مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٠ ١/‏٧ ص ٢٢-‏٢٧
  • حمَلَ النور الى امم كثيرة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حمَلَ النور الى امم كثيرة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • السنوات الباكرة
  • الخدمة في الحقول الاجنبية
  • المحطة التالية:‏ اوروپا
  • الكرازة في الاتحاد السوڤياتي
  • الزواج والذهاب في جولة ثانية
  • حياة عائلية قصيرة
  • الجزء ٢ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • أَعلنوا الملك والملكوت!‏ (‏١٩١٩-‏١٩٤١)‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • مثال والدي في الامانة
    استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • الجزء ١ —‏ شهود الی اقصی الارض
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
ب٠٠ ١/‏٧ ص ٢٢-‏٢٧

قصة حياة

حمَلَ النور الى امم كثيرة

قصة جورج يونڠ كما روتها رُوث يونڠ نيكولسن

‏«لمَ هذا الصمت في منابرنا اذًا؟‏ .‏ .‏ .‏ ايّ نوع من الناس نكون اذا لزمنا الصمت بعدما اثبتنا صحة الامور التي أكتبها؟‏ لا نُبقِ الناس في جهل،‏ بل لنعلن الحق دون تبريرات او تستر».‏

كانت هذه الكلمات جزءا من رسالة من ٣٣ صفحة كتبها ابي طالبا فيها شطب اسمه من سجلات الكنيسة.‏ حصل ذلك سنة ١٩١٣.‏ ومن ذلك الحين فصاعدا صارت حياته حافلة بالاحداث التي جعلته حاملا للنور الى امم كثيرة.‏ (‏فيلبي ٢:‏١٥‏)‏ منذ كنت فتاة صغيرة،‏ اهتممت بجمع المعلومات عن اختبارات ابي من الاقارب ومن المراجع التاريخية،‏ وقد ساعدني الاصدقاء على تكوين صورة متكاملة عن حياته.‏ تذكِّرني حياة ابي كثيرا بحياة الرسول بولس.‏ فكهذا ‹الرسول للامم›،‏ لم يتردد ابي البتة في السفر لإعلان رسالة يهوه لسكان كل بلد وجزيرة.‏ (‏روما ١١:‏١٣؛‏ مزمور ١٠٧:‏١-‏٣‏)‏ لذلك اسمحوا لي بأن اخبركم عن ابي،‏ جورج يونڠ.‏

السنوات الباكرة

كان ابي اصغر ابناء جون ومارڠريت يونڠ،‏ مشيخيان اسكتلنديان.‏ وقد وُلد في ٨ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٨٨٦،‏ بُعيد انتقال العائلة من أدنبره في اسكتلندا لتعيش في كولومبيا البريطانية في غربي كندا.‏ كان اشقاؤه الثلاثة الاكبر سنا —‏ ألكسندر وجون ومالكوم —‏ قد وُلدوا في اسكتلندا قبل هذا الانتقال ببضع سنين.‏ أما ماريون،‏ شقيقتهم الصغرى التي كانوا يدعونها بتحبب نيلي،‏ فكانت تصغر ابي بسنتين.‏

ترعرع الاولاد في مزرعة في بلدة سانيتش التي لا تبعد كثيرا عن مدينة ڤيكتوريا في كولومبيا البريطانية،‏ وكانوا يقضون اوقاتا ممتعة هناك.‏ وقد تعلموا في نفس الوقت ان يتحملوا المسؤولية.‏ لذلك عندما كان والداهم يعودان الى البيت بعد زيارة لمدينة ڤيكتوريا،‏ كانا يجدان ان اعمال المزرعة أُنجزت وأن البيت مرتَّب.‏

على مرِّ الوقت،‏ اصبح ابي وأشقاؤه يهتمون بالتعدين وبتجارة الاخشاب.‏ وذاع صيت الاخوة يونڠ كمخمِّنين لخشب الاراضي (‏اشخاص يعاينون الارض ليقدِّروا مردود اشجارها من الخشب)‏ وكتجار في الخشب.‏ وكان ابي يهتم بالمعاملات المالية.‏

في النهاية،‏ بسبب ميل ابي الى الامور الروحية،‏ قرر ان يصير خادما مشيخيا.‏ ولكن،‏ نحو ذلك الوقت،‏ اثَّرت في حياته كثيرا مواعظ تشارلز تاز رصل،‏ الرئيس الاول لجمعية برج مراقبة زيون للكراريس،‏ التي كانت تظهر في الصحف.‏ وما تعلّمه ابي دفعه الى كتابة وإرسال رسالة الانسحاب من الكنيسة،‏ كما هي مذكورة في المقدمة.‏

كان ابي واضحا حين استخدم آيات الكتاب المقدس بلباقة ليدحض تعاليم الكنيسة بشأن خلود النفس البشرية وتعذيب اللّٰه لأنفس البشر الى الابد في نار الهاوية.‏ كما شهّر عقيدة الثالوث،‏ مبرهنا انها من اصل غير مسيحي ولا تلاقي ايّ دعم في الاسفار المقدسة.‏ ومن ذلك الحين فصاعدا انهمك في الخدمة المسيحية تمثلا بيسوع المسيح،‏ مستخدما بتواضع كل قدراته وقوته لمجد يهوه.‏

في سنة ١٩١٧،‏ بتوجيه من جمعية برج المراقبة،‏ بدأ ابي يخدم كخطيب جائل،‏ كما كان الممثِّلون الجائلون لشهود يهوه يُدعَون آنذاك.‏ وفي عدد من المدن والبلدات الكندية،‏ ألقى محاضرات وعرض البرنامج المعروف باسم «رواية الخلق المصوَّرة» الذي هو مزيج من فيلم سينمائي وعرض للصور المنزلقة.‏ وكانت الصالات تعجّ بالحضور خلال زيارات ابي.‏ واستمر برنامج زياراته الجائلة يَظهر في برج المراقبة حتى سنة ١٩٢١.‏

اخبرت احدى الصحف في مدينة وينِّيپيغ ان المبشِّر يونڠ خطب امام ٥٠٠‏,٢ شخص،‏ وأن كثيرين لم يستطيعوا الدخول بسبب ازدحام الصالة.‏ وفي أوتاوا قدَّم خطابا حول المحور «الى الهاوية ومنها».‏ وقد روى رجل مسن هناك:‏ «عندما انتهى الخطاب،‏ دعا جورج يونڠ مجموعة من رجال الدين الى المنبر لمناقشة الموضوع معه،‏ لكنَّ احدا منهم لم يتحرك.‏ فأدركتُ حينئذ انني وجدت الحق».‏

كان ابي يحاول القيام بأكبر عدد ممكن من النشاطات الروحية خلال زياراته الجائلة.‏ وبعد كل زيارة كان يسرع ليدرك القطار المتوجه الى المحطة التالية في برنامجه.‏ وعند التنقل بالسيارة،‏ غالبا ما كان يتوجَّه الى تعيينه قبل الفطور بوقت طويل.‏ وبالاضافة الى حماسته،‏ كان مشهورا بتعاطفه ومعروفا بأعماله المسيحية وكرمه.‏

كان احد ابرز المحافل الباكرة الكثيرة التي حضرها ذاك المحفل الذي عُقد في أدمونتون،‏ ألبرتا،‏ سنة ١٩١٨.‏ فقد كان جميع افراد عائلته حاضرين هناك لمشاهدة معمودية نيلي.‏ وكانت ايضا آخر مرة يجتمع فيها الاولاد معا.‏ فبعد سنتين،‏ مات مالكوم من ذات الرئة.‏ وكان لمالكوم،‏ شأنه في ذلك شأن اشقائه الثلاثة وأبيه،‏ رجاء العيش في السماء،‏ وقد بقوا جميعهم امناء للّٰه حتى مماتهم.‏ —‏ فيلبي ٣:‏١٤‏.‏

الخدمة في الحقول الاجنبية

بعدما انهى ابي جولة كرازية في كندا في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٢١،‏ ذهب الى جزر البحر الكاريبي بناء على طلب جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك.‏ وحيثما عرض ابي «رواية الخلق المصوَّرة»،‏ كانت تلاقي نجاحا باهرا.‏ كتب من ترينيداد:‏ «كان المكان مزدحما جدا،‏ لذلك لم يُسمح لكثيرين بالدخول.‏ وفي الليلة الثانية كان البناء يعج بالناس».‏

وفي سنة ١٩٢٣ عُيِّن ابي في البرازيل.‏ وكان هناك يخطب امام اعداد كبيرة من الناس،‏ مستخدما احيانا مترجمين.‏ اخبرت برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٢٣ (‏بالانكليزية)‏:‏ «من ١ حزيران (‏يونيو)‏ الى ٣٠ ايلول (‏سبتمبر)‏،‏ عقد الاخ يونڠ ٢١ اجتماعا عاما بلغ مجموع الحضور فيها ٦٠٠‏,٣ شخص.‏ وعقد ايضا ٤٨ اجتماعا جماعيا بحيث بلغ عدد الحضور ١٠٠‏,١ شخص.‏ ووزع ٠٠٠‏,٥ نسخة من المطبوعات المجانية باللغة الپرتغالية».‏ وكثيرون تجاوبوا باهتمام حين ألقى ابي الخطاب بعنوان:‏ «ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا».‏

عندما دُشِّنت تسهيلات جديدة في البرازيل في ٨ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٧،‏ ذكرت كراسة التدشين:‏ ‏«١٩٢٣:‏ جورج يونڠ يصل الى البرازيل.‏ ينشئ مكتب فرع في وسط ريو دي جانيرو».‏ ومع ان مطبوعات الكتاب المقدس كانت متوفرة بالاسپانية،‏ برزت الحاجة الى مطبوعات بالپرتغالية ايضا،‏ اللغة الرئيسية في البرازيل.‏ وهكذا،‏ في ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٢٣،‏ بدأت برج المراقبة تصدر بالپرتغالية.‏

التقى ابي في البرازيل عدة اشخاص لهم ذكرى طيبة.‏ وأحدهم رجل پرتغالي غني يدعى جاسينتو پيمنتل كابرال،‏ وقد قدم بيته لعقد الاجتماعات فيه.‏ وسرعان ما قبل جاسينتو حق الكتاب المقدس،‏ وصار لاحقا عضوا في عائلة بيت ايل.‏ وهنالك ايضا مانويل دا سيلڤا جوردان،‏ بستاني پرتغالي شاب.‏ فقد سمع من ابي خطابا عاما دفعه الى العودة الى الپرتغال ليخدم كموزع مطبوعات جائل،‏ كما كان الخدام كامل الوقت بين شهود يهوه يُدعَون آنذاك.‏

كان ابي يسافر كثيرا في البرازيل بواسطة القطار،‏ وقد نجح في العثور على اشخاص مهتمين.‏ ففي احدى رحلاته،‏ التقى بوني وكاتارينا ڠرين وأقام عندهما نحو اسبوعين،‏ شارحا لهما الاسفار المقدسة.‏ وبعد ذلك رمز سبعة اعضاء على الاقل من عائلتهما الى انتذارهم ليهوه بمعمودية الماء.‏

كما تعرَّف سنة ١٩٢٣ الى سارة بِلونا فِرغَسُن.‏ كانت سارة قد انتقلت سنة ١٨٦٧،‏ عندما كانت صغيرة،‏ من الولايات المتحدة الى البرازيل برفقة اخيها ايرازموس فولتون سميث وباقي العائلة.‏ وكانت تتسلم بالبريد مجلة برج المراقبة بانتظام من سنة ١٨٩٩.‏ وبسبب زيارة ابي،‏ سنحت الفرصة اخيرا لتعتمد سارة وأولادها الاربعة وامرأة دعاها ابي العمة سالي.‏ وكان ذلك في ١١ آذار (‏مارس)‏ ١٩٢٤.‏

لم يمضِ وقت طويل حتى بدأ ابي يكرز في بلدان اخرى في اميركا الجنوبية.‏ وفي ٨ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٢٤ كتب من پيرو:‏ «انتهيتُ لتوّي من توزيع ٠٠٠‏,١٧ نشرة في مدينتَي ليما وكاياو».‏ وبعد ذلك ذهب الى بوليڤيا ليوزع النشرات هناك.‏ وعن زيارته هذه كتب:‏ «ان ابانا يبارك هذا الجهد.‏ وقد ساعدني رجل هندي على ذلك.‏ يقع بيت هذا الهندي عند منابع الأمازون.‏ وهو سيأخذ ٠٠٠‏,١ نشرة وبعض الكتب معه الى هناك».‏

ومن خلال الجهود التي بذلها ابي،‏ أُلقي بذار حق الكتاب المقدس في بلدان كثيرة في اميركا الوسطى والجنوبية.‏ اخبرت برج المراقبة عدد ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٢٤ (‏بالانكليزية)‏:‏ «جورج يونڠ موجود في اميركا الجنوبية منذ اكثر من سنتين.‏ .‏ .‏ .‏ وكان امتياز هذا الاخ العزيز ان يحمل رسالة الحق الى پونتا آريناس عند مضيق ماجلان».‏ وكان ابي رائد العمل الكرازي في بلدان مثل پاناما وڤنزويلا وكوستاريكا.‏ واستمر في ذلك رغم اصابته بالملاريا وتأثُّر صحته بها.‏

المحطة التالية:‏ اوروپا

في آذار (‏مارس)‏ ١٩٢٥،‏ ابحر ابي الى اوروپا،‏ حيث كان يأمل ان يوزع ٠٠٠‏,٣٠٠ نشرة للكتاب المقدس في اسپانيا والپرتغال وأن يقوم بالترتيبات اللازمة ليلقي الاخ رذرفورد محاضرات عامة هناك.‏ ولكن بعدما وصل ابي الى اسپانيا،‏ عبَّر عن تحفظاته بشأن إلقاء الاخ رذرفورد محاضراته بسبب التعصب الديني السائد هناك.‏

فكتب الاخ رذرفورد في جوابه،‏ مقتبسا من اشعياء ٥١:‏١٦‏:‏ «قد جعلت اقوالي في فمك وبظل يدي سترتك لغرس السموات وتأسيس الارض ولتقول لصهيون انت شعبي».‏ فاستنتج ابي:‏ «لا بد ان مشيئة الرب هي ان امضي قُدُما وأترك ما يحدث بين يديه».‏

في ١٠ ايار (‏مايو)‏ ١٩٢٥،‏ ألقى الاخ رذرفورد محاضرته بوجود مترجم في مسرح نوڤيداديس في برشلونة.‏ وكان عدد الحضور اكثر من ٠٠٠‏,٢ شخص،‏ بمن فيهم مسؤول حكومي وحارس خاص على خشبة المسرح.‏ واتُّبع اجراء مماثل في مدريد،‏ وكان عدد الحضور ٢٠٠‏,١.‏ والاهتمام الذي ولّدته هذه الخطابات ادى الى تأسيس مكتب فرع في اسپانيا وقد وُضع،‏ كما يخبر الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٧٨ (‏بالانكليزية)‏،‏ «تحت اشراف جورج يونڠ».‏

في ١٣ ايار (‏مايو)‏ ١٩٢٥ ألقى الاخ رذرفورد خطابا في لشبونة،‏ الپرتغال.‏ وكانت زيارته هناك ناجحة ايضا،‏ رغم المحاولات التي قام بها رجال الدين لوقف الاجتماع بالصراخ وتحطيم الكراسي.‏ وبعد محاضرات الاخ رذرفورد في اسپانيا والپرتغال،‏ استمر ابي في عرض «رواية الخلق المصوَّرة»،‏ وقام ايضا بالترتيبات اللازمة لطبع مطبوعات الكتاب المقدس وتوزيعها في هذين البلدين.‏ وفي سنة ١٩٢٧ أخبر ان البشارة «نُشرت في كل مدينة وبلدة في اسپانيا».‏

الكرازة في الاتحاد السوڤياتي

كان الاتحاد السوڤياتي التعيين الارسالي التالي لأبي،‏ وقد وصل الى هناك في ٢٨ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٢٨.‏ جاء في احدى رسائله المؤرخة في ١٠ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٢٨:‏

‏«منذ وصلت الى روسيا اصلي من كل قلبي ‹ليأتِ ملكوتك›.‏ انا اتعلم اللغة،‏ ولكن ببطء.‏ ان المترجم الذي استخدمه رجل مميّز جدا؛‏ فمع انه يهودي،‏ يؤمن بالمسيح ويحب الكتاب المقدس.‏ حصلت معي بعض الاختبارات المثيرة،‏ لكني لا اعرف حتى متى سيُسمح لي بالبقاء.‏ ففي الاسبوع الماضي تلقيتُ إنذارا بالرحيل خلال ٢٤ ساعة،‏ لكنَّ المسألة حُلَّت،‏ وبإمكاني البقاء اكثر».‏

التقى ابي بعض تلاميذ الكتاب المقدس في خاركوف،‏ التي هي اليوم مدينة رئيسية في اوكرانيا،‏ ونتيجةً لتبادل الاحاديث القلبية اخذت عيونهم تغرورق بدموع الفرح.‏ وكان يُعقد محفل صغير كل ليلة حتى انتصاف الليل.‏ وعندما كتب ابي لاحقا عن هذا اللقاء مع الاخوة،‏ ذكر:‏ «مساكين هؤلاء الاخوة،‏ فقد صودرت كتبهم القليلة،‏ والسلطات غير ودية معهم،‏ لكنهم سعداء».‏

رُكِّز على خدمة ابي في الاتحاد السوڤياتي في كراسة خاصة وزِّعت على الذين حضروا تدشين تسهيلات الفرع الجديدة في سانت پيترسبرڠ،‏ روسيا،‏ في ٢١ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٩٧.‏ تقول الكراسة ان ابي أُرسل الى موسكو،‏ وتخبر انه سُمح له «بإنتاج ٠٠٠‏,١٥ نسخة من كراسَي حرية للشعوب و اين هم الموتى؟‏ لتوزيعها في روسيا».‏

بعد العودة من روسيا،‏ عُيِّن ابي في العمل الجائل في الولايات المتحدة.‏ وفي داكوتا الجنوبية زار منزل نيلينا وڤيردا پول،‏ اختان في الجسد صارتا بعد سنوات مرسلتَين في پيرو.‏ لقد عبَّرت هاتان الاختان عن تقدير عميق لخدمة ابي الدؤوبة،‏ وذكرتا:‏ «كان الاخوة في تلك الايام يملكون روح الفتح بلا ريب،‏ اذ كانوا يذهبون الى تلك البلدان الاجنبية ومعهم القليل من حاجيات هذا العالم،‏ لكنَّ قلبهم كان مفعما بالمحبة ليهوه.‏ وهذا ما دفعهم الى تحقيق ما حققوه».‏

الزواج والذهاب في جولة ثانية

كان ابي يراسل طوال سنوات كلارا هوبرت من جزيرة مانيتولين في اونتاريو.‏ وقد حضرا كلاهما المحفل في كولومبس،‏ أوهايو،‏ في ٢٦ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٣١،‏ حين تبنى تلاميذ الكتاب المقدس الاسم شهود يهوه.‏ (‏اشعياء ٤٣:‏١٠-‏١٢‏)‏ وبعد اسبوع تزوَّجا.‏ ولم يمضِ وقت طويل حتى انطلق ابي في رحلته الارسالية الثانية الى جزر البحر الكاريبي.‏ وقد ساعد هناك على تنظيم الاجتماعات وتدريب الآخرين في الخدمة من بيت الى بيت.‏

كانت امي تتلقى صورا وبطاقات بريدية ورسائل من سورينام وسانت كيتس وأماكن كثيرة اخرى.‏ وكانت الرسائل تخبر عن تقدُّم العمل الكرازي،‏ وتضمنت احيانا حقائق عن الطيور والحيوانات والنباتات في البلد الذي كان فيه.‏ وفي حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٣٢،‏ أتمّ ابي تعيينه في جزر البحر الكاريبي وعاد الى كندا على متن احدى السفن،‏ قاطعا كعادته تذكرة التعرفة الارخص.‏ وبعد ذلك اشترك هو وأمي في العمل الكرازي كامل الوقت،‏ وقضيا شتاء ١٩٣٢/‏١٩٣٣ في منطقة أوتاوا مع مجموعة كبيرة من الخدام كامل الوقت.‏

حياة عائلية قصيرة

في سنة ١٩٣٤ وُلد اخي دايڤيد.‏ كان دايڤيد يقف من صغره على صندوق قبعات امي ويتمرَّن على إلقاء «خطاباته».‏ وطوال حياته اعرب عن غيرة ليهوه كأبيه.‏ وكان الثلاثة يسافرون بالسيارة فيما اجهزة الصوت مربوطة بالسقف،‏ وكانوا يزورون الجماعات من الساحل الشرقي لكندا الى ساحلها الغربي.‏ أما انا فقد وُلدت سنة ١٩٣٨ حين كان ابي يخدم في كولومبيا البريطانية.‏ ويتذكر دايڤيد ان ابي،‏ بعدما وضعني في السرير،‏ جثا هو وأمي ودايڤيد حول السرير وألقى صلاة شكر من اجلي.‏

في شتاء سنة ١٩٣٩،‏ كنا نعيش في ڤانكوڤر خلال زيارة ابي للجماعات في تلك المنطقة.‏ وبين الرسائل الكثيرة التي جمعناها على مرِّ السنين،‏ وجدنا رسالة مؤرخة في ١٤ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٣٩ كتبها حين كان في ڤرنون،‏ كولومبيا البريطانية.‏ كانت الرسالة موجَّهة الى كلارا ودايڤيد ورُوث،‏ وجاء فيها:‏ «لكم مني قبلة صغيرة وعناقا».‏ وفيها خصَّ كل واحد منا بكلمات معينة.‏ وقال ان الحصاد كثير ولكن العمال قليلون.‏ —‏ متى ٩:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

بعد اسبوع من عودته الى ڤانكوڤر من تعيينه،‏ انهار ابي فجأة في احد الاجتماعات.‏ وبنتيجة التشخيص تبيَّن انه مصاب بورم سرطاني في الدماغ.‏ وفي ١ ايار (‏مايو)‏ ١٩٣٩ أنهى مسلكه الارضي.‏ كان عمري آنذاك تسعة اشهر،‏ وكان دايڤيد يناهز الخامسة من العمر.‏ وبقيت امنا العزيزة،‏ التي كان رجاؤها سماويا ايضا،‏ امينة للّٰه حتى مماتها في ١٩ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٦٣.‏

ان موقف ابي من امتياز حمل البشارة الى بلدان كثيرة تعبر عنه كلمات جميلة كتبها في احدى رسائله الى امي.‏ فقد قال جزئيا:‏ «سمح لي يهوه بنعمته ان اذهب الى هذه البلدان كنور يحمل رسالة الملكوت.‏ تمجَّدَ اسمه القدوس.‏ فمجده يضيء من خلال الضعف وعدم الكفاءة».‏

لا يزال اليوم اولاد جورج وكلارا يونڠ وحفداؤهما وأولاد حفدائهما يخدمون الهنا المحب يهوه.‏ لقد قيل لي ان ابي كان يقتبس كثيرا كلمات العبرانيين ٦:‏١٠‏،‏ التي تقول:‏ «اللّٰه ليس فيه إثم حتى ينسى عملكم والمحبة التي أظهرتموها نحو اسمه».‏ ونحن ايضا لم ننسَ عمل ابي.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

ابي،‏ الى اليمين،‏ مع اخوته الثلاثة

‏[الصورتان في الصفحة ٢٥]‏

ابي (‏الواقف)‏ مع الاخوة وودْورث ورذرفورد وماكميلان

الى الاسفل:‏ ابي (‏في اقصى اليسار)‏ ضمن مجموعة مع الاخ رصل

‏[الصورتان في الصفحة ٢٦]‏

ابي وأمي

الى الاسفل:‏ يوم زفافهما

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

مع دايڤيد وأمي بعد سنين من وفاة ابي

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة