مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٢ ١/‏٨ ص ١٩-‏٢٤
  • الجزء ٤ —‏ متى وكيف تطوَّرت عقيدة الثالوث؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الجزء ٤ —‏ متى وكيف تطوَّرت عقيدة الثالوث؟‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • هل اسس ذلك عقيدة الثالوث؟‏
  • ‏«وجهة نظر الاقلية»‏
  • مجمع القسطنطينية
  • كيف تطوَّرت
  • ماذا مثَّل
  • ‏«من ثمارهم»‏
  • يوم للحساب
  • المراجع
  • هل يجب ان تؤمن بالثالوث؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠١٣
  • كيف تطوَّرت عقيدة الثالوث؟‏
    هل يجب ان تؤمنوا بالثالوث؟‏
  • الجزء ١ —‏ هل علَّم يسوع وتلاميذه عقيدة الثالوث؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • اسئلة الدرس للكراسة هل يجب ان تؤمنوا بالثالوث؟‏
    خدمتنا للملكوت ١٩٩٠
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
ب٩٢ ١/‏٨ ص ١٩-‏٢٤

هل علَّمت الكنيسة الباكرة ان اللّٰه ثالوث؟‏

الجزء ٤ —‏ متى وكيف تطوَّرت عقيدة الثالوث؟‏

ان المقالات الثلاث الاولى من هذه السلسلة اظهرت ان عقيدة الثالوث لم يعلِّمها يسوع وتلاميذه ولا آباء الكنيسة الباكرة.‏ (‏برج المراقبة عدد ١ تشرين الثاني ١٩٩١؛‏ ١ شباط ١٩٩٢؛‏ و ١ نيسان ١٩٩٢)‏ وهذه المقالة الختامية ستناقش كيف تطوَّرت عقيدة الثالوث وأيّ دور لعبه مجمع نيقية في السنة ٣٢٥ ب‌م.‏

في السنة ٣٢٥ ب‌م،‏ دعا قسطنطين الامبراطور الروماني مجمع الاساقفة الى الاجتماع في مدينة نيقية في آسيا الصغرى.‏ وكان قصده حلّ الخلافات الدينية المتواصلة حول علاقة ابن اللّٰه بالاله الكلي القدرة.‏ وفي ما يتعلق بنتائج ذلك المجمع،‏ تقول دائرة المعارف البريطانية:‏

‏«قسطنطين نفسه اشرف،‏ موجِّها المناقشات بفعالية،‏ واقترح شخصيا .‏ .‏ .‏ الصيغة الحاسمة التي اظهرت علاقة المسيح باللّٰه في الدستور الذي اصدره المجمع،‏ ‹من جوهر واحد [‏هومووسيوس‏] مع الآب.‏› .‏ .‏ .‏ واذ كانوا يرتاعون من الامبراطور فان الاساقفة،‏ باستثناء اثنين فقط،‏ وقَّعوا الدستور،‏ وكثيرون منهم ضد رغبتهم.‏»‏١

وهل تدخَّل هذا الحاكم الوثني بسبب اقتناعاته المؤسسة على الكتاب المقدس؟‏ كلا.‏ يذكر تاريخ قصير للعقيدة المسيحية:‏ «من حيث الاساس،‏ لم يكن لدى قسطنطين فهم على الاطلاق للاسئلة التي كانت تُطرح في اللاهوت اليوناني.‏»‏٢ ان ما قد فهمه كان ان الخلافات الدينية هدَّدت وحدة امبراطوريته،‏ وكان يرغب في حلِّها.‏

هل اسس ذلك عقيدة الثالوث؟‏

هل اسس،‏ او ثبَّت،‏ مجمع نيقية الثالوث بصفته عقيدة العالم المسيحي؟‏ يفترض كثيرون ان الحالة كانت كذلك.‏ لكنَّ الوقائع تُظهر خلاف ذلك.‏

فالدستور الذي وضعه ذلك المجمع قد اكَّد امورا عن ابن اللّٰه كانت ستسمح لرجال دين مختلفين باعتباره مساويا للّٰه الآب بطريقة ما.‏ ومع ذلك فهو منوِّر ان نعلم ما لم يقله دستور مجمع نيقية.‏ فكما نُشر في الاصل،‏ ذكر الدستور بكامله:‏

‏«نؤمن باله واحد،‏ آب ضابط الكل،‏ خالق كل شيء،‏ ما يُرى وما لا يُرى،‏

‏«وبرب واحد يسوع المسيح ابن اللّٰه الوحيد المولود من الآب ومن جوهر الآب،‏ إله من إله،‏ نور من نور،‏ إله حق من إله حق،‏ مولود غير مخلوق،‏ من جوهر واحد مع الآب،‏ الذي به كان كل شيء ما في السماء وما على الارض،‏ الذي من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد وتأنّس.‏ وتألم وقام في اليوم الثالث وصعد الى السماء،‏ وسيأتي ثانية ليدين الاحياء والاموات.‏

‏«وبالروح القدس.‏»‏٣

فهل يقول هذا الدستور ان الآب،‏ الابن،‏ والروح القدس هم ثلاثة اقانيم في اله واحد؟‏ وهل يقول ان الثلاثة متساوون في السرمدية،‏ القدرة،‏ المركز،‏ والحكمة؟‏ كلا،‏ فهو لا يفعل ذلك.‏ ولا توجد هنا صيغة ثلاثة في واحد على الاطلاق.‏ فالدستور الاصلي لمجمع نيقية لم يؤسِّس او يثبِّت الثالوث.‏

ان هذا الدستور،‏ على الاكثر،‏ يساوي الابن بالآب في الكينونة «من جوهر واحد.‏» لكنه لا يقول ايّ امر مماثل عن الروح القدس.‏ فكل ما يقوله هو «نؤمن .‏ .‏ .‏ بالروح القدس.‏» وليست هذه عقيدة ثالوث العالم المسيحي.‏

وحتى المقطع الرئيسي «من جوهر واحد» (‏هومووسيوس‏)‏ لم يعنِ بالضرورة ان المجمع آمن بالمساواة العددية للآب والابن.‏ تذكر دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:‏

‏«ما اذا نوى المجمع تثبيت الهوية العددية لجوهر الآب والابن فهذا امر مشكوك فيه.‏»‏٤

لو عنى المجمع ان الابن والآب هما واحد من حيث العدد،‏ لما كان ذلك بعدُ ثالوثا.‏ وانما كان سيصير اثنين في إله واحد،‏ لا ثلاثة في واحد كما تتطلب عقيدة الثالوث.‏

‏«وجهة نظر الاقلية»‏

في نيقية،‏ هل آمن الاساقفة عموما بأن الابن مساوٍ للّٰه؟‏ كلا،‏ فكانت هنالك وجهات نظر متضاربة.‏ مثلا،‏ قدَّم احداها آريوس،‏ الذي علَّم انه للابن بداية محدَّدة في الوقت وهو بالتالي غير مساوٍ للّٰه لكنه خاضع في كل الاوجه.‏ ومن ناحية اخرى،‏ آمن اثناسيوس بأن الابن مساوٍ للّٰه بطريقة معيَّنة.‏ وكانت هنالك آراء اخرى.‏

وفي ما يتعلق بقرار المجمع اعتبار الابن من الجوهر نفسه (‏الطبيعة نفسها)‏ التي للّٰه،‏ يذكر مارتن مارتي:‏ «في الواقع،‏ مثَّلت نيقية وجهة نظر الاقلية؛‏ وكانت التسوية صعبة وغير مقبولة عند كثيرين ممن لم يكونوا آريوسيين في وجهة النظر.‏»‏٥ وبصورة مماثلة،‏ يشير الكتاب مكتبة مختارة لآباء الكنيسة المسيحية لمجمع نيقية وما بعد مجمع نيقية الى انه «جرى تبني موقف عقائدي مصوغ بوضوح في تباين مع الآريوسية من قبل اقلية فقط،‏ على الرغم من ان هذه الاقلية نجحت في انجاز قصدها.‏»‏٦ ويلاحظ تاريخ قصير العقيدة المسيحية:‏

‏«وما بدا خصوصا مثيرا للاعتراض عند اساقفة ولاهوتيين كثيرين في الشرق كان المفهوم الذي وضعه قسطنطين نفسه في الدستور،‏ الـ‍ هومووسيوس [«من جوهر واحد»]،‏ الذي صار في النزاع اللاحق بين المعتقد القويم والهرطقة موضع خلاف.‏»‏٧

بعد المجمع،‏ استمر الجدال لعقود.‏ واولئك الذين ايَّدوا فكرة مساواة الابن باللّٰه الكلي القدرة صاروا ايضا غير شعبيين لفترة من الوقت.‏ مثلا،‏ يقول مارتن مارتي عن اثناسيوس:‏ «ازدادت شعبيته وتناقصت وكثيرا ما كان يُنفى [في السنوات التي تلت المجمع] بحيث صار فعليا يتنقل ذهابا وإيابا.‏»‏٨ لقد قضى اثناسيوس سنوات في المنفى لأن الرسميين السياسيين والكنسيين عارضوا افكاره التي ساوت الابن باللّٰه.‏

اذًا،‏ أن نؤكد ان مجمع نيقية في السنة ٣٢٥ ب‌م اسَّس او ثبَّت عقيدة الثالوث فذلك ليس صحيحا.‏ فما صار لاحقا تعليم الثالوث لم يكن موجودا في ذلك الوقت.‏ والفكرة ان كلًّا من الآب،‏ الابن،‏ والروح القدس هو اله حقيقي ومساوٍ للآخر في السرمدية،‏ القدرة،‏ المركز،‏ والحكمة،‏ ولكنهم ايضا اله واحد —‏ ثلاثة في اله واحد —‏ لم يطوِّرها هذا المجمع ولا آباء الكنيسة الباكرة.‏ وكما تذكر كنيسة القرون الثلاثة الاولى:‏

‏«ان العقيدة الشعبية العصرية للثالوث .‏ .‏ .‏ لا تستمد ايّ دعم من كتابات يوستينوس [الشهيد]:‏ وهذه الملاحظة يمكن ان تمتد الى كل آباء ما قبل مجمع نيقية؛‏ اي الى كلِّ الكتَّاب المسيحيين للقرون الثلاثة بعد ميلاد المسيح.‏ صحيح انهم يتكلمون عن الآب،‏ الابن،‏ والروح النبوي او القدس،‏ ولكن لا كمتساوين،‏ لا كجوهر عددي واحد،‏ لا كثلاثة في واحد،‏ بأيّ معنى يعترف به الثالوثيون.‏ والعكس تماما هو الحقيقة.‏ فعقيدة الثالوث،‏ كما يشرحها هؤلاء الآباء،‏ كانت مختلفة من حيث الاساس عن العقيدة العصرية.‏ ونذكر ذلك كحقيقة قابلة للاثبات مثل اية حقيقة في تاريخ الآراء البشرية.‏»‏

‏«نتحدّى ايّ شخص ان يقدِّم كاتبا جديرا بالملاحظة واحدا،‏ خلال القرون الثلاثة الاولى،‏ آمن بعقيدة الثالوث بهذا المعنى العصري.‏»‏٩

غير ان مجمع نيقية كان فعلا بمثابة نقطة تحوُّل.‏ فقد فتح الباب للقبول الرسمي للابن كمساوٍ للآب،‏ وذلك مهَّد السبيل لفكرة الثالوث اللاحقة.‏ والكتاب المعتقد القويم للقرن الثاني بواسطة ج.‏ أ.‏ بَكْلي يذكر:‏

‏«حتى نهاية القرن الثاني على الاقل،‏ بقيت الكنيسة الجامعة متحدة في فهم اساسي واحد؛‏ جميعهم قبلوا تفوُّق الآب.‏ وجميعهم نظروا الى اللّٰه الآب الكلي القدرة بصفته الوحيد المتفوِّق،‏ غير المتغيِّر،‏ الفائق الوصف،‏ وبدون بداية.‏ .‏ .‏ .‏

‏«وبموت كتبة وقادة القرن الثاني هؤلاء،‏ وجدت الكنيسة نفسها .‏ .‏ .‏ تنزلق ببطء ولكن بصورة حتمية نحو تلك النقطة .‏ .‏ .‏ حيث جرى في مجمع نيقية بلوغ ذروة كل هذا التآ‌كل التدريجي للايمان الاصيل.‏ وهناك،‏ كانت اقلية صغيرة ميالة الى العنف،‏ تدس هرطقتها بين اكثرية ميّالة الى القبول،‏ وبالسلطات السياسية وراءها اجبرت،‏ تملَّقت وأرعبت اولئك الذين كانوا يجاهدون للحفاظ على النقاوة الاصلية لايمانهم غير المفسَد.‏»‏١٠

مجمع القسطنطينية

في السنة ٣٨١ ب‌م،‏ ثبَّت مجمع القسطنطينية دستور مجمع نيقية.‏ وأضاف امرا آخر.‏ فدعا الروح القدس «الرب» و «معطي الحياة.‏» والدستور المفصَّل لسنة ٣٨١ ب‌م (‏الذي يجري استعماله فعليا في الكنائس اليوم والذي يُدعى «دستور الايمان النيقاوي»)‏ يظهر ان العالم المسيحي كان على شفير صياغة عقيدة ثالوثية تامة.‏ ومع ذلك حتى هذا المجمع لم يُكمِل هذه العقيدة.‏ تعترف دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:‏

‏«من المثير للاهتمام انه بعد ٦٠ سنة من مجمع نيقية الاول تجنَّب مجمع القسطنطينية الاول [في ٣٨١ ب‌م] الكلمة هومووسيوس في تعريفه لالوهية الروح القدس.‏»‏١١

‏«لقد تحيَّر العلماء من اعتدال التعبير الظاهر من جهة هذا الدستور؛‏ فشله،‏ مثلا،‏ في استعمال الكلمة هومووسيوس للروح القدس بصفته من الطبيعة نفسها التي للآب والابن.‏»‏١٢

وتعترف دائرة المعارف نفسها هذه:‏ «ان الكلمة هومووسيوس لا تظهر في الاسفار المقدسة.‏»‏١٣ كلا،‏ فالكتاب المقدس لا يستعمل هذه الكلمة لا للروح القدس ولا للابن ككائن من الطبيعة نفسها التي للآب.‏ لقد كان تعبيرا غير مؤسس على الكتاب المقدس ساعد في القيادة الى عقيدة الثالوث غير المؤسسة على الكتاب المقدس،‏ وفي الواقع،‏ المناقضة للكتاب المقدس.‏

وحتى بعد مجمع القسطنطينية،‏ مرَّت قرون قبل قبول تعليم الثالوث في كل مكان من العالم المسيحي.‏ تقول دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة:‏ «في الغرب .‏ .‏ .‏ يبدو ان صمتا عاما قد ساد في ما يتعلق بمجمع القسطنطينية الاول ودستوره.‏»‏١٤ وهذا المصدر يُظهِر ان دستور المجمع لم يُعترف به على نحو واسع في الغرب حتى القرن السابع او الثامن.‏

ويعترف العلماء ايضا ان دستور الايمان الاثناسيوسي،‏ الذي غالبا ما يُقتبس منه بصفته التعريف والدعم القانونيين للثالوث،‏ لم يكتبه اثناسيوس بل مؤلف غير معروف بعد ذلك بوقت طويل.‏ تعلِّق دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏

‏«لم يُعرف الدستور عند الكنيسة الشرقية حتى القرن الـ‍ ١٢.‏ ومنذ القرن الـ‍ ١٧ يوافق العلماء عموما ان دستور الايمان الاثناسيوسي لم يكتبه اثناسيوس (‏مات سنة ٣٧٣)‏ ولكنه أُلِّف على الارجح في جنوب فرنسا خلال القرن الـ‍ ٥.‏ .‏ .‏ .‏ ويبدو ان تأثير الدستور كان على نحو رئيسي في جنوب فرنسا واسپانيا في القرنين الـ‍ ٦ والـ‍ ٧.‏ واستُعمل في طقوس الكنيسة في المانيا في القرن الـ‍ ٩ وبعد ذلك بقليل في روما.‏»‏١٥

كيف تطوَّرت

بدأت عقيدة الثالوث تطوُّرها البطيء على مرّ فترة من القرون.‏ فالافكار الثالوثية للفلاسفة اليونان مثل افلاطون،‏ الذي عاش قبل المسيح ببضعة قرون،‏ تسلَّلت تدريجيا الى تعاليم الكنيسة.‏ وكما يقول كنيسة القرون الثلاثة الاولى:‏

‏«نؤكد أنه كان لعقيدة الثالوث تشكُّل تدرُّجي ومتأخر نسبيا؛‏ أنه كان لها اصلها في مصدر غريب كليا عن ذاك الذي للاسفار اليهودية والمسيحية؛‏ أنها نمت وطُعِّمت في المسيحية على ايدي الآباء الافلاطونيين؛‏ أنه في زمن يوستينوس،‏ وبعد ذلك بوقت طويل،‏ كان يجري تعليم الطبيعة المتميزة والادنى للابن.‏ وأنه بعد ذلك فقط صار الشكل المبهم الاول للثالوث منظورا.‏»‏١٦

قبل افلاطون،‏ كانت المجموعات الثلاثية او الثواليث شائعة في بابل ومصر.‏ وأدَّت جهود رجال الكنيسة لجذب غير المؤمنين في العالم الروماني الى دمج تدريجي لبعض هذه الافكار في المسيحية.‏ وهذا ادّى في نهاية الامر الى قبول المعتقد ان الابن والروح القدس مساويان للآب.‏a

وحتى الكلمة «ثالوث» جرى قبولها ببطء في النهاية.‏ وكان في النصف الاخير من القرن الثاني ان ثيوفيلوس،‏ اسقف انطاكية في سوريا،‏ كتب باليونانية وأدخل الكلمة ترايَس،‏ التي تعني «مجموعة ثلاثية» او «ثالوث.‏» ثم ادخل ترتليانوس الكاتب اللاتيني في قرطاجة،‏ شمال افريقيا،‏ في كتاباته الكلمة ترينيتاس،‏ التي تعني «ثالوث.‏»‏b لكنَّ الكلمة ترايَس لا توجد في الاسفار اليونانية المسيحية الموحى بها،‏ والكلمة ترينيتاس لا توجد في الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس التي تدعى الڤولڠات.‏ ولم يكن ايّ من التعبيرين مؤسسا على الكتاب المقدس.‏ لكنَّ الكلمة «ثالوث،‏» المؤسسة على مفاهيم وثنية،‏ تسلَّلت الى مطبوعات الكنائس وبعد القرن الرابع صارت جزءا من عقيدتها.‏

وهكذا،‏ لم يفحص العلماء الكتاب المقدس بصورة شاملة ليروا ما اذا كان يجري تعليم عقيدة مثل هذه فيه.‏ وعوض ذلك،‏ حدَّدت السياسة الدنيوية والكنسية العقيدة الى حد بعيد.‏ وفي الكتاب التقليد المسيحي،‏ يلفت المؤلف ياروسلاف پِليكَن الانتباه الى «العوامل غير اللاهوتية في الجدال،‏ التي بدا الكثير منها جاهزا مرة بعد اخرى لتحديد نتيجته،‏ ولكن لتبطله قوى اخرى ذات اهمية معادلة.‏ وكثيرا ما بدا ان العقيدة ضحية —‏ او نتاج —‏ سياسة الكنيسة وتضاربات الشخصية.‏»‏١٧ وعبَّر عن ذلك الپروفسور إ.‏ واشبرن هوپكنز من جامعة يال بهذه الطريقة:‏ «التعريف القويم الاخير للثالوث كان الى حد بعيد مسألة سياسة الكنيسة.‏»‏١٨

كم تكون عقيدة الثالوث مخالفة للمنطق بالمقارنة مع التعليم البسيط للكتاب المقدس ان اللّٰه متفوِّق وليس له مساوٍ!‏ وكما يقول اللّٰه،‏ «بمن تشبِّهونني وتسوُّونني وتمثِّلونني لنتشابه.‏» —‏ اشعياء ٤٦:‏٥‏.‏

ماذا مثَّل

فماذا مثَّل التطوُّرُ التدرُّجي لفكرة الثالوث؟‏ لقد كان جزءا من الارتداد عن المسيحية الحقة الذي سبق ان انبأ به يسوع.‏ (‏متى ١٣:‏٢٤-‏٤٣‏)‏ والرسول بولس ايضا كان قد انبأ مسبقا بالارتداد الآتي:‏

‏«سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلِّمين مستحكَّة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون الى الخرافات.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

واحدى هذه الخرافات كانت تعليم الثالوث.‏ وبعض الخرافات الاخرى المخالفة للمسيحية التي تطوَّرت تدريجيا ايضا كانت:‏ الخلود الملازم للنفس البشرية،‏ المطهر،‏ اليمبوس،‏ والعذاب الابدي في نار الهاوية.‏

اذًا ما هي عقيدة الثالوث؟‏ انها في الواقع عقيدة وثنية تتنكَّر كعقيدة مسيحية.‏ وقد انشأها الشيطان لخداع الناس،‏ لجعل اللّٰه مشوّشا وغامضا بالنسبة اليهم.‏ وأدّى ذلك ايضا الى صيرورتهم مستعدين اكثر لقبول افكار دينية باطلة اخرى وممارسات خاطئة.‏

‏«من ثمارهم»‏

في متى ٧:‏١٥-‏١٩‏،‏ قال يسوع انه يمكنكم تمييز الدين الباطل من الدين الحقيقي بهذه الطريقة:‏

‏«احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة.‏ من ثمارهم تعرفونهم.‏ هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا.‏ هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة.‏ وأما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية .‏ .‏ .‏ كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار.‏»‏

تأملوا في مثال واحد.‏ قال يسوع في يوحنا ١٣:‏٣٥‏:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض.‏» وأيضا،‏ في ١ يوحنا ٤:‏٢٠ و ٢١‏،‏ تعلن كلمة اللّٰه الموحى بها:‏

‏«إن قال احد اني احب اللّٰه وأبغض اخاه فهو كاذب.‏ لأن من لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب اللّٰه الذي لم يبصره.‏ ولنا هذه الوصية منه ان من يحب اللّٰه يحب اخاه ايضا.‏»‏

طبِّقوا المبدأ الاساسي ان المسيحيين الحقيقيين يجب ان يكون لهم حب بعضا لبعض على ما حدث في كلتا الحربين العالميتين لهذا القرن،‏ وفي نزاعات اخرى ايضا.‏ فالناس من اديان العالم المسيحي نفسها تصادموا في ساحات القتال وقتلوا واحدهم الآخر بسبب الخلافات القومية.‏ وادَّعى كل طرف انه مسيحي،‏ وكل طرف كان يدعمه رجال دينه،‏ الذين ادَّعوا ان اللّٰه الى جانبهم.‏ وهذا القتل لـ‍ «مسيحي» بواسطة «مسيحي» هو ثمر رديء.‏ وهو مخالف للمحبة المسيحية،‏ رفض لشرائع اللّٰه.‏ —‏ انظروا ايضا ١ يوحنا ٣:‏١٠-‏١٢‏.‏

يوم للحساب

وهكذا فان الارتداد عن المسيحية ادّى ليس فقط الى معتقدات غير تقوية،‏ مثل عقيدة الثالوث،‏ بل ايضا الى ممارسات غير تقوية.‏ ومع ذلك،‏ هنالك يوم للحساب سيأتي،‏ لأن يسوع قال:‏ «كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار.‏» ولهذا السبب تحث كلمة اللّٰه:‏

‏«اخرجوا منها [الدين الباطل] يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها لأن خطاياها لحقت السماء وتذكر اللّٰه آثامها.‏» —‏ رؤيا ١٨:‏٤،‏ ٥‏.‏

وقريبا ‹سيضع اللّٰه في قلوب› السلطات السياسية ان تنقلب على الدين الباطل.‏ «سيجعلونها خربة و .‏ .‏ .‏ يأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.‏» (‏رؤيا ١٧:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وسيدمَّر الدين الباطل الى الابد مع فلسفاته الوثنية عن اللّٰه.‏ وفي الواقع،‏ سيقول اللّٰه لممارسي الدين الباطل كما قال يسوع في ايامه:‏ «هوذا بيتكم يُترك لكم خرابا.‏» —‏ متى ٢٣:‏٣٨‏.‏

سينجو الدين الحقيقي من احكام اللّٰه،‏ بحيث يجري،‏ في نهاية الامر،‏ تقديم كل الاكرام والمجد لذاك الذي قال يسوع انه ‹الاله الحقيقي وحده.‏› وهو ذاك الذي حدَّد هويته صاحب المزمور الذي اعلن:‏ «انك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏٣؛‏ مزمور ٨٣:‏١٨‏.‏

المراجع

1. Encyclopædia Britannica, 1971, Volume 6, page 386.

2. A Short History of Christian Doctrine, by Bernhard Lohse, 1963, page 51.

3. Ibid., pages 52-3.

4. New Catholic Encyclopedia, 1967, Volume VII, page 115.

5. A Short History of Christianity, by Martin E. Marty, 1959, page 91.

6. A Select Library of Nicene and Post-Nicene Fathers of the Christian Church, by Philip Schaff and Henry Wace, 1892, Volume IV, page xvii.

7. A Short History of Christian Doctrine, page 53.

8. A Short History of Christianity, page 91.

9. The Church of the First Three Centuries, by Alvan Lamson, 1869, pages 75-6, 341.

10. Second Century Orthodoxy, by J. A. Buckley, 1978, pages 114-15.

11. New Catholic Encyclopedia, 1967, Volume VII, page 115.

12. Ibid., Volume IV, page 436.

13. Ibid., page 251.

14. Ibid., page 436.

15. The New Encyclopædia Britannica, 1985, 15th Edition, Micropædia, Volume 1, page 665.

16. The Church of the First Three Centuries, page 52.

17. The Christian Tradition, by Jaroslav Pelikan, 1971, page 173.

18. Origin and Evolution of Religion, by E. Washburn Hopkins, 1923, page 339.

‏[الحاشيتان]‏

a من اجل معلومات اضافية،‏ انظروا الكراسة هل يجب ان تؤمنوا بالثالوث؟‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

b كما أُظهر في مقالات سابقة من هذه السلسلة،‏ على الرغم من ان ثيوفيلوس وترتليانوس استعملا هاتين الكلمتين،‏ لم يفكرا في الثالوث الذي يؤمن به العالم المسيحي اليوم.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

سيجعل اللّٰه السلطات السياسية تنقلب على الدين الباطل

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

سينجو الدين الحقيقي من احكام اللّٰه

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة