مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب١١ ١/‏١ ص ٢٤-‏٢٨
  • احتملَ رغم ما قاساه من خيبات امل

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • احتملَ رغم ما قاساه من خيبات امل
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏‹صنع برا›‏
  • ‏«ابناك لم يسيرا في طرقك»‏
  • ‏‹عيِّن لنا ملكا›‏
  • ‏«الى متى تنوح على شاول؟‏»‏
  • احتملَ رغم خيبات الامل
    اقتد بإيمانهم
  • صموئيل يروِّج العبادة الحقة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • كان «يكبر وهو مع يهوه»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٠
  • كان «يكبر وهو مع يهوه»‏
    اقتد بإيمانهم
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
ب١١ ١/‏١ ص ٢٤-‏٢٨

اقتدِ بإيمانهم

احتملَ رغم ما قاساه من خيبات امل

رأى صموئيل مدينة شيلوه مثقلة بالاشجان وكأنها غارقة في بحر من الدموع.‏ فكم من البيوت ضجت بصراخ نساء وأولاد يندبون آباء وأزواجا وأبناء وإخوة مضوا من غير رجعة!‏ ويا للنكبة التي اطبقت عليهم!‏ فقد خسر الاسرائيليون ما يناهز ٠٠٠‏,٣٠ جندي في هزيمة نكراء ألحقها بهم الفلسطيون،‏ وذلك قبل مرور وقت طويل على نشوب معركة اخرى لقي فيها ٠٠٠‏,٤ جندي اسرائيلي مصرعهم.‏ —‏ ١ صموئيل ٤:‏١،‏ ٢،‏ ١٠‏.‏

هذا ليس سوى حلقة من سلسلة مآ‌س ألمّت بإسرائيل!‏ قُبيل تلك النكبة،‏ رافق ابنا رئيس الكهنة عالي الشريران،‏ حفني وفينحاس،‏ تابوت العهد المقدس لدى اخراجه من شيلوه.‏ رمز هذا الصندوق الثمين الى حضرة اللّٰه،‏ وكان مقره قدس الاقداس في المسكن —‏ مكان للعبادة اشبه بخيمة.‏ وبعد اخراجه من هناك،‏ اخذه الشعب الى المعركة ظنا منهم انه سيكون تميمة تمكِّنهم من الفوز بالنصر.‏ ولكن يا لحماقة تفكيرهم!‏ فقد استولى الفلسطيون على التابوت وقتلوا حفني وفينحاس.‏ —‏ ١ صموئيل ٤:‏٣-‏١١‏.‏

طوال قرون مضت،‏ اضفى وجود التابوت وقارا على المسكن في شيلوه.‏ اما الآن فلم يعد هناك.‏ وما إن وصلت هذه الاخبار الى مسامع عالي،‏ البالغ من العمر ثماني وتسعين سنة،‏ حتى سقط عن الكرسي الى الوراء ومات.‏ وكنته التي ترملت في ذلك اليوم عينه ماتت هي ايضا إثر ولادتها طفلا.‏ قالت وهي تلفظ آخر انفاسها:‏ «قد سُبي المجد عن اسرائيل».‏ وفي الواقع،‏ ما كانت شيلوه لتعود الى سابق عهدها.‏ —‏ ١ صموئيل ٤:‏١٢-‏٢٢‏.‏

فكيف كان صموئيل سيواجه هذه الخيبات المرّة؟‏ هل سيصمد ايمانه امام تحدي مساعدة شعب خسر حماية يهوه ورضاه؟‏ جميعنا اليوم نواجه احيانا شدائد وخيبات تهدد ايماننا.‏ فلنرَ اي درس نستخلصه من صموئيل.‏

‏‹صنع برا›‏

هنا تنتقل رواية الكتاب المقدس من الحديث عن صموئيل لتركِّز على التابوت المقدس،‏ مظهرة كيف عانى الفلسطيون من جراء اخذه وكيف اضطروا الى اعادته.‏ ولا تأتي على ذكر صموئيل مجددا إلا بعد مرور نحو ٢٠ سنة.‏ (‏١ صموئيل ٧:‏٢‏)‏ فما الذي شغله طوال هذه الفترة؟‏ لا حاجة لنا الى التخمين اذ نجد الجواب في طيات الكتاب المقدس.‏

تخبرنا الرواية انه قبل ابتداء فترة العشرين سنة،‏ «كان كلام صموئيل الى كل اسرائيل».‏ (‏١ صموئيل ٤:‏١‏)‏ وبعد انقضاء تلك الفترة،‏ تكشف انه كان معتادا ان يزور سنويا ثلاث مدن في اسرائيل،‏ ويطوف فيها ليعالج القضايا والخلافات الناشئة،‏ ثم يعود الى موطنه الرامة.‏ (‏١ صموئيل ٧:‏١٥-‏١٧‏)‏ فمن الواضح انه كان دائم الانشغال ولديه الكثير لإنجازه خلال فترة العشرين سنة هذه.‏

ان مسلك ابنَي عالي المنحط والفاسد ادبيا قوَّض ايمان الشعب.‏ فعلى ما يبدو،‏ تحوّل كثيرون الى عبادة الاصنام.‏ ولكن بعد عقدين بذل فيهما صموئيل جهودا دؤوبة،‏ نقل الى الشعب الرسالة التالية:‏ «إن كنتم راجعين الى يهوه من كل قلبكم،‏ فأزيلوا الآلهة الغريبة من وسطكم وتماثيل عشتورث ايضا،‏ وثبِّتوا قلبكم في يهوه واخدموه وحده،‏ فينقذكم من يد الفلسطيين».‏ —‏ ١ صموئيل ٧:‏٣‏.‏

كانت «يد الفلسطيين» قد اصبحت ثقيلة على الشعب.‏ وبعدما انزلوا هزيمة ساحقة بجيش اسرائيل،‏ شعروا ان بإمكانهم مضايقة شعب اللّٰه والافلات من العقاب.‏ غير ان صموئيل اكد للشعب ان الاحوال ستتغير إذا رجعوا الى يهوه.‏ فهل كانوا على استعداد لذلك؟‏ نعم،‏ وقد فرح صموئيل كثيرا حين ازالوا اصنامهم و «خدموا يهوه وحده».‏ فجمعهم في المصفاة،‏ مدينة جبلية شمال اورشليم.‏ وهناك صاموا وتابوا عن خطاياهم الكثيرة المتعلقة بعبادة الاصنام.‏ —‏ ١ صموئيل ٧:‏٤-‏٦‏.‏

بيد ان الفلسطيين علموا بهذا الاجتماع الكبير،‏ فانتهزوا الفرصة وأرسلوا جيشا الى المصفاة ليسحقوا عباد يهوه هؤلاء.‏ ولدى سماع الاسرائيليين عن الخطر الوشيك الذي يهددهم،‏ دبّ الرعب في قلوبهم وطلبوا من صموئيل ان يصلي من اجلهم.‏ فلبى طلبهم وقرَّب ايضا ذبيحة.‏ وفيما هو يؤدي هذا الطقس المقدس،‏ صعد جيش الفلسطيين على المصفاة.‏ حينئذ،‏ استجاب يهوه صلاة صموئيل،‏ و «أرعد .‏ .‏ .‏ بضجيج عال في ذلك اليوم على الفلسطيين» تعبيرا عن حمو غضبه.‏ —‏ ١ صموئيل ٧:‏٧-‏١٠‏.‏

هل يُعقل ان تتخيل هؤلاء الفلسطيين كالاولاد الصغار الذين يهرعون الى امهاتهم لدى سماعهم قصف الرعد؟‏ كلا،‏ على الاطلاق.‏ فقد كانوا رجال حرب قساة وذوي بأس.‏ لذا،‏ لا بد ان هدير الرعد هذا كان فريدا لم يسبق لهم ان سمعوا مثله.‏ فهل ضخامة صوت ‹الضجيج العالي› هي ما جعله فريدا؟‏ وهل صدر عن سماء زرقاء صافية،‏ او دوّى من منحدرات التلال؟‏ بأية حال،‏ لقد ألقى الذعر في نفوسهم.‏ وجراء البلبلة العظيمة التي وقعوا فيها،‏ سرعان ما تحوّلوا من وحوش مفترسة الى فرائس.‏ فزحف رجال اسرائيل من المصفاة نحوهم وهزموهم وطاردوهم مسافة عدة كيلومترات حتى جنوب غرب اورشليم.‏ —‏ ١ صموئيل ٧:‏١١‏.‏

شكلت تلك المعركة نقطة تحوُّل بالنسبة الى شعب اللّٰه.‏ فظل الفلسطيون يتقهقرون طوال باقي الفترة التي خدم فيها صموئيل كقاضٍ.‏ وهكذا،‏ استعاد شعب اللّٰه مدنهم الواحدة تلو الاخرى.‏ —‏ ١ صموئيل ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

بعد قرون،‏ ادرج الرسول بولس اسم صموئيل بين القضاة والانبياء الامناء الذين «صنعوا برا‏»‏‏.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ حقا،‏ ساعد صموئيل الشعب على فعل ما هو صالح وصائب في عيني اللّٰه.‏ ولم تتثبط عزيمته اذ انتظر يهوه بصبر،‏ مواصلا عمله بأمانة رغم الخيبات.‏ كما انه اعرب عن روح التقدير.‏ فبعد النصر الذي أُحرِز في المصفاة،‏ اقام نُصبا تذكاريا لكيلا ينسى الشعب كيف ساعدهم يهوه.‏ —‏ ١ صموئيل ٧:‏١٢‏.‏

فهل تريد ان ‹تصنع برا› انت ايضا؟‏ في هذه الحال،‏ يحسن بك ان تتعلم من صموئيل دروسا في الصبر والتواضع والتقدير.‏ ومَن منا لا يحتاج الى هذه الصفات؟‏!‏ كان جيدا لصموئيل ان يكتسب هذه الصفات ويعرب عنها وهو في سن صغيرة نسبيا،‏ ذلك لأنه واجه خيبات اشد مرارة في سنواته اللاحقة.‏

‏«ابناك لم يسيرا في طرقك»‏

حين اتى السجل على ذكر صموئيل مجددا،‏ كان قد «شاخ» وأصبح له ابنان راشدان هما يوئيل وأبيَّا.‏ فعهد اليهما ان يؤازراه في عمله القضائي.‏ لكن من المؤسف ان ثقته لم تكن في محلها.‏ ففي حين كان هو مستقيما وبارا،‏ استغل ابناه منصبهما لمآ‌رب انانية،‏ محرفَين العدل وآخذَين رشوة.‏ —‏ ١ صموئيل ٨:‏١-‏٣‏.‏

وذات يوم،‏ تشكى شيوخ اسرائيل الى صموئيل المسن قائلين:‏ «ابناك لم يسيرا في طرقك».‏ (‏١ صموئيل ٨:‏٤،‏ ٥‏)‏ فهل كان على علم بالمشكلة؟‏ لا تزوِّدنا الرواية اي جواب.‏ ولكن،‏ بخلاف عالي،‏ لم يكن ملوما بالتأكيد.‏ فيهوه وبخ عالي وعاقبه على اخفاقه في تقويم مسلك ابنيه الشرير وإكرامهما عليه.‏ (‏١ صموئيل ٢:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ إلا انه لم يجد هذا الخطأ قط في صموئيل.‏

لا تكشف الرواية عن مشاعر الخيبة والقلق والخزي التي اضنت صموئيل حين علم بمسلك ابنيه الشرير.‏ لكن مشاعر كهذه تتملك والدين كثيرين.‏ ففي ايامنا العصيبة،‏ من الشائع ان يرفض الاولاد الخضوع لسلطة والديهم ويعصوا تأديبهم.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ والوالدون الذين يقاسون ألما كهذا قد يجدون في مثال صموئيل التعزية والارشاد.‏ فهو لم يدع طرق ابنيه الملتوية تثنيه ولو للحظة عن اتباع مسلكه الامين.‏ وجدير بالذكر ان مثال الوالدين قد يمس قلوب الاولاد حتى حين لا يؤثر فيها الكلام ولا التأديب.‏ وهكذا،‏ يتسنى لهم دوما كصموئيل ان يجعلوا اباهم يهوه اللّٰه يفخر بهم.‏

‏‹عيِّن لنا ملكا›‏

ما كان ابنا صموئيل يتصوران مدى التأثيرات الناجمة عن جشعهما وأنانيتهما.‏ فقد طلب شيوخ اسرائيل من صموئيل:‏ «عيِّن الآن لنا ملكا يقضي لنا كجميع الامم».‏ فهل بدا طلبهم هذا رفضا لصموئيل؟‏ كان هذا الاخير يقضي للشعب من قِبل يهوه منذ عقود.‏ والآن ما عادوا يريدون ان يقضي لهم مجرد نبي،‏ بل ملك كسائر الامم المحيطة بهم.‏ فكيف كان رد فعل صموئيل؟‏ لقد «ساء الامر» في عينيه،‏ حسبما تخبرنا الرواية.‏ —‏ ١ صموئيل ٨:‏٥،‏ ٦‏.‏

لاحِظ ايضا ما كان جواب يهوه حين رفع صموئيل اليه المسألة في الصلاة:‏ «اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك؛‏ فإنهم لم يرفضوك انت،‏ بل رفضوني انا ملكا عليهم».‏ فكم كان ذلك معزيا لصموئيل انما مهينا ليهوه العلي!‏ بعدئذ،‏ امر يهوه نبيه ان يحذِّر الاسرائيليين من مغبة ان يملك عليهم ملك بشري.‏ ومع هذا،‏ اصروا قائلين:‏ «لا،‏ بل يكون علينا ملك».‏ فمسح صموئيل الملك الذي اختاره يهوه اطاعة له.‏ —‏ ١ صموئيل ٨:‏٧-‏١٩‏.‏

ولكن هل اطاع صموئيل بامتعاض وبحكم الواجب؟‏ وهل سمح للخيبة ان تسمم قلبه،‏ تاركا المرارة تتأصل فيه؟‏ قد يصح ذلك في كثيرين،‏ انما ليس في صموئيل.‏ فقد مسح شاول واعترف بأن يهوه اختاره.‏ كما قبَّله دلالة على الترحيب به كملك جديد والخضوع له.‏ وقال للشعب:‏ «هل رأيتم الذي اختاره يهوه،‏ انه ليس مثله بين جميع الشعب؟‏».‏ —‏ ١ صموئيل ١٠:‏١،‏ ٢٤‏.‏

لم يركِّز صموئيل على اخطاء الرجل الذي اختاره يهوه،‏ بل على ما هو صالح فيه.‏ وبالنسبة اليه شخصيا،‏ ركَّز على سجل استقامته امام اللّٰه لا على نيل استحسان شعب متقلب الرأي.‏ (‏١ صموئيل ١٢:‏١-‏٤‏)‏ كما انجز تعيينه بأمانة،‏ مسديا الى شعب اللّٰه المشورة حول المخاطر الروحية التي واجهوها،‏ وحاضًّا اياهم ألا يتخلوا عن امانتهم لإلههم.‏ كان لمشورته هذه وقع حسن في نفوسهم،‏ فتوسلوا اليه ان يصلي من اجلهم.‏ فردّ عليهم بهذه الكلمات الرائعة:‏ «حاشا لي ان أُخطئ الى يهوه بأن أكفّ عن الصلاة من اجلكم،‏ بل أُعلِّمكم الطريق الصالح والصائب».‏ —‏ ١ صموئيل ١٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏

هل سبق ان شعرت بالخيبة لأن شخصا غيرك اختير ليتولى مسؤولية او ينال امتيازا؟‏ ان مثال صموئيل لمذكِّر قوي انه لا يجب ان ندع الحسد او المرارة يتأصلان في قلبنا.‏ ولدى يهوه الكثير من المهمات المفرحة والمانحة للاكتفاء لكل خدامه الامناء.‏

‏«الى متى تنوح على شاول؟‏»‏

اصاب صموئيل حين رأى ما هو صالح في شاول،‏ لأن هذا الاخير كان رجلا بارزا.‏ فبالاضافة الى طول قامته ووسامته،‏ اتصف بالشجاعة والحذاقة.‏ ومع ذلك،‏ كان في البداية محتشما وغير مدعٍ.‏ (‏١ صموئيل ١٠:‏٢٢،‏ ٢٣،‏ ٢٧‏)‏ ايضا،‏ امتلك هبة ثمينة هي الارادة الحرة —‏ القدرة على اختيار مسلك حياته واتخاذ قراراته الخاصة.‏ (‏تثنية ٣٠:‏١٩‏)‏ فهل احسن استخدام هذه الهبة؟‏

حين يتبوأ الانسان مركزا مرموقا،‏ غالبا ما يغترّ بالمجد الذي يحظى به،‏ فيكون الاحتشام اولى الصفات التي يفقدها.‏ وهذا ما حدث مع شاول.‏ فسرعان ما وجدت الكبرياء سبيلا الى قلبه،‏ واختار ان يعصي اوامر يهوه التي نقلها اليه صموئيل.‏ فذات مرة،‏ فقدَ صبره وقرَّب ذبيحة كان صموئيل وحده مخوَّلا ان يقرِّبها.‏ لذا،‏ وبخه صموئيل توبيخا صارما وأنبأ ان المُلك لن يبقى في بيته.‏ ولكن،‏ عوض ان يذعن شاول للتأديب،‏ اقدم على ارتكاب اعمال عصيان اسوأ.‏ —‏ ١ صموئيل ١٣:‏٨،‏ ٩،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

فقد امره يهوه بفم صموئيل ان يشن حربا على عماليق.‏ وتضمنت ارشاداته وجوب قتل الملك الشرير اجاج.‏ غير ان شاول استحياه وعفى عن خيار الغنيمة التي وجب ان تُحرَّم للهلاك.‏ وعندما جاء صموئيل ليقوِّمه،‏ تبيَّن كم تغيَّر شاول.‏ فلم يقبل التقويم باحتشام،‏ بل التمس الاعذار لنفسه وبرَّر تصرفاته وتنصل من المسؤولية،‏ محاولا إلقاء اللوم على الشعب.‏ وحين اراد ان يفلت من التأديب بالادعاء ان جزءا من الغنيمة كان سيُقرَّب ذبيحة ليهوه،‏ تلفظ صموئيل بالكلمات الشهيرة:‏ «ها إن الطاعة افضل من الذبيحة».‏ لقد انّبه بشجاعة وكشف له قرار يهوه بنزع المُلك منه وإعطائه لرجل افضل.‏ —‏ ١ صموئيل ١٥:‏١-‏٣٣‏.‏

اغتاظ صموئيل كثيرا من اخطاء شاول.‏ وأمضى الليل يصرخ الى يهوه بشأن هذه المسألة،‏ حتى انه ناح على شاول.‏ فقد سبق ان رأى فيه الكثير من الامكانات والامور الصالحة،‏ إلا ان آماله تحطمت.‏ فالرجل الذي كان يعرفه تغيَّر كثيرا —‏ خسر افضل صفاته وتمرد على يهوه.‏ لذلك،‏ أبى ان يراه مجددا.‏ ولاحقا،‏ قوَّم يهوه صموئيل برقة قائلا:‏ «الى متى تنوح على شاول،‏ وأنا قد رفضته ملكا على اسرائيل؟‏ املأ قرنك زيتا واذهب.‏ فإني أُرسلك الى يسى البيتلحمي،‏ لأني وجدت لي من بنيه ملكا».‏ —‏ ١ صموئيل ١٥:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١٦:‏١‏.‏

لا يعتمد قصد اللّٰه على بشر ناقصين يتأرجحون في ولائهم.‏ فإذا تخلى احد عن امانته،‏ يجد يهوه شخصا آخر ينفذ مشيئته.‏ وهكذا،‏ كفّ صموئيل المسن عن حزنه على شاول.‏ وبتوجيه من يهوه ذهب الى بيت يسى في بيت لحم،‏ حيث التقى عددا من ابنائه الوِسام الطلعة.‏ لكن يهوه ذكَّره من البداية:‏ «لا تنظر الى منظره وطول قامته .‏ .‏ .‏ لأن اللّٰه لا يرى كما يرى الانسان،‏ فالانسان يرى ما يظهر للعينين،‏ اما يهوه فيرى القلب».‏ (‏١ صموئيل ١٦:‏٧‏)‏ وأخيرا،‏ قابل صموئيل الابن الاصغر داود الذي وقع اختيار يهوه عليه.‏

وفي آخر سني حياته،‏ رأى بأكثر وضوح صواب قرار يهوه ان يحل داود محل شاول.‏ فهذا الاخير استسلم لغيرة مرَّة جعلته يعقد العزم على قتل داود،‏ كما انه انجرف الى الارتداد.‏ اما داود فأعرب عن صفات رائعة:‏ الشجاعة والاستقامة والايمان والولاء.‏ وفيما اشرفت حياة صموئيل على نهايتها،‏ قوي ايمانه اكثر.‏ فقد ادرك انه لا يستعصي على يهوه ان يبدد اي خيبة امل،‏ او حتى يحولها الى بركة.‏ وفي نهاية المطاف مات صموئيل،‏ مخلِّفا وراءه سجل حياة رائعة دامت نحو قرن.‏ فلا عجب ان كل اسرائيل ناحت على هذا الرجل الامين!‏ واليوم،‏ حريّ بكل خادم ليهوه ان يسأل نفسه:‏ ‹هل اقتدي بإيمان صموئيل؟‏›.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٥]‏

كيف ساعد صموئيل شعبه ان يتخطوا الخسارة والخيبة الكبيرتين؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

كيف تجاوز صموئيل خيبته الناجمة عن سلوك ابنيه الرديء؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة