مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠١ ١/‏١٠ ص ٢٤-‏٢٩
  • حياة حافلة بالمفاجآ‌ت في خدمة يهوه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حياة حافلة بالمفاجآ‌ت في خدمة يهوه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تعيين يشمل «بيتا صغيرا»‏
  • من يجد زوجة فاضلة .‏ .‏ .‏
  • مفاجأة غيّرت حياتنا
  • العمل الدائري في انكلترا —‏ لم يكن مملا قط
  • مفاجأة اخرى غيّرت حياتنا
  • تعييننا الاول في بلد اجنبي
  • التكيّف مع حضارة اخرى
  • تحدٍّ غير متوقع
  • الحرية اخيرا
  • مفاجأتنا الاحدث
  • مفاجأة تتعلق بصحتي
  • ‏‹طوبى لجميع منتظري يهوه›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • أُعطينا لؤلؤة كثيرة الثمن
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
  • ‏«إذ لنا هذه الخدمة .‏ .‏ .‏ لا نستسلم»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
  • ‏«رأيتُ الموت بعينيَّ لكن يهوه أنقذني»‏
    قصص حياة شهود يهوه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
ب٠١ ١/‏١٠ ص ٢٤-‏٢٩

قصة حياة

حياة حافلة بالمفاجآ‌ت في خدمة يهوه

كما رواها إيريك وهايزل بڤريدج

‏«أحكمُ عليك بالسجن ستة اشهر».‏ ترددت هذه الكلمات في ذهني عندما أُخذتُ الى سجن سْتراينجْوايز في مانتشيستر،‏ انكلترا.‏ حدث ذلك في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٥٠ وأنا في الـ‍ ١٩ من عمري.‏ وكنت قد واجهت لتوّي احد اصعب الامتحانات في حياتي الباكرة —‏ رفض الانخراط في الخدمة العسكرية الالزامية.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏٣-‏٥‏.‏

كنت منخرطا كامل الوقت في خدمة الفتح كشاهد ليهوه،‏ الامر الذي وجب ان يعفيني من الخدمة العسكرية.‏ إلا ان القانون البريطاني لم يقرّ بوضعنا كخدام دينيين.‏ وهكذا وجدت نفسي وحيدا في زنزانة،‏ وبدأت افكر في ابي.‏ فقد سُجِنت بسببه بطريقة غير مباشرة.‏

كان ابي ضابط سجن من يوركْشَير ذا اقتناعات ومبادئ راسخة.‏ وبسبب ما اختبره في عمله في الجيش وفي السجن،‏ نمّى كراهية شديدة للديانة الكاثوليكية.‏ كان اول اتصال له بالشهود في اوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ عندما ذهب الى باب منزله للتخلص منهم،‏ ولكنه عاد وهو يحمل في يديه بعض كتبهم!‏ واشترك لاحقا في مجلة التعزية (‏تدعى الآن استيقظ!‏‏)‏.‏ وكان الشهود يزورونه سنويا لتشجيعه على تجديد الاشتراك.‏ عندما كنت في الـ‍ ١٥ من عمري تقريبا،‏ اثاروا مع ابي مناقشة اتخذت فيها موقفا الى جانب الشهود.‏ وفي ذلك الوقت بدأت ادرس الكتاب المقدس.‏

في آذار (‏مارس)‏ ١٩٤٩،‏ رمزت الى انتذاري ليهوه بالمعمودية وأنا بعمر ١٧ سنة.‏ وفي وقت لاحق من تلك السنة،‏ التقيت جون ومايكل شاروك،‏ خرّيجَين حديثَين من مدرسة جلعاد الارسالية،‏ وهما في طريقهما الى نيجيريا.‏ فتأثرت كثيرا بروحهما الارسالية.‏ لقد زرعا تلك الروح في قلبي،‏ سواء أدركا ذلك او لا.‏

فيما كنت ادرس الكتاب المقدس،‏ لم اعد مهتما ان التحق بجامعة.‏ وفي السنة التي غادرت فيها المنزل للعمل في دائرة الجمرك والضريبة في لندن،‏ شعرت انه لا يمكنني اتمام انتذاري للّٰه بالاستمرار في الخدمة المدنية.‏ وعندما تركت وظيفتي،‏ هنّأني زميل لي ذو خبرة لأنني تركت «وظيفة تحطِّم المعنويات».‏

قبل ذلك،‏ واجهت امتحانا آخر —‏ كيف اخبر ابي انني اريد ترك وظيفتي المضمونة لأصبح خادما كامل الوقت.‏ وذات مساء،‏ عندما كنت في البيت في عطلة،‏ نقلت اليه الخبر الصاعق وانتظرت ان ينفجر غيظا.‏ ولكن لدهشتي قال ببسيط العبارة:‏ «اتخذ قراراتك الخاصة وتحمّل عواقبها.‏ ولكن اذا فشلت فلا تلجأ اليّ».‏ كتبت في مذكراتي عن اليوم الواقع فيه ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٥٠:‏ «اخبرت ابي عن الفتح،‏ فأدهشني كثيرا موقفه المساعِد نسبيا.‏ ولم استطع ان امسك نفسي عن البكاء بسبب لطفه».‏ فاستقلت من الخدمة المدنية وقبلت تعيينا لأخدم كفاتح كامل الوقت.‏

تعيين يشمل «بيتا صغيرا»‏

بعد ذلك اتى امتحان آخر لتعبّدي للّٰه.‏ ففي التعيين الذي نلته كفاتح كنت سأشارك رفيقا مسيحيا من ويلز،‏ يدعى لويد ڠريفيثس،‏ «بيتا صغيرا» في لانكاشير.‏ وصلت الى بلدة بايكَپ الكئيبة والغزيرة الامطار،‏ ورأسي ممتلئ بالافكار المثالية والاحلام عن ذلك البيت الصغير.‏ وسرعان ما عدت الى الواقع اذ وجدت ان البيت الصغير ليس سوى قبو فيه فئران وصراصير ستلازمنا اثناء الليل.‏ فكدت اغيّر رأيي وأعود الى البيت،‏ ولكنني صلّيت بصمت طالبا القوة لمواجهة هذا الامتحان.‏ وفجأة انتابني شعور بالطمأنينة،‏ وبدأت انظر الى الحالة بموضوعية.‏ فهذا التعيين منحتني اياه هيئة يهوه،‏ وأنا على ثقة من ان يهوه سيساعدني.‏ وكم يسرني انني احتملت الوضع،‏ فلو تخلّيت عن تعييني لَتغيّرت حياتي الى الابد!‏ —‏ اشعياء ٢٦:‏٣،‏ ٤‏.‏

كرزت في وادي روسندايل،‏ الذي كان يمرّ بركود اقتصادي،‏ تسعة اشهر تقريبا قبل اعتقالي لرفضي الانخراط في الخدمة العسكرية.‏ وبعد قضاء اسبوعين في سجن ستراينجْوايز،‏ نُقِلت الى سجن لووِس على الساحل الجنوبي لإنكلترا.‏ وأخيرا اصبح عدد الشهود المسجونين هناك خمسة.‏ وقد تمكنّا من الاحتفال بذكرى موت المسيح في زنزانة.‏

زارني ابي مرة واحدة.‏ ولا بد ان ذلك امتحن كبرياءه —‏ ضابط سجن معروف يزور ابنه السجين!‏ سأقدِّر دائما تلك الزيارة.‏ وأخيرا حان وقت اطلاق سراحي في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٥١.‏

عندما أُفرِج عني في لووِس،‏ استقللت القطار الى كارديف في ويلز،‏ حيث كان ابي يعمل كضابط رئيسي في السجن.‏ كنت الاكبر بين اربعة اولاد —‏ ثلاثة صبيان وبنت.‏ وتوجّب علي ان اجد وظيفة بدوام جزئي لأتمكن من اعالة نفسي والخدمة كفاتح.‏ فصرت اعمل في متجر للملابس.‏ إلا ان هدفي الرئيسي في الحياة كان خدمتي المسيحية.‏ في هذا الوقت تقريبا هجرتنا امي.‏ فكان ذلك صفعة قوية لأبي ولنا نحن الاولاد الذين تتراوح اعمارنا بين ٨ و ١٩ سنة.‏ ومن المحزن ان والدينا تطلّقا.‏

من يجد زوجة فاضلة .‏ .‏ .‏

كان في الجماعة عدة فاتحين،‏ بينهم اخت تأتي يوميا من وادي روندا المشهور بمناجم الفحم الحجري لتقوم بعملها الدنيوي ونشاط الكرازة.‏ اسمها هايزل ڠرين وهي فاتحة رائعة.‏ عرفت هايزل الحق قبلي.‏ فقد حضر والداها اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس (‏المعروفين الآن بشهود يهوه)‏ منذ عشرينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ دعوها تخبركم قصتها.‏

‏«لم احمل الكتاب المقدس محمل الجد حتى سنة ١٩٤٤ عندما قرأت كراس الدين يحصد الزوبعة.‏ أقنعتني امي بالذهاب الى محفل دائري في كارديف.‏ وبمعرفة قليلة للكتاب المقدس،‏ وجدت نفسي في مركز التسوُّق التجاري اتقلد لوحة تعلن عن إلقاء خطاب عام.‏ وقد صمدت امام هذا الاختبار رغم الازعاج المستمر من رجال الدين وغيرهم.‏ اعتمدت سنة ١٩٤٦،‏ وبدأت بعمل الفتح في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ من تلك السنة.‏ وفي سنة ١٩٥١،‏ وصل الى كارديف فاتح شاب خرج لتوّه من السجن.‏ وكان هذا الفاتح إيريك.‏

‏«كنا نذهب معا للكرازة،‏ فنشأت بيننا علاقة ودية.‏ وكانت لدينا الاهداف نفسها في الحياة —‏ تقدُّم مصالح ملكوت اللّٰه.‏ فتزوجنا في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٥٢.‏ ورغم اننا كنا كلانا فاتحَين كامل الوقت بدخل محدود،‏ لم ينقصنا ايّ من الامور الضرورية.‏ فأحيانا كنا نتلقى هبة من شاهدة حدثَ ان طلبت مربّى وصابونا اكثر مما تحتاج اليه.‏ وكانت هذه الهبة تأتي حين نحتاج اليها تماما!‏ لقد قدّرنا كثيرا هذه الهدايا العملية.‏ إلا ان مفاجآ‌ت اعظم كانت بانتظارنا».‏

مفاجأة غيّرت حياتنا

في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٥٤،‏ تلقّينا انا وهايزل مفاجأة غير متوقعة —‏ طلبا خطيا من مكتب فرع شهود يهوه في لندن ان اكون ناظرا جائلا يزور جماعة مختلفة كل اسبوع.‏ كنا مقتنعَين بأن هنالك خطأ ما،‏ فلم نخبر احدا في الجماعة بالامر.‏ إلا انني ملأت النموذج وأعدته.‏ ثم انتظرنا بفارغ الصبر.‏ وبعد ايام قليلة اتى الجواب:‏ «تعال الى لندن لنيل التدريب»!‏

في مكتب الفرع في لندن،‏ لم استطع ان اصدق انني كنت هناك،‏ وأنا في الـ‍ ٢٣ من عمري،‏ مع اخوة رائعين بدوا لي كعمالقة روحيين —‏ پرايس هيوز،‏ إملِن واينس،‏ أرني بيڤر،‏ أرني ڠايڤر،‏ بوب ڠاف،‏ ڠلين پار،‏ ستان ومارتن وودبورن،‏ وكثيرين آخرين لم يعد معظمهم على قيد الحياة.‏ لقد وضع هؤلاء اساسا متينا للغيرة والاستقامة في بريطانيا في اربعينات وخمسينات الـ‍ ١٩٠٠.‏

العمل الدائري في انكلترا —‏ لم يكن مملا قط

بدأ عملنا الجائل في شتاء سنة ١٩٥٤/‏١٩٥٥ الكثير الثلوج.‏ فكان تعييننا في انڠليا الشرقية،‏ منطقة منبسطة في انكلترا تتعرض لرياح بحر الشمال الباردة.‏ وفي ذلك الوقت،‏ لم يكن في بريطانيا سوى ٠٠٠‏,٣١ شاهد.‏ كانت الجولة الاولى اختبارا تعليميا صعبا علينا؛‏ ولم تكن دائما سهلة على الاخوة الذين زرناهم.‏ فبسبب خبرتي المحدودة واتصافي بالفظاظة التي تُعرَف بها يوركْشَير،‏ كنت احيانا اسيء الى البعض.‏ وعلى مرّ السنين،‏ كان علي التعلم ان اللطف اهم من الفعالية وأن الناس اهم من الاجراءات.‏ ما زلت احاول اتّباع مثال يسوع في انعاش الآخرين،‏ ولكن جهودي لا تكلَّل دائما بالنجاح.‏ —‏ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

بعد قضاء ١٨ شهرا في انڠليا الشرقية،‏ نلنا تعيينا ان نخدم في دائرة شمالي شرقي انكلترا،‏ في نيوكاسل أپُّن تاين وفي نورثمبرلند.‏ احببت الناس الوديين في هذه المنطقة ذات المشاهد الطبيعية الخلابة.‏ وكان ناظر الكورة الزائر،‏ دون وورد من سيياتل في واشنطن،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ عونا كبيرا لي.‏ انه خرّيج الصف الـ‍ ٢٠ لجلعاد.‏ وإذ كنت عند إلقاء الخطابات اتلو المعلومات بسرعة فائقة،‏ علمني ان ابطئ،‏ اتوقف،‏ وأعلِّم.‏

مفاجأة اخرى غيّرت حياتنا

في سنة ١٩٥٨،‏ تلقينا رسالة غيّرت حياتنا.‏ لقد دُعينا الى حضور مدرسة جلعاد في ساوث لانسينڠ،‏ نيويورك،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ فبعنا سيارتنا الصغيرة من نوع أوستن سيڤن ١٩٣٥ واشترينا تذكرتي سفر للذهاب بحرا الى نيويورك.‏ حضرنا اولا المحفل الاممي لشهود يهوه في مدينة نيويورك،‏ ومن هناك ذهبنا الى پيتربورو،‏ اونتاريو،‏ لنخدم كفاتحين ستة اشهر قبل التوجه جنوبا الى مدرسة جلعاد.‏

كان بين معلِّمي المدرسة ألبرت شرودر،‏ وهو الآن عضو في الهيئة الحاكمة،‏ فضلا عن ماكسويل فرند وجاك ردفورد اللذين لم يعودا على قيد الحياة.‏ كانت معاشرة التلاميذ الـ‍ ٨٢ من ١٤ بلدا بناءة جدا.‏ فقد بدأنا نفهم القليل عن حضارات واحدنا الآخر.‏ كما ان الاختلاط بالتلاميذ الاجانب الذين كانوا يتصارعون مع الانكليزية منحنا نظرة مسبقة الى المشاكل التي سنواجهها عند تعلم لغة اخرى.‏ اكملنا تدريبنا بعد خمسة اشهر وجرى تعييننا في ٢٧ بلدا.‏ ثم حان وقت التخرج،‏ وبعد ايام اصبحنا في مدينة نيويورك ننتظر السفينة الملكة اليزابيث التي ستعيدنا الى اوروپا.‏

تعييننا الاول في بلد اجنبي

اين كان تعييننا؟‏ في الپرتغال!‏ وصلنا الى لشبونة في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩٥٩.‏ وواجهنا عندئذ امتحان التكيّف مع لغة وحضارة جديدتين.‏ في سنة ١٩٥٩،‏ كان هنالك ٦٤٣ شاهدا نشيطا في الپرتغال،‏ وكان عدد السكان نحو ٩ ملايين.‏ إلا ان عملنا الكرازي لم يكن معترفا به شرعيا.‏ فكان لدينا قاعات ملكوت ولكن بدون لافتات خارجية.‏

بعدما علَّمتنا اللغة الپرتغالية اخت مرسلة تدعى إلزا پيكوني،‏ زرنا انا وهايزل الجماعات والفرق في لشبونة،‏ فارو،‏ إيڤورا،‏ وبايجا.‏ وفي سنة ١٩٦١ بدأت الامور تتغير.‏ كنت ادرس الكتاب المقدس مع شاب يدعى جواوْن ڠونسالڤيس ماتيوس.‏ فقرر اتخاذ موقف مسيحي محايد في قضية الخدمة العسكرية.‏ وبُعيد ذلك دعيتُ الى مركز الشرطة الرئيسي للاستجواب.‏ ويا للمفاجأة!‏ فبعد ايام قليلة أُبلِغنا ان علينا مغادرة البلد في غضون ٣٠ يوما!‏ وحصل الامر نفسه للرفقاء المرسلين إريك وكريستينا بريتن،‏ ودومينيك وإلزا پيكوني.‏

طلبتُ جلسة استماع،‏ فسُمِح لنا ان نقابل رئيس البوليس السري الذي اخبرنا بأسلوب جازم لمَ طُلِب منا المغادرة،‏ وذكر الاسم جواوْن ڠونسالڤيس ماتيوس —‏ تلميذي للكتاب المقدس!‏ قال ان الپرتغال،‏ على خلاف بريطانيا،‏ لا تسمح بالاعتراض على الخدمة العسكرية بسبب الضمير.‏ وهكذا كان علينا مغادرة الپرتغال،‏ ففقدت الاتصال بجواوْن.‏ ولكن بعد ٢٦ سنة،‏ كم كانت مفرحة رؤيته مع زوجته وبناته الثلاث عند تدشين بيت ايل الجديد في الپرتغال!‏ فخدمتنا هناك لم تكن عبثا!‏ —‏ ١ كورنثوس ٣:‏٦-‏٩‏.‏

وأين كان تعييننا التالي؟‏ في اسپانيا المجاورة ‏—‏ مفاجأة اخرى!‏ وفي شباط (‏فبراير)‏ ١٩٦٢،‏ استقللنا القطار في لشبونة والدموع تملأ اعيننا متوجهَين الى مدريد.‏

التكيّف مع حضارة اخرى

في اسپانيا،‏ كان علينا الاعتياد على طريقة سرية في الكرازة وعقد الاجتماعات.‏ فلم نكن نكرز مطلقا لبيتين متجاورين.‏ وبعد الشهادة عند باب،‏ كنا نذهب الى مبنى آخر في شارع مختلف.‏ فذلك صعَّب على الشرطة او رجال الدين ان يمسكونا.‏ اودّ لفت انتباهكم اننا كنا تحت حكم ديكتاتوري كاثوليكي فاشيّ،‏ وأن عملنا الكرازي كان محظورا.‏ وإذ كنا اجنبيَّين،‏ اتخذنا اسمين اسپانيّين لئلا تُكتشَف هويتنا.‏ فأصبحت انا ادعى پابلو،‏ وهايزل خوانا.‏

بعد اشهر قليلة في مدريد،‏ نلنا تعيين العمل الدائري في برشلونة.‏ فزرنا مختلف الجماعات في المدينة،‏ وغالبا ما كنا نقضي اسبوعين او ثلاثة في كل جماعة.‏ لقد كانت الزيارات طويلة الى هذا الحد لأنه كان علينا زيارة كل فريق لدرس الكتاب كما لو انه جماعة،‏ مما عنى عادةً زيارة فريقين كل اسبوع.‏

تحدٍّ غير متوقع

في سنة ١٩٦٣،‏ دُعينا الى الانخراط في العمل الكوري في اسپانيا.‏ ولكي نخدم الشهود النشاطى البالغ عددهم نحو ٠٠٠‏,٣ كان علينا ان نغطي البلد بكامله —‏ ان نزور الدوائر التسع الموجودة آنذاك.‏ وقد عقدنا بشكل سري بعضا من المحافل الدائرية الابرز في الغابة القريبة من إشبيلية،‏ في مزرعة قرب كيكون،‏ وبجانب انهار قريبة من مدريد،‏ برشلونة،‏ ولوڠرونيو.‏

على سبيل الحيطة،‏ كنت عند الكرازة من بيت الى بيت اتحقق من الشوارع المجاورة لإيجاد منفذ في حال لم تجرِ الامور على ما يرام.‏ وذات مرة في مدريد،‏ فيما كنت انا وشاهد آخر نكرز في طابق علوي،‏ سمعنا فجأة صياحا وصراخا في الاسفل.‏ وعندما نزلنا،‏ وجدنا مجموعة من الفتيات المراهقات ينتمين الى اخوية كاثوليكية تدعى «بنات مريم».‏ كن يحذِّرن الجيران منا.‏ ولم نستطع ان نتباحث معهن،‏ فأدركت ان علينا الانصراف فورا لئلا تمسكنا الشرطة.‏ فهربنا بسرعة!‏

كانت السنوات التي قضيناها في اسپانيا مفرحة جدا.‏ لقد حاولنا تشجيع الاخوة والاخوات الرائعين هناك،‏ بمَن فيهم الفاتحون الخصوصيون.‏ فهؤلاء الاخوة تعرضوا لخطر السجن وغالبا ما تحمّلوا العوز من اجل الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه وتأسيس الجماعات وتقويتها.‏

وفي هذه الفترة تلقّينا ايضا اخبارا سيئة.‏ توضح هايزل:‏ «في سنة ١٩٦٤،‏ ماتت امي وهي شاهدة امينة.‏ كانت صدمة محزنة ان نخسرها دون التمكن من توديعها.‏ فذلك احد الامور التي يفرضها العمل الارسالي،‏ وقد تكبده مرسلون كثيرون غيرنا».‏

الحرية اخيرا

اخيرا بعد سنوات من الاضطهاد،‏ اعترفت حكومة فرانكو شرعيا بعملنا في تموز (‏يوليو)‏ ١٩٧٠.‏ فرحنا كثيرا انا وهايزل بافتتاح قاعتي ملكوت،‏ الاولى في مدريد والاخرى في لِسِپْس ببرشلونة.‏ وكان لهما لافتتان كبيرتان مضاءتان في اغلب الاحيان.‏ لقد اردنا ان يعرف الناس اننا هيئة شرعية وأننا باقون هناك!‏ وكان في اسپانيا نحو ٠٠٠‏,١٧ شاهد سنة ١٩٧٢.‏

في هذا الوقت تقريبا تلقّيت اخبارا مشجعة جدا من انكلترا.‏ كان ابي قد زارنا في اسپانيا سنة ١٩٦٩ وتأثر كثيرا بالمعاملة التي عامله بها الشهود الاسپان،‏ حتى انه بدأ يدرس الكتاب المقدس بعد عودته الى انكلترا.‏ وفي سنة ١٩٧١ قيل لي انه اعتمد!‏ كانت لحظة مؤثرة حين قدَّم ابي كأخ مسيحي صلاة شكر على الطعام اثناء زيارتنا له.‏ فقد انتظرت هذا اليوم اكثر من ٢٠ سنة.‏ وكان اخي بوب وزوجته آيرِس قد اصبحا شاهدين سنة ١٩٥٨.‏ واليوم يخدم ابنهما فيليپ مع زوجته جين كناظر دائرة في اسپانيا.‏ ويسرُّنا كثيرا ان نراهما يخدمان في هذا البلد الرائع.‏

مفاجأتنا الاحدث

في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٨٠،‏ زار اسپانيا ناظر اقليم هو عضو في الهيئة الحاكمة.‏ وفوجئت اذ اراد الانضمام اليّ في الخدمة.‏ فلم اكن اعلم انه اراد تقييم عملي!‏ وفي ايلول (‏سبتمبر)‏ طُلِب منا الانتقال الى المركز الرئيسي العالمي في بروكلين،‏ نيويورك.‏ كم كان ذلك مذهلا حقا!‏ لبّينا الدعوة وقلبنا ينفطر لأننا سنترك اخوتنا الاسپان.‏ وفي ذلك الوقت كان عدد الشهود ٠٠٠‏,٤٨!‏

فيما كنا نغادر،‏ تلقّيت هدية من احد الاخوة،‏ ساعة جيب منقوشا عليها آيتان —‏ «‏لوقا ١٦:‏١٠؛‏ لوقا ١٧:‏١٠‏».‏ قال انهما آيتان رئيسيتان عندي.‏ تشدد لوقا ١٦:‏١٠ على انه ينبغي ان نكون امناء في الامور الصغيرة،‏ وتقول لوقا ١٧:‏١٠ اننا «عبيد لا نصلح لشيء» وبالتالي لا نملك سببا للافتخار.‏ فلطالما ادركت ان كل ما نقوم به في خدمة يهوه ليس سوى واجبنا كمسيحيين منتذرين.‏

مفاجأة تتعلق بصحتي

في سنة ١٩٩٠ بدأت اعاني مشاكل في القلب.‏ وأخيرا أُدخِل جهاز في شرياني المسدود بغية فتحه.‏ في هذه الفترة الصعبة التي كنت فيها ضعيفا جسديا،‏ دعمتني هايزل بطرائق عديدة.‏ وغالبا ما كانت تحمل الاكياس والحقائب التي لم استطع حملها بسبب ضعفي.‏ وفي ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٠،‏ زُرعت في داخلي ناظمة قلبية.‏ وكم تحسنت حالتي بفضلها!‏

في السنوات الـ‍ ٥٠ الماضية،‏ ادركت انا وهايزل ان يد يهوه لا تقصر،‏ وأن مقاصده تتم في الوقت الذي يعيّنه هو لا نحن.‏ (‏اشعياء ٥٩:‏١؛‏ حبقوق ٢:‏٣‏)‏ لقد كانت حياتنا حافلة بالمفاجآ‌ت —‏ العديد منها سارّ والقليل محزن —‏ لكن يهوه يدعمنا دائما.‏ وهنا في المركز الرئيسي العالمي لشعب يهوه،‏ نفرح اذ تُتاح لنا يوميا فرصة الاتصال بأعضاء الهيئة الحاكمة.‏ اسأل نفسي احيانا:‏ ‹هل نحن حقا هنا؟‏›.‏ يا لها من نعمة!‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٩‏)‏ نحن على ثقة من ان يهوه سيستمر في حمايتنا من مكايد الشيطان وفي حفظنا لنفرح في اليوم الذي يبدأ فيه حكمه البار على الارض.‏ —‏ افسس ٦:‏١١-‏١٨؛‏ كشف ٢١:‏١-‏٤‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

سجن سْتراينجْوايز،‏ مانتشيستر،‏ حيث بدأت امضي عقوبة السجن

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

في العمل الدائري في انكلترا قرب سيارتنا نوع أوستن سيڤن

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

محفل عُقِد بشكل سري سنة ١٩٦٢ في ثرسيديليا،‏ مدريد،‏ اسپانيا

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

بجانب طاولة المطبوعات في بروكلين

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة