مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٣ ١/‏١٢ ص ١٩-‏٢٤
  • سعداء هم المتواضعون

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • سعداء هم المتواضعون
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الايمان بيهوه يساعدنا لنكون متواضعين
  • التواضع —‏ مسلك حكمة
  • التواضع يساهم في علاقات جيدة بالآخرين
  • المحبة ستساعدنا لنكون متواضعين
  • لننم التواضع الحقيقي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٥
  • كيف تُظهِرون التواضع الحقيقي؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • يهوه يكشف مجده للمتواضعين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
  • يهوه يحب خدامه المتواضعين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
ب٩٣ ١/‏١٢ ص ١٩-‏٢٤

سعداء هم المتواضعون

‏«اللّٰه يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة.‏» —‏ ١ بطرس ٥:‏٥‏.‏

١،‏ ٢ كيف ربط يسوع في موعظته على الجبل سعادة المرء بتواضعه؟‏

هل هنالك علاقة بين سعادة المرء وتواضعه؟‏ في أشهَر موعظة له،‏ يصف يسوع المسيح،‏ اعظم انسان عاش على الاطلاق،‏ تسع طوبيات او مصادر للسعادة.‏ (‏متى ٥:‏١-‏١٢‏)‏ فهل ربَط يسوع سعادة المرء بتواضعه؟‏ نعم،‏ لقد فعل ذلك،‏ لأن تواضع المرء مشمول بعدد من الطوبيات التي ذكرها.‏ على سبيل المثال،‏ يجب ان يكون الشخص متواضعا ليكون شاعرا بحاجته الروحية.‏ والمتواضعون فقط هم الجياع والعطاش الى البر.‏ والمتكبِّرون ليسوا ودعاء وليسوا رحماء،‏ ولا هم صانعو سلام.‏

٢ ان المتواضعين سعداء لأنه من الصواب والاستقامة ان يكون المرء متواضعا.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ فان المتواضعين سعداء لأنه من الحكمة ان يكون المرء متواضعا؛‏ فذلك يساهم في علاقات جيدة بيهوه اللّٰه والرفقاء المسيحيين.‏ وعلاوة على ذلك،‏ فان المتواضعين سعداء لأن تواضعهم تعبير عن المحبة من جهتهم.‏

٣ لماذا تُلزمنا الاستقامة ان نكون متواضعين؟‏

٣ ولماذا تقتضي الاستقامة ان نتواضع؟‏ اولا،‏ لأننا جميعا ورثنا النقص ونستمر في ارتكاب الاخطاء.‏ قال الرسول بولس عن نفسه:‏ «إني اعلم انه ليس ساكن فيَّ اي في جسدي شيء صالح.‏ لأن الارادة حاضرة عندي وأما أن افعل الحُسنى فلست أجِد.‏» (‏رومية ٧:‏١٨‏)‏ نعم،‏ جميعنا اخطأنا وأعوزَنا مجد اللّٰه.‏ (‏رومية ٣:‏٢٣‏)‏ والصراحة ستمنعنا من ان نتكبَّر.‏ ان الاعتراف بالخطإ يتطلب تواضعا،‏ والاستقامة ستساعدنا على قبول اللوم كلما ارتكبنا خطأ.‏ وبما اننا نستمر في التقصير في ما نجاهد لفعله،‏ لدينا سبب وجيه لنتواضع.‏

٤ ايّ سبب إلزامي يُقدَّم في ١ كورنثوس ٤:‏٧ لنكون متواضعين؟‏

٤ يعطينا الرسول بولس سببا آخر يُظهر لماذا يجب ان تجعلنا الاستقامة متواضعين.‏ فهو يقول:‏ «مَن يميِّزك.‏ وأي شيء لك لم تأخذه.‏ وإن كنت قد اخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ.‏» (‏١ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ لا شك انه ليس من الاستقامة ان نطلب مجد انفسنا،‏ نتباهى بممتلكاتنا،‏ مقدراتنا،‏ او انجازاتنا.‏ والاستقامة تساهم في امتلاكنا ضميرا صالحا امام اللّٰه،‏ بحيث نتمكن من ان «نتصرف (‏باستقامة)‏ في كل شيء.‏» —‏ عبرانيين ١٣:‏١٨‏.‏

٥ كيف تساعدنا الاستقامة ايضا عندما نكون قد ارتكبنا خطأ؟‏

٥ والاستقامة تساعدنا لنكون متواضعين عندما نرتكب خطأ.‏ فهي تجعلنا اكثر استعدادا لقبول اللوم،‏ بدلا من محاولة تبرير انفسنا او إلقاء اللوم على شخص آخر.‏ وهكذا،‏ فيما لام آدم حواء،‏ لم يلُم داود بثشبع قائلا،‏ ‹ما كان يجب ان تستحم بمرأى من الجميع.‏ لم استطِع تجنب الانغواء.‏› (‏تكوين ٣:‏١٢؛‏ ٢ صموئيل ١١:‏٢-‏٤‏)‏ حقا،‏ يمكن القول،‏ من ناحية،‏ ان الاستقامة تساعدنا لنكون متواضعين؛‏ ومن ناحية اخرى،‏ ان التواضع يساعدنا لنكون مستقيمين.‏

الايمان بيهوه يساعدنا لنكون متواضعين

٦،‏ ٧ كيف يعيننا الايمان باللّٰه لنكون متواضعين؟‏

٦ يساعدنا الايمان بيهوه لنكون متواضعين.‏ والتقدير كم هو عظيم حقا الخالق،‏ المتسلط الكوني،‏ سيجنِّبنا اعتبار انفسنا ذوي اهمية اكثر من اللازم.‏ وكم هو حسن تذكير النبي اشعياء ايانا بذلك!‏ ففي اشعياء ٤٠:‏١٥،‏ ٢٢‏،‏ نقرأ:‏ «هوذا الامم كنقطة من دلو وكغبار الميزان تُحسَب.‏ .‏ .‏ .‏ الجالس على كرة الارض وسكَّانها كالجندب.‏»‏

٧ ويساعدنا الايمان بيهوه ايضا عندما نشعر بأننا قاسينا عملا ظالما.‏ فبدلا من ان نغتاظ من المسألة،‏ سننتظر يهوه بتواضع،‏ كما يذكِّرنا المرنم الملهم في المزمور ٣٧:‏١-‏٣،‏ ٨،‏ ٩‏.‏ والرسول بولس يذكر النقطة عينها:‏ «لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل أَعطوا مكانا للغضب.‏ لأنه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٩‏.‏

التواضع —‏ مسلك حكمة

٨ لماذا يساهم التواضع في علاقة جيدة بيهوه؟‏

٨ هنالك اسباب كثيرة لكون التواضع مسلك حكمة.‏ وأحدها،‏ كما جرت الاشارة الى ذلك سابقا،‏ هو انه يساهم في علاقات جيدة بصانعنا.‏ تذكر كلمة اللّٰه بوضوح في الامثال ١٦:‏٥‏:‏ «مكرهة الرب كل متشامخ القلب.‏» ونقرأ ايضا في الامثال ١٦:‏١٨‏:‏ «قبل الكَسْر الكبرياء وقبل السقوط تشامُخ الروح.‏» وعاجلا او آجلا سيختبر المتكبِّرون الأسى.‏ وفي الواقع،‏ لا بد ان يكون الامر كذلك بسبب ما نقرأه في ١ بطرس ٥:‏٥‏:‏ «كونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع لأن اللّٰه يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة.‏» وستجدون النقطة عينها في الايضاح الذي قدَّمه يسوع عن الفريسي والعشَّار اللذين كان كل منهما يصلّي.‏ والعشَّار المتواضع هو الذي تبرَّر.‏ —‏ لوقا ١٨:‏٩-‏١٤‏.‏

٩ ما الفائدة من التواضع في اوقات الشدَّة؟‏

٩ والتواضع هو مسلك حكمة لأن التواضع يسهِّل علينا الاصغاء الى المشورة الموجودة في يعقوب ٤:‏٧‏:‏ «اخضعوا للّٰه.‏» فإذا كنا متواضعين،‏ فلن نتمرد عندما يسمح يهوه بأن نختبر الشدَّة.‏ وسيمكِّننا التواضع من ان نكون قانعين بظروفنا ونصبر.‏ والشخص المتكبِّر هو غير قانع،‏ يريد دائما المزيد،‏ ويتمرد في الظروف المحزنة.‏ ومن ناحية اخرى،‏ يصبر الشخص المتواضع على المشقات والمحن،‏ تماما كما فعل ايوب.‏ فقد عانى ايوب خسارة كل ممتلكاته وأصيب بمرض مؤلم،‏ وبعد ذلك اشارت عليه زوجته ايضا بأن يتَّخذ مسلك الكبرياء،‏ قائلة:‏ «(‏العن)‏ اللّٰه ومُت.‏» فكيف تجاوب؟‏ يخبرنا سجل الكتاب المقدس:‏ «قال لها تتكلمين كلاما كإحدى الجاهلات أالخير نقبل من عند اللّٰه والشر لا نقبل.‏ في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه.‏» (‏ايوب ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ولأن ايوب كان متواضعا،‏ لم يتمرد بل خضع بحكمة لكل ما سمح يهوه بأن يصيبه.‏ وأخيرا نال مكافأة سخية.‏ —‏ ايوب ٤٢:‏١٠-‏١٦؛‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

التواضع يساهم في علاقات جيدة بالآخرين

١٠ كيف يحسِّن التواضع علاقاتنا بالرفقاء المسيحيين؟‏

١٠ ان التواضع مسلك حكمة لأنه يساهم في علاقات جيدة برفقائنا المسيحيين.‏ فحسنا يشير علينا الرسول بولس:‏ «[افعلوا] لا شيئا بتحزُّب او بعُجب بل (‏بتواضع عقلي)‏ حاسبين بعضكم البعض افضل من (‏انفسكم)‏.‏» (‏فيلبي ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ والتواضع سيمنعنا بحكمة من منافسة الآخرين او محاولة التفوُّق على الآخرين.‏ فمثل هذه المواقف العقلية تسبب المشاكل لنا ولرفقائنا المسيحيين.‏

١١ لماذا يمكن ان يساعدنا التواضع على تجنب ارتكاب الاخطاء؟‏

١١ في مناسبات كثيرة،‏ يساعدنا التواضع على تجنب ارتكاب الاخطاء.‏ وكيف ذلك؟‏ لأن التواضع سيمنعنا من ان نكون ذوي ثقة مفرطة.‏ وعوضا عن ذلك،‏ سنقدِّر مشورة بولس في ١ كورنثوس ١٠:‏١٢‏:‏ «مَن يظن انه قائم فلينظر ان لا يسقط.‏» والشخص المتكبِّر واثق بنفسه للغاية،‏ ولذلك فهو ميال الى ارتكاب الاخطاء بسبب التأثيرات الخارجية او ضعفاته الخاصة.‏

١٢ سيدفعنا التواضع الى بلوغ ايّ التزام مؤسس على الاسفار المقدسة؟‏

١٢ وسيساعدنا التواضع على العمل وفق متطلبات الخضوع.‏ ففي افسس ٥:‏٢١‏،‏ يجري نصحنا:‏ «[كونوا] خاضعين بعضكم لبعض في خوف (‏المسيح)‏.‏» حقا،‏ ألا يلزم ان نكون جميعا خاضعين؟‏ فالاولاد يلزم ان يكونوا خاضعين لوالديهم،‏ الزوجات لازواجهنّ،‏ والازواج للمسيح.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣؛‏ افسس ٥:‏٢٢؛‏ ٦:‏١‏)‏ ثم،‏ في اية جماعة مسيحية،‏ يجب على الجميع،‏ بمَن فيهم الخدام المساعدون،‏ ان يظهروا الخضوع للشيوخ.‏ أليس صحيحا ان الشيوخ هم ايضا خاضعون لصف العبد الامين،‏ وخصوصا كما يمثِّله ناظر الدائرة؟‏ ثم يلزم ان يكون ناظر الدائرة ايضا خاضعا لناظر الكورة،‏ وناظر الكورة للجنة الفرع في البلد حيث يخدم.‏ وماذا عن اعضاء لجنة الفرع؟‏ يجب ان يكونوا ‹خاضعين بعضهم لبعض› وللهيئة الحاكمة التي تمثِّل صف العبد الامين الحكيم،‏ الذي هو بدوره مسؤول امام يسوع،‏ الملك المتوَّج.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وكما في اية هيئة شيوخ،‏ يجب على اعضاء الهيئة الحاكمة ان يحترموا وجهة نظر الآخرين.‏ مثلا،‏ قد يعتقد المرء ان لديه فكرة ممتازة.‏ ولكن إن لم يوافق عدد كاف من الاعضاء الآخرين على اقتراحه،‏ يجب ان يضع المسألة جانبا.‏ حقا،‏ نحتاج جميعا الى التواضع،‏ لأننا جميعا خاضعون.‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ في ايّ ظرف خصوصي يساعدنا التواضع؟‏ (‏ب)‏ ايّ مثال رسمه بطرس في ما يتعلق بقبول المشورة؟‏

١٣ وبشكل خصوصي،‏ يُرى التواضع بأنه مسلك حكمة في ان التواضع يسهِّل علينا قبول المشورة والتأديب.‏ فكلٌّ منا يحتاج الى التأديب احيانا،‏ ويحسن بنا ان نصغي الى المشورة في الامثال ١٩:‏٢٠‏:‏ «اسمع المشورة واقبل التأديب لكي تكون حكيما في آخرتك.‏» وكما ذُكر حسنا،‏ يخفِّف التواضع من لسعة التقويم او التأديب.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يشير علينا الرسول بولس،‏ في العبرانيين ١٢:‏٤-‏١١‏،‏ بحكمة الخضوع للتأديب بتواضع.‏ وبهذه الطريقة فقط يمكننا ان نرجو توجيه مسلكنا المستقبلي بحكمة وبالتالي ربح جائزة الحياة الابدية.‏ فيا لَهذه من نتيجة سعيدة!‏

١٤ وبهذا الخصوص يمكن ان نشير الى مثال الرسول بطرس.‏ فقد تلقى مشورة قاسية من الرسول بولس،‏ كما نعرف من الرواية في غلاطية ٢:‏١٤‏:‏ «لمَّا رأيتُ انهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الانجيل قلتُ لبطرس قدَّام الجميع إن كنت وأنت يهودي تعيش امميا لا يهوديا فلماذا تُلزم الامم ان يتهوَّدوا.‏» فهل استاء الرسول بطرس؟‏ ليس بشكل دائم،‏ هذا اذا استاء،‏ كما يمكن ان يُرى من اشارته اللاحقة الى ‹اخينا الحبيب بولس› في ٢ بطرس ٣:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٥ ما هي العلاقة بين تواضعنا وسعادتنا؟‏

١٥ وهنالك ايضا مسألة الاكتفاء ذاتيا،‏ الاقتناع.‏ فلا يمكننا ان نكون سعداء إن لم نكن مكتفين بنصيبنا،‏ امتيازاتنا،‏ بركاتنا.‏ والمسيحي المتواضع يتبنَّى الموقف:‏ «اذا كان اللّٰه يسمح بذلك،‏ يمكنني تحمُّله،‏» الامر الذي هو في الواقع ما يقوله الرسول بولس،‏ كما نقرأ في ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏:‏ «لم تصبكم تجربة إلا بشرية.‏ ولكنَّ اللّٰه امين الذي لا يدعكم تجرَّبون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة ايضا المنفذ لتستطيعوا ان تحتملوا.‏» وهكذا نرى من جديد كيف يكون التواضع مسلك حكمة،‏ لأنه يساعدنا ان نكون سعداء بصرف النظر عما يمكن ان يكون نصيبنا.‏

المحبة ستساعدنا لنكون متواضعين

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ ايّ مثال من الاسفار المقدسة يُبرز اعظم صفة في مساعدتنا لنكون متواضعين؟‏ (‏ب)‏ ايّ مثال دنيوي يوضح ايضا هذه النقطة؟‏

١٦ وأكثر من ايّ امر آخر،‏ ستساعدنا المحبة غير الانانية،‏ اڠاپي،‏ لنكون متواضعين.‏ فلماذا كان يسوع قادرا ان يحتمل بتواضع كبير اختبار خشبة آلامه الذي وصفه بولس للفيلبيين؟‏ (‏فيلبي ٢:‏٥-‏٨‏)‏ ولماذا لم يعطِ ايّ اعتبار لأن يكون معادلا للّٰه؟‏ لأنه كما قال هو نفسه:‏ «اني احب الآب.‏» (‏يوحنا ١٤:‏٣١‏)‏ ولهذا السبب كان في كل وقت يوجِّه المجد والاكرام الى يهوه،‏ ابيه السماوي.‏ وهكذا،‏ في مناسبة اخرى شدَّد ان اباه السماوي فقط هو صالح.‏ —‏ لوقا ١٨:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

١٧ وتوضح هذه النقطةَ حادثةٌ في حياة احد شعراء اميركا الاولين،‏ جون ڠرينليف هْويتّييَر.‏ فقد كانت لهذا الرجل صديقة طفولة،‏ وذات مرة في مباراة لتهجية الكلمات،‏ هجَّت هي احدى الكلمات بشكل صحيح،‏ في حين هجّاها هو بشكل خاطئ.‏ فشعرت بالأسف الشديد بشأن ذلك.‏ ولماذا؟‏ كما تذكَّر الشاعر،‏ قالت:‏ «اعتذر لأني هجَّيتُ تلك الكلمة.‏ فأنا اكره ان اكون اعلى مرتبة منك .‏ .‏ .‏ لأني احبك.‏» نعم،‏ اذا كنا نحب شخصا ما،‏ فسنرغب في ان يكون هذا الشخص اعلى مرتبة منا،‏ لا ادنى،‏ لأن المحبة متواضعة.‏

١٨ سيساعدنا التواضع على الاصغاء الى اية مشورة من الاسفار المقدسة؟‏

١٨ ان هذا درس جيد لجميع المسيحيين،‏ وخصوصا الاخوة.‏ ففي ما يتعلق بامتياز خدمة خصوصي،‏ هل نفرح بأن يناله اخونا بدلا منا،‏ ام نشعر بشيء من الغيرة والحسد؟‏ اذا كنا نحب حقا اخانا،‏ فسنفرح بأنه نال هذا التعيين او الحظوة او امتياز الخدمة الخصوصي.‏ نعم،‏ سيسهِّل التواضع الاصغاء الى المشورة:‏ «مقدِّمين بعضكم بعضا في الكرامة.‏» (‏رومية ١٢:‏١٠‏)‏ وتقول ترجمة اخرى:‏ «مفضِّلين بعضكم على بعض في الكرامة.‏» (‏ترجمة تفسيرية‏)‏ وثانيةً ينصحنا الرسول بولس:‏ «بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا.‏» (‏غلاطية ٥:‏١٣‏)‏ نعم،‏ اذا كنا نملك المحبة،‏ فسنُسرّ بأن نكون في خدمة اخوتنا،‏ ان نكدح لهم،‏ واضعين اهتماماتهم وخيرهم فوق تلك التي لنا،‏ الامر الذي يتطلب تواضعا.‏ والتواضع سيمنعنا ايضا من التباهي،‏ متجنِّبين بالتالي ان نوقظ في الآخرين روح الغيرة او الحسد.‏ كتب بولس ان المحبة «لا تتفاخر ولا تنتفخ.‏» ولمَ لا؟‏ لأن الدافع وراء التفاخر والانتفاخ هو اناني،‏ استئثاري،‏ في حين ان المحبة هي الجوهر عينه لعدم الانانية.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٤‏.‏

١٩ ايّ مثالَين في الكتاب المقدس يوضحان ان التواضع والمحبة يقترن احدهما بالآخر اقتران الكبرياء بالانانية؟‏

١٩ ان علاقة داود بالملك شاول وابنه يوناثان هي مثال بارز لكيفية اقتران المحبة بالتواضع وكذلك لكيفية اقتران الكبرياء بالانانية.‏ فبسبب نجاحات داود في الحرب،‏ غنَّت نساء اسرائيل:‏ «ضرب شاول ألوفه وداود ربواته.‏» (‏١ صموئيل ١٨:‏٧‏)‏ وإذ لم يكن متواضعا على الاطلاق،‏ بل بالاحرى،‏ كانت تتملكه الكبرياء،‏ عزَّز شاول من ذلك الحين فصاعدا بغضا قاتلا لداود.‏ وكم كان ذلك مختلفا عن روح ابنه يوناثان!‏ نقرأ ان يوناثان احب داود كنفسه.‏ (‏١ صموئيل ١٨:‏١‏)‏ اذًا كيف تجاوب يوناثان عندما ظهر في مجرى الاحداث ان يهوه كان يبارك داود وأنه هو،‏ لا يوناثان،‏ سيخلف شاول كملك لاسرائيل؟‏ هل شعر يوناثان بالغيرة او الحسد؟‏ كلا،‏ على الاطلاق!‏ وبسبب محبته الكبيرة لداود،‏ استطاع ان يقول،‏ كما نقرأ في ١ صموئيل ٢٣:‏١٧‏:‏ «لا تخف لأن يد شاول ابي لا تجدك وأنت تملك على اسرائيل وأنا اكون لك ثانيا وشاول ابي ايضا يعلم ذلك.‏» ان محبة يوناثان لداود جعلته يقبل بتواضع ما ادرك انه مشيئة اللّٰه في ما يتعلق بمَن كان سيخلف اباه كملك لاسرائيل.‏

٢٠ كيف اظهر يسوع العلاقة الوثيقة بين المحبة والتواضع؟‏

٢٠ وما يؤكِّد بشكل اضافي العلاقة بين المحبة والتواضع هو ما حدث في الليلة الاخيرة التي فيها كان يسوع المسيح مع رسله قبل موته.‏ ففي يوحنا ١٣:‏١‏،‏ نقرأ ان يسوع «احبّ خاصته الذين في العالم احبَّهم الى المنتهى.‏» وبعد ذلك،‏ نقرأ ان يسوع غسل ارجل رسله،‏ متصرِّفا كخادم وضيع.‏ فيا له من درس فعَّال في التواضع!‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١-‏١١‏.‏

٢١ كخلاصة،‏ لماذا يجب ان نكون متواضعين؟‏

٢١ حقا،‏ هنالك اسباب كثيرة لنكون متواضعين.‏ فمن الصواب والاستقامة ان يكون المرء متواضعا.‏ وهو مسلك ايمان.‏ ويساهم في علاقات جيدة بيهوه اللّٰه وبرفقائنا المؤمنين.‏ وهو مسلك حكمة.‏ وفوق كل شيء،‏ هو مسلك محبة ويجلب السعادة الحقيقية.‏

كيف تجيبون؟‏

◻ بأية طرائق تساعد الاستقامة في كون المرء متواضعا؟‏

◻ لماذا يمكن للايمان بيهوه ان يساعدنا لنكون متواضعين؟‏

◻ ماذا يظهر ان كون المرء متواضعا هو مسلك حكمة؟‏

◻ لماذا تساعدنا المحبة بشكل خصوصي لنكون متواضعين؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢١]‏

ايوب خضع بتواضع ليهوه.‏ فهو لم ‹(‏يلعن)‏ اللّٰه ويموت›‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

بطرس خضع بتواضع عندما نصحه بولس جهرا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة