مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٩ ١/‏٨ ص ٢٦-‏٣١
  • قبول توجيه يهوه بسرور

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • قبول توجيه يهوه بسرور
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تعديل محور حياتي
  • تدريب قيِّم نلناه كفاتحَين
  • التطوع للخدمة الاجنبية
  • بين واشنطن وجلعاد
  • الخدمة في المركز الرئيسي العالمي
  • جلعاد على اساس قانوني
  • العمل مع التلاميذ
  • التّطلُّع الى المستقبل
  • بيت جديد لمدرسة جلعاد الارسالية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٩
  • مدرسة جلعاد —‏ عمرها ٥٠ سنة وهي تزدهر!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • المرسلون يواصلون التوسع العالمي
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • مزيد من المرسَلين للحصاد العالمي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
ب٩٩ ١/‏٨ ص ٢٦-‏٣١

قبول توجيه يهوه بسرور

كما رواه يوليسيز ڤ.‏ ڠلاس

كانت مناسبة غير عادية.‏ فقد كان هنالك ١٢٧ تلميذا فقط في الصف المتخرِّج.‏ لكنّ الحاضرين كانوا متحمّسين وعددهم ٣٨٧‏,١٢٦ شخصا اتوا من امم كثيرة.‏ كان هذا تخرّج الصف الـ‍ ٢١ لمدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس الذي جرى في مدينة نيويورك في يانكي ستاديوم بتاريخ ١٩ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٥٣.‏ ولماذا كان هذا حدثا مهما في حياتي؟‏ سأزوّدكم ببعض التفاصيل عن خلفيتي.‏

ولدتُ في ڤانسين،‏ في ولاية إنديانا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ بتاريخ ١٧ شباط (‏فبراير)‏ ١٩١٢،‏ اي قبل سنتين تقريبا من ولادة الملكوت المسياني كما هو موصوف في كشف ١٢:‏١-‏٥‏.‏ وكان والداي قد بدأا بدرس الكتاب المقدس وكذلك مجلدات دروس في الاسفار المقدسة في السنة التي سبقت مولدي.‏ فكل صباح يوم احد كان ابي يقرأ على العائلة من احد هذه الكتب ثم نتحدث عما قرأناه.‏

واستخدمت امي ما كانت تتعلّمه في توجيه تفكير اولادها.‏ لقد كانت ودية جدا،‏ طيبة جدا،‏ وتحب ان تساعد الآخرين كثيرا.‏ كنا اربعة اولاد،‏ لكنّ محبة امي اتّسعت لتشمل اولادا آخرين في الجوار.‏ كانت تقضي الوقت معنا وتستمتع بإخبارنا قصصا من الكتاب المقدس وبالترنيم معنا.‏

كانت تدعو ايضا الى بيتنا اشخاصا عديدين منخرطين في الخدمة كامل الوقت،‏ فيمكثون عندنا يوما او يومين وغالبا ما كانوا يعقدون الاجتماعات ويلقون الخطابات في بيتنا.‏ وكنا نحبّ كثيرا مَن يستعملون الايضاحات ويخبروننا قصصا.‏ وفي احدى المناسبات سنة ١٩١٩،‏ بعد مرور سنة تقريبا على انتهاء الحرب العالمية الاولى،‏ وجّه الاخ الزائر تعليقاته بشكل خصوصي الينا نحن الاولاد.‏ فقد ناقش معنى التكريس،‏ اي ما نشير اليه الآن على نحو ادقّ بالانتذار،‏ وساعدنا ان نفهم كيف يؤثّر في حياتنا.‏ عندما أويت لاحقا الى فراشي في ذلك المساء صلّيت الى ابي السماوي وقلت له انني اريد ان اخدمه دائما.‏

ولكن بعد سنة ١٩٢٢ جعلتْ هموم الحياة الاخرى هذا القرار امرا ثانويا.‏ فقد انتقلنا من مكان الى آخر وانقطعت معاشرتنا لجماعة شعب يهوه.‏ كان ابي يعيش بعيدا عنا بسبب عمله في السكة الحديدية.‏ وأصبح درسنا للكتاب المقدس غير قانوني.‏ اخذت مقرَّرات مدرسية بهدف ان اصبح مصمِّم اعلانات وكنت اخطِّط للالتحاق بجامعة راقية.‏

تعديل محور حياتي

في اواسط ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ ابتدأ العالم يتجه مرة اخرى نحو حرب عالمية.‏ وكنا نعيش في كليڤلنْد،‏ أوهايو،‏ عندما اتى الى بيتنا احد شهود يهوه.‏ فبدأنا نفكر بأكثر جِدِّية في ما تعلمناه في طفولتنا.‏ كان اخي الاكبر مني،‏ رصل،‏ يتّصف خصوصا بالتفكير الجِدِّي،‏ وهو اول من اعتمد بيننا.‏ أما انا فقد كنت مختلفا عنه ولكني اعتمدت انا ايضا في ٣ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٣٦.‏ لقد كان تقديري لِما يشمله الانتذار ليهوه ينمو،‏ وكنت اتعلم قبول توجيه يهوه.‏ في تلك السنة عينها اعتمدَت ايضا شقيقتاي كاثرين وجرترود.‏ وانخرطنا جميعا في الخدمة كامل الوقت كفاتحين.‏

ولكن لم يعنِ ذلك اننا لم نفكر قط في ايّ امر آخر.‏ فقد انتصبت اذناي فيما كنت اصغي الى زوجة اخي وهي تخبرني عن فتاة جميلة جدا تدعى آن.‏ لقد امتلأت تلك الفتاة حماسة منذ سمعَت الحق،‏ وكانت ستأتي الى الاجتماعات التي تُعقد في بيتنا.‏ في ذلك الوقت كانت آن تعمل كسكرتيرة في مكتب للشؤون القانونية،‏ وفي غضون سنة اعتمدت.‏ لم اكن قد خطّطت للزواج،‏ ولكن كان وقوف آن بشكل كامل بجانب الحق واضحا.‏ فقد ارادت ان تنهمك في خدمة يهوه بشكل كامل.‏ ولم تكن شخصا يسأل:‏ ‏«هل يمكنني فعل هذا الامر؟‏»،‏ بل كانت تسأل عوض ذلك:‏ «ما هي افضل طريقة لفعل هذا الامر؟‏».‏ وكانت تصمّم على المضي في الامر.‏ راقتني نظرتها الايجابية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت جميلة جدا وما زالت كذلك.‏ فصارت زوجتي،‏ وبعيد ذلك اصبحت شريكتي في خدمة الفتح.‏

تدريب قيِّم نلناه كفاتحَين

تعلمنا كفاتحَين كيف نكون مكتفيَين عندما نعيش في قلّة وعندما نعيش في سَعَة.‏ (‏فيلبي ٤:‏١١-‏١٣‏)‏ وذات يوم قارب الوقت المساء ولم يكن لدينا ما نأكله.‏ وكنا نملك كلانا خمسة سنتات فقط.‏ فذهبنا الى متجر للحوم وسألت:‏ «هل يمكن اعطاؤنا سجقا مدخَّنا لقاء خمسة سنتات؟‏».‏ فنظر الرجل الينا ثم قطع اربع شرائح سجق.‏ ودون شك كانت قيمتها اكثر من خمسة سنتات.‏ فكانت غذاء لنا.‏

كان من المعتاد ان نواجه مقاومة شديدة ونحن نقوم بخدمتنا.‏ ففي بلدة قريبة من سيراقوسة في نيويورك،‏ كنا نوزِّع اوراق دعوة في الشارع لابسَين لوحتي اعلان تلفتان الانتباه الى اجتماع عام خصوصي.‏ فأمسكني رجلان مفتولا العضلات وتصرفا معي بخشونة.‏ كان احدهما شرطيا لا يرتدي البدلة الرسمية،‏ وقد تجاهل طلبي ان ارى شارته.‏ عندئذ اتى ڠرانت سوتر وهو من بيت ايل في بروكلين وقال انه علينا الذهاب الى مركز الشرطة لحل المسألة.‏ ثم اتصل هاتفيا بمركز الجمعية في بروكلين،‏ فأُمرت انا وزوجتي ان نخرج في ذلك اليوم عينه لابسَين لوحتي الاعلان ومعنا اوراق الدعوة لنزوِّد اساسا يساعد على تقييم الوضع قانونيا.‏ واعتُقلنا كما كان متوقَّعا.‏ ولكن عندما قلنا للشرطة انهم سيقاضَون بسبب اعتقالنا غير القانوني اطلقوا سراحنا.‏

في اليوم التالي اقتحمت مجموعة من المراهقين المشاكسين مكان محفلنا بتحريض من كاهن،‏ ولم يُرَ ايّ اثر للشرطة.‏ وضرب المجرمون الارض الخشبية بعنف بمضارب البايسبول،‏ وألقوا ببعض الحضور من المدرَّج المكشوف،‏ وصعدوا الى المنصة حيث رفعوا علما اميركيا وصاحوا:‏ «أدّوا التحية له!‏ أدّوا التحية له!‏».‏ ثم راحوا ينشدون اغنية شعبية.‏ فأوقفوا الاجتماع كليا.‏ لقد كنا نختبر مباشرة ما عناه يسوع عندما قال:‏ «لأنكم لستم جزءا من العالم،‏ بل انا اخترتكم من العالم،‏ لذلك يبغضكم العالم».‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١٩‏.‏

كان الخطاب العام في الواقع تسجيلا فونوڠرافيا لمحاضرة ألقاها ج.‏ ف.‏ رذرفورد الذي كان في ذلك الوقت رئيس جمعية برج المراقبة.‏ بقيت انا وآن في تلك البلدة بضعة ايام وكنا نذهب الى الناس لنعرض عليهم فرصة سماع الخطاب في بيوتهم.‏ وقبِل قليلون ذلك العرض.‏

التطوع للخدمة الاجنبية

انفتحت مع الوقت سبل جديدة للخدمة.‏ فقد دُعي اخي رصل وزوجته دوروثي كزوجين الى حضور اول صف لمدرسة جلعاد سنة ١٩٤٣،‏ ثم بُعِثا كمرسلَين الى كوبا.‏ التحقَت اختي كاثرين بالصف الرابع.‏ وعُيِّنت هي ايضا في كوبا.‏ وأُعيد تعيينها لاحقا في جمهورية الدومينيكان،‏ ثم في پورتو ريكو.‏ ولكن ماذا عنا انا وآن؟‏

عندما سمعنا عن مدرسة جلعاد وعن رغبة الجمعية في بعث مرسلين الى بلدان اخرى،‏ شعرنا بأننا نريد ان نكون متوفِّرَين للخدمة الاجنبية.‏ وفكرنا في بادئ الامر ان نذهب من تلقاء انفسنا الى المكسيك مثلا.‏ ولكن بعد ذلك قرَّرنا انه ربما يكون من الافضل ان ننتظر ونترك الجمعية تقوم بتعييننا بعد حضورنا مدرسة جلعاد.‏ فقد ادركنا انّ ذلك كان ترتيبا يستخدمه يهوه.‏

دُعينا الى حضور الصف الرابع لمدرسة جلعاد.‏ ولكن قُبيل ابتداء الصف،‏ بات ن.‏ ه‍.‏ نور،‏ الذي كان آنذاك رئيس جمعية برج المراقبة،‏ يعي تماما ضعف آن الناتج عن شلل الاطفال الذي أُصيبت به في طفولتها.‏ فتحدث الي عن الامر وقرر انه ليس من الحكمة ارسالنا للخدمة في بلد آخر.‏

وبعد سنتين تقريبا فيما كنت اقوم بالاستعدادات التي تسبق المحفل،‏ رآني الاخ نور مرة اخرى وسألني هل ما زلنا مهتمَّين بحضور جلعاد.‏ وقال لي اننا لن نذهب الى تعيين اجنبي؛‏ فكان يفكر في امر آخر.‏ وهكذا عندما سُجِّل الصف التاسع في ٢٦ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٤٧ كنا جزءا من التلاميذ.‏

لن ننسى ابدا الايام التي قضيناها في جلعاد.‏ كانت المقرَّرات غنية روحيا.‏ ودخلنا في صداقات تدوم مدى الحياة.‏ لكنّ صلتي بالمدرسة تجاوزت ذلك كثيرا.‏

بين واشنطن وجلعاد

كانت مدرسة جلعاد لا تزال جديدة نسبيا.‏ ولم تكن حكومة الولايات المتحدة مطَّلِعة جيدا على اهداف المدرسة،‏ ولذلك كانت اسئلة كثيرة تُطرح.‏ وأرادت الجمعية ان يكون لها ممثِّل في واشنطن،‏ دي سي.‏ فأُرسِلنا الى هناك بعد بضعة اشهر من تخرُّجنا من جلعاد.‏ كنت سأُساعد في الحصول على تأشيرات للذين تجري دعوتهم الى المجيء الى جلعاد من بلدان اخرى وفي الحصول على اوراق رسمية لإرسال المتخرجين الى العمل الارسالي في الخارج.‏ كان بعض الرسميين غير متحاملين وقدَّموا المساعدة.‏ لكنّ آخرين كانت لديهم مشاعر غير ودِّية البتة نحو الشهود.‏ وأكد بعض الذين كانوا يملكون وجهات نظر سياسية متطرفة اننا ذوو صلة بعناصر اعتبروها غير مرغوب فيها.‏

وثمة شخص كنت قد ذهبت الى مكتبه انتقدنا بشدة لأننا لا نحيِّي العلم ولا نذهب الى الحرب.‏ وبعد ان احتدَّ كلامه في هذا الموضوع لبعض الوقت قلت في نهاية الامر:‏ «اريد ان تعلم انّ شهود يهوه لا يشتركون في حرب مع ايٍّ كان في العالم،‏ وانت تعي ذلك بالطبع.‏ فنحن لا نتدخل في شؤون العالم ولا نشترك في حروبه او سياسته.‏ اننا حياديون تماما.‏ ولقد تغلبنا على المشاكل التي تواجهونها انتم؛‏ فهيئتنا تتّصف بالوحدة.‏ .‏ .‏ .‏ والآن ماذا تريد ان نفعل؟‏ هل تريد ان نعود ونستخدم طريقتكم في فعل الامور ونتخلّى عن طريقتنا؟‏».‏ فلم ينبس بكلمة.‏

خُصِّص يومان كاملان في الاسبوع للعمل المختص بالدوائر الحكومية.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كنا نخدم كفاتحَين خصوصيَّين.‏ واقتضى ذلك آنذاك صرف ١٧٥ ساعة في خدمة الحقل كل شهر (‏خُفِّضت لاحقا الى ١٤٠ ساعة)‏،‏ ولذلك غالبا ما كنا نبقى في الخدمة حتى ساعة متأخرة من المساء.‏ ولكننا استمتعنا بالوقت.‏ فكنا نعقد دروسا كثيرة جيدة مع عائلات بكاملها،‏ وكانوا يحرزون تقدما جيدا.‏ كنا انا وآن قد قرّرنا ألّا ننجب اولادا،‏ ولكن من الناحية الروحية لم نُرزق بأولاد فحسب بل ايضا بحفدة وابناء حفدة.‏ فيا للفرح الذي يملأون به قلوبنا!‏

وفي أواخر سنة ١٩٤٨،‏ نلت تعيينا اضافيا.‏ فقد اوضح الاخ نور انّ الاخ شرودر الذي كان امين السجل وأحد المعلِّمين في مدرسة جلعاد سيكون منهمكا في عمل مهم آخر،‏ ولذلك طُلِب مني ان اعلِّم في صفوف جلعاد عند الحاجة.‏ فعدت مع آن الى جلعاد في ساوث لانسينڠ،‏ نيويورك،‏ بتاريخ ١٨ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ وأنا في حالة توتر شديد.‏ في بادئ الامر كنا نبقى في جلعاد بضعة اسابيع فقط في كل مرة ثم نرجع الى واشنطن.‏ ولكن أخيرا صرنا نقضي في جلعاد وقتا اطول مما في واشنطن.‏

وفي هذه الاثناء،‏ كما ذكرت آنفا،‏ تخرَّج الصف الـ‍ ٢١ لجلعاد في يانكي ستاديوم،‏ نيويورك.‏ وبصفتي احد المعلِّمين كان لدي امتياز الاشتراك في برنامج التخرُّج.‏

الخدمة في المركز الرئيسي العالمي

بدأ تعيين آخر لنا في ١٢ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٥٥.‏ فقد اصبحنا عضوين في عائلة بيت ايل في المركز الرئيسي العالمي لهيئة يهوه المنظورة.‏ ولكن ماذا كان الامر يشمل؟‏ كان يشمل،‏ من حيث الاساس،‏ الاستعداد للقيام بكل ما يُعيَّن لنا،‏ والاشتراك في مشاريع تستلزم التعاون مع الآخرين.‏ بالطبع كنا قد فعلنا ذلك قبلا،‏ ولكن الآن سنكون جزءا من فريق اكبر بكثير،‏ ألا وهو عائلة بيت ايل في المركز الرئيسي.‏ وقد قبِلنا هذا التعيين الجديد بسرور كدليل على توجيه يهوه.‏

كان جزء كبير من عملي يشمل قضايا تتعلق بوكالات الانباء.‏ فبسبب رغبة الصحافة في روايات مثيرة وحصولها على معلومات من مصادر متحامِلة،‏ نشرت بعض الامور البغيضة عن شهود يهوه.‏ فبذلنا الجهد لتحسين الوضع.‏

اراد الاخ نور التأكد انّ لدينا جميعا عملا كثيرا نقوم به،‏ ولذلك حصلت على تعيينات اخرى ايضا.‏ واستلزم بعض هذه التعيينات المهارات التي طوّرتها كمصمّم اعلانات.‏ وشملت تعيينات اخرى محطة جمعية برج المراقبة الاذاعية الخاصة.‏ وايضا كان هنالك عمل يتعلق بالافلام التي تنتجها الجمعية.‏ كان التاريخ الثيوقراطي بالطبع جزءا من مقرَّر جلعاد،‏ ولكن الآن بوشر بمشاريع شتّى بقصد إطلاع المزيد من شعب يهوه على تفاصيل من تاريخ التنظيم الثيوقراطي العصري وجعله متوفِّرا للعموم ايضا.‏ وكان وجه آخر لتدريب جلعاد يشمل الخطابة العامة،‏ ولزم القيام بعمل لجعل عدد اكبر من اسس الخطابة العامة متوفِّرا للاخوة في الجماعات.‏ وهكذا كان هنالك عمل كثير للقيام به.‏

جلعاد على اساس قانوني

انتقلت مدرسة جلعاد سنة ١٩٦١ الى بروكلين حيث توجد المكاتب الرئيسية لجمعية برج المراقبة،‏ وذلك من اجل التدريب الذي كان سيجري عما قريب للنظار الجائلين وهيئة المستخدمين في الفرع.‏ وهأنذا في غرفة الصف مجددا ولكن هذه المرة لا كمعلِّم بديل بل كعضو دائم في هيئة التدريس.‏ فيا له من امتياز!‏ اني مقتنع جدا بأن مدرسة جلعاد هي هبة من يهوه،‏ هبة أفادت كامل هيئته المنظورة.‏

وفي بروكلين،‏ اتاحت صفوف جلعاد فرصا لم تكن تسنح لتلاميذ الصفوف السابقة.‏ فكان هنالك عدد اكبر من المحاضِرين الزائرين ومعاشرة لصيقة للهيئة الحاكمة ورفقة واسعة مع عائلة بيت ايل في المركز الرئيسي.‏ وكان بالامكان ايضا ان ينال التلاميذ تدريبا على الاجراءات المتبعة في المكاتب،‏ الاعمال التي تجري في بيت ايل،‏ ونواح مختلفة من عمل المصنع.‏

اختلف عدد التلاميذ مع مرور السنوات،‏ وكذلك عدد المعلِّمين.‏ وتغيَّر مكان المدرسة مرات عديدة ايضا.‏ فهي تقع الآن في محيط رائع في پاترسن،‏ نيويورك.‏

العمل مع التلاميذ

كان من دواعي فرحي ان اعلِّم هذه الصفوف!‏ فهنا يوجد احداث غير مهتمين بفعل امور النظام القديم.‏ فيتركون وراءهم عائلتهم،‏ اصدقاءهم،‏ بيتهم،‏ وأشخاصا يتكلمون لغتهم.‏ والمناخ،‏ الطعام،‏ وكل شيء سيكون مختلفا.‏ حتى انهم لا يعرفون الى ايّ بلد سيذهبون،‏ لكنّ هدفهم هو ان يكونوا مرسلين.‏ وليس عليكم ان تدفعوهم الى العمل.‏

عندما كنت ادخل غرفة الصف،‏ كان هدفي دائما ان اجعل التلاميذ يشعرون بالارتياح.‏ فلا احد يجيد التعلّم اذا كان متوترا وقلقا.‏ صحيح اني كنت المعلِّم،‏ لكنني اعرف ماذا يعني ان يكون الشخص تلميذا.‏ فقد جلست ذات مرة على تلك المقاعد.‏ وطبعا،‏ كانوا يدرسون باجتهاد ويتعلمون الكثير في جلعاد،‏ لكنني اردت ايضا ان يستمتعوا بوقتهم.‏

كنت اعلم انّ امورا معينة كانت تلزمهم لينجحوا عند ذهابهم الى تعييناتهم.‏ فكانوا يحتاجون الى ايمان قوي.‏ وكانوا يحتاجون الى الاتِّضاع،‏ لا بل الى الكثير من الاتِّضاع.‏ وكانوا يحتاجون الى تعلّم ان يكونوا على وفاق مع الآخرين،‏ ان يقبلوا الاوضاع التي تنشأ،‏ وأن يسامحوا بلا حدود.‏ كانوا يحتاجون ان يستمروا في تنمية ثمر الروح.‏ وكانوا يحتاجون ايضا ان يحبوا الناس وأن يحبوا العمل الذي أُرسِلوا للقيام به.‏ هذه هي الامور التي حاولت باستمرار ان اشدِّد عليها للتلاميذ فيما كانوا في جلعاد.‏

لا اعرف في الواقع عدد التلاميذ الذين علَّمتهم.‏ لكني ادرك مشاعري حيالهم.‏ فبعد قضاء خمسة اشهر معهم في غرفة الصف،‏ لم استطع ان أُمسك نفسي عن التعلق بهم.‏ وعندما كنت اشاهدهم يوم التخرُّج وهم يمشون على المنبر ويتسلمون الشهادات،‏ كنت اعلم انهم قد اكملوا المقرَّر بنجاح وأنهم سيغادرون قريبا.‏ فكان كما لو انّ اعضاء من عائلتي يفارقونني.‏ وكيف يمكن ان لا تحبّ اشخاصا راغبين في بذل انفسهم والقيام بالعمل الذي كان هؤلاء الاحداث سيقومون به؟‏

وعندما يعودون للزيارة بعد سنوات،‏ اسمعهم يتحدثون عن الافراح التي يختبرونها في الخدمة وأدرك انهم ما زالوا في تعييناتهم وأنهم يقومون بما تدرّبوا على فعله.‏ فكيف كنت اشعر؟‏ صدِّقوني،‏ انه شعور رائع!‏

التّطلُّع الى المستقبل

بات نظري ضعيفا،‏ وأعاني التثبط الذي ينتج عن ذلك.‏ فلم اعد استطيع ان اعلّم في جلعاد.‏ وكان هذا تعديلا صعبا في بادئ الامر.‏ لكنني تعلمت خلال حياتي ان اقبَل مختلف الاوضاع وأتغلّب على مصاعبها.‏ وغالبا ما افكر في الرسول بولس و ‹الشوكة في الجسد› التي كانت عنده.‏ لقد صلّى بولس ثلاث مرات ان يرتاح من هذه المعاناة،‏ لكنّ الرب قال له:‏ «تكفيك نعمتي؛‏ فإن قدرتي تُكمَل في الضعف».‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٧-‏١٠‏)‏ استمر بولس في تحمُّل وضعه.‏ وبما انه استطاع ذلك،‏ يجب ان احاول انا ايضا.‏ ورغم انني لم اعد ادرِّس في الصف،‏ انا شاكر على اني ما زلت استطيع رؤية التلاميذ يأتون ويذهبون كل يوم.‏ ويمكنني احيانا التحدث الى التلاميذ،‏ فيفرح قلبي عندما افكر في الروح الطيبة التي يظهرونها.‏

انّ التأمل في ما يخبئه المستقبل هو امر رائع.‏ فالاساس يجري وضعه الآن.‏ وتساهم جلعاد في ذلك بشكل بارز.‏ وعندما تنفتح الادراج المشار اليها في كشف ٢٠:‏١٢ بعد الضيق العظيم،‏ سيكون هنالك ايضا الف سنة من التعليم المكثّف في طرق يهوه.‏ (‏اشعياء ١١:‏٩‏)‏ ولن تكون هذه نهاية المطاف.‏ انها في الواقع البداية فقط.‏ فطوال الابدية سوف يكون هنالك المزيد لتعلُّمه عن يهوه والمزيد لنقوم به فيما نرى مقاصده تنكشف.‏ وأثق تمام الثقة بأن يهوه سيَفي بجميع الوعود العظيمة التي قطعها،‏ وأرغب ان اكون هناك للاشتراك في قبول توجيهات يهوه لنا آنذاك.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

تخرُّج احد صفوف جلعاد سنة ١٩٥٣ في يانكي ستاديوم في نيويورك

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

‏(‏من اليسار)‏ جرترود،‏ انا،‏ كاثرين،‏ ورصل

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

اثناء العمل مع ن.‏ ه‍.‏ نور (‏الى اقصى اليسار)‏ و م.‏ ج.‏ هنشل في تنظيم المحفل

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

في استديو البثّ في محطة جمعية برج المراقبة الاذاعية الخاصة

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

في غرفة صف جلعاد

‏[الصورة في الصفحة ٣١]‏

انا وآن منذ فترة غير طويلة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة