مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٠ ١/‏٩ ص ٢٦-‏٣٠
  • يهوه يكافئ اولياءه على الدوام

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يهوه يكافئ اولياءه على الدوام
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • حياتي العائلية الباكرة
  • التعرف بيهوه
  • وقت تغيير جذري لنا
  • المزيد من الموسيقى!‏
  • تسجيل كتاب ترانيم سنة ١٩٦٦
  • امتيازات مكافئة اضافية
  • ‏«لا تعرفون ما تكون حياتكم غدا»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
  • اعلان البشارة بلا تراخٍ (‏١٩٤٢-‏١٩٧٥)‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • صنع مشيئة اللّٰه ملأ حياتي فرحا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • طلب الملكوت اولا —‏ حياة هانئة وسعيدة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٣
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٠
ب٠٠ ١/‏٩ ص ٢٦-‏٣٠

قصة حياة

يهوه يكافئ اولياءه على الدوام

كما رواها ڤرنون دنكوم

انتهيت من تناول وجبتي الخفيفة في وقت متأخر من الامسية وأشعلت سيجارة كالعادة.‏ ثم سألت زوجتي آيلين:‏ «كيف كان الاجتماع الليلة؟‏».‏

اجابت بعد تمهل قصير:‏ «قُرئت رسالة تعلن تعيينات جديدة،‏ وقد اتت على ذكر اسمك.‏ فأنت ستعتني بأجهزة الصوت.‏ وذكرت الجملة الاخيرة في الرسالة:‏ ‹اذا كان بين الاخوة المعينين حديثا مَن يدخن،‏ تتوجب عليه الكتابة الى الجمعية معلِما اياها بعدم تمكنه من قبول تعيينه›».‏a فأجبت:‏ «اذًا!‏ هذا ما تقوله».‏

اطبقت اسناني بإحكام وأطفأت سيجارتي في المنفضة بالقرب مني.‏ «لا اعرف لماذا جرى اختياري لهذا التعيين.‏ لكنني لم ارفض يوما اي تعيين ولا انوي ان افعل ذلك».‏ فصممت ألا ادخن بعد ذلك.‏ وهذا القرار صاغ حياتي كمسيحي وموسيقي.‏ دعوني اروي لكم بعض الحوادث التي ادت الى اتخاذي هذا القرار.‏

حياتي العائلية الباكرة

وُلدت في تورونتو،‏ كندا،‏ في ٢١ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩١٤.‏ وكنت البكر لدى ڤرنون وليلا،‏ والدَين محبين ومجتهدين عالا عائلة مؤلفة من اربعة صبيان وبنتين.‏ ثم وُلد يورك،‏ اورلندو،‏ دوڠلاس،‏ آيلين،‏ وكورال.‏ عندما كنت في التاسعة من عمري فقط،‏ وضعت امي آلة الكمان بين يدَي ورتبت ان آخذ دروسا في مدرسة هاريس للموسيقى.‏ لم تكن الاوضاع الاقتصادية جيدة،‏ لكن امي وأبي وجدا طرائق لدفع رسوم المدرسة وأجرة وسيلة النقل.‏ بعد ذلك،‏ درست النظرية الموسيقية والتوافق الموسيقي في معهد الموسيقى الملكي في تورونتو.‏ وعندما بلغت الـ‍ ١٢ من عمري،‏ اشتركت في مسابقة على نطاق المدينة للعزف المنفرد في قاعة ماسي،‏ القاعة الفخمة للموسيقى في تورونتو.‏ ففزت ومُنحت جائزة هي آلة كمان ذات نوعية جيدة داخل علبة مصنوعة من جلد القاطور.‏

مع الوقت،‏ تعلمت ايضا العزف على الپيانو والكمان الاجهر.‏ وغالبا ما كنت اعزف ضمن فريق في الحفلات الصغيرة امسيتَي الجمعة والسبت وأيضا في الحفلات التي تنظمها جمعية الطلاب.‏ وكان في احدى هذه الحفلات ان التقيت آيلين للمرة الاولى.‏ خلال سنتي الاخيرة في المدرسة الثانوية،‏ عزفت مع عدد من الفرق الموسيقية في كل المدينة.‏ وبعد تخرجي دُعيت الى الانضمام الى فرقة فرْدي مَوري الموسيقية،‏ وقد عملت معها دون انقطاع بدخل مرتفع حتى سنة ١٩٤٣.‏

التعرف بيهوه

تعرّف والداي بحق الكتاب المقدس للمرة الاولى قبل وقت قصير من اندلاع الحرب العالمية الاولى،‏ فيما كان والدي يعمل كمزيِّن لواجهة احد المتاجر الكبيرة وسط مدينة تورونتو.‏ فكان في الكفيتيريا يصغي الى محادثات بين عاملين آخرين من تلاميذ الكتاب المقدس (‏كما كان شهود يهوه يُعرفون آنذاك)‏،‏ ثم يخبر امي بما سمعه عند عودته الى البيت مساء.‏ بعد عدة سنوات،‏ في سنة ١٩٢٧،‏ عقد تلاميذ الكتاب المقدس محفلا كبيرا في تورونتو في المدرَّج الموجود على الارض التابعة لمعرض كندا الوطني.‏ فاستُخدم بيتنا،‏ الذي كانت تفصله عن المدخل الغربي لأرض المعرض مسافة شارعين،‏ لإيواء ٢٥ شخصا من أوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏

وبعد ذلك،‏ بدأت آدا بْلتسو،‏ واحدة من تلاميذ الكتاب المقدس،‏ تزور امي تكرارا،‏ تاركة عندها احدث المجلات.‏ قالت آدا لأمي في احد الايام:‏ «سيدة دنكوم،‏ انا اترك المجلات عندك منذ فترة،‏ فهل قرأت احداها؟‏».‏ رغم ان امي كانت تربي ستة اولاد،‏ صممت ان تبدأ بقراءة المجلات من ذلك الوقت فصاعدا،‏ ولم تتوقف قط.‏ لكنني لم أعر المجلات اي اهتمام.‏ فقد كنت اسعى للتخرج من المدرسة،‏ وكنت منهمكا جدا في الموسيقى.‏

في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٣٥،‏ تزوجت آيلين في كنيسة انڠليكانية.‏ وبما انني تركت الكنيسة المتحدة عندما كان عمري ١٣ سنة،‏ لم يكن لدي اي انتماءات دينية اخرى؛‏ لذلك ذكرت في وثيقة زواجي اني واحد من شهود يهوه،‏ رغم اني لم اكن شاهدا بعدُ.‏

كنا نتشوق الى حيازة عائلة في المستقبل ورغبنا في الكينونة والدين صالحين.‏ لذلك ابتدأنا بقراءة العهد الجديد معا.‏ ولكن رغم نوايانا السليمة،‏ كانت امور اخرى تعرقل تصميمنا.‏ فحاولنا مجددا بعد فترة من الوقت ولكن النتيجة كانت نفسها.‏ ثم في عيد الميلاد سنة ١٩٣٥ وصلَنا كتاب مغلف بورقة هدية عنوانه قيثارة اللّٰه [بالانكليزية].‏ قالت زوجتي:‏ «انها هدية غريبة ترسلها الينا امك في مناسبة عيد الميلاد».‏ ولكن بعد ان ذهبتُ الى العمل،‏ بدأت تقرأه،‏ فراقتها المواد.‏ لمدة من الوقت،‏ لم اكن اعرف انها اهتمت به.‏ اما بالنسبة الى رغبتنا في بناء عائلة فلم تتحقق اذ لم تعش ابنتنا التي وُلدت في ١ شباط (‏فبراير)‏ ١٩٣٧.‏ فمرّت علينا غمامة كثيفة من الحزن!‏

خلال ذلك الوقت كان اهلي يشتركون بنشاط في عمل الكرازة،‏ وعرفت ان والدي كان ناشر الملكوت الوحيد في العائلة الذي لم يتمكن بعد من صنع اشتراك في مجلة التعزية (‏الآن استيقظ!‏‏)‏ مع احد.‏ وهذا كان هدف خدمة الحقل لذلك الشهر.‏ فشفقت على ابي وقلت،‏ رغم انني لم اكن بعد قد قرأت ايا من مطبوعات الجمعية:‏ «حسنا ابي،‏ اصنع لي اشتراكا،‏ وهكذا تكون كالآخرين».‏ اتى الصيف،‏ وانتقلت الفرقة الموسيقية خارج المدينة لتعزف في احد المنتجعات.‏ واستمرت مجلة التعزية تصلني بالبريد.‏ جاء الخريف،‏ فعادت الفرقة الى تورونتو.‏ وكانت المجلات لا تزال تصل الى عنواننا البريدي الجديد،‏ ولم اكن قد اخرجت واحدة من غلافها.‏

في احدى عطل عيد الميلاد،‏ تطلعت الى رزمة المجلات وقلت بما انني ادفع ثمنها ينبغي ان اقرأ بعضا منها على الاقل لأرى ما تحتويه.‏ فأذهلتني اول مجلة فتحتها.‏ لقد كانت تشهِّر الخداع والفساد السياسيين في ايامنا.‏ فبدأت اكلم رفقائي الموسيقيين عما كنت اقرأه.‏ لكنهم تحدّوا صحة ما اقوله،‏ فاضطررت الى الاستمرار في القراءة بغية الدفاع عن نفسي.‏ وهكذا بدأت،‏ دون قصد،‏ اشهد عن يهوه.‏ ومذاك،‏ لم اتوقف قط عن قراءة مطبوعات «العبد الامين الفطين» الرائعة المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥‏.‏

صحيح ان العمل ابقاني منشغلا خلال الاسبوع،‏ ولكن سرعان ما صرت احضر الاجتماعات يوم الاحد مع آيلين.‏ وفي احد ايام الآحاد،‏ عند وصولنا الى الاجتماع سنة ١٩٣٨،‏ رحّبت بنا اختان مسنّتان،‏ وقالت احداهما:‏ «ايها الاخ الشاب،‏ هل اتخذت موقفك الى جانب يهوه؟‏ فكما تعرف ان هرمجدون على الابواب!‏».‏ كنت اعرف ان يهوه هو الاله الحقيقي الوحيد،‏ وكنت مقتنعا بأن هذه هي هيئته.‏ رغبت في الصيرورة جزءا منها،‏ واعتمدت في ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٣٨.‏ واعتمدت آيلين بعد ستة اشهر.‏ يسرّني القول ان اهلي جميعا اصبحوا خداما منتذرين ليهوه.‏

يا للفرح الذي اختبرته بالانضمام الى شعب اللّٰه!‏ وسرعان ما صرت اشعر بالراحة التامة وأنا بينهم.‏ وعندما لم اكن اتمكن من حضور الاجتماعات،‏ كنت اتشوق الى معرفة ما حدث فيها.‏ والامسية التي وردت في مستهل المقالة كانت نقطة تحول في خدمتي ليهوه.‏

وقت تغيير جذري لنا

حدث تعديل آخر هام بالنسبة الينا في ١ ايار (‏مايو)‏ ١٩٤٣.‏ كنا قد حضرنا للمرة الاولى محفلا كبيرا،‏ المحفل الثيوقراطي للعالم الجديد في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٤٢ في كليڤلنْد،‏ أوهايو.‏ وهناك،‏ تماما في خضم الحرب العالمية الفظيعة،‏ حرب لم تُرَ لها نهاية في الافق،‏ استمعنا الى الاخ نور،‏ رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك،‏ يقدم بشجاعة الخطاب العام المثير للانتباه،‏ «السلام —‏ هل يمكن ان يدوم؟‏».‏ نتذكر تماما كيف اظهر،‏ من الكشف الاصحاح ١٧‏،‏ انه ستكون هنالك فترة سلام ما بعد الحرب يُنجَز اثناءها عمل الكرازة بشكل واسع.‏

وأكثر ما اثر فينا كان خطابا سبق فقدّمه الاخ نور،‏ «يفتاح ونذره».‏ فأُطلقت الدعوة في ذلك الوقت الى المزيد من الفاتحين!‏ فنظرنا آيلين وأنا واحدنا الى الآخر وقلنا بصوت موحّد (‏بالاضافة الى اخوة آخرين كثيرين في آن واحد)‏:‏ «ها نحن!‏».‏ وابتدأنا على الفور بصنع الخطط للقيام بعمل اكثر اهمية.‏

كان قد فُرض حظر على عمل شهود يهوه في كندا بدءا من ٤ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٤٠.‏ وعندما ابتدأنا بالفتح في ١ ايار (‏مايو)‏ ١٩٤٣،‏ كانت لا تزال الشهادة عن يهوه وتوزيع مطبوعات الجمعية في خدمة الحقل غير شرعيين.‏ وإذ كنا نُعرف بأننا مبشران مسيحيان،‏ لم نكن نحمل معنا سوى نسخنا الشخصية من ترجمة الملك جيمس للكتاب المقدس.‏ وبعد ايام قليلة من وصولنا الى تعييننا الاول كفاتحين في پاري ساوند،‏ اونتاريو،‏ أرسل مكتب الفرع ستيوارت مان،‏ فاتح ذو خبرة،‏ ليعمل في الحقل معنا.‏ يا له من تدبير حبي!‏ كان اسلوب الاخ مان لطيفا وابتسامته تعلو ثغره على الدوام.‏ فتعلمنا منه وقضينا وقتا جميلا معه.‏ لقد كنا نعقد عدة دروس في الكتاب المقدس عندما اعادت الجمعية تعييننا في مدينة هاملتون.‏ وبعد وقت قصير،‏ طُلب مني الالتحاق بالجيش،‏ رغم انني تخطيت السن القانونية لذلك.‏ فأدى رفضي الامتثال لهذا الطلب الى اعتقالي في ٣١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٤٣.‏ وبعد الانتهاء من اجراءات المحكمة،‏ حُكم علي بالعمل في معسكر للخدمة البديلة حيث بقيت حتى آب (‏اغسطس)‏ ١٩٤٥.‏

بعد اطلاق سراحي،‏ حصلت وآيلين فورا على تعيين للخدمة كفاتحَين في كورنوول،‏ اونتاريو.‏ وبعيد ذلك،‏ ذهبنا الى مقاطعة كيبك ومعنا تفويض خصوصي من قسم القضايا القانونية للجمعية للعمل في محكمة الجزاء.‏ كان ذلك خلال عهد دوپلِسّي في كيبك،‏ حين كان اضطهاد شهود يهوه في أوجِه.‏ وكنت في ايام عديدة من كل اسبوع اجد نفسي في اربع محاكم مختلفة اساعد الاخوة.‏ كانت هذه اوقاتا مثيرة ومقوية للايمان.‏

بعد المحفل في كليڤلنْد سنة ١٩٤٦،‏ عُيِّنت في العمل الدائري والكوري،‏ الامر الذي جعلنا انا وزوجتي ننتقل من ساحل الى آخر.‏ كانت الامور تسير بسرعة.‏ وفي سنة ١٩٤٨،‏ دُعينا الى الصف الـ‍ ١١ لمدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس.‏ كان الأخوان ألبرت شرودر وماكسويل فرند اثنين من معلِّمينا،‏ وكان صفنا المؤلف من ١٠٨ تلاميذ يضم ٤٠ ممسوحا.‏ فلا شك ان هذا كان اختبارا غنيا ومكافئا بوجود اشخاص يخدمون يهوه منذ فترة طويلة!‏

ذات يوم زارنا الاخ نور من بروكلين.‏ وفي خطابه،‏ طلب ٢٥ متطوعا لتعلم اللغة اليابانية.‏ كل التلاميذ الـ‍ ١٠٨ تطوعوا!‏ وبقي على الرئيس اختيار مَن سيجري تعليمهم.‏ وأعتقد ان يهوه وجّه هذا الاختيار لأنه نجح الى حد كبير.‏ فكثيرون من الاخوة الـ‍ ٢٥ الذين اختيروا ونالوا في وقت لاحق امتياز افتتاح العمل في اليابان لا يزالون في تعيينهم،‏ ومع انهم كبار السن لا يزالون هناك.‏ اما البعض مثل لويد ومِلبا باري فنُقلا الى تعيينات اخرى.‏ كان لويد عضوا في الهيئة الحاكمة حتى مماته في السنة الماضية.‏ ونحن نبتهج جميعا بالمكافأة التي منحنا اياها يهوه.‏

جاء يوم التخرج وعُيِّنا في جامايكا.‏ ولكن بسبب التواريخ المعلَّقة للمحكمة في كيبك،‏ طُلب منا العودة الى كندا.‏

المزيد من الموسيقى!‏

صحيح انني تخليت عن الموسيقى من اجل خدمة الفتح،‏ ولكن بدا انها لم تتخلَّ عني.‏ ففي السنة التي تلت جاء رئيس الجمعية،‏ ناثان نور،‏ مع سكرتيره مِلتون هنشل،‏ الى ميدان ماپل ليف ڠاردنز،‏ تورونتو.‏ والخطاب العام الذي ألقاه الاخ نور بعنوان «الوقت متأخر اكثر مما تظنون!‏» اثار الجميع.‏ وللمرة الاولى دُعيت الى قيادة فرقة المحفل الموسيقية.‏ فأعدنا توزيع بعض الترانيم الشائعة من كتاب ترانيم خدمة الملكوت (‏١٩٤٤)‏ على موسيقى الڤالْس.‏ وبدا انها راقت الاخوة.‏ عند انتهاء البرنامج يوم السبت بعد الظهر،‏ تدربنا على برنامجنا المُعَدّ ليوم الاحد.‏ وعندما لمحت الاخ هنشل آتيا باتجاهنا،‏ اوقفت الفرقة الموسيقية لأذهب لملاقاته.‏ فسأل:‏ «كم عازفا لديك في فرقتك هنا؟‏».‏ اجبته:‏ «نحو ٣٥ عازفا عندما يكون الجميع حاضرين».‏ فقال:‏ «سيكون لديك ضعف هذا العدد في الصيف المقبل في نيويورك».‏

ولكن قبل حلول ذلك الصيف دُعيت الى بروكلين.‏ لم تتمكن آيلين من مرافقتي في البداية بسبب بعض الظروف.‏ ولم يكن المبنى ١٢٤ كولومبيا هايتس الجديد مكتملا بعد،‏ لذلك عُيّن لي ان انام في المبنى الرئيسي،‏ في غرفة صغيرة مع اخوين ممسوحين:‏ الاخ پَين وكارل كلاين المسنين،‏ اللذين كنت التقيهما للمرة الاولى.‏ صحيح ان الغرفة كانت تضيق بنا لكننا كنا على انسجام تام.‏ وقد كان الاخوان الاكبر سنا طويلَي الاناة وأنا حاولت ألا اسبب لهما اي ازعاج!‏ فيا للمثال القيِّم لما يمكن ان يحققه روح اللّٰه.‏ وفضلا عن ذلك،‏ جلب لي لقاء الاخ كلاين والعمل معه الكثير من البركات!‏ فقد كان دائما لطيفا ومساعِدا.‏ عملنا معا بانسجام وصداقتنا الحميمة لا تزال قائمة منذ اكثر من ٥٠ سنة.‏

حظيت بامتياز تقديم المساعدة في مجال الموسيقى في محافل عُقدت في يانكي ستاديوم في السنوات ١٩٥٠،‏ ١٩٥٣،‏ ١٩٥٥،‏ و ١٩٥٨،‏ فضلا عن تولّي مسؤوليات تتعلق بالفرقة الموسيقية مع آل كاڤلن في المحفل الذي عُقد سنة ١٩٦٣ في مدرَّج روز بول في پاسادينا،‏ كاليفورنيا.‏ وأثناء المحفل سنة ١٩٥٣ في يانكي ستاديوم،‏ قُدّم برنامج موسيقي يوم الاحد قبل الخطاب العام.‏ فقدّم أريك فروست أَيْديت شيميونك (‏لاحقا ڤايڠنت)‏،‏ وهي مغنية سوپرانو،‏ التي غنّت قطعته الموسيقية بعنوان «الى الامام ايها الشهود!‏» بمصاحبة فرقتنا الموسيقية.‏ ثم ذهلنا بسماعنا،‏ وللمرة الاولى،‏ رخامة وعذوبة اصوات اخوتنا وأخواتنا الافريقيين.‏ فقد جلب المرسل هاري ارنوت شريطا مسجلا رائعا من روديسيا الشمالية (‏الآن زامبيا)‏ لنتمتع بسماعه.‏ فملأ الصوت المدرَّج بكامله.‏

تسجيل كتاب ترانيم سنة ١٩٦٦

هل تتذكرون كتاب الترانيم ‏«مرنِّمين بمصاحبة الموسيقى في قلوبكم»‏ ذا الغلاف المصنوع من الڤينيل القرنفلي؟‏ عندما شارف إعداد هذا الكتاب مرحلته النهائية،‏ قال الاخ نور:‏ «سنقوم ببعض التسجيلات.‏ اريد ان تؤلفوا فرقة موسيقية صغيرة،‏ تحوي آلات كمان معدودة وآلتَي ناي افرنجية.‏ ولا اريد استعمال البوق!‏».‏ كانت قاعة الملكوت في بيت ايل الاستوديو الذي سنستعمله،‏ ولكن كانت هنالك مشكلة بشأن استعمالها.‏ فماذا سيحصل عندما تعكس الصوتَ الحيطانُ العارية،‏ الارضيةُ المبلّطة والكراسي المعدنية القابلة للثني؟‏ مَن بإمكانه مساعدتنا على حل هذه المشاكل؟‏ اقترح احدنا:‏ «طومي ميتشل!‏ فهو يعمل في استوديوهات شبكة الـ‍ ‏C‏B‏A‏».‏ فاتصلنا بالاخ ميتشل الذي كان مسرورا بمساعدتنا.‏

في صباح اول يوم سبت معدّ للتسجيل،‏ وفيما كنا نحن الموسيقيين نتعرف واحدنا بالآخر،‏ كان احد الاخوة يحمل حقيبة آلة الترومبون ‏e‏n‏o‏b‏m‏o‏r‏t‏.‏ فتذكرت تحذير الاخ نور:‏ «لا اريد استعمال البوق!‏».‏ فماذا بإمكاني ان افعل؟‏ راقبت الاخ فيما كان يخرج آلته من الحقيبة،‏ يثبّت انابيبها،‏ ويبدأ بالتمرن.‏ كان هذا الاخ طوم ميتشل،‏ وكانت نوتاته القليلة الاولى جميلة.‏ فقد جعل الترومبون يصدر صوتا كالكمان!‏ ففكرت في نفسي:‏ ‹ان بقاء هذا الاخ ضروري!‏›،‏ الامر الذي لم يعارضه قط الاخ نور.‏

كانت هذه الفرقة مؤلفة من فريق رائع من موسيقيين بارعين كانوا ايضا اخوة وأخوات محبين.‏ فلم يكن هنالك مَن يحب البروز!‏ صحيح ان التسجيل كان عملا شاقا ولكن لم يتذمر احد.‏ وعندما انتهى العمل،‏ ذرفنا الدموع عندما حان وقت الفراق؛‏ ولا يزال المشتركون يتمتعون بصداقات متينة قد انحبكت في ما بينهم.‏ فكل واحد منا تمتع بهذا الامتياز،‏ وبفضل يهوه انجزنا العمل.‏

امتيازات مكافئة اضافية

بعد هذه السنوات العديدة،‏ لا ازال اتمتع بالخدمة كامل الوقت.‏ لقد قضيت ٢٨ سنة منها في العمل الدائري والكوري،‏ وكان كل منهما ممتعا.‏ وتلتها خمس سنوات في ادارة قاعة محافل نورڤل،‏ في اونتاريو.‏ فقد انشغلنا كثيرا آيلين وأنا اذ كان ينعقد محفل دائري في كل نهاية اسبوع فضلا عن محافل كورية بلغات اجنبية.‏ في سنتَي ١٩٧٩/‏١٩٨٠،‏ استعمل المهندسون قاعة المحافل هذه فيما كانوا يرسمون خريطة فرع الجمعية المستقبلي في هولتون هِلز.‏ وبعد عملنا في قاعة المحافل،‏ نلنا تعيينا آخر زاد اشتراكنا في مجال الموسيقى في بروكلين،‏ من سنة ١٩٨٢ حتى ١٩٨٤.‏

ماتت زوجتي العزيزة في ١٧ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٩٤،‏ بعد سبعة ايام فقط من ذكرى زواجنا الـ‍ ٥٩.‏ وكنا قد اكملنا معا ٥١ سنة كرَّسناها لخدمة الفتح.‏

اذ افكر في اختباراتي الكثيرة في الحياة،‏ اتذكر كم كان الكتاب المقدس ولا يزال مرشدا قيّما جدا.‏ احيانا استعمل الكتاب المقدس الشخصي الذي كانت تستعمله آيلين وأفرح كثيرا بملاحظة ما كان يمس قلبها:‏ آيات بكاملها،‏ عبارات محددة،‏ وكلمات كانت قد وضعت علامة عليها.‏ وكما كانت الحال مع آيلين،‏ هنالك آيات تحمل لي ايضا معنى خصوصيا.‏ ومن بينها هنالك المزمور الـ‍ ١٣٧‏،‏ الذي يذكر هذه الصلاة الجميلة ليهوه:‏ «ان نسيتك يا اورشليم فلأخسر قدرتي ان اعزف على العود!‏ ولأخسر موهبة الغناء ان لم اذكرك ان لم اعتبرك اعظم فرحي!‏».‏ (‏مزمور ١٣٧:‏٥،‏ ٦‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة‏)‏ صحيح انني احب الموسيقى،‏ لكن مصدر فرحي الاعظم هو الولاء في خدمة يهوه،‏ الذي كافأني بحياة ممتعة ومكافئة.‏

‏[الحاشية]‏

a اوضح عدد ١/‏٧٤ من برج المراقبة لماذا يلزم،‏ مذاك فصاعدا،‏ ان يقلع المرء عن التدخين قبل تمكنه من المعمودية والصيرورة واحدا من شهود يهوه.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

مع آيلين سنة ١٩٤٧

‏[الصورة في الصفحة ٣٠]‏

في احدى مراحل التسجيل الاولى

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة