مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠١ ١/‏١١ ص ١٩-‏٢٤
  • حياة غنية في خدمة يهوه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حياة غنية في خدمة يهوه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • منزلنا في موقع استراتيجيّ
  • تبنّي الخدمة كامل الوقت
  • العمل والمعاشرة في بيت ايل
  • تلاميذ غيورون للكتاب المقدس
  • تقدير ميراثي الروحي
  • أهي المهنة الفضلى لكم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • هل يمكنكم ان تتطوّعوا؟‏
    خدمتنا للملكوت ٢٠٠١
  • امتيازات نلتها في الخدمة كامل الوقت
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٤
  • ‏«عملنا ما كان يجب علينا»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
ب٠١ ١/‏١١ ص ١٩-‏٢٤

قصة حياة

حياة غنية في خدمة يهوه

كما رواها رصل كُرزن

وُلدتُ في ٢٢ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٠٧،‏ قبل ٧ سنوات من العصر البارز الذي استُهلّ بنشوب الحرب العالمية الأولى.‏ كانت عائلتنا تنعم بثروة هي افضل ثروات العالم.‏ وأعتقد انكم ستوافقونني الرأي بعد اطّلاعكم على بعض التفاصيل في تاريخ حياتنا.‏

كانت الجدة كُرزن لا تزال بنتا صغيرة عندما بدأت تبحث عن الحق بشأن اللّٰه.‏ وقبل ان تبلغ سن الحداثة،‏ زارت كنائس مختلفة في بلدتها سپيتز الساحرة في سويسرا.‏ وفي سنة ١٨٨٧،‏ بعد زواجها ببضع سنوات،‏ انضمت عائلة كُرزن الى موجة المهاجرين المتدفقة على شواطئ الولايات المتحدة.‏

استقرّت العائلة في أوهايو،‏ حيث اكتشفت جدتي حوالي السنة ١٩٠٠ الكنز الذي طالما بحثت عنه.‏ وقد عثرت عليه في صفحات كتاب لتشارلز تاز رصل بعنوان قد دنا الوقت باللغة الألمانية.‏ وسرعان ما ادركت انها وجدت نور حق الكتاب المقدس في ما قرأته.‏ ومع انها لا تقرأ الانكليزية بشكل جيد،‏ طلبَت اشتراكا في مجلة برج المراقبة بالانكليزية.‏ وهكذا،‏ تعلّمت حقائق اضافية عن الكتاب المقدس،‏ وتحسّنت لغتها الانكليزية في الوقت نفسه.‏ لكنّ جدي لم يعرب قط عن اهتمام مماثل بالأمور الروحية.‏

بين الاولاد الـ‍ ١١ الذين وُلِدوا للجدة كُرزن،‏ قبِل اثنان،‏ جون وأدولف،‏ الكنز الروحي الذي وجدته.‏ اعتمد ابي جون سنة ١٩٠٤ في سانت لويس،‏ ميسّوري،‏ في محفل لتلاميذ الكتاب المقدس،‏ كما كان شهود يهوه معروفين آنذاك.‏ وبما ان غالبية تلاميذ الكتاب المقدس كانوا ذوي دخل محدود،‏ فقد عُيِّن تاريخ المحفل بشكل متزامن مع وقت المعرض العالمي في سانت لويس ليستفيدوا من الاسعار المخفّضة لتذاكر السفر بالقطار.‏ ولاحقا في سنة ١٩٠٧،‏ اعتمد عمّي أدولف في محفل عُقد في مدينة نياڠَرا فولز،‏ نيويورك.‏ وكان ابي وعمّي يكرزان بغيرة عمّا كانا قد تعلّماه من الكتاب المقدس،‏ وقد صارا كلاهما من الخدام كامل الوقت (‏يدعون الآن فاتحين)‏.‏

لذلك،‏ بحلول الوقت الذي وُلدتُ فيه سنة ١٩٠٧،‏ كانت عائلتي تنعم بثروة روحية.‏ (‏امثال ١٠:‏٢٢‏)‏ كنت مجرد طفل عندما أخذني والداي جون وإيدا سنة ١٩٠٨ الى المحفل الذي يحمل العنوان «الى الانتصار»،‏ في پوت-‏ إن-‏ باي،‏ أوهايو.‏ كان عريف المحفل جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ الذي كان خادما جائلا آنذاك.‏ وقد سبق وزارنا قبل بضعة اسابيع في دالتون،‏ أوهايو،‏ حيث ألقى خطابات على تلاميذ الكتاب المقدس المحليين.‏

طبعا،‏ لا أذكر شخصيا هذه الأحداث،‏ ولكني اتذكر المحفل في ماونتن لايك پارك،‏ ماريلَنْد،‏ سنة ١٩١١.‏ فهناك،‏ التقينا انا وأختي استر الأصغر سنا تشارلز تاز رصل المشرف آنذاك على النشاطات الكرازية العالمية النطاق لتلاميذ الكتاب المقدس.‏

وفي ٢٨ حزيران (‏يونيو)‏ ١٩١٤،‏ يوم اندلعت شرارة الحرب اثر مَقتَل الارشيدوق فرديناند وزوجته في ساراييڤو،‏ حضرتُ وعائلتي محفلا سلميا في كولومبس،‏ أوهايو.‏ وابتداء من هذه السنوات الباكرة،‏ حصلتُ على امتياز حضور محافل عديدة لشعب يهوه.‏ وقد ضمّ بعضها مجرد مئة شخص تقريبا،‏ في حين اكتظّت اخرى بالحشود الكبيرة في بعض اوسع مدرَّجات العالم.‏

منزلنا في موقع استراتيجيّ

ابتداء من سنة ١٩٠٨ حتى سنة ١٩١٨،‏ استُخدم منزلنا في دالتون—‏ التي تقع في الوسط بين پيتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا،‏ وكليڤلنْد،‏ أوهايو —‏ لعقد اجتماعات فريق صغير من تلاميذ الكتاب المقدس.‏ وصار منزلنا مركزا لاستضافة العديد من الخطباء الجائلين.‏ كانوا يربطون احصنتهم وعرباتهم وراء حظيرتنا،‏ ويروون للمجتمعين الاختبارات المثيرة ونفائس روحية اخرى.‏ وكم كانت تلك الاوقات مشجّعة!‏

كان ابي استاذا في المدرسة،‏ غير ان قلبه كان متعلقا بالخدمة المسيحية،‏ اعظم عمل تعليمي،‏ اكثر من مهنته الدنيوية.‏ وقد حرص على تعليم عائلته عن يهوه،‏ فلم تمض امسية لم نصلّ فيها معا كعائلة.‏ وفي ربيع سنة ١٩١٩،‏ باع ابي عربتنا والحصان،‏ واشترى بقيمة ١٧٥ دولارا اميركيا سيارة فورد من طراز سنة ١٩١٤ حتى يتمكّن من بلوغ عدد اكبر من الاشخاص في عمله الكرازي.‏ وقد نقلت هذه السيارة عائلتنا في السنتين ١٩١٩ و ١٩٢٢ لحضور محافل تلاميذ الكتاب المقدس الرائعة في سيدر پوينت،‏ أوهايو.‏

لقد اشترك جميع اعضاء عائلتنا —‏ امي؛‏ ابي؛‏ استر؛‏ اخي الاصغر جون؛‏ وأنا —‏ في النشاط الكرازي العلني.‏ وما زلت اذكر جيدا لما طرح عليّ للمرة الاولى رب بيت سؤالا من الكتاب المقدس.‏ كنت آنذاك في السابعة من عمري تقريبا.‏ وقد سأل الرجل:‏ «ايها الصغير،‏ ما هي هرمجدون؟‏».‏ وبقليل من الدعم من قِبل والدي،‏ تمكّنتُ من اعطائه جوابا مؤسسا على الكتاب المقدس.‏

تبنّي الخدمة كامل الوقت

حضرت عائلتنا سنة ١٩٣١ المحفل الذي عُقد في كولومبس،‏ أوهايو.‏ وكم سُررنا عندما تبنّينا الاسم الجديد،‏ شهود يهوه!‏ فتحمس جون للغاية حتى انه قرّر ان علينا كلينا المباشرة بعمل الفتح.‏a وهذا ما حصل،‏ ثم انضمّت الينا امي،‏ ابي،‏ وإستر.‏ ويا للكنز الذي امتلكناه —‏ عائلة متحدة في العمل المفرح للكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه!‏ لا املّ ابدا من شكر يهوه على بركته.‏ ورغم اننا كنا بغاية السعادة،‏ كان المزيد من الافراح ينتظرنا.‏

في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٣٤،‏ ابتدأت بالخدمة في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه (‏المدعو بيت ايل)‏ في بروكلين،‏ نيويورك.‏ وقد انضمّ جون اليّ بعد بضعة اسابيع.‏ فتشاركنا في الغرفة نفسها الى ان تزوجّ بامرأته الحبيبة،‏ جيسي سنة ١٩٥٣.‏

بعد ذهابنا انا وجون الى بيت ايل،‏ قبِل والدانا ان يُعيَّنا فاتحين في اماكن متعدّدة في البلد،‏ وذهبت برفقتهما استر وزوجها جورج ريد.‏ استمرّ والدانا في خدمة الفتح حتى انهيا مسلكهما الارضي سنة ١٩٦٣.‏ وقد ربّت استر وزوجها عائلة رائعة،‏ وأنا مبارك بعدد من اولاد الاخوة والاخوات الذين احبهم جدا.‏

العمل والمعاشرة في بيت ايل

استخدم جون مهاراته التقنية في عمله في بيت ايل وتعاون مع اعضاء آخرين هناك في العمل على مشاريع كإنتاج فونوڠرافات قابلة للحمل.‏ وقد استخدم الآلاف من شهود يهوه هذه الفونوڠرافات في الخدمة من بيت الى بيت.‏ كما ساعد جون على تصميم وبناء آلات لتغليف ووضع الملصقات على المجلات التي كانت تُرسل بالبريد الى المشتركين.‏

بدأتُ الخدمة في بيت ايل في معمل تجليد الكتب؛‏ وبعض الشبان الذين عملوا في المعمل آنذاك لا يزالون حتى الآن يخدمون بأمانة في بيت ايل.‏ ويشمل هؤلاء كاري باربر وروبرت هاتسفلت.‏ وبين آخرين اتذكرهم بإعزاز،‏ ولكنهم رقدوا،‏ ناثان نور،‏ كارل كلاين،‏ لايْمَن سْوينڠل،‏ كلاوس جنسن،‏ ڠرانت سوتر،‏ جورج ڠانڠس،‏ أورِن هيبارد،‏ جون سيورَس،‏ روبرت پَين،‏ تشارلز فِكِل،‏ بينو بورتشك،‏ وجون پيري.‏ لقد تابعوا عملهم بأمانة سنة بعد سنة،‏ غير متذمّرين قط او متوقّعين «ترقية».‏ ولكن تولّى عدد من هؤلاء المسيحيين الممسوحين بالروح الاولياء مسؤوليات اعظم فيما نمت الهيئة.‏ حتى ان البعض خدموا في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏

ان العمل مع هؤلاء الإخوة الذين يتحلون بروح التضحية بالذات علّمني درسا هاما.‏ في الوظائف الدنيوية،‏ يتقاضى العمّال رواتب مالية لقاء اتعابهم.‏ فهذه مكافأتهم.‏ اما الخدمة في بيت ايل،‏ فتغدق بركات روحية غنية،‏ ولا يقدّر مكافآ‌ت كهذه إلّا الرجال والنساء الروحيون.‏ —‏ ١ كورنثوس ٢:‏٦-‏١٦‏.‏

كان ناثان نور،‏ الذي اتى الى بيت ايل سنة ١٩٢٣ وهو حدث،‏ ناظر المعمل في ثلاثينات الـ‍١٩٠٠.‏ كان يتجوّل في المعمل كل يوم ملقيا التحية على كل من العمال.‏ وكم قدّرنا نحن الجدد في بيت ايل هذا الاهتمام الشخصي!‏ وفي السنة ١٩٣٦،‏ وصلتنا من المانيا مطبعة جديدة،‏ صعُب على بعض الإخوة الاحداث جمع قطعها.‏ فلبس الأخ نور بدلة العمل واشتغل معهم طيلة شهر حتى صارت جاهزة للتشغيل.‏

كان الاخ نور عاملا نشيطا حتى ان معظمنا عجز عن مجاراته.‏ لكنه ايضا عرف كيف يخصّص الوقت للاستجمام.‏ حتى بعدما أُوكل اليه الاشراف على نشاطات شهود يهوه الكرازية حول العالم في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤٢،‏ كان احيانا يلعب البايسبول مع اعضاء من عائلة بيت ايل وتلاميذ مدرسة جلعاد الإرسالية قرب ساوث لانسينڠ،‏ نيويورك.‏

في نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٥٠،‏ انتقلت عائلة بيت ايل الى المبنى السكني الجديد المؤلف من عشرة طوابق الواقع في ١٢٤ كولومبيا هايتس،‏ بروكلين،‏ نيويورك.‏ وقد اتّسعت غرفة الطعام لكامل عائلة بيت ايل.‏ وخلال السنوات الثلاث تقريبا التي استغرقها البناء،‏ لم نتمكّن من التمتع ببرنامج العبادة الصباحية.‏ فكم سُررنا عندما صار هذا البرنامج ساري المفعول مجددا!‏ لقد عيّن الأخ نور لي مكانا بجانبه على طاولة العريف حتى استطيع مساعدته على تذكّر اسماء اعضاء العائلة الجدد.‏ وقد جلستُ في هذا المقعد نفسه طوال خمسين سنة عند العبادة الصباحية والفطور.‏ ثم في ٤ آب (‏اغسطس)‏ ٢٠٠٠،‏ أُغلقت غرفة الطعام تلك،‏ وعُيّنتُ في احدى غرف الطعام التي جرى تجديدها في فندق التاورز السابق.‏

وفي خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ عملتُ في المعمل على مكنة لينوتيب للطباعة،‏ مُعِدّا فواصل السطور التي كانت تُجمع في صفحات كجزء من عمليّة صنع الالواح الطباعية.‏ لم يكن هذا العمل من اعمالي المفضّلة،‏ لكن المسؤول عن المكنات وليَم پيترسون،‏ كان لطيفا جدا معي بحيث صرت اتمتع بوقتي هناك.‏ ثم في سنة ١٩٦٠،‏ نشأت الحاجة الى متطوعين لدهن المبنى السكني الجديد في ١٠٧ كولومبيا هايتس.‏ وكم سرّني تقديم خدماتي للمساعدة على إعداد هذه التسهيلات الجديدة لعائلتنا المتزايدة في بيت ايل!‏

وبعيد انتهاء دهن المبنى ١٠٧ كولومبيا هايتس،‏ فوجئتُ وسُررتُ عندما عُيِّن لي القيام باستقبال زوّار بيت ايل.‏ وقد تمتعتُ بالسنوات الـ‍٤٠ الاخيرة التي خدمتُ فيها كعامل استقبال كما تمتعت بكامل الاوقات التي قضيتها في بيت ايل.‏ وبصرف النظر عما اذا كان الاشخاص الذين يقصدون بيت ايل مجرد زائرين او اعضاء جددا،‏ من المفرح التأمل بنتائج جهودنا المتضافرة للمساهمة في تقدّم مصالح الملكوت.‏

تلاميذ غيورون للكتاب المقدس

ان عائلتنا في بيت ايل مزدهرة روحيا لأن اعضاءها يحبون الكتاب المقدس.‏ فعندما اتيت الى بيت ايل في البداية،‏ سألتُ ايمّا هاملتون،‏ التي كانت تعمل كمصحّحة للغة،‏ كم مرة قرأت الكتاب المقدس.‏ فأجابت:‏ «خمسا وثلاثين مرة،‏ ثم لم اعد اذكر العدد».‏ وكان انطون كوربر،‏ مسيحي آخر راسخ في الايمان خدم في بيت ايل خلال الفترة نفسها،‏ يقول:‏ «لا تسمحوا ان يكون الكتاب المقدس ابعد من متناول يدكم».‏

بعد موت الأخ رصل سنة ١٩١٦،‏ تولّى جوزيف ف.‏ رذرفورد المسؤوليات التنظيمية بدلا منه.‏ كان رذرفورد خطيبا عاما بارعا وفعّالا،‏ وبصفته محاميا دافع عن شهود يهوه امام المحكمة العليا في الولايات المتحدة.‏ وبعد موته سنة ١٩٤٢،‏ شغل الأخ نور مكانه وبذل جهد استطاعته لتطوير مهارته في الخطابة العامة.‏ وبما اني كنت اعيش في غرفة مجاورة لغرفته،‏ غالبا ما كنت اسمعه يتمرّن على إلقاء خطاباته مرة بعد مرة.‏ وبمرور الوقت،‏ صار بفضل جهوده الدؤوبة خطيبا عاما ماهرا.‏

في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٤٢،‏ ساهم الأخ نور في تأسيس برنامج لمساعدتنا جميعا نحن الاخوة في بيت ايل على تحسين مقدراتنا التعليمية والتحدثية.‏ وقد ركّزت المدرسة على البحث في الكتاب المقدس والخطابة العامة.‏ في البداية،‏ كان على كل منا ان يلقي خطابات قصيرة عن شخصيات في الكتاب المقدس.‏ فكان خطابي الأول عن موسى.‏ وفي سنة ١٩٤٣ بوشِر بعقد مدرسة مشابهة في جماعات شهود يهوه،‏ وهي مستمرة الى هذا اليوم.‏ وما زال يُشدّد في بيت ايل على اكتساب المعرفة المؤسسة على الكتاب المقدس وعلى تطوير اساليب تعليمية فعّالة.‏

في شباط (‏فبراير)‏ ١٩٤٣،‏ افتُتح اول صف لمدرسة جلعاد الإرسالية.‏ وقد تخرّج الآن صف جلعاد الـ‍ ١١١!‏ وخلال الـ‍ ٥٨ سنة الماضية من العمل،‏ درّبت المدرسة أكثر من ٠٠٠‏,٧ شخص ليخدموا كمرسلين حول العالم.‏ والجدير بالملاحظة انه عندما ابتدأت المدرسة سنة ١٩٤٣،‏ كان يوجد اكثر بقليل من ٠٠٠‏,١٠٠ شاهد ليهوه حول العالم.‏ اما الآن،‏ فهنالك اكثر من ستة ملايين يشتركون في الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه!‏

تقدير ميراثي الروحي

قُبيل تأسيس جلعاد،‏ عُيّنتُ وشخصين آخرين من بيت ايل لزيارة الجماعات في كل انحاء الولايات المتحدة.‏ فقضينا يوما،‏ بضعة ايام،‏ وفي بعض الاحيان اسبوعا بغية تقوية هذه الجماعات روحيا.‏ كنا ندعى خداما الى الاخوة،‏ تسمية تبدّلت لاحقا فصارت خادم الدائرة،‏ او ناظر الدائرة.‏ ولكن بعد ان فتحت مدرسة جلعاد ابوابها،‏ طُلب مني العودة لتعليم بعض المقرَّرات.‏ فخدمتُ كمعلِّم ثابت للصفوف ٢ حتى ٥،‏ كما علّمتُ الصف الـ‍ ١٤ بدلا من احد المعلِّمين الثابتين لهذا الصف.‏ وإذ تمكّنتُ من استعراض الأحداث الباكرة المميّزة التي حصلت في تاريخ هيئة يهوه العصري مع التلاميذ —‏ والتي استطعتُ ان اروي العديد منها من اختباري الشخصي —‏ شعرتُ بتقدير اعمق لميراثي الروحي الغني.‏

ثمة امتياز آخر تمتعتُ به خلال السنوات وهو حضوري محافل اممية لشعب يهوه.‏ ففي سنة ١٩٦٣،‏ سافرت حول العالم برفقة اكثر من ٥٠٠ مندوب لحضور محافل «البشارة الابدية».‏ كما حضرت محافل تاريخية اخرى كالتي عُقدت في وارسو،‏ پولندا،‏ سنة ١٩٨٩؛‏ برلين،‏ المانيا،‏ سنة ١٩٩٠؛‏ وموسكو،‏ روسيا،‏ سنة ١٩٩٣.‏ وفي كل محفل،‏ أُتيحت لي فرصة الالتقاء ببعض اخوتنا وأخواتنا الاحباء الذين عانوا عقودا من الاضطهاد تحت نظام الحكم النازي،‏ نظام الحكم الشيوعي،‏ او كليهما.‏ وكم كانت تلك الاختبارات مقوّية للايمان!‏

حقا،‏ لقد كانت حياتي في خدمة يهوه غنية للغاية!‏ فالبركات الروحية لا تنتهي ابدا.‏ وبخلاف الغنى المادي،‏ كلما اشركنا الآخرين في هذه الامور الثمينة،‏ ازدادت ثروتنا.‏ احيانا،‏ اسمع البعض يقولون انهم يتمنون لو لم تجر تربيتهم كشهود ليهوه.‏ ويقولون انهم كانوا سيقدِّرون حقائق الكتاب المقدس اكثر لو انهم اختبروا اولا الحياة خارج هيئة يهوه.‏

لطالما شعرت بالانزعاج لسماعي احداثا يعبّرون بهذه الطريقة،‏ اذ انهم يقولون في الواقع انه من الأفضل ألّا يُربّى المرء على ضوء معرفة طرق يهوه.‏ ولكن فكّروا في كل العادات السيئة والتفكير الفاسد الذي على الناس التخلّص منها عندما يجدون حق الكتاب المقدس في وقت متأخر من حياتهم.‏ ولطالما شعرتُ بالامتنان العميق ان والديّ ربيا اولادهما الثلاثة في طريق البرّ.‏ لقد بقي جون خادما امينا ليهوه حتى موته في تموز (‏يوليو)‏ ١٩٨٠،‏ وما زالت استر شاهدة امينة الى اليوم.‏

اتطلّع الى الوراء بحنين عميق الى الصداقات العديدة الرائعة التي تمتعت بها مع اخوة وأخوات مسيحيين امناء.‏ لقد مضى عليّ الآن ٦٧ سنة رائعة من الخدمة في بيت ايل.‏ ومع اني لم اتزوج قط،‏ رُزقتُ بالعديد من الأبناء والبنات،‏ بالإضافة الى الحفداء الروحيين.‏ وأبتهج اذ افكّر في جميع الأعضاء الجدد الأحباء لعائلتنا العالمية الذين سألتقيهم بعد،‏ وأعتبر كلّا منهم شخصا عزيزا.‏ كم صحيحة هي الكلمات:‏ «بركة الرب هي تُغني»!‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢‏.‏

‏[الحاشية]‏

a اعتمدتُ في ٨ آذار (‏مارس)‏ ١٩٣٢،‏ بعد ان اتُّخذ القرار ان اصير فاتحا.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

من اليسار الى اليمين:‏ ابي مع اخي جون في حضنه،‏ استر،‏ انا وأمي

‏[الصورتان في الصفحة ٢٣]‏

فيما كنت اعلّم صفا في جلعاد سنة ١٩٤٥

الى اليمين الاعلى:‏ معلِّمو مدرسة جلعاد ادوَرْدو كيلر،‏ فْرد فرانز،‏ انا،‏ وألبرت شرودر

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

فيما كنت اتأمل في حياتي الغنية في خدمة يهوه

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة