مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٠ ١/‏١١ ص ١٨-‏٢٢
  • دور السلطات الفائقة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • دور السلطات الفائقة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • المسيحيون الحقيقيون لا ‹يقاومون السلطة›‏
  • اطاعة القانون
  • موضع خوف
  • ‏«انه خادم اللّٰه»‏
  • الحاجة الى الايمان
  • عندما لا تساعد الدولة
  • النظرة المسيحية الى السلطة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • نظرة المسيحي الى السلطات الفائقة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • بسلطة من ينبغي ان تعترفوا؟‏
    المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية
  • احترام السلطة —‏ لِمَ هو ضروري؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
ب٩٠ ١/‏١١ ص ١٨-‏٢٢

دور السلطات الفائقة

‏«انه خادم اللّٰه للصلاح.‏ ولكن ان فعلت الشر فخف.‏» —‏ رومية ١٣:‏٤‏.‏

١ و ٢ كيف صار كثيرون في العالم المسيحي متورطين في نشاطات ثورية؟‏

منذ سنتين انتج اجتماع للاساقفة في لندن مقالة افتتاحية ساخطة في نيويورك پوست.‏ والاجتماع كان مؤتمر لامْبِث،‏ الذي حضره اكثر من ٥٠٠ اسقف من الطائفة الانڠليكانية.‏ وقد بعث على السخط قرارٌ صدر عن المؤتمر يعبِّر عن التفهم تجاه الناس «الذين،‏ بعد ان يستنفدوا كل الوسائل الاخرى،‏ يختارون سبيل الكفاح المسلَّح بصفته السبيل الوحيد الى العدل.‏»‏

٢ قالت پوست ان ذلك كان،‏ في الواقع،‏ موافقة على الارهاب.‏ لكنّ الاساقفة انما كانوا يتبعون نزعة متزايدة.‏ وموقفهم لم يكن مختلفا عن ذاك الذي للكاهن الكاثوليكي في غانا الذي اوصى بحرب العصابات بصفتها السبيل الاسرع،‏ الاثبت،‏ والاضمن لتحرير افريقيا؛‏ او للقس المنهجي الافريقي الذي نذر ان يدعم «حرب التحرير حتى النهاية القصوى»؛‏ او للمرسلين الكثيرين للعالم المسيحي الذين حاربوا مع الثوار ضد الحكومات المؤسسة في آسيا وأميركا الجنوبية.‏

المسيحيون الحقيقيون لا ‹يقاومون السلطة›‏

٣ و ٤ (‏أ)‏ اية مبادئ ينتهكها المدعوّون مسيحيين الذين يعززون الثورة؟‏ (‏ب)‏ ماذا اكتشف احد الافراد عن شهود يهوه؟‏

٣ في القرن الاول،‏ قال يسوع عن أتباعه:‏ «ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم.‏» (‏يوحنا ١٧:‏١٤‏)‏ ان ايّ شخص مدعوّ مسيحيا يعزز الثورة هو جزء من العالم الى حد بعيد جدا.‏ فهو ليس من أتباع يسوع؛‏ وهو ليس ‹خاضعا للسلاطين الفائقة.‏› (‏رومية ١٣:‏١‏)‏ ويفعل حسنا اذ ينتبه الى تحذير الرسول بولس ان «مَن يقاوم السلطان يقاوم ترتيب اللّٰه والمقاومون سيأخذون لانفسهم دينونة.‏» —‏ رومية ١٣:‏٢‏.‏

٤ في تباين مع كثيرين في العالم المسيحي،‏ ليست لدى شهود يهوه تعاملات مع العنف المسلَّح.‏ وقد اكتشف ذلك رجل في اوروپا.‏ يكتب:‏ «لدى رؤية ما انتجه الدين والسياسة،‏ وقفتُ نفسي للاطاحة بالترتيب الاجتماعي المؤسس.‏ فانضممت الى مجموعة من الارهابيين وتلقيت تدريبا في استخدام كل انواع الاسلحة ببراعة؛‏ اشتركت في سرقات مسلَّحة كثيرة.‏ وكانت حياتي في خطر متواصل.‏ واذ مر الوقت،‏ صار من الواضح اننا نخوض معركة خاسرة.‏ فكنت رجلا مثبَّطا،‏ مغلوبا من الانعدام التام للرجاء في الحياة.‏ ثم قرعتْ شاهدة بابنا.‏ وأخبرتني عن ملكوت اللّٰه.‏ واذ اصررتُ ان هذا مضيعة لوقتي،‏ اقترحتُ ان تسمع زوجتي.‏ ففعلتْ ذلك،‏ وجرى البدء بدرس بيتي للكتاب المقدس.‏ وأخيرا،‏ وافقتُ ان احضر الدرس.‏ تعجز الكلمات عن نقل الارتياح الذي شعرتُ به في فهم القوة الموجِّهة التي تدفع الجنس البشري نحو الشر.‏ لقد اعطاني الوعد الرائع بالملكوت رجاء مقوِّيا وقصدا في الحياة.‏»‏

٥ لماذا يبقى المسيحيون على نحو مسالم خاضعين للسلطات الفائقة،‏ والى متى ستكون هذه هي الحال؟‏

٥ المسيحيون هم سفراء او مبعوثو اللّٰه والمسيح.‏ (‏اشعياء ٦١:‏١،‏ ٢؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏٢٠؛‏ افسس ٦:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وبصفتهم كذلك،‏ يبقون حياديين في نزاعات هذا العالم.‏ وعلى الرغم من ان بعض الانظمة السياسية تبدو اكثر نجاحا اقتصاديا من الاخرى،‏ ويسمح البعض بحرية اكثر من الاخرى،‏ فالمسيحيون لا يعززون او يعتبرون نظاما اكثر من الآخر.‏ فهم يعرفون ان كل الانظمة ناقصة.‏ وانه «ترتيب اللّٰه» ان تستمر هذه في الوجود الى ان يسود ملكوته.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ وهكذا،‏ يبقى المسيحيون على نحو مسالم خاضعين للسلطات الفائقة فيما يعززون الخير الابدي للآخرين بالكرازة ببشارة الملكوت.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤؛‏ ١ بطرس ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

اطاعة القانون

٦ لماذا تكون شرائع بشرية كثيرة جيدة على الرغم من ان «العالم كله قد وضع في الشرير»؟‏

٦ تضع الحكومات القومية انظمة قوانين،‏ ومعظم هذه القوانين جيد.‏ فهل يجب ان يفاجئنا ذلك،‏ بالنظر الى واقع كون «العالم كله قد وضع في الشرير»؟‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ كلا.‏ فيهوه اعطى ابانا الاول،‏ آدم،‏ ضميرا،‏ وهذا الشعور الفِطري بالصواب والخطإ ينعكس بطرائق كثيرة في القوانين البشرية.‏ (‏رومية ٢:‏١٣-‏١٦‏)‏ فحمورابي،‏ مشترع بابلي قديم،‏ استهل مجموعة قوانينه كما يلي:‏ «في ذلك الوقت عيَّنوني لاعزز خير الشعب،‏ انا،‏ حمورابي،‏ الامير المخلص،‏ الخائف اللّٰه،‏ لاجعل العدل يسود في الارض،‏ لاهلك الشرير والشر،‏ لئلا يظلم القويُّ الضعيفَ.‏»‏

٧ اذا خالف احد القانون،‏ فمن له الحق في معاقبته،‏ ولماذا؟‏

٧ تقول معظم الحكومات ان القصد من قوانينها مشابه:‏ تعزيز خير المواطنين والنظام الجيد في المجتمع.‏ وهكذا،‏ تعاقب على الاعمال المعادية للمجتمع،‏ كالقتل والسرقة،‏ وتضع انظمة،‏ كحدود السرعة وقوانين ايقاف السيارات.‏ وكل من يكسر عمدا قوانينها يتخذ موقفا ضد السلطة و ‹يأخذ لنفسه دينونة.‏› دينونة ممن؟‏ ليس بالضرورة من اللّٰه.‏ فالكلمة اليونانية المترجمة هنا الى دينونة يمكن ان تشير الى الاجراءات المدنية اكثر مما الى الاحكام من يهوه.‏ (‏قارنوا ١ كورنثوس ٦:‏٧‏.‏)‏ واذا تصرَّف احد على نحو غير شرعي،‏ فلدى السلطة الفائقة حق معاقبته.‏

٨ كيف تتجاوب الجماعة اذا ارتكب عضو جريمة خطيرة؟‏

٨ لدى شهود يهوه صيت حسن لعدم مقاومة السلطات البشرية.‏ واذا حدث ان فردا في الجماعة خالف القانون،‏ فالجماعة لن تساعده على التملص من العقاب الشرعي.‏ واذا كان احد يسرق،‏ يقتل،‏ يشهِّر،‏ يغش في ضرائبه،‏ يغتصب،‏ يختلس،‏ يستعمل المخدرات غير الشرعية،‏ او يقاوم السلطة الشرعية بأية طريقة اخرى،‏ فسيواجه تأديبا قاسيا من الجماعة —‏ ولا يجب ان يشعر بأنه مضطهَد عندما يعاقَب من السلطة الدنيوية.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٣-‏١٧،‏ ٢٠‏.‏

موضع خوف

٩ اي سبيل هنالك لدى المسيحيين بلياقة اذا هدَّدتهم عناصر متمردة على القانون؟‏

٩ يتابع بولس مناقشته للسلطات الفائقة قائلا:‏ «فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة.‏ أفتريد ان لا تخاف السلطان.‏ افعل الصلاح فيكون لك مدح منه.‏» (‏رومية ١٣:‏٣‏)‏ فالمسيحيون ذوو الولاء ليسوا الذين يجب ان يخافوا العقاب من السلطة بل فعلة الشر،‏ اولئك الذين يرتكبون ‹الاعمال الشريرة،‏› الافعال الاجرامية.‏ وعندما تهدِّدهم عناصر كهذه متمردة على القانون يمكن لشهود يهوه ان يقبلوا بلياقة من السلطة الحماية العسكرية او حماية الشرطة.‏ —‏ اعمال ٢٣:‏١٢-‏٢٢‏.‏

١٠ كيف ‹كان مدح› لشهود يهوه من السلطة؟‏

١٠ للمسيحيين الذين يحافظون على قانون السلطة الفائقة يقول بولس:‏ ‹يكون لكم مدح منه.‏› ومثالا لذلك،‏ تأملوا في بعض الرسائل التي تسلَّمها شهود يهوه في البرازيل بعد محافلهم الكورية.‏ فمن مستشار قسم محلي للرياضة:‏ «تستحقون المدح الاكبر على مسلككم المسالم.‏ ومن المعزي ان نعرف ان كثيرين جدا في عالم اليوم المضطرب لا يزالون يؤمنون باللّٰه ويعبدونه.‏» ومن مدير ملعب مدرَّج محلي:‏ «على الرغم من العدد الضخم جدا من الحاضرين،‏ لم يسجَّل ايّ حادث يفسد المناسبة،‏ بفضل التنظيم الخالي من العيوب.‏» ومن مكتب المحافظ:‏ «نريد ان نغتنم هذه الفرصة لنهنئكم بترتيبكم وانضباطكم العفوي الرائع،‏ ونتمنى لكم كل نجاح في المناسبات المستقبلية.‏»‏

١١ لماذا لا يمكن ابدا ان يقال ان الكرازة بالبشارة هي عمل شرير؟‏

١١ تشير عبارة «الاعمال الصالحة» الى الافعال اطاعة لقوانين السلطات الفائقة.‏ وبالاضافة الى ذلك فان عملنا الكرازي،‏ الذي يأمر به اللّٰه،‏ لا الانسان،‏ ليس عملا شريرا —‏ نقطة يجب ان تعترف بها السلطات.‏ فهو خدمة عامة ترفع المكانة الادبية لاولئك الذين يتجاوبون.‏ لذلك فان رجاءنا هو ان تحمي السلطات الفائقة حقنا في الكرازة للآخرين.‏ لقد رفع بولس دعواه الى السلطات بغية تثبيت الكرازة بالبشارة شرعيا.‏ (‏اعمال ١٦:‏٣٥-‏٤٠؛‏ ٢٥:‏٨-‏١٢؛‏ فيلبي ١:‏٧‏)‏ ومؤخرا،‏ طلب شهود يهوه على نحو مماثل وحصلوا على الاعتراف الشرعي بعملهم في المانيا الشرقية،‏ هنڠاريا،‏ پولندا،‏ رومانيا،‏ بينين،‏ وميانمار (‏بورما)‏.‏

‏«انه خادم اللّٰه»‏

١٢-‏١٤ كيف عملت السلطات الفائقة كخادم للّٰه (‏أ)‏ في ازمنة الكتاب المقدس؟‏ (‏ب)‏ في الازمنة العصرية؟‏

١٢ واذ يتكلم عن السلطة الدنيوية،‏ يتابع بولس:‏ «انه خادم اللّٰه للصلاح.‏ ولكن ان فعلت الشر فخف.‏ لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم اللّٰه منتقم للغضب من الذي يفعل الشر.‏» —‏ رومية ١٣:‏٤‏.‏

١٣ لقد خدمت السلطات القومية احيانا كخادم للّٰه بطرائق محدَّدة.‏ فكورش فعل ذلك عندما دعا اليهود ليرجعوا من بابل ويعيدوا بناء بيت اللّٰه.‏ (‏عزرا ١:‏١-‏٤؛‏ اشعياء ٤٤:‏٢٨‏)‏ وأرتحشستا كان خادما للّٰه عندما ارسل عزرا مع تبرع لاعادة بناء هذا البيت وفي ما بعد عندما فوَّض الى نحميا اعادة بناء اسوار اورشليم.‏ (‏عزرا ٧:‏١١-‏٢٦؛‏ ٨:‏٢٥-‏٣٠؛‏ نحميا ٢:‏١-‏٨‏)‏ والسلطة الفائقة الرومانية خدمت هكذا عندما انقذت بولس من الرعاع في اورشليم،‏ حمته خلال انكسار السفينة،‏ ورتبت ان يكون له بيته الخاص في رومية.‏ —‏ اعمال ٢١:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ ٢٨:‏٧-‏١٠،‏ ٣٠،‏ ٣١‏.‏

١٤ وعلى نحو مماثل،‏ خدمت السلطات الدنيوية كخادم للّٰه في الازمنة العصرية.‏ ففي سنة ١٩٥٩،‏ على سبيل المثال،‏ حكمت محكمة كندا العليا بأن شخصا من شهود يهوه متهما في كيبيك بنشر منشورات افترائية ومحرِّضة على الفتنة لم يكن مذنبا —‏ مبطلة بالتالي التحيّز الذي لرئيس وزراء كيبيك آنذاك،‏ موريس دوپلِسّي.‏

١٥ بأية طريقة عامة تعمل السلطات كخادم للّٰه،‏ وأي حق يعطيها ذلك؟‏

١٥ اضافة الى ذلك،‏ وبطريقة عامة،‏ تخدم الحكومات القومية كخادم للّٰه بحفظ النظام العام الى ان يتولى ملكوت اللّٰه هذه المسؤولية.‏ وبحسب بولس،‏ لهذه الغاية ‹تحمل› السلطة «السيف،‏» الذي يمثل حقها في انزال العقاب.‏ وهذا يشمل عادة السجن او الغرامات.‏ وفي بعض البلدان يمكن ان يتضمن ذلك ايضا عقوبة الموت.‏a ومن ناحية اخرى،‏ اختارت امم كثيرة ان لا تكون لديها عقوبة الموت،‏ وهذا هو ايضا حقها.‏

١٦ (‏أ)‏ بما ان السلطة هي خادم اللّٰه،‏ اي شيء اعتبر بعض خدام اللّٰه فعله لائقا؟‏ (‏ب)‏ اي نوع من الاستخدام لن يقبله المسيحي،‏ ولمَ لا؟‏

١٦ ان واقع كون السلطات الفائقة خادما للّٰه يوضح لماذا كان دانيال،‏ العبرانيون الثلاثة،‏ نحميا ومردخاي قادرين على قبول مراكز مسؤولة في الحكومتين البابلية والفارسية.‏ وهكذا استطاعوا ان يلجأوا الى سلطة الدولة لمصلحة شعب اللّٰه.‏ (‏نحميا ١:‏١١؛‏ استير ١٠:‏٣؛‏ دانيال ٢:‏٤٨،‏ ٤٩؛‏ ٦:‏١،‏ ٢‏)‏ واليوم يعمل بعض المسيحيين ايضا في خدمة الحكومة.‏ ولكن بما انهم منفصلون عن العالم فانهم لا ينضمون الى احزاب سياسية،‏ يسعون الى منصب سياسي،‏ او يقبلون مراكز في الهيئات السياسية خاصة بوضع السياسة.‏

الحاجة الى الايمان

١٧ اية احوال قد تحرض بعض الذين ليسوا مسيحيين على مقاومة السلطة؟‏

١٧ ولكن ماذا اذا احتملت السلطة الفساد او حتى الظلم؟‏ هل يجب ان يحاول المسيحيون ان يستبدلوا السلطة بواحدة تبدو افضل؟‏ حسنا،‏ ليس الظلم والفساد الحكوميان امرا جديدا.‏ ففي القرن الاول ايَّدت الامبراطورية الرومانية اعمال الظلم كالعبودية.‏ واحتملت ايضا موظفين فاسدين.‏ والكتاب المقدس يتحدث عن عشّارين يغشّون،‏ قاضي ظلم،‏ وحاكم ولاية بحث عن رشًى.‏ —‏ لوقا ٣:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ١٨:‏٢-‏٥؛‏ اعمال ٢٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

١٨ و ١٩ (‏أ)‏ كيف يتجاوب المسيحيون اذا كانت هنالك مساوئ او فساد من جهة موظفي الحكومة؟‏ (‏ب)‏ كيف حسَّن المسيحيون حياة الافراد،‏ كما يدل احد المؤرخين والاطار ادناه؟‏

١٨ كان بامكان المسيحيين ان يحاولوا انهاء مساوئ كهذه في ذلك الحين،‏ لكنهم لم يفعلوا.‏ على سبيل المثال،‏ لم يكرز بولس بنهاية للعبودية،‏ ولم يقل لسادة العبيد المسيحيين ان يطلقوا عبيدهم.‏ وعوض ذلك،‏ نصح العبيد وسادة العبيد ان يظهروا الرأفة المسيحية عندما يتعاملون احدهم مع الآخر.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٢٠-‏٢٤؛‏ افسس ٦:‏١-‏٩؛‏ فليمون ١٠-‏١٦‏؛‏ انظروا ايضا ١ بطرس ٢:‏١٨‏.‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ لم يتورط المسيحيون في النشاط الثوري.‏ فقد كانوا منشغلين جدا في الكرازة ‹ببشارة السلام.‏› (‏اعمال ١٠:‏٣٦‏)‏ وفي سنة ٦٦ ب‌م حاصر جيش روماني اورشليم ثم انسحب.‏ وعوض البقاء مع المدافعين عن المدينة المتمرّدين،‏ فان المسيحيين العبرانيين ‹هربوا الى الجبال› اطاعة لتوجيه يسوع.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

١٩ عاش المسيحيون الاولون مع الامور كما كانت وحاولوا تحسين حياة الافراد بمساعدتهم على اتِّباع مبادئ الكتاب المقدس.‏ كتب المؤرخ جون لورد في كتابه العالَم الروماني القديم:‏ «كانت الانتصارات الحقيقية للمسيحية تُرى في صنع اناس صالحين من اولئك الذين اعتنقوا عقائدها،‏ بدلا من تغيير المؤسسات الشعبية،‏ او الحكومات،‏ او القوانين ظاهريا.‏» فهل يجب ان يعمل المسيحيون اليوم على نحو مختلف الى حد ما؟‏

عندما لا تساعد الدولة

٢٠ و ٢١ (‏أ)‏ كيف فشلت احدى السلطات الدنيوية في التصرف كخادم اللّٰه للصلاح؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان يتجاوب شهود يهوه عندما يُضطهدون بمشاركة من الدولة؟‏

٢٠ في ايلول ١٩٧٢،‏ اندلع اضطهاد وحشي ضد شهود يهوه في بلد في افريقيا الوسطى.‏ والآلاف سُلبوا كل ممتلكاتهم وأُخضعوا لفظائع اخرى،‏ بما في ذلك الضرب،‏ التعذيب،‏ والقتل.‏ فهل تمَّمت السلطة الفائقة واجبها بحماية الشهود؟‏ كلا!‏ وعوض ذلك،‏ شجعت على العنف،‏ مجبرة اولئك المسيحيين الابرياء على الهرب الى البلدان المجاورة من اجل الامان.‏

٢١ ألا يجب ان ينتفض شهود يهوه بغضب على معذبين كهؤلاء؟‏ كلا.‏ فالمسيحيون يجب ان يحتملوا بصبر اهانات كهذه،‏ متصرفين بتواضع تمثلا بالمسيح:‏ «الذي اذ شُتم لم يكن يشتم عوضا واذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلّم لمن يقضي بعدل.‏» (‏١ بطرس ٢:‏٢٣‏)‏ وهم يتذكرون انه عندما أُلقي القبض على يسوع في بستان جثسيماني وبَّخ تلميذا اتى للدفاع عنه بسيف،‏ وفي ما بعد قال لبيلاطس البنطي:‏ «مملكتي ليست من هذا العالم.‏ لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود.‏ ولكن الآن ليست مملكتي من هنا.‏» —‏ يوحنا ١٨:‏٣٦؛‏ متى ٢٦:‏٥٢؛‏ لوقا ٢٢:‏٥٠،‏ ٥١‏.‏

٢٢ اي مثال حسن وضعه بعض الشهود في افريقيا عندما عانوا الاضطهاد القاسي؟‏

٢٢ بمثال يسوع في الذهن،‏ امتلك اولئك الشهود الافريقيون الشجاعة لاتِّباع مشورة بولس:‏ «لا تجازوا احدا عن شر بشر.‏ معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس.‏ ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس.‏ لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل أعطوا مكانا للغضب.‏ لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.‏» (‏رومية ١٢:‏١٧-‏١٩‏؛‏ قارنوا عبرانيين ١٠:‏٣٢-‏٣٤‏.‏)‏ وكم كان اخوتنا الافريقيون مثالا حسنا لجميعنا اليوم!‏ فحتى عندما ترفض السلطة ان تتصرف على نحو جدير بالاحترام،‏ لا يتخلى المسيحيون الحقيقيون عن مبادئ الكتاب المقدس.‏

٢٣ اي سؤالين يبقيان لمناقشتهما؟‏

٢٣ ولكن ماذا يمكن ان تتوقع السلطات الفائقة من المسيحيين؟‏ وهل هنالك اية حدود للمطالب التي يمكن ان تصنعها بحق؟‏ سيناقَش ذلك في المقالة التالية.‏

‏[الحاشية]‏

a ان مجموعة الشرائع المعطاة الهيا في اسرائيل القديمة تضمنت عقوبة الموت على الجرائم الجسيمة.‏ —‏ خروج ٣١:‏١٤؛‏ لاويين ١٨:‏٢٩؛‏ ٢٠:‏٢-‏٦؛‏ عدد ٣٥:‏٣٠‏.‏

هل يمكنكم ان تشرحوا؟‏

▫ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكن ان «يقاوم» الفرد السلطات الفائقة؟‏

▫ ما هو «ترتيب اللّٰه» في ما يتعلق بالسلطة الحكومية؟‏

▫ بأية طريقة تكون السلطات ‹للخوف›؟‏

▫ كيف تخدم الحكومات البشرية بصفتها «خادم اللّٰه»؟‏

‏[الاطار في الصفحة ٢١]‏

رسالة من رئيس شرطة

اتت رسالة تحمل الشارة «الخدمة العامة لولاية ميناس جيراس» الى مكتب فرع جمعية برج المراقبة في البرازيل.‏ لقد كانت من رئيس شرطة بلدة كونكويستا.‏ فهل كان هنالك شيء خاطئ؟‏ لندع الرسالة توضح.‏ انها تقول:‏

‏«عزيزي السيد:‏

«يسرني ان اعرِّفكم بنفسي بواسطة هذه الرسالة.‏ لقد كنت رئيس الشرطة في بلدة كونكويستا،‏ ميناس جيراس،‏ طوال نحو ثلاث سنوات.‏ وفي العمل احاول دائما ان اكون حي الضمير،‏ ولكن كانت لديَّ مشاكل في المحافظة على السلام في السجن.‏ فالسجناء،‏ رغم منحهم التدريب في بعض الاعمال،‏ كانوا لا يهدأون.‏

«ومنذ بضعة اشهر اتى السيد أ الى بلدتنا وعرَّف بنفسه كواحد من شهود يهوه.‏ وابتدأ يكرز بالكتاب المقدس لبعض السجناء،‏ معلِّما اياهم القراءة والكتابة ومظهرا لهم اسس المهارات الصحية والاجتماعية ومخبرا اياهم ايضا عن الكتاب المقدس.‏ والطريقة التي عمل بها هذا الكارز اظهرت الانتذار والمحبة والتضحية بالذات.‏ وسرعان ما تغيَّر تصرُّف السجناء بشكل ملحوظ نحو الاحسن،‏ لدهشة وتقدير اولئك الملاحظين.‏

«ونظرا الى ما حدث في سجننا،‏ اريد رسميا ان أُشعر جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس بتقديرنا للعمل الحسن الذي قام به في مجتمعنا الكارز الكفء.‏»‏

قال الرسول بولس عن السلطة الحكومية:‏ «افعل الصلاح فيكون لك مدح منه.‏» (‏رومية ١٣:‏٣‏)‏ لقد صح ذلك بالتأكيد في الحالة المذكورة آنفا.‏ فيا لها من شهادة لقوة كلمة اللّٰه المغيِّرة ان البشارة انجزت في اشهر قليلة ما لم يستطع جهاز السجن ان يفعله في سنوات!‏ —‏ مزمور ١٩:‏٧-‏٩‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة