مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٢ ١/‏١٢ ص ٢٤-‏٢٨
  • البلد الذي عُيِّنّا فيه مرسلَين اصبح موطننا

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • البلد الذي عُيِّنّا فيه مرسلَين اصبح موطننا
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • السجن والحظر
  • زواجي بمبشِّرة غيورة
  • تعييننا في بلد اجنبي
  • استجابة لصلواتنا
  • مسروران في تعييننا
  • النمو مع هيئة يهوه في جنوب افريقيا
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • ‏‹طلب الملكوت اولا›‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
  • عمِلنا كفريق
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • طبع مطبوعات الكتاب المقدس وقت الحظر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
ب٠٢ ١/‏١٢ ص ٢٤-‏٢٨

قصة حياة

البلد الذي عُيِّنّا فيه مرسلَين اصبح موطننا

كما رواها دِك وولدرون

ذات يوم من ايام الآحاد بعد الظهر في ايلول سنة ١٩٥٣،‏ بعد اقل من اسبوع على وصولنا الى افريقيا الجنوبية الغربية (‏الآن ناميبيا)‏،‏ كنا نستعد لادارة اجتماع عام في العاصمة ونْدْهوك.‏ ولكن ماذا دفعنا الى الانتقال من اوستراليا الى هذه الارض الافريقية؟‏ جئنا انا وزوجتي،‏ مع ثلاث اخوات شابات،‏ كمرسلين لنشر بشارة ملكوت اللّٰه.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

ولدت في السنة المصيرية ١٩١٤ في البلد النائي،‏ اوستراليا.‏ وتزامنت حداثتي مع الازمة الاقتصادية الكبرى،‏ فكان عليَّ ان اساهم في إبقاء عائلتي حية.‏ لم يكن هناك اي عمل اقوم به،‏ لكنّي ابتكرت طريقة لصيد الارانب البرية الموجودة بكثرة في اوستراليا.‏ وهكذا،‏ بالاضافة الى وجبات الطعام العادية،‏ توفرت مؤونة ثابتة من لحم الارانب.‏

بحلول الوقت الذي بدأت فيه الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٣٩،‏ كنت قد تدبرت الامر للحصول على عمل في عربات الترام والباصات في مدينة ملبورن.‏ كان هناك نحو ٧٠٠ شخص يعملون مناوبة على الباصات،‏ وفي كل نوبة عمل التقيت قاطعا للتذاكر او سائقا مختلفا.‏ وغالبا ما كنت اسأل كلّا منهم:‏ «ما هو دينك؟‏»،‏ جاعلا اياه يفسّر لي معتقداته.‏ لكنّ الوحيد الذي اعطاني اجوبة مقنعة كان واحدا من شهود يهوه.‏ فقد شرح لي الرسالة المؤسسة على الكتاب المقدس عن فردوس ارضي،‏ حيث يعيش الناس الذين يخافون اللّٰه الى الابد.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩‏.‏

في تلك الفترة نفسها،‏ اصبحت امي على اتصال بشهود يهوه.‏ وغالبا ما كنت ارجع الى البيت من مناوبتي الليلية،‏ فأجد مع طعامي نسخة من مجلة التعزية (‏تدعى الآن استيقظ!‏‏)‏.‏ ان ما قرأته راقني كثيرا.‏ وأدركت مع الوقت اني وجدت الدين الحقيقي،‏ فبدأت اعاشر الجماعة واعتمدت في ايار (‏مايو)‏ سنة ١٩٤٠.‏

كان هنالك بيت للفاتحين في ملبورن حيث عاش تقريبا ٢٥ خادما كامل الوقت من شهود يهوه.‏ فانتقلت للعيش معهم.‏ ويوما بعد يوم،‏ اصغيت الى اختباراتهم الشيِّقة في عمل الكرازة فنمت عندي رغبة في الانضمام اليهم.‏ ثم قدمت طلبا لخدمة الفتح.‏ فجرى قبولي واستدعائي لأخدم في مكتب فرع شهود يهوه في اوستراليا.‏ وهكذا اصبحت فردا من عائلة بيت ايل.‏

السجن والحظر

كان احد تعييناتي في بيت ايل الاشراف على العمل في منشرة،‏ حيث قمنا بقطع الخشب بغية صنع فحم للبنزين.‏ واستُعمل هذا البنزين في سيارات الفرع لأن كميات البنزين التجاري كانت ضئيلة بسبب الحرب.‏ كنا اثني عشر رجلا نعمل في المنشرة،‏ وجميعنا مطلوبين للتجنيد العسكري.‏ ولم يمضِ وقت حتى حُكم علينا بالسجن مدة ستة اشهر بسبب رفضنا المؤسس على الكتاب المقدس للخدمة العسكرية.‏ (‏اشعياء ٢:‏٤‏)‏ أُرسلنا الى مزرعة السجن لنقوم بالاشغال الشاقة.‏ فماذا كان تعييننا؟‏ من بين كل الاعمال،‏ اختاروا لنا قطع الخشب؛‏ العمل نفسه الذي تمرنّا على القيام به في بيت ايل!‏

أبلينا بلاء حسنا في قطع الخشب فأعطانا حاكم السجن كتابا مقدسا ومطبوعاتنا المؤسسة عليه،‏ رغم الاوامر الصارمة ان نُحرم من هذه الادوات.‏ وخلال هذا الوقت تعلمت درسا في العلاقات البشرية.‏ ففيما كنت في بيت ايل،‏ عمل معنا اخ لم انسجم معه بسبب التضارب في شخصيتينا.‏ ولكن مَن تظن انه وُضع معي في الزنزانة ذاتها؟‏ نعم،‏ الاخ نفسه.‏ والآن اصبح لدينا حقا الوقت لنتعرَّف واحدنا بالآخر،‏ وكانت النتيجة اننا طوَّرنا صداقة حميمة ودائمة.‏

مع الوقت،‏ حُظر عمل شهود يهوه في اوستراليا.‏ وصودِرت كل الاموال،‏ فلم يبقَ للاخوة في بيت ايل الا القليل.‏ وفي احدى المناسبات،‏ اقترب إليَّ احد الاخوة وقال:‏ «دِك،‏ اريد الذهاب لأقوم بالشهادة في البلدة لكنني لا املك سوى جزمة العمل».‏ وقد سررت بمساعدته،‏ فذهب الى البلدة لابسًا حذائي.‏

لاحقا،‏ سمعنا انه اعتُقل وسُجن لقيامه بالكرازة.‏ فلم استطع ان امنع نفسي من ارسال تعليق صغير له:‏ «آسف لما حصل لك.‏ يسعدني اني لست انا من ينتعل الحذاء».‏ لكن سرعان ما اعتُقلت وسُجنت بعد ذلك للمرة الثانية بسبب موقفي الحيادي.‏ بعد اطلاق سراحي من السجن،‏ عُيِّنتُ مسؤولا عن المزارع التي زودت الطعام لعائلة بيت ايل.‏ وفي ذلك الوقت كان قد صدر قرار من المحكمة لمصلحتنا،‏ ورُفع الحظر عن نشاطات شهود يهوه.‏

زواجي بمبشِّرة غيورة

في المزرعة،‏ بدأت افكر جديًا في الزواج وانجذبت الى فاتحة شابة،‏ كارالي كلوڠن.‏ كانت جدة كارالي اول مَن اظهر الاهتمام برسالة الكتاب المقدس في عائلتها.‏ وعلى فراش الموت،‏ قالت لڤيرا والدة كارالي:‏ «ربِّي بناتكِ على خدمة ومحبة اللّٰه،‏ وسنلتقي يوما ما في الارض الفردوسية».‏ ولاحقا،‏ عندما اتى احد الفاتحين الى باب ڤيرا وقدم لها مطبوعة ملايين من الاحياء لن يموتوا ابدا بدأت تفكر جدِّيا في كلمات امها.‏ فقد اقنع الكراس ڤيرا ان قصد اللّٰه للجنس البشري كان التمتع بالحياة على ارض فردوسية.‏ (‏كشف ٢١:‏٤‏)‏ اعتمدت ڤيرا في اوائل الثلاثينات،‏ وبناء على تشجيع والدتها ساعدت بناتها الثلاث:‏ لوسي،‏ جين،‏ وكارالي على تطوير المحبة للّٰه.‏ اما والد كارالي فكان معارضا جدا لاهتمامات عائلته الدينية،‏ تماما كما حذّر يسوع انه قد يحصل في العائلات.‏ —‏ متى ١٠:‏٣٤-‏٣٦‏.‏

كانت عائلة كلوڠان موهوبة موسيقيا،‏ فكل واحد من الاولاد عزف على آلة ما.‏ كانت لوسي تعزف على الكَمَنْجة.‏ وفي سنة ١٩٣٩،‏ بعمر ١٥ سنة،‏ نالت الدبلوم في الموسيقى.‏ لكن نشوب الحرب العالمية الثانية جعل كارالي تفكر جدِّيا في مستقبلها.‏ فقد حان الوقت لكي تتخذ قرارها حول ما ستفعله في حياتها.‏ فمن جهة،‏ كان بإمكانها ان تمارس مهنة تتعلق بالموسيقى،‏ اذ وُجِّهت الدعوة اليها للعزف في اوركسترا ملبورن السمفونية.‏ ومن جهة اخرى،‏ كان باستطاعتها ان تكرِّس وقتها للعمل العظيم،‏ الكرازة برسالة الملكوت.‏ وبعد ان امعنت التفكير،‏ اعتمدت كارالي واختاها سنة ١٩٤٠ وقمن بالتحضيرات للانخراط كامل الوقت في عمل التبشير.‏

بُعيد انخراط كارالي في الخدمة كامل الوقت،‏ اقترب منها لويد باري،‏ أخ مسؤول من فرع اوستراليا خدم لاحقا كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏ كان باري قد انهى إلقاء خطاب له في ملبورن عندما اقترب وقال لكارالي:‏ «سأرجع الى بيت ايل.‏ فلمَ لا تعودين معي على متن القطار وتنضمين الى عائلة بيت ايل؟‏».‏ فلبّت كارالي الدعوة بكل طوعية.‏

لعبت كارالي مع باقي الاخوات في عائلة بيت ايل دورا هامًّا في تزويد مطبوعات الكتاب المقدس للاخوة في اوستراليا اثناء الحظر في سنوات الحرب.‏ فقد قمن بمعظم الطباعة تحت اشراف الاخ مالكوم ڤايل.‏ كما طُبعَ وجُلِّد كتابا العالم الجديد و الاولاد،‏ واستمر يصدر كل عدد من مجلة برج المراقبة خلال الحظر الذي دام اكثر من سنتين.‏

وقد نُقلت المطبعة نحو ١٥ مرة لتضليل الشرطة.‏ وفي احدى الحالات،‏ طُبعت مطبوعات الكتاب المقدس في الطابق السفلي لأحد المباني حيث كانت تُجرى انواع طبع مختلفة كتمويه.‏ وحين كان الخطر يهددهم،‏ كانت الاخت في باحة الاستقبال تضغط على زّر يجعل جرسا في الطابق السفلي يرنّ،‏ فتتمكن الاخوات من اخفاء المطبوعات قبل ان يبدأ احد بالتفتيش.‏

ذات مرة،‏ خلال القيام بالتفتيش،‏ اصيبت بعض الاخوات بالذعر عندما ادركن ان نسخة من برج المراقبة موضوعة على الطاولة وواضحة للعيان.‏ لكنّ الشرطي دخل ووضع حقيبته تماما على المجلة،‏ ثم تابع البحث.‏ وإذ لم يجد شيئا،‏ رفع حقيبته وخرج!‏

بعد الحظر اعيدت ملكية الفرع للاخوة،‏ وأُعطي الكثير منهم فرصة الخدمة في الحقل كفاتحين خصوصيين.‏ فتطوَّعت كارالي للذهاب الى ڠلِن اينيس.‏ ثم لحقت بها عندما تزوجنا في ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٤٨.‏ وحين تغيّر تعييننا في ما بعد،‏ كانت قد تأسست هناك جماعة مزدهرة.‏

كان تعييننا التالي في روكهامپتون.‏ لكننا لم نجد مكانا نقيم فيه،‏ لذا نصبنا خيمة في مكان مكشوف في مزرعة شخص مهتم.‏ وبقيت تلك الخيمة منزلنا للاشهر التسعة التالية.‏ وكان يحتمل ان نعيش فيها فترة اطول.‏ لكن بعد ان اتى فصل الامطار،‏ مزَّقت الرياح المدارية الخيمة الى قطع صغيرة وجرفتها الامطار الموسمية بعيدا.‏a

تعييننا في بلد اجنبي

بينما كنا في روكهامپتون تسلّمنا دعوة لحضور الصف الـ‍ ١٩ لمدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس من اجل التدريب الارسالي.‏ وهكذا،‏ بعد التخرج سنة ١٩٥٢،‏ أُرسلنا الى ما كان يُعرف آنذاك بإفريقيا الجنوبية الغربية.‏

لم يتأخر رجال دين العالم المسيحي في اظهار موقفهم من العمل الارسالي.‏ فكل احد،‏ ولمدة ستة اسابيع متتالية حذَّروا رعاياهم منّا من على منبر الوعظ.‏ وقالوا للناس الّا يفتحوا الابواب لنا وألا يسمحوا لنا بقراءة الكتاب المقدس،‏ لأنها ستربكهم.‏ ورغم اننا وزّعنا مطبوعات عدة في احدى المناطق،‏ تبعنا رجل الدين من منزل الى منزل وجمع كل ما وزّعناه.‏ وفي احد الايام قمنا بمناقشة في مكتب رجل الدين ووجدنا ان لديه مجموعة لا بأس بها من مطبوعاتنا.‏

لم يمضِ وقت طويل حتى بدأت نشاطاتنا المحلية تُقلق السلطات.‏ ولا شك انه بتحريض من رجال الدين اشتبهوا في ان يكون لدينا اتصال مع الشيوعيين.‏ فاخذوا بصماتنا،‏ واستجوبوا بعض الذين كنا نزورهم.‏ ورغم كل هذه المعارضة ازداد عدد الحضور في الاجتماعات باطِّراد.‏

نمّينا منذ وصولنا الى هنا رغبة شديدة في نشر رسالة الكتاب المقدس بين السكان الاصليين في اوڤامبو وهريرو وناما،‏ رغم ان ذلك لم يكن سهلا.‏ ففي تلك الايام،‏ كانت افريقيا الجنوبية الغربية خاضعة لحكومة افريقيا الجنوبية التي تتَّبع سياسة التمييز العنصري.‏ وبما اننا من العرق الابيض،‏ لم يُسمح لنا بالشهادة في المناطق التي يقطنها السود دون اذن من الحكومة.‏ وقد حاولنا من وقت الى آخر ان نقدم طلبا،‏ لكن السلطات رفضت اعطاءنا الاذن.‏

بعد سنتين من خدمتنا في بلد اجنبي،‏ تلقينا مفاجأة!‏ فقد اصبحت كارالي حاملا.‏ وفي تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٥٥ وُلدت ابنتنا شارلوت.‏ ورغم اننا لم نعد نستطيع العمل كمرسلَين،‏ تمكنت من الحصول على عمل بدوام جزئي وواصلت عملي كفاتح طوال فترة من الوقت.‏

استجابة لصلواتنا

واجهت تحديا آخر سنة ١٩٦٠.‏ فقد استلمت كارالي رسالة مفادها ان والدتها مريضة جدا وأنها اذا لم تأتِ الى المنزل،‏ فربما لن تتمكن والدتها من رؤيتها ثانية.‏ فخططنا للرحيل من افريقيا الجنوبية الغربية الى اوستراليا.‏ وفي الاسبوع الذي كنا سنرحل فيه حدث شيء غير متوقع،‏ اذ حصلت على الاذن من السلطات المحلية للدخول الى المدينة التي يقطنها السود،‏ كاتوتورا.‏ فماذا سنفعل الآن؟‏ نعيد الاذن بعد ان ناضلنا من اجله سبع سنوات؟‏ كان يمكننا الادعاء ان آخرين سيكملون العمل الذي بدأناه.‏ لكن ألَمْ تكن هذه بركة من يهوه،‏ استجابة لصلواتنا؟‏

اتخذت قراري بسرعة.‏ لن اترك المدينة،‏ لأنه اذا رحلنا جميعا الى اوستراليا فقد تتعرض اقامتنا الدائمة في المدينة للخطر،‏ بعد ان ناضلنا من اجلها.‏ لذلك ألغيت في اليوم التالي حجزي في الباخرة وأرسلت كارالي وشارلوت الى اوستراليا في عطلة طويلة.‏

وبينما هما هناك،‏ بدأت ابشر المقيمين في كاتوتورا.‏ وقد اظهر الناس هناك اهتماما كبيرا.‏ فعندما عادت كارالي وشارلوت،‏ كان كثيرون منهم يحضرون الاجتماعات.‏

كانت لديّ آنذاك سيارة قديمة تمكنت بواسطتها ان اجلب المهتمين الى الاجتماعات.‏ وقمت بأربع او خمس رحلات الى كل اجتماع آخذا سبعة،‏ ثمانية،‏ او تسعة اشخاص في الرحلة الواحدة.‏ وعند خروج الشخص الاخير،‏ كانت كارالي تقول مازحة:‏ «كم واحدا يوجد بعد تحت المقعد؟‏».‏

لزيادة فعاليتنا في عمل الكرازة،‏ كنا بحاجة الى مطبوعات في لغة السكان الاصليين.‏ فحظيت بامتياز القيام بالترتيبات الضرورية لترجمة نشرة الحياة في عالم جديد بأربع لغات محلية:‏ الهريرية،‏ الناماوية،‏ الندونڠية،‏ والكوانيامية.‏ كان المترجمون اشخاصا متعلمين ندرس معهم الكتاب المقدس،‏ ومع ذلك كان يجب ان اعمل معهم للتأكد من ان كل جملة تُترجم بدقة.‏ كانت الناماوية لغة بمفردات محدودة.‏ مثلا،‏ كنت احاول ان اشرح النقطة:‏ «في البدء كان آدم انسانا كاملا».‏ فأخذ المترجم يحكّ رأسه،‏ موضحا انه لا يتذكر كلمة ناماوية مقابل «كاملا».‏ وأخيرا قال:‏ «وجدتها،‏ في البدء كان آدم مثل درّاقة ناضجة».‏

مسروران في تعييننا

مرّت ٤٩ سنة على وصولنا الى هذا البلد،‏ الذي يدعى الآن ناميبيا.‏ ولم يعد من الضروري الحصول على اذن للدخول الى موطن السود،‏ اذ تسيطر على ناميبيا حكومة ليست متحيزة لأي عرق.‏ ولدينا اليوم في ونْدْهوك اربع جماعات كبيرة تجتمع في قاعات ملكوت مريحة.‏

نفكر دائما في الكلمات التي سمعناها في جلعاد:‏ «اجعلوا البلد الاجنبي الذي تعيَّنون فيه موطنا لكم».‏ ومن طريقة يهوه في توجيه الامور،‏ نحن مقتنعان ان مشيئته كانت ان يصبح هذا البلد الاجنبي موطنا لنا.‏ لقد تعلَّمنا محبة الاخوة رغم التنوُّع المثير في حضاراتهم.‏ فضَحكنا معهم في افراحهم وبكَينا معهم في مآ‌سيهم.‏ وبعض الذين كنا نحشرهم في سيارتنا ونأخذهم الى الاجتماعات يخدمون الآن كأعمدة في جماعاتهم.‏ عندما وصلنا الى هذه الارض الواسعة سنة ١٩٥٣،‏ كان هنالك اقل من عشرة ناشرين محليين يكرزون بالبشارة.‏ ومن هذه البدايات الصغيرة،‏ نما عددنا الى اكثر من ٢٠٠‏,١ ناشر.‏ واتماما للوعد،‏ نمّى يهوه حيث نحن وآخرون ‹غرسنا وسقينا›.‏ —‏ ١ كورنثوس ٣:‏٦‏.‏

اذ ننظر الى السنوات العديدة في الخدمة،‏ اولا في اوستراليا والآن في ناميبيا،‏ لدينا انا وكارالي شعور بالاكتفاء العميق.‏ ونأمل ونصلي ان يستمر يهوه في إعطائنا القوة لفعل مشيئته الآن والى الابد.‏

‏[الحاشية]‏

a روت برج المرقبة عدد ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٥٢،‏ الصفحتان ٧٠٧–‏٧٠٨ (‏بالانكليزية)‏،‏ قصة مشوِّقة عن احتمال عائلة وولدرون تعيينها الصعب،‏ لكن دون ذكر اسمائهم.‏

‏[الصورة في الصفحتين ٢٦،‏ ٢٧]‏

الانتقال الى تعييننا في روكهامپتون،‏ أوستراليا

‏[الصورة في الصفحة ٢٧]‏

في طريقنا الى مدرسة جلعاد

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

الشهادة في ناميبيا تجلب لنا الفرح الكثير

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة