مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب١١ ١/‏١٢ ص ٢٧-‏٢٩
  • احببت ان اكون مثل ابنة يفتاح

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • احببت ان اكون مثل ابنة يفتاح
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • خلفية عائلتي
  • زالت الغشاوة عن عينيّ
  • يهوه يمسك بيدي
  • ‏«لسنا وحدنا على الاطلاق»‏
  • ‏‹داومي على صقل مهاراتك›‏
  • ‏«ألا ترغبين في الاستقرار؟‏»‏
  • موهبة من يهوه
  • حظيتْ بمحبة اللّٰه وصديقاتها
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
  • فرَّحت اباها ويهوه ايضا
    علِّم اولادك
  • الايمان بيهوه يُكسبنا رضاه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٦
  • وعد يفتاح
    كتابي لقصص الكتاب المقدس
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١١
ب١١ ١/‏١٢ ص ٢٧-‏٢٩

احببت ان اكون مثل ابنة يفتاح

كما روته جوانا سونس

كنت لا ازال في سن المراهقة حين نمت في قلبي رغبة شديدة ان اكون مثل ابنة يفتاح.‏ فما الذي جال في خاطري آنذاك،‏ وكيف تحققت غايتي في نهاية المطاف؟‏ اليك قصتي.‏

عام ١٩٥٦،‏ حضرت لأول مرة محفلا لشهود يهوه في بومباي (‏الآن مَمباي)‏ بالهند.‏ وهناك سمعت خطابا عن ابنة يفتاح ترك في نفسي ابلغ الاثر وغيّر حياتي تغييرا جذريا.‏

لربما قرأت في الكتاب المقدس عن ابنة يفتاح التي وافقت على البقاء عزباء وهي لا تزال بعمر المراهقة حسبما يبدو.‏ فقرارها هذا ساعد اباها ان يفي بنذره ليهوه.‏ وهكذا خدمت باقي حياتها كفتاة عزباء في بيت يهوه،‏ او المسكن.‏ —‏ قضاة ١١:‏٢٨-‏٤٠‏.‏

وكم رغبتُ ان احذو حذوها!‏ لكنني واجهت مشكلة كبيرة.‏ فالبقاء دون زواج كان ينافي تقاليد مجتمعنا في الهند في تلك الايام.‏

خلفية عائلتي

ولدت في مدينة اوديپي الواقعة على الساحل الغربي من الهند،‏ وترعرعت في كنف عائلة تضم ستة اولاد انا الخامس بينهم.‏ اسم ابي بنجامِن واسم امي مارسلينا.‏ ولغتنا الام هي التولو،‏ لغة ينطق بها حوالي مليوني شخص.‏ إلا اننا تلقينا علومنا بلغة كنادا،‏ شأننا في ذلك شأن الاغلبية في اوديپي.‏

لطالما كان الزواج وإنجاب الاولاد محور حياة الناس في هذه المنطقة.‏ ولا اتذكر انني سمعت يوما بلغة تولو كلمات مثل «العزوبة»،‏ «الوحدة»،‏ او «الحنين الى الوطن».‏ وكأن هذه الاوضاع لم توجد قط.‏ فعائلتنا مثلا عاشت تحت سقف واحد مع اجدادي،‏ اعمامي وعماتي،‏ اخوالي وخالاتي،‏ وأولادهم الاثني عشر!‏

وبحسب الاعراف السائدة،‏ انتسب الاولاد الى اسرة الام،‏ فجرى تتبع نسبهم من ناحيتها.‏ هذا وقد نالت البنات الحصة الاكبر من الميراث.‏ وفي بعض المجتمعات الناطقة بلغة تولو،‏ كانت الفتاة بعد زواجها تسكن هي وزوجها مع امها.‏

منذ ان اعتنقت عائلتنا الدين المسيحي،‏ تغيرت بعض عاداتنا.‏ فصار جدي كل امسية يتولى قيادة العائلة في ممارسة عبادتها،‏ فيصلي ويقرأ الكتاب المقدس بصوت عالٍ بلغة تولو.‏ وكلما فتح كتابه المقدس العتيق،‏ شعرت كأنه يفتح علبة مجوهرات.‏ فقد كان ما يقرأه شيقا جدا.‏ وكم اثارت فضولي كلمات المزمور ٢٣:‏١‏:‏ «يهوه راعيَّ،‏ فلا يعوزني شيء»!‏ لقد جعلتني اتساءل:‏ ‹مَن هو يهوه؟‏ ولماذا يُدعى راعيا؟‏›.‏

زالت الغشاوة عن عينيّ

اثر الضائقة الاقتصادية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية،‏ انتقلنا الى بومباي التي تبعد عن اوديپي اكثر من ٩٠٠ كيلومتر.‏ وفي عام ١٩٤٥،‏ زار اثنان من شهود يهوه ابي وأعطياه كراسا مؤسسا على الكتاب المقدس.‏ فتشرب المعلومات منه بشغف كبير كما تتشرب الارض الجافة مياه الامطار،‏ وراح يخبر الذين يتكلمون هذه اللغة بما يقرأه.‏ وفي اوائل خمسينات القرن العشرين،‏ كان الفريق الصغير من الشهود قد نما ليصبح اول جماعة في بومباي ناطقة بلغة كنادا.‏

علّمنا ابي وأمي نحن الاولاد ان نكون تلاميذ مجتهدين ومعلمين مقتدرين للكتاب المقدس.‏ فقد اغتنما الفرص يوميا ليصليا ويدرسا معنا.‏ (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٤-‏١٦‏)‏ وذات يوم،‏ فيما انا اقرأ كلمة اللّٰه،‏ احسست ان الغشاوة زالت عن عينيّ.‏ فقد ادركت ان يهوه مشبَّه براعٍ لأنه يقود عباده ويطعمهم ويحميهم.‏ —‏ مزمور ٢٣:‏١-‏٦؛‏ ٨٣:‏١٨‏.‏

يهوه يمسك بيدي

اعتمدت بُعيد ذلك المحفل المنطبع في ذاكرتي الذي عُقد سنة ١٩٥٦ في بومباي.‏ وبعد ستة اشهر،‏ اتبعت مثال اخي الاكبر پراباكار وأصبحت مبشرة كامل الوقت.‏ ولكن رغم توقي الى اخبار الناس عن حقائق الكتاب المقدس،‏ كان حلقي يجف كلما حاولت المجاهرة بإيماني.‏ فأتلعثم في الكلام ويرتجف صوتي،‏ وأجدني اصرخ في داخلي:‏ ‹إن لم يساعدني يهوه،‏ فلن اتمكن مطلقا من اتمام هذا العمل!‏›.‏

اتتني المساعدة من يهوه على يد هومر وروث ماكاي،‏ زوجين من كندا حضرا المدرسة الارسالية لشهود يهوه في ولاية نيويورك الاميركية سنة ١٩٤٧.‏ فأمسكا بيدي،‏ اذا جاز التعبير،‏ فيما انا اخطو خطواتي المتعثرة الاولى في الخدمة.‏ فقد راحت روث تدربني بانتظام على تقديم العروض من باب الى باب.‏ وعرفت تماما كيف تهدئ من روعي،‏ اذ كانت تمسك بيديّ المرتجفتين وتقول لي:‏ «لا تقلقي يا عزيزتي.‏ لنحاول مجددا عند البيت التالي».‏ وكثيرا ما امدّتني كلماتها المطمئنة بالشجاعة!‏

ذات يوم،‏ قيل لي ان اليزابيث تشاكرانارايان،‏ اختا اكبر مني سنا ومتمرسة في تعليم الكتاب المقدس،‏ ستغدو رفيقتي في الخدمة.‏ فكان ردّ فعلي الاول:‏ ‹كيف سأعيش مع هذه الاخت؟‏ انها اكبر مني بكثير!‏›.‏ لكن تبين لاحقا انها الرفيقة التي احتاج اليها فعلا.‏

‏«لسنا وحدنا على الاطلاق»‏

جاء تعييننا الاول في مدينة اورانجاباد التاريخية،‏ التي تقع على بعد حوالي ٤٠٠ كيلومتر شرق بومباي.‏ وسرعان ما ادركنا اننا الشاهدتان الوحيدتان في مدينة يقطنها نحو مليون نسمة.‏ اضف الى ذلك انه وجب عليّ تعلم المهراتية،‏ اللغة المحكية السائدة في المدينة.‏

احيانا،‏ كانت تنتابني وحدة شديدة،‏ فأشهق بالبكاء كولد حُرم من امه.‏ غير ان اليزابيث كانت تشجعني بصوتها الحنون وتقول لي:‏ «قد نشعر احيانا بالوحدة،‏ لكننا لسنا وحدنا على الاطلاق.‏ صحيح انك بعيدة عن اصدقائك وعائلتك،‏ إلا ان يهوه معك دائما.‏ فاتخذيه صديقا وسيولّي ألم الوحدة سريعا».‏ وما زلت حتى اليوم اقدّر هذه النصيحة حق التقدير.‏

عند افتقارنا الى ما يكفي من المال لندفع اجرة المواصلات،‏ كنا نقطع يوميا ٢٠ كيلومترا سيرا على الاقدام في طرقات مغبرة وموحلة دون ان يعيقنا حر او برد.‏ ففي فصل الصيف،‏ غالبا ما وصلت الحرارة الى ٤٠ درجة مئوية.‏ وفي فصل الرياح الموسمية،‏ كانت الطرقات في اجزاء من مقاطعتنا تبقى موحلة طوال اشهر.‏ بيد ان نظرة المجتمع السائدة شكلت لنا في احيان كثيرة تحديا اكبر من الطقس.‏

فالمرأة لم تتكلم مع الرجل علانية إلا اذا جمعت بينهما صلة قرابة،‏ ونادرا ما كانت تعلِّمه.‏ لذلك تعرضنا للاستهزاء وسوء المعاملة.‏ وطوال الاشهر الستة الاولى،‏ عقدنا انا وهي فقط اجتماعات الكتاب المقدس الاسبوعية.‏ لكن مع مرور الوقت انضم الينا اناس مهتمون.‏ وسرعان ما بدأ يتشكل فريق صغير،‏ حتى ان البعض اشتركوا معنا في الخدمة.‏

‏‹داومي على صقل مهاراتك›‏

بعد حوالي سنتين ونصف،‏ عُيّنا من جديد في بومباي.‏ وفي حين واصلت اليزابيث عمل الكرازة،‏ طُلب مني مساعدة ابي الذي كان وقتئذ المترجم الوحيد للمطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس بلغة كنادا.‏ فرحب بذلك لكثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقه في الجماعة.‏

عام ١٩٦٦،‏ قرر والداي العودة الى مدينة اوديپي،‏ مقر سكننا السابق.‏ فقال لي ابي قبل ان يغادر بومباي:‏ «داومي يا ابنتي على صقل مهاراتك.‏ ترجمي النصوص بأسلوب بسيط وواضح.‏ احذري من الافراط في الثقة بالنفس،‏ وحافظي على التواضع.‏ ولا تنسي الاتكال على يهوه».‏ ان كلماته هذه هي آخر نصيحة اسداها اليّ،‏ لأنه فارق الحياة بُعيد عودته الى اوديپي.‏ ومذاك،‏ ابذل جهدي كي اتبع مشورته في عمل الترجمة الموكل اليّ.‏

‏«ألا ترغبين في الاستقرار؟‏»‏

وفقا للتقاليد في الهند،‏ يدبّر الوالدون زيجات اولادهم وهم بعد في عمر الحداثة،‏ ويشجعونهم على تأسيس عائلة.‏ لذا سُئلت مرارا عديدة:‏ «ألا ترغبين في الاستقرار؟‏ مَن سيعتني بك عندما تتقدمين في السن؟‏ ألن تشعري بالوحدة؟‏».‏

احيانا،‏ كانت هذه التعليقات المتكررة تسحقني عاطفيا.‏ غير اني كنت احبس مشاعري امام الآخرين،‏ ثم اسكب قلبي ليهوه حالما اختلي بنفسي.‏ وقد تعزيت لمعرفتي انه لا يرى ان فيّ نقصا ما لكوني عزباء.‏ وبغية تعزيز تصميمي على خدمته دون التهاء،‏ دوامت على التأمل في مثال ابنة يفتاح ويسوع اللذين لم يتزوجا،‏ بل انشغلا بفعل مشيئته.‏ —‏ يوحنا ٤:‏٣٤‏.‏

موهبة من يهوه

بقينا انا وإليزابيث صديقتين حميمتين نحو ٥٠ سنة.‏ فقد غيبها الموت عام ٢٠٠٥ عن عمر ٩٨ سنة.‏ في اواخر سني حياتها،‏ حال ضعف بصرها دون قراءتها الكتاب المقدس،‏ فأمضت معظم وقتها تقدّم الى اللّٰه صلوات حارة ومطولة.‏ وفي بعض الاحيان،‏ خلتها تناقش آية مع احد ما في غرفتها،‏ انما لأجدها تتحدث مع يهوه.‏ لقد كان حقيقيا بالنسبة اليها،‏ حتى انها عاشت حياتها وكأنه فعليا امام عينيها.‏ فتعلمتُ ان هذا هو مفتاح الثبات في خدمة اللّٰه على غرار ابنة يفتاح.‏ وكم انا شاكرة ليهوه لأنه منحني اختا ناضجة اكبر مني سنا لترشدني في ايام حداثتي وفي كفاحي مع مصاعب الحياة!‏ —‏ جامعة ٤:‏٩،‏ ١٠‏.‏

يا للبركات التي انعم بها في خدمتي ليهوه على غرار ابنة يفتاح!‏ فببقائي عازبة واتباعي مشورة الكتاب المقدس،‏ احظى بحياة غنية زاخرة بالمكافآ‌ت فيما ‹اواظب على خدمة الرب دون التهاء›.‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣٥‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

ابي يلقي خطابا عاما في بومباي في خمسينات القرن العشرين

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

مع اليزابيث قبل موتها بفترة قصيرة

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

الاعلان عن محاضرة من الكتاب المقدس في بومباي عام ١٩٦٠

‏[الصورة في الصفحة ٢٩]‏

مع رفيقيّ في العمل في مكتب الترجمة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة