مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٨ ١/‏٦ ص ٩-‏١٤
  • ‏‹استمروا في السَّير في اتِّحاد بالمسيح›‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏‹استمروا في السَّير في اتِّحاد بالمسيح›‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • هل انتم ‹متأصلون في المسيح›؟‏
  • هل انتم ‹مبنيون في المسيح›؟‏
  • هل انتم ‹موطَّدون في الايمان›؟‏
  • ‏‹فائضون في الايمان بالشكر›‏
  • سفر الكتاب المقدس رقم ٥١:‏ كولوسي
    ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»‏
  • نقاط بارزة من الرسائل الى اهل غلاطية،‏ افسس،‏ فيلبي،‏ وكولوسي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • الخطوات الاولى في السَّير مع اللّٰه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • هل انت ‹متأصل وموطَّد على الاساس›؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
ب٩٨ ١/‏٦ ص ٩-‏١٤

‏‹استمروا في السَّير في اتِّحاد بالمسيح›‏

‏«فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه [«استمروا في السَّير في اتِّحاد به»،‏ ع‌ج]».‏ —‏ كولوسي ٢:‏٦‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف يصف الكتاب المقدس حياة اخنوخ من الخدمة الامينة ليهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف يساعدنا يهوه على السَّير معه،‏ كما تدل كولوسي ٢:‏٦،‏ ٧‏؟‏

هل رأيتم ذات مرة صبيا صغيرا يسير مع ابيه؟‏ فالصغير يقلِّد كل حركة من حركات ابيه،‏ وعلى وجهه تظهر امارات الاعجاب؛‏ أما الاب فيساعده،‏ ووجهه يشع بالمحبة والرضى.‏ من الملائم ان يستخدم يهوه هذه الصورة ليصف حياة من الخدمة الامينة له.‏ مثلا،‏ تقول كلمة اللّٰه ان الرجل الامين اخنوخ «سار [«استمر في السَّير»،‏ ع‌ج‏] .‏ .‏ .‏ مع اللّٰه».‏ —‏ تكوين ٥:‏٢٤؛‏ ٦:‏٩‏.‏

٢ فتماما كما ان الاب الذي يعتبر المشاعر يساعد ابنه الصغير على السَّير معه،‏ زوَّدنا يهوه بأفضل مساعدة ممكنة.‏ فقد ارسل ابنه الوحيد الى الارض.‏ وفي كل خطوة في مدى حياته هنا على الارض،‏ كان يسوع المسيح انعكاسا تاما لأبيه السماوي.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٩،‏ ١٠؛‏ عبرانيين ١:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ فلكي نس‍ير مع اللّٰه،‏ يلزم ان نسير مع يسوع.‏ كتب الرسول بولس:‏ «فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه [«استمروا في السَّير في اتِّحاد به»،‏ ع‌ج‏] متأصلين ومبنيين فيه وموطَّدين في الايمان كما عُلّمتم متفاضلين فيه [«فائضين في الايمان»،‏ ع‌ج‏] بالشكر».‏ —‏ كولوسي ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

٣ بحسب كولوسي ٢:‏٦،‏ ٧‏،‏ لماذا يمكننا ان نقول ان السَّير في اتِّحاد بالمسيح لا يقتصر على المعمودية؟‏

٣ ان تلاميذ الكتاب المقدس المستقيمي القلوب يعتمدون لأنهم يريدون ان يسيروا في اتِّحاد بالمسيح،‏ محاولين اتِّباع خطواته الكاملة.‏ (‏لوقا ٣:‏٢١؛‏ عبرانيين ١٠:‏٧-‏٩‏)‏ وحول العالم،‏ اتَّخذ في سنة ١٩٩٧ فقط اكثر من ٠٠٠‏,٣٧٥ هذه الخطوة الحيوية —‏ بمعدل اكثر من ٠٠٠‏,١ يوميا.‏ فكم تسرنا هذه الزيادة!‏ ولكنَّ كلمات بولس المسجَّلة في كولوسي ٢:‏٦،‏ ٧ تُظهِر ان السَّير في اتِّحاد بالمسيح لا يقتصر على المعمودية.‏ فالفعل اليوناني المنقول الى «استمروا في السَّير» يصف عملا يجب ان يكون مستمرا دون انقطاع.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يضيف بولس ان السَّير مع المسيح يشمل اربعة امور:‏ ان نكون متأصلين في المسيح،‏ ان نكون مبنيين فيه،‏ ان نكون موطَّدين في الايمان،‏ ان نفيض بالشكر.‏ فلنتناول كل عبارة على حدة ونرَ كيف تساعدنا على الاستمرار في السَّير في اتِّحاد بالمسيح.‏

هل انتم ‹متأصلون في المسيح›؟‏

٤ ماذا يعني ان نكون ‹متأصلين في المسيح›؟‏

٤ اولا يكتب بولس انه يلزم ان نكون ‹متأصلين في المسيح›.‏ (‏قارنوا متى ١٣:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏)‏ فكيف يمكن ان يسعى المرء ليكون متأصلا في المسيح؟‏ ان اصول النبتة مخفية،‏ ولكنها حيوية للنبتة —‏ فهي تثبِّتها وتزوِّدها بالتغذية.‏ وبشكل مماثل،‏ يؤثر فينا مثال المسيح وتعاليمه اولا بشكل غير منظور،‏ اذ تُغرَس في عقولنا وقلوبنا.‏ وهناك تغذينا وتقوينا.‏ وعندما ندعها تسود تفكيرنا وتصرفاتنا وقراراتنا،‏ نندفع الى الانتذار ليهوه.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

٥ كيف يمكن ان ‹ننمي توقا› الى الطعام الروحي؟‏

٥ كان يسوع يحب المعرفة من اللّٰه.‏ حتى انه شبَّهها بالطعام.‏ (‏متى ٤:‏٤‏)‏ وفي موعظته على الجبل،‏ اقتبس ٢١ مرة من ثمانية اسفار من الاسفار العبرانية.‏ فللاقتداء بمثاله،‏ يجب ان نتبع حضَّ الرسول بطرس —‏ ان ‹ننمي توقا› الى الطعام الروحي «كأطفال مولودين حديثا».‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ فعندما يتوق الطفل المولود حديثا الى التغذية،‏ يجعل هذا التوق الشديد ظاهرا.‏ فإذا كنا الآن لا نملك هذا الاحساس تجاه الطعام الروحي،‏ تشجِّعنا كلمات بطرس ان ‹ننمي› هذا التوق.‏ وكيف ذلك؟‏ يمكن ان يساعدنا المبدأ الموجود في المزمور ٣٤:‏٨‏:‏ «ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب».‏ فإذا ‹ذقنا› قانونيا كلمة يهوه،‏ الكتاب المقدس،‏ ربما قارئين قسما منه كل يوم،‏ نعرف انه مغذٍّ وجيد روحيا.‏ وبمرور الوقت سينمو توقنا اليه.‏

٦ لماذا من المهم التأمل في ما نقرأه؟‏

٦ ولكن من المهم هضم الطعام جيدا عند تناوله.‏ فيلزم ان نتأمل في ما نقرأه.‏ (‏مزمور ٧٧:‏١١،‏ ١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ مثلا،‏ يصير كل فصل من كتاب اعظم انسان عاش على الاطلاق اكثر إفادة ونحن نقرأه عندما نتوقف ونسأل انفسنا:‏ ‹ايّ وجه من شخصية المسيح اجده في هذه الرواية،‏ وكيف يمكن ان اتمثل بهذا الوجه في حياتي الخاصة؟‏›.‏ ان هذا النوع من التأمل سيمكِّننا من تطبيق ما نتعلمه.‏ وعندما يواجهنا قرار،‏ يمكن ان نتساءل ماذا كان يسوع سيفعل.‏ فإذا اتَّخذنا قرارنا بناء على ذلك،‏ نبرهن اننا حقا متأصلون في المسيح.‏

٧ ماذا ينبغي ان تكون نظرتنا الى التغذية الروحية القوية؟‏

٧ يحثنا ايضا بولس على تناول «الطعام القوي»،‏ حقائق كلمة اللّٰه الاعمق.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٤‏)‏ وقد تكون قراءة الكتاب المقدس بكامله هدفنا الاول في هذا المجال.‏ ثم هنالك مواضيع للدرس محدَّدة اكثر،‏ مثل ذبيحة المسيح الفدائية،‏ العهود المختلفة التي قطعها يهوه مع شعبه،‏ او بعض الرسائل النبوية في الكتاب المقدس.‏ وهنالك وفرة من المواد التي تساعدنا على استيعاب وهضم هذا الطعام الروحي القوي.‏ وما هو هدف اكتساب هذه المعرفة؟‏ ليس الهدف ان يكون لنا سبب للتفاخر،‏ بل ان ننمي محبتنا ليهوه ونقترب اكثر اليه.‏ (‏١ كورنثوس ٨:‏١؛‏ يعقوب ٤:‏٨‏)‏ وإذا اخذنا هذه المعرفة بتوق،‏ طبَّقناها على انفسنا،‏ واستخدمناها لمساعدة الآخرين،‏ نكون حقا متمثلين بالمسيح.‏ وهذا ما سيساعدنا ان نكون متأصلين جيدا فيه.‏

هل انتم ‹مبنيون في المسيح›؟‏

٨ ماذا يعني ان نكون ‹مبنيين في المسيح›؟‏

٨ في الوجه التالي من السَّير في اتِّحاد بالمسيح،‏ ينتقل بولس بسرعة من تشبيه الى آخر —‏ من التشبيه بنبتة الى التشبيه ببناء.‏ عندما نفكر في بناء قيد الانشاء،‏ لا نفكر في الاساس فقط بل ايضا في الصَّرح الواضح للعيان الذي شُيِّد بكثير من العمل الدؤوب.‏ وكذلك،‏ علينا ان نبذل جهدا كبيرا لتنمية صفات وعادات كالتي يمتلكها المسيح.‏ وهذا الجهد الدؤوب لا يمكن إلا ان يُلاحَظ،‏ تماما كما كتب بولس لتيموثاوس:‏ ‹ليكن تقدمك ظاهرا للجميع›.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٥‏،‏ ع‌ج‏؛‏ متى ٥:‏١٦‏)‏ فما هي بعض النشاطات المسيحية التي تبنينا؟‏

٩ (‏أ)‏ ما هي بعض الاهداف العملية التي قد نرسمها في خدمتنا لكي نتمثل بالمسيح؟‏ (‏ب)‏ كيف نعرف ان يهوه يريد ان نتمتع بخدمتنا؟‏

٩ فوَّض الينا يسوع ان نكرز بالبشارة ونعلِّمها.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وقد رسم المثال الكامل،‏ شاهدا بجرأة وفعّالية.‏ وطبعا،‏ لن نضاهيه في العمل ابدا.‏ لكنَّ الرسول بطرس يرسم لنا هذا الهدف:‏ «قدِّسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل مَن يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف».‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٥‏)‏ وإذا لم تشعروا بأنكم ‹مستعدون دائما للمجاوبة›،‏ فلا تيأسوا.‏ ارسموا اهدافا معقولة تساعدكم على بلوغ هذا المقياس تدريجيا.‏ فالاستعداد المسبَق يمكِّنكم من تكييف مقدمتكم او إدخال آية او اثنتين فيها.‏ وقد ترسمون اهدافا ان توزِّعوا عددا اكبر من مطبوعات الكتاب المقدس،‏ ان تقوموا بعدد اكبر من الزيارات المكررة،‏ او ان تبدأوا بدرس في الكتاب المقدس.‏ ولا ينبغي التشديد فقط على الكمية —‏ مثل عدد الساعات او التوزيعات او الدروس —‏ بل على النوعية.‏ ورسْم اهداف معقولة والسعي الى بلوغها يمكن ان يساعدانا ان نتمتع ببذل انفسنا في الخدمة.‏ وهذا ما يريده يهوه —‏ ان نخدمه «بفرح».‏ —‏ مزمور ١٠٠:‏٢‏؛‏ قارنوا ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏.‏

١٠ ما هي بعض الاعمال المسيحية الاخرى التي يلزم ان ننجزها،‏ وكيف تساعدنا؟‏

١٠ هنالك ايضا اعمال ننجزها في الجماعة تجعلنا مبنيين في المسيح.‏ وأهمها هو إظهار المحبة بعضنا لبعض،‏ لأن هذه هي سمة المسيحيين الحقيقيين.‏ ‏(‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ من الطبيعي ان يحس كثيرون منا بتعلُّق بالذي يدير درسهم فيما لا يزالون يدرسون.‏ ولكن هل يمكننا الآن ان نتبع مشورة بولس ان ‹نكون متَّسعين› بالتعرُّف بالآخرين في الجماعة؟‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١٣‏)‏ فالشيوخ ايضا بحاجة الى محبتنا وتقديرنا.‏ وبالتعاون معهم،‏ بطلب مشورتهم المؤسسة على الاسفار المقدسة وقبولها،‏ نسهِّل عليهم عملهم الشاق.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ وفي الوقت نفسه،‏ يساهم ذلك في جعلنا مبنيين في المسيح.‏

١١ اية نظرة واقعية ينبغي ان نمتلكها بشأن المعمودية؟‏

١١ ان المعمودية مناسبة مبهجة.‏ ولكن لا ينبغي ان نتوقع ان تحمل كل لحظة من حياتنا بعدئذ معها الاثارة نفسها.‏ فجزء كبير من كوننا مبنيين في المسيح يشمل «السَّير بانتظام في هذا الروتين عينه».‏ (‏فيلبي ٣:‏١٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهذا لا يعني حياة رتيبة مملة.‏ انه يعني المضي قُدُما في خط مستقيم —‏ وبكلمات اخرى،‏ اكتساب عادات روحية جيدة والالتصاق بها يوما بعد يوم،‏ وسنة بعد سنة.‏ تذكروا ان «الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلُص».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٣‏.‏

هل انتم ‹موطَّدون في الايمان›؟‏

١٢ ماذا يعني ان نكون «موطَّدين في الايمان»؟‏

١٢ يحثنا بولس في عبارته الثالثة التي تصف سَيرنا في اتِّحاد بالمسيح ان نكون «موطَّدين في الايمان».‏ تقول احدى الترجمات:‏ «مثبَّتين في ما يتعلق بالايمان»،‏ لأن الكلمة اليونانية التي استعملها بولس يمكن ان تعني «ثبَّت،‏ ضمِن،‏ وجعل الامر مُبرَما شرعيا».‏ وإذ ننمو في المعرفة،‏ تصير لدينا اسباب اضافية ليكون ايماننا بيهوه اللّٰه راسخا،‏ وفي الواقع،‏ مؤسسا شرعيا.‏ والنتيجة هي الازدياد في الثبات.‏ فيصير من الاصعب ان يجعلنا عالم الشيطان نفقد ثباتنا.‏ وهذا يذكِّرنا بحضّ بولس ان «نتقدم الى النضج».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ فالنضج والثبات توأمان لا ينفصلان.‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ اية تهديدات للثبات واجهها مسيحيو القرن الاول في كولوسي؟‏ (‏ب)‏ ماذا ربما كان الرسول بولس قلقا بشأنه؟‏

١٣ واجه مسيحيو القرن الاول في كولوسي تهديدات لثباتهم.‏ حذَّر بولس:‏ «انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم وليس حسب المسيح».‏ (‏كولوسي ٢:‏٨‏)‏ لم يكن بولس يريد ان يُسبى،‏ ان يُبعَد اهل كولوسي،‏ الذين سبقوا فصاروا رعايا «ملكوت ابن محبته [اللّٰه]»،‏ عن حالتهم الروحية المبارَكة.‏ (‏كولوسي ١:‏١٣‏)‏ وبأية وسيلة كانوا يُضلَّلون؟‏ اشار بولس الى «الفلسفة»،‏ وهذه هي المرة الوحيدة التي ترد فيها هذه الكلمة في الكتاب المقدس.‏ فهل كان يتكلم عن الفلاسفة اليونانيين،‏ مثل افلاطون وسقراط؟‏ رغم ان هؤلاء كانوا يشكِّلون آنذاك تهديدا للمسيحيين الحقيقيين،‏ فقد كان لكلمة «فلسفة» استعمال واسع.‏ فكانت تشير عامة الى عدة فِرَق ومدارس فكرية —‏ وحتى الى فِرَق دينية.‏ مثلا،‏ كان بعض يهود القرن الاول مثل يوسيفوس وفيلون يَدعون دينهم فلسفة —‏ ربما لزيادة جاذبيته.‏

١٤ ومن المحتمل ان بعض الفلسفات التي كان بولس قلقا بشأنها هي من طبيعة دينية.‏ فلاحقا في الاصحاح نفسه من رسالته الى اهل كولوسي،‏ خاطب الذين علَّموا:‏ «لا تمس ولا تذق ولا تجس»،‏ ملمِّحا بذلك الى اوجه الناموس الموسوي التي انهاها موت المسيح.‏ (‏رومية ١٠:‏٤‏)‏ وإضافة الى الفلسفات الوثنية،‏ كانت هذه التأثيرات تفعل فعلها وتهدِّد روحيات الجماعة.‏ (‏كولوسي ٢:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ وقد حذَّر بولس من الفلسفة التي كانت جزءا من «اركان العالم».‏ فهذا التعليم الباطل كان من مصدر بشري.‏

١٥ كيف يمكن ان نتجنب ان نفقد ثباتنا بسبب التفكير غير المؤسس على الاسفار المقدسة الذي غالبا ما يواجهنا؟‏

١٥ ان ترويج التفكير والآراء البشرية غير المؤسسة بشكل راسخ على كلمة اللّٰه يمكن ان يشكِّل تهديدا للثبات المسيحي.‏ ونحن اليوم يجب ان نحترس من تهديدات كهذه.‏ حث الرسول يوحنا:‏ «ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح [«عبارة ملهمة»،‏ ع‌ج‏] بل امتحنوا الارواح [«العبارات الملهمة»،‏ ع‌ج‏] هل هي من اللّٰه».‏ (‏١ يوحنا ٤:‏١‏)‏ فإذا حاول احد رفقائكم في المدرسة ان يقنعكم بأن العيش بانسجام مع مقاييس الكتاب المقدس هو عتيق الطراز،‏ او اذا اثَّر فيكم احد الجيران لتتبنوا موفقا ماديا،‏ او اذا ضغط عليكم احد زملائكم في العمل بمكر لتخالفوا ضميركم المدرَّب على الكتاب المقدس،‏ او حتى اذا علَّق احد الرفقاء المؤمنين تعليقات انتقادية سلبية مؤسسة على رأيه حول الآخرين في الجماعة،‏ فلا تسارعوا الى قبول ما يقول.‏ أزيلوا ما لا ينسجم مع كلمة اللّٰه.‏ وإذ نفعل ذلك،‏ نحافظ على ثباتنا فيما نسير في اتِّحاد بالمسيح.‏

‏‹فائضون في الايمان بالشكر›‏

١٦ ما هو الوجه الرابع للسَّير في اتِّحاد بالمسيح،‏ وأي سؤال ينبغي ان نطرحه؟‏

١٦ ان الوجه الرابع للسَّير في اتِّحاد بالمسيح الذي يذكره بولس هو ان نكون «فائضين في الايمان بالشكر».‏ (‏كولوسي ٢:‏٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ ان الكلمة «فائضين» تذكِّرنا بنهر يفيض على جانبيه.‏ وهذا يعني لنا نحن المسيحيين ان شكرنا يجب ان يكون امرا مستمرا او اعتياديا.‏ ويحسن بكلٍّ منا ان يسأل:‏ ‹هل انا شاكر؟‏›.‏

١٧ (‏أ)‏ لماذا يمكن القول ان لدينا جميعا امورا كثيرة لنكون شاكرين عليها،‏ حتى في الازمنة الصعبة؟‏ (‏ب)‏ ما هي بعض هبات يهوه التي تشعرون خصوصا بأنكم شاكرون عليها؟‏

١٧ حقا لدينا جميعا اسباب كثيرة لنفيض بالشكر ليهوه كل يوم.‏ وحتى في اسوإ الظروف،‏ يمكن ان تكون هنالك امور بسيطة تمنحنا لحظات من الراحة.‏ التقمص العاطفي من صديق.‏ لمسة تعطي احساسا بالاطمئنان من شخص نحبه.‏ ليلة نوم عميق تجدِّد النشاط.‏ وجبة لذيذة تسدّ الجوع.‏ تغريد عصفور،‏ ضحكة ولد،‏ السماء الزرقاء المتلألئة،‏ النسيم العليل —‏ كل هذه وأكثر ايضا يمكن ان نتمتع بها في يوم واحد.‏ ولكن من السهل جدا ان نعتبر هذه الهبات امورا مسلَّما بها.‏ أفلا تستحق هذه الامور كلمة شكرا؟‏ وجميعها تأتي من عند يهوه،‏ مصدر «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة».‏ (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ فقد منحنا هبات تبدو العطايا المذكورة آنفا تافهة بالمقارنة معها —‏ على سبيل المثال،‏ الحياة نفسها.‏ (‏مزمور ٣٦:‏٩‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ اتاح لنا فرصة العيش الى الابد.‏ ولتزويد هذه الهبة،‏ ضحى يهوه تضحية سامية بإرسال ابنه الوحيد،‏ «الذي هو مولع به خصوصا».‏ —‏ امثال ٨:‏٣٠‏،‏ ع‌ج‏؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

١٨ كيف يمكن ان نُظهِر اننا شاكرون ليهوه؟‏

١٨ فكم صحيحة هي كلمات صاحب المزمور:‏ «ما احسن تقديم الشكر لك يا رب»!‏ (‏مزمور ٩٢:‏١‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ وكذلك ذكَّر بولس المسيحيين في تسالونيكي:‏ «اشكروا في كل شيء».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٨؛‏ افسس ٥:‏٢٠؛‏ كولوسي ٣:‏١٥‏)‏ وكلٌّ منا يمكن ان يصمِّم ان يكون شاكرا اكثر.‏ فصلواتنا لا يلزم ان تشمل فقط التماس حاجاتنا من اللّٰه.‏ صحيح ان شمل بعض الالتماسات امر ملائم.‏ ولكن تخيَّلوا ان صديقكم لا يتكلم معكم إلا عندما يكون بحاجة الى شيء منكم!‏ فلمَ لا نصلي الى يهوه فقط من اجل شكره وتسبيحه؟‏ فلا بد ان هذه الصلوات تسرّه عندما ينظر الى هذا العالم الجاحد!‏ والفائدة الثانوية هي ان صلوات كهذه يمكن ان تساعدنا على التركيز على النواحي الايجابية من الحياة،‏ مما يذكِّرنا كم نحن مبارَكون حقا.‏

١٩ كيف يحثنا اسلوب بولس في كولوسي ٢:‏٦،‏ ٧ ان نستمر جميعا في تحسين السَّير مع المسيح؟‏

١٩ أليس جديرا بالملاحظة كم يمكن ان نستمدّ ارشادا حكيما من مقطع واحد من كلمة اللّٰه؟‏ ان مشورة بولس ان نستمر في السَّير مع المسيح هي امر ينبغي ان نتبعه جميعا.‏ فلنصمِّم ان نكون ‹متأصلين في المسيح›،‏ ‹مبنيين فيه›،‏ «موطَّدين في الايمان»،‏ و‹فائضين بالشكر›.‏ صحيح ان هذه المشورة مهمة للمعتمدين حديثا،‏ إلا انها تنطبق علينا جميعا.‏ فكروا كيف تعمق الجذور اكثر فأكثر وكيف يعلو البناء قيد الانشاء اكثر فأكثر.‏ وكذلك،‏ فإن سيرنا مع المسيح لا ينتهي ابدا.‏ فهنالك مجالات كثيرة للنمو.‏ ويهوه سيساعدنا ويباركنا،‏ لأنه يريد ان نستمر في السَّير معه ومع ابنه الحبيب الى الابد.‏

كيف تجيبون؟‏

◻ ماذا يشمل السَّير في اتحاد بالمسيح؟‏

◻ ماذا يعني ان نكون ‹متأصلين في المسيح›؟‏

◻ كيف يمكن ان نكون ‹مبنيين في المسيح›؟‏

◻ لماذا من المهم جدا ان نكون «موطَّدين في الايمان»؟‏

◻ اية اسباب هنالك لنكون ‹فائضين بالشكر›؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

لا تكون اصول الشجرة منظورة،‏ ولكنها تزوِّدها بالتغذية وتثبِّتها

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة