد صديقي الحميم ابراهام،‏ بعد تركه المدرسة واستخدامه من قبل ادارة المدرسة المحلية،‏ بالطرد الاّ اذا تخلّى عن دينه.‏ لقد ترك الحق فعلا وانضمَّ الى الكنيسة البروتستانتية الهولندية.‏ فتركني ذلك،‏ كحدث وجديد في الحق،‏ وحيدا تماما في الترانسفال الشمالية.‏ ذرفت الكثير من الدموع على خسارة رفيقي ولكنني صليت الى يهوه دون انقطاع وجرت تقويتي لأكون راسخا غير متزعزع مكثرا في عمل الرب كل حين.‏ — ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏

ثم أتت اوائل عشرينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ فبارك يهوه جهودي المستمرة للعيش حسب الحق الى افضل قدرتي.‏ وابتدأتُ اجد «الخراف» في الجوار.‏ فقبل الابن الشاب لمزارع مجاور بشارة الملكوت،‏ معوضا بذلك عن خسارتي لرفيق.‏ وبقي هذا الأخ،‏ هانيس غروبلر،‏ امينا حتى موته مؤخرا.‏ وباشرت ايضا درسا مع عائلة من سبعة اعضاء،‏ عائلة فورسترز،‏ مستعملا كتاب «قيثارة اللّٰه.‏»‏a

كل سبت كنت اسير بفرح اربعة اميال (‏٤،‏٦ كلم)‏ عبر المرج او الريف لادارة الدرس.‏ فأصبح الابوان شاهدين معتمدين وبقيا امينين حتى الموت.‏

سنة ١٩٢٤ قام الاخ جورج فيلبس،‏ الذي كان قد وصل مؤخرا الى جنوب افريقيا ليخدم في الفرع في بلدة الكاب،‏ بزيارة الى نيلستروم — حدث مثير بالنسبة اليّ.‏ فنشأت صداقة حميمة وفترة من التعاون الثيوقراطي دامت حتى انهى مسلكه الارضي سنة ١٩٨٢.‏

تطور الاهتمام المحلي،‏ وسرعان ما حصلنا على فريق جيد من ١٣ اخا وأختا — اول فريق من الشهود في شمالي بريتوريا.‏ وفي الوقت المعين اشرقت رسالة الملكوت في منطقة الترانسفال الشمالية الواسعة.‏

مشاكل وتقدّم في بريتوريا

من ناحية ثانية وفي تلك السنة عينها نقلني اصحاب البنك الذي اعمل فيه الى بريتوريا حيث كان هنالك فريق صغير من ثمانية تلاميذ للكتاب المقدس (‏شهود يهوه)‏.‏ ولكنّ واحدا فقط كان لديه تقدير لائق للامور الثيوقراطية،‏ ومات بعد ان وصلت بوقت قليل.‏ والآخرون — البعض كانوا رجالا مثقفين — فشلوا في تقدير ترتيب الجمعية لتنظيم الجماعات للخدمة فترك اثنان منهم.‏

في غضون ذلك كان «الشيخ» في الفريق،‏ رغم رفض الجمعية،‏ يؤلف كتابا يتضمن تفسيره الخاص للاسفار المقدسة.‏ فناشدته شخصيا ان يتخلى عن الفكرة.‏ وأتت الذروة صباح يوم احد.‏ فكان كتابه قد طُبع في ذلك الحين،‏ وجلب بعض النسخ وطلب من الفريق توزيعها.‏ صُدمتُ.‏ فوقفت وقاومت طلبه.‏ ونتيجة لذلك ترك «الشيخ» وأربعة او خمسة آخرون الهيئة.‏ وذلك ترك فقط اختا عزيزة عاجزة متقدمة في السن،‏ بالاضافة الى زوجتي وانا.‏ لكننا كنا مصممين أن نكون «راسخين غير متزعزعين» وأن نؤيد الجمعية بولاء.‏ من ذلك الحين فصاعدا منح يهوه الزيادة على نحو بطيء ولكن اكيد.‏ — ١ كورنثوس ٣:‏٦؛‏ ١٥:‏٥٨‏.‏

في الوقت المعين اضاف يهوه عددا اكبر من الفعلة الى جماعة بريتوريا.‏ وعلى سبيل المثال،‏ سنة ١٩٣١ اتى اثنان من الاخوة السود الى مركز درسنا وقدّما انفسهما.‏ بعد ذلك كانت مسؤوليتي لبعض السنوات ان اخدم الاوروبيين (‏البيض)‏ والافريقيين (‏السود)‏ على حد سواء — امتياز نادر في جنوب افريقيا.‏ ولكي اساعد الاخوة الافريقيين ادرت درس الفريق في بلدتهم الخاصة او في منطقة سكنية منعزلة.‏ واستعملت ايضا في البلدة خطابات الاخ رذرفورد المسجلة.‏ بالاضافة الى ذلك كان اخ افريقي،‏ هاميلتون كافويتي ماسيكو،‏ يساعدني كل يوم احد مساء لاذاعة تلك المحاضرات بواسطة آلة اسطوانة فونوغرافية قوية في ساحة الكنيسة،‏ مركز بريتوريا الحيوي نفسه.‏

بمنح الزيادة من يهوه تشكلت جماعة افريقية.‏ ولسنوات عديدة نظَّمتُ اجتماعاتهم الخصوصية كناظر مدينة.‏ ومن بدايات صغيرة توسّع العمل بين الافريقيين في بريتوريا الى ١٦ جماعة في المنطقة بحلول سنة ١٩٨٤.‏

حظر خلال فترة الحرب

جلب نشوب الحرب العالمية الثانية في ايلول سنة ١٩٣٩ ألما كبيرا لبلدان كثيرة.‏ لكنّ جنوب افريقيا كانت استثناء.‏ فرغم ذلك،‏ وبسبب الاحداث التي هزت العالم،‏ استيقظ كثيرون من سكان جنوب افريقيا من رضاهم عن الذات ووجهوا عقولهم الى اتمام نبوة الكتاب المقدس.‏ ونتيجة لذلك كان هنالك نمو ظاهر في نشاط الملكوت بزيادة ٥٠ في المئة في عدد الناشرين لسنة الخدمة ١٩٤١.‏ اثار ذلك غضب الكنائس،‏ خصوصا الكنيسة الكاثوليكية،‏ التي اتهمت الجمعية بأنها خطر على الدولة.‏ فحظرت الحكومة آنذاك الكثير من مطبوعات الجمعية.‏

نحو ذلك الوقت قمنا زوجتي آنّا وأنا مع ولدينا،‏ بول وأناليز،‏ بزيارة الى نيلستروم حيث كان عليَّ ان أُلقي خطابا.‏ انتهزت الفرصة لأُري الاخوة المحليين امكانية تقديم مجلاتنا في الشارع.‏ واخترت موقعا خارج قصر الحاكم مباشرة.‏ بعد وقت قليل اخبرني رقيب في الشرطة بأنني كنت اقوم بعمل غير قانوني ويجب حضوري الى مكتب الشرطة حالا.‏ رغم ذلك واصلت العمل لاننا كنا قد قررنا ان نعمل لمدة ساعة.‏ ثم جاء شرطي ليعلمني بأن رئيس الشرطة كان ينتظرني.‏ لكنني لم اتحرك.‏ وجاء شرطي آخر برسالة مشابهة ولاقى الجواب نفسه.‏ اتممنا الساعة بنتائج جيدة،‏ ثم ذهبت وعائلتي الى مقهى لنشرب كوبا من الشاي.‏

وعندما ذهبت اخيرا الى مكتب الشرطة سئلتُ عما كان قد حدث بالمطبوعات.‏ فوضّحت انها كانت قد وُزعت على العامة.‏ وفي ما بعد جاء رجال الشرطة الى مزرعة والديَّ حيث كنا نقيم وأخذوا جميع المجلات التي استطاعوا ايجادها.‏

بعد مناقشة الامر مع الاخوة المحليين قررنا ان لا نأخذ المسألة باهمال.‏ ففي الاسبوع التالي كان ٣٠ منا بقوة كاملة في شوارع نيلستروم،‏ وفي الاسبوع اللاحق في ورمباد التي تبعد ١٨ ميلا (‏٢٩ كلم)‏ جنوبا.‏ وعلى نحو معاكس للتوقعات لم يوقفنا احد.‏ ثم،‏ بعد صعوبة كبيرة،‏ أُعيدت جميع المطبوعات غير المحظورة.‏

راسخا وغير متزعزع رغم الشيخوخة

منحتني زوجتي آنّا الدعم المخلص الى ان ماتت سنة ١٩٤٩.‏ ومنذ سنة ١٩٥٤،‏ عندما تزوجت ثانية،‏ احصل على الدعم المخلص من زوجتي العزيزة مود.‏ ومن سن مبكرة رافقني ولداي،‏ بول وأناليز،‏ في كل اوجه خدمة الملكوت.‏ وعند تركهما البيت اصبح كلاهما فاتحين.‏ أناليز وزوجها،‏ جاني مولر،‏ لا يزالان في هذه الخدمة.‏ بول انحرف في ما بعد عن الحق وسعى وراء مهنة جامعية،‏ لكنه في السنوات الاخيرة جدد معاشرته.‏ حفدائي الخمسة هم شهود ليهوه،‏ ينهمك اثنان منهم مع رفيقي زواجهما في الخدمة كامل الوقت.‏ وأستطيع ان اوصي بشدة ان يبقى الآباء قريبين من اولادهم،‏ وأن يدربوهم بالتعليم والمثال على محبة يهوه وخدمته من كل النفس.‏ — تثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏.‏

خلال ٦٩ سنة من الخدمة الثيوقراطية رأيت توسعا مثيرا.‏ فقديما سنة ١٩٣١ كان هنالك خمسة منادين بالملكوت في جوار بريتوريا.‏ والآن هنالك اكثر من ٥٠٠‏,١ يعاشرون ٢٦ جماعة.‏ يعود كل التسبيح والاكرام الى‌يهوه!‏ والآن،‏ بعمر ٨٦ سنة،‏ واذ تسمح الصحة لا ازال اتمتع بتحدي الشهادة من بيت الى بيت وبتقديم مجلتي «برج المراقبة» و«استيقظ!‏» في الشارع.‏ مود وأنا مصممان ان نكون راسخين وغير متزعزعين،‏ امينين ليهوه ومباركين اسمه الى الدهر والابد.‏

‏[الحاشية]‏

a اصدرته جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة