مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٩ ١٥/‏١٠ ص ١٢-‏١٧
  • اغفروا من قلبكم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • اغفروا من قلبكم
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • حاجتنا الى الغفران —‏ ونيلنا اياه
  • يلزم ان نبذل جهدنا لنكون غفورين
  • اسعوا الى المصالحة —‏ اغفروا
  • ‏‹استمروا في مسامحة بعضكم بعضا بسخاء›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • ‏«استمروا .‏ .‏ .‏ مسامحين بعضكم بعضا»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
  • لماذا يجب ان تسامحوا؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • هل تغفرون كما يغفر يهوه؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
ب٩٩ ١٥/‏١٠ ص ١٢-‏١٧

اغفروا من قلبكم

‏«فهكذا يعاملكم ايضا ابي السماوي إنْ لم تغفروا من قلوبكم كل واحد لأخيه».‏ —‏ متى ١٨:‏٣٥‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ كيف اظهرت خاطئة مشهورة تقديرها ليسوع؟‏ (‏ب)‏ اية نقطة بيَّنها يسوع في اجابته؟‏

كانت على الارجح بغيًّا،‏ ولم يكن وجودها متوقعا في بيت شخص متديِّن.‏ وقد فوجئ البعض برؤيتها هناك،‏ غير ان ما فعلته كان مفاجئا اكثر.‏ فقد اقتربت من رجل صاحب اسمى آداب وأعربت عن تقديرها لأعماله،‏ اذ غسلت قدميه بدموعها ونشَّفتهما بشعرها.‏

٢ وهذا الرجل،‏ يسوع،‏ لم ينفر من هذه المرأة ‹المعروف في المدينة انها خاطئة›.‏ لكنَّ سمعان الفريسي،‏ الذي جرت هذه الحادثة في بيته،‏ قلق حيال كونها خاطئة.‏ في الاجابة عن ذلك،‏ اخبر يسوع قصة عن رجلين مديونَين لمُقرِض،‏ احدهما مديون بمبلغ كبير —‏ نحو اجر عامل لمدة سنتَين —‏ والآخر مديون بعُشر هذا المبلغ،‏ اقل من اجر ثلاثة اشهر.‏ وعندما لم يتمكن ايٌّ منهما من ايفاء الدَّين،‏ «سامحهما [المُقرِض] كليهما».‏ من الواضح ان الشخص المسامَح اكثر لديه سبب اعظم ليتجاوب بمحبة.‏ وبعد ربط هذه القصة بعمل المرأة اللطيف،‏ اضاف يسوع ليعطي المبدأ:‏ «أما الذي يُغفَر له قليل،‏ فيحب قليلا».‏ ثم قال لها:‏ «مغفورة خطاياك».‏ —‏ لوقا ٧:‏٣٦-‏٤٨‏.‏

٣ ماذا يلزم ان نتأمل فيه بشأن انفسنا؟‏

٣ اسألوا نفسكم:‏ ‹لو كنت انا تلك المرأة او لو كنت في وضع مماثل وأُظهرت لي الرحمة،‏ فهل كنت سأصير عديم التسامح بشدة مع الآخرين؟‏›.‏ قد تجيبون:‏ ‹هذا غير ممكن اطلاقا!‏›.‏ ولكن هل تعتقدون حقا انكم بطبعكم متسامحون؟‏ هل هذا هو ميلكم الطبيعي؟‏ هل غالبا ما تسامحون بسرعة،‏ وهل يصفكم الآخرون انكم متسامحون؟‏ لنرَ لماذا ينبغي ان نولي هذا الامر انتباها صادقا نفحص فيه انفسنا.‏

حاجتنا الى الغفران —‏ ونيلنا اياه

٤ ايّ واقع عن انفسنا ينبغي ان نعترف به؟‏

٤ كما تدركون جيدا،‏ انتم ناقصون.‏ حتى انكم تعترفون بذلك اذا سئلتم،‏ ربما متذكرين الكلمات الموجودة في ١ يوحنا ١:‏٨‏:‏ «إنْ قلنا:‏ ‹ليس لنا خطية›،‏ فإننا نضل انفسنا وليس الحق فينا».‏ (‏روما ٣:‏٢٣؛‏ ٥:‏١٢‏)‏ وربما ظهرت الخطية في حالة البعض بواسطة خطايا جسيمة فظيعة.‏ ولكن حتى لو لم تكونوا مذنبين بخطايا عمدية كهذه،‏ أفلم تكن هنالك حتما مرات وطرائق عديدة لم تبلغوا فيها مقاييس اللّٰه،‏ وبمعنى آخر ارتكبتم خطية؟‏

٥ علامَ ينبغي ان نكون شاكرين للّٰه؟‏

٥ فحالتكم يمكن ان ينطبق عليها وصف الرسول بولس:‏ «مع انكم .‏ .‏ .‏ كنتم امواتا في زلاتكم وفي غَلَف جسدكم،‏ احياكم اللّٰه جميعا معه [المسيح].‏ صفح لنا عن جميع زلاتنا».‏ (‏كولوسي ٢:‏١٣؛‏ افسس ٢:‏١-‏٣‏)‏ لاحظوا العبارة:‏ «صفح لنا عن جميع زلاتنا».‏ ويشمل ذلك الكثير.‏ فلدى كلٍّ منا سبب وجيه ليلتمس كما التمس داود:‏ «من اجل اسمك يا رب اغفر اثمي لأنه عظيم».‏ (‏امالة الحروف لنا)‏ —‏ مزمور ٢٥:‏١١‏.‏

٦ ماذا يمكننا ان نتأكد منه في ما يتعلق بيهوه وغفرانه؟‏

٦ وكيف يمكن لكم —‏ او لأيٍّ منا —‏ ان ينال الغفران؟‏ احد المساعدات هو ان الغفران من طبع يهوه اللّٰه.‏ انه صفة مميِّزة لشخصيته.‏ (‏خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧؛‏ مزمور ٨٦:‏٥‏)‏ من الطبيعي ان يتوقع اللّٰه ان نلتفت اليه في الصلاة ونطلب منه ان يسامحنا،‏ ان يغفر لنا.‏ (‏٢ أخبار الايام ٦:‏٢١؛‏ مزمور ١٠٣:‏٣،‏ ١٠،‏ ١٤‏)‏ وقد هيأ اساسا شرعيا لمنح هذا الغفران —‏ ذبيحة يسوع الفدائية.‏ —‏ روما ٣:‏٢٤؛‏ ١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٩،‏ ١٤‏.‏

٧ كيف ينبغي ان تقتدوا بيهوه؟‏

٧ ان كون اللّٰه مستعدا للغفران ينبغي ان يرسم لكم مثالا كيف يجب ان تعاملوا الآخرين.‏ وقد ركَّز بولس على ذلك عندما كتب:‏ «كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض،‏ ذوي حنان،‏ مسامحين بعضكم بعضا كما سامحكم اللّٰه ايضا بالمسيح».‏ (‏افسس ٤:‏٣٢‏)‏ ولا شك ان النقطة التي ذكرها بولس تشمل التعلم من مثال اللّٰه،‏ لأن العدد التالي يقول:‏ «كونوا اذًا مقتدين باللّٰه كأولاد احباء».‏ (‏افسس ٥:‏١‏)‏ هل ترون الرابط؟‏ ان يهوه اللّٰه غفر لكم،‏ لذلك —‏ كما يحاجّ بولس منطقيا —‏ يلزم ان تقتدوا به وتكونوا «ذوي حنان،‏ مسامحين» الآخرين.‏ ولكن اسألوا نفسكم:‏ ‹هل هذا ما افعله انا؟‏ اذا لم تكن هذه طبيعتي،‏ فهل اسعى جهدي في هذا المجال،‏ مجاهدا للاقتداء بغفران اللّٰه؟‏

يلزم ان نبذل جهدنا لنكون غفورين

٨ ماذا ينبغي ان ندركه عن الاشخاص الذين تتألف منهم جماعتنا؟‏

٨ من المثالي ان نعتقد انه لا تنشأ في الجماعة المسيحية إلا حالات قليلة تتطلب ممارسة صفة الغفران الالهية.‏ لكن العكس صحيح.‏ ان اخوتنا وأخواتنا المسيحيين يجاهدون ليقتدوا بمحبة يسوع.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٥؛‏ ١٥:‏١٢،‏ ١٣؛‏ غلاطية ٦:‏٢‏)‏ فقد بذلوا جهدهم لوقت طويل،‏ ولا يزالون،‏ ليهجروا طرق التفكير،‏ التكلم،‏ والتصرف التي تميِّز هذا العالم الشرير.‏ فهم يريدون حقا ان يعربوا عن الشخصية الجديدة.‏ (‏كولوسي ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ولكن لا يمكننا تجاهل الواقع ان الجماعة العالمية،‏ وكل جماعة محلية،‏ مؤلفة من بشر ناقصين.‏ وبشكل عام،‏ لا شك في انهم افضل مما كانوا قبلا،‏ ولكنهم لا يزالون ناقصين.‏

٩،‏ ١٠ لماذا لا ينبغي ان نفاجأ اذا نشأت المشاكل بين الاخوة؟‏

٩ لقد تعمَّد اللّٰه اخبارنا في الكتاب المقدس ان نتوقع النقص في الجماعة،‏ بين اخوتنا وأخواتنا.‏ مثلا،‏ تأملوا في كلمات بولس المسجلة في كولوسي ٣:‏١٣‏:‏ «استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إنْ كان لأحد سبب للتشكي من آخر.‏ كما سامحكم يهوه،‏ هكذا افعلوا انتم ايضا».‏

١٠ من الجدير بالملاحظة ان الكتاب المقدس يذكِّرنا هنا بالصلة بين غفران اللّٰه لنا وبين التزامنا وضرورة ان نغفر للآخرين.‏ ولماذا ذلك صعب؟‏ لأن بولس اعترف انه يمكن ان يكون «لأحد سبب للتشكي من آخر».‏ فقد ادرك انه ستكون هنالك اسباب كهذه.‏ فلا بد انها وُجدت في القرن الاول،‏ حتى بين «القديسين» المسيحيين،‏ الذين كان لديهم ‹رجاء محفوظ لهم في السموات›.‏ (‏كولوسي ١:‏٢،‏ ٥‏)‏ فهل يمكننا ان نتخيل ان الحالة ستكون اليوم مختلفة عندما لا يكون لدى معظم المسيحيين الحقيقيين شهادة الروح انهم ‹مختارون للّٰه،‏ قدوسون ومحبوبون›؟‏ (‏كولوسي ٣:‏١٢‏)‏ لذلك لا ينبغي ان نستنتج ان هنالك امرا خاطئا اذا كانت هنالك في جماعتنا اسباب للتشكي —‏ مشاعر مجروحة بسبب اخطاء حقيقية او مفترَضة.‏

١١ إلامَ نبَّهنا التلميذ يعقوب؟‏

١١ تُظهِر ايضا كلمات يعقوب،‏ اخي يسوع من امه،‏ اننا يجب ان نتوقع على الاقل في بعض الاحيان مواجهة حالات تستدعي الغفران لإخوتنا.‏ قال:‏ «مَن هو حكيم وفهيم بينكم؟‏ فليُرِ اعماله الناجمة عن حسن سلوكه بوداعة الحكمة.‏ أما اذا كان في قلوبكم غيرة مرّة ونزعة الى الخصام،‏ فلا تتبجحوا وتكذبوا على الحق».‏ (‏يعقوب ٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ «غيرة مرّة ونزعة الى الخصام» في قلوب المسيحيين الحقيقيين؟‏!‏ نعم،‏ تُظهِر كلمات يعقوب بوضوح ان هذه قد نشأت في جماعة القرن الاول وستنشأ في ايامنا.‏

١٢ اية مشكلة نشأت في جماعة فيلبي القديمة؟‏

١٢ ان مثالا حيًّا لذلك شمل امرأتين مسيحيتين ممسوحتين كانت لديهما سمعة حسنة في بذل انفسهما جنبا الى جنب مع بولس.‏ وقد تتذكرون انكم قرأتم عن إفودية وسِنتيخي من جماعة فيلبي.‏ ورغم ان قضيتهما ليست مشروحة بالتفصيل،‏ تُظهِر فيلبي ٤:‏٢،‏ ٣ انه كانت هنالك مشكلة بينهما.‏ وهل بدأت بملاحظة فظة قيلت دون تفكير،‏ اهانة مقصودة لقريب ما،‏ او دليل ما على غيرة تنافسية؟‏ مهما كانت طبيعة هذه المشكلة،‏ فقد صارت خطيرة جدا حتى انها بلغت مسامع بولس عندما كان بعيدا في روما.‏ فربما انقطع الاتصال بين الاختين في الروح،‏ مؤديا الى تجنب واحدتهما الاخرى في الاجتماعات او تقديم ملاحظات قاسية عن بعضهما امام اصدقائهما.‏

١٣ اية طريقة نجحت في حالة إفودية وسِنتيخي،‏ مما يزوِّدنا بأيّ درس؟‏

١٣ هل تبدو هذه الامور مألوفة لكم،‏ هل تشبه ما حصل بين البعض في جماعتكم او معكم انتم؟‏ حتى ان مشكلة من هذا النوع قد تكون حاصلة الآن الى حدّ ما.‏ فماذا يمكننا فعله؟‏ قديما،‏ حثّ بولس هاتين الاختين المنتذرتين «ان يكون لهما الفكر نفسه في الرب».‏ ولربما وافقتا ان تناقشا المسألة لتصفية الاجواء،‏ للتعبير عن الاستعداد المتبادل للغفران،‏ ثم للاقتداء فعليا بموقف يهوه الغفور.‏ وما من سبب للاعتقاد ان إفودية وسِنتيخي لم تنجحا،‏ ونحن ايضا يمكننا ان ننجح.‏ فموقف الغفران هذا يمكن ان يطبَّق اليوم بنجاح.‏

اسعوا الى المصالحة —‏ اغفروا

١٤ لماذا غالبا ما يكون ممكنا وبالتالي افضل مجرد غضّ الطرف عن الخلاف الشخصي؟‏

١٤ ماذا يلزم حقا للغفران عندما تكونون في مشكلة مع مسيحي آخر؟‏ في الواقع،‏ ما من طريقة بسيطة واحدة،‏ لكنَّ الكتاب المقدس يقدِّم امثلة مساعدة ونصيحة واقعية.‏ فالنصيحة المهمة،‏ رغم انها ليست سهلة القبول والتطبيق،‏ هي بكل بساطة:‏ انسوا المسألة،‏ غضّوا الطرف عنها.‏ عندما تنشأ المشكلة،‏ كما حدث لإفودية وسِنتيخي،‏ يشعر كل طرف ان الطرف الآخر هو المخطئ او المذنب الرئيسي.‏ ففي هذه الحال،‏ تعتقدون ان المسيحي الآخر هو الملوم بشكل رئيسي او انه مسبِّب الاذى الاكبر.‏ ولكن هل يمكنكم ببساطة ان تطووا صفحة الماضي بالغفران؟‏ ويجب ان تدركوا انه اذا كان المسيحي الآخر المذنب الرئيسي او الوحيد،‏ هذا اذا كان كذلك،‏ يجب ان تكونوا اول مَن يغضّ الطرف عن الاساءة بغفرانها واعتبارها منتهية.‏

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ كيف وصف ميخا يهوه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني ان اللّٰه «يتخطى الذنب»؟‏

١٥ فلا يغِبْ عن بالنا مثال اللّٰه في الغفران.‏ (‏افسس ٤:‏٣٢–‏٥:‏١‏)‏ كتب النبي ميخا عن مثاله في غضّ الطرف عن الاخطاء:‏ «مَن هو اله مثلك غافر الاثم وصافح عن [«ويتخطى»،‏ ع‌ج‏] الذنب لبقية ميراثه.‏ لا يحفظ الى الابد غضبه فإنه يسر بالرأفة».‏ —‏ ميخا ٧:‏١٨‏.‏

١٦ وبوصف يهوه انه «يتخطى الذنب»،‏ لا يعني الكتاب المقدس انه غير قادر على تذكر الاخطاء،‏ وكأنه مُصاب بنوع من فقدان الذاكرة الاختياري.‏ تأملوا في حالتَي شمشون وداود اللذين اقترفا كلاهما اخطاء خطيرة.‏ فقد كان بإمكان اللّٰه ان يتذكر هذه الاخطاء بعد وقت طويل،‏ فحتى نحن نعرف عن بعض خطاياهما لأن يهوه جعلها تُسجَّل في الكتاب المقدس.‏ ومع ذلك،‏ اظهر الهنا الغفور الرحمة لهذين الاثنين،‏ جاعلا منهما مثالَين في الايمان للاقتداء بهما.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٣٢؛‏ ١٢:‏١‏.‏

١٧ (‏أ)‏ ايّ اقتراب يمكن ان يساعدنا على تخطي اخطاء او اساءات الآخرين؟‏ (‏ب)‏ كيف نكون مقتدين بيهوه اذا بذلنا جهدنا لنفعل ذلك؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

١٧ نعم،‏ استطاع يهوه ان «يتخطى»‏a الذنوب،‏ حتى عندما كان داود يطلب منه ذلك تكرارا.‏ (‏٢ صموئيل ١٢:‏١٣؛‏ ٢٤:‏١٠‏)‏ فهل يمكننا الاقتداء باللّٰه في هذا المجال،‏ اذ نكون على استعداد لتخطي اهانات او اساءات يرتكبها رفقاؤنا الخدام لأنهم بشر ناقصون؟‏ تخيَّلوا انكم في طائرة نفاثة وهي تُقلع.‏ اذ تنظرون الى الخارج،‏ ترون قرب المدرج واحدة من معارفكم تمدّ لسانها بشكل صبياني غير مهذب.‏ انتم تعرفون انها منزعجة وربما تقصدكم انتم او انها لا تفكر فيكم اطلاقا.‏ على اية حال،‏ فيما تحلِّق الطائرة عاليا،‏ تتخطون المرأة،‏ التي تبدو الآن مجرد نقطة.‏ بعد ساعة،‏ انتم على بعد مئات الاميال،‏ وإساءتها هي بعيدة عنكم جدا.‏ وكذلك،‏ فإن محاولة التمثل بيهوه وتخطي الاساءة ستساعدنا احيانا كثيرة على الغفران.‏ (‏امثال ١٩:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ أفلا تبدو الاهانة بالغة الصغر بعد عشر سنوات او بعد ٢٠٠ سنة في الحكم الالفي؟‏ فلمَ لا تغضّون الطرف عنها؟‏

١٨ اية نصيحة يمكن ان نطبِّقها اذا لم نستطع نسيان اساءة ما؟‏

١٨ ولكن في حالات نادرة،‏ ربما تكونون قد صليتم بشأن المسألة وحاولتم ان تغفروا،‏ ولكنكم تشعرون بأنكم لا تستطيعون ذلك.‏ فماذا عندئذ؟‏ حثّ يسوع على الذهاب الى الطرف الآخر ومحاولة حل الخلاف على انفراد معه لتحقيق المصالحة.‏ «فإذا كنت تُحضِر قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لأخيك شيئا عليك،‏ فاترك قربانك هناك امام المذبح واذهب؛‏ صالح اخاك اولا،‏ وحينئذ ارجع وقدم قربانك».‏ —‏ متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

١٩ ايّ موقف ينبغي ان يكون لدينا وأيّ موقف ينبغي ان نتجنبه اذ نسعى الى مصالحة اخينا؟‏

١٩ على نحو ذي مغزى،‏ لم يقل يسوع ان تذهبوا الى اخيكم لإقناعه ان الحق معكم وأنه المخطئ.‏ ربما يكون مخطئا،‏ ولكن من المرجح ان يكون الخطأ صادرا من الطرفين.‏ على اية حال،‏ لا ينبغي ان يكون الهدف اجبار الطرف الآخر على الاستسلام،‏ او الاذعان.‏ فإذا كانت هذه هي طريقتكم في المناقشة،‏ فالفشل محتّم على الارجح.‏ ولا ينبغي ايضا ان يكون الهدف مراجعة كل تفصيل للاساءة الحقيقية او الخيالية.‏ وعندما تكشف المناقشة الهادئة بروح المحبة المسيحية عن سوء فهم مؤسف في صلب المشكلة،‏ يمكنكما كليكما ان تحاولا توضيح الامور.‏ ولكن حتى لو لم تؤدِّ المناقشة الى اتفاق تام،‏ فهل هذا ضروري؟‏ أليس من الافضل ان توافق انت على الاقل انكما كليكما ترغبان بإخلاص في خدمة الهنا الغفور؟‏ فعندما تواجهون هذه الحقيقة،‏ قد يكون اسهل على كلٍّ منكما ان يقول من قلبه:‏ «انا متأسف لأن نقصنا ولَّد هذا الخلاف.‏ من فضلك،‏ دعنا ننساه».‏

٢٠ ماذا يمكن ان نتعلم من مثال الرسل؟‏

٢٠ تذكروا ان الرسل كانت لديهم ايضا خلافات،‏ كما عندما طمح بعضهم الى مجد اعظم.‏ (‏مرقس ١٠:‏٣٥-‏٣٩؛‏ لوقا ٩:‏٤٦؛‏ ٢٢:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ وهذا ما سبَّب التوتر،‏ وربما مشاعر مجروحة،‏ او حتى اساءة كبيرة.‏ ولكنهم تمكنوا من تخطي هذه الخلافات والاستمرار في العمل معا.‏ كتب احدهم لاحقا:‏ «مَن اراد ان يحب الحياة ويرى اياما صالحة،‏ فليردع لسانه عما هو رديء وشفتيه عن التكلم بالخداع،‏ وليُعرِض عما هو رديء ويفعل الصلاح؛‏ ليطلب السلام ويسعَ في اثره».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

٢١ اية نصيحة عميقة المغزى قدَّمها يسوع عن الغفران؟‏

٢١ ذكرنا آنفا مرحلة واحدة فقط من دورة:‏ غفر اللّٰه خطايا كثيرة اقترفناها في الماضي،‏ لذلك ينبغي ان نقتدي به ونغفر لإخوتنا.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٢؛‏ اشعياء ٤٣:‏٢٥‏)‏ ولكن هنالك مرحلة اخرى في هذه الدورة.‏ فبعد تزويد الصلاة النموذجية،‏ قال يسوع:‏ «إنْ غفرتم للناس زلاتهم،‏ يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي».‏ بعد اكثر من سنة،‏ اعاد ذكر النقطة نفسها معلِّما تلاميذه ان يصلّوا:‏ «اغفر لنا خطايانا،‏ لأننا نحن ايضا نغفر لكل من هو مديون لنا».‏ (‏متى ٦:‏١٢،‏ ١٤؛‏ لوقا ١١:‏٤‏)‏ ثم قبل موته بمجرد ايام،‏ قال:‏ «متى وقفتم تصلّون،‏ فاغفروا مهما كان لكم على احد؛‏ لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السموات زلاتكم».‏ —‏ مرقس ١١:‏٢٥‏.‏

٢٢،‏ ٢٣ كيف يمكن ان يؤثر كوننا على استعداد للغفران في مستقبلنا؟‏

٢٢ نعم،‏ ان آمالنا بالاستمرار في نيل غفران اللّٰه تعتمد الى حدّ كبير على كوننا مستعدين للغفران لإخوتنا.‏ فعندما تنشأ مشكلة شخصية بين المسيحيين،‏ اسألوا نفسكم:‏ ‹أليس نيل غفران اللّٰه اهم بكثير من الاثبات ان اخا او اختا على خطإ في قضية اهانة ثانوية،‏ او اساءة تافهة،‏ او ايّ شيء يسبِّبه النقص البشري؟‏›.‏ لا شك انكم تعرفون الجواب.‏

٢٣ ولكن ماذا لو كانت القضية اخطر من مجرد اساءة او مشكلة شخصية ثانوية؟‏ ومتى تنطبق مشورة يسوع المسجلة في متى ١٨:‏١٥-‏١٨‏؟‏ سنعالج لاحقا هذين السؤالين.‏

‏[الحاشية]‏

a يقول احد العلماء ان المجاز العبراني المستعمل في ميخا ٧:‏١٨ «مستوحى من تصرف المسافر الذي يمرّ دون ان يلاحظ شيئا لا يرغب ان يوليه انتباهه.‏ والفكرة التي ينقلها هذا المجاز ليست ان اللّٰه لا ينتبه لأخطائنا او انه يعتبرها عديمة الاهمية،‏ بل انه لا يلاحظ كلًّا منها على حدة بهدف المعاقبة؛‏ فهو لا يعاقب بل يسامح».‏ —‏ قضاة ٣:‏٢٦؛‏ ١ صموئيل ١٦:‏٨‏.‏

هل تذكرون؟‏

◻ كيف يرسم يهوه لنا مثالا لنتبعه في ما يتعلق بالغفران؟‏

◻ ماذا يجب ان نتذكر بشأن افراد الجماعة؟‏

◻ في معظم الحالات،‏ ماذا ينبغي ان نتمكن من فعله بشأن الاهانات او الاساءات؟‏

◻ ماذا يمكن ان نفعل عند اللزوم لمصالحة اخينا؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

عندما ينشأ خلاف مع احد المسيحيين،‏ حاولوا ان تغضّوا الطرف عنه؛‏ فبمرور الوقت ستصير المسألة عديمة الاهمية

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة