مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٦ ١/‏٥ ص ٨-‏١٣
  • تغيّرت حياتي حين عرفت لماذا يسمح اللّٰه بالالم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تغيّرت حياتي حين عرفت لماذا يسمح اللّٰه بالالم
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • لماذا يا تُرى؟‏
  • التلسكوب
  • مواصلة البحث
  • ايجاد الاجوبة
  • لماذا يسمح اللّٰه بالالم؟‏
  • ‏‹ليس للانسان ان يوجِّه خطواته›‏
  • مستقبل مشرق
  • حياة جديدة
  • اسوأ فاجعة في حياتي
  • نهاية الألم باتت وشيكة!‏
    نهاية الألم باتت وشيكة!‏
  • ما هي فوائد احتمال الالم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • فترة سماح اللّٰه بالألم توشك ان تنتهي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • اذا كان الخالق يهتمّ،‏ فلماذا يكثر الالم جدا؟‏
    هل يوجد خالق يهتم بامركم؟‏
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
ب٠٦ ١/‏٥ ص ٨-‏١٣

قصة حياة

تغيّرت حياتي حين عرفت لماذا يسمح اللّٰه بالالم

كما رواها هاري پِلويان

لماذا يسمح اللّٰه بالالم؟‏ لطالما راودني هذا السؤال منذ صغري.‏ ومع ان والديّ كانا شخصين مستقيمين يعملان بكد ويهتمان بخير عائلتهما،‏ لم تكن أمي متدينة كثيرا ولم يهتم أبي بالدين.‏ لذلك لم يكن لديهما جواب على سؤالي.‏

ازدادت تساؤلاتي اكثر ايضا خلال وعقب الحرب العالمية الثانية حين خدمت اكثر من ثلاث سنوات في البحرية الاميركية.‏ وبعد ان وضعت الحرب أوزارها،‏ عملت على متن سفينة كانت تنقل مؤن الاغاثة الى الصين.‏ وقد أمضيت هناك سنة تقريبا رأيت فيها مآ‌سي آلمت اعدادا هائلة من الناس.‏

كان كثيرون من الشعب الصيني الذكي والمجتهد يعانون الأمرَّين بسبب الفقر والعنف اللذين خلَّفتهما الحرب العالمية الثانية.‏ وما ترك أثرا بالغا في نفسي هو مشهد الاطفال الظرفاء الجائعين الذين كانوا كلما رست سفينتنا يلاقوننا بثيابهم الرثة ليستجدوا منا المال.‏

لماذا يا تُرى؟‏

كنت آنذاك في أوائل عشريناتي،‏ وقد ترعرعت في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الاميركية.‏ فكانت هذه المشاهد جديدة عليّ.‏ لذلك رحت اتساءل:‏ ‹اذا كان من خالق كليّ القدرة،‏ فلماذا يسمح بأن تحلّ البلايا بهذا العدد الكبير من الناس،‏ وخصوصا الاطفال الابرياء؟‏›.‏

كما انني فكرت:‏ ‹اذا كان اللّٰه موجودا،‏ فلماذا سمح بالتخريب والقتل الجماعي والموت والالم على مرّ القرون،‏ وخصوصا خلال الحرب العالمية الثانية التي قضت على اكثر من ٥٠ مليون ضحية؟‏ ولماذا اقتتل في تلك الحرب أناس من الدين نفسه بإيعاز من قادتهم الدينيين لمجرد اختلاف قومياتهم؟‏›.‏

التلسكوب

عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٣٩ وانقضّ شبح الموت على العائلة البشرية حاصدا ملايين الارواح،‏ شعرت ان اللّٰه لا يمكن ان يكون موجودا.‏ ولكن خلال مقرَّر العلوم في المدرسة الثانوية،‏ طُلب منا نحن التلاميذ ان نصنع شيئا تُطَبَّق فيه المبادئ العلمية.‏ وبما انني كنت أهتم بعلم الفلك،‏ اخذت على عاتقي بناء تلسكوب عاكِس كبير بمرآة قطرها ٢٠ سنتيمترا.‏

وبغية اتمام المشروع،‏ اشتريت قطعة من الزجاج سماكتها اكثر من سنتيمترين وعرضها عشرون سنتيمترا واستعنت بقطّاعة للزجاج لجعلها مستديرة.‏ ثم رحت اعمل بكدّ على صقلها يدويا لكي تصير مقعَّرة.‏ وقد استغرق ذلك كل وقت فراغي خلال الجزء الاول من العام الدراسي.‏ وعندما انتهيت من العمل بالمرآة،‏ ركّبتها في انبوب معدني طويل وثبَّتُّ في التلسكوب عدسات بقوى تقريب مختلفة.‏

بعد ان صار تلسكوبي جاهزا للاستعمال،‏ اخرجته للمرة الاولى الى العراء في ليلة صافية حالكة الظلام وبدأت اراقب النجوم والكواكب في نظامنا الشمسي.‏ وكم ذهلت حين رأيت الكمّ الهائل من الاجرام السماوية المنظَّمة بشكل رائع!‏ وازداد ذهولي ايضا حين عرفت ان بعض هذه «النجوم» ما هو إلّا مجرّات،‏ مثل مجرّتنا درب التبَّانة،‏ تضمّ كل واحدة منها بلايين النجوم.‏

فكّرت في نفسي:‏ ‹لا يمكن ان تكون كل هذه النجوم والمجرّات قد وُجدت من تلقاء ذاتها.‏ فالصدفة لا تأتي بشيء منظَّم،‏ والكون منظَّم جدا بحيث تخال ان شخصا عبقريا قد أوجده.‏ فهل يُعقَل ان يكون اللّٰه موجودا؟‏›.‏ ان مراقبة النجوم بواسطة التلسكوب جعلتني أتراجع قليلا عن نظرتي الالحادية المتصلبة.‏

ورحت اسأل نفسي:‏ ‹اذا كان هناك بالفعل إله قوي وحكيم خلق هذا الكون المذهل،‏ أفلا يستطيع ان يقوِّم الاوضاع المزرية على الارض؟‏ ولماذا سمح اصلا بكل هذا البؤس؟‏›.‏ لقد طرحت هذه الاسئلة على اشخاص متدينين،‏ لكنني لم أحظَ بالجواب الشافي.‏

بعد ان تخرَّجت من المدرسة الثانوية وقضيت بضع سنوات في الكلية،‏ التحقت بالبحرية الاميركية.‏ وقد طرحت اسئلتي نفسها على الكهنة الملحَقين بالقوات العسكرية،‏ لكنَّ احدا لم يجبني عنها.‏ وغالبا ما كنت اسمع اناسا متدينين يقولون ان اللّٰه يتمِّم مشيئته بطرائق تفوق فهمنا.‏

مواصلة البحث

بعد ان غادرت الصين،‏ ظلّت تراودني الاسئلة نفسها عن سبب سماح اللّٰه بالالم.‏ فلم استطع ان أخرجها من ذهني،‏ وخصوصا بعد ان رأيت مقابر الجنود في مختلف الجزر التي مررنا بها في طريقنا الى الولايات المتحدة عبر المحيط الهادئ.‏ وفي معظم الاحيان،‏ كان الجنود المدفونون في هذه المقابر شبّانا لقوا حتفهم في ربيع العمر.‏

بعد عودتي الى الولايات المتحدة،‏ سُرِّحت من البحرية وأكملت سنتي الدراسية الاخيرة في جامعة هارفرد في كَيمبريدج بماساتشوستس وحصلت على شهادتي الجامعية.‏ لكنني لم اعد الى مسقط رأسي كاليفورنيا،‏ بل قرَّرت ان ابقى بعض الوقت في شرق الولايات المتحدة لعلّي اجد الاجوبة عن اسئلتي.‏ وكان في نيّتي ان اذهب الى مدينة نيويورك حيث العديد من الاديان بهدف حضور بعض الخدمات الدينية والتعرّف بتعاليمها.‏

في نيويورك،‏ استقبلتني خالتي إيزابل كاپيجيان في بيتها.‏ وكانت هي وابنتاها روز ورُوث من شهود يهوه.‏ غير انني بدأت احضر الخدمات الدينية لأديان اخرى ظنًّا مني ان معتقدات الشهود لن تهمَّني.‏ وبدأت اعاشر أتباع هذه الاديان وأطَّلع على مطبوعاتهم،‏ وكنت أسألهم لماذا يسمح اللّٰه بالالم.‏ لكنهم كانوا مثلي لا يعرفون الجواب عن هذا السؤال.‏ ومع الوقت،‏ توصلت الى الاستنتاج ان اللّٰه غير موجود.‏

ايجاد الاجوبة

ذات يوم،‏ سألتُ خالتي وابنتيها هل بإمكاني ان اقرأ مطبوعات شهود يهوه لأطَّلع على وجهات نظرهم.‏ وما ان اطَّلعت على مطبوعاتهم حتى ادركت ان معتقداتهم مختلفة كل الاختلاف عن معتقدات سائر الاديان.‏ فالاجوبة الموجودة فيها بدت مقنعة ومؤسسة على الكتاب المقدس،‏ وسرعان ما عرفت لماذا سمح اللّٰه بالالم.‏

بالاضافة الى ذلك،‏ كانت اعمال شهود يهوه منسجمة مع معتقداتهم التي تستند الى الكتاب المقدس.‏ مثلا،‏ سألتُ خالتي ماذا فعل شبّان شهود يهوه في المانيا خلال الحرب العالمية الثانية.‏ هل التحقوا بالقوات المسلحة وأدَّوا التحية «هايل هتلر!‏» وحيَّوا الصليب المعقوف؟‏ فأجابت بالنفي،‏ ثم أخبرتني ان الشهود وقفوا موقفا حياديا أُخذوا بسببه الى معسكرات الاعتقال حيث قُتل كثيرون منهم.‏ وقالت لي ايضا ان شهود يهوه في كل بقاع الارض اتخذوا الموقف الحيادي نفسه خلال الحرب.‏ حتى في البلدان الديموقراطية،‏ زُجَّ بالشبّان الشهود في السجن بسبب حيادهم.‏

ثم طلبت مني خالتي ان اقرأ يوحنا ١٣:‏٣٥ التي تقول:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي،‏ ان كان لكم محبة بعضا لبعض».‏ وهذا يعني ان المحبة ينبغي ان تكون سمة المسيحيين الحقيقيين حول العالم.‏ ويلزم ألّا يكونوا طرفا من الاطراف المتنازعة في الحروب ويقتلوا بعضهم بعضا لمجرد اختلاف قومياتهم.‏ وسألتني:‏ «هل تتخيل يسوع وتلاميذه ينضمّون الى الاطراف المتنازعة في حروب روما ويقتلون واحدهم الآخر؟‏».‏

كما انني قرأت الآيات في ١ يوحنا ٣:‏١٠-‏١٢ التي تقول:‏ «بهذا اولاد اللّٰه ظاهرون وأولاد ابليس:‏ كل من لا يمارس البر ليس من اللّٰه،‏ وكذلك من لا يحب اخاه.‏ .‏ .‏ .‏ [فيجب] ان تكون لنا محبة بعضنا لبعض،‏ لا مثل قايين الذي كان من الشرير وذبح اخاه».‏

اذًا،‏ الكتاب المقدس واضح جدا في هذه المسألة.‏ فالمسيحيون الحقيقيون يحبون واحدهم الآخر بغض النظر عن البلد الذي يعيشون فيه.‏ ولا يُعقَل ان يُقدِموا على قتل اخوتهم الروحيين او اي شخص آخر على الاطلاق.‏ فقد قال يسوع عن أتباعه:‏ «ليسوا جزءا من العالم،‏ كما اني انا لست جزءا من العالم».‏ —‏ يوحنا ١٧:‏١٦‏.‏

لماذا يسمح اللّٰه بالالم؟‏

تعلمت ان الكتاب المقدس يخبرنا لماذا يسمح اللّٰه بالالم.‏ فهو يوضح ان اللّٰه خلق ابوينا الاولين كاملَين ووضعهما في جنة فردوسية.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦؛‏ ٢:‏١٥‏)‏ كما انه انعم عليهما بهبة رائعة،‏ هبة الارادة الحرة.‏ ولكن وجب عليهما ان يستعملا هذه الحرية بمسؤولية.‏ وكانا سيعيشان بكمال في الفردوس اذا اطاعا اللّٰه وشرائعه،‏ ويوسّعان تخوم هذا الفردوس حتى يلفّ الارض بأكملها.‏ وكانت ذريتهما ستتمتع بالكمال بحيث تغدو هذه الارض يوما ما فردوسا مجيدا يقطنه بشر كاملون ينعمون بالسعادة.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٨‏.‏

غير ان آدم وحواء كانا سيخسران كمالهما اذا اختارا الاستقلال عن اللّٰه والابتعاد عنه.‏ (‏تكوين ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ ومن المؤسف انهما اساءا استعمال ارادتهما الحرة واختارا ان يستقلا عن اللّٰه،‏ وذلك بتحريض من المخلوق الروحاني المتمرد الشيطان ابليس الذي اراد ان يستقل عن اللّٰه وطمع بالعبادة التي لا تحقّ إلّا للخالق.‏ —‏ تكوين ٣:‏١-‏١٩؛‏ رؤيا ٤:‏١١‏.‏

وبذلك صار الشيطان «إله نظام الاشياء هذا».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «اما العالم كله فهو تحت سلطة الشرير».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وقد دعا يسوع الشيطان «حاكم العالم».‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣٠‏)‏ إذًا،‏ ان عصيان الشيطان وأبوينا الاولين جلب على كل البشر النقص والموت والعنف والحزن والالم.‏ —‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

‏‹ليس للانسان ان يوجِّه خطواته›‏

لكي يُظهِر اللّٰه للبشر ما سيترتب على تجاهلهم لشرائعه،‏ سمح بأن يختبروا طوال آلاف السنين عواقب استقلالهم عنه.‏ وهذه الفترة كافية ليدرك كل البشر صحة ما يقوله الكتاب المقدس:‏ «ليس للبشر طريقهم.‏ ليس لإنسان يمشي ان يوجِّه خطواته.‏ قوِّمني يا يهوه».‏ —‏ ارميا ١٠:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

ويمكننا ان ندرك الآن بعد مضي كل هذه القرون ان حكم البشر باستقلال عن اللّٰه قد فشل فشلا ذريعا.‏ وقصد اللّٰه هو ان يضع حدًّا لاستقلال البشر عنه وعن وشرائعه الذي أسفر عن عواقب وخيمة.‏

مستقبل مشرق

تُظهِر نبوات الكتاب المقدس ان اللّٰه سيزيل قريبا نظام الاشياء هذا الذي تسوده الوحشية والعنف.‏ تقول احدى هذه النبوات:‏ «بعد قليل لا يكون الشرير .‏ .‏ .‏ اما الحلماء فيرثون الارض،‏ ويتلذذون في كثرة السلام».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١‏.‏

وتخبر نبوة اخرى في دانيال ٢:‏٤٤‏:‏ «في ايام هؤلاء الملوك [كل اشكال الحكم القائمة الآن]،‏ يقيم إله السماء مملكة لن تنقرض ابدا.‏ ومُلكها لا يُترَك لشعب آخر.‏ فتسحق وتفني كل هذه الممالك،‏ وهي تثبت الى الدهر».‏ فلن يسمح اللّٰه من جديد ان يحكم البشر الارض،‏ بل سيتولى ملكوته زمام الحكم.‏ وفي ظل هذه الحكومة،‏ ستغدو كل الارض فردوسا وسيتقدم البشر نحو الكمال لكي يحيوا الى الابد في سعادة.‏ يعد الكتاب المقدس:‏ «سيمسح [اللّٰه] كل دمعة من عيونهم،‏ والموت لا يكون في ما بعد،‏ ولا يكون نوح ولا صراخ ولا وجع في ما بعد».‏ (‏رؤيا ٢١:‏٤‏)‏ فيا له من مستقبل مشرق!‏

حياة جديدة

تغيّرت حياتي حين وجدت الاجوبة الشافية عن اسئلتي.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ نويت ان اخدم اللّٰه وأساعد الآخرين ايضا على ايجاد الاجوبة عن اسئلتهم.‏ وأدركت اهمية الكلمات في ١ يوحنا ٢:‏١٧‏:‏ «العالم [نظام الاشياء الحاضر الذي يحكمه الشيطان] يزول وكذلك شهوته،‏ وأما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيبقى الى الابد».‏ فقد احببت من كل قلبي ان اعيش الى الابد في عالم اللّٰه الجديد.‏ واتخذت قراري ان ابقى في نيويورك وأعاشر احدى جماعات شهود يهوه هناك.‏ وقد تمتعت بالعديد من الاختبارات المفرحة فيما رحت اخبر الآخرين عن الامور التي تعلّمتها.‏

وفي سنة ١٩٤٩،‏ التقيت روز ماري لويس التي كانت هي وأمها سادي وأخواتها الست من شهود يهوه،‏ وكانت هي تخدم اللّٰه كامل الوقت كمبشِّرة بالملكوت.‏ وقد انجذبت اليها على الفور بسبب المزايا الرائعة العديدة التي تحلّت بها.‏ فتزوجنا في حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٥٠ واستقررنا في نيويورك.‏ لقد كنا سعيدَين جدا بعملنا وفرحَين برجاء العيش الى الابد في عالم اللّٰه الجديد.‏

سنة ١٩٥٧،‏ دُعينا انا وروز ماري الى الخدمة كامل الوقت في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه في بروكلين بنيويورك.‏ وفي حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠٤،‏ كان قد مرّ على زواجنا السعيد ٥٤ سنة قضينا ٤٧ منها في المركز الرئيسي في بروكلين.‏ حقا،‏ كانت هذه السنوات مبهجة للغاية في خدمة يهوه والعمل جنبا الى جنب مع الآلاف من الرفقاء المؤمنين.‏

اسوأ فاجعة في حياتي

في اوائل كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٠٠٤،‏ شخَّص الاطباء ان روز ماري مصابة بورم سرطاني في احدى رئتيها،‏ وأخبرونا ان المرض يتفشى بسرعة ويلزم استئصاله على الفور.‏ فأُجريت لها عملية جراحية في اواخر ذلك الشهر عينه.‏ وبعد اسبوع تقريبا،‏ اتى الجرّاح الى غرفة روز في المستشفى وقال لها على مسمعي:‏ «بإمكانك ان تعودي الى البيت يا روز ماري!‏ لقد شفيت تماما!‏».‏

ولكن ما هي إلّا ايام قليلة بعد عودة روز ماري الى البيت حتى بدأت تشعر بألم مبرِّح في معدتها وفي مواضع اخرى من جسمها.‏ ولم تسكن هذه الآلام،‏ فعدنا الى المستشفى لإجراء فحوصات اضافية.‏ وقد تبيَّن ان بعض الاعضاء الحيوية في جسمها تشكِّل لسبب غير معروف جلطات دموية تعيقها عن اخذ ما يكفي من الاكسجين.‏ فعل الاطباء كل ما في وسعهم لمساعدتها،‏ لكنَّ جهودهم باءت بالفشل.‏ وبعد بضعة اسابيع،‏ في ٣٠ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٥،‏ عانيت اسوأ فاجعة في حياتي كلها،‏ حين غيَّب الموت زوجتي الغالية روز ماري.‏

كنت آنذاك اناهز الثمانين من العمر وسبق ان شهدت الكثير من المآ‌سي في حياتي،‏ لكنَّ الامر كان مختلفا هذه المرة.‏ فأنا وروز ماري كنا «جسدا واحدا» كما يقول الكتاب المقدس.‏ (‏تكوين ٢:‏٢٤‏)‏ صحيح انني كنت قد رأيت معاناة الآخرين وعانيت انا نفسي الالم حين مات البعض من اصدقائي وأقربائي،‏ لكنَّ الجرح الذي أصابني هذه المرة كان اعمق بكثير ولا يلتئم بسرعة.‏ لقد ذقت الآن طعم الاسى الشديد الذي طالما جلبه الموت على العائلة البشرية.‏

غير ان إدراكي مصدر الالم وكيف سينتهي ساعدني كثيرا على التعايش مع احزاني.‏ يقول المزمور ٣٤:‏١٨‏:‏ «يهوه قريب من المنكسري القلب،‏ ويخلّص المنسحقي الروح».‏ وما قوّاني على احتمال هذه الفاجعة هو معرفتي ان الكتاب المقدس يعلّم انه ستكون قيامة،‏ ان الذين في القبور سيقومون ويحظون بفرصة العيش الى الابد في عالم اللّٰه الجديد.‏ تقول الاعمال ٢٤:‏١٥‏:‏ «سوف تكون قيامة للأبرار والاثمة».‏ لقد احبّت روز ماري اللّٰه حبًّا جمًّا،‏ وأنا واثق انه كان يبادلها المحبة نفسها وسيتذكرها ويعيدها الى الحياة في وقته المعيَّن.‏ وأرجو ان يحصل ذلك في اسرع وقت ممكن.‏ —‏ لوقا ٢٠:‏٣٨؛‏ يوحنا ١١:‏٢٥‏.‏

صحيح اننا نشعر بألم عظيم حين نخسر عزيزا على قلبنا،‏ لكنَّ فرح اللقاء به مجددا في القيامة سيكون اعظم بكثير.‏ (‏مرقس ٥:‏٤٢‏)‏ تعد كلمة اللّٰه:‏ «تحيا امواتك.‏ .‏ .‏ .‏ الارض تلد الهامدين همود الموت».‏ (‏اشعيا ٢٦:‏١٩‏)‏ وكثيرون من ‹الابرار› المذكورين في الاعمال ٢٤:‏١٥ سيقومون على الارجح في وقت مبكر.‏ فما اجمل تلك اللحظة!‏ ولا شك ان روز ماري ستكون بين المقامين.‏ وما اروع اللقاء الذي سيجمعها بأحبائها!‏ وكم ستكون الحياة مبهجة آنذاك في عالم خالٍ من الالم!‏

‏[الصور في الصفحة ٩]‏

شهدت المآ‌سي حين خدمت في البحرية في الصين

‏[الصور في الصفحة ١٠]‏

اعمل منذ سنة ١٩٥٧ في المركز الرئيسي لشهود يهوه في بروكلين

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

تزوّجتُ روز ماري سنة ١٩٥٠

‏[الصورة في الصفحة ١٣]‏

مع روز ماري في ذكرى زواجنا الخمسين سنة ٢٠٠٠

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة