تَكُونُونَ «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ»
«تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً». — خر ١٩:٦.
١، ٢ أَيَّةُ حِمَايَةٍ ٱحْتَاجَ إِلَيْهَا نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ، وَلِمَاذَا؟
إِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلْأُولَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَهَا أَهَمِّيَّةٌ كُبْرَى كَيْ نَفْهَمَ كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ قَصْدُ يَهْوَهَ. فَعِنْدَمَا قَطَعَ ٱللّٰهُ ٱلْوَعْدَ ٱلْعَدْنِيَّ، أَعْلَنَ قَائِلًا: «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ [ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ ٱلشَّيْطَانَ] وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا». وَإِلَى أَيِّ حَدٍّ سَتَكُونُ هٰذِهِ ٱلْعَدَاوَةُ شَدِيدَةً؟ قَالَ يَهْوَهُ: «هُوَ [نَسْلُ ٱلْمَرْأَةِ] يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». (تك ٣:١٥) فَسَتَكُونُ ٱلْعَدَاوَةُ بَيْنَ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْمَرْأَةِ شَدِيدَةً جِدًّا بِحَيْثُ إِنَّهُ لَنْ يُوَفِّرَ جُهْدًا لِيَقْضِيَ عَلَى نَسْلِهَا.
٢ فَلَا عَجَبَ أَنْ صَلَّى ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ إِلَى ٱللّٰهِ بِخُصُوصِ شَعْبِهِ ٱلْمُخْتَارِ، قَائِلًا: «هَا هُمْ أَعْدَاؤُكَ فِي جَلَبَةٍ، وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا ٱلرَّأْسَ. عَلَى شَعْبِكَ يَتَهَامَسُونَ مَكْرًا، وَيَتَآمَرُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ فِي سِتْرِكَ. قَالُوا: ‹هَلُمَّ نَمْحُوهُمْ مِنَ ٱلْأُمَمِ›». (مز ٨٣:٢-٤) لِذَا، كَانَ يَجِبُ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى نَقَاوَةِ نَسَبِ نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ وَحِمَايَتُهُ مِنَ ٱلْإِبَادَةِ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، ٱتَّخَذَ يَهْوَهُ إِجْرَاءَاتٍ قَانُونِيَّةً إِضَافِيَّةً تَضْمَنُ إِتْمَامَ قَصْدِهِ.
عَهْدٌ يَحْمِي نَسْلَ ٱلْمَرْأَةِ
٣، ٤ (أ) مَتَى صَارَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ، وَعَلَامَ وَافَقَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ؟ (ب) مَاذَا كَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ؟
٣ بَعْدَ أَنْ تَكَاثَرَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَبَلَغَ عَدَدُهُمُ ٱلْمَلَايِينَ، نَظَّمَهُمْ يَهْوَهُ فِي أُمَّةٍ هِيَ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ. فَبِوَاسِطَةِ مُوسَى، قَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدًا فَرِيدًا بِإِعْطَائِهِمِ ٱلشَّرِيعَةَ. وَقَدْ وَافَقَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ عَلَى شُرُوطِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ. يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «أَخَذَ [مُوسَى] كِتَابَ ٱلْعَهْدِ وَقَرَأَهُ فِي مَسَامِعِ ٱلشَّعْبِ، فَقَالُوا: ‹كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ وَنُطِيعُهُ›. فَأَخَذَ مُوسَى ٱلدَّمَ [دَمَ ذَبَائِحِ ٱلثِّيرَانِ] وَرَشَّهُ عَلَى ٱلشَّعْبِ وَقَالَ: ‹هٰذَا هُوَ دَمُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ›». — خر ٢٤:٣-٨.
٤ صَارَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ عِنْدَ جَبَلِ سِينَاءَ سَنَةَ ١٥١٣ قم. وَمِنْ خِلَالِهِ، فُرِزَتْ إِسْرَائِيلُ ٱلْقَدِيمَةُ لِتَكُونَ أُمَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُخَتْارَةَ. فَأَصْبَحَ يَهْوَهُ ‹قَاضِيَهُمْ، مُشْتَرِعَهُمْ، وَمَلِكَهُمْ›. (اش ٣٣:٢٢) وَقَدْ كَانَ هَدَفُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى نَقَاوَةِ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ حَرَّمَتِ ٱلتَّزَوُّجَ بِٱلْوَثَنِيِّينَ وَمُمَارَسَةَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. — خر ٢٠:٤-٦؛ ٣٤:١٢-١٦.
٥ (أ) أَيَّةُ فُرْصَةٍ أَتَاحَهَا عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟ (ب) لِمَ رَفَضَ ٱللّٰهُ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ؟
٥ وَفَّرَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ أَيْضًا كَهَنُوتًا رَمَزَ إِلَى كَهَنُوتٍ أَعْظَمَ سَيَأْتِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (عب ٧:١١؛ ١٠:١) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، حَظِيَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ بِوَاسِطَةِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ بِفُرْصَةٍ وَٱمْتِيَازٍ فَرِيدَيْنِ: أَنْ تَصِيرَ «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ» إِنْ هِيَ أَطَاعَتْ شَرَائِعَ يَهْوَهَ. (اقرإ الخروج ١٩:٥، ٦.) إِلَّا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَأُمَّةٍ لَمْ يُحَافِظُوا عَلَى طَاعَتِهِمْ لِلّٰهِ وَرَفَضُوا ٱلْمَسِيَّا، ٱلْجُزْءَ ٱلرَّئِيسِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ. فَرَفَضَهُمُ ٱللّٰهُ هُوَ بِدَوْرِهِ.
عَدَمُ أَمَانَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يَعْنِ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٣-٦.)
٦ أَيُّ هَدَفٍ حَقَّقَتْهُ ٱلشَّرِيعَةُ؟
٦ إِنَّ عَدَمَ أَمَانَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيَهْوَهَ وَبِٱلتَّالِي فَشَلَهُمْ فِي تَأْلِيفِ مَمْلَكَةِ كَهَنَةٍ لَا يَعْنِي أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ. فَقَدْ كَانَ هَدَفُهَا أَنْ تَحْمِيَ ٱلنَّسْلَ وَتَقُودَ ٱلْبَشَرَ إِلَى ٱلْمَسِيَّا. وَحَالَمَا أَتَى ٱلْمَسِيحُ وَحُدِّدَتْ هُوِيَّتُهُ، تَحَقَّقَ هٰذَا ٱلْهَدَفُ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْمَسِيحُ هُوَ نِهَايَةُ ٱلشَّرِيعَةِ». (رو ١٠:٤) وَلٰكِنْ مَنْ كَانَ سَيَحْظَى بِفُرْصَةِ ٱلصَّيْرُورَةِ مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ؟ لَقَدْ أَبْرَمَ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ عَقْدًا قَانُونِيًّا آخَرَ لِيُشَكِّلَ أُمَّةً جَدِيدَةً.
عَهْدٌ تَتَشَكَّلُ بِمُوجَبِهِ أُمَّةٌ جَدِيدَةٌ
٧ مَاذَا أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ إِرْمِيَا؟
٧ قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنْ إِلْغَاءِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ، أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ ٱلنَّبِيِّ إِرْمِيَا أَنَّهُ سَيَقْطَعُ مَعَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ «عَهْدًا جَدِيدًا». (اقرأ ارميا ٣١:٣١-٣٣.) وَبِخِلَافِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ، كَانَ هٰذَا ٱلْعَهْدُ سَيُتِيحُ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا دُونَ ٱلْحَاجَةِ إِلَى تَقْدِيمِ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةٍ. كَيْفَ؟
٨، ٩ (أ) مَا ٱلَّذِي يَتَحَقَّقُ بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ؟ (ب) أَيُّ فُرْصَةٍ أُتِيحَتْ لِلَّذِينَ قُطِعَ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٨ بَعْدَ قُرُونٍ، أَسَّسَ يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ بم. وَفِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ، قَالَ عَنِ ٱلْكَأْسِ لِرُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْـ ١١: «هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ تُمَثِّلُ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ بِدَمِي ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِكُمْ». (لو ٢٢:٢٠) وَبِحَسَبِ رِوَايَةِ مَتَّى، قَالَ يَسُوعُ: «هٰذِهِ تُمَثِّلُ ‹دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ›، ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا». — مت ٢٦:٢٧، ٢٨.
٩ إِنَّ دَمَ يَسُوعَ ٱلَّذِي سُفِكَ مَرَّةً لَا غَيْرُ يَجْعَلُ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ شَرْعِيًّا وَيُتِيحُ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ أَحَدَ طَرَفَيِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ لِأَنَّهُ بِلَا خَطِيَّةٍ وَلَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى غُفْرَانٍ. وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ قَادِرٌ، بِفَضْلِ قِيمَةِ دَمِ ٱبْنِهِ، أَنْ يُنْعِمَ بِٱلْفَوَائِدِ عَلَى بَنِي آدَمَ. كَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ ‹يَتَبَنَّى› بَعْضَ ٱلْبَشَرِ ٱلْأُمَنَاءِ بِمَسْحِهِمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ كَيْ يَصِيرُوا «أَبْنَاءً» لَهُ. (اقرأ روما ٨:١٤-١٧.) فَإِذْ يَعْتَبِرُهُمْ دُونَ خَطِيَّةٍ، يُصْبِحُونَ فِي نَظَرِهِ كَٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً. وَهٰكَذَا يَصِيرُونَ «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ» وَيَتَمَتَّعُونَ بِٱلْفُرْصَةِ أَنْ يَكُونُوا «مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ»، وَهُوَ ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلَّذِي خَسِرَتْهُ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ بِخُصُوصِ «شُرَكَاءِ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ»: «أَمَّا أَنْتُمْ ‹فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، كَهَنُوتٌ مَلَكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ ٱقْتِنَاءٍ، لِتُعْلِنُوا فَضَائِلَ› ٱلَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ». (١ بط ٢:٩) فَيَا لَأَهَمِّيَّةِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ! فَهُوَ يُمَكِّنُ تَلَامِيذَ يَسُوعَ أَنْ يَصِيرُوا ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ.
اَلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ يَصِيرُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ
١٠ مَتَى أَصْبَحَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ، وَلِمَ لَمْ يَسْرِ مَفْعُولُهُ قَبْلَ ذٰلِكَ ٱلتَّارِيخِ؟
١٠ لَمْ يَسْرِ مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ حِينَ أَتَى يَسُوعُ عَلَى ذِكْرِهِ فِي عَشَاءِ ٱلرَّبِّ. فَقَدْ لَزِمَ أَوَّلًا أَنْ يُسْكَبَ دَمُ يَسُوعَ وَأَنْ تُقَدَّمَ قِيمَتُهُ أَمَامَ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّمَاءِ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، وَجَبَ أَنْ يُسْكَبَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَى مَنْ سَيَكُونُونَ «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ». وَلِذٰلِكَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ سَرَى مَفْعُولُهُ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، حِينَ مُسِحَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ ٱلْأَوْلِيَاءُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
١١ كَيْفَ مَكَّنَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ ٱلْيَهُودَ وَٱلْأُمَمِيِّينَ أَنْ يُصْبِحُوا جُزْءًا مِنْ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ، وَكَمْ عَدَدُ ٱلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمْ هٰذَا ٱلْعَهْدُ؟
١١ مَعَ أَنَّ عَهْدَ ٱلشَّرِيعَةِ «عَتُقَ» إِلَى حَدٍّ مَا حِينَ أَعْلَنَ يَهْوَهُ بِلِسَانِ إِرْمِيَا أَنَّهُ سَيَقْطَعُ عَهْدًا جَدِيدًا مَعَ إِسْرَائِيلَ، لَمْ تَنْتَهِ صَلَاحِيَّةُ هٰذَا ٱلْعَهْدِ ٱلسَّابِقِ إِلَى أَنْ سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ. (عب ٨:١٣) وَحِينَذَاكَ، بَاتَ بِمَقْدُورِ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِيِّينَ غَيْرِ ٱلْمَخْتُونِينَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ أَنْ يَصِيرُوا وَرَثَةً لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ لِأَنَّ خِتَانَهُمْ «هُوَ خِتَانُ ٱلْقَلْبِ بِٱلرُّوحِ، لَا بِشَرِيعَةٍ مَكْتُوبَةٍ». (رو ٢:٢٩) فَقَدْ جَعَلَ ٱللّٰهُ شَرَائِعَهُ ‹فِي عُقُولِهِمْ وَكَتَبَهَا فِي قُلُوبِهِمْ›. (عب ٨:١٠) أَمَّا ٱلْعَدَدُ ٱلْإِجْمَالِيُّ لِلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ فَسَيَكُونُ ٠٠٠,١٤٤ يُشَكِّلُونَ أُمَّةً جَدِيدَةً هِيَ «إِسْرَائِيلُ ٱللّٰهِ»، أَيْ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ. — غل ٦:١٦؛ رؤ ١٤:١، ٤.
١٢ قَارِنْ بَيْنَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ.
١٢ وَمَا أَوْجُهُ ٱلْمُقَارَنَةِ بَيْنَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ؟ (١) كَانَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ بَيْنَ يَهْوَهَ وَإِسْرَائِيلَ ٱلطَّبِيعِيِّ، فِي حِينِ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ هُوَ بَيْنَ يَهْوَهَ وَإِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ. (٢) كَانَ مُوسَى هُوَ وَسِيطَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ، أَمَّا وَسِيطُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ فَهُوَ يَسُوعُ. (٣) أَصْبَحَ عَهْدُ ٱلشَّرِيعَةِ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ بِدَمِ حَيَوَانَاتٍ، فِيمَا جُعِلَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ شَرْعِيًّا بِدَمِ يَسُوعَ ٱلْمَسْفُوكِ. وَ (٤) نُظِّمَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ مِنْ خِلَالِ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ بِقِيَادَةِ مُوسَى، أَمَّا ٱلَّذِينَ يُقْطَعُ مَعَهُمُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ فَيُنَظَّمُونَ بِقِيَادَةِ يَسُوعَ، رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ. — اف ١:٢٢.
١٣، ١٤ (أ) كَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ هُوَ ضَرُورِيٌّ لِيَحْكُمَ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ؟
١٣ وَكَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ إِنَّ هٰذَا ٱلْعَهْدَ يُنْتِجُ أُمَّةً مُقَدَّسَةً لَدَيْهَا ٱمْتِيَازُ ٱلصَّيْرُورَةِ مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ. وَتُشَكِّلُ هٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ ٱلْجُزْءَ ٱلثَّانَوِيَّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ. (غل ٣:٢٩) وَهٰكَذَا، يُؤَكِّدُ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْإِبْرَاهِيمِيَّ سَيَتَحَقَّقُ.
١٤ غَيْرَ أَنَّ هُنَالِكَ حَلَقَةً لَا تَزَالُ مَفْقُودَةً. فَقَدْ تَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ يُنْتِجُ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيَّ وَيُشَكِّلُ ٱلْأَسَاسَ ٱلَّذِي يُخَوِّلُ أَعْضَاءَهُ أَنْ يُصْبِحُوا «شُرَكَاءَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ». وَلٰكِنْ ثَمَّةَ حَاجَةٌ إِلَى إِجْرَاءٍ قَانُونِيٍّ يَسْمَحُ لَهُمْ بِٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى يَسُوعَ فِي مَلَكُوتِهِ كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ.
عَهْدٌ يَسْمَحُ لِآخَرِينَ بِٱلْحُكْمِ مَعَ ٱلْمَسِيحِ
١٥ أَيُّ عَهْدٍ قَطَعَهُ يَسُوعُ مَعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْأُمَنَاءِ؟
١٥ بَعْدَمَا أَسَّسَ يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ، قَطَعَ عَهْدًا مَعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْأُمَنَاءِ يُسَمَّى عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ. (اقرأ لوقا ٢٢:٢٨-٣٠.) وَبِخِلَافِ ٱلْعُهُودِ ٱلْأُخْرَى، لَيْسَ يَهْوَهُ أَحَدَ طَرَفَيْ هٰذَا ٱلْعَهْدِ لِأَنَّهُ عَهْدٌ بَيْنَ يَسُوعَ وَأَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. وَعِنْدَمَا قَالَ يَسُوعُ: «كَمَا صَنَعَ أَبِي عَهْدًا مَعِي»، كَانَ عَلَى مَا يَتَّضِحُ يُلَمِّحُ إِلَى ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ مَعَهُ لِيَكُونَ ‹كَاهِنًا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى غِرَارِ مَلْكِي صَادِقَ›. — عب ٥:٥، ٦.
١٦ مَاذَا يُتِيحُ عَهْدُ ٱلْمَلَكُوتِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟
١٦ كَانَ رُسُلُ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْـ ١١ قَدِ ‹ٱلْتَصَقُوا بِهِ فِي مِحَنِهِ›. فَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ مُؤَكِّدًا لَهُمْ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَيَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوشٍ لِيَحْكُمُوا كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ. إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ لَيْسَ حُكْرًا عَلَى أُولٰئِكَ ٱلْـ ١١. فَقَدْ ظَهَرَ يَسُوعُ ٱلْمُمَجَّدُ لِلرَّسُولِ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا وَقَالَ: «مَنْ يَغْلِبْ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي عَلَى عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَرْشِهِ». (رؤ ٣:٢١) بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، فَإِنَّ عَهْدَ ٱلْمَلَكُوتِ هُوَ بَيْنَ يَسُوعَ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْبَالِغِ عَدَدُهُمْ ٠٠٠,١٤٤. (رؤ ٥:٩، ١٠؛ ٧:٤) وَهُوَ ٱلْعَهْدُ ٱلَّذِي يُشَكِّلُ أَسَاسًا قَانُونِيًّا لِيَحْكُمُوا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَهُمْ بِذٰلِكَ يُشْبِهُونَ عَرُوسًا مِنْ عَائِلَةٍ نَبِيلَةٍ ٱخْتِيرَتْ لِتَتَزَوَّجَ بِمَلِكٍ. فَهِيَ لَنْ تَصِيرَ قَادِرَةً عَلَى مُشَارَكَتِهِ سُلْطَتَهُ إِلَّا بَعْدَ ٱقْتِرَانِهَا بِهِ. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، تُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنَّهُمْ «عَرُوسُ» ٱلْمَسِيحِ، أَوْ «عَذْرَاءُ عَفِيفَةٌ» مَخْطُوبَةٌ لِلْمَسِيحِ. — رؤ ١٩:٧، ٨؛ ٢١:٩؛ ٢ كو ١١:٢.
اِمْتَلِكْ إِيمَانًا رَاسِخًا بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ
١٧، ١٨ (أ) اِشْرَحْ بِٱخْتِصَارٍ كُلًّا مِنَ ٱلْعُهُودِ ٱلسِّتَّةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا. (ب) لِمَ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ إِيمَانٍ رَاسِخٍ بِٱلْمَلَكُوتِ؟
١٧ إِنَّ كُلًّا مِنَ ٱلْعُهُودِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا فِي هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ يُبْرِزُ زَاوِيَةً أَوْ أَكْثَرَ لَهَا عَلَاقَةٌ بِٱلْمَلَكُوتِ. (اُنْظُرِ ٱلْقَائِمَةَ «كَيْفَ سَيُتَمِّمُ ٱللّٰهُ قَصْدَهُ؟» فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ.) وَبِنَاءً عَلَى هٰذِهِ ٱلْعُقُودِ ٱلْقَانُونِيَّةِ، لَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنَضَعَ كُلَّ ثِقَتِنَا فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ بِصِفَتِهِ ٱلْوَسِيلَةَ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱللّٰهُ لِيُحَقِّقَ قَصْدَهُ ٱلْأَصْلِيَّ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ. — رؤ ١١:١٥.
سَيُحَقِّقُ يَهْوَهُ قَصْدَهُ لِلْأَرْضِ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٥-١٨.)
١٨ إِنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْوَحِيدُ ٱلدَّائِمُ لِكُلِّ مَشَاكِلِ ٱلْإِنْسَانِ. وَنَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ تَامَّةٍ أَنَّهُ سَيَجْلُبُ بَرَكَاتٍ أَبَدِيَّةً لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. فَلْنُعْلِنْ بِغَيْرَةٍ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلرَّائِعَةَ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ. — مت ٢٤:١٤.