لِنُوَاصِلْ خِدْمَتَنَا بِغَيْرَةٍ وَلَا نُعْيِ
«لَا يَفْتُرْ عَزْمُنَا فِي فِعْلِ مَا هُوَ حَسَنٌ». — غل ٦:٩.
١، ٢ مَاذَا نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي رُؤْيَا حَزْقِيَالَ وَرُؤْيَا دَانِيَالَ عَنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيَّةِ؟
لَا بُدَّ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلرَّهْبَةِ حِينَ نُفَكِّرُ أَنَّنَا جُزْءٌ مِنْ هَيْئَةٍ كَوْنِيَّةٍ عَظِيمَةٍ. وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، يُصَوَّرُ يَهْوَهُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١ مِنْ حَزْقِيَالَ وَٱلْإِصْحَاحِ ٧ مِنْ دَانِيَالَ وَهُوَ يُوَجِّهُ ٱلْأُمُورَ بِحَيْثُ يُتَمِّمُ مَقَاصِدَهُ. كَمَا يُرَى يَسُوعُ وَهُوَ يَتَوَلَّى قِيَادَةَ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ، وَذٰلِكَ بِهَدَفِ ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ وَٱلِٱعْتِنَاءِ رُوحِيًّا بِٱلْكَارِزِينَ وَتَرْوِيجِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ ذٰلِكَ يَمْلَأُنَا ثِقَةً بِهَيْئَةِ يَهْوَهَ. — مت ٢٤:٤٥.
٢ فَهَلْ نُوَاكِبُ إِفْرَادِيًّا هٰذِهِ ٱلْهَيْئَةَ ٱلرَّائِعَةَ؟ وَهَلْ تَبْقَى غَيْرَتُنَا لِلْحَقِّ مُتَّقِدَةً مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ أَمْ إِنَّهَا تَتَضَاءَلُ؟ عِنْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ، قَدْ نَكْتَشِفُ أَنَّنَا بَدَأْنَا نُعْيِي أَوْ رُبَّمَا نَفْقِدُ شَيْئًا مِنْ غَيْرَتِنَا. وَلَيْسَ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ يَحْدُثَ ذٰلِكَ. فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، رَأَى بُولُسُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى حَثِّ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلتَّفَكُّرِ فِي غَيْرَةِ يَسُوعَ وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِهَا. فَهٰذَا كَانَ سَيُسَاعِدُهُمْ ‹لِئَلَّا يَتْعَبُوا وَيَخُورُوا فِي نُفُوسِهِمْ›. (عب ١٢:٣) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، إِنَّ ٱلتَّفَكُّرَ فِي ٱلْإِنْجَازَاتِ ٱلرَّائِعَةِ لِهَيْئَةِ يَهْوَهَ يُشَدِّدُنَا لِنُحَافِظَ عَلَى غَيْرَتِنَا وَٱحْتِمَالِنَا.
٣ مَاذَا يَلْزَمُ كَيْ لَا نُعْيِيَ، وَمَاذَا سَنَتَنَاوَلُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ لٰكِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي كَيْ نُحَافِظَ عَلَى غَيْرَتِنَا وَلَا نُعْيِيَ. فَبُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَيْنَا ٱلسَّعْيُ إِلَى «فِعْلِ مَا هُوَ حَسَنٌ». (غل ٦:٩) وَفِي مَا يَلِي، سَنَتَنَاوَلُ خَمْسَةَ أُمُورٍ يَجِبُ أَنْ نَقُومَ بِهَا كَيْ نَبْقَى رَاسِخِينَ وَنَسْتَمِرَّ فِي مُوَاكَبَةِ هَيْئَةِ يَهْوَهَ. بَعْدَئِذٍ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُقَرِّرَ إِذَا كَانَتْ هُنَالِكَ مَجَالَاتٌ يُمْكِنُنَا ٱلتَّحَسُّنُ فِيهَا نَحْنُ أَوْ عَائِلَتُنَا.
لِنَجْتَمِعْ مَعًا كَيْ نَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ وَنَعْبُدَ يَهْوَهَ
٤ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلِٱجْتِمَاعَ مَعًا هُوَ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟
٤ لَطَالَمَا كَانَ ٱلِٱجْتِمَاعُ مَعًا أَمْرًا أَسَاسِيًّا لِخُدَّامِ يَهْوَهَ. فَفِي ٱلْحَيِّزِ ٱلسَّمَاوِيِّ، تُسْتَدْعَى ٱلْمَخْلُوقَاتُ ٱلرُّوحَانِيَّةُ لِتَحْضُرَ أَمَامَ يَهْوَهَ فِي أَوْقَاتٍ مُعَيَّنَةٍ. (١ مل ٢٢:١٩؛ اي ١:٦؛ ٢:١؛ دا ٧:١٠) وَكَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا أَنْ يَجْتَمِعُوا مَعًا «لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيَتَعَلَّمُوا». (تث ٣١:١٠-١٢) وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، ٱرْتَادَ ٱلْيَهُودُ ٱلْمَجَامِعَ لِيَقْرَأُوا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (لو ٤:١٦؛ اع ١٥:٢١) وَقَدِ ٱسْتَمَرَّ ٱلتَّشْدِيدُ عَلَى ضَرُورَةِ عَقْدِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مَعَ تَأْسِيسِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَٱلْيَوْمَ، لَا يَزَالُ هٰذَا ٱلْوَجْهُ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ عِبَادَتِنَا. فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ‹يُرَاعُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ›. وَٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، عَلَيْنَا أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى ‹تَشْجِيعِ بَعْضِنَا بَعْضًا›، لِأَنَّنَا ‹نَرَى يَوْمَ يَهْوَهَ يَقْتَرِبُ›. — عب ١٠:٢٤، ٢٥.
٥ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُشَجِّعَ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟
٥ إِنَّ إِحْدَى ٱلْوَسَائِلِ ٱلْفَعَّالَةِ لِنُشَجِّعَ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ هِيَ أَنْ نُشَارِكَ فِيهَا. فَبِإِمْكَانِنَا مَثَلًا أَنْ نُجِيبَ عَنْ سُؤَالٍ، نُعَلِّقَ عَلَى آيَةٍ، أَوْ نَرْوِيَ ٱخْتِبَارًا قَصِيرًا يُظْهِرُ ٱلْحِكْمَةَ مِنِ ٱتِّبَاعِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (مز ٢٢:٢٢؛ ٤٠:٩) وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلِٱسْتِمَاعَ إِلَى ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلَّتِي يُعْطِيهَا ٱلْإِخْوَةُ، كِبَارًا كَانُوا أَمْ صِغَارًا، يَبْقَى مَصْدَرَ ٱنْتِعَاشٍ لَنَا حَتَّى لَوْ كُنَّا نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ.
٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱجْتِمَاعَاتُنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ نَشَاطَى رُوحِيًّا؟
٦ إِضَافَةً إِلَى نَيْلِ ٱلتَّشْجِيعِ، ثَمَّةَ أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ أُخْرَى تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا بِٱنْتِظَامٍ. فَٱجْتِمَاعَاتُنَا ٱلْأُسْبُوعِيَّةُ وَمَحَافِلُنَا تُزَوِّدُنَا بِٱلشَّجَاعَةِ لِنَتَكَلَّمَ بِجُرْأَةٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ أَوِ ٱللَّامُبَالَاةِ. (اع ٤:٢٣، ٣١) وَمُنَاقَشَةُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَثْنَاءَهَا تُقَوِّينَا وَتُرَسِّخُ إِيمَانَنَا. (اع ١٥:٣٢؛ رو ١:١١، ١٢) هٰذَا وَإِنَّ ٱلتَّعْلِيمَ وَتَبَادُلَ ٱلتَّشْجِيعِ مَعَ إِخْوَتِنَا يَمْنَحَانِنَا سَعَادَةً حَقِيقِيَّةً وَ ‹يُرِيحَانِنَا مِنْ أَيَّامِ ٱلْبَلِيَّةِ›. (مز ٩٤:١٢، ١٣) فَكَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ عَلَى ٱلْإِرْشَادِ ٱلرَّائِعِ ٱلْمُزَوَّدِ فِي هٰذِهِ ٱلْبَرَامِجِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي تُشْرِفُ عَلَى إِعْدَادِهَا لَجْنَةُ ٱلتَّعْلِيمِ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ!
٧، ٨ (أ) مَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلْأَهَمُّ لِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ (ب) كَيْفَ تُسَاعِدُكَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ رُوحِيًّا؟
٧ أَمَّا ٱلسَّبَبُ ٱلْأَهَمُّ لِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فَهُوَ عِبَادَةُ يَهْوَهَ. (اِقْرَأْ مزمور ٩٥:٦.) فَفِي هٰذِهِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، نَحْظَى بِٱلِٱمْتِيَازِ ٱلْعَظِيمِ أَنْ نُقَدِّمَ لِإِلٰهِنَا ٱلتَّسْبِيحَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّرَانِيمِ وَٱلتَّعْلِيقَاتِ. (كو ٣:١٦؛ رؤ ٤:١١) فَلَا عَجَبَ أَنْ يَجْرِيَ حَثُّنَا ‹أَلَّا نَتْرُكَ ٱجْتِمَاعَنَا، كَمَا هُوَ مِنْ عَادَةِ ٱلْبَعْضِ›. — عب ١٠:٢٥.
٨ فَهَلْ نَعْتَبِرُ ٱجْتِمَاعَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ تَدْبِيرًا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ حَتَّى يُخَلِّصَنَا يَهْوَهُ مِنْ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ؟ إِذَا كَانَ هٰذَا مَوْقِفَنَا، فَسَنَضَعُهَا بَيْنَ «ٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً» ٱلَّتِي نُخَصِّصُ لَهَا ٱلْوَقْتَ مَهْمَا كَثُرَتْ مَشَاغِلُنَا. (في ١:١٠) وَسَنَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِنَا أَلَّا نُفَوِّتَ أَيًّا مِنْهَا إِلَّا لِأَسْبَابٍ وَجِيهَةٍ حَقًّا.
لِنَبْحَثْ عَنِ ٱلْمُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ
٩ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ مُهِمٌّ؟
٩ كَيْ نَسْتَمِرَّ فِي مُمَاشَاةِ هَيْئَةِ يَهْوَهَ، عَلَيْنَا أَنْ نُبَشِّرَ بِغَيْرَةٍ. وَعَمَلُ ٱلبِشَارَةِ هٰذَا بَدَأَ بِهِ يَسُوعُ حِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَمُذَّاكَ، بَاتَ هٰذَا ٱلْعَمَلُ أَحَدَ ٱلِٱهْتِمَامَاتِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ لِكَامِلِ هَيْئَةِ يَهْوَهَ. فَٱلْمَلَائِكَةُ يَدْعَمُونَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيُرْشِدُونَنَا إِلَى «ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ»، حَسْبَمَا تُثْبِتُ ٱخْتِبَارَاتٌ كَثِيرَةٌ. (اع ١٣:٤٨؛ رؤ ١٤:٦، ٧) كَمَا أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَرْضِيَّ لِهَيْئَةِ يَهْوَهَ هُوَ مَوْجُودٌ لِتَنْظِيمِ وَدَعْمِ هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْبَالِغِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَمَاذَا عَنَّا إِفْرَادِيًّا؟ هَلْ نَضَعُ ٱلْخِدْمَةَ بَيْنَ أَوْلَوِيَّاتِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ؟
١٠ (أ) أَيُّ مِثَالٍ يُوضِحُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِلْحَقِّ؟ (ب) كَيْفَ تُسَاعِدُكَ ٱلْخِدْمَةُ أَلَّا تُعْيِيَ؟
١٠ إِذَا كَرَزْنَا بِغَيْرَةٍ، تَبْقَى مَحَبَّتُنَا لِلْحَقِّ شَدِيدَةً. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مِيتْشِلَ، ٱلَّذِي يَخْدُمُ شَيْخًا وَفَاتِحًا عَادِيًّا مُنْذُ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ. يَقُولُ: «كُلَّمَا قَرَأْتُ مَقَالَةً فِي مَجَلَّتَيْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!، يُذْهِلُنِي مَا أَجِدُ فِيهَا مِنْ حِكْمَةٍ وَبَصِيرَةٍ وَمَنْطِقٍ. وَبِمَا أَنَّنِي أُحِبُّ إِخْبَارَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ، أَتَشَوَّقُ لِأُثِيرَ ٱهْتِمَامَهُمْ بِمَا تَعَلَّمْتُهُ وَأَرَى رَدَّ فِعْلِهِمْ. وَخِدْمَتِي تُسَاعِدُنِي أَنْ أُحَافِظَ عَلَى نَمَطِ حَيَاةٍ مُتَّزِنٍ. فَأَنَا أَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِي لِأُنْجِزَ كُلَّ أُمُورِي قَبْلَ ٱلْوَقْتِ ٱلْمُخَصَّصِ لِلْخِدْمَةِ أَوْ بَعْدَهُ». عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، إِذَا بَقِينَا مَشْغُولِينَ بِخِدْمَتِنَا ٱلْمُقَدَّسَةِ، نَظَلُّ رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. — اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٥:٥٨.
لِنَسْتَفِدْ مِنَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ
١١ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَ بِتَمَعُّنٍ كُلَّ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ؟
١١ يُزَوِّدُنَا يَهْوَهُ بِوَفْرَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ لِيُقَوِّيَنَا. فَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ قُلْتَ فِي نَفْسِكَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ مَقَالَةً فِي مَجَلَّاتِنَا: ‹هٰذَا تَمَامًا مَا كُنْتُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ! فَكَأَنَّ يَهْوَهَ كَتَبَ هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ خُصُوصًا مِنْ أَجْلِي›! إِنَّ شُعُورَكَ هٰذَا لَيْسَ بِلَا أَسَاسٍ، إِذْ إِنَّ يَهْوَهَ يَسْتَخْدِمُ ٱلْمَطْبُوعَاتِ لِيُوَجِّهَ خُطُوَاتِنَا. فَقَدْ قَالَ: «أَمْنَحُكَ بَصِيرَةً وَأُرْشِدُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَسْلُكُهُ». (مز ٣٢:٨) فَهَلْ نَبْذُلُ طَاقَتَنَا لِنَقْرَأَ بِتَمَعُّنٍ كُلَّ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي نَحْصُلُ عَلَيْهِ؟ إِذَا فَعَلْنَا ذٰلِكَ، نَبْقَى مُثْمِرِينَ وَلَا نَذْبُلُ رُوحِيًّا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْعَصِيبَةِ. — اِقْرَأْ مزمور ١:١-٣؛ ٣٥:٢٨؛ ١١٩:٩٧.
١٢ مَا ٱلَّذِي يُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُعَدِّ لَنَا؟
١٢ كَيْ يَعْمُقَ تَقْدِيرُنَا لِمَطْبُوعَاتِنَا، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْجَبَّارِ ٱلَّذِي يَتَطَلَّبُهُ إِنْتَاجُهَا. فَلَجْنَةُ ٱلْكِتَابَةِ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ تُشْرِفُ عَلَى ٱلْبَحْثِ وَٱلْكِتَابَةِ وَٱلتَّصْحِيحِ وَٱنْتِقَاءِ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُنَاسِبَةِ وَٱلتَّرْجَمَةِ، عَمَلِيَّةٍ لَازِمَةٍ لِإِعْدَادِ مَطْبُوعَاتِنَا وَٱلْمَوَادِّ ٱلْمَوْجُودَةِ عَلَى مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ. ثُمَّ تَقُومُ ٱلْفُرُوعُ ٱلْمَسْؤُولَةُ عَنِ ٱلطِّبَاعَةِ بِشَحْنِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ فِي مُقَاطَعَتِهَا. وَكُلُّ هٰذِهِ ٱلْجُهُودِ هَدَفُهَا مَنْحُ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْغِذَاءَ ٱلرُّوحِيَّ. (اش ٦٥:١٣) فَلْنَسْعَ بِكُلِّ قُوَّتِنَا لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ كُلِّ هٰذَا ٱلطَّعَامِ ٱلَّذِي تُوَفِّرُهُ لَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ. — مز ١١٩:٢٧.
لِنَدْعَمْ تَرْتِيبَاتِ ٱلْهَيْئَةِ
١٣، ١٤ مَنِ ٱلَّذِينَ يَدْعَمُونَ تَرْتِيبَاتِ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِمْ؟
١٣ شَاهَدَ يُوحَنَّا فِي إِحْدَى ٱلرُّؤَى يَسُوعَ عَلَى فَرَسٍ أَبْيَضَ مَاضِيًا لِيَخُوضَ حَرْبًا ضِدَّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ عَلَى يَهْوَهَ. (رؤ ١٩:١١-١٥) وَأَبْصَرَ أَيْضًا جُيُوشًا مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ وَٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْمُقَامِينَ وَهُمْ يَتْبَعُونَهُ عَلَى خُيُولِهِمْ. (رؤ ٢:٢٦، ٢٧) وَهٰذَا يُظْهِرُ أَنَّهُمْ يَدْعَمُونَ تَرْتِيبَاتِ يَهْوَهَ بِكُلِّ وَلَاءٍ.
١٤ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَدْعَمُ ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ كَامِلًا عَمَلَ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَيَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْيَوْمَ. (اِقْرَأْ زكريا ٨:٢٣.) فَكَيْفَ نُعْرِبُ إِفْرَادِيًّا عَنْ دَعْمِنَا لِتَرْتِيبَاتِ يَهْوَهَ؟ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ نُذْعِنَ لِلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ. (عب ١٣:٧، ١٧) وَيَبْدَأُ هٰذَا ٱلْأَمْرُ فِي جَمَاعَتِنَا. فَهَلْ يَبْنِي كَلَامُنَا فِي ٱلْآخَرِينَ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلشُّيُوخِ وَٱلتَّقْدِيرَ لِعَمَلِ ٱلْإِشْرَافِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْهِمْ؟ هَلْ نُشَجِّعُ أَوْلَادَنَا أَنْ يَحْتَرِمُوا هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ ٱلْأُمَنَاءَ وَيَلْتَفِتُوا إِلَيْهِمْ طَلَبًا لِلْمَشُورَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، هَلْ نُنَاقِشُ كَعَائِلَةٍ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱسْتِخْدَامُ مَوَارِدِنَا ٱلْمَالِيَّةِ لِنَتَبَرَّعَ مِنْ أَجْلِ دَعْمِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ؟ (ام ٣:٩؛ ١ كو ١٦:٢؛ ٢ كو ٨:١٢) هَلْ نُشَارِكُ فِي صِيَانَةِ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ فَإِذَا رَأَى يَهْوَهُ أَنَّنَا نُكِنُّ تَقْدِيرًا عَمِيقًا لِتَرْتِيبَاتِهِ، يَسْكُبُ عَلَيْنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنَا ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ كَيْ لَا نُعْيِيَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. — اش ٤٠:٢٩-٣١.
لِنَحْيَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَا نَكْرِزُ بِهِ
١٥ لِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نُكَافِحَ بِٱسْتِمْرَارٍ كَيْ نَحْيَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَاصِدِ يَهْوَهَ ٱلسَّامِيَةِ؟
١٥ أَخِيرًا، لِنَنْجَحَ فِي ٱلِٱحْتِمَالِ وَنُوَاصِلَ مُوَاكَبَةَ هَيْئَةِ يَهْوَهَ، يَجِبُ أَنْ نَحْيَا حَيَاةً تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي نَحْمِلُهَا، وَذٰلِكَ بِأَنْ ‹نَتَيَقَّنَ مَا هُوَ مَقْبُولٌ عِنْدَ ٱلرَّبِّ›. (اف ٥:١٠، ١١) لَا شَكَّ أَنَّهُ يَصْعُبُ عَلَيْنَا فِعْلُ ٱلصَّوَابِ بِسَبَبِ نَقَائِصِنَا، وُجُودِ ٱلشَّيْطَانِ، وَٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُحِيطِ بِنَا. حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نُصَارِعُ يَوْمِيًّا مِنْ أَجْلِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَلَاقَتِنَا بِٱللّٰهِ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، لَا نَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ جِدًّا كِفَاحَنَا هٰذَا. فَلْنُتَابِعِ ٱلْمَعْرَكَةَ وَلَا نَسْتَسْلِمْ! فَٱلْحَيَاةُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَاصِدِ يَهْوَهَ تَمْنَحُنَا ٱلِٱكْتِفَاءَ وَتَضْمَنُ لَنَا رِضَى إِلٰهِنَا. — ١ كو ٩:٢٤-٢٧.
١٦، ١٧ (أ) مَاذَا يَجِبُ فِعْلُهُ عِنْدَ ٱرْتِكَابِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنِ ٱخْتِبَارِ آن؟
١٦ لٰكِنْ مَاذَا لَوِ ٱرْتَكَبْتَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟ عَلَيْكَ أَنْ تَلْتَمِسَ ٱلْمُسَاعَدَةَ بِأَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ. فَإِخْفَاءُ ٱلْمَسْأَلَةِ يَزِيدُ ٱلطِّينَ بِلَّةً. تَذَكَّرْ مَا شَعَرَ بِهِ دَاوُدُ حِينَ سَكَتَ وَلَمْ يَعْتَرِفْ بِخَطِيَّتِهِ. فَقَدْ قَالَ إِنَّ ‹عِظَامَهُ بَلِيَتْ مِنْ أَنِينِهِ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ›. (مز ٣٢:٣) نَعَمْ، إِنَّ مَنْ يُخْفِي خَطِيَّتَهُ يُصَابُ بِٱلْإِعْيَاءِ عَاطِفِيًّا وَرُوحِيًّا، لٰكِنَّ «مَنْ يَعْتَرِفُ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ». — ام ٢٨:١٣.
١٧ إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَصَلَ مَعَ آن.a فَحِينَ كَانَتْ فِي أَوَاخِرِ سَنَوَاتِ مُرَاهَقَتِهَا، خَدَمَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً. غَيْرَ أَنَّهَا بَدَأَتْ تَعِيشُ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً. تَقُولُ: «عَذَّبَنِي ضَمِيرِي. وَلَمْ تُفَارِقْنِي مَشَاعِرُ ٱلتَّعَاسَةِ وَٱلْكَآبَةِ». لٰكِنْ ذَاتَ يَوْمٍ جَرَتْ مُنَاقَشَةُ يَعْقُوب ٥:١٤، ١٥ فِي أَحَدِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَأَدْرَكَتْ آن حَاجَتَهَا إِلَى ٱلْتِمَاسِ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنَ ٱلشُّيُوخِ. وَٱلْيَوْمَ حِينَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلْوَرَاءِ تَقُولُ: «هَاتَانِ ٱلْآيَتَانِ هُمَا وَصْفَةٌ مِنْ يَهْوَهَ تَشْفِي ٱلْمَرَضَ ٱلرُّوحِيَّ. صَحِيحٌ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ تَنَاوُلُ هٰذَا ٱلدَّوَاءِ، لٰكِنَّهُ دَوَاءٌ نَاجِعٌ دُونَ شَكٍّ. فَأَنَا أَصْغَيْتُ إِلَى ٱلْمَشُورَةِ فِي هَاتَيْنِ ٱلْآيَتَيْنِ وَشُفِيتُ فِعْلًا». لَقَدْ مَرَّتْ سَنَوَاتٌ عَلَى تِلْكَ ٱلتَّجْرِبَةِ. وَهَا هِيَ آن فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ تَخْدُمُ يَهْوَهَ بِغَيْرَةٍ وَبِضَمِيرٍ صَالِحٍ.
١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تَصْمِيمُنَا؟
١٨ إِنَّهُ لَٱمْتِيَازٌ عَظِيمٌ أَنْ نَحْيَا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ وَنَكُونَ جُزْءًا مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ ٱلرَّائِعَةِ! فَلْنَسْعَ جَاهِدِينَ نَحْنُ وَعَائِلَاتُنَا كَيْ نُقَدِّمَ ٱلْعِبَادَةَ بِٱنْتِظَامٍ مَعَ جَمَاعَاتِنَا، نَبْحَثَ بِكَدٍّ عَنْ مُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ، وَنُقَدِّرَ أَعْمَقَ تَقْدِيرٍ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلَّذِي نَحْصُلُ عَلَيْهِ. وَلْنَدْعَمْ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا وَنَعِشْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي نَحْمِلُهَا. فَإِذَا فَعَلْنَا ذٰلِكَ، نَنْجَحُ فِي مُوَاكَبَةِ هَيْئَةِ يَهْوَهَ وَلَا نُعْيِي أَبَدًا.
a هٰذَا ٱلِٱسْمُ مُسْتَعَارٌ.