مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٨ ١/‏٤ ص ٢٢-‏٢٧
  • حياتي كأبرص —‏ مبهجة ومبارَكة روحيا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حياتي كأبرص —‏ مبهجة ومبارَكة روحيا
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • انضمامي الى شعب اللّٰه
  • البرص يضرب
  • اعتقدوا انني ميت
  • مقاومة كرازتي
  • الضغط لطردي يستمر
  • صف تعليم القراءة والكتابة
  • قاعة ملكوت في المجمَّع
  • الكرازة للمصابين بالبرص
  • فرح خدمة اخوتي
  • البَرَص
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • تعلَّم من الوصايا عن البرص
    دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية (‏٢٠٢٠)‏
  • هل تعلم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • هل تذكر؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
ب٩٨ ١/‏٤ ص ٢٢-‏٢٧

حياتي كأبرص —‏ مبهجة ومبارَكة روحيا

كما رواه أيزايا أداڠبونا

نشأت في أكوري،‏ نيجيريا.‏ وكانت عائلتي تزرع اليام،‏ الموز،‏ المنيهوت،‏ والكاكاو.‏ لم يكن والدي يريد ان اذهب الى المدرسة.‏ فقال لي:‏ «انت مزارع.‏ ولن يطلب منك احد ابدا ان تقرأ لكي تزرع اليام».‏

ومع ذلك،‏ اردت تعلُّم القراءة.‏ ففي الامسيات،‏ كنت اقف عند نافذة احد البيوت وأستمع الى استاذ خصوصي يعلِّم بعض الاولاد.‏ كان هذا سنة ١٩٤٠،‏ عندما كنت بعمر ١٢ سنة تقريبا.‏ وعندما كان يراني والد الاولاد،‏ كان يصرخ ويطردني.‏ ولكنني استمررت في المجيء.‏ وأحيانا لم يكن الاستاذ يأتي،‏ فكنت ادخل خلسة وأتفحص الكتب مع الاولاد.‏ وأحيانا كانوا يسمحون لي باستعارة كتبهم.‏ وهكذا تعلَّمت القراءة.‏

انضمامي الى شعب اللّٰه

حصلت بعد مدة على نسخة من الكتاب المقدس وكنت اقرأه قانونيا قبل ان آوي الى الفراش.‏ وفي احدى الامسيات قرأت متى الاصحاح ١٠‏،‏ الذي يُظهِر ان الناس سيبغضون تلاميذ يسوع ويضطهدونهم.‏

وتذكَّرت ان شهود يهوه اتوا من قبل الى بيتي وعومِلوا معاملة رديئة.‏ فخطر ببالي انه يمكن ان يكون هؤلاء الاشخاص هم الذين سبق وتكلم يسوع عنهم.‏ وحين اتى الشهود في المرة التالية،‏ اخذت مجلة منهم.‏ وما ان بدأت اعاشرهم حتى اصبحت موضع سخرية.‏ ولكن كلما حاول الناس تثبيطي ازداد اقتناعي وفرحي بأنني وجدت الدين الحقيقي.‏

وما اعجبني حقا في الشهود هو انهم،‏ بخلاف الفِرَق الدينية الاخرى في منطقتي،‏ لم يمزجوا عبادتهم بعادات وتقاليد الدين الوثني المحلي.‏ على سبيل المثال،‏ رغم ان عائلتي كانت تذهب الى الكنيسة الانڠليكانية،‏ اقام والدي مزارا لأوڠون،‏ اله اليوروبيين.‏

بعد ان مات والدي،‏ كان من المفترض ان ارث المزار.‏ لكني لم أكن اريده لأنني كنت اعرف ان الكتاب المقدس يدين الصنمية.‏ وأحرزت تقدُّما روحيا بمساعدة يهوه،‏ واعتمدت في كانون الاول ١٩٥٤.‏

البرص يضرب

في وقت ابكر من تلك السنة،‏ لاحظت تورُّما في قدميَّ ولم اعد اشعر بهما.‏ فحتى لو دست على الجمر ما كنت لأشعر بالالم.‏ وبعد مدة،‏ ظهرت قروح حمراء على جبيني وشفتَي.‏ ولم نعرف عائلتي وأنا ماذا كان يجري؛‏ اعتقدنا انها إكزيما.‏ فقصدت ١٢ طبيب اعشاب بحثا عن علاج.‏ وأخيرا اخبرَنا احدهم انها برص.‏

يا للصدمة التي اصابتني!‏ كنت مضطربا ولم أعد انام جيدا.‏ ورأيت كوابيس.‏ لكنَّ معرفتي لحق الكتاب المقدس واتّكالي على يهوه ساعداني على التطلُّع الى المستقبل بثقة.‏

قال الناس لوالدتي انه اذا ذهبت الى وسيط لأقدم الذبائح،‏ تتحسن حالتي.‏ فرفضت الذهاب،‏ عالما ان عملا كهذا يغضب يهوه.‏ وإذ علم اصدقاء والدتي انني عازم على هذا الامر،‏ اقترحوا عليها ان تأخذ جوزة الكولة وتمسّ جبيني بها.‏ ثم يمكنها ان تقدِّم جوزة الكولة للوسيط ليستخدمها في تقديم الذبائج نيابة عني.‏ لكنني لم ارد ان اشترك في هذا الامر،‏ وأخبرتها بذلك.‏ فأوقفت اخيرا جهودها لتوريطي في دين وثني.‏

عندما ذهبت الى المستشفى،‏ كان البرص قد اصبح في مرحلة متقدِّمة.‏ فقد كانت القروح تغطي جسمي كله.‏ وفي المستشفى أعطوني عقاقير،‏ فعاد جلدي تدريجيا الى طبيعته.‏

اعتقدوا انني ميت

لكنَّ مشاكلي لم تنتهِ عند هذا الحد.‏ فقد أُصيبت قدمي اليمنى على نحو خطير،‏ ووجب بترها سنة ١٩٦٢.‏ وبعد العملية،‏ واجهت مضاعفات طبية.‏ لم يتوقع الاطباء ان اعيش.‏ فجاء كاهن مرسل من البيض ليقوم بالشعائر الاخيرة.‏ كنت أضعف من ان اتكلم،‏ لكنَّ احد الممرضين اخبره انني واحد من شهود يهوه.‏

فقال لي الكاهن:‏ «أتريد ان تغيِّر وتصبح كاثوليكيا لتتمكن من الذهاب الى السماء؟‏».‏ فضحكت في نفسي.‏ وصلَّيت الى يهوه طالبا منه القوة لكي أجيب.‏ وبعد جهد جهيد استطعت ان اقول:‏ «كلا!‏».‏ فذهب الكاهن.‏

ساءت حالتي الى حد ان العاملين في المستشفى اعتقدوا انني ميت.‏ فغطوا وجهي بشرشف.‏ لكنهم لم يأخذوني الى مستودع الجثث،‏ اذ كان يجب اولا ان يؤكد احد الاطباء او الممرضين انني ميت.‏ ولم يكن ايّ طبيب في الخدمة،‏ وكل الممرضين كانوا قد ذهبوا الى حفلة.‏ فأبقوني في ردهة المستشفى طوال الليل.‏ وعندما قام الطبيب بجولته في الصباح التالي،‏ لم يأتِ احد الى سريري لأنني كنت لا ازال مغطى وميتا كما يُفتَرض.‏ وفي آخر الامر،‏ لاحظ احدهم ان «الجثة» التي تحت الشرشف كانت تتحرك!‏

بعد ذلك استعدت عافيتي ونُقلت في كانون الاول ١٩٦٣ الى مجمَّع مستشفى للبرص في أبيوكوتا،‏ جنوبي غربي نيجيريا.‏ وأنا اعيش هناك منذ ذلك الحين.‏

مقاومة كرازتي

عندما وصلت،‏ كان هنالك ٤٠٠ أبرص تقريبا في المجمَّع وكنت الشاهد الوحيد.‏ فكتبت الى الجمعية،‏ واستجابوا لي فورا بالطلب من جماعة أكوموجي ان تتصل بي.‏ لذلك بقيت دائما على اتصال بالاخوة.‏

ما ان وصلت الى المجمَّع حتى بدأت اكرز.‏ ولم يكن القس المحلي مسرورا بذلك،‏ فأبلغ عني موظفَ الانعاش المسؤول عن المجمَّع.‏ كان موظف الانعاش رجلا مسنّا من المانيا.‏ فقال لي انه لا يحق لي ان اعلِّم الكتاب المقدس لأنني لم احصل على تعليم مدرسي او شهادة مدرسية للقيام بذلك؛‏ وبما اني غير مؤهل،‏ فسأعلِّم الناس بطريقة خاطئة.‏ وإن اصررت فقد أُطرد من المجمَّع وأُحرم من المعالجة الطبية.‏ ولم يسمح لي بأن أردَّ عليه.‏

وبعد ذلك،‏ اصدر تعليمات بأنه ينبغي ألّا يدرس احد الكتاب المقدس معي.‏ ونتيجة لذلك،‏ توقف الذين كانوا قد اظهروا اهتماما عن المجيء اليّ.‏

فرفعت المسألة الى يهوه في الصلاة،‏ طالبا الحكمة والتوجيه.‏ ويوم الاحد التالي،‏ ذهبت الى الكنيسة المعمدانية في المجمَّع،‏ رغم عدم اشتراكي في الخدمات الدينية.‏ فقد خُصصت خلال القداس فترة يمكن فيها للحاضرين ان يطرحوا الاسئلة.‏ فرفعت يدي وسألت:‏ «اذا كان كل الصالحين يذهبون الى السماء وكل الاشرار الى مكان آخر،‏ فلماذا تقول اشعياء ٤٥:‏١٨ ان اللّٰه صنع الارض للسكن؟‏».‏

فبدأ المجتمعون يتهامسون.‏ وأخيرا،‏ قال القس المرسل انه لا يمكننا ان نفهم طرق اللّٰه.‏ عند سماع ذلك،‏ اجبت عن سؤالي بقراءة آيات تُظهِر ان ٠٠٠‏,١٤٤ شخص سيذهبون الى السماء،‏ ان الاشرار سيهلكون،‏ وأن الابرار سيعيشون على الارض الى الابد.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١؛‏ رؤيا ١٤:‏١،‏ ٤‏.‏

فصفَّق الجميع اعجابا بالجواب.‏ ثم قال القس:‏ «صفِّقوا ثانية لأن هذا الرجل يعرف الكتاب المقدس حقا».‏ وبعد القداس،‏ جاء البعض اليّ وقالوا:‏ «انت تعرف اكثر مما يعرف القس!‏».‏

الضغط لطردي يستمر

وضع هذا الامر حدًّا لجزء كبير من الاضطهاد،‏ وانضم الناس اليّ مجددا لدرس الكتاب المقدس.‏ ولكن بقي بعض المقاومين الذين ضغطوا على موظف الانعاش ليتخلَّص مني.‏ وبعد نحو شهر من قداس الكنيسة،‏ استدعاني وقال لي:‏ «لماذا تستمر في الكرازة؟‏ الناس في بلدي لا يحبون شهود يهوه،‏ والحالة مماثلة هنا.‏ فلماذا تسبِّب لي المتاعب؟‏ ألا تعرف انه بإمكاني طردك؟‏».‏

فأجبت:‏ «سيدي،‏ انا احترمك لثلاثة اسباب.‏ اولا،‏ لأنك اكبر مني سنّا،‏ والكتاب المقدس يقول انه يجب ان نحترم الأشيب.‏ والسبب الثاني الذي من اجله احترمك هو انك تركت بلدك لتساعدنا هنا.‏ والسبب الثالث هو انك لطيف،‏ كريم،‏ وتساعد الذين في محنة.‏ ولكن بأيّ حق تظن انه بإمكانك طردي؟‏ فرئيس البلد لا يطرد شهود يهوه.‏ وحاكم هذه المنطقة التقليدي لا يطردنا.‏ وحتى ان طردتني من هذا المجمَّع،‏ فسيستمر يهوه في الاعتناء بي».‏

لم اتكلم من قبل قط بهذه الصراحة معه،‏ لكني لاحظت ان ذلك اثَّر فيه.‏ فذهب دون ان يتفوَّه بكلمة.‏ ولاحقا،‏ عندما كان البعض يتذمرون مني،‏ كان يجيب بامتعاض:‏ «لن اتدخَّل في هذه المشكلة مجددا.‏ اذا كانت كرازته مشكلة لكم،‏ فناقشوا الامر معه!‏».‏

صف تعليم القراءة والكتابة

استمر الذين يحضرون الكنيسة المعمدانية في المجمَّع في مقاومة كرازتي.‏ ثم خطرت في بالي فكرة.‏ فذهبت الى موظف الانعاش وسألته هل بإمكاني تأسيس صف لتعليم القراءة والكتابة.‏ وعندما سألني كم اريد ان يُدفع لي،‏ قلت اني سأعلِّم مجانا.‏

فأمَّنوا لي غرفة،‏ لوحا،‏ وطباشير،‏ وهكذا ابتدأت بتعليم القراءة لبعض المقيمين في المجمَّع.‏ كنا نعقد الصفوف كل يوم.‏ وأثناء الـ‍ ٣٠ دقيقة الاولى،‏ كنت اعلِّم القراءة،‏ وبعدها اروي وأشرح قصة من الكتاب المقدس.‏ ثم نقرأ الرواية من الكتاب المقدس.‏

كانت واحدة من التلاميذ امرأة تُدعى نيموتا.‏ كانت تهتم بعمق بالمسائل الروحية وتطرح اسئلة دينية في الكنيسة والمسجد على السواء.‏ ولم تكن تحصل هناك على اجوبة عن اسئلتها،‏ فكانت تأتي وتسألني.‏ وفي النهاية،‏ نذرت حياتها ليهوه واعتمدت.‏ وتزوَّجنا سنة ١٩٦٦.‏

غالبية الذين في جماعتنا اليوم تعلَّموا القراءة والكتابة في صف تعليم القراءة والكتابة هذا.‏ لم تكن عندي الحكمة لأقترح تشكيل هذا الصف.‏ لكنَّ بركة يهوه كانت ظاهرة طبعا.‏ وبعد ذلك،‏ لم يحاول احد ان يوقفني عن الكرازة.‏

قاعة ملكوت في المجمَّع

عندما تزوَّجنا نيموتا وأنا،‏ كان يجتمع اربعة منا قانونيا لدرس برج المراقبة معا.‏ اجتمعنا مدة سنة تقريبا في الغرفة حيث تُغسل قروح البرص.‏ ثم قال لي موظف الانعاش،‏ الذي اصبح آنذاك صديقي:‏ «ليس جيدا ان تعبدوا الهكم في غرفة للمعالجة».‏

وقال انه بإمكاننا الاجتماع في سقيفة شاغرة كانت تُستخدم للنجارة.‏ ومع الوقت،‏ تحوَّلت هذه السقيفة الى قاعة ملكوت.‏ وفي سنة ١٩٩٢،‏ أكملناها بمساعدة الاخوة في البلدة.‏ وكما يمكنكم ان تروا في الصورة في الصفحة ٢٤،‏ قاعتنا هي بناء متين —‏ مطيَّن ومدهون،‏ ارضه اسمنتية وسقفه صلب.‏

الكرازة للمصابين بالبرص

كان مجمَّع البُرص مقاطعتي طوال ٣٣ سنة.‏ وكيف هي الكرازة للبُرص؟‏ يؤمن غالبية الناس هنا في افريقيا بأن اللّٰه يسبِّب كل ما يحدث.‏ لذلك عندما يصابون بالبرص،‏ يعتقدون ان اللّٰه هو المسؤول بطريقة ما.‏ والبعض يائسون جدا بسبب حالتهم.‏ وآخرون يغضبون ويقولون:‏ «لا تكلمنا عن اله محب ورحيم.‏ لو كان ذلك صحيحا،‏ لزال هذا المرض!‏».‏ فنقرأ ونتأمل في يعقوب ١:‏١٣‏،‏ التي تقول:‏ ‹اللّٰه لا يجرِّب احدا بالشرور›.‏ ثم نوضح لماذا يسمح اللّٰه بأن يصيب المرض الناس،‏ ونشير الى وعده بأرض فردوسية حيث لن يمرض احد.‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤‏.‏

تجاوب كثيرون بشكل مؤاتٍ مع البشارة.‏ فمنذ اتيت الى المجمَّع،‏ استخدمني يهوه لأساعد اكثر من ٣٠ شخصا على الانتذار والمعمودية،‏ وكلهم بُرص.‏ عاد كثيرون الى بيوتهم بعد ان عولجوا،‏ وقليلون ماتوا.‏ والآن نحن ١٨ ناشرا للملكوت،‏ ويحضر نحو ٢٥ شخصا الاجتماعات قانونيا.‏ ويخدم اثنان منا كشيخين،‏ وهنالك خادم مساعد وفاتح قانوني ايضا.‏ وكم انا سعيد برؤية كثيرين يخدمون يهوه الآن بأمانة في هذا المجمَّع!‏ فعندما اتيت الى هنا،‏ خفت ان اكون وحدي،‏ لكنَّ يهوه باركني بطريقة رائعة.‏

فرح خدمة اخوتي

تناولت عقاقير لمعالجة البرص منذ سنة ١٩٦٠،‏ وتوقفت عن ذلك منذ نحو خمس سنوات.‏ والآن شُفيت تماما،‏ وشُفي ايضا الآخرون في الجماعة.‏ لكنَّ البرص ترك ندوبه —‏ فقد خسرت اسفل ساقي،‏ ولا يمكنني تقويم يديَّ —‏ لكنَّ المرض زال.‏

ولأنني شُفيت،‏ يسأل البعض لماذا لا اترك المجمَّع وأعود الى البيت.‏ هنالك اسباب كثيرة تجعلني ابقى،‏ لكنَّ السبب الرئيسي هو اني اريد الاستمرار في مساعدة اخوتي هنا.‏ فالفرح الذي ينجم عن الاعتناء بخراف يهوه يفوق ايّ شيء قد تقدِّمه لي عائلتي ان عدت اليها.‏

انا شاكر جدا على معرفتي يهوه قبل اكتشافي اني مصاب بالبرص.‏ وإلّا،‏ لكنت على الارجح انتحرت.‏ لقد واجهت الكثير من المصاعب والمشاكل على مرّ السنين،‏ ولكن لم يكن الدواء ما دعمني —‏ بل يهوه.‏ عندما اتأمل في الماضي ابتهج؛‏ وعندما افكر في المستقبل في ظل ملكوت اللّٰه،‏ ابتهج اكثر ايضا.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٥]‏

معلومات عن البرص

ما هو؟‏

البرص العصري هو داء تسبِّبه عُصيّة حدَّد هويتها أرموير هانسن سنة ١٨٧٣.‏ وتقديرا لعمله،‏ يشير الاطباء ايضا الى البرص بصفته مرض هانسن.‏

تتلف العُصيّة الاعصاب،‏ العظام،‏ والعيون،‏ وبعض الاعضاء.‏ فيُفقَد الاحساس،‏ غالبا في الايدي والاقدام.‏ وإذا لم يُسيطَر على المرض،‏ فقد يسبِّب تشويها بالغا للوجه والاطراف.‏ لكنه نادرا ما يقتل.‏

هل من علاج؟‏

يتحسن الذين يعانون درجات خفيفة من البرص دون اية معالجة.‏ ويمكن معالجة الحالات الاكثر خطورة بواسطة العقاقير.‏

ان اول عقَّار مضاد للبرص،‏ أُدخل في خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ عمل ببطء وتزايد عدم فعاليته لأن عُصيّة البرص طوَّرت مقاومة له.‏ فأُنتجت عقاقير جديدة،‏ ومن اوائل ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ اصبح العلاج المتعدِّد العقاقير (‏MDT)‏ Multi-Drug Therapy المعالجة النموذجية عالميا.‏ تشمل هذه المعالجة استعمال ثلاثة عقاقير:‏ داپسون،‏ ريفامپيسين،‏ وكلوفازيمين.‏ وفيما يقتل الـ‍ MDT العُصيّة،‏ فهو لا يُصلح التلف الذي حصل.‏

ان الـ‍ MDT فعّال جدا في معالجة المرض.‏ ونتيجة لذلك،‏ انخفض بسرعة عدد المصابين بالبرص من ١٢ مليونا سنة ١٩٨٥ الى نحو ٣‏,١ مليونا في اواسط سنة ١٩٩٦.‏

الى ايّ حدّ هو مُعْدٍ؟‏

البرص ليس معديا جدا؛‏ فعند غالبية الناس جهاز مناعة قوي كفاية لمقاومته.‏ ولكن عندما ينتقل المرض،‏ تصيب العدوى عادةً الذين يكونون على اتصال وثيق ومطوَّل بالمخموجين.‏

لا يعرف الاطباء بالضبط كيف تدخل العُصيّة جسم الانسان،‏ لكنهم يظنون انها تدخل من خلال الجلد او الانف.‏

الآمال المستقبلية

ان الهدف الذي يجري السعي اليه بحلول سنة ٢٠٠٠ هو:‏ «ازالة [البرص] بصفته مشكلة صحية عامة».‏ ويعني ذلك ان عدد حالات البرص في ايّ مجتمع لن يتخطى ١ بين ٠٠٠‏,١٠ شخص.‏ وفي ظل ملكوت اللّٰه سيُزال كليا.‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤‏.‏

المصادر:‏ منظمة الصحة العالمية؛‏ الاتحاد الدولي للجمعيات المقاومة للبرص؛‏ وأمراض مانسون المدارية (‏بالانكليزية)‏‏،‏ طبعة ١٩٩٦.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٧]‏

هل البرص اليوم مماثل للبرص في ازمنة الكتاب المقدس؟‏

تستعمل الكتب الدراسية الطبية اليوم مصطلحات دقيقة لتعرِّف البرص؛‏ فالاسم العلمي للميكروب الذي له علاقة بالمرض هو:‏ متفطرة الجُذام (‏Mycobacterium leprae‏)‏‏.‏ وطبعا،‏ الكتاب المقدس ليس كتابا دراسيا للطب.‏ والكلمتان العبرانية واليونانية المترجمتان الى «برص» في ترجمات عديدة للكتاب المقدس لهما معنى اوسع بكثير.‏ على سبيل المثال،‏ كان للبرص المذكور في الكتاب المقدس اعراض يمكن ملاحظتها ليس فقط في البشر بل ايضا في اللباس والبيوت،‏ الامر الذي لا تسبِّبه عُصيّة.‏ —‏ لاويين ١٣:‏٢،‏ ٤٧؛‏ ١٤:‏٣٤‏.‏

وعلاوة على ذلك،‏ ان الاعراض التي تصيب الناس والتي تحدِّد البرص اليوم لا تطابق تماما وصف البرص في ازمنة الكتاب المقدس.‏ ويقول البعض ان سبب ذلك قد يكون واقع ان طبيعة الامراض تتغيَّر مع مرور الزمن.‏ ويعتقد آخرون ان البرص المشار اليه في الكتاب المقدس يصف سلسلة امراض قد تشمل او لا تشمل المرض الذي تسبِّبه متفطرة الجُذام.‏

يذكر القاموس اللاهوتي للعهد الجديد ان كلتا الكلمتين اليونانية والعبرانية المترجمتين عادة الى برص «تشيران الى الاعتلال نفسه،‏ او مجموعة الاعتلالات .‏ .‏ .‏ لذلك هنالك شك في ما اذا كان ذاك المرض هو ما ندعوه الآن البرص.‏ لكنَّ التعريف الطبي الدقيق للمرض لا يؤثر في نظرتنا الى روايات الشفاء [للبُرص التي قام بها يسوع وأتباعه]».‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

الجماعة خارج قاعة الملكوت في مجمَّع البُرص

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

أيزايا أداڠبونا وزوجته نيموتا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة